ملفات خاصة

 
 
 

مسابقة كان 74 (1):

آدم درايفر يغني ... ابنة تساعد والدها على الموت وأزمات عالمنا المعاصر

أحمد شوقي

كان السينمائي الدولي

الدورة الرابعة والسبعون

   
 
 
 
 
 
 

انطلقت الدورة الرابعة والسبعين لمهرجان كان مساء الثلاثاء الماضي وسط سعادة الجميع بعودة الحياة للمهرجان، وترقب للوضع الصحي والاشتراطات المعقدة لحضور كل العروض. ومع الانطلاق بدأ عروض أفلام المسابقة الدولية للمهرجان التي تضم هذا العام 24 فيلمًا مرتقبًا صنعتها مجموعة من أهم مخرجي العالم.

وسنقوم في هذه الرسائل بالتعرض للتحليل الموجز لأفلام المسابقة الأهم في عالم السينما، والتي تقدم أفلامها صورة عامة يمكن من خلالها فهم اللحظة الراهنة في صناعة السينما، وأهم الموجات والأفكار والأساليب الحاكمة لها. البداية مع الأفلام الأربعة الأولى في المهرجان.

آنيت Annette – ليوس كاراكس (فرنسا)

تسع سنوات كاملة احتاجها المخرج الفرنسي ليوس كاراكس بعد فيلمه الشهير "هولي موتورز Holly Motors" كي يعود إلى كان بفيلم جديد. "آنيت" هو عنوان الفيلم الذي كان من المفترض أن يعرض في دورة 2020 لكن تبعات جائحة كورونا دفعت صناع الفيلم لتأجيل عرضه ليختاره المهرجان فيكون فيلم افتتاح الدورة الرابعة والسبعين، بجانب تنافسه في المسابقة الرسمية.

طموح شاهق يمتلكه الفيلم كعادة أعمال كاراكس الذي يقدم فيلمه الطويل السادس فقط في قائمة بدأت عام 1984. أول أفلام المخرج بالإنجليزية، فيلم غنائي استعراضي، طاقم تمثيل من الطراز الأول، موسيقى من وضع ثنائي ذي طابع استثنائي هما الأخوان رون وراسل مايل المعروفان باسم فريق "سبارك Spark"، واللذان طالما حاولا تقديم مشروع سينمائي غنائي فتعثرت المحاولات حتى صار الأمر حقيقة مع كاراكس، فشاركاه كتابة السيناريو ووضعا موسيقى وأغاني الفيلم.

الموضوع أيضا لا يقل جاذبية: الحب في ظل النجومية، ممزوجًا ببعض متاعب العصر الحالي، عبر حكاية كوميديان شهير (آدم درايفر) تصير قصة حبه مع مغنية الأوبرا ذائعة الصيت (ماريون كوتيار) الموضوع الأكثر سخونة للرأي العام وبرامج عالم الترفيه، إلا أن الحب المشتعل سرعان ما يتحول رفضًا وغيرة بعدما يبدأ نجم الزوج في الخفوت وتزداد زوجته سطوعًا، تزامنا مع وضعها طفلتهما آنيت، التي اختار المخرج أن تكون دمية ماريونيت متقنة الصنع والتحريك، إزكاءً للحالة المسرحية والحس العابر للواقع المسيطر على الفيلم.

بالرغم من تتابعات البداية المدهشة التي يشارك فيها كاراكس ومؤلفا الموسيقى أبطال الفيلم في استعراض أشبه بالبرولوج المسرحي الذي يضبط جو خشبة المسرح لما سيأتي لاحقا، إلا أن أزمة "آنيت" هي إنه، وعلى العكس من كل أفلام صانعه، كلما تقدمت أحداثه كلما تراجعت قدرته على الحفاظ على اهتمام المشاهدين.

تفاوت كبير في رسم وتطوير الشخصيتين الرئيسيتين: شخصية الزوج مصاغة بعناية ومليئة بالتقلبات التي كانت في حاجة لممثل بموهبة ومهارة وكاريزما آدم درايفر ليجسدها، في مقابل رسم باهت لشخصية الزوجة يقل كثيرًا عما يمكن لماريون كوتيار أن تقدمه. ناهيك عن غياب الكيمياء والتجانس بينهما الذي يجعلنا قادرين على تصديق قصة الحب المشتعلة جسديا وعاطفيا التي تجمعهما ويتابعها الإعلام بجنون.

