ملفات خاصة

 
 
 

مسابقة كان 74 (2):

خمس حكايات نسائية الطابع.. وتعثر المخرجين الكبار

أحمد شوقي

كان السينمائي الدولي

الدورة الرابعة والسبعون

   
 
 
 
 
 
 

نواصل تحليلنا النقدي لكافة الأفلام المعروضة في مسابقة مهرجان كان السينمائي الرابع والسبعين، والتي تواصلت مع عرض خمسة أفلام جديدة كانت المفارقة أن جميعها أتت قصصًا بطلاتها من النساء، منفردات تارة ومحاطات بالرجال تارة، حتى وإن كانت أربعة من تلك الأفلام من إخراج رجال. خمس تجارب جديدة دخلت المنافسة السينمائية الأهم في العام، نتعرف عليها في هذا المقال.

روابط مقدسة Lingui – محمد صالح هارون (تشاد)

كل ما في فيلم المخرج المخضرم محمد صالح هارون الجديد يوحي بعمل تقليدي يلبي رغبات المبرمجين الدوليين فيما يتعلق بالسينما الآتية من أفريقيا: حكاية أم عزباء مسلمة تكتشف حمل ابنتها المراهقة فتحاول أن تساعدها على إجهاض الجنين. ملخص يبدو تكرارًا لعشرات الأفلام التي استعانت من قبل بالعناصر نفسها لدرجة أن أفلام الإجهاض صارت نوعًا فيلميًا مصغرًا sub-genre تُنسب إليه أعمال معروفة مثل الروماني "أربعة أشهر وثلاثة أسابيع ويومان" والأمريكي "أبدًا نادرًا أحيانًا دائمًا".

إلا أن عدة اختيارات اتخذها هارون قد حمت الفيلم جزئيًا من أن يكون مجرد نموذج آخر. نقول هنا جزئيًا لأن لهيمنة القصة ثقلًا يستحيل الفكاك منه بشكل كامل، بما جعل النصف الأول أقرب للاعتيادية والملل، قبل أن تستقيم الأمور خلال النصف الثاني عندما تبدأ اختيارات المخرج في الإتيان بثمارها.

في صدارة الاختيارات يأتي سرد الحكاية من وجهة نظر الأم لا الابنة، لنتعرف من البداية على أمينة (أشواك أباكار سليماني في أداء سينال إعجاب سبايك لي تحديدًا) وعملها الشاق في نسج سلال معدنية تستخرج مادتها من عجلات السيارات القديمة، في تتابعات افتتاحية آسرة تجسد طبيعة العمل اليدوي الدؤوب الذي تعيش منه أمينة، عمل ذكوري بامتياز وفقط التصورات النمطية عن طبيعة الأنشطة الصالحة لكل جنس.

من هنا يظهر الاختيار الثاني الذكي لصالح هارون وهو الاعتماد على المفارقات والمقابلات طوال الحكاية؛ فأمينة امرأة تمارس مهنة رجال، وهي مسلمة ملتزمة لكنها موصومة لكونها أم عزباء، وابنتها ماريا صورة جديدة لمراهقتها، فالأم أيضًا انقطعت علاقتها بأهلها عندما حملت في سن يسهل تخيل تطابقه مع عمر ماريا. ناهيك عن الخلفية الثقافية للأحداث التي تجمع هي الأخرى بين متقابلات، فتشاد بلد إسلامي وأفريقي في وقت واحد، نسائه ترتدين الحجاب على قمصان قصيرة الأكمام، والبطلة تتنقل بين الحديث بالفرنسية والعربية حسب محدثها، وصولًا للمفارقة الأهم في الفيلم: هذا مجتمع ذكوري قاهر للمرأة بامتياز، لكن نساءه يفعلن في النهاية ما يردنه!

فإذا ما كانت الذكورية هي العنوان، فالنساء قادرات دائمًا على إيجاد طرقهن للتحايل، والنصف الثاني للفيلم عبارة عن سلسلة من قيام الإناث بتجاوز صراعاتهن الاجتماعية والأسرية والمادية، بهدف التكاتف وإيجاد وسيلة للعيش بسعادة. ولا دليل بصري يمكن أن يكون أكثر بهجة من الزوج الذي يرقص في فخر جهول ويوزع الأموال احتفالًا بختان ابنته، بينما النساء المبتهجات حوله يعلمن أن القابلة تتظاهر في داخل الغرفة بالأمر دون أن تقوم به حقيقةً.

هذا الحس التمكيني المبهج رغم قسوة الموضوع هو ما يجعل الفيلم ينتهي أفضل كثيرًا مما بدأ، ويُفسر وجوده في مسابقة كان من منطلقات فنية بعدما بدا لأكثر من نصف ساعة فيلمًا اختير للمهرجان بسبب سيرة مخرجه وموضوعه المحبب للغرب.

بينيديتا Benedetta – بول فيرهوفِن (فرنسا – هولندا)

الإحباط الأكبر في المسابقة حتى الآن يأتي من الهولندي بول فيرهوفِن، الاسم الشاهق الذي صار مختصًا في الأفلام التي تربط بين الجنس وتركيب النفس الإنسانية، فلا ننسى فيلمه الأيقوني "غريزة أساسية Basic Instinct" ولا عودته في 2016 ليهز أرجاء مهرجان كان بفيلمه المثير للجدل "هي Elle". بعد شهور من الانتظار انطلق فيلمه الجديد "بينيديتا" من شاشات كان، بعدما كان من المقرر أن يُعرض في دورة 2020، قبل أن يرفض المخرج وموزعو الفيلم المشاركة في النسخة الافتراضية للمهرجان مفضلين الانتظار حتى ينال الفيلم عرضًا على الطراز الكلاسيكي هذا العام.

حكاية مأخوذة عن إحدى حكايات كتاب "أفعال غير لائقة Immodest Acts" الذي نشرته المؤرخة جوديث سي براون، وفيه توّثق عدة حكايات تعود للقرون الوسطى ترتبط بأفعال غير لائقة جنسيًا، منها حكاية الراهبة بينيديتا كارنيلي التي اتهمت بممارسة الجنس المثلي مع إحدى الراهبات مما تسبب في قضائها أعوامًا طويلة محبوسة داخل أحد الأديرة.

