ملفات خاصة

 
 
 

مهرجان كانّ ٧٤:

خلطة الجنس والدين ما عادت تثير بلبلة

المصدر: "النهار" - هوفيك حبشيان

كان السينمائي الدولي

الدورة الرابعة والسبعون

   
 
 
 
 
 
 

حتى لحظة كتابة هذه السطور، يكون قد وصل #مهرجان كانّ السينمائي (٦ - ١٧  الجاري) إلى نحو الثلث من مجمل عروضه في المسابقة، والأفلام التي شاهدناها تتراوح بين السيّء والمتوسط والجيّد. فيلم واحد فقط تجاوز كلّ التوقعات هو "أسوأ إنسان في العالم" ليواكيم ترير. المخرج النروجي الدانماركي الذي خلق "حالة" على الكروازيت، واذا استندتُ إلى دائرة معارفي في أهل الصحافة، أستطيع القول ان فيلمه هو أكثر فيلم محبوب في المسابقة. لنتذكّر أيضاً "كلّ شيء كان جيداً" للفرنسي فرنسوا أوزون الذي أضحى احدى مفاجآت هذه الدورة الرابعة والسبعين التي تجري في ظروف استثنائية نظراً لانعقادها في ظروف تفشي وباء الكورونا الذي يبدو انه لا فكاك منه في القريب العاجل. الوباء وإن لم يكن حاضراً في الأفلام بشكل مباشر، فالخوف من المستقبل والمرض والقلق الوجودي استحوذ على عدد من الأفلام، ومنها جديد أوزون، الذي يقدّم رجلاً ثمانينياً مريضاً يريد الرحيل، بعدما ملّ الحياة بسبب إصابته بمرض مزمن. أما فيلم بول فرهوفن، "بينيديتّا"، فتجري أحداثه -  يا للصدفة - في إيطاليا في القرن السابع عشر خلال تفشّي الطاعون. 

إذاً ثمانية أفلام في المسابقة التي تنطوي على ٢٤ عملاً، عُرضت على شاشات كانّ وأرجائها (مجمّع سينمائي جديد افتُتح على بُعد خمسة كلم من كانّ، يعيد عرض الأفلام للجمهور بعد عرضها الرسمي). شاهدنا منها ستة هي الآتية: "أسوأ إنسان في العالم" و"كلّ شيء كان جيداً" و"أنيت" التي نشرنا عنها مقالات نقدية في "النهار"، و"روابط مقدّسة" أيضاً للمخرج التشادي محمد صالح هارون، و"يوم العَلَم" لشون بن، و"بينيديتّا" لبول فرهوفن. الأفلام الثلاثة هذه من الصنف المتوسط. أما الفيلمان اللذان لم تتسنَّ لنا مشاهدتهما بسبب تضارب مواعيد العروض فهما: "ركبة عهد" للإسرائيلي ناداف لابيد (الذي أصيب بكورونا وهو في كانّ)، و"الفجوة" للفرنسية كاترين كورسيني. في الأيام المقبلة جمهور المهرجان والمشاركين فيه (هم أقل عدداً هذا العام بسبب صعوبة التنقّل بين الدول والخوف من الإصابة بالفيروس)، ينتظرون جديد كلّ من ناني موريتي وميا هنسن لاف وجاك أوديار ووس أندرسون ونبيل عيوش وجوليا دوكورنو وإيلديكو انييدي وبرونو دومون وأصغر فرهادي وغيرهم. لعل هؤلاء يرفعون من مستوى المسابقة التي لا تحلّق عالياً حتى الآن. عادةً، المهرجان يترك روائعه للأيام الأخيرة، لكن بعد الشائعات المغرضة التي انتشرت هنا روّجت لفكرة أنّ المهرجان قد يتوقّف في أيّ لحظة بسبب ارتفاع كبير لأرقام المصابين جراء انتشار المتحوّر دلتا على الساحل الفرنسي. شائعات ردّ عليها تييري فريمو بالسخرية، مؤكّداً أن التحليلات بيّنت أنه من أصل ٣٠٠٠ فحص بي سي آر يجريها المهرجان يومياً، لا يوجد أكثر من ٣-٤ إصابات.

ومثلما خاب ظنّ أصحاب نظريات غلق كانّ، خاب أملنا أيضاً في "بينيديتّا" للمخرج الهولندي الكبير بول فرهوفن، الذي أخطأ هذه المرة في حساباته. فهو جاء محمّلاً بجدل لا قيمة له، ولا اعتبار، في زمن ينظر إلى المستقبل بخوف وريبة، وربما الالتفات إلى الماضي أصبح، على أهميته، ترفاً، في مثل هذه الظروف التي نمرّ بها. جاء بقضيّة من كعب الدست، محاولاً افتعال جدل حول حكاية تعود إلى ثلاثة قرون مضت. الحكاية نفسها تبدو قديمة إذا ما وضعناها إلى جانب أفلام تعاين تفاصيل العصر، كما عند ترير مثلاً. هل حكاية راهبة سحاقيّة (فيرجيني إيفيرا) اضطهدتها الكنيسة، بسبب ميولها الجنسية، فيها ما يصدم اليوم؟ علماً أن هذا لم يمنع بعض المتطرفين من إخراج الاتهام الجاهز بازدراء الأديان من جيوبهم. نيّة فرهوفن مفهومة وصادقة، فهو يقف على طريق لها ثلاثة فروع: فرع يقوده إلى الرغبة في الاستفزاز، ثانٍ يؤدّي به إلى صناعة سينما تحترم عقل المشاهد، وثالث يُفضي به إلى نبش التاريخ وربطه بالحاضر. لكن فرهوفن يتعثّر للدخول في أيّ من الفروع الثلاثة. هو مخرج كبير لا شكّ، أبهرنا بأفلام مثل "ستارشيب تروبرز" و"كتاب أسود" و"غريزة أساسية"، قادر على خوض أي مغامرة سينمائية، أياً كان الصنف الذي تنتمي إليه، لكن ما قدّمه في كانّ هو للأسف سينما غارقة في الأكاديمية، قديمة أكل عليها الدهر وشرب. حتى محاولته لتحديثها عبر إدخال مشهد gore من هنا، وأشياء كيتش من هناك، لم تُجدِ نفعاً. زمن جاك ريفيت و"الراهبة" المقتبس من ديدرو ولّى! الأولويات تغيّرت، وخلطة الدين والجنس ما عادت "بيّيعة". كلّ فيلم لا يضيف شيئاً إلى ما سبق قوله في هذا المجال افتعال مجانيّ، وهكذا بدا فيلم فرهوفن لنا.  

