ملفات خاصة

 
 
 

أحمد الملا: «أفلام السعودية» حلم تحقق

اختتم أعماله بتعزيز خطواته وأهميته

لوس أنجليس: محمد رُضا

مهرجان أفلام السعودية

الدورة السابعة

   
 
 
 
 
 
 

انتهت قبل عشرة أيام أعمال الدورة السابعة من مهرجان «أفلام السعودية» الذي حفل بنحو 57 فيلماً سعودياً قصيراً وطويلاً تسابقت على الجوائز التي وضعها المهرجان للفئات المختلفة. من بين ما عُرض من أفلام طويلة «أربعون عاماً وليلة» (ثلاث جوائز من بينها أفضل فيلم)، و«حد الطار» و«سيدة البحر» (وكل منهما خرج بجائزتين)، و«حكاية روشان» (الذي فاز بجائزة أفضل فيلم وثائقي)، و«بيضة تمرّدت» (جائزة أفضل فيلم قصير).

في هذا السياق، يقدّم المهرجان في كل دورة عدداً كبيراً من الأسماء الجديدة في مجال الكتابة والإخراج السينمائيين. هذا العام نجد أسماء جديدة في التداول من بينها مها الساعاتي التي كانت قد عرضت فيلمها «دورة تفاح» في أكثر من مهرجان سابق، وخالد فهد «الطائر الصغير»، وعبد المجيد الحربي «حكاية روشان»، ومحمد عامر الحمود «ارتداد»، وهلا سعد الحيد «أم السعف والليف»، من بين أسماء كثيرة أخرى.

المهرجان في حد ذاته، وبصرف النظر عمّن فاز ومّن كانت له حظوة المنافسة ولم يفز، دليل آخر على الخطوات الصحيحة التي تؤمّها المملكة في سبيل دعم الصناعة المحلية في جوانبها كافة. إلى جانب هذا المهرجان المعنيّ بالسينما السعودية، هناك مهرجان «البحر الأحمر» وهناك ما يصوّر على نحو متواصل من أفلام قصيرة وطويلة وما يُرصد من ميزانيات دعم وكلها تصب في صالح المواهب السعودية ودفعها لصناعة محلّية ثرية ومدروسة.

خلال أربع سنوات، من بداية إعطاء الضوء الأخضر لعملية العروض التجارية للأفلام العربية والأجنبية، وتأسيس الشركات السينمائية وبدء الاهتمام الجاد في التعامل مع المهرجانات العالمية بما يتم إنتاجه من الأعمال المحلية، بدا أنّ لسينمائيي المملكة الكثير مما في حوزتهم من طموح وقدرات. ما كانوا يبحثون عنه سابقاً هي البيئة الثقافية والإدارية المناسبة وما إن توفرت لهم هذه البيئة حتى نشطوا منجزين في أربع سنوات ما كان غير متوفر في أربعين سنة إلّا بفضل جهود متباعدة بادر فيها المخرج عبد الله المحيسن إلى شق الطريق منفرداً على الرّغم من مصاعبها آنذاك.

بالنسبة إلى مهرجان «أفلام السعودية» في الأساس من تنظيم جمعية الثقافة والفنون بالدمام بالشراكة مع مركز الملك عبد العزيز الثقافي (إثراء) وبدعم من هيئة الأفلام التابعة لوزارة الثقافة. مديره هو أحمد الملا، مثقف وأديب ورجل دؤوب في إخلاصه للسينما وفي دفع المهرجان ليكون في مطلب ومنال كل سينمائي سعودي وطموحاته.

بعد المهرجان أمضى أحمد الملا أياماً من راحة مستحقة، لكن قبل ذلك أجرينا معه هذه المقابلة.