المؤشرات أوحت بطبيعة الحال بانشغال فيرهون كعادته بالجانب الإيروتيكي للقصة، لكن المخرج الذي كتب السيناريو بصحبة دافيد بيرك يحاول أخذ الأمر لأبعاد أخرى تتعلق بفكرة الأسطورة والإيمان بالغيبيات بشكل عام، عبر وضع المشاهدين طيلة الفيلم في حالة من عدم الوضوح بخصوص الرؤى التي تراها بينيديتا (البلجيكية فيرجيني إفيرا)، الراهبة التي تنضم للدير طفلة مدعومة بأموال والدها، والتي نرى من البداية أنها مختلفة، إما لأنها تملك اتصالًا مع السماء أو لأنها ببساطة ذكية تجيد التلاعب بمن حولها، الأمر الذي لا يحسمه الفيلم ويتركه للنهاية معلقًا بين كل الاحتمالات وفقًا لقراءة كل مشاهد للأحداث.

إلا أن شيئًا ما يبدو مفقودًا هنا بوضوح، خلل في بناء الحكاية والشخصيات يجعل الفيلم أقرب للأمثولة الساخرة منه للدراما التي يمكن التفاعل معها. بالطبع الحس الساخر مقصود، كذلك الانجذاب الحيواني الذي يربط بينيدينا بالفتاة الفقيرة بارتولوميا (دافني باتاكيا في أفضل أدوار الفيلم) ويدفعها لاكتشاف الحياة (والروحانية ربما) من زاوية أخرى هي مجموع الحب والرغبة واللذة، لكن هذا كله يبقى معلقًا في نبرة أكثر خفة من أن تكون واقعية وأكثر جديّة من أن تكون ساخرة.

حتى الحس الهوليوودي المسيطر على بناء المشاهد وتصويرها كثيرًا ما يأتي بنتيجة عكسية، لعل أبرزها كيفية تصوير فيرهون (وهو الرجل الأبيض الذي يفوق عمره الثمانين) لشكل الجنس بين فتاتين من القرون الوسطى لا تمتلكان أية خبرة تذكر بالجنس (باستثناء قيام والد بارتولوميا باغتصابها). جنس يأتي في الصورة الأقرب لخيالات فيرهوفن (العتيقة بعض الشيء بالمناسبة!) منه لما يمكن أن يتسق منطقيًا من الحكاية وأبطالها.

الحس الساخر من النظام البطريركي الحاكم للكنيسة والبلاد، وقرارات بينيديتا الأخيرة التي تطرح أسئلة حول علاقة الإنسان بالأسطورة وآلية خلقه تفسيرات خوارقية للعالم تمنحه شعورًا بالتميز قبل أن يقع بنفسه في فخ تصديق تلك التفسيرات، كلها أمور تمنح "بينيديتا" بعض القيمة، لكنه يبقى في النهاية عملًا متوسطًا على الأكثر، يقل كثيرًا عما ترقبه الجميع لا سيما مع إصرار مخرجه المخضرم على الانتظار حتى يُعرض الفيلم في مهرجان كان وفق شروطه.

الكسر La Fracture – كاترين كورسيني (فرنسا)

إذا كنت من محبي الأفلام ذات الحبكات المختزلة، التي تجتمع فيها العديد من الشخصيات في زمان ومكان واحد فتشكل صورة عامة إنسانية أو مجتمعية، فإن هذا الفيلم سيكون بالتأكيد ضالتك بين أفلام العام الحالي. فبعد بداية خادعة بعض الشيء نتابع فيها أزمة عاطفية لامرأتين تستعدان للانفصال الذي قررته جولي (مارينا فوا) بينما ترفضه راف (فاليريا بروني تيدستشي)، تتعرض فال لحادث تُنقل على إثره للطوارئ، في نفس الليلة التي تشتعل فيها شوارع باريس بمظاهرات "السترات الصفراء" وتتصاعد المواجهات مع الشرطة لحد العنف.

الدقائق الأولى تقدم شخصيتي المرأتين بعناية: راف المتوترة دومًا، ذات الأفكار المنغلقة حول نفسها ورغباتها والعاجزة عن تفهم الوقت والمكان المناسب للتعبير عن تلك الأفكار والرغبات، وجولي الأكثر عقلًا التي فقدت إعجابها بتخبط راف وعفويتها فلم تعد قادرة على تجاوز ما تضعها فيه شريكتها من إحراج مستمر. قبل أن تنفجر الفقاعة الطبقية حولهما عندما تضطران لقضاء ليلة من أكثر ليالي باريس التاريخية صخبًا مع الجميع في المستشفى.

ميكروكوزم للمجتمع الفرنسي، صورة مصغرة للبلد وسكانه وأزماته ترسمها كورسيني في السيناريو الذي كتبته ببراعة بمشاركة لوريت بولمانس وآنيس فوفر. فلا شيء يمكن أن يكشف عن حقيقة مجتمع أكثر من وضع كافة أطيافه تحت ضغط وخطر وتركهم للتفاعل، بل والتنافس. فعندما يدرك الجميع أن طاقة المستشفى لا تستوعب هذا الحجم من الإصابات التي ترد خلال الليلة، وبالتالي يظهر السؤال المحرج بجلاء: أي مريض يستحق أن ينال العلاج قبل الآخر؟

تبدأ الإشارات الخافتة لعيوب النظام الصحي بمنح راف تصنيف "أحمر" باعتبارها حالة عاجلة تحتاج دعم فوري، بينما يُمنح يان سائق الحافلة الذي تعرض لانفجار قنبلة دخان في قدمه خلال المظاهرات تصنيف "برتقالي" بمعنى كونه حالة متوسطة يمكنها أن تنتظر، والحقيقة التي يراها الجميع أنه لا فارق كبير بين خطورة الإصابتين، لكنه الظرف السياسي والتصنيف الطبقي الذي يجعل جروح البعض أهم من الآخر.