"روابط مقدّسة" للتشادي محمد صالح هارون فيه حكاية بعيدة كلّ البعد عن الراهبات السحاقيات. لكن الفيلمين يتقاطعان في الجنس والظلم. ويجب التأكيد بسرعة أن اثنين من الرجال صنعا أكثر الأفلام نسويةً داخل المسابقة، بالرّغم من أنهما يُنكران هذا الأمر. هارون يقول إنه لا يملك شرعية التحدّث عن النساء بالنيابة عنهن، وفرهوفن لا يحبّذ المصطلحات التي يستخدمها الناشطون في تعريفهم للأشياء. 

في "روابط مقدّسة" يصوّر هارون معاناة أمّ وابنتها. هي كانت أحبّت رجلاً خلال مراهقتها، وضعت منه مولوداً لكنه تخلّى عنها، فاضطرت إلى أن تربّيها وحدها، وواجهت عار أن تكون أماً عازبة في بلد محافظ ذي تقاليد إسلامية. الآن، التاريخ يتكرّر بأفظع الأشكال. فالابنة المراهقة حامل من رجل اغتصبها، ولا أحد يُريد إجهاض الجنين. الإجهاض محرّم دينياً، وممنوع قانوناً. 

بألوان فاقعة، وبكاميرا تعكس رغبة عالية في التوثيق ونقل حكاية إفريقية بإيقاع هادئ، يرسم هارون مصير امرأتين تقرّران المواجهة بدلاً من السكوت. الفيلم صادق في طرحه، ولو أنّه يقع أيضاً في استدراج الشفقة. التيمات التي يمرّ عليها، من الإجهاض والختان وخضوع النساء المطلق للرجال في مجتمع ذكوري أبوي، لا تُعالَج، بل تبدو كأنها شيء كالديكور في خلفيّة الفيلم. النية وحدها لا تكفي لصناعة عمل معتبر. ينتصر هارون للمساواة، ولحقّ المرأة في التحكّم بجسدها، ويؤمن بالتغيير من خلال السينما بعدما حاول التغيير من خلال العمل السياسي المباشر (كان وزيراً للثقافة والسياحة طوال سنتين قبل أن يدرك أنه يفضّل السينما). عمله هذا يبقى سياسياً حتى لو "تمكيج" بالفنّ. صحيح أن الهرب من الكليشيهات المرتبطة بإفريقيا صعب جداً أينما وُضعت الكاميرا، لكن الفيلم يتجاوزها في بعض المَشاهد حيث يتفجّر الجمال من بقع ليس فيها أيّ جمال. 

 

النهار اللبنانية في

12.07.2021

 
 
 
 
 

شون بن يكشف كذبة الحلم الأميركي في مهرجان كان

يعود مع فيلم "يوم العالم" مخرجاً وممثلاً في ميلودراما عائلية

هوفيك حبشيان

شون بن عرفناه ممثلاً في بداياته، ظهر في أكثر من خمسين فيلماً ونال جائزتي "أوسكار". هناك أيضاً شون بن الذي لا يعرفه الجميع، المخرج الذي أنجز ستة أفلام روائية طويلة من خلف الكاميرا لا أمامها. وقد احتاج إلى نحو عشر سنوات كي ينتقل من هذا الموقع إلى ذاك. ثمة على الأقل تحفتان سينمائيتان أنجزهما طوال السنوات الثلاثين الماضية، "التعهد" مع جاك نيكلسون (اقتباس لرواية الكاتب السويسري دورنمات) و"في البرية" الذي يعد من الأفلام الثورية عن ضرورة انخراط الإنسان في الطبيعة. لكن بن المخرج لم يقدم فقط أعمالاً تثير الدهشة، بل كانت له سقطات مدوية كادت تقضي عليه. لم ننس بعد "الوجه الأخير" الذي عرض في مسابقة كان قبل 5 سنوات وحصد آراء جد سلبية. 

اليوم ينهض شون بن من تلك الانتكاسة، ويعود إلى مسابقة مهرجان كان السينمائي الرابع والسبعين مع "يوم العَلَم". نظراً للبهدلة التي تعرض لها في آخر مرور له هنا، فالأمر يتطلب منه كثيراً من الشجاعة، خصوصاً أن الإعلام في كانّ لا يرحم. "يوم العَلَم" ميلودراما عائلية اقتبسها من مذكرات الصحافية الأميركية (نشرت في عام ٢٠٠٤) جنيفر فوغل، روت فيها علاقتها المضطربة بوالدها سارق المصارف ومزور العملات، الذي كان يمتهن الكذب بشكل مرضي. في حياة هذا الرجل الذي يدعى جون فوغل (يلعب دوره بن نفسه في أول إطلالة له في فيلم من إخراجه) تفصيل لا بد من معرفته لفهم العنوان. لقد ولد في الرابع عشر من يونيو (حزيران)، أي في اليوم الذي تم اعتماد العلم المرصع رمزاً لأميركا في عام 1777. ولادته في هذا اليوم بالذات لها رمزية عند هذا الرجل الذي كانت له طموحات كبيرة. شخص مملوء بالأحلام الكبيرة، ولكنه غير قادر على تحقيق أي منها، لا له ولا لعائلته الممزقة. 