تصاعد الغيرة يتحول جريمةً في منتصف الأحداث، لتتوارى كوتيار أكثر ويكتفي كاراكس بصوتها الذي ترثه ابنتها الدمية، لتسير الأحداث في مسار يجمع – بشكل يصعب تصوره مالم تشاهد الفيلم – بين الخيال عالي الطموح الملامس للجنون، وبين التنفيذ المقبول على الأكثر. لا شيء مبهر من ليوس كاراكس وهو سبب كاف للإحباط.

"آنيت" فيلم متوسط، يمتد 140 دقيقة كان يمكن اختصارها كثيرًا، تتراوح أغنياته بين الجيد والمتوسط والممل، ومحصلته النهائية قد تكون مرضية لجمهور تقليدي سيسعد بمشاهدة آدم درايفر يغني ويرقص ويظهر في أوج تألقه، لكن بالنسبة لذائقة مسابقة تضم أهم صناع الأفلام في العالم، يبدو الفيلم بعيدًا عن الحسابات، مالم يكن للجنة سبايك لي رأي آخر.

كل شيء تم جيدًا Tout s'est bien passé – فرانسوا أوزن (فرنسا)

على العكس من أفلام كاراكس النادرة لا يتوقف مواطنه فرانسوا أوزون عن تقديم الجديد كل عام، وها هو يعود إلى مسابقة كان بفيلم يثير العديد من التساؤلات، قام بصناعته تكريمًا لذكرى صديقته إيمانويل بيرنهايم، الكاتبة التي طالما شاركته كتابة أعماله قبل أن ترحل بسبب السرطان، والتي نشرت هي الأخرى ذكرياتها حول الأسابيع الأخيرة في حياة والدها، الكتاب الذي صار مادة فيلم أوزون "كل شيء تم جيدًا".

الفيلم يتناول الوضع الشائك الذي تخوضه الكاتبة إيمانويل (صوفي مارسو) عندما يصاب والدها الثمانيني أندريه (أندريه دوسولييه) بجلطة تقعده وتعطل أغلب وظائفه الجسدية، ليطلب منها أن تساعده على إنهاء حياته بعدما لم يعد قادرًا على أن يخوضها بشكل طبيعي، لترفض في البداية ثم تبدأ في التفتيش عن السبل التي يمكن من خلالها تنفيذ رغبته، فتصل لإمكانية إتمام الأمر في سويسرا، حيث تعتبر مساعدة إنسان على إنهاء حياته جريمة في القانون الفرنسي حتى لو أراد الشخص ذلك.

أبرز ما في السيناريو الذي كتبه أوزون، والذي يمثل مع الأداء المدهش من مارسو ودوسولييه العمود الفقري للفيلم، هو قدرة صانعه على تجاوز الأفكار والأسئلة النمطية التي يمكن أن تطرحها فكرة كهذه بمجرد سماعها، فلا ينخرط طويلًا في الجدل حول مشروعية الانتحار المقنن، ولا يستخدم ردود أفعال المحيطين بالعجوز صعب المراس خفيف الظل الذي اتخذ قراره ولا يريد العودة فيه لطرح وجهات نظر متباينة، فقط يلقي بنا في خضم الأزمة ويطرح وجهة نظر أصحابها ومن خلالها يمكن فهم كل شيء.

الفعل الأكثر تكرارًا في "كل شيء تم جيدًا" هو بتر حوار عندما تقرر إحدى الشخصيات الانسحاب وترك الغرفة إما للغضب أو الدهشة أو لأي سبب آخر، قبل أن نعود لنجد الشخصية (الابنة في أغلب الحالات) تكمل الحوار المبتور في مشهد لاحق. الفعل إنساني بامتياز؛ فمن منّا لا يهرب أو على الأقل يحاول الهرب من المواقف المحرجة والأسئلة التي يصعب الإجابة عليها، إلا أن ما يقوله الفيلم ضمنًا (بالحكاية وبذلك الفعل الهروبي المتكرر) أن ثمة أمور يستحيل الفرار منها، على رأسها الزمن. ذلك العدو القاسي الذي لا يتوقف ولا يلين قلبه.