العداء ينطلق بين راف ويان، اللذان يبدوان نظريًا طرفي نقيض في المستوى الاجتماعي وطريقة الحديث والملبس وكل شيء، لكننا سرعان ما ندرك أن أوجه تشابههما أكثر بكثير من الاختلاف. شد وجذب يضيع وسط صخب الليلة المليئة بالعنف والإصابات والمواقف التي يخوضها طاقم المستشفى تباعًا، وعلى رأسهم الممرضة كيم، أو إيساتو ديالو سانيا، وهي ممرضة حقيقية محبة للتمثيل اختارتها كورسيني لتلعب الدور القريب للقلب للمرأة الداعمة المستعدة لتحمل أصعب الظروف وأقسى ردود الأفعال من أجل أن تجعل حياة المرضى أسهل.

بشكل عام وعبر عشرات المواقف الصغيرة يحاول "الكسر" فهم وتحليل مأزق المجتمع الفرنسي، وتوجيه لوم المحب، فيضع الفيلم يده على أوجه القصور مثمنًا حس التآخي وتحمل المسؤولية الذي يظهر في حالات الطوارئ. لذلك فكان من قمة الذكاء أن تأتي النهاية جامعةً بين التفاؤل والتشاؤم معًا، فهي ليست رؤية تنبؤية وإنما تحليل، مجرد تحليل تقول صاحبته رأيها وتترك كافة الاحتمالات متاحة لمستقبل بلادها.

المقصورة رقم 6 Compartment No. 6 – يوهو كوزمانين (فنلندا)

لأفلام الطريق سحرها الخاص رغم كونها بشكل وبآخر تدور حول نفس الأفكار من اكتشاف الذات والنظر للحياة من نظرة مغايرة والتفاعل مع الطبيعة، لاسيما عندما تقترن بنوع آخر محبب هو اللقاء العابر brief encounter الذي تتقارب فيه شخصيتان لا تعرفان بعضهما البعض، فيرتبط مصيرهما خلال زمن الفيلم قبل أن يعود كل منهما لاستكمال حياته مرة أخرى.

على هذا الرهان يقوم "المقصورة رقم 6"، فيلم المخرج الفنلندي الموهوب يوهو كوزمانين الثاني بعد عمله الأول "أسعد أيام حياة أولي ماكي" الذي خطف الأنظار عندما فاز بجائزة مسابقة نظرة ما في مهرجان كان 2016. والذي يخوض هذه المرة تحدٍ أكبر ممثلًا في رحلة بالقطار تقطعها الفتاة الفنلندية لاورا (سيدي هارلا) من موسكو إلى منطقة مورمانسك الحدودية. رحلة ضخمة في أحد تلك القطارات الروسية التي تحتاج عدة أيام حتى تصل وجهتها، كان من المفترض أن تشاركها فيها حبيبتها المثقفة الروسية التي اعتذرت في اللحظة الأخيرة، ليكون على لاورا قطع الطريق الطويل بمفردها.

داخل مقصورة القطار رقم 6 تكتشف أنها مضطرة لاستكمال الطريق رفقة ليوها (يوري بوريسوف)، الشاب السكير الذي يمثل النقيض من كل ما أحبته لاورا في موسكو: لا علاقة له بالثقافة أو اللباقة، يكاد يغيب عن الوعي قبل أن تبدأ الرحلة، ولا يمتلك الحد الأدنى من مراعاة الخصوصية ووضع الحدود مع الأغراب. باختصار، كابوس على الفتاة أن تتعامل معه وحيدة في بلد غريب وإن أجادت لغته.

ليس مفاجأة بطبيعة الحال أن العداء سيتحول تفهمًا ثم – بشكل أو بآخر – حبًا، فهذا مسار لم يكن الفيلم ليتم دونه. لكن أهم ما أنجزه المخرج هو الحفاظ على القدر الأكبر من الواقعية في تطور العلاقة بين بطليه. لا تحولات درامية غير مبررة، لا لحظات ساحرة بشكل مبالغ فيه، ولا حوارات أنيقة بطبيعة الحال في ظل كون ليوها عاجزًا من الأساس عن التواصل الشفاهي الاعتيادي. فقط تصاعد منطقي للتفاهم المتبادل لا يفشل في أي لحظة أن يقنعنا بما نراه على الشاشة.

قدر هائل من الإتقان البصري ينقلك من خلاله الفيلم إلى داخل عربة القطار وحول أرصفة محطات المدن النائية التي يتوقف فيها فيسمح للأبطال بالخروج والتقاط بعض الأنفاس (ومقابلة آخرين يؤثرون في رحلتهم أحيانًا)، ثم إلى مورمانسك النائية التي يُستكمل فيها قوس الحكاية بظهور الجانب المُشرق للوجود جوار مواطن من الدرجة الثالثة، يعيش داخل أحشاء روسيا ويعرف كيف ينال ما يريده لمن يحب.

إلا أن التحفظ الوحيد الذي يجب ذكره حول "المقصورة رقم 6" هو غياب ما هو أعمق من الشعور. صحيح أن الفيلم يحرك مشاعرك ويحافظ على انتباهك وتأثرك في كل لحظة تقريبًا، لكنه ينتهي دون أن يترك فكرة داخلك تستكمل من خلال إعادة النظر فيها علاقتك بالفيلم. وهو أمر لا يعيب أغلب الأفلام، لكن مع فيلم بهذا الطموح في مسابقة كان يجب وضع الأمر في الاعتبار.

