ملفات خاصة

 
 
 

فرنسيون يكتشفون السعودية من خلال "شاشة واعدة"

5 أفلام شبابية قدمها مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي في معهد العالم العربي

رضاب نهار

مهرجان أفلام السعودية

الدورة السابعة

   
 
 
 
 
 
 

لأن السينما هي إحدى صلات الوصل الرئيسة في تعزيز وتطوير العلاقات الثقافية والاجتماعية بين الشعبين السعودي والفرنسي، نظمت جمعية الصداقة الفرنسية السعودية "جيل 2030" فعالية "ليالي السينما السعودية" في باريس التي أنشأها مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي.

وكان معهد العالم العربي قد احتضن الفعالية عشية افتتاح مهرجان كان السينمائي في دورته الرابعة والسبعين، حيث حضر الجمهور الباريسي مجموعة من الأعمال الأخيرة لعدد من المخرجين السعوديين الشباب، الذين حصل بعضهم بالفعل على جوائز دولية.

سينما سعودية واعدة

وأكد جاك لانغ رئيس معهد العالم العربي في باريس معلقاً على الحدث، أن السينما السعودية اليوم في أوج نهضتها وهي تعمل لتقدم للجمهور السعودي والعالمي صالات عرض سينمائية جديدة ومجددة تتيح الفرص أمام الموهوبين الشباب وتسمح كذلك للمنتجين والموزعين والعارضين بأن يدعموا ويشجعوا الإنتاج السينمائي في المملكة.

وأشار إلى أن مهرجان البحر الأحمر هو مهرجان فريد من نوعه، إذ إنه يحظى ببرنامج متنوع واسع تتخلله جلسات نقاش ولقاءات ثرية ما يوفر مساحة مناسبة أمام السينمائيين السعوديين الشباب من الجنسين لإظهار مواهبهم.

وتوجه السيد لانغ بالشكر العميق لجمعية الصداقة الفرنسية السعودية جيل 2030، لتنظيمها هذا الحدث الذي عرّف الجمهور الفرنسي بالسينما السعودية.

كما توجه بتحية خاصة للأمير بدر بن عبد الله بن محمد بن فرحان آل سعود وزير الثقافة السعودي الذي أطلق منذ عدة سنوات عملية تحول وتطوير مذهلة في القطاع الثقافي، مبيناً أن السياسة التي يتبعها تجاه المتاحف والمسرح وفن الطبخ السعودي وكذلك في مجال الأزياء والأدب والسينما والإبداع الإعلامي والموسيقى، مثيرة للإعجاب بالفعل، فاليوم، القليل فقط من البلدان هي التي تبذل الغالي والنفيس من أجل الثقافة بكل هذه الحرارة والحماس.

وعبر جاك لانغ عن عمق الصداقة وقوة المشروع الثقافي المشترك بين فرنسا والمملكة العربية السعودية، مؤكداً ثقته في أن السينمائيين السعوديين، رجالاً ونساء، سينجزون في الأيام المقبلة كثيراً من الأعمال العظيمة التي ستبهر العالم ومحبي السينما في كل مكان.

من جهتها أكدت إدارة مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، أن المهرجان يسهم في تطوير السينما السعودية اليوم من خلال عدة مبادرات كانت تهدف منذ البداية إلى تشكيل بنية تحتية سريعة لقطاع صناعة الأفلام.

من بين المبادرات معمل البحر الأحمر السينمائي لتطوير المشاريع السعودية، إضافة إلى صندوق "تمهيد" الذي انطلق لدعم الإنتاج المحلي في السينما، وقد قام بتمويل فيلمين سينمائيين هما: فيلم "أربعون عاماً وليلة" الذي يعرض ضمن فعالية باريس، وهو من إخراج محمد الهليل، وإنتاج عبد الرحمن خوج، وفيلم "شمس المعارف" للمخرج فارس قدس، وشقيقه المنتج صهيب قدس.

كذلك ومن خلال سوق البحر الأحمر، تتوفر مساحة لاكتشاف المواهب والمشاريع والأفكار التي تعزز صناعة السينما في السعودية والعالم العربي. وهي مساحة أيضاً، للموزعين والمنتجين والراغبين في تطوير مشاريعهم في المنطقة.