جون الذي نتعرف عليه في الفيلم، رجل عنيف وأناني ودجال، ولكنه محب في بعض الأحيان. موقفنا منه سيظل ملتبساً حتى النهاية. هل أحببناه أو لا؟ هل هو جيد أو لا؟ جملة تساؤلات في شأنه ستبقى تساؤلات مفتوحة. ما هو أكيد في شأنه هو أنه ليس الرجل المناسب لتأسيس عائلة وتربية أطفال. وهذا ما يتبين في اليوم الذي ستتراكم عليه الديون فيغادر البيت العائلي، تاركاً أولاده جنيفر (ديلان بن) ونيك (هوبر جاك بن) في مصير مجهول. وليت الأب هو المشكلة الوحيدة لهذين الطفلين اللذين في أمس الحاجة إلى دفء الأهل وحنانهم. فالأم ليست في حال أفضل، تمضي وقتها في السكر وتهمل أطفالها. 

تبدأ الحكاية في مطلع التسعينيات ثم تعود أدراجها إلى السبعينيات، لنكتشف الطفولة السعيدة للابنة جنيفر التي تروي تفاصيل عيشها من وجهة نظرها وبصوتها الرخيم الذي يجعلنا نتعاطف معها ونتأثر لمعاناتها. ننتقل معها من مرحلة إلى أخرى من حياتها الصعبة التي يهيمن عليها هذا الأب الذي يصعب بناء أي علاقة سوية معه.

الفيلم يذكّر كثيراً بأسلوب المخرج ترنس ماليك الذي لعب بن تحت إدارته في "الخط الأحمر الرفيع" و"شجرة الحياة"، وعلى الأرجح ترك فيه تأثيراً معيناً. أسلوب ماليك في التقطيع والتعليق الصوتي واللقطات القصيرة الخاطفة يحضر في "يوم العَلَم". طبعاً، لا يرتقي بن إلى عظمة ماليك. لكن في المقابل، يبرع بشكل استثنائي في نسج علاقة قوية بابنته التي أسند دورها إلى ابنته الحقيقية ديلان بن (من علاقة سابقة مع روبن رايت بن). ربما هذا هو السبب الذي جعلنا نحب الفيلم إلى حد ما، هذه الكيمياء بين الأب والابنة هي سر الفيلم، خصوصاً أنها تسمح لديلان بن أن تكشف النقاب عن موهبة تمثيلية كبيرة قد تحملها إلى بعيد، وهي منذ الآن، مرشحة لنيل جائزة التمثيل في كانّ. 

"يوم العَلَم" ليس أجمل فيلم في مسابقة كان. لكنه صادق وحقيقي. شون بن رجل لا يفعل الأشياء إلا عن قناعة، وهذه الملاحظة تنسحب حتى على فيلمه السابق الذي فشل فيه فشلاً غير مسبوق. ولعل أجمل ما في مشروعه السينمائي هو شغفه بأميركا العميقة. أميركا التي نراها في أفلامه لا تشبه في شيء تلك التي تصورها "هوليوود". هنا أناس لا أحد يرغب في أن يكون مكانهم أو أن يعيش حيواتهم المملة. أميركا شون بن لا تبعث على الحلم، فهي مملوءة بأشخاص يبحثون عن تحقيق الذات، والإفلات من ظروف عيشهم. هذا ما يريه بن هنا بعيداً من المظاهر. أبرز مثال على ذلك هو الابنة التي كانت معجبة بوالدها، رجل المغامرات عندما كانت طفلة، إلا أنها ذات يوم كبرت واكتشفت فيه رجلاً آخر له حياة سرية. جون فوغل لا يجد طريقه إلى الحلم الأميركي سوى بالنصب والاحتيال والكذب. وهذه هي أميركا أيضاً، ملايين الناس العاديين الذين يبقون في الظل ولا يهتم أحد بحيواتهم البسيطة. صحيح أن جون رجل فاشل لن يكون الحلم الأميركي من نصيبه، لكن في المقابل ابنته جنيفر ستصبح صحافية معروفة وتحقق ما لم يحققه والدها طوال حياته. لكن هذا سيحصل بعدما استطاعت الاستقلال عن عائلتها لتحلق بجناحيها نحو الحرية.  

خلال وجوده في كان لم يتوانَ شون بن عن فتح النار على السياسة الأميركية. فهو من الفنانين المسيسين الذين لا يفصلون السياسة عن الفن. في المؤتمر الصحافي الخاص بالفيلم، هاجم النحو الذي عولج فيه وباء كورونا في أميركا والعالم. قال، "لقد تم التخلي عن الناس. أهملونا وأعطونا معلومات خاطئة. كانت هذه إهانة للمنطق والحقيقة. إدارة كورونا كانت فساداً على المستويين الإنساني والسياسي". هذا وكان شون بن كرس كثيراً من جهوده الشخصية في مكافحة الوباء، من خلال افتتاح مراكز لإجراء الفحوصات في لوس أنجليس، ومراكز للقاح في شيكاغو. كما انه تولى توزيع مواد غذائية للطبقات الأكثر تضرراً من الوباء. كان هذا دائماً أسلوب الرجل في اختصار الطريق بين الحلم والواقع.

