ملفات خاصة

 
 
 

السينما مشروع غير مغري للتجار

بسام الذوادي: السعودية تقود الحراك السينمائي الخليجي

 أحمد العياد

مهرجان أفلام السعودية

الدورة السابعة

   
 
 
 
 
 
 

إيلاف من الظهران: بسام الذوادي مخرج سينمائي ومنتج وكاتب سيناريو بحريني. تخرج من المعهد العالي للسينما بالقاهرة في عام 1982، وشغل منصب مدير عام الشركة البحرينية للإنتاج السينمائي، كما عمل موظف بهيئة الإذاعة والتليفزيون بين عامي (1985 – 2006)، ثم عمل كمخرج سينمائي متفرغ بوزارة الإعلام منذ عام 2007. أخرج وأنتج عدد من الأفلام الروائية الطويلة منها (الحاجز، الزائر، حكاية بحرينية).

عرف بإنتاجه أول فيلم روائي طويل في البحرين الحاجز في عام 1990. يعتبر رائد سينمائي إقليمي في صناعة الأفلام وأحد الأعضاء المؤسسين لجمعية سينما دول مجلس التعاون الخليجي وهو أيضا مؤسس ومدير عام مهرجان السينما العربية الأول في البحرين. أخرج العديد من الأفلام القصيرة وكرم في عدد من الدول والكثير من المناسبات .

مهرجان الأفلام السعودية قدم له النخلة الذهبية تقديرا ً لمسيرته السينمائية، إيلاف التقت به في حوار تطرق الى العديد من المواضيع كحبه للسينما وذكرياته في مصر ، ومصاعب وتحديات السينما الخليجية وغيرها.

·        بعد مسيرة سينمائية طويلة وتكريمات عديدة يأتي التكريم من مهرجان الأفلام السعودية؟

كنت مدعو في بيت اخونا عبد الوهاب العريض، وكان هناك احمد الملا وكان هناك الشاعر قاسم حداد و الاستاذ عبد العزيز اسماعيل، والكاتب امين صالح، وكانت دعوه عادية وفوجئت بعدها بأن الملا اخذني وقال لي لقد قررنا في الدورة القادمة للمهرجان أن نكرمك من اجل اعمالك السينمائية في البحرين و في الخليج!! وكانت بالنسبة لي مفاجأة كبيرة ومتعبه ايضاً في نفس الوقت.

·        لماذا متعبة؟

نفسياً لأن اول شيء التكريم لما يحصل يُفرح ولكنه يُتعب بشكل لأنه يشعرك بمسؤولية تجاه الناس ويجب ان تكون على قدر هذا الثقة والمسؤولية، ويجب ان تعطي اكثر وأكثر في مجالك.

وتحفزك هذه التكريمات للإستمرارية في العطاء فيجب، ان تكون على قدر هذا التكريم وهذا المستوى من التقدير، ويجب ان تُقدر الآخرين ايضاً بنفس المستوى.

·        عندما تنظر للوراء كيف تصف رحلتك في مجال السينما البحرينية؟

الصدفة لها دور كبير في حياتي، محطات كثيرة في حياتي أتت بالصدفة من خلال فرص اتت نتيجة الإحتكاك بالوسط، ولم أسع كي تكون حياتي بهذا الشكل، همي الأساسي كان عمل أفلام سينمائية يشاهدها الجمهور فقط.

لكن الحقيقة أن السينما مسؤولية وثقافة كبيرة ليست فقط صناعة افلام، السينما هي مجموع ثقافات وفنون تندمج في عمل سينمائي يؤثر في أجيال ولسنوات في أحيان كثير .هو أكبر من موضوع لنعمل فيلم سينمائي فقط !!

·        البحرين كانت سباقة في السينما والاهتمام بها الأثر كان من السينما الأميركية أو الهندية ؟

طبعاً السينما الهندية والمصرية هي الأساس، و هناك الافلام الاجنبية، البحرين كانت تعرض افلام اجنبية مثل افلام من الصين وافلام اميركية وافلام من بريطانيا، البحرين كانت تعرض كل هذه النوعية من الافلام.