·        حين تنظر إلى الدورات السابقة وهذه الدورة، كيف ترى التطوّر الذي حدث وهل هو حسب ما طمحت إليه تماماً؟

- مرّ المهرجان بمخاضات عدة منذ دورته الأولى عام 2008، حتى دورته السابعة 2021 مع حدوث انقطاع قهري بين دورتيه الأولى والثانية. كنا نرفع شعاراً رمزياً هو «في لمح البصر» كأنّنا نخطف اللحظة ونسرقها، جراء المخاطر المحيطة بتنفيذه قبل عام 2018، وتغير الشعار من دورته الخامسة إلى «أحلام تتحقق»، ويمكن أن نقلب حرف الحاء إلى فاء، كما نشاء.

واجه المهرجان الكثير من المصاعب، ليس آخرها جائحة «كورونا» العام الماضي، ولم يستسلم، بل أعاد صياغة برامجه افتراضياً، وغامر في التجربة، وحقق انتشاراً لم يعهده من قبل، مما عزز من التخطيط لدورته القادمة بأن يُعقد المهرجان واقعياً لجمهوره ومشاركيه، ويحافظ على منصته الافتراضية ليصل إلى أكبر عدد من متابعيه.

·        ما الطموحات التي كانت في البال عندما انطلق المهرجان في دورته الأولى؟

- نحلم بأفق أوسع، ونأمل باعتراف لائق، ونتمنى يداً تحنو على هذا الفن، وها هو الحلم يتحقق. كان الحلم منصبّاً على أن يكون للفيلم السعودي قيمة فنية، ليستطيع أن يحمل جماليات المكان، وسردية الإرث وأساطير الأثر. في هذه الدورة أقف على مشارف إنجاز الحلم وأراه قادماً لأول مرة.

·        كيف أفاد المهرجان صانعي السينما في المملكة إلى الآن؟

- ربما يتحدث صناع الأفلام، عن فوائد يرونها تحققت لهم، ومن وجهة نظري أن مجرد اجتماعهم في مكان وزمان واحد، تحت مناخ يتيح لهم النقاش والتعارف وتبادل الأفكار وتعزيز العلاقات المشتركة بعمق، فهو بالنسبة لي سنام الفوائد، وبعدها يأتي التشجيع والتنافس بروح عالية، تطوير الأدوات عبر برامج مثرية مثل: الورش، والندوات، والكتب المعرفية، والنقاشات المنتظمة.

·        عندما انطلق المهرجان سنة 2008، كانت السعودية لا تزال بعيدة عن إنجاز الخطوات التي أنجزتها لاحقاً في مجال السينما. كيف إذاً انطلق المهرجان أساساً؟ مَن المسؤول الأول عن ولادة الفكرة والعمل عليها؟

- في عام 2006 كنت عضواً بين زملاء أعزاء في مجلس إدارة النادي الأدبي بالمنطقة الشرقية، ومديراً تنفيذياً له إلى جانب إدارة الفعاليات، ولاهتمامي الشخصي بالسينما، اقترحت على مجلس الإدارة تنظيم ليلة سينمائية أسبوعية، وكنت أختار أفلامها. حتى تَشكّل جمهور نوعي من الشباب يرتادون النادي لأول مرة. في المقابل طبعاً، تشكلت جبهة اعتراضات على هذا النشاط. من هذه الفعاليات تكوّن فريق من هواة الأفلام الشباب، وبعد نقاشات اتفق النادي وجمعية الثقافة والفنون بالدمام على تنظيم أول مهرجان.

·        هل أفادت المهرجانات العربية الأخرى الفيلم السعودي، وكيف؟

- طبعاً وبالتأكيد، قبل مهرجان أفلام السعودية وخلاله وبعده، كلما شارك الفيلم السعودي في أي منافسة عربية أو عالمية، تتحقق مكاسب جمة، لصانعي الفيلم ولزملائه في المجال، من حيث تطوير المحتوى، وإفساح نافذة لمن بعدهم، كما يصنع الاعتبار في أنظار المهرجانات الأخرى، علاوة على ما تحققه المشاركة من قوة ناعمة في المخيلة العامة للجمهور، عن الفيلم السعودي.