 

الـ The Independent  في

12.07.2021

 
 
 
 
 

غدا.. العرض العالمي الأول للفيلم المصرى «ريش» بمهرجان كان السينمائى

أحمد فاروق

الفيلم يتناول قصة زوج يتحول إلى دجاجة فى عيد ميلاد ابنه الأصغر فتزيد مسئولية وأعباء الزوجة
يخصص مهرجان كان السينمائى غدا، ثلاثة عروض للفيلم المصرى «ريش» إخراج عمر الزهيرى، الذى يشارك فى مسابقة أسبوع النقاد الدولى، للدورة الـ 74، التى تستمر فعالياتها حتى 17 من يوليو الجارى
.

العرض العالمي الأول للفيلم، سيكون بقاعة ميرامار، الساعة 11:15 صباحا، والخامسة مساء، و10:30 مساء، وذلك بحضور مخرج الفيلم عمر الزهيرى، وعدد من المنتجين المشاركين، من مصر وفرنسا وهولندا واليونان، ومنهم: محمد حفظى، وشاهيناز العقاد، وجولييت لوبوتر، وبيير مناهيم، ودرك جان وارينك كوجى نيليسين، وجيورجوس كرنفاس وكونستانتينوس كنتفركيس.

«ريش» هو أول الأفلام الروائية الطويلة للمخرج عمر الزهيرى، وقد اشترك فى تأليفه مع السيناريست أحمد عامر، ويقدم قصة أم تعيش فى كنف زوجها وأبنائها، حياة لا تتغير وأيام تتكرر بين جدران المنزل الذى لا تغادره ولا تعرف ما يدور خارجه. ذات يوم يحدث التغير المفاجئ ويتحول زوجها إلى دجاجة، فأثناء الاحتفال بيوم ميلاد الابن الأصغر، يخطئ الساحر ويفقد السيطرة ويفشل فى إعادة الزوج، الزوج الذى كان يدير كل تفاصيل حياة هذه الأسرة، هذا التحول العنيف يجبر هذه الزوجة الخاملة على تحمل المسئولية بحثا عن حلول للأزمة واستعادة الزوج، وتحاول النجاة بما تبقى من أسرتها الصغيرة، وخلال هذه الأيام الصعبة تمر الزوجة بتغيرٍ قاسٍ وعبثى.

وقال المنتج محمد حفظى، إن مسابقة أسبوع النقاد بدأ منها مخرجون مثل Ken Loach and Bernardo Bertolucci and Inarritu and Guillermo del Toro، مهنئا المخرج عمر الزهيرى لمشاركة أول أفلامه فى هذه المسابقة، بعد 5 سنوات من العمل على الفيلم الذى بدأ رحلته مع منتجته الفرنسية التى آمنت به وبالفيلم من وقتها.

مسابقة أسبوع النقاد الدولى، تهدف إلى تسليط الضوء على الأفلام الأولى والثانية من إخراج صانعى الأفلام من جميع أنحاء العالم، ويتنافس على جوائزها هذا العام 7 أفلام روائية طويلة و6 أفلام فى عروض خاصة، وافتتح الأسبوع بفيلم من خارج المسابقة هو «روبوست» للمخرجة كونستانس ماير، مع النجم جيرار ديبارديو، كما يختتم فعالياته سيكون بالفيلم التونسى.

ويقول مؤلف الفيلم أحمد عامر، فى تصريحات صحفية، إن قصة الفيلم لا ترتبط بزمن أو مكان محددين، فالقصة يمكن أن تحدث فى أى بلد، وفى أى عصر، مشيرا إلى أن «الزهيرى» يملك لغة سينمائية خاصة ومختلفة، وكانت تجاربه السابقة دافعا قويا لجهات الإنتاج لدعم مشروع «ريش»، خاصة فيلمه «ما بعد وضع حجر الأساس لمشروع الحمام بالكيلو 375»، الذى يعد أول فيلم مصرى يتم اختياره من قبل مؤسسة «سينى فونداسيون» بمهرجان كان السينمائى.

يرى مؤلف الفيلم، أن ما حققه فيلم «ستاشر» للمخرج سامح علاء، على جائزة السعفة الذهبية بالدورة الماضية لمهرجان كان السينمائى، سيزيد من اهتمام الجمهور بفيلم «ريش»، متمنيا أن تكون ردود فعل الجمهور إيجابية على العرض الأول للفيلم، فى واحد من أكبر الأحداث الفنية فى العالم، لأن هذا سيقلل عناء تلك الرحلة التى بدأت عام 2015، كما أن رد فعل الجمهور على الفيلم خلال مهرجان كان، سيرسم الخطوات التالية له، سواء على مستوى المشاركة بالمهرجانات العالمية، أو إتاحته فى دور العرض المحلية والعالمية ومنصات العرض البديلة.

المخرج عمر الزهيرى درس السينما فى معهد السينما بالقاهرة، وعمل كمساعد مخرج مع أهم المخرجين المصريين مثل يوسف شاهين ويسرى نصر الله، وأخرج فيلمه القصير الأول زفير (2011) وحصل على جائزة لجنة التحكيم الخاصة فى مهرجان دبى السينمائى الدولى، وفى 2014 قدم عمر فيلمه القصير الثانى ما بعد وضع حجر الأساس لمشروع الحمام بالكيلو 375.