وأوضحت رئيسة جمعية "جيل 2030"، أن التفاعل الكبير الذي لاقته الفعالية من الجمهور الفرنسي، يؤكد نجاحهم في إيصال رسالتهم الثقافية المشتركة. لقد قال بعض الحاضرين إنهم يشاهدون السينما السعودية للمرة الأولى، وشبهوا هذه التجربة بالسفر، إذ اطلعوا من خلال الأفلام المعروضة على المجتمع السعودي كما لو أنهم زاروه بالفعل، وتعرفوا على بعض عاداتنا وتقاليدنا، كما شاهدوا ملامح موروثنا الثقافي الغني.

وبشكل عام، أكدت أن الجمعية تسعى إلى تسليط الضوء على المواهب السعودية في المحافل الدولية، ليس فقط من خلال السينما، وإنما أيضاً في كافة مجالات الفنون والثقافة.

وقالت: "نحن ثقافتان مختلفتان لكن الشغف بين الموهوبين والمهتمين هو دائماً صلة الوصل. ورسالتنا تكمن في تقوية هذه الصلة وتعزيزها، فالثقافة وسيلة لكسر الحواجز وطريقة مثالية للتعارف والاطلاع الثقافي".

وأضافت أن الجمعية مهتمة كثيراً في التعريف بالسينما السعودية وخلق مجالات واسعة لتطويرها في بلد مثل فرنسا لها تاريخ كبير في الصناعة السينمائية.

ليلة من الاكتشاف

تضمن جدول العرض في تلك الأمسية السعودية الباريسية، خمسة أفلام: أربعة أفلام قصيرة، وفيلماً روائياً طويلاً، قدمت جميعها في نسختها العربية الأصلية مصحوبة بترجمة إلى الإنجليزية أشرفت عليها الإدارة الفنية لمهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي.

أمسية استثنائية، سلطت الضوء على سينما جديدة في طور النهضة. وعرضت أمام الفرنسيين أفلاماً عالجت قضايا مهمة وجدلية في المجتمع السعودي.

لقد كشف فيلم "أربعون عاماً وليلة" للمخرج محمد الهليل، عن سلسلة علاقات اجتماعية تتداخل فيها مجموعة من الإشكاليات اليومية ضمن حبكة تتصاعد أحداثها تباعاً إلى أن تصل حد الانفجار وانكشاف الحقائق.

إنه يتطرق إلى فكرة الزواج الثاني بوصفه حدثاً خطيراً يهدد تماسك عائلة بأكملها، لا بوصفه أمراً عادياً يمكن التساهل معه، وعلى المرأة تقبله كأمر واقع من الطبيعي حدوثه.

العلاقات في هذا الفيلم الروائي الطويل معقدة تجمع بين شخوصه بصفات عائلية وأخرى فوضوية. وبالطبع ثمة متسع لعلاقات المصلحة والمال.

أما في فيلم "من يحرقن الليل" للمخرجة سارة مسفر، فتبدو العلاقات العائلية بذات التعقيد، لكن هذه المرة من وجهة نظر شقيقتين مراهقتين تسعيان من بدايته وحتى النهاية إلى اتباع خطى أحلامهن غير المفهومة بخاصة مع قلة الصبر التي تتمتعان بها.. لكن الليل كان كفيلاً بفرد الأسرار وتجلي الأحلام، فيفتح باباً سحرياً لاكتشاف الذات وفهم المشاعر المتناقضة.

وفي المشاهد المتنقلة داخل منزل الشقيقتين، نلقي نظرة خاطفة على بعض ركائز التراث السعودي: طقوس عائلية، أهازيج وأغان من الموروث الشعبي. إنها عادات يومية ترسم ملامح الإنسان السعودي وتضفي الجمالية والصدق على هذه الدراما السينمائية.

وبدوره، يسلط فيلم "ارتداد" لمخرجه محمد الحمود، الضوء على العلاقات الاجتماعية في السعودية، حيث الاختلافات الثقافية تلعب دوراً كبيراً في حياة الشخوص. ويتناول بشكل خاص، المناطق الريفية في المنطقة الجنوبية من المملكة من خلال قصة زوجين حديثين يأتيان لأول مرة إلى مسقط رأس الزوج، وهناك تبدأ الفوارق العميقة بالظهور ويبدو أنها ستحدد مصير هذه العلاقة الناشئة.