لكن المتعة كل المتعة في الأفلام العربية و الأفلام الهندية، بحكم الأفلام الهندية كانت تعرض ثلاث ساعات جزء كبير منها رقص و اغاني و افراح والناس تحب هذه البهجه.

·        هذا ما جعلك تدرس في مصر ؟

لا انا لم للسفر الىمصر او دراسة السينما هناك، لم أكن أعرف ان السينما تُدرس انا عملت اول فيلم فقط للمتعة. وكان قراري أن أعمل في السينما بجانب وظيفتي، وبالفعل حاولت أن أصبح طيارا ً ولم أستطع فاقترح علي أصدقائي دراسة السينما وتساءلت باستغراب وهل هناك أحد يدرس سينما؟

فقرأت اعلاناً في مجلة البحرين أن وزارة الاعلام تعلن عن منح وبعثات لدراسة المسرح والفنون التشكيلية، فذهبت وقدمت لوزارة الاعلام لدراسة السينما وابتعثوني لدراسة المسحر في الكويت. فجلست في الكويت ١٥ يوم، لكن وجدت العملية صعبة وبالفعل عدت للبحرين وطلبت دراسة السينما، في مصر ، فكانوا متجاوبين فطلبوا مني الذهاب على حسابي وإذا حصلت قبول نحولك من المسرح للسينما.

فعملت بائع في السوبرماركت لمدة شهرين كي اجمع قيمة التذكرة، وحملت متاعي وسافرت الى مصر بمفردي، وكانت اول مرة ازورها، ومن المطار مباشرة إلى معهد السينما و قدمت وقُبلت والحمدلله تم منحي البعثة.

في نقطه مهمة، لم يغرك التلفزيون؟ كان هو المسيطر في ذلك الوقت، التلفزيون والمسرح خاصة في الخليج؟

أنا كنت موظف في التلفزيون عندي برامجي و مسلسلاتي، لكن السينما هي الحلم.. في فيلمي الأول لا أنسى وقفة وزير الإعلام طارق المؤيد رحمه الله والدكتوره نهال عمران، فكان دعمهم كبيراً سواء من ناحية التفرغ أو بالأجهزة والكاميرات وهذه النقطه ما اقدر انساها أنهم هم من وضع قدمي على أول طريق السينما.

الخليج غائب سينمائيا

·        مع ذلك نشهد حاليا غياب سينمائي بحريني، في كل مرة نسمع عن مهرجان بحريني سينمائي ويحدث توقفات أو عدم استمرارية؟

كل الخليج غائب سينمائياً، حتى السعودية كانت غائبة لغاية 2017، بدأت تتحرك وتطلع بشكل مختلف. لماذا السعودية تفرق عن دول الخليج ؟ لوجود كثافة سكانية، نحن لا نملك مثل هذه الكثافة السكانية، السينما في الخليج خسارة.

أعني خسارة استثماريًا، لا تستطيع أن تستثمر في السينما أو في الخليج بسبب دور العرض القليلة، أين ستعرض فيلمك؟ كيف ستكسب ماديا ً؟ هذه مساحتنا في الخليج، لسنا كأميركا فيها 42,000 دار عرض وغيرها من الدول التي تنتشر فيها صالات السينما مع الوفرة السكانية، للأسف نحن لانستطيع تغطية تكلفة للمنتج.

أرى أن السعودية في 2024 سيكون فيها ما لا يقل عن 2500 دار عرض، لذا فالسعودية تستطيع الإنطلاق وتقود السينمائيين الخليجيين معها، وفعلا تستطيعون إعادة الأمل لنا في تحولها من افلام مستقله إلى استثمار وتكبر وتصبح افلام جماهيرية، أما الدعم الحكومي أكرر صعب وضع نظام خاص للسينمائيين مع القلة العاملة في هذا المجال.