أندريه يعتبر نفسه قد فضّل ابنته وأكد علاقتهما الخاصة عندما كلفها بتلك المهمة، وإيمانويل بعد رفض مبدئي طبيعي وصلت لتصالح مع فكرة إنها لو كانت رغبة والدها فعليها أن تساعده في تنفيذها. علمًا بأن هذا التفاهم لا يأتي في ظل علاقة اعتيادية بين أب وابنته، وإنما في نهاية رحلة حياة تصرخ كل آثارها بأنها كانت بعيدة تمامًا عن النمطية: أب لا يتورع عن جرح مشاعر من حوله، يُفرّق في المعاملة بين بناته، وفي حياته سر يتكشف تباعًا كان سببًا في شرخ أنهى الود بينه وبين والدة الابنتين.

في هذا النضج يبرز فهم فرانسوا أوزون مدى تعقد نفوس البشر، الذين تجمعهم علاقات أكثر عمقًا وتشابكًا من الصياغات السطحية التي اعتادت الدراما تقديمها. تعقد يقترن في حالة أوزون بالبساطة، فلا حاجة لشرح أي علاقات من الماضي، يكفي أن نتابع الرحلة الدرامية ونقوم من خلالها بملء الفراغات، فنجد أنفسنا نفهم ليس فقط الشخصيات وآلام الماضي الحاكمة لحيواتهم، وإنما نفهم حياتنا ذاتها ونعيد التفكير في أشياء كانت قبل ساعتين هما زمن الفيلم تبدو لنا بديهية لا تحتاج التفكير.

ركبة عهد Ahed’s Knee – ناداف لابيد (إسرائيل)

لم يعد هناك مجالًا للشك في أن المخرج الشاب ناداف لابيد هو أحد أكثر صناع السينما المعاصرين إثارة للاهتمام. ليس فقط بسبب موضوعات أفلامه الجريئة، والتي تحمل داخلها تشريحًا بالغ القسوة والعمق للمجتمع الإسرائيلي ودولته، وتعاملًا صريحًا لحد التطهر من أزمة المخرج (ممثلًا للشاب الإسرائيلي) مع خبرته في الجيش الذي يمثل عماد الدولة العبرية، لكن لأن هذا الطرح القيم يأتي في صورة تجارب فيلمية مدهشة، يختبر فيها لابيد الوسيط السينمائي ويحاول اكتشاف مساحات جديدة للسرد.

وإذا كان البطل في فيلمه السابق المتوج بدب برلين الذهبي 2019 "مرادفات Synonyms" جندي سابق في الجيش يقرر أن يهجر إسرائيل وألا يتحدث كلمة من العبرية بقية حياته، فعنوان الفيلم الجديد "ركبة عهد" مستمد من حادث المراهقة الفلسطينية عهد التميمي التي ألقي القبض عليها قبل أعوام، وخرج وقتها عضو في الكنيست يتمنى لو كانت القوات قد أطلقت الرصاص على ركبتها فمنعتها من السير بشكل طبيعي بقية حياتها.

حسنًا، الفيلم ليس عن عهد التميمي. لكن الواقعة والتصريح يثيران بطل الفيلم المخرج الناجح الذي عُرض فيلمه السابق في مهرجان برلين (في إشارة واضحة من لابيد بأن بطله صورة لنفسه)، فيقرر تصوير فيلمًا قصيرًا أو عرضًا للفيديو حول ما جرى. وبينما يختبر ممثلات لدور عهد، يسافر إلى بلدة صغيرة في منطقة أرافا الجنوبية لعرض فيلمه في مكتبة حكومية، وهناك يقابل مديرة قسم المكتبات الشابة المنبهرة بأعماله، والتي تريد منه التوقيع على استمارة تشبه عقد الإذعان، يحدد فيه موضوع فيلمه ضمن قائمة تقرها الدولة الإسرائيلية، إن خرج الفيلم عنها اعتبر وصاحبه أعداءً للوطن يجب إسكاتهم!