كذلك نجد صراعات داخلية عميقة جداً في فيلم "ومتى أنام؟" للمخرج حسام السيد، حيث تلعب الكاميرا دور المستكشف والباحث عن إجابة منطقية لسؤال العنوان. ثمة خيالات وأمور أخرى قد تكون حقيقية لكنها تأتي على شكل أحداث غريبة تتداخل مع بعضها البعض، كما لو أنها أفكار شخص فاقد التركيز ومشوش بسبب قلة النوم.

وأثناء معاناته، يحاول هذا الشخص اكتشاف ملامح مدينته. يجوب بسيارته ليلاً في شوارعها وأحيائها، فيسمع صوتها وحدها بعيداً عن الضجيج البشري الذي تعج فيه خلال النهار.

وفي فيلم "موال تاني" للمخرج هشام فاضل، يأخذ انكشاف الذات مستوى آخر يضع الإنسان أمام مرآته الحقيقية. يتحدث الفيلم عن واقع امرأة وحيدة، تعاني من روتين قاتل يقودها إلى الاكتئاب الذي هو سبب ونتيجة في الوقت نفسه. لكن الفكرة الأساسية تكمن في ذلك الصوت الذي تسمعه المرأة أثناء ممارستها لكل أفعالها اليومية، بدءاً من الاستيقاظ، مروراً بدخول الحمام وفي الطريق إلى العمل، ثم العمل ذاته وصولاً إلى العودة إلى ذات المستنقع.

الصوت لا يهدأ أبداً طيلة الفيلم، إنه صوت لامرأة تعلق على تصرفات الشخصية الرئيسة الصامتة. إنه في الحقيقة مونولوجها الداخلي الصادق والرافض لكل التمثيل والازدواجية في حياتها. ويتصاعد المونولوج شيئاً فشيئاً إلى أن يصل إلى مرحلة الذروة في منتصف الأحداث حين نسمع الصوت: "مين أنت؟ ولا أحد.. كنت تحسبي حتصيري إنسانة مهمة بس ما صرت ولااا شي".

بعد جلسة المكاشفة تحاول المرأة الانتحار، إنها لم تعد تحتمل مزيداً من الإحباط فالاستقلال ثمنه صعب جداً.. لكن يحدث وأن تتصالح مع صوتها الداخلي وتبدأ مرحلة التعافي والانتصار على الاكتئاب.

انتهت الأمسية، لكن التجربة مستمرة. والفرنسيون وبعد ما اطلعوا على هذه الأفلام، ينتظرون اليوم المزيد من الصناعة السينمائية السعودية، التي يبدو أنها واعدة بالفعل.

 

الـ The Independent  في

09.07.2021

 
 
 
 
 

عصام زكريا يكتب

كسر حاجز المليون مشاهد: “وقفة رجالة” في السينما السعودية!

لعقود طويلة ظلت السينما من المحرمات والكبائر في المملكة العربية السعودية، ضمن عشرات وعشرات من الأشياء والسلوكيات التي تم تحريمها والحقوق الشخصية التي تم تجريمها، ولكن الأسوأ من ذلك كان تصدير هذه الأفكار إلى البلاد المجاورة وإلى عقول المسلمين في كل مكان في العالم، وقد أنفقت السعودية تريليونات الدولارات لنشر هذه الأفكار المتطرفة التي جلبت الخراب على العالم كله، وأول المتضررين كان العالم العربي والاسلامي.

اليوم، تسعى السعودية لمحو الماضي وكتابة صفحة جديدة من تاريخها تتسم بمزيد من التحرر الفكري والرحابة الإنسانية، ولعل أكثر المجالات التي تتجلى فيها هذه السياسة هو السينما.

بعد عقود من الجدب السينمائي تشهد السعودية اليوم طفرة في بناء دور العرض السينمائي وانتاج الأفلام وعقد المهرجانات السينمائية من بينها مهرجان محلي مخصص للأفلام السعودية وآخر دولي يعرض أفلاما من كل بلاد العالم، ولولا ظروف جائحة “كوفيد19 المستجد” التي عطلت النشاط السينمائي في العالم كله لكان لهذه الحركة شأن آخر.

بمجرد أن خفت القيود المفروضة بسبب الوباء، شهدت دور العرض السعودية خلال الأيام الماضية نشاطا كبيرا، كان من نتائجه تحقيق فيلم “وقفة رجالة” المصري لايرادات غير مسبوقة في شباك التذاكر السعودي تخطت مليون تذكرة بالرغم من شروط التباعد والنسب المقررة لاشغال دور العرض، بجانب أن عدد دور العرض السينمائي في السعودية لا يتخط أربعين دارا تضم في مجملها ما يقل عن أربعمائة قاعة صغيرة.