أنا مع الدعم الحكومي المشروط لأن السينمائيين ليسوا أغلبية

ألا ترى أنه يجب أن يكون في وعي حكومي بأهمية السينما وأثرها الكبير أكبر من التفكير بالعوائد المالية؟

الدعم الحكومي الدائم صعب، لأنك لا تشكل قاعدة كبيرة من الشعب، لكن عندما يأتي شخص بمشروعه يجب أن يُدعم حكومياً ليستمر .. "بس الحكومه ما تقدر تسوي نظام دعم للسينمائيين لأنه يحتاج ميزانية كبيرة لو عندنا عشرين مخرج وعندنا عشرين فيلم كانوا عملوا لنا نظام يصرف عليه سنوياً ".

وفيما يخص الدعم الحكومي يجب أن يكون هناك خطة وهي الدعم لمن ولصالح من؟ من تعب وصرف مالديه يستحق الدعم لأنه سيعمل على مشروعه السينمائي بدعم الحكومة أو لا .

لكن أن تصنع نظام دعم وتدعم الجميع هنا يخرج لك العديد من الكسالى ممن لايعمل على مشروع حقيقي ويدعم دائما ماديا ً.

·        الآن المنصات ألا ترى أنها يمكن أن تساعد السينمائيين مثل: شاهد – نيتفليكس؟

طبعاً المنصات مفيدة وممكن تساعد لكنها لا تساعد فيلم قصير، الفيلم القصير سيبقى في دوائر مغلقة معينة بين جمعيات وعروض محدودة، إضافة إلى أن الفيلم القصير لا يدعم صانعه مادياً، من أجل ذلك أنا ضد تضييع الوقت في الفيلم القصير للشباب، بحيث لاتكون أكثر من تجربة أو تجربتين لأن معظم هؤلاء الشباب هم من يصرف على أعمالهم عندما تعمل فيلم قصير وتعمل الثاني وهكذا، هنا تأتي مرحلة النضج فيجب الذهاب للسوق السينمائي وتبدأ بالعمل على فيلم طويل وتحتك بالمنتج وتحتك بموزع وتحتك بشباك تذاكر هنا يصبح لك مدخول أخذته من الفيلم الذي قدمت.

·        توقف المهرجانات الخليجية برأيك ما السبب فيها؟

مهرجان العين السينمائي مستمر، مهرجان عُمان مسقط السينمائي مستمر، توقف بسبب فيروس كورونا، مهرجان الأفلام السعودية مستمر رغم الظروف الصعبة. صحيح توقف مهرجان دبي ومهرجان الدوحة ومهرجان الخليج وبالمناسبة ليس بالضرورة أن تكون لديك أفلام كي تصنع مهرجان سينمائي، "ممكن تكون بلد ما فيها ولا فيلم بس تسوي مهرجان سينمائي ناجح، مالها علاقة الصناعة بالمهرجان".

المهرجان ليس فقط افلام بل تبادل ثقافات، الناس الموجودة تطلع على عادات وتقاليد أخرى، في المهرجان أنت تُشاهد عاداتك وتقاليدك وممكن تفهمها بشكل مختلف غير اللي أنت كنت فاهمه طول عمرك. المهرجان احتكاك بصنّاع افلام انت عمرك ما كنت تقدر تحتك فيهم دون هذه المهرجانات .

·        مهرجان الأفلام السعودية وكذلك العين هم أقرب كمهرجانات محلية أقليمية خليجية رأيك بهذا التوجه؟

اقولك اول شيء ركز على سينمائييك المحليين بهم يشتهد ظهرك وتقوى صناعتك، لاتشتت نفسك بالإهتمام الخارجي حتى تتمكن وتظهر أعمال سينمائية عديدة.