المخرج المتألم باقتراب وفاة أمه التي شاركته صنع أفلامه (إشارة أخرى للابيد الذي كتب الفيلم بعد وفاة والدته التي كانت مونتيرة كل أفلامه السابقة)، والذي يعاني من تبعات خبرته المؤلمة خلال الخدمة في الجيش، تأتي تلك الوثيقة لتزيد من كفره بالنظام السياسي والاجتماعي الحاكم، لتنفجر في صورة سلسلة من المشاهد الحوارية الصاخبة والمواجهات بينه وبين مديرة المكتبات ثم بينه وبين أهالي البلدة.

إلا أن الملخص السابق بالغ الإخلال، يكتفي بالقصة التي لا تمثل إلا عنصرًا من عناصر عمل زخم على المستوى السردي، يمتزج في الشعور بالتيه في الموقع التوارتي بتوظيف الصورة وحركة الكاميرا التي تصير معادلًا لعين البطل تارة وشعوره الداخلي تارة أخرى، مع شريط الصوت والأغنيات والإحالات الفيلمية، والتي ترسم جميعها صورة كاملة لعمل كثيف يحاسب صانعه نفسه قبل أن يحاسب العقلية الجمعية التي تحرك سكان بلده.

والمثير للاهتمام أن أفلام لابيد كلها مدعومة من المركز السينمائي الإسرائيلي رغم كونها ضد الدولة التي يمثلها المركز قولًا واحدًا. وهو أمر يستحق وحده المزيد من التفكير والبحث حول دوافعه وآلياته وإمكانية حدوث ما يماثله في دولنا العربية.

أسوأ شخص في العالم The Worst Person in the World – خواكين تريير (النرويج)

أفضل أعمال مسابقة كان حتى هذه اللحظة يأتي أيضًا من أحد صناع السينما المعاصرين ذوي البصمة المميزة، النرويجي خواكين تريير الذي بدأ ثلاثية حول مدينة أوسلو عام 2006 بفيلم "تكرار Reprise" تبعها بفيلمه الشهير "الحادي والثلاثين من أغسطس في أوسلو Oslo, August 31st" عام 2011، قبل أن يترك الموضوع قليلًا من أجل أفلام أكثر خفّة ليعود ويكمل الثلاثية بهذا الفيلم البديع.

كل شيء في "أسوأ شخص في العالم" يبدو خادعًا للوهلة الأولى: تعليق صوتي ساخر يروي حكاية فتاة نرويجية عشرينية في حكاية من مقدمة وخاتمة و12 فصلًا (عنوان الفيلم الفرنسي هو "يوليا في 12 فصلًا Julie en 12 chapitres"). فتاة جامعية لا تكاد تستقر في مكان، فتنتقل من دراسة للأخرى ومن علاقة لغيرها، بما يوحي لوهلة بكوميديا رومانسية خفيفة، الشعور الذي يزكيه شريط الصوت الحافل بالأغنيات واهتمام المخرج الدائم بالميزانسين المتقن لدرجة إعلانية، ناهيك عن النبرة الساخرة المسيطرة على كامل العمل.

إلا إنه ومع توالي فصول حكاية يوليا، ومع تنقلها من علاقتها المستقرة أو شبه المستقرة مع أسكيل رسام الكوميكس الجدلي الذي يكبرها بعقد ونصف، إلى علاقة تشتعل في ليلة واحدة مع شاب قابلته بالصدفة خلال حفل زفاف قررت أن تتسلل إليه دون دعوة، نبدأ في الإمساك بجوهر الفيلم الذي يتماس مع حياة كل منّا، كيف لا والموضوع هو الحياة المعاصرة ومتاعب جيل الألفية الجديدة؟

فيلم ابن زمنه بامتياز، تحكمه هواجس هذا الزمن: غياب الاستقرار وانعدام الوقت الكاف للتفكير في أي شيء ناهيك عن الارتباط به كما اعتادت الأجيال السابقة أن تفعل، مع ضلالات البحث الدائم عن حياة يلعب فيها الفرد دول البطولة (تقول يوليا لأسكيل أن سبب تركها له هو شعورها أنها تلعب دورًا داعمًا في حياتها الشخصية). تلك المطاردة الواهمة لسعادة كاملة لن تأتي أبدًا، مع الكثير من تعقيدات الخطاب المعاصر والموضات المصاحبة له: أسكيل يتعرض لأزمة عندما يتشاجر على الهواء مع ناشطة نسوية وجدت رواياته المصورة ذكورية، وإيفند يقع في غرام يوليا كرد فعل بعدما تحولت حبيبته إلى مهووسة بجذورها الإثنية ومؤثرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي!