·        عدد من الأفلام السعودية سينتقل للعرض في مهرجان البحر الأحمر المقبل. كيف يستفيد مهرجان «أفلام من السعودية» من ذلك، وكيف يستفيد صانعو الأفلام؟

- مهرجان البحر الأحمر منصة مهمة في سياق التطلعات التحديثية في السعودية، يسعى إلى تحقيق طموحات عربية وعالمية، ويشجع صناع الأفلام السعوديين على الانخراط في خضمها.

وها نحن نلمس بدء برامج الدّعم والتطوير والإنتاج، التي أطلقها، علاوة على قرب عقد دورته الأولى في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل. وأعتقد أنّ التكامل بين المهرجانين وارد، ويتحقق.

·        ما طموحاتك العليا بالنسبة للدورات المقبلة؟

- أن يستمر المهرجان مركِّزاً على هدفه الأساس في التنافس والعرض للأفلام السعودية، وأن ينظّم إلى جوار برنامجه الرئيس، برامج أخرى متنوعة، وملهمة لصناع الأفلام. مما سيحقق استمرار تطور صناع الأفلام بقفزات متواترة، كما حدث منذ انطلاقته حتى الدورة السابعة.

وأتمنى للمهرجان أن يبقى منصة معرفية خلاقة للفن والجمال.

 

الشرق الأوسط في

16.07.2021

 
 
 
 
 

بين العرض للجمهور أو لزملاء المهنة

عرض الأفلام ليست لتزجية الوقت فقط

سينما - سعد أحمد ضيف الله

ثمة فرق جليّ واضح بين عرض الفيلم للجمهور، وعرض الفيلم لزملاء المهنة، أو تقنياتهم، النوع الأول من العرض نمط موجه للجمهور أنفسهم، مطلوب منهم أن يتفاعلوا معه، إذا ما شاهدوا واستوعبوا مضمون الفيلم ومقاصده، كفيلم “الطائر الصغير” في مهرجان الأفلام السعودية السابع.

أما النوع الثاني، فهو عرض يتضمن تنظيراً واستعراضاً لإمكانات صناع الأفلام في عالم السينما الواسع المتنوع، بقصد الابهار وشد الانتباه بعيداً عن المضمون، كفيلم “كسح” وفيلم “أرض القبول” اللذين عرضا في المهرجان ذاته.

النوع الأول يقدم رسالة، والنوع الثاني يقدم المتعة. ولا مراء في أن أهم قضية وأبرز مفردة في عالم السينما هي الابداع، والابداع يتأتى بدمج النوعين معاً. فإن كان العرض الجمهوري صاحب المضمون مكتمل العناصر بينما العرض التقني ضعيف لا يجدي العرض نفعاً. وإن كان العرض الجمهوري صاحب المضمون ضعيف بينما العرض التقني مكتمل العناصر أيضا لن يجد العرض الصدى المأمول.

في مهرجان الأفلام السعودية شاهدنا النوعين مندمجين معاً في فيلم “حد الطار”، وفيلم “أربعون عاماً وليلة”، الفائزين بجوائز المهرجان، وشاهدنا التناقض كذلك، فالحاصلين على أفضل الجوائز يفترض أنهم أصحاب الإبداع، دامجي النوعين، كصناع فيلم “حد الطار” الفائز بجائزة أفضل فيلم طويل، وفيلم “سيدة البحر” الفائز بجائزة أفضل صورة فيلم وجائزة أفضل ممثلة بسيمة، وفيلم “أربعون عاماً وليلة” الفائز بجائزة أفضل موسيقى وأفضل ممثل في الفيلم “مشعل المطيري”، وفيلم “الطائر الصغير” الفائز بجائزة أفضل فيلم قصير، وفيلم “بيضة تمردت” الفائز بجائزة عبد الله المحيسن لأفضل فيلم أول، فيما الآخرين (36 فيلماً) في كفة أخرى.