صحيفة الوفد اتهمتني بإقامة مهرجان لأصحابي

·        ذكرياتك من خلال مهرجان السينما 1992 والذي أقيم في البحرين، الآن بدأت تنزل أرشيفه في يوتيوب وبعض المقاطع في العديد من الشخصيات مثل محمد خان وداود عبدالسيد ويحيى الفخراني وممدوح عبدالعليم والصحفي طارق الشناوي؟

هذا اول واحد في 1993م، و بعدين في سنة 2000، فصارت أهمية المهرجانات لأني وعيت من خلال هذه الصدف اهمية المهرجانات، ان يحدث تواصل سينمائي واحتكاك مابين السينمائيين بآخرين من ذوي الخبرة في هذا المجال.

وأتى فنانون كثرمثل نجلاء فتحي وليلى علوي وداود عبد السيد ومحمد خان، وعاطف الطيب الله يرحمه يحيى الفخراني وممدوح عبد العليم ورضوان الكاشف، ولوسي وعرضوا فيلم سارق الفرح .

وأذكر جريدة الوفد كتبت عني بأنه مهرجان الصحبة " بسّام داعي أصحابه" كتبوا عني ان انا داعي أصحابي. وكي أكون صادق معك فعلا هؤلاء أصحابي الذين تعلمت السينما منهم.

كانت تجربة جميلة، اول مرة يأتون إلى البحرين وأول مرة يرون الخليج، اول مرة يعرفون أن هذا الخليج مختلف عن الصورة الذهنية لديهم ، فيها الشاعر وفيها المثقف وفيها محب السينما فكان محمد خان يقول "اكتشفنا الحقيقة ان هؤلاء الناس فيهم المبدعين" لما دخلو على التاريخ فشاهدوا الشعراء والفنانين التشكليين والموسيقيين، قالوا هذه بؤرة ثقافة الخليج.

طارق الشناوي كان في بداياته تقريباً حتى طارق قال لي: أنت ممن آمن فيي في بداياتي ودعيتني مع الكبار؛ لأن كان وقتها النقاد سمير فريد وسامي السلموني ومجدي الطيب وكمال رمزي، وأصدقك القول أخي أحمد دعوته ذلك الوقت لمعرفتي بقلمه ونقده ومقالاته كان مختلف جدا ً عن بقية الصحفيين كانت السينما تجري في دمه.

·        من كان دفعتك في دراسة السينما في مصر؟

كان أسامة فوزي أحد أهم المخرجين العرب وكذلك عادل عوض وزكي فطين عبدالوهاب والوحيد المختلف كان أسامة فأبوه جرجس فوزي المنتج الكبير الذي أنتج العديد من الأفلام المصرية . فكان منذ البداية تشعر أنك أمام فنان ومخرج صاحب رؤية فنية عظيمة ومختلفة وللأسف لم يمهله القدر لكنه أعطانا خمس تحف سينمائية من أجمل الأفلام المصرية .

و في 2000 صار المهرجان بشكل أكبر ودعيت فيه سينمائيين من الصين ومن اليابان ومن كندا، ومن دول عربية طبعاً، لأن هو اصلاً مخصص للسينما العربية، هذا المهرجان هو المهرجان إلى اليوم يطالب الكل بإعادته من السينمائيين.

·        من من المخرجين المصريين كان يعجبك؟

يوسف شاهين اكيد، لكن من علمني ودرسني هو محمود مرسي رحمه الله ، علمني الإخراج في 4 سنين ، كان يحضر المحاضرة الساعة 11:00 صباحاً، يخرج من المحاضرة الساعة 5:00 .. ست ساعات واقف على رجليه يشرح وينقد ويحلل ويوجه .

عبدالعزيز الشلاحي وشهد أمين الأميز في الخليج

·        آخر فيلم لك كان" حكايا بحرينية "ما جديدك السينمائي؟

الآن نعمل على مشروع (حدث ذات ليلة في البحرين) فيلم طويل. مازلت أعمل عليه وهذه التجربة الجديدة أني قمت بإدخال مخرجين يعملون معي في هذا الفيلم كمخرجين، لا مساعدين وهما هناء العمير ونواف الجناحي هذا المشروع مشروعي وأنا أبحث عن مخرجين من خمس سنوات إلى أن استقريت على هؤلاء الشباب.