يوم العلم Flag Day – شون بين (الولايات المتحدة)

لا يمكن وضع النجم شون بين ضمن الممثلين الذين يمارسون الإخراج من باب الوجاهة الفنية، فمن جهة هو فنان مسيس له مواقف واضحة معلنة في الكثير من القضايا الاجتماعية والسياسية، ومن جهة أخرى كافة أفلامه كمخرج تؤكد امتلاكه طرحًا يحاول تقديمه في كل فيلم، فينجح أحيانًا ويتعثر أحيانًا. وحضوره الأخير في مهرجان كان شهد العثرة الأكبر عندما اعتبر فيلم "الوجه الأخير The Last Face" ليس فقط أسوأ أفلام دورة 2016، بل أحد أسوأ الأفلام التي اختارها المهرجان طوال تاريخه.

هذا العام يعود شون بين بشكل يحاول أن يكون مغايرًا، مقتبسًا كتاب السيرة الذاتية التي نشرته الصحفية جينيفر فوجل عن والدها، ليقدم القصة في فيلم حول مفهوم الأبوة المشوهة، ممثلة في الأب جون فوجل النصاب المحترف الذي لا يتوقف عن بدء مشروعات خيالية يضيع فيها أمواله وأموال الأخرين، ويتنقل من مكان لمكان ومن فشل لآخر. يؤدي بين الدور بنفسه، في المرة الأولى التي يمثل فيها في فيلم من إخراجه، بل ويسند دور جينيفر لابنته ديلان بين، ودور شقيقها الأصغر نيك لابنه هوبر بين، مع الفارق في كون ديلان هي بطلة الفيلم بينما دور نيك عابر يظهر في مشهدين أو ثلاثة.

يبدأ الفيلم في العام 1992، عندما نعلم ديلان المرأة الناضجة بخبر تزوير والدها لمبلغ 22 مليون دولار، ليلعب الفيلم من البداية لعبة النهاية المعروفة، فلا مجال للتوقعات الإيجابية ولا تخيل انصلاح حال جون في أي لحظة. الأمر الذي يجعل علاقة الابنة به ومحاولاتها المتتالية لتقويمه أفعال سيزيفية لا يمكن ألا نشعر تجاهها بالشفقة، فالمشاهد يعلم المصير الذي لا تعلمه الابنة الراغبة في تحسين صورة والدها.

يتنقل الفيلم لاحقًا بين ثلاثة مستويات زمنية: ديان الطفلة المبهورة بشخصية والدها الآسرة والتي لا تفهم سر انفصاله عن الأسرة وتركه المنزل، ديلان المراهقة التي لا تتحمل تحرش زوج أمها بها فتقرر العودة لوالدها والتعامل مع مشكلاته، وديان الناضجة التي لا تزال معلقة بأوهام إمكانية تغير الرجل للأحسن. وبين الأمل الذي تكافح صاحبته طويلًا لإبقائه حتى تيأس، وفكرة ارتباط المصير الحتمي بين الأب وابنائه، يتحرك "يوم العلم" مستعينًا بشريط صوتي مليء بالأغنيات الشعبية والموسيقى الكلاسيكية.

إلا أن شيئًا ما يبقى ناقصًا في الفيلم، أو شيئين للدقة، أولهما عنصر الجدّة، فلا يقدم الفيلم أي تفصيلة جديدة أو غير متوقعة، ويصب بأكمله في حيز ما يمكن تخيله في الشكل والمضمون بمجرد سماع ملخص الفيلم. أما جانب النقص الثاني فيرتبط بالجاذبية: جاذبية جون فوجل الذي لا يتمكن السيناريو وأداء شون بين من إقناعنا بأنه هذا الرجل الساحر الذي تتيه به ابنته رغم كل ما فعله، وجاذبية العلاقة بين البطلين، فالمفارقة إنه بالرغم من كونهما أب وابنته على أرض الواقع، فالهارمونية منخفضة جدًا بينهما على الشاشة.

ربما لو شاهدنا "يوم العلم" في قاعة سينما تجارية أو في إحدى قنوات الأفلام التلفزيونية لوقعنا في حبه، لكن مكانه في مسابقة كان ارتبط بالتأكيد بكونه من إخراج شون بين فحسب.

 

موقع "في الفن" في

12.07.2021

 
 
 
 
 

فيلم "بينيديتا" يثير جدلا في مهرجان كان.. ما قصته؟

كان - سعد المسعودي

يعود المخرج الهولندي المثير للجدل بول فيرهوفن وفيلمه الجديد "بنيديتا" الذي أثار جدلا واسعا بعد عرضه في المهرجان وكان النقاد قد تحدثوا عن الفيلم وما سيثيره من جدل قبل عرضه.

الفيلم تحفة سينمائية استطاع المخرج فيرهوفن من انتزاع التصفيق بعد عرضه في المهرجان، ويتناول الفيلم قصة حقيقية وقعت لفتاة صغيرة تدعى "بنيديتا كارليني" تهبها عائلتها الثرية وهي صغيرة إلى الدير وتظهر عليها كرامات حيرت عقول الكثيرين من حولها وتبدأ مع بداية الفيلم عندما تتعرض عائلتها قبل أن تدخل الكنيسة في مدينة بيشا الإيطالية تأتي مسرعة لتصلي أمام تمثال للسيدة العذراء فيخرج عليهم مجموعة من اللصوص وأخذوا قلادة والدتها الذهبية فتصرخ في وجوههم محذرة بأن العقاب قادم بسرعة ومع ضحكات هستيرية للصوص تهب رياح قوية يخرج الطير من الشجرة وتضع برازها على وجه اللص فيعتقد بأنها صدقت ويهرب اللصوص خوفا من عقوبة أشد عليهم، ثم تتوالى المشاهد التي تحمل كرامات تقوم بها بنيديتا .