إن خبراء السينما العرب الذين يستعين بهم مهرجان الأفلام السعودية كل عام، كالمخرج مأمون حسن، وبسام الذوادي اللذان تم تكريمهما والاستعانة بفكرهم في النسخة السابعة ومن سبقهم في النسخ السابقة، يقدمون أعمالاً جميلة من خلال تقديم عصارة تجاربهم للأجيال الجديدة، لتوظيفها بشكل صحيح في عملية التطوير والتجديد والبناء.

انتشرت السينما وبدأ معها تنافس بين المواهب حول العالم حالياً، ومدارس لكل منها طبيعتها المميزة التي تتشاركها مع غيرها، من الأمريكية إلى الفرنسية والألمانية إلى الروسية واليابانية والعربية.. الخ. وتعاظمت قيمتها عندما شرع المفكرون والمحللون والنقاد يناقشون لغة الجسد وتعبيرات الوجه وتأثيراتهما النفسية والفكرية في الأفلام السينمائية.

توافرت في هذه الأفلام دائماً سمة فنية لم تتخل عنها، وكانت لكل منها وظيفة تعبيرية ورسائل واضحة لها تأثيرها، فخلالها يدرك المشاهد قيمة العمل ومن قدموه له، وكذلك المشاعر والأفكار والقضايا التي يناقشها، فلكل مدرسة هناك بصمة، ولكل مكان هناك ثقافة، ففي الفيلم “حد الطار” عكس المخرج السعودي عبدالعزيز الشلاحي ببراعة الهوية السعودية وثقافتها بالاستعانة باللون الشعبي من إحدى القصص التي حدثت في مدينة الرياض.

وفي فيلم “أربعون عاماُ وليلة” للمخرج السعودي محمد الهليل، فيلم طويل، عكس الشيء ذاته غير أنه كان يحكي عن قصة تدور في مدة زمنية قصيرة للغاية، ليلة واحدة، وهي ليلة العيد التي كانت العائلة في استعداد مبكر لها، فأصيب الأب بحادث مروري، وفشى السر بزواجه من زوجة ثانية التي كانت بمعيته في السيارة أثناء الحادث، وقام الأبن الأكبر بتغطية هذا السر عن الجميع، خوفاً على مشاعرهم، خصوصاً مشاعر الأم حين تعلم بخبر زواج أبيهم من أخرى. فتدور الأحداث في هذه الليلة وحوار بين الأبناء في هذا الخضم. في الحقيقة هي تعكس حالة من الحالات التي تحدث في هذا المجتمع، غير أن طاقم التمثيل لم يكن على مستوى واحد في تبادل الحوار فيما بينهم، بخلاف الممثل السعودي مشعل المطيري الذي أجاد دوره بسلاسة، وربما هو الذي قاد الفيلم ورفع من شأنه، فيما البقية كانت حواراتهم غير انسيابية وتنقصها المرونة، أما المكان فكانت النسبة العظمى من الأحداث في منزل الأسرة، أي في نطاق ضيق جداً، معتمداً – الهليل – على فكرة التأثير البصري والتعبير الوجداني التي كانت هي الأساس، أي صور تعبيرية متلاحقة تحكي قصة تدور في مدة زمنية قصيرة، ومما ساعده أكثر هو تحرره التعبيري في الحوار دون معوقات، كان ينقص الفيلم المزيد من العمق، والمتعة التي كانت غائبة بعض الشيء، وكذلك أغلب أفلام المهرجان.

ليس أمامنا سوى التفاؤل والشد على يد صناع الأفلام بعمل يعرض للجمهور يحمل مضموناً واخراجا إبداعيا، أي تفعيل عنصري القوة الفكرية والقوة التقنية لمزيد من التطور والإبداع المنشود.