ينجح خواكين تريير هنا في كل شيء، فيختار الموضوع الملائم للحظة ويقدمه بصورة ممتعة صالحة للتواصل مع أغلب المشاهدين، مع إحكام بصري يصل ذروة تأثيره في مشهد قرار يوليا أن تترك أسكيل والذي تتجمد فيه الحياة في مدينة أوسلو بشكل كامل ليظل الحبيبان فقط أحرارًا. وغيره من المشاهد واللحظات التي ترسم من خلال فصول "أسوأ شخص في العالم"، وهو بالمناسبة اقتباس من وصف يوليا لنفسها في كل مرة تقرر أن تترك علاقة دون أسباب مقنعة، لوحة ممتعة لعالمنا الحالي وللفروق بين جيلين عليهم أن يتعايشا ويتفاعلا معًا في كل لحظة.

 

موقع "في الفن" في

09.07.2021

 
 
 
 
 

يواجه الجائحة بالسينما..

رسائل سياسية وفكرية تملأ أجواء المهرجان!

طارق الشناوي

كل شىء فى مهرجان السينما له ظلال وأبعاد، لا يوجد شىء مجانى أو عشوائى، هناك دائمًا معنى كامنٌ وموقفٌ يتم التعبير عنه فى مختلف القضايا، وهو لا يتطابق بالضرورة مع الموقف الرسمى للدولة، ولكنه ينحاز دائما للقيم الجمالية فى الفن، وأيضا فى الحياة.. ولهذا يناصر حرية الرأى والعقيدة والاختيار.

المهرجان ليس فقط مستقبلا لما تقدمه قريحة المخرجين، ولكنه صاحب وجهة نظر بانتقاء الأفلام المعبرة عن قناعاته، مثلا عندما يكرم فنانة أمريكية بحجم «جودى فوستر» بالسعفة الذهبية التذكارية، والتى عرض لها فى منتصف السبعينيات فيلمها الأثير (تاكسى درايفر) للمخرج مارتن سيكورسوزى، كما أنها نطقت كلمتها بالفرنسية كنوع من التحية للبلد المضيف، بينما المخرج الأسود رئيس لجنة التحكيم «سبايك لى» يوجه فى كلمته التى ألقاها فى المؤتمر الصحفى رسائل ضد التفرقة العنصرية التى تبدأ بالقبعة التى اعتمرها ومكتوب عليها تاريخ 1619، وهو ما يشير إلى أول سفينة أقلّت عددًا من الأفارقة إلى أمريكا ليصبحوا عبيدًا.. وهكذا يعيدنا أيضا إلى الحادثة ضد المواطن الأسود جورج فلويد ومقتله قبل أكثر من عام على يد الضابط الأمريكى الأبيض..

المهرجان يُدرك قطعًا أن «سبايك لى» صاحب موقف معاد للتفرقة يقدمه فى أفلامه، وأنه ليس من المستبعد أن يستخدم منصة (كان) للتعبير المباشر عن قناعاته السياسية.

طوال تاريخ (كان) يفعل ذلك، مثلا حرص المهرجان فى واحدة من دوراته عندما بلغ الستين على أن يطلب من كل مخرج أن يروى حكايته مع السينما، واختار أفضل المخرجين فى العالم ليضع كل منهم بصمته الخاصة، ومن العالم العربى لدينا يوسف شاهين من مصر، وإيليا سليمان من فلسطين، وشارك أيضا الإيرانى عباس كيروستامى، ومن بلجيكا (الأخوان داردين).. وغيرهم. وقبلها فى أحداث ضرب البرجين، طلب من المخرجين الكبار تقديم رؤيتهم، وأيضا وقع الاختيار وقتها على يوسف شاهين، العنوان الأبرز مصريا وعربيا بين 11 مخرجا عالميا، ولعب بطولة الفيلم الذى لم يتجاوز 11 دقيقة نور الشريف، وتكرار رقم 11 ليس عشوائيا، فهو يشير إلى تاريخ 11 سبتمبر 2001.

