نجوم مهرجان
الإسكندرية لأفلام البحر المتوسط:
«السينما حياة»
كتب: سعيد
خالد, علوي
أبو العلا, محمود
زكي
بحضور نجوم وصناع السينما تتواصل فعاليات الدورة الـ37
لمهرجان الإسكندرية لأفلام البحر المتوسط، حيث شهدت على مدى اليومين
الماضيين ندوات تكريم واحتفاء بعدد من المكرمين خلال هذه الدورة، وهم
المخرج الكبير عمر عبد العزيز، رئيس اتحاد النقابات الفنية، واسم الكاتبة
الراحلة كوثر هيكل، والفنانان سلوى خطاب وخالد الصاوى، والذين تم إصدار كتب
تكريمية لهم على هامش الفعاليات تستعرض مشوارهم، كما أقام المهرجان عددا من
الندوات لصناع الأفلام المشاركة بالدورة والتى تتنافس هذا العام.
سلوى خطاب: أقنعت جدتى بأنى «أمينة رزق» الجديدة.. وتكريمى
هدية لها
بحفاوة كبيرة، استقبل جمهور الإسكندرية الفنانة سلوى خطاب،
أثناء ندوة تكريمها بـ«مهرجان الإسكندرية لأفلام البحر المتوسط»، فى دورته
الـ37، والتى أدارها الناقد محمد يوسف، بحضور الفنانين إلهام شاهين وهند
عاكف والمنتج عادل حسنى والناقد مجدى الطيب، وبدأت الندوة بعرض فيلم تسجيلى
عن مشوارها الفنى.
وأبدت سلوى خطاب سعادتها بتكريمها فى مهرجان «عزيز» عليها-
بحسب وصفها- وهو مهرجان الإسكندرية، متمنية أن تكون جديرة به، حيث تعتبر
لقب فنانة مصرية هو مسؤولية كبيرة.
وتحدثت «سلوى» عن بداية دخولها الفن وكيف أقنعت عائلتها،
وقالت: «أنا من أصول صعيدية، ومثل أى عائلة تخاف على ابنتها من مجال جديد،
فقد كانوا يريدون أن ألتحق بكلية التجارة لأصبح مديرة بنك، خاصة جدتى،
وحاولت أن أقنعها بأن دراستى فى معهد الفنون المسرحية مثل أى دراسة، وأنى
سأكون مثل أمينة رزق لأنها تحبها كثيرا، فجدتى من سيدات الصعيد التى تتسم
بالحكمة والطيبة، ولذلك أهدى تكريمى لها».
وعن نجاحها فى تقديم شخصية الراقصة الغجرية فى مسلسل «الضوء
الشارد»، قالت: «عندما عملت فى هذا المسلسل لم أكن مرشحة لهذا الدور، وطلبت
من المخرج مجدى أبوعميرة أن أقدمه، ثم استعنت بالمخرج عادل عبده ليعلمنى
حركاتهم وطريقة رقصهم، كما استعنت بفرقة من الصعيد حتى تكون هناك مصداقية
فى العمل.. والحقيقة هذه الشخصية من الأدوار المحببة لقلبى، لأنه رغم أنها
راقصة فى الموالد لكن لديها مبادئ».
وعن تجربتها الفنية مع المخرج الراحل أسامة فوزى، قالت:
«تعرفت عليه أثناء دراستى فى المعهد، وسر إعجابى به هو عقله ورؤيته
وثقافته، بالإضافة إلى إنسانيته، وعندما تزوجنا كان يعمل مساعد مخرج، لكن
حلمه دائما أن يجد السيناريو الذى يقدمه فى أول تجاربه كمخرج، حتى وجد
سيناريو فيلم (عفاريت الأسفلت)، وعندما رشحنى له، اعتذرت عنه لأننى كنت
أريد التفرغ له، فهو يقدم أول تجاربه كمخرج، لكنه أصر على تواجدى..
والحقيقة أنا مدينة له لأن أعمالى معه مختلفة ونقلة فى حياتى».