إن العرض للجمهور سواء في المجال الهادف أو في المجال التقني، أي عندما يعرض لهم، وعن حيواتهم، ربما يحتاج الأمر إلى مزيدٍ من الخبرة لطرح اهتمام جدي ونوعي بتقديم معالجات ذات عمق وتميّز، بمعنى أن تكون مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بمسألة ازدهار الحياة ومتعتها، إذ أن العرض للجمهور في كل الحالات ليست ترفاً أو وسيلة لتزجية الوقت ودفع السأم والملل فقط.

* كاتب من السعودية

 

اليمامة السعودية في

15.07.2021

 
 
 
 
 

لا مستقبل للسينما دون دعم حكومي

الناقد السعودي فهد الأسطا في حديث صريح عن السينما والدراما السعودية

 أحمد العياد

إيلاف من الرياض: فهد الأسطا كاتب وناقد سعودي، أحد أهم النقاد الخليجيين والعرب فيما يخص السينما العالمية والمحلية، له العديد من الأعمال السينمائية والدرامية أشهرها عمله السينمائي ( آخر زيارة) والذي فاز بجائزة لجنة التحكيم من مهرجان مراكش الدولي ٢٠٢٠، متابع دقيق لكل مايحدث في الساحة المحلية والعالمية، له مدونة مختصة بقراءة ونقد الأفلام، شارك في العديد من لجان التحكيم المحلية وكان ضمن لجنة تحكيم عدد من المسابقات للأفلام السينمائية.

في مهرجان أفلام السعودية يحضر جميع الأفلام ويلتقي بصناعها ويناقشهم في أفكارهم ويعطيهم ملاحظاته، يرى هذا النقاش وهذا اللقاء مفيد جداً لجميع صناع السينما والمهتمين بهذا الفن ، اقتنصت إيلاف الفرصة وكان لنا معه هذا الحوار عن المهرجان، والسينما، ومستقبل الصناعة عموما ً، وجديده في السينما والتلفزيون:

·        بداية ما رأيك بأفلام المهرجان في هذه الدورة؟

اعتقد ان المفترض أن يكون هناك فرق بين الأفلام الطويلة والقصيرة، مهرجان الافلام السعودية بدأ يحتفي بالأفلام القصيرة ومن خلاله انطلق الكثير من الكتاب و المخرجين والممثلين إلى الافلام الطويلة والى الدراما وإلى انتاجات اخرى.

فإذا اخدنا بنظر الاعتبار هذا الفرق سنرى أن الافلام الطويلة جيدة بلا شك والبعض شارك بمهرجانات دولية وحقق جوائز و حاز على إشادات كثيرة وما زلت تعرض في صلات السينما او في المنصات، هذا بالنسبة للأفلام الطويلة فهي خارج الحديث حالياً.

نتكلم على الافلام القصيرة والتي هي أساس مهرجان افلام السعودية، حقيقة ليس هناك أي تقدم على مستوى الدورات السابقة، هناك نوع من الجمود ليس هناك اعمال بارزة، مستوى الأفلام أقل بكثير من الدورة الماضية التي كانت عبر الإنترنت ـ وربما كانت الأقل مستوى، بالمجمل لا اشعر ان هناك تقدم ملحوظ، فبعد سبع دورات متتالية، اعتقد كنا نتطلع لمستوى افضل وربما تبعات كورونا مازالت مؤثرة .

·        كمستقبل للمهرجان هل تؤيد ان يطرح بشكل عربي أو خليجي مثلاً .. هل أنت مع التوسع في المهرجان؟

المهرجانات حين تتعدد و تتنوع تكون هناك فائدة اكبر ، الاحتكاك، الاطلاع على تجارب الاخرين، التعارف على صناع الأفلام، لكن اعتقد هي مازالت خطوة غير منشودة حالياً، الافضل أن يستمر في هذا الدعم الجيد للأفلام القصيرة والشباب الذين يملكون الشغف ومن يحاول التجريب والإبتكار، فالمهرجان أقرب لأن يكون فعالية أو مناسبة للتجريب قبل أن يكون مهرجان دولي مختص بالافلام القصيرة.