هذا النجاح الذي حققه “وقفة رجالة” لا يعكس قوة الفيلم بقدر ما يعكس حال السوق السعودي المتعطش لارتياد دور العرض السينمائي والاستمتاع بالتجربة في جو مرح يحققه الفيلم الخفيف الذي يضم عددًا من نجوم الكوميديا المصريين.

الفيلم الذي أخرجه أحمد الجندي عن سيناريو لهيثم دبور مقتبس عن الفيلم الأمريكي “آخر زيارة لفيجاس” Last Vegas من إخراج جون ترتلتوب وبطولة روبرت دي دي نيرو، كيفين كلاين، مورجان فريمان ومايكل دوجلاس، وكما يظهر من أسماء أبطاله، فإن الفيلم يدور حول أربعة رجال مسنين يذهبون في رحلة (أخيرة) لمدينة لاس فيجاس، حيث يمرون ببعض المغامرات العاطفية الكوميدية.

الأربعة في الفيلم المصري هم ماجد الكدواني، بيومي فؤاد، سيد رجب وشريف دسوقي، وهم يقررون السفر إلى أحد المنتجعات السياحية لمساعدة صديقهم، سيد رجب الذي توفت زوجته مؤخرا، على الخروج من حالة الحزن التي تنتابه.

بغض النظر عن موضوع الاقتباس غير المشروع، حيث إن صناع الفيلم لم يعترفوا به على عناوين الفيلم للتهرب من دفع الحقوق الفكرية، أو لادعاء أنهم أصحاب التأليف والفكرة، بغض النظر عن هذا، فإن “وقفة رجالة” تم اقتباسه بشكل جيد، والكوميديا تم تمصيرها بشكل جيد، والنجوم الأربعة يؤدون أدوارهم بخفة دم وإجادة واضحة، كما أن المخرج أحمد الجندي، المعروف بمسلسلاته الكوميدية الناجحة، يقدم هنا واحدا من أفضل أفلامه.

يحتوي الفيلم على مشاهد كوميدية مبتكرة، مثل مشهد تقليد الأربعة لمقاطع الفيديو الشهيرة، وعلاقات الشد والجذب والمقالب المتبادلة بين الكدواني وبيومي، كما أن الشخصيات الأربعة مكتوبة جيدا ولا تشبه بعضها، ولكن الفكرة بالأساس “ذكورية” فالفيلم موجه للرجال، خاصة الأكبر سنا، وخاصة الرجال “التقليديين” الذين يرون أن الرجولة تكمن في الجنس والفوز بالنساء، ولعل ذلك أيضا أحد أسباب النجاح الكبير الذي حققه الفيلم في بلد يخرج بالكاد من عباءة التقاليد الثقيلة.

لا شك في استحقاق الفيلم للنجاح، ولكن المدهش هو أنه فيلم قديم، عمره أكثر من عام، انتهى عرضه السينمائي منذ شهور، وبيعت حقوق عرضه للفضائيات والمنصات، وهو يعرض على منصة “شاهد” بالفعل، كما أنه متاح مجانا على الإنترنت، وهو ما يعني أن المليون مشاهد الذين تقاطروا لمشاهدة الفيلم في السعودية لا يعنيهم الفيلم في حد ذاته بقدر ما يعنيهم طقس مشاهدة الأفلام “جماعة” في دور العرض، والاستمتاع بالضحك معا، وبالخروج من عزلتين: عزلة الكورونا، وعزلة السنوات العجاف التي حرمت فيها السينما ودور العرض!

نجاح “وقفة رجالة” سيساهم بالتأكيد في مزيد من الاستثمارات في صناعة السينما في السعودية، وبالفعل يتوقع مع نهاية هذا العام أن تتضاعف أعداد دور العرض السينمائي، وأن يتضاعف الرقم مجددا خلال الأعوام القليلة الماضية.

 

الأمصار المصرية في

10.04.2021

 
 
 
 
 

طفرة سينمائية في السعودية بعد عقود من الحظر

رؤوية 2030 تؤسس لثقافة مختلفة

السلطات السعودية تفتتح 22 دار سينما جديدة بحلول نهاية العام الحالي.