فى سياق متصل، يعرض فيلم «مجنون فرح» للمخرجة التونسية ليلى بوزيد، فى ختام مسابقة أسبوع النقاد الدولى، 15 يوليو الجارى، والذى يروى (فى ساعة و42 دقيقة) قصة أحمد شاب فى الثامنة عشرة من عمره، وهو فرنسى من أصل جزائرى نشأ فى ضواحى باريس. يلتقى على مقاعد الجامعة شابة تونسية تدعى فرح، وصلت مؤخرًا إلى باريس فتشتد الروابط بينهما ويقع أحمد فى حبها بشكل عميق، ورغم شدة العشق والوله بها إلا أنه يحاول بشتى الطرق مقاومة الشعور الجارف تجاهها وصد نفسه عنها.

يذكر أن المخرج المصرى سامح علاء، الذى فاز العام الماضى بالسعفة الذهبية لمهرجان كان فى المسابقة نفسها عن فيلمه القصير «ستاشر»، يشارك فى لجنة تحكيم مسابقة الأفلام القصيرة، بمهرجان كان، كما تضم اللجنة أيضا من العالم العربى، المخرجة التونسية كوثر بن هنية، مخرجة فيلم «الرجل الذى باع ضهره» الذى وصل إلى نهائيات الأوسكار الأخيرة.

 

####

 

انسحاب صناع «ليكن صباحا» الفلسطينى من «كان» بسبب تصنيفه كفيلم إسرائيلى

نوران عرفة:

وصفوا ما حدث بأنه محاولة لمحو الهوية والثقافة الفلسطينية

لا يزال خبر انسحاب ممثلين فلسطينيين من مهرجان «كان» بسبب تصنيف إدارة المهرجان فيلمهم على أنه فئة «الفيلم الإسرائيلى»؛ يثير تفاعلات صاخبة فى فرنسا وفلسطين وعلى مواقع التواصل الاجتماعى.

ووصف أبطال الفيلم المنسحبون من مهرجان «كان» قيام إدارة مهرجان «كان» السينمائى، بتصنيف فيلمهم «ليكن صباحا» الفلسطينى على أنه «إسرائيلى»، بأنه «بهدف محو الثقافة الفلسطينية».

وتفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعى والأحزاب الفلسطينية مع أبطال الفيلم، وأبدوا غضبهم لأن هذه الواقعة تأتى فى الوقت الذى يخوض فيه الشعب الفلسطينى معركة الدفاع عن الهوية الفلسطينية، وفقا لأقوالهم.

والفيلم الذى يُعرض فى الدورة 74 من مهرجان كان السينمائى، والتى تستمر حتى 17 يوليو الجارى، حظى بدعاية ضخمة عقب ضجة انسحاب أبطاله، ونشر الفنانون المشاركون فى الفيلم بيانا فى صفحاتهم على مواقع التواصل عبر «فيسبوك»، قائلين: «ندعم صديقنا وحليفنا عيران كوليرين ونفخر بمشاركتنا فى الفيلم الجديد المستوحى من رواية سيد قشوع، والتى تحمل العنوان ذاته «ليكن صباحًا».

وقال أليكس بكرى وجونا سليمان وسليم ضو، فى رسالة شرحوا فيها أبعاد قرارهم: «سعدنا وتحمسنا لترشيح الفيلم للمشاركة فى مهرجان «كان» السينمائى لأنه يتناول «حالة الحصار» التى نعيشها كما جاء على لسان محمود درويش».

وتابعوا: «ليس بمقدورنا التغاضى عن التناقض الكامن فى تصنيف الفيلم فى مهرجان كان على أنه فيلم إسرائيلى، بينما تواصل إسرائيل حملتها الاستعمارية المستمرة منذ عقود وممارساتها فى التطهير العرقى والطرد والفصل العنصرى الموجه ضدنا، ضد الشعب الفلسطينى».

وأضاف الفريق فى بيانه: «تستمر ممارسات التطهير العرقى، المستمرة منذ عام 1948، فى جميع أنحاء فلسطين التاريخية، ويواجه الفلسطينيون القمع والتجزئة الاستعمارية التى تفرِقنا عبر إدارة حياتنا المادية والملموسة من خلال فرض أوضاع قانونية من قِبل إسرائيل فى فلسطين التاريخية».

كما أشاروا إلى أنه «عادةً ما تنصاع الحكومات والمؤسسات الثقافية حول العالم للتقسيمات السياسية المفروضة، علينا نحن الفلسطينيين فى إسرائيل والقدس الشرقية والضفة الغربية وغزة والشتات عبر هذه الانقسامات تُدار ممارسات القهر ضدنا كشعب واحد، وهى ممارسات تسعى إلى تشتيتنا وفصلنا عن تاريخنا المشترك وثقافتنا متعددة الأوجه وهويتنا».

وتابع البيان: «فى كل مرة تفترض فيها صناعة السينما العالمية أننا وإنتاجنا الإبداعى نندرج تحت التسمية الاثنية القومية المعرفة بـ(إسرائيلى)، فإنها تساهم فى استدامة واقع غير مقبول قد فُرض علينا نحن الفنانين الفلسطينيين مواطنى إسرائيل وحملة جوازها، وهى مواطَنة فرضها علينا الاستعمار الصهيونى لمواصلة قمع الفلسطينيين فى فلسطين التاريخية؛ ومن ضمنها إنكار لغتنا وتاريخنا وهويتنا».

وضمت قائمة الفنانين الموقعين على البيان أليكس بكرى، وجونا سليمان، وإيهاب إلياس سلامة، وسليم ضو، وإيزابيل رمضان، وسامر بشارات، ويارا جرار، ومروان حمدان، ودريد لداوى، وعرين سابا، وأديب صفدى، وصبحى حصرى.