وبعد ثورة الربيع فى العالم العربى، واكب المهرجان هذا الحدث أيضا بعرض أفلام من مصر وتونس وليبيا واليمن وسوريا، كل منها يقدم رؤيته عن الثورة. وعرض لنا فيلم (18 يوم) والمكون من عشرة أفلام قصيرة، كل مخرج قدم قناعته وبصمته، ومنح المهرجان شرف السجادة الحمراء لصناع تلك الأفلام، وهذا الفيلم مصيره مجهول، رغم أن عليه توقيعًا لمخرجين كبار مثل شريف عرفة ويسرى نصرالله ومروان حامد وكاملة أبوذكرى، ومن النجوم يسرا وأحمد حلمى ومنى زكى وآسر ياسين وعمرو واكد.. وغيرهم. والفيلم أُعلن من قبل عن اقتراب عرضه، وقال الرقيب خالد عبدالجليل إن الشريط لم يُمنع من التداول كما تردد صحفيا، ولكن حتى الآن لم يتقدم أحد من الرقابة حتى يمنحه التصريح.

الملابسات تشير إلى أن عددا من صُناع الفيلم تغيرت قناعاتهم الشخصية والفكرية سواء بين النجوم أو المخرجين، الفيلم عبّر عن وجهة نظرهم فى الثورة وهى ليست متطابقة بالضبط مع آرائهم الآن، فلم يتحمسوا، والدليل أن أحمد حلمى عندما تردد موعد اقتراب العرض أشار على صفحته مبتهجا، وبعدها حذف تلك الإشارة.

(18 يوم) يشير فى العنوان إلى عدد أيام ثورة 25 يناير حتى تنحى مبارك، ما هى بالضبط الحقيقة؟.. لا أملك إجابة قاطعة، ولكن هذا هو ما لدىّ من إجابات.

دعونا نستكمل توجه المهرجان هذا العام بفيلم العاصفة.. وما أدراك ما العاصفة، وهو بالمناسبة تعبير علمى عما يفعله الفيروس اللعين، عندما يتمكن من الرئة ويبدأ فى الهجوم القاسى المدمر، وتتم المواجهة بكل الأسلحة الطبية المعروفة، ونحو 3 فى المائة ينتصر عليهم ويغادرون الحياة، وجزء آخر يترك الفيروس بصمته المرحلية عليهم، وهو ما يقدمه فيلم ضمن العروض الخاصة بالمهرجان وعنوانه (عام العاصفة الدائمة) بتوقيع سبعة مخرجين، مثل: جعفر بناهى من إيران، وأنتونى تشين من سنغافورة، ودومينكا سوتوماتيور من شيلى.. وغيرهم. ويأتى اختيار جعفر بناهى ليؤكد أن المهرجان يقف معه فى مواجهة السلطة الإيرانية التى منعته من ممارسة الإخراج السينمائى ومن السفر خارج الحدود.

افتقد المهرجان القبلات الحارة التى كانت عنوان السجادة الحمراء، السجادة أيضا تم تقليص سُمكها للنصف حتى تتواكب مع توجه المهرجان للحفاظ على البيئة، كل المطاعم والفنادق المحيطة بالمنطقة حرصت على استخدام الأدوات الخشبية كنوع من المؤازرة للحفاظ على البيئة، وكثر فى أجواء المهرجان استخدام السيارات التى تعمل بالكهرباء، لتصل الرسالة، رغم أن مجرد الدعوة لإقامة مهرجان تحمل فى عمقها دعوة مباشرة بزيادة مساحات التلوث.. الطائرات التى تعمل بالوقود تزيد معدلات التلوث، العربات التى تنقل الضيوف من مدينة (نيس) إلى مدينة (كان) تلعب نفس الدور، وبالطبع لا يمكن أن يصبح الحل هو إلغاء المهرجان.. لا أحد قطعا يطالب بذلك، ولكن المهرجان فى حدود ما يملكه من أدوات فرض قانونه بضرورة ارتداء الكمامة الواقية، بينما ضيوف المهرجان تعهدوا كل 48 ساعة بإجراء فحص (بى. سى. آر) للتأكد من خلو الجميع من الفيروس.

الإدارة تأمل بعد كل هذا الاحتراز، بل الاحتراز من الاحتراز، فