أفلام مهرجان «كان» تخاطب المرأة من بوابة التحرش والإجهاض
كتب: ريهام
جودة
عودة قوية لمهرجان كان السينمائى وأفلام مسابقته الرسمية فى
دورته الـ74 التى انطلقت الأسبوع الماضى بعد غياب عام 2020 بسبب جائحة
كورونا، وعادت الأفلام الاجتماعية وذات الرسائل والقصص المؤثرة عن النساء
وقضاياهن لتطغى على فعاليات المهرجان منذ استقبل فيلم الافتتاح «أنيت»
للمخرج الفرنسى ليوس كاراكس الذى حضر مع بطلى الفيلم الممثل الأمريكى «آدم
دريفر» والممثلة الفرنسية ماريون كوتيار.
«أنيت»
هو اسم الطفلة وثمرة الحب الجارف بين آدم دريفر - هنرى ماكهنرى- و«كوتيارد»
التى تجسد شخصية «آن»، ويجسد «دريفر» شخصية «هنرى » الفكاهى الساخر غريب
الأطوار من لوس أنجلوس تحيط به وبعرضه المسرحى الشهرة فى كل مكان، وتمثل
«آن» حبه العظيم مغنية أوبرالية صعدت سلم المجد وقمة الشهرة فى مجالها
ويحبها الجمهور بجنون.
وأعاد الفيلم أجواء وموسيقى برودواى فى ستينيات وسبعينات
القرن الماضى لكنه يمتزج بالأوبرا خاصة حين يغوص فى دواخل الشخصيتين
المتحابتين إلى حد الجنون فى عالم يطرح الأسئلة الوجودية لكل زوجين: أين
الحب فى حياتى؟ هل ما يجمعنا هو الحب فعلا أم شىء آخر لا ندركه؟، من خلال
الدخول المسرحى فى القصة، وهو الدخول الذى يعلنه المخرج بنفسه من داخل
الاستوديو بجملة «أما آن لنا أن نبدأ؟» لتشرع بعدها موسيقى الأخوين سباركس
فى الصدوح عاليا متجاوزة حدود الاستوديو وآخذة الممثلين بالكورس الغنائى
إلى الخارج فى الشارع لينحنى الجميع أمام القدر.
الموت من أجل الجميع هو ما تفعله «آن» فى كل عروضها
الأوبرالية، بينما قتل المشاهدين «ضحكًا» هو مهمة هنرى ماكهنرى على المسرح،
والذى لا يتورع عن حكاية أدق التفاصيل فى علاقته مع «آن» أمام الجميع.
عندما يلتقى هنرى بـ«آن» بعد انتهاء عرضيهما تسأله هى بكل
حب وأمام كاميرات المصورين المهووسين بالزوجين الناجحين، كيف كان عرضك؟
فيرد هنرى قائلا: «لقد قتلتهم جميعًا»، فترد بكل عفوية: «أما أنا فقد
أحييتهم جميعًا».
أجواء الفيلم مظلمة كما لو كانا طوال الوقت فى عرض مسرحى،
تتخللها لحظات من النور والطبيعة يغنى فيها البطلان «إننا متحابان ونموت
عشقًا»، إلا أن «آن» تطاردها أحلامها عن عنف زوجها الدفين الذى من فرط حبها
له لا تراه فى حياتها الواعية، حيث تطارده النساء بشكاوى التحرش الجنسى
والعنف فى استباق لحركة «#أنا_أيضا»
me-too النسوية
المناهضة للتحرش والعنف ضد المرأة، التى اجتاحت هوليوود ومهرجانات السينما
قبل 3 أعوام، وتعكسها أحداث الفيلم من خلال قتل «آن»، دون أن تكشف عن كيفية
قتل «هنرى» لها رغم كل هذا الحب، ولتقرر أن تعود من الموت وتنغص عليه حياته
وتطارده فى صورة «أنيت» الطفلة المعجزة التى ورثت عن أمها صوتها الأوبرالى
وأصبحت قادرة على الغناء وهى فى الثالثة أو الرابعة من عمرها، فى معجزة
استغلها أبوها ليجنى من ورائها الأموال الطائلة بعد أن دمر مسيرته المهنية،
ثم يذهب إلى السجن ليلاقى جزاءه لما اقترفت يداه من جرائم وتتحرر «أنيت» من
سلطته لتصبح طفلة طبيعية فى النهاية.
واستمرارا لعرض أفلام تتناول قضايا النساء والعنف ضد
المرأة، استقبل المهرجان فيلم «لينجوى» للمخرج التشادى محمد صالح هارون،
الذى أثار جدلا وتعاطفا كبيرا بعد عرضه ضمن فعاليات الدورة الـ74 لمهرجان
«كان» السينمائى الدولى أمس الأول، إذ ينافس على جوائز المسابقة الرسمية،
ويتناول موضوعا شائكا عن الإجهاض، من خلال قصة مراهقة تشادية تخوض معركة
للتخلص من حملها، وتعانى والدتها أمينة - تجسد دورها أشوشكا سليمان - وهى
أم عزباء من العار طيلة حياتها وتنتابها حالة من الذعر عندما تكتشف أن
ابنتها البالغة من العمر 15 عاما حبلى.
من جانبه قال مخرج الفيلم إنه يأمل أن تلاقى قصة فيلمه صدى
خارج بلاده، وخاصة فى بلدان مثل الولايات المتحدة حيث توجد حركات نشطة
مناهضة للإجهاض، والمسألة تؤثر على دول كثيرة اليوم، سواء فى أمريكا
اللاتينية، وأضاف: أعتقد أن هذا الصوت من تشاد يمكن أن يصل إلى أشخاص آخرين
فى أنحاء العالم.
وتابع هارون أنه استلهم هذه القضية بعد قراءة قصص عن رُضع
تتركهم أمهاتهم أو تقتلهم فى تشاد، حيث يسمح بالإجهاض فقط فى حالات معينة
تكون فيها حياة المرأة فى خطر، وأوضح: بالحديث مع نساء، اتضح أن هذه مصاعب
يواجهنها منذ سنوات، لكنهن لا يتحدثن عن الأمر لأنه من المحظورات.
«لينجوى»
كلمة تعنى الروابط المقدسة، وتشير إلى الروابط الأسرية عند مرحلة ما فى
الفيلم، ففى البداية ينتاب الأم الخوف من فكرة مخالفة تعاليم الإسلام
فتحاول مساعدة ابنتها ماريا فى الوقت الذى تواجه فيه صعوبات الحياة اليومية.
واستقبلت ريد كاربت مهرجان كان العديد من المشاهير خلال
العرض الاول لفيلم La
fracture،
وأيضا بطلات فيلم «Bigger
Than Us»،
إلى جانب أبطال فيلم «Mothering
Sunday»،
وفيلم «Benedetta» بطولة
كولتيد كورو، ودافين باكيتا، وفيرجينا إيفيرا، وحظت النجمة «فانيسا بارادى»
بحضور لافت عند مشاركتها فى المؤتمر الصحفى لفيلم Cette
musique ne joue pour personne،
والممثلة «رينيت رينسيف» بطلة «The
Worst Person in the World»،
وأزميرى بادون بطلة فيلم Rehana»
Maryam Noor»،
الذى يعرض فى قسم «نظرة ما». |