·        من من المخرجين يلفت انتبهك كأسماء يعني، من الشباب عموماً في كل الخليج؟

من الشباب كثير يعني مثل عبد العزيز الشلاحي مخرج فيلم حد الطار وكذلك شهد أمين .

 

####

 

عز الشلاحي يواصل حصده للجوائز بفوز فيلمه "حد الطار "بجائزة أحسن فيلم

فيلم" أربعون عاما وليلة "أكبر الفائزين في حفل ختام مهرجان أفلام السعودية

 أحمد العياد

إيلاف من الرياض: واصل فيلم ( حد الطار ) نجاحاته المستمرة ففاز بجائزة أحسن فيلم في مهرجان أفلام السعودية . وحاز فيلم ( أربعون عاما ً وليلة ) على نصيب الأسد من جوائز ليلة الختام من مهرجان أفلام السعودية للدورة السابعة ، فحصل على ثلاثة جوائز من جوائز المهرجان في الحفل الختامي والذي أقيم بتنظيم من جمعية الثقافة والفنون بالدمام بالشراكة مع مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي «إثراء» وبدعم من هيئة الأفلام التابعة لوزارة الثقافة.

وفاز فيلم «حد الطار» لمخرجة عبدالعزيز الشلاحي بجائزتين وهما أفضل فيلم طويل وجائزة جبل طويق لأفضل فيلم عن مدينة سعودية (الرياض)، فيما حصل فيلم "سيدة البحرة " للمخرجة شهد أمين على جائزة أحسن تصوير وأفضل ممثلة وهي الفنانة الشابة بسيمة .

أفضل ممثل كانت من نصيب الممثل مشعل المطيري عن فيلم ( أربعون عاما ً وليلة) والذي حصد كذلك جائزة النخلة الذهبية للجنة التحكيم، وكذلك حصلت فيه غيا الرشيدات على ذهبية أفضل موسيقى عن الفيلم ذاته.

وعلى صعيد جوائز المهرجان الخاصة حصل فيلم «بيضة تمردت» للمخرج سلطان ربيع على جائزة عبدالله المحيسن لأفضل فيلم أول وحاز الفيلم على نجاح جماهيري كبير .

وعلى الطرف الآخر فاز فيلم «الطائر الصغير» للمخرج خالد فهد بذهبية أفضل فيلم قصير في الوقت الذي حقق فيه فيلم «حكاية روشان» للمخرج عبدالمجيد الحربي جائزة أفضل فيلم وثائقي.

وكرّم المهرجان مأمون حسن، الكاتب السينمائي والمخرج والمنتج السعودي ورئيس الإنتاج السابق في المعهد البريطاني للأفلام «BFI»، والدكتور بسام الذوادي، المخرج البحريني والرائد في صناعة الأفلام.

وأعلن سوق الإنتاج في المهرجان عن توقيع ست اتفاقيات تطوير و تسويق حقوق الملكية الفكرية بالإضافة إلى 10 اتفاقيات وعقود توزيع ومذكرة تفاهم مع الهيئة السعودية للملكية الفكرية لتبادل الخبرات وتطوير القوانين والتشريعات المتعلقة بالملكية الفكرية في صناعة الأفلام.

 

موقع "إيلاف" في

08.07.2021

 
 
 
 
 

في الدورة السابعة من مهرجان أفلام السعودية..

توقيع «عين الصقر» و«عين الآلة»

سينما - اليمامة - خاص

أكد عدد من النقاد والكتاب السينمائيين المشاركين في ندوة “النقد السينمائي.. طرق النقد وأساليبه ومدارسه” في مهرجان أفلام السعودية في دورته السابعة بتنظيم جمعية الثقافة والفنون بالدمام وشراكة مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي ودعم هيئة الأفلام بوزارة الثقافة، أدارها المخرج بدر الحمود مساء أمس، أن الحيادية والموضوعية مسألة نسبية ولا يستطيع أحد النقاد بلوغ الموضوعية المطلقة.