وتابعت سلوى أنها عاشقة للمسرح، وتتعجب من غلق العديد من
المسارح، وبطء الحركة المسرحية، كونه «أبوالفنون»، وردود الفعل تكون مباشرة
بين الممثل والجمهور.. وتذكرت مواقف عدة جمعتها بالفنانة الراحلة سناء جميل
أثناء تمثيل مسرحية «شهرزاد»، قائلة إنها فنانة كبيرة وساعدتها معنويًا،
وكانت سببًا فى تشجيعها وانطلاق موهبتها، وأضافت: «كنت أقدم مسرحية شهرزاد،
وكانت وقتها تشاهدنى وتركز معى جدًا الفنانة سناء جميل وتضحك، وبعد انتهاء
العرض، حرصتْ على دخول الغرفة التى أتواجد فيها، وقالت لى (إنتى قدمتى
المسرحية أفضل منى) وقتها شعرت بإحساس غريب جدًا، ولم أصدق نفسى، وشددت على
أنى مثلت العرض حلو أوى». وأضافت: «سألتها كيف تقولين ذلك وأنتى أستاذة
كبيرة.. كيف أنا سلوى خطاب أمثل أحسن من سناء جميل؟ وردت على: يا بنتى إنتى
كلك أنوثة وحركات وحلوة».
وعن حياتها الخاصة كشفت «سلوى»: «تعرضت للسرقة من أحد
العاملين معى وحدث ذلك أكثر من مرة، وفى الفترة الماضية المساعدة الخاصة بى
سرقتنى وهربت ولم أبحث عنها، لأننى لا أعلم محل سكنها وكانت صدمة بالنسبة
لى». وتابعت: «طلبت الشرطة للتحقيق فى واقعة السرقة وتحرير محضر، والضابط
قاللى أكيد الشغالة قولتله لأ، وقاللى كل مرة تقولى لأ وتطلع الشغالة».
واختتمت: «ذهبت صديقتى والشغالة الخاصة بها والشرطة إلى منزل المساعدة
الخاصة بى، والحمد لله وجدوا الذهب المسروق منى تحت البلاط وعليه جردل ميه».
فى ندوة تكريم الراحلة كوثر هيكل .. سماح أبو بكر عزت: أمى
كانت حازمة وترفض اقتحام خصوصيتها
شهدت فعاليات أول أيام الدورة 37 لمهرجان الإسكندرية
السينمائى لدول البحر المتوسط ندوة تكريم الكاتبة الراحلة كوثر هيكل، بحضور
ابنتها سماح أبوبكر عزت، وحرصت على حضور الندوة الفنانة إلهام شاهين،
المخرج عمر عبدالعزيز، والكاتب عاطف بشاى، مدير التصوير محسن أحمد، المنتج
محمد العدل.
وعرض فى بداية الندوة فيلم قصير عن الكاتبة كوثر هيكل يتضمن
أبرز جوائزها، ولقطات من أعمالها الفنية، منها «عصفور فى القفص»، «لقاء»،
وآخر أعمالها «على نار هادئة»، وبسببه لم تستطع ابنة الكاتبة الراحلة أن
تتمالك أعصابها وانهارت بالبكاء حزنًا على والدتها.
وقالت ابنتها سماح أبوبكر عزت: «والدى كان أكبر من أمى بـ4
سنوات، وكان دائم الجلوس وسط البنات فى الجامعة، وكانت ترفض كوثر هيكل
الاقتراب منه، ولكونها شخصية حازمة رفضت أن تتحدث معه، وبعدها التقيا فى
التليفزيون، واكتشفت أنه شخصية مختلفة جدًا وأن خلف وجهه البشوش المضحك كان
يعانى من أزمة مع والدته، مأساة حقيقية بسبب مرض والدته التى كانت تعانى من
فقدان تام للوعى ويحاول أن يساعدها، وبعدها لغة الحوار اختلفت بينهما،
اكتشفا أن أفكارهما مشتركة وقراءاتهما واحدة».
وأضافت: «والدى كان ينادينى باسم قصة شهيرة تحمل عنوان (موت
موظف)، وكان هناك احترام بينهما دون اقتحام كل منهما لحياة الآخر، كانت
والدتى لديها مساحة خصوصية ترفض أن يتدخل فيها أحد، حتى لو كان زوجها».
وتابعت: «قبل وفاة بابا كانا صديقين، وليس مجرد علاقة زوج
وزوجة، كان الحب والاحترام هو لغة التعامل بينهما، بيت حازم جدًا، بدون عنف
وضرب، والدى كان بمجرد أن ينظر إلىَّ أفهم ما الرسالة التى يريدها منى،
والدتى كانت ذكية فى أعمالها وطريقة تربيتها لى، كما تعرف كيف تضع المشاعر
الإنسانية بدقة وبالميزان».