 

####

 

شراكات استراتيجية سعودية مصرية في مجال الإنتاج السينمائي والفني

أقيم مؤتمر إعلامي في العاصمة المصرية، القاهرة، بحضور السفير السعودي في القاهرة أسامة نقلي، كشف خلاله عن شراكة بين شركات إنتاج سعودية ومصرية، تتضمن خططا لإنتاج أعمال درامية وسينمائية وأفلام وثائقية خلال الفترة المقبلة بين البلدين.

وعبر السفير أسامة نقلي عن سعادته بوجوده في توقيع عقد شراكة وتعاون بين شركتي «بنش مارك» و«أد ديمنشن» السعوديتين، وشركة «سيني برو» المصرية، كما أشار إلى أن هذه الاتفاقيات تقوي التعاون بين البلدين على الصعيد الاقتصادي والثقافي والفني، وأكد دعم السفارة السعودية للتعاملات التجارية المشتركة.

ومن جهته، وجه المنتج زكي حسنين -خلال المؤتمر الإعلامي- الشكر للسفير السعودي في مصر أسامة النقلي حضوره المؤتمر، كما استعرض حسنين نشاط الشركتين السعوديتين خلال السنوات الماضية ونجاحها في تنظيم عدد من الفعاليات الناجحة، من بينها أكثر من 150 حفلا غنائيا جمع أكثر من 63 فنانا وفنانة في السعودية، بالإضافة إلى المشاركة في إنتاج فيلم «قصة حب» الذي حقق ردود فعل جيدة في مصر والسعودية عند طرحه بالصالات السينمائية.

كما أشار حسنين إلى أن شركة «اد ديمنشن» لعبت دور المنتج المنفذ في الرياض لفيلم «مش أنا» لتامر حسني، وأن لدى الشركة الفترة المقبلة العديد من الخطط والأعمال التي سيتم تنفيذها من بينها فيلم «الكاهن» الذي انتهى المخرج عثمان أبو لبن من تصويره مؤخرا بمشاركة مجموعة كبيرة من النجوم، منهم حسين فهمي، إياد نصار، جمال سليمان، فتحي عبدالوهاب، وعدد كبير من الفنانين.

وأكد أن الإنتاج الفني أصبح أمرا مهما للغاية بالنسبة للسعودية في الفترة الحالية، حيث تتلقى الشركات دعما كبيرا من المستشار تركي آل الشيخ ورئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه السعودية، معتبرا أن هذه إحدى الخطوات الهامة التي تخوضها شركة «بنش مارك» و«اد ديمنشن» حيث تعزز نجاحها في المجال الفني بتعاون كبير مع المخرج عثمان أبو لبن، والمنتج ياسر صلاح بشركة «شركة سيني برو».

وتطرق المنتج محمد زكي حسنين إلى الفعاليات المتعددة التي نظمتها الشركة في حفلات السعودية وغيرها من الفعاليات في المملكة، والتي اشترك فيها فنانون مصريون، مشيرا إلى أن من بين 150 حفلا غنائيا هناك 100 حفل تواجد فيه فنانين مصريين حيث يتواصل التعاون الدائم مع مختلف النجوم.

كما تحدث محمد حسنين عن حفل جديد سيقام خلال عيد الأضحى يجمع بين الفنانة أنغام ومحمد الشرنوبي وتامر عاشور، في حفلات صيف جدة، بجانب العديد من الفعاليات الأخرى التي يجري الاستعداد لها خلال الفترة الحالية.

وكشف المخرج عثمان أبو لبن عن تحضيرهم عبر الشراكة الجديدة لمجموعة من الأعمال بخلاف فيلم «الكاهن» الذي سيعرض بعد عيد الأضحى، منها فيلم «هيصة» الذي ينتمي لنوعية الأفلام الشعبية، ويعبر عن قصة طموح مجموعة من الشباب المصري، وهو الفيلم الذي سيتولى إخراجه وكتب قصته محمد ناير، بالإضافة إلى مسلسل «زغروطة» الذي ينتمي للدراما الاجتماعية، وهو دراما اجتماعية تنتمي للحلقات المنفصلة المتصلة وسيضم نجوم عرب.

وأكد المخرج عثمان أبو لبن -خلال المؤتمر- أن البحث مستمر عن الاعمال التي تناسب المجتمع العربي، مشيرا إلى أن هناك رغبة بتقديم العديد من الأعمال الجيدة التي تناسب الأسرة في الوطن العربي خلال الفترة المقبلة.

 

####

 

قبل عرضه بمهرجان كان.. إطلاق البوستر الرسمي للفيلم المصري «ريش»

كشفت الشركة المنتجة لفيلم "ريش" إخراج عمر الزهيري، عن البوستر الرسمي، قبل عرضه الأول بعد غدا الثلاثاء، في مسابقة أسبوع النقاد الدولي، للدورة 74، بمهرجان كان، والتي تستمر فعالياتها حتى 17 من يوليو الجاري.

الفيلم يعرض بقاعة ميرامار الساعة 11:15 صباح بعد غدا الثلاثاء، كما يخصص له المهرجان عرضين آخرين في اليوم نفسه، الخامسة مساء، و10:30 مساء، بحضور مخرج الفيلم عمر الزهيري، وعدد من المنتجين المشاركين، من مصر وفرنسا وهولندا واليونان، ومنهم: محمد حفظي، وشاهيناز العقاد، وجولييت لوبوتر، وبيير مناهيم، ودرك جان وأرينك كوجي نيليسين، وجيورجوس كرنفاس وكونستانتينوس كنتفركيس.