ونظراً للظروف التي لم تُمكن المشاركين من الحضور، أقيمت الندوة من خلال الأنظمة التقنية الحديثة عبر الزوم، وشارك فيها كل من الناقد الفني الجزائري عبدالكريم قادري، والناقد الفني محمد رُضا من لبنان، والصحفية والناقدة الفلسطينية علا الشيخ.

وقد أجمعوا على أن هناك أموراً كثيرة تحكم الناقد عندما يكتب رؤيته النقدية تجاه عمل ما، إضافة إلى تراجع اهتمام الصحف ووسائل الإعلام المختلفة بالمقالات النقدية، منتقدين سهولة حذف المقال النقدي من جانب إدارة الصحيفة لأي سبب، لكن في المقابل تنشر الأخبار التي تتناول حياة الفنانين الشخصية على صفحاتها الأولى.

وبعد عرض فيلم “أربعون عاماً وليلة” أكد مخرج الفيلم محمد الهليل أنه عمل جاهداً على توحيد لهجات ممثليه في فيلم “أربعون عاماً وليلة”، الذي ضم نخبة من الفنانين المخضرمين كالفنانة سناء بكر يونس، والفنان جعفر الغريب، ومجموعة من الشباب، مؤكدا أن هدفه الرئيسي في اختيار الممثلين كان مبنياً على المرونة، وأن يظهرهم الفيلم بشكل مختلف، وأن يكونوا مؤمنين برؤيته كمخرج، وكيفية الوصول لعمقها لتظهر بهذا الشكل في الفيلم.

وحول مدرسته الفنية قال الهليل: أحب المدرسة المستقلة الواقعية؛ لأنها صادقة وقريبة من كل الناس، لافتا إلى أن هناك فيلماً يعمل عليه حالياً للمؤلف عبدالرحيم العيسى وعنوانه “أول جريمة قتل”، وأن فريق العمل يستعد لدخول الاستوديو والبدء في التصوير.

كما قدم ندوة لتوقيع كتابين من الكتب التي تم إصدارها على هامش المهرجان في مكتبة إثراء، وأدار الندوة المخرج محمد الفرج الذي أكد أن المهرجان حريص منذ نسخته الأولى على إثراء المكتبة العربية بعدد من الكتب الفنية؛ حيث قدم المهرجان هذا العام أربعة كتب، حيث تم توقيع الكتاب الأول “عين الصقر - ويليه دليل الصحاري السعودية” لمجموعة مؤلفين يمثلهم الكاتب والروائي عواض العصيمي، والكتاب الثاني “عين الآلة” لمؤلفه حسن الحجيلي.

بدأت الندوة باستعراض كتاب “عين الصقر”؛ حيث قال الكاتب عواض العصيمي إن الحديث عن الصحراء هو انعكاس لدور الصحراء في حياتنا ومخيلتنا العربية والسعودية؛ فالصحراء موجودة في مخيلتنا جميعاً، كما أنها مكون أساسي وأصيل في بيئتنا المحلية، وتحمل موروثات وتقاليد وثقافة أنيقة تخصها، كما أن لها وسمها الخاص، وبالتالي فإن الفكرة العظيمة التي أحيتها هذه الدورة من المهرجان هي الربط بين الصحراء كمفهوم ثقافي وبين السينما كمنصة لقراءة واستعراض هذا المكون الجغرافي والثقافي من منظور سينمائي معاصر نستطيع من خلاله أن نقدمه ليصل إلى الآخرين، وبالتالي نستطيع أن نستنفر قوانا الإبداعية في صناعة الأفلام، ونحرّض الكتاب المهتمين بالرواية على أن يدخلوا هذا الأفق الواسع.