فيلم بينيديتا

بين الخيال والوقع

ينقلنا المخرج فيرهوفن بفيلمه "بنيديتا" في مناطق محرمة تجمع الخيال بالواقع والمقدس بالممنوع وندخل معه بعمق الأحداث فيجعلنا نعيش معه تارة في الخيال وتارة أخرى كأننا نعيش الواقع رغم الأسئلة الصعبة التي يطرحها الفيلم عن أسرار الكنيسة وما يدور داخل جدرانها وعالمها الخفي، إضافة إلى تناوله الاضطرابات الدينية وما عمله مرض الطاعون الأسود الذي قتل ثلثي سكان أوروبا في القرنين السادس والسابع عشر واجتاح كل أركان القارة ناشرا الموت في كل مكان، والفتاة القديسة قالت إن الطاعون لا يصل إلى مدينتهم بيشا وإن الرب سيحميهم، وهذا ما حدث ورغم ذلك تقوم الكنيسة بمحاكمتها وتنتزع منها اعترافات تحت التعذيب الجسدي فيحكم عليها البابا حرقا في النار أمام مرأى الجميع ويتم تخليصها وهي كرامة جديدة.

تفاصيل غامضة تكشف من جديد

ظلت تفاصيل قصة حياة تلك القديسة بنيديتا مجهولة قامت بإزاحة الستار عنها المؤرخة الأميركية جوديث براون، باكتشافها ملف محاكمتها في مدينة فلورنسا التاريخية.

 

العربية نت في

12.07.2021

 
 
 
 
 

فلسطينيون يعلنون مقاطعتهم لـ «مهرجان كان» بسبب فيلم «فليكن صباحا»

أحمد السنوسي

أعلن عدد من السينمائيين الفلسطينيين انسحابهم من مهرجان كان السينمائي ومقاطعته تماما، على خلفية ما وصفوه بطمس للهوية الفلسطينية، بعد تصنيف فيلم LET THERE BE MORNING أو “فليكن صباحا” كعمل إسرائيلي بدلا من تمثيله لفلسطين رسميا ضمن عروض المهرجان.

وأطلق المبدعون الفلسطينيون، بيانا جاء فيه: نفخر بمشاركتنا في الفيلم الجديد المستوحى من رواية سيد قشوع التي تحمل العنوان ذاته "فليكن صباحاً"، إنه ثمرة تعاون إبداعي، ويتناول حالة الحصار من حواجز عسكرية وعوائق مادية ونفسية التي يعيشها الفلسطينيون".

وقال الموقعون: "ليس بمقدورنا التغاضي عن التناقض الكامن في تصنيف الفيلم في مهرجان كان على أنه فيلم إسرائيلي بينما تواصل إسرائيل حملتها الاستعمارية المستمرة منذ عقود وممارساتها في التطهير العرقي والطرد والفصل العنصري الموجه ضدنا، ضد الشعب الفلسطيني".

واختتم البيان: “توحَّدنا معاً لنُخاطبكم جماعةً. ولنطالب المؤسسات الثقافية والفنية حول العالم بأن تُعلي أصوات الفنانات والفنانين الفلسطينيين في حقول الإنتاج الإبداعي المختلفة. وأن تساندونا بينما نقاوم القمع الإسرائيلي الاستعماري للشعب الفلسطيني ولِحقّه في الحياة، والوجود وبالإبداع”.

الفيلم المثير للجدل من اخرج الإسرائيلي عيران كوليرين، الذي سبق وقدم فيلم “زيارة الفرقة” عام 2007، وقد شاركت إسرائيل وفرنسا في إنتاجه، لذلك فهو يخضع لإشكالية جهة الإنتاج أمام تصنيف موضوعه.

وتدور أحداثه حول اعتقاد سامي أنه وجد مكانه في الحياة ، ولكن بعد ذلك ، وبدون أي سبب يمكن تصوره، أصبحت القرية العربية التي نشأ فيها فجأة محاطة بجدار ينذر بالسوء. وهو الآن مجبر على التعامل مع مسائل الهوية والانتماء القومي. كوميديا ​​حلوة ومرة ​​تدور حول حالة الحصار ، داخليًا وخارجيًا ، وحول رجل بنى جدارًا حول قلبه، وكيف تبدأ تلك الجدران في الانهيار عندما يتم بناء جدار آخر أكثر واقعية حول القرية التي ولد فيها.

وبالبحث في أكثر من مصدر، تبين أنه لا يوجد أي جهة انتاج فلسطينية مشاركة بالفيلم، أمام الإنتاج الإسرائيلي المعلن، لعمل يتضامن بشكل أصيل مع القضية العربية.

 

####

 

نسرين طافش تخطف الأنظار بمهرجان كان

أحمد السنوسي

خطفت الفنانة نسرين طافش، الأنظار إليها بعد ظهورها بفستان طويل، خلال تواجدها بمدينة كان الفرنسية لحضور فعاليات الدورة 74 من مهرجان كان السينمائي الدولي.

ونشرت نسرين، فيديو لها بالفستان عبر حسابها على إنستجرام، ونالت إطلالتها إعجاب متابعيها.

وحرصت نسرين، على استعراض رشاقتها على السجادة الحمراء بمهرجان كان السينمائي.

ومن جانب آخر؛ شاركت نسرين طافش في موسم دراما رمضان 2021، من خلال مسلسل "المداح" مع النجوم: حمادة هلال، أحمد بدير، خالد سرحان، محمد عز، جمال عبد الناصر، دنيا عبد العزيز، حنان سليمان، محسن منصور، محمد الصاوي، هادى خفاجة، تامر شلتوت وغيرهم.

العمل من سيناريو وحوار أمين جمال ووليد أبو المجد وشريف يسري ومدير تصوير كريم عاشور ومن إخراج أحمد سمير فرج.

 

####

 

ضمن فعاليات «كان» السينمائي.. طرح البوستر الرسمي لفيلم «ريش»

أحمد السنوسي

طرحت الشركة المنتجة لفيلم "ريش" للمخرج المصري عمر الزهيري، البوستر الرسمي للعمل الذي يشارك في المسابقة الرسمية لأسبوع النقاد الدولي المقامة ضمن فعاليات مهرجان كان السينمائي الدولي، حيث يقُام عرضه العالمي الأول في يوم الثلاثاء 13 يوليو.

وشهد الفيلم تعاوناً إنتاجياً بين فرنسا، مصر، هولندا واليونان، كما نال دعماً من جهات دولية عديدة خلال مراحل إنتاجه

"ريش" هو أول الأفلام الروائية الطويلة للمخرج عمر الزهيري، وقد اشترك في تأليفه مع السيناريست أحمد عامر.