وتحدثت إلهام شاهين عن علاقتها بالكاتبة قائلة: «إن الراحلة
كانت قريبة من قلبها كثيرًا، بل كانت تشعر بأنها مثل والدتها أو شقيقتها،
والسبب فى ذلك هو أنها كانت دائمًا على طبيعتها وغير متصنعة وتُظهر ما تشعر
به دائمًا».
وعن الأعمال التى لعبت بطولتها وهى من تأليف كوثر هيكل،
قالت إلهام: «لا أستطيع تغيير حرف أو كلمة فى جملة من كتابتها تتفق مع
تلقائيتى، فكانت الوحيدة التى تكتب للرومانسية، وكل فيلم لها كان علامة
مميزة، ولذلك تجاربى معها فى الدراما من أجمل أدوارى التليفزيونية».
وحرص الكاتب عاطف بشاى على إلقاء كلمة قائلا: «جسدت كوثر
هيكل التناقض ببراعة فى أعمالها، فقد اعتمدت على البناء الدرامى والرسم
الجيد للشخصية بأبعادها المختلفة ودعمته، فهى موهبة طاغية فى كتابة الحوار
العذب الرشيق ودفعت الدراما إلى الأمام، ولا نرى مشاهد على الإطلاق لكوثر
هيكل تقليدية».
وتابع: «إنها لم تقدم تنازلا واحدا على عكس الجميع، ولم
تكتب لحساب ممثل، لذلك أصبحت كوثر هيكل ضيفا على المجتمع الفنى، وكانت
قادرة على الدفاع عن فنها دفاعا كبيرا، وكل أعمالها جيدة ومميزة وتمثل
طيارا خاصا، رغم صرامتها الإدارية كانت رقيقة جدا».
وروت الناقدة ماجدة موريس ذكرياتها مع الراحلة: «كوثر
إدارية جيدة، ومدهشة فى كل تفاصيلها، وكنت أتمنى أن أسألها كيف كانت تجسد
الحب الذى تصوره لنا على الشاشة مع أبوبكر عزت»، موضحة أنها قدمت كل
القوالب التى قدمتها الدراما التليفزيونية فى عدد من الأعمال، منها «حكاية
كل زوج» وغيرها، وكان لها بصمة فى أسلوب تقديمها للعلاقات الزوجية فى هذا
الزمن، وهذه التنويعة من أكثر التنويعات الدرامية المهمة فى كتابتها.
المخرج عمر عبدالعزيز: مرورى بظروف صعبة دفعنى لصناعة
«كوميديا سوداء» تشبه حياتى
أقيمت ندوة تكريم المخرج الكبير عمر عبدالعزيز ضمن فعاليات
مهرجان «الإسكندرية السينمائى لدول البحر المتوسط» فى دورته الـ37، أدارها
الناقد أحمد سعد الدين، وسط تواجد عدد من النجوم، على رأسهم شقيقه المخرج
محمد عبدالعزيز، ومدير التصوير محسن أحمد، والمخرج على بدرخان، والمنتج
محمد العدل، ود. خالد عبدالجليل مستشار وزيرة الثقافة، والمخرج هانى لاشين،
والمخرجة إيناس الدغيدى، والفنانة إلهام شاهين، والناقد السينمائى الأمير
أباظة رئيس المهرجان وعدد من النقاد والصحفيين.
وعرض فى بداية الندوة فيلم قصير عن عمر عبدالعزيز، ضم لقطات
من حصوله على جائزة مهرجان الإسكندرية، بالإضافة إلى استعراض سريع لعدد من
أهم أعماله السينمائية، منهم «يا رب ولد»، «عالم عيال عيال»، كما تم عرض
كلمة شقيقه المخرج محمد عبدالعزيز بافتتاح الدورة الـ 37 من «الإسكندرية
السينمائى».
وأهدى المخرج عمر عبدالعزيز التكريم إلى دفعة ٧٦ التى تحمل
اسم بهاء النقاش، موضحا أنهم جميعهم يستحقون الأفضل، وعاش معهم أجمل أيام.
وتابع عمر عبدالعزيز حكاياته وسر حبه للكوميديا: «تورطت بالعمل فى
الكوميديا، فقد مررت فى حياتى بعدد من الظروف الصعبة، لذلك قررت أن أصنع
كوميديا سوداء تشبه حياتى».
كما تحدث المخرج عمر عبدالعزيز عن طريقة اختياره للنجوم فى
أعماله وقال: «أفكر دائما فى النجم وكيف سيقوم بالدور، وأتساءل مع نفسى
لماذا أختار هذا بالتحديد؟ وأجيب، لذلك كل من شاركوا معى كانت اختياراتهم
محكمة وفى مكانها وعن اقتناع كبير».