تحدث المؤلف حسن الحجيلي حول كتابه “عين الآلة” قائلاً: طبيعة الأفلام تغيرت مع ظهور المنصات حتى أن المسلسلات أصبحت قصيرة مثل الأفلام لدرجة أن أحد المخرجين قال إن المسلسلات أصبحت كالأفلام الطويلة، وبالتالي ضاع مفهوم الأفلام ومفهوم المسلسلات، فالمفترض أن الأفلام تُعرض على شاشة السينما وليس المنصات، ولهذا فأنا أخاف على السينما ومصيرها.

قال الحجيلي: الآلة تحدق بالفعل في الإنسان، أما بخصوص النسوية فأنا لم أفكر أن أكتب عن نسوية السينما، واكتشفت أن هناك ارتباطاً بين النسوية والنظرية النقدية السينمائية والسرد السينمائي، واكتشفت أيضاً أن النسوية نسويات متعددة، ومرت بحركات مختلفة؛ فالموجة الأولى كانت حقوقية، والموجة الثانية ترى تحيز الرجل ضد المرأة، والآن مع الألفية الثالثة ظهرت موجة ما بعد النسوية، وهي الموجة الأهم؛ حيث تطرح فكرة أن النساء من بيئات مختلفة، ولا يمكن وضع معيار واحد لتناول شخصياتهن على شاشة السينما، فما بعد النسوية تختلف باختلاف المجتمع الذي جاءت منه المرأة، وتلك النظرية ترى أن النسوية اختفت؛ لأن هناك قوانين تحمي المرأة وتمنحها حقوقها، لكن مع الأسف نجد منتجين يستغلون النظرية النسوية لترويج منتجهم الفني بزعم أن أفلامهم تدافع عن المرأة وحقوقها.

دعا العقيد المتقاعد من الأمن الداخلي محمد بن حسين بنونة صناع السينما السعوديين إلى ضرورة إبراز التراث العربي الأصيل، والتقريب بين الشعوب في أعمالهم الفنية.

وتحدث خلال الندوة التي أقيمت على مسرح إثراء بعنوان «قصص وحكايات الصحراء» عن مغامراته مع الصحفي والكاتب الأمريكي بول سالوبيك في استكشاف الصحراء السعودية، واستغرقت الرحلة ثلاثة أشهر قطع خلالها ثلاثمائة كيلومتر في البحث عن القرى والمدن، والتراث الشعبي، وعن الشعراء، وقصصهم حول البحث عن الماء. وأضاف: في ظل الانفتاح الذي تعيشه مملكتنا اليوم علينا أن نستغل تلك الفرصة لنظهر للعالم ثقافتنا وتراثنا من خلال الأعمال السينمائية، وهي مسؤولية تقع على عاتق أهل الفن، لافتًا إلى أن الفن قد قرب بين الشعوب أكثر مما قربت الأمور الأخرى، وفعل ما لم تفعل الرياضة.

 

اليمامة السعودية في

08.07.2021

 
 
 
 
 

«أفلام السعودية» يقفز بصناعة السينما

«أربعون عاماً وليلة» و«حد الطار» يجذبان الجوائز الذهبية

الظهران: «الشرق الأوسط»

أسدل مهرجان أفلام السعودية الستار مساء أمس، متوجاً الفائزين بجوائز السعفة الذهبية، التي حصد صناع الأفلام الشباب نصيب الأسد منها.

وعلى مدى سبعة أيام من المهرجان، نُظمت 14 جلسة ربطت جهات الإنتاج بأصحاب المشاريع، قدم خلالها 80 عرضاً لمشاريع أفلام طويلة روائية وثائقية ومتحركة.

وينظم المهرجان جمعية الثقافة والفنون في الدمام بالشراكة مع مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي «إثراء»، وبدعم من هيئة الأفلام في وزارة الثقافة.

وحصد فيلم «أربعون عاماً وليلة»، ثلاث جوائز هي «النخلة الذهبية» لأفضل ممثل وذهبت لمشعل المطيري، و«النخلة الذهبية» لأفضل موسيقى، وفازت بها غيا رشيدات، كما فاز بجائزة لجنة التحكيم وحصل عليها المخرج محمد الهليل.