الرياض – بعد حظر دام أكثر من 35 عاما، تسارعت وتيرة الانفتاح السينمائي في السعودية حيث أعلنت سلطات المملكة مؤخرا ارتفاع دور السينما بعموم البلاد إلى 39 دارا.

ووفق خالد بن عبدالله البكر، أحد المسؤولين في برنامج “جودة الحياة” المندرج ضمن “رؤية السعودية 2030″، فإن حجم سوق دور السينما بالبلاد “يعد الأكبر في الشرق الأوسط”، حيث تتم إدارتها من قبل 5 مشغلين، في 8 مناطق بالمملكة.

وأعلن البكر مؤخرا، في تصريحات صحافية، أن “عدد دور السينما بالمملكة ارتفع إلى 39 منذ افتتاح أول دار عرض سينمائي بالسعودية مطلع أبريل 2018، حيث تحتوي على 385 شاشة”.

وأفاد بـ”حصول 4 شركات جديدة على رخص لتشغيل دور السينما، واستهداف مدن جديدة هي الخرج (جنوب شرق) والطائف (غرب) وعرعر (شمال) وخميس مشيط (جنوب)، في هذا الخصوص”.

وأضاف أنه “سيتم افتتاح 22 دار عرض جديدة حتى نهاية عام 2021″، معتبرا أن “السعودية لا تزال بحاجة لدور السينما في مختلف مدنها”.

واستدرك “العدد الحالي منها (دور السينما) يعد قليلا جدا نظرا لحجم المملكة الكبير سواء كان بعدد سكانها (نحو 35 مليون نسمة) أو مساحتها الجغرافية الكبيرة”.

وذكر أن شركة “موفي” المحلية لتشغيل دور السينما (تأسست عام 2019)، ستفتتح 29 فرعا جديدا حتى نهاية 2022 في مدن رئيسية بالبلاد، فضلا عن مدن أخرى مثل الخبر (شرق) وعنيزة (وسط) والطائف.

وتتوقع الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع، أن يصل عدد دور السينما بحلول عام 2030 إلى 350 دارا بـ2500 فيلم يعرض في عموم السعودية، وقيمة الصناعة السينمائية إلى مليار دولار.

قرار إلغاء الحظر على دور السينما في السعودية، بعد سنوات طويلة، لقي تأييدا ومعارضة من المواطنين، فبينما رأى المؤيدون في الخطوة “ضرورة للانفتاح والتغيير”، اعتبرها المعارضون “خروجا عن تقاليد وعادات المملكة”.

غير أن هيئة الإعلام المرئي والمسموع، أكدت مرارا، أن محتوى العروض سيخضع للرقابة وفق معايير السياسة الإعلامية للمملكة، بحيث “سيتوافق مع القيم والثوابت المرعية، ولا يتعارض مع الأحكام الشرعية، ولا يخل بالاعتبارات الأخلاقية في المملكة”.

وبين مؤيد ومعارض للخطوة، يرى مراقبون، أن دور السينما في السعودية ليست مجرد فضاء للترفيه، بل هي أحد وجوه رؤية المملكة نحو مزيد من الانفتاح الاجتماعي.

ويأتي رفع الحظر عن قطاع السينما بالمملكة، ضمن مجموعة من التغييرات الاجتماعية والثقافية والسياسية والاقتصادية ضمن رؤية “السعودية 2030″، التي يقودها ويدفع بها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.

وتستهدف هذه الرؤية، رفع مساهمة قطاع الترفيه من إجمالي الناتج المحلي من 3 إلى 6 في المائة، حيث صرح ولي العهد بن سلمان سابقا، بأن بلاده “تستهدف توطين 50 في المائة من قطاع الترفيه، إذ ينفق المواطنون 22 مليار دولار على الترفيه في الخارج سنويا”.

وضمن تلك التغييرات، شهدت المملكة سلسلة قرارات بالتخلي عن عدد من القوانين والأعراف الرسمية، المعتمدة على مدار عقود، أبرزها السماح للنساء بقيادة السيارة، ودخولهن ملاعب كرة القدم، والسماح لهن بممارسة مهن كانت حكرا على الرجال.