ربما مستقبلا ً ستكون هناك استضافة كما حصل مثلاً الآن في الأفلام العمانية والخليجية هذه الدورة، فممكن استضافه لمجموعة افلام من دولة أخرى، واستضافة بشكل عام لمجموعة أفلام من اكثر من دولة، لكن المسابقة الرسمية و التركيز يكون مخصص للأفلام السعودية على الأقل في الوقت الحالي.

·        تواجد أفلام حققت نجاحات كبيرة قبل المهرجان مثل حد الطار وسيدة البحر كيف تشاهده؟

وجودها كنوع من التعزيز لقيمة المهرجان وهذا شيء جيد، لكن لدي تحفظات حول تداخل الافلام الطويلة في نفس جوائز الأفلام القصيرة.

·        أكثر مالفتك من الأعمال في هذا المهرجان ؟

أعجبتني أفلام عرضت لكن شاهدتها في مهرجانات سابقة "ارتداد" لمحمد الحمود و "دورة التفاح" لمها ساعاتي ، ولذلك سأخرجهم من هذا المعيار واقول أن باقي الأفلام والتي شاهدتها للمرة الأولى في المهرجان ليس هناك ما لفت انتباهي او أحسست أن فيه ميلاد مخرج جديد يملك رؤيته الخاصة او حسه السينمائي الخاص، عدا فيلم "الطائر الصغير" لمخرجه خالد الفهد .

·        ما رأيك بتجربة عرض أفلام المهرجان على الإنترنت؟

أراها بشكل إيجابي من ناحية أن الناس تتفاعل مع المهرجان لو لم تستطع الحضور ، من الجيد ان يشاهدوا بعض الأفلام وخطوة جيدة للجمهور ولصانع الفيلم أيضا ً.

·        فيما يخص الأفلام السعودية وصالات السينما أحاديث ونقاشات عديدة؟

بكل صراحة المستقبل غير جيد اذا استمرينا على هذا الوضع، لابد من وضع استراتيجيات جديدة لدعم السينما وتحمل حتى خسارتها داخل الصالات حتى لا نخلق خوف ورهبة من المنتجين للإقدام على عرض الأفلام السعودية، لاشك هناك افلام ستنجح لاعتبارات متعددة ممكن لجودتها وهذا أولا ً، وممكن لنجومها الموجودين فيها، وممكن للظرف، وممكن القصة والقضية المثارة من خلال الفيلم اذا استطاعت ان تجتذب العديد من المشاهدين.

لكن بالإجمال ستعاني كثير من الأفلام إذا لم نضع إستراتيجيات إفضل وإقوى من ناحية التذاكر ومن ناحية الدعم وتشجيع المنتج على ذلك، ومن ناحية فرض العرض على صالات التوزيع، يعني نحتاج حزمة من القرارات لابد ان تتحملها الجهات الحكومية والدولة بشكل عام لفترة سنة او سنتين حتى نخلق صناعة حقيقية مستمرة، وحتى يقتنع المشاهد السعودي بالإنتاج او بالفيلم السعودي، لكن بهذا الشكل حالياً اشك حقيقةً في النجاح.

·        لنتحدث عن الدراما حاليا ً هناك أعمال محلية تعرض وصاحبها مشاهدات عالية وهما مسلسل "رشاش" و مسلسل "مسامير"؟

خطوه ناجحه جداً للدراما السعودية، ما حصل خلال هذا الشهر من (رشاش) و (مسامير) شيء مفرح وبالنسبة لي يدعوا للفخر، لدينا قيمة انتاجية عالية في كلا العملين تحديداً (رشاش) ،، نعم كلنا نتمنى ان تكون الكتابة والاخراج من سعوديين، لاشك هذه الأمنية دائمة، لكن بغض النظر عن هذا الاعتبار، الاعتبارات الأخرى من حيث الأداء، من حيث القصة، ومن حيث القيمة الانتاجية، ومن حيث الإثارة الموجودة طبعاً مع الاخراج من مخرج عالمي مثل(كولين تيج)، فتكون فخور أنه يُقدم هذا العمل حقيقةً، اعتبره فعلاً شيء مختلف على مستوى الانتاجات مؤخراً.