وحصد «النخلة الذهبية» فيلم «حد الطار»، لأفضل فيلم طويل، بينما حصل فيلم «الطائر الصغير» على جائزة أفضل فيلم قصير، وحصد فيلم «حكاية روشانة» جائزة أفضل فيلم وثائقي.

وفاز بجائزة «جبل طويق» لأفضل فيلم تعبيراً عن مدينة سعودية فيلم «حد الطار» عن مدينة الرياض للمخرج عبد العزيز الشلاحي، أما جائزة عبد الله المحيسن للفيلم الأول فذهبت للمخرج سلطان ربيع عن فيلم «بيضة تمردت».

وذهبت جائزة النخلة الذهبية لأفضل ممثل، لمشعل المطيري بطل فيلم «أربعون عاماً وليلة»، وحصلت البطلة الصغيرة بسيمة الحجار بطلة فيلم «سيدة البحر»، على جائزة النخلة الذهبية لأحسن ممثلة.

وفاز بجائزة النخلة الذهبية لأفضل موسيقى فيلم «أربعون عاماً وليلة»، وفاز بجائزة أفضل تصوير سينمائي فيلم «سيدة البحر» للمخرجة شهد أمين.

أما جائزة لجنة التحكيم فكانت من نصيب فيلم «أربعون عاماً وليلة» للمخرج محمد الهليل.

يذكر أن المهرجان كرم في دورته الحالية المخرج والمنتج السعودي مأمون حسن والمخرج البحريني بسام الذوادي، وأُصدر لكل منهما فيلم وكتاب يحكيان سيرتهما الذاتية في صناعة السينما.

وشهد المهرجان هذا العام قفزة في المشاركات المتقدمة، حيث سجل 405 مشاركات، ما بين 89 فيلماً و316 سيناريو غير منفذ.

وعرض المهرجان 14 فيلماً مرشحاً للمسابقات و22 عرضاً قدمها 27 مخرجاً و9 مخرجات، بالإضافة إلى عروض الأفلام الخليجية وصنفت الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع جميع الأفلام، ليستمتع الحضور بثلاثين ساعة من الأفلام السعودية والخليجية، وقام على تقييمها لجنة التحكيم المختارة التي يرأسها المخرج السعودي علي الكلثمي، بالإضافة إلى الممثلة والمنتجة المصرية بشرى، والمخرجة التونسية كوثر بن هنية، والممثل منذر رياحنة، والناقدة السينمائية الأميركية ديبورا يونق.

وفي مسابقة أفضل 5 سيناريوهات تقدم 254 سيناريو مرشحاً للمسابقة بإجمالي عدد صفحات 10817، حيث راجعت لجنة التحكيم يرأسها الروائي والكاتب السعودي سعد الدوسري وأعضاء اللجنة الكاتب السعودي محمد البشير والناقد السعودي رجا ساير المطيري 120 سيناريو قصيراً و134 سيناريو طويلاً شاركها 195 كاتباً و59 كاتبة.

وتنوعت برامج المهرجان لتشمل ندوات ثقافية تطرح موضوعات متعددة كالأفلام الطويلة المستقلة والنقد السينمائي وسينما الصحراء، بالإضافة إلى دروس مع الشخصيات المكرمة، ومخيال الصحراء الذي يحكي فيه المصورون والمستكشفون والرحالة عن أسرار الصحراء.

من جهة أخرى، أنتج مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء) أكثر من 20 فيلماً سعودياً، تنوعت ما بين أفلام روائية ووثائقية، مروراً بمشاركته في مهرجان أفلام السعودية السينمائي، فيما حقق برنامج دعم أفلام السعودية أكثر من 15 جائزة محلية وإقليمية وعالمية، وحظيت جملة من الأفلام المنتجة بأحقية العرض على شاشات السينما المحلية والعالمية.

 

الشرق الأوسط في

09.07.2021

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004