 

####

 

" تتويجات تليق بالمنجز

حد الطار" يتوّج بالنخلة الذهبية للفيلم الطويل في مهرجان أفلام السعودية

فيلم "أربعون عاما وليلة" حاز على نصيب الأسد من الجوائز، بتتويجه بجوائز أفضل ممثل وأفضل موسيقى وجائزة لجنة التحكيم.

واصل فيلم “حد الطار” نجاحاته المستمرة ففاز بجائزة أحسن فيلم في مهرجان أفلام السعودية في دورته السابعة. وحاز فيلم “أربعون عاما وليلة” على نصيب الأسد من جوائز ليلة الختام من المهرجان والذي أقيم بتنظيم من جمعية الثقافة والفنون بالدمام بالشراكة مع مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي “إثراء” وبدعم من هيئة الأفلام التابعة لوزارة الثقافة السعودية.

الظهران (السعودية) – توّج مهرجان أفلام السعودية في دورته السابعة فيلم “حد الطار” بالنخلة الذهبية لأفضل فيلم طويل، بينما حصل فيلم “الطائر الصغير” على جائزة أفضل فيلم قصير، وحصد فيلم “حكاية روشانة” جائزة أفضل فيلم وثائقي.

وفاز بجائزة جبل طويق لأفضل فيلم تعبيرا عن مدينة سعودية فيلم “حد الطار” عن مدينة الرياض للمخرج عبدالعزيز الشلاحي، أما جائزة عبدالله المحسين للفيلم الأول فذهبت للمخرج سلطان ربيع عن فيلم “بيضة تمردت”.

وذهبت جائزة النخلة الذهبية لأفضل ممثل لمشعل المطيري بطل فيلم “أربعون عاما وليلة” للمخرج الشاب محمد الهليل، وحصلت البطلة الصغيرة بسيمة الحجار بطلة فيلم “سيدة البحر” على جائزة النخلة الذهبية لأحسن ممثلة.

وفاز بجائزة النخلة الذهبية لأفضل موسيقى فيلم “أربعون عاما وليلة” كما فاز الفيلم ذاته بجائزة لجنة التحكيم الخاصة، في حين فاز فيلم “سيدة البحر” للمخرجة شهد أمين بجائزة أفضل تصوير سينمائي.

وتميّزت الدورة الجديدة من المهرجان التي استمرت فعالياتها لمدة سبعة أيام بتجربة هجينة جمعت بين برامج أقيمت على أرض الواقع وبرامج أخرى بثّت على قناة المهرجان الرسمية على منصة اليوتيوب.

والمهرجان الذي أتى بتنظيم جمعية الثقافة والفنون بالدمام وبالشراكة مع مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي “إثراء” وبدعم من هيئة الأفلام بوزارة الثقافة السعودية، كرّم في دورته الأخيرة كل من المخرج والمنتج السعودي مأمون حسن والمخرج البحريني بسّام الذوادي وتم إصدار لكل منهما فيلم وكتاب يحكي سيرته الذاتية ومساهمته في دفع حركة الإنتاج السينمائي.

أحمد الملانتعهّد أن يظل المهرجان في صعود كما يليق بإنتاج المبدعين

وأشاد مدير المهرجان أحمد الملا، في حفل الاختتام الذي أقيم بمركز إثراء بالظهران بفريق العمل، متعهّدا أن يظل المهرجان في صعود كما يليق بإنتاج المبدعين.

وقال “هذا التطوّر المشهود في الأفلام السعودية هو ما يحرضنا على تطوير أدوات المهرجان لنقترب من أحلامكم، فريق العمل المشترك بين جمعية الثقافة والفنون بالدمام برفقة مديرها يوسف الحربي وزملائه، ومركز إثراء بقيادة حسين حنبظاظة وفريق إثراء الثري، ومساندة فريق هيئة الأفلام بوزارة الثقافة السعودية بمتابعة دؤوبة من المبدع عبدالله آل عياف، تشاركت وقدّمت خلاصة جهدها في مهرجان يعدكم بدورة ثامنة في لمح البصر”.

وتابع “‘شبة النار’، علامة أصيلة في علوم الصحراء السعودية، للنار دلالاتها، ونداؤها يستجلب التائه، ويدل الغريب ويستدرج الضيف ليكرّمه دون سؤال، النار عمود الخيمة، هي البيت والمأوى، كأنما إبقاء النار وقّادة، هي إشارة إلى الترحال الأبدي”.