و(مسامير)؟

(مسامير) كذلك، نعرف (مسامير) منذ 10 سنوات ومن خلال هذا العمل هذا العام أظنهم نقلوا انفسهم لمرحلة مختلفة أكثر جودة على أكثر من مستوى سواء الصورة والتحريك والرسوم والخلفيات والموسيقى والمؤثرات، والأهم برأي هو مستوى الحكاية او القصص حيث اصبحت افضل، أصبحوا يروون حكاياتهم بطريقة اكثر جودة واكثر انتقاء واكثر اثارة، وبالتالي انا اعتبره نجاح يُهنئون عليه.

·        فيما يخص الدراما العديد من صناع الدراما كتاب أو مخرجين يتحدث عن أن الجمهور لايمكن تصور ردة فعله فأحيانا يقدم يظن صانعوه أنه عمل متواضع ويحقق نجاحا ً كبيرا ً والعكس، بمعنى المعادلة غير واضحة؟

انا لا اتفق مبدأياً انه لا نستطيع معرفة المجتمع السعودي، الجمهور السعودي والمشاهد السعودي نستطيع ان نصل إليه بأسهل وابسط طرق، لكنها أحيانا تكون معادلة صعبة وغامضة بعض الشيء .

·        هل الأراء في منصات التواصل الاجتماعي لاتعكس الحقيقة؟

إطلاقاً لا تعكس الحقيقة، حتى آراء الصُناع داخل الدراما وداخل السينما لا تعكس الحقيقة، كثير من المسلسلات التي نالت الكثير من السخرية والضحك وتعتبر مثال للإنتاج السيء تُشاهد بشكل كبير الصراحة.

فأنا اشارك الجميع أنه ليس امامك إلا ان تقوم بعمل جيد فقط، لا تدري بما ستحدث عليه النتائج ، سبق ان قمنا بأعمال كنا نعتقد انها جيدة وفقاً لأراء نُقاد وناس متمرسين في الصناعة لكن لم تحظى بأي مشاهدة، وبالعكس هناك اعمال حتى اصحابها يرون انها اعمال من اجل التجارة ومع ذلك حققت مشاهدات عالية، وهكذا.

·        جديدك في السينما أو الدراما ؟

لدينا فيلم انا و عبد المحسن الضبعان بعنوان (ثقوب) من كتابتي واخراج عبد المحسن، فائز بمسابقة ضوء التابعة لوزارة الثقافة منذ فبراير 2020، فالمفترض الآن خلال الأشهر القادمة يتم وضع خطة التصوير بناءً على الدعم الأول الذي سيأتي من وزارة الثقافة.

إضافة لوجود عمل كتبته مع عبد المحسن كذلك وسيعرض على شبكة نتفلكس، إضافة لمسلسل رمضاني حتى الآن لم نتفق على كل تفاصيله من ناحية المخرج والممثلين.

 

####

 

قدمتا أعمالاً ملفتة في مهرجان أفلام السعودية

المخرجتان السعوديتان هلا اللحيد وأصالة مندورة في حوار خاص مع إيلاف

 أحمد العياد

إيلاف من الرياض: مجال الإخراج السينمائي السعودي مليء بالعديد من المواهب بدءاً من هيفاء المنصور وهناء العمير ، مرورا ً بهند الفهاد وشهد أمين ووصولا للجيل الجديد مثل سارة المسفر، مواهب نسائية عديدة شاركت في مهرجان الأفلام السعودية مابين تمثيل وإخراج وإنتاج من بينها هلا اللحيد وأصالة مندروة اللتين قدمتا أعمالاً فنية وتجربة هي الأولى لهما في عالم السينما والمنافسة في المهرجانات.