فيلم "ريش" يقدم قصة أم تعيش في كنف زوجها وأبنائها، حياة لا تتغير وأيام تتكرر بين جدران المنزل الذي لا تغادره ولا تعرف ما يدور خارجه. ذات يوم يحدث التغير المفاجئ ويتحول زوجها إلى دجاجة، فأثناء الاحتفال بيوم ميلاد الابن الأصغر، يخطئ الساحر ويفقد السيطرة ويفشل في إعادة الزوج، الزوج الذي كان يدير كل تفاصيل حياة هذه الأسرة، هذا التحول العنيف يجبر هذه الزوجة الخاملة على تحمل المسؤولية بحثاً عن حلول للأزمة واستعادة الزوج، وتحاول النجاة بما تبقى من أسرتها الصغيرة، وخلال هذه الأيام الصعبة تمر الزوجة بتغيرٍ قاسٍ وعبثي.

المخرج عمر الزهيري درس السينما في معهد السينما بالقاهرة، وعمل كمساعد مخرج مع أهم المخرجين المصريين مثل يوسف شاهين ويسري نصر الله. أخرج فيلمه القصير الأول زفير (2011) وحصل على جائزة لجنة التحكيم الخاصة في مهرجان دبي السينمائي الدولي

في 2014، قدم عمر فيلمه القصير الثاني ما بعد وضع حجر الأساس لمشروع الحمام بالكيلو 375، وهو أول فيلم مصري يتم اختياره من قبل مؤسسة سيني فونداسيون في مهرجان كان السينمائي، ريش هو أول أفلامه الروائية الطويلة.

 

####

 

إطلالة جذابة لـ«درة» في مهرجان «كان» السينمائي

أحمد السنوسي

شاركت النجمة درة في مهرجان "كان" السينمائي الدولي، في دورته الـ74، بمدينة كان الفرنسية، وذلك بعد إلغاء الدورة الماضية بسبب جائحة كورونا.

تواجدت درة كسفيرة لاحدي الماركات العالمية ، لتكون الممثلة العربية الوحيدة للدار بالمهرجان، وذلك بالإضافة لعدد من النجوم العالميين مثل maggie gyllenhaal وkatheryn winnick وJulian Moore وBella hadid. كما حضرت درة احتفال جائزة شوبارد بمرور 21 عاما على إطلاقها.

ظهرت درة بفستان أبيض بخيوط فضية من تصميم رامي قاضي، واعتمدت مكياجا ناعما، واختارت تسريحة الشعر المرفوع لأعلى. كما تزينت بمجوهرات ماسية.

يذكر أن درة تنتظر عرض فيلمها الجديد "الكاهن"، مع إياد نصار ومحمود حميدة وجمال سليمان وفتحي عبد الوهاب وحسين فهمي، من تأليف محمد ناير وإخراج عثمان أبو لبن.

كما شاركت في الموسم الرمضاني الماضي بمسلسل "بين السما والأرض" مع هاني سلامة ويسرا اللوزي، والمأخوذ عن رواية "بين السماء والأرض" للأديب العالمي نجيب محفوظ، سيناريو وحوار إسلام حافظ ومن إخراج محمد جمال العدل.

 

بوابة أخبار اليوم المصرية في

12.07.2021

 
 
 
 
 

«مهرجان كان»: حفاوة بكاراكس... وجدل حول فيرهوفن

من بين الأفلام المنتظرة «الوفد الفرنسي» للمخرج الأميركي ويس أندرسون

آداب وفنون/ الأخبار

مرّ أسبوع على افتتاح «مهرجان كان السينمائي» وسط إجراءات مشدّدة مقارنة بالدورات السابقة بسبب انتشار فيروس كورونا. الدورة الرابعة والسبعون جاءت بعد تأجيل الدورة السابقة، وحملت معها إجراءات مختلفة عن السابق منها فحوصات كورونا، والحدّ من التجمعات والسهرات، والأهم الامتناع عن القُبَل، وفق تصريح المفوض العام للمهرجان تييري فريمو. وبعيداً عن تلك الإجراءات، هنا لمحة على أبرز الأفلام التي تتنافس على «السعفة الذهبيّة» ضمن المسابقة الرسمية التي يبلغ عددها 24 شريطاً، على أن تُعلن لجنة التحكيم برئاسة الأميركي سبايك لي عن الفائز مع اختتام المهرجان 17 تموز (يوليو) الحالي.

البداية من فيلم الافتتاح «آنيت» للمخرج الفرنسي ليو كاراكس، الذي نال حفاوة نقدية. بعد غياب عن الشاشة الكبيرة دام حوالي 9 سنوات، منذ شريطه Holy Motors الذي عرض في المهرجان سنة 2012، يعود المخرج الفرنسي المشاغب بفيلم وصفه النقّاد بأنه فانتازيا مجنونة. إنه دراما عائلية موسيقية، يؤدي بطولتها كلّ من النجمة الفرنسية ماريون كوتيار والأميركي آدام درايفر بدور زوجين، هما مغنية أوبرا وممثل كوميدي، يرزقان بمولودة تدعى آنيت، ذات قدرات خارقة. من أبرز الأفلام التي عرضت هو فيلم «بينيديتا» الذي افتتح قبل يومين. بعد Elle الذي أدّت بطولته النجمة الفرنسيّة إيزابيل أوبير، يعود المخرج الهولندي بول فيرهوفن بفيلمه الرومانسي حول قصّة حب بين راهبتين. يستند الفيلم إلى قصّة حقيقية من إيطاليا القرن السابع عشر مأخوذة من كتاب أكاديمي لجوديث سي براون، تتبع فيه حياة الراهبة الإيطالية بنيديتا كارليني التي تعرّضت إلى تحقيق ومحاكمة من قبل الكنيسة الكاثوليكية حينها وانتهت بسجنها. أثار الفيلم لدى عرضه أخيراً جدلاً واسعاً، خصوصاً خلال المؤتمر الصحافي الذي عقد مع فيرهوفن ونجوم الفيلم، ما اضطرّ المخرج الهولندي إلى مواجهة التهم بالكفر التي أطلقت على الفيلم الذي تجتمع فيه عناصر القرن السابع عشر منها الحماسة الدينية حينها، والجنس المثلي في الأديرة وسياسات الكنيسة الكاثوليكيّة، وما يضفي لمسة معاصرة هو الطاعون الذي كان منتشراً في تلك الفترة.