وأضاف “من هذا المخيال ابتكر المهرجانُ ثيمة دورته السابعة، إشارة انتباه للقريب المتروك في عتمة الاعتياد، وكما هي ‘شبة النار’، أقول معكم لمهرجان أفلام السعودية الذي منحنا طاقة الحب وتلاقت فيه الأرواح الحرة: عسى نارك ما تنطفي”.

وقال مدير مركز إثراء، حسين حنبظاظة “شهد المهرجان سبعة أيام متواصلة مملوءة بتبادل الأفكار والخبرات والكثير من الشغف، بشراكة فريدة مع جمعية الثقافة والفنون بالدمام، وبدعمٍ كبير من هيئة الأفلام في وزارة الثقافة”.

وأضاف “تشاركنا معكم روعة السرد وأبجديات المعرفة وجمالية الصورة، في أهم حدث ثقافي سنوي يلتقي فيه أفضل مخرجي الأفلام، ويُحتفى بإنتاجهم تحت مظلة واحدة، فتنوّع المضمون وزخمُ الفنون، بدءا من العمل الفني المستوحى تفاصيله من جبل طويق الشامخ في قلب الصحراء والذي استقبل روّاد المهرجان لحظة وصولهم إثراء، انتهاء بالقاعات المخصّصة لعرض الأفلام في السينما والمسرح، لتتحوّل كل زوايا المركز إلى لوحة فنية باذخة الجمال متخذة السينما لغةً لها، جسّدتها عطاءات متدفقة ونهر من الإبداع المتواصل قدّمه المشاركون من فنانين ومخرجين ومصوّرين وكتّاب سيناريو وسوق إنتاج”.

وهنأ مدير مركز إثراء الفائزين، مشيرا إلى أن نتاجهم مشهود له بالجهد الدؤوب الذي بذله الروّاد والفنانون في إنتاج الدهشة والمتعة بجميع أنواعها سمعية وبصرية، وذهنية وجمالية، مثمنا هذه الخطوات التي باتت تسلك طريقها نحو النجومية والعالمية.

وأكّد على أهمية دعـم أي تجمع سينمائي سعودي خليجي، يصبو إلى إنتاج أفلام سعودية واعدة، فالمهرجانات ليست فقـط لعرض الأفلام وإنما للتثقيف واكتشاف الآخر والتعاون معه ومحاكاة الثقافات الأخرى وسبر أغوارها.

فيلم "حد الطار".. الأفضل في الدورة السابعة من مهرجان أفلام السعودية

وأوضح مدير برنامج سوق الإنتاج عبدالجليل الناصر، أن “البرنامج استطاع أن يستقطب 24 جهة إنتاج محلية وإقليمية تبحث عن مشاريع ومنتجي أفلام طويلة من داخل المملكة ومن عمق ثقافتها”، مشيرا إلى أنه نظم طوال أيام المهرجان 14 جلسة ربطت بشكل مباشر جهات الإنتاج بأصحاب المشاريع، قدّم خلالها 80 عرضا لمشاريع أفلام طويلة روائية وثائقية ومتحركة.

وناقشت جهات الإنتاج الكتاب والمخرجين والمنتجين خلال هذه العروض لبحث الجدوى الفنية والاقتصادية واللوجستية لهذه المشاريع، وأسهمت إدارة برنامج سوق الإنتاج في تقريب وجهات النظر، وبحث فرص عقد اتفاقيات لتطوير أو إنتاج هذه الأفلام، كما عمل البرنامج أيضا على بحث تسويق وتوزيع أفلام المهرجان.

وأضاف الناصر “يسرنا أن نعلن أنه تم توقيع عقود توزيع 10 أفلام عرضت في المسابقة الرسمية والبرنامج الموازي للمهرجان، كما وقّعت عدة جهات وشركات اتفاقيات تطوير مشاريع الأفلام للكتاب، وهي: مشروع فيلم ‘دم’ للكاتب طلال عواجي، ومشروع فيلم ‘ثارة صنوان’ لعبدالله سالم، ومشروع فيلم ‘أوان’ لعبدالعزيز النجيم، واتفاقية تسويق حقوق الملكية الفكرية لمشروع فيلم ‘النقطة العاشرة’ لعقيل الخميس، ومشروع فيلم ‘سطحي’ لمنصور أسد ومشروع فيلم ‘يأجوج ومأجوج’ لفهمي فرحات”.

 

العرب اللندنية في

10.07.2021

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004