وعن سر تحمسه لفيلم «ليه يا هرم»، أوضح عبدالعزيز أنه
استفزه تصريح السياسى الإسرائيلى مناحم بيجين حينما قال: «لا أرى إلا ما
صنع أجدادى» فقررت أن أقدم هذا الفيلم.
كما حرص المخرج هانى لاشين على تأكيد أن عمر عبدالعزيز من
أقرب أصدقائه، ودائما متواجدان سويا، ووالدته كوالدتى، وخفة ظله على الشاشة
تجعل الجمهور يرتبط به، معبرا عن سعادته بتكريمه، فهو تكريم لنا جميعا. أما
مدير التصوير محسن أحمد، فقال فى كلمته: «عمر هو الابتسامة المتواجدة
بيننا، وأتمنى له التوفيق، وهو من طلب تواجدى معه على المنصة لأكون بجانبه».
وروى الكاتب عاطف بشاى عن ذكرياته مع عمر قائلا: «أنا من
دفعة ٧٦، وسعيد لانتمائى لهذا الفريق الكبير، ولذلك أحب أن أذكر أن عمر عبد
العزيز هو أحد الكُتاب الساخرين بامتياز، ولديه موهبة طاغية فى هذا المجال
سواء فى الكتابة أو الإخراج أو التمثيل، ولذلك أعماله مميزة، ولديه قدرة
مدهشة على التقاط المفارقة فى هذا الواقع، حيث أتذكر أننى وقفت فى إحدى
الإشارات ووجدته يداعبنى ويقول لى: لماذا تقف هنا هذه الإشارة لا تفتح سوى
يومين فقط فى الأسبوع؟!».
وتابع حكاياته الكوميدية عن عمر عبدالعزيز: «هناك ناقد فنى
كتب عنه مقالا ينتقد فيه فيلم (ليه يا هرم)، واختار عنوان (ليه يا عمر)
فكان رد المخرج عمر عبد العزيز (إنت بتردحلى)».
وساند المخرج محمد عبدالعزيز شقيقه عمر بالحضور معه ووجه له
كلمة بالندوة قائلا: «شهادتى مجروحة فى شقيقى عمر، ومخرجو الكوميديا قليلون
فى هذا العالم لصعوبتها الشديدة وصعوبة دراستها، ولكن عمر أبهرنى بعمله،
فأعماله لا يمكن أن أنساها، إلى جانب نشاطه النقابى الذى يبذل فيه قصارى
جهده، وبالفعل هو فرع مهم من فروع العائلة بل عملة نادرة»، موجهًا الشكر
لإدارة مهرجان الإسكندرية على هذا التكريم.
وحرصت المخرجة إيناس الدغيدى على التواجد بشكل خاص لحضور
ندوة تكريم عمر عبدالعزيز قائلة: »دخلت معهد السينما بسبب عمر، لأن شقيقه
كان يساعدنا كثيرا، ويمكننى أن أروى أسماء دفعة ٧٦ التى كان متعارف عليها
فى الجامعة فكنا نطلق لقب (دنجوان الدفعة) على المخرج هانى لاشين، وعمر عبد
العزيز (كوميديان الدفعة)، ومحسن أحمد (الباحث عن الذات)، وعاطف بشاى (خبيث
الدفعة)«.
وتابعت: »كانت دفعة رائعة قدموا الكثير للفن«، وطلبت من عمر
بحكم عمله النقابى مساعدة كبار النجوم الجالسين فى منازلهم أن يعملوا.
وأكدت فى حديثها الفنانة إلهام شاهين قائلة: »أريد أن أعرف
ماذا يمكننا أن نفعل لكى نقدم أعمالا قوية ونعيد الريادة لمصر، حيث أشعر
بالحزن كثيرا حينما أشارك فى المهرجانات ولا أجد عملا مصريا متواجدا، كيف
هذا ومصر هى الرائدة فى العالم العربى؟!«.
وقال المنتج محمد العدل: »عمر عبد العزيز صديقى، وأراه فى
كل حالاته.. فهو مهموم دائما بمشاكل زملائه، وبالفعل أحب عائلته«. وأضاف
المخرج على بدرخان أن »عمر عبد العزيز إنسان جميل، وهو من أعز الناس على
قلبى«، ليرد عليه عمر »أن أجمل ما حدث له فى التكريم أنه يتواجد فى دورة
تحمل اسمه». |