كذلك كان المهرجان على موعد أخيراً مع المخرج والكاتب الإيطالي ناني موريتي الذي يشارك في المسابقة الرسمية للمرّة الثامنة على التوالي، من ضمنها شريطه «غرفة ابني» الذي منحه السعفة الذهبية سنة 2001. هذه المرّة يشارك بجديده «ثلاث طبقات» حول حيوات وقصص سكّان مبنى مؤلّف من ثلاث طبقات. ومن بين الأفلام المنتظرة أيضاً منذ العام الماضي هو فيلم «الوفد الفرنسي» للمخرج الأميركي ويس أندرسون، الذي تأجل عرضه مع تأجّل الدورة الفائتة من المهرجان. يدور الفيلم الكوميدي حول صحافي أميركي يقيم في منطقة فرنسية متخيلة ويطلق مجلّة هناك تدعى «الوفد الفرنسي»، لكن المجلّة نفسها تعدّ بورتريهاً عن ذلك الصحافي. بمشاركة النجمة تيلدا سوينتن، تجري أحداث الفيلم من خلال عدّة قصص بأسلوب أندرسون المتفرّد.

المخرج الإيراني أصغر فرهادي، وجه مألوف أيضاً في «كان». إنها مشاركته الرابعة بفيلم جديد هو «بطل» (A Hero) الذي سيفتتح غداً في المهرجان. تجري أحداث العمل في إيران، وتتبع رجل يدعى رحيم يدخل إلى السجن بسبب عدم قدرته على سداد الدين، وخلال فترة إخلاء سبيله لمدّة يومين، يحاول البحث عن حلّ لمشكلته.

 

####

 

احتجاج في «مهرجان كان»: «ليكن صباحاً» فلسطينياً

آداب وفنون/ الأخبار

لا يزال انسحاب عدد من السينمائيين الفلسطينيين من الدورة الرابعة والسبعين من «مهرجان كان السينمائي الدولي» ومقاطعة الحدث الفرنسي يتفاعل على مواقع التواصل الاجتماعي. اتخذ هؤلاء الفنانون قرارهم على خلفية ما وصفوه بـ «طمس الهوية الفلسطينية» بعد تصنيف فيلم Let There Be Morning (فليكن صباحاً) كـ «عمل إسرائيلي»، بدلاً من تمثيله لفلسطين رسمياً ضمن عروض المهرجان المستمر على الريفييرا الفرنسية.

في هذا الإطار، أصدر المبدعون الفلسطينيون بياناً جاء فيه: «نفخر بمشاركتنا في الفيلم الجديد المستوحى من رواية سيّد قشوع التي تحمل العنوان ذاته «ليكن صباحاً»... إنّه ثمرة تعاون إبداعي، ويتناول حالة الحصار من حواجز عسكرية وعوائق مادية ونفسية التي يعيشها الفلسطينيون». وتابع: «ليس بمقدورنا التغاضي عن التناقض الكامن في تصنيف الفيلم في مهرجان كان على أنّه فيلم إسرائيلي بينما تواصل إسرائيل حملتها الاستعمارية المستمرة منذ عقود وممارساتها في التطهير العرقي والطرد والفصل العنصري الموجه ضدنا، ضد الشعب الفلسطيني».

البيان الموقع من أليكس بكري، جونا سليمان، إلياس سلامة، سليم ضو، إيزابيل رمضان، سامر بشارات، يارا جرار، مروان حمدان، دريد لداوي، عرين سابا، أديب صفدي، وصبحي حصري، شدد على دعمهم «لصديقنا عيران كوليرين (المخرج)، ونفخر بمشاركتنا في الفيلم الجديد المستوحى من رواية سيد قشوع التي تحمل العنوان ذاته «ليكن صباحاً»، إنه ثمرة تعاون إبداعي، ويتناول حالة الحصار من حواجز عسكرية وعوائق مادية ونفسية التي يعيشها الفلسطينيون».

وختم البيان بالقول: «توحَدنا معاً لنخاطبكم جماعة. ولنطالب المؤسسات الثقافية والفنية حول العالم بأن تُعلي أصوات الفنانات والفنانين الفلسطينيين في حقول الإنتاج الإبداعي المختلفة. وأن تساندونا بينما نقاوم القمع الإسرائيلي الاستعماري للشعب الفلسطيني ولحقه في الحياة، والوجود وبالإبداع».

تدور الأحداثه حول اعتقاد «سامي» بأنّه وجد مكانه في الحياة. لكن من دون أي سبب، أصبحت القرية التي نشأ فيها فجأة محاطة بجدار ينذر بالسوء. وهو الآن مجبر على التعامل مع مسائل الهوية والانتماء القومي. كوميديا ​​حلوة ومرة ​​تدور حول حالة الحصار، داخلياً وخارجياً، وحول رجل بنى جداراً حول قلبه، وكيف تبدأ تلك الجدران بالانهيار عندما يتم بناء جدار آخر أكثر واقعية حول القرية التي ولد فيها.

 

####

 

شون بن: عودة قوية إلى «مهرجان كان»

آداب وفنون/ الأخبار

لقي فيلم Flag Day، أحدث أعمال شون بن الذي أخرجه ومثّل فيه إلى جانب ابنته ونجله، ترحيباً حاراً خلال عرضه ضمن فعاليات الدورة الرابعة والسبعين من «مهرجان كان السينمائي الدولي»، أوّل من أمس السبت، إذ صفّق الحاضرون له دقائق عدة، ليقلب صفحة الفشل الذريع للممثل قبل خمس سنوات في الحدث نفسه.