و"ريش" هو أول الأفلام الروائية الطويلة للمخرج عمر الزهيري، وقد اشترك في تأليفه مع السيناريست أحمد عامر، ويقدم قصة أم تعيش في كنف زوجها وأبنائها، حياة لا تتغير وأيام تتكرر بين جدران المنزل الذي لا تغادره ولا تعرف ما يدور خارجه.. ذات يوم يحدث التغير المفاجئ ويتحول زوجها إلى دجاجة، فأثناء الاحتفال بيوم ميلاد الابن الأصغر، يخطئ الساحر ويفقد السيطرة ويفشل في إعادة الزوج، الزوج الذي كان يدير كل تفاصيل حياة هذه الأسرة، هذا التحول العنيف يجبر هذه الزوجة الخاملة على تحمل المسؤولية بحثاً عن حلول للأزمة واستعادة الزوج، وتحاول النجاة بما تبقى من أسرتها الصغيرة، وخلال هذه الأيام الصعبة تمر الزوجة بتغيرٍ قاسٍ وعبثي.

 

الشروق المصرية في

12.07.2021

 
 
 
 
 

أفلام مهرجان «كان» تخاطب المرأة من بوابة التحرش والإجهاض

كتب: ريهام جودة

عودة قوية لمهرجان كان السينمائى وأفلام مسابقته الرسمية فى دورته الـ74 التى انطلقت الأسبوع الماضى بعد غياب عام 2020 بسبب جائحة كورونا، وعادت الأفلام الاجتماعية وذات الرسائل والقصص المؤثرة عن النساء وقضاياهن لتطغى على فعاليات المهرجان منذ استقبل فيلم الافتتاح «أنيت» للمخرج الفرنسى ليوس كاراكس الذى حضر مع بطلى الفيلم الممثل الأمريكى «آدم دريفر» والممثلة الفرنسية ماريون كوتيار.

«أنيت» هو اسم الطفلة وثمرة الحب الجارف بين آدم دريفر - هنرى ماكهنرى- و«كوتيارد» التى تجسد شخصية «آن»، ويجسد «دريفر» شخصية «هنرى » الفكاهى الساخر غريب الأطوار من لوس أنجلوس تحيط به وبعرضه المسرحى الشهرة فى كل مكان، وتمثل «آن» حبه العظيم مغنية أوبرالية صعدت سلم المجد وقمة الشهرة فى مجالها ويحبها الجمهور بجنون.

وأعاد الفيلم أجواء وموسيقى برودواى فى ستينيات وسبعينات القرن الماضى لكنه يمتزج بالأوبرا خاصة حين يغوص فى دواخل الشخصيتين المتحابتين إلى حد الجنون فى عالم يطرح الأسئلة الوجودية لكل زوجين: أين الحب فى حياتى؟ هل ما يجمعنا هو الحب فعلا أم شىء آخر لا ندركه؟، من خلال الدخول المسرحى فى القصة، وهو الدخول الذى يعلنه المخرج بنفسه من داخل الاستوديو بجملة «أما آن لنا أن نبدأ؟» لتشرع بعدها موسيقى الأخوين سباركس فى الصدوح عاليا متجاوزة حدود الاستوديو وآخذة الممثلين بالكورس الغنائى إلى الخارج فى الشارع لينحنى الجميع أمام القدر.

الموت من أجل الجميع هو ما تفعله «آن» فى كل عروضها الأوبرالية، بينما قتل المشاهدين «ضحكًا» هو مهمة هنرى ماكهنرى على المسرح، والذى لا يتورع عن حكاية أدق التفاصيل فى علاقته مع «آن» أمام الجميع.

عندما يلتقى هنرى بـ«آن» بعد انتهاء عرضيهما تسأله هى بكل حب وأمام كاميرات المصورين المهووسين بالزوجين الناجحين، كيف كان عرضك؟ فيرد هنرى قائلا: «لقد قتلتهم جميعًا»، فترد بكل عفوية: «أما أنا فقد أحييتهم جميعًا».

أجواء الفيلم مظلمة كما لو كانا طوال الوقت فى عرض مسرحى، تتخللها لحظات من النور والطبيعة يغنى فيها البطلان «إننا متحابان ونموت عشقًا»، إلا أن «آن» تطاردها أحلامها عن عنف زوجها الدفين الذى من فرط حبها له لا تراه فى حياتها الواعية، حيث تطارده النساء بشكاوى التحرش الجنسى والعنف فى استباق لحركة «#أنا_أيضا» me-too النسوية المناهضة للتحرش والعنف ضد المرأة، التى اجتاحت هوليوود ومهرجانات السينما قبل 3 أعوام، وتعكسها أحداث الفيلم من خلال قتل «آن»، دون أن تكشف عن كيفية قتل «هنرى» لها رغم كل هذا الحب، ولتقرر أن تعود من الموت وتنغص عليه حياته وتطارده فى صورة «أنيت» الطفلة المعجزة التى ورثت عن أمها صوتها الأوبرالى وأصبحت قادرة على الغناء وهى فى الثالثة أو الرابعة من عمرها، فى معجزة استغلها أبوها ليجنى من ورائها الأموال الطائلة بعد أن دمر مسيرته المهنية، ثم يذهب إلى السجن ليلاقى جزاءه لما اقترفت يداه من جرائم وتتحرر «أنيت» من سلطته لتصبح طفلة طبيعية فى النهاية.