إيلاف التقت بهما وكان هذا الحوار .

هلا اللحيد: دراستي في نيويورك كانت مثرية جدا ً

المخرجة السعودية هلا اللحيد قدمت فيلم قصير بعنوان (أم السعف والليف) قالت لإيلاف: دراستي للبكالوريوس كانت اعلام مرئي ومسموع بجامعة الملك سعود، وأنا أدرس الآن في هذا القسم . بعد ذلك أخذت الماجستير في التحريك ثلاثي الأبعاد من نيويورك، وحصلت عليه في وقت وجيز جداً وكانت تجربة الدراسة والعمل هناك هي الأثرى.

وعن فيلم ( أم السعف والليف) تقول اللحيد: "عملت على هذا الفيلم بكل تفاصيله من كتابة وسيناريو وحوار".

وعن المشاركات السينمائية شاركت سابقاً في هذه الأفلام او في بعضها في مهرجان جامعة الشيخ زايد وهو مهرجان طلابي وكذلك شاركت في مهرجان في الجامعة الأمريكية بدبي ومن هنا بدأت وقررت الإستمرار والتخصص في هذا المجال أي مجال 3D animation ثلاثي الأبعاد .

وعن خلو الفيلم من الحوارات تقول هلا اللحيد أن التحدي في أفلام الأنيميشين انه دائماً الأفضل انه يخلو من الحوارات ، فعندما تقل الحوارات بشكل كبير فيخلق هذا تحدي انه الـ Animator يخرج أفضل ما لديه ، وكما يقال Show don’t tell، وعن المستقبل تقول هلا اللحيد أحب أكمل في مجال الأفلام القصيرة،.

وعن مستقبل "الإنيميشن" تقول هلا في العالم العربي هناك عد قليل جداً من الأشخاص الذين تخصصوا في هذا المجال ، فساعدني مهرجان أفلام السعودية اني اتعرف على Animators فتواصلت مع العديد منهم في هذا المجال الذي أعشقه وهنا ميزة هذه المهرجانات.

أصالة مندورة:حاولت إبراز مشاعر الفقد بشكل مختلف

ضمن الأفلام المشاركة في المسابقة الرئيسية في مهرجان أفلام السعودية كان فيلم ( أألقاك ) للمخرجة أصالة مندورة والتي قالت لإيلاف : أن هذا الفيلم هو مشروع التخرج أثناء دراستي في جامعة عفت، وكنت تخصصت في الإخراج السينمائي.

وحول فكرة الفيلم تقول مندورة: فكرة الفيلم عن الفقد وممن يعاني الفقد وشاهدت العديد من حولي ممن عانى هذه المشكلة، وتختلف مشاعر الناس في هذه الحالة الإنسانية الموجعة، فكنت حريصة على طرح هذه الفكرة بطريقة مختلفة .

وعن اختيارهم وتدريبهم قالت المخرجة الشابة أنها اختارت الممثلين بنفسها ودربتهم على التمثيل، وتشكرهم جدا على تفاعلهم ومساعدتهم لها بأدائهم أمام الكاميرا .

وعن ردة فعل الجمهور قالت أنها مصدومة ولم تتوقع رد الفعل الإيجابي هذا من الجمهور: "مع أني مهيئة نفسي للإنتقادات والملاحظات لأنه فعلا دون تنظير في مرحلة نحتاج التعلم والتعليم" .

وعن كون الفيلم مشارك في المسابقة الرئيسية بينت أصالة بأنه شرف كبير لها أن تكون ضمن المنافسة في المسابقة الرئيسية لأفلام المهرجان، وحول أفلامه بينت أصالة بأنها شاهدت العديد منها وأعجبها فيلم ( هلس ) وفيلم ( سيدة البحر) .

 

موقع "إيلاف" في

18.07.2021

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004