وحضر النجم الأميركي البالغ 60 عاماً عرض هذا الفيلم المرشح لنيل السعفة الذهبية، إلى جانب ابنته التي مثّلت في العمل مع شقيقها هوبر جاك بن الذي أدى دور البطولة للمرة الأولى في أحد أفلام والده.
وقال شون بن لدى وصوله على السجادة الحمراء قبل العرض «لقد وثقنا بالسيناريو، مع قصة يمكن أن تفاجئنا ونأمل أن تفاجئ الجمهور أيضاً
».

يستند هذا الفيلم ذو الطابع الكلاسيكي التقليدي لكن مع أداء تمثيلي وُصف بأنه مقنع، إلى قصة حقيقية عن والد يُدعى «جون فوغل» (شون بن) يعيش على السرقات الصغيرة ولم ينجح في توفير التعليم المطلوب لأبنائه.
وبسلوك مؤثر ومثير أحياناً للشفقة، يكافح الأب من أجل الحفاظ على مظاهر الحياة الناجحة أمام أبنائه، لكن ماضيه يلاحقه ويطيح بكل جهوده، كما حصل معه عند تلقيه تهديدات من دائنيه على مرأى من ابنته. وتحاول الأخيرة (ديلان بن) بناء نفسها رغم كل شيء، وهي تبذل قصارى جهدها لإعادة نسج العلاقة مع والدها
.

وتدور أحداث الفيلم بين سبعينيات القرن العشرين وتسعينياته. وقد استُخدمت تقنيات رقمية في نصف مشاهد شون بن لتصغير شكل الممثل الشهير الذي ظهر سابقا في افلام لكلينت إيستوود (Mystic River الذي فاز عنه بجائزة أوسكار سنة 2004)، وتيرينس مالك (Thin Red Line) أو غوس فان سانت (Milk الذي فاز عنه بجائزة أوسكار ثانية العام 2009).

ولشون بن تاريخ طويل مع المهرجان، إذ شارك للمرة الأولى في المنافسة قبل ربع قرن كممثل مع «شيز سو لافلي» لنيك كاسافيتس، وهو يشارك للمرة الثالثة في السباق لنيل السعفة الذهبية كمخرج.

وكانت مشاركة شون بن السابقة قد انتهت بفشل ذريع مع فيلم The Last Face قبل خمس سنوات. فقد أثار العمل خلال عرضه في «كان» ضحكاً بين الحاضرين وانتقادات لاذعة من الصحافيين والنقاد خصوصاً بسبب المزج بين الأنواع. حتى إن المخرج نفسه أقر بأنه «تلقى صفعة في كان».

شون بن المولود في ولاية كاليفورنيا الأميركية والذي حصد إعجاب النقاد والجمهور على السواء مع أفلام مثل Into the Wild، ليس النجم الوحيد الذي تألق على السجادة الحمراء في اليوم الخامس من «مهرجان كان السينمائي». فقد سبقته أسطورة سينمائية أخرى على درج المهرجان هي كاترين دونوف البالغة 77 عاماً والعائدة بعد عام ونصف العام من إصابتها بنوبة دماغية، وبعد سبعة وخمسين عاماً على إطلالتها الأولى في المهرجان مع فيلم «لي بارابلوي دو شيربور» لجاك دومي (1964) الذي فاز بالسعفة الذهبية.

وقالت دونوف: «أنا سعيدة بعودة عجلة مهرجان كان والسينما إلى الدوران، إنه أمر مؤثر حقا بالنسبة لي».

وتشارك الممثلة الفرنسية الشهيرة التي يزخر رصيدها بـ 140 فيلماً، في المهرجان هذا العام بفيلم «دو سون فيفان» لإيمانويل بيركو من خارج المسابقة الرسمية.

 

الأخبار اللبنانية في

12.07.2021

 
 
 
 
 

ترحيب حار بعودة كاترين دونوف لمهرجان "كانّ" بعد إصابتها بسكتة دماغية

(رويترز)

استُقبلت الممثلة الفرنسية كاترين دونوف بحفاوة بالغة في مهرجان "كان" السينمائي وقالت أمس الأحد إنها لم تتأثر أبداً بالعودة إلى المهرجان، مثلما تأثرت هذا العام، الذي يأتي بعد جائحة فيروس كورونا والسكتة الدماغية التي أصيبت بها في 2019.

ودونوف (77 عاماً) من أعمدة السينما الفرنسية، وما زالت تظهر في أفلام عديدة وتشارك في كان منذ ستينيات القرن الماضي. وعادت إلى المهرجان أمس الأول السبت، مرتدية فستاناً أسود وقلادة ذهبية، لحضور العرض الأول لفيلم "بيسفول" للمخرجة الفرنسية إيمانويل بيركو الذي عُرض خارج المسابقة الرئيسية.

ولم تظهر النجمة الفرنسية كثيراً على الملأ، بعدما أجبرت الجائحة دور الأزياء على إقامة العروض عبر الإنترنت ومنظمي مهرجان "كان" على إلغاء دورة 2020.

وقالت دونوف في مؤتمر صحافي عن الفيلم: "كان الأمر غير عادي على الإطلاق. كنا حتى اللحظة الأخيرة نتساءل عما إذا كان يمكن أن ينعقد (المهرجان) بالفعل".

وأضافت: "أعرف (مهرجان) "كان" منذ زمن بعيد. في كل دورة يكون الأمر مختلفاً تماماً. لكني أعتقد أنني ربما لم أتأثر أبداً مثلما حدث مساء أمس، عندما دخلت المسرح ورأيت طريقة ترحيب الجمهور بالفيلم وبي".

كانت دونوف قد نُقلت إلى مستشفى في باريس في نوفمبر/ تشرين الثاني 2019، نتيجة إصابتها بما قالت أسرتها آنذاك إنها سكتة دماغية "محدودة".

 

العربي الجديد اللندنية في

12.07.2021

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004