واستمرارا لعرض أفلام تتناول قضايا النساء والعنف ضد المرأة، استقبل المهرجان فيلم «لينجوى» للمخرج التشادى محمد صالح هارون، الذى أثار جدلا وتعاطفا كبيرا بعد عرضه ضمن فعاليات الدورة الـ74 لمهرجان «كان» السينمائى الدولى أمس الأول، إذ ينافس على جوائز المسابقة الرسمية، ويتناول موضوعا شائكا عن الإجهاض، من خلال قصة مراهقة تشادية تخوض معركة للتخلص من حملها، وتعانى والدتها أمينة - تجسد دورها أشوشكا سليمان - وهى أم عزباء من العار طيلة حياتها وتنتابها حالة من الذعر عندما تكتشف أن ابنتها البالغة من العمر 15 عاما حبلى.

من جانبه قال مخرج الفيلم إنه يأمل أن تلاقى قصة فيلمه صدى خارج بلاده، وخاصة فى بلدان مثل الولايات المتحدة حيث توجد حركات نشطة مناهضة للإجهاض، والمسألة تؤثر على دول كثيرة اليوم، سواء فى أمريكا اللاتينية، وأضاف: أعتقد أن هذا الصوت من تشاد يمكن أن يصل إلى أشخاص آخرين فى أنحاء العالم.

وتابع هارون أنه استلهم هذه القضية بعد قراءة قصص عن رُضع تتركهم أمهاتهم أو تقتلهم فى تشاد، حيث يسمح بالإجهاض فقط فى حالات معينة تكون فيها حياة المرأة فى خطر، وأوضح: بالحديث مع نساء، اتضح أن هذه مصاعب يواجهنها منذ سنوات، لكنهن لا يتحدثن عن الأمر لأنه من المحظورات.

«لينجوى» كلمة تعنى الروابط المقدسة، وتشير إلى الروابط الأسرية عند مرحلة ما فى الفيلم، ففى البداية ينتاب الأم الخوف من فكرة مخالفة تعاليم الإسلام فتحاول مساعدة ابنتها ماريا فى الوقت الذى تواجه فيه صعوبات الحياة اليومية.

واستقبلت ريد كاربت مهرجان كان العديد من المشاهير خلال العرض الاول لفيلم La fracture، وأيضا بطلات فيلم «Bigger Than Us»، إلى جانب أبطال فيلم «Mothering Sunday»، وفيلم «Benedetta» بطولة كولتيد كورو، ودافين باكيتا، وفيرجينا إيفيرا، وحظت النجمة «فانيسا بارادى» بحضور لافت عند مشاركتها فى المؤتمر الصحفى لفيلم Cette musique ne joue pour personne، والممثلة «رينيت رينسيف» بطلة «The Worst Person in the World»، وأزميرى بادون بطلة فيلم Rehana» Maryam Noor»، الذى يعرض فى قسم «نظرة ما».

 

####

 

«عاش يا كابتن» أفضل فيلم وثائقي في جوائز السينما العربية بمهرجان كان

كتب: ريهام جودة

أعلن مركز السينما العربية ضمن فعاليات النسخة الـ74 من مهرجان كان السينمائي، عن الفائزين بالنسخة الخامسة من جوائز النقاد للأفلام العربية، التي تستهدف الأفلام التي تم إنتاجها في 2020، ويشارك في تقييم الأفلام لجنة تحكيم دولية تتكون من 160 ناقداً من 63 دولة يشاهدون الأفلام العربية عبر موقع Festival Scope الشريك الرقمي لمركز السينما العربية.

وقالت ديبورا يانج مدير جوائز النقاد: بالرغم من قلة الإنتاج السينمائي في العالم كله خلال السنة الأخيرة، كان مستوى الأفلام العربية جيداً جداً، وهو ما جعل المنافسة والاختيار مرهقين في جوائز النقاد للأفلام العربية، وأهنئ الفائزين وأشكر أعضاء لجنة التحكيم.

وقال ماهر دياب وعلاء كركوتي الشريكان المؤسسان في مركز السينما العربية: «المنافسة هذا العام في جوائز النقاد للأفلام العربية كانت كبيرة، مستوى الأفلام كان مميزاً بدرجة كبيرة، ومن اللافت للنظر التمثيل الكبير لفلسطين التي فازت بـ4 من ضمن 6 جوائز، وهو مؤشر على التطور الكبير الذي يحدث في السينما الفلسطينية خلال السنوات الأخيرة.

وجاءت الجوائز كالتالي:

أفضل فيلم وثائقي

«عاش يا كابتن» إخراج مي زايد، مصر

أفضل ممثلة

هيام عباس عن «غزة مونامور»، فلسطين

أفضل ممثل

على سليمان عن «200 متر»، فلسطين

أفضل سيناريو

كوثر بن هنية «الرجل الذي باع ظهره»، تونس

أفضل مخرج

أمين نايفة عن «200 متر»، فلسطين

أفضل فيلم روائي

غزة مونامور، إخراج عرب وطرزان ناصر، فلسطين

يذكر أن جوائز النقاد للأفلام العربية انطلقت في نسختها الأولى على هامش فعاليات الدورة الـ70 من مهرجان كان السينمائي، ووقع الاختيار على القائمة النهائية المرشحة للجوائز وفقًا لمعايير، تضمنت أن تكون الأفلام قد عرضت لأول مرة دولياً في مهرجانات سينمائية دولية خارج العالم العربي خلال عام 2020، وأن تكون إحدى جهات الإنتاج عربية -أياً كانت نسبة وشكل مشاركتها بالفيلم- بالإضافة إلى أن تكون الأفلام طويلة روائية أو وثائقية.

 

المصري اليوم في

12.07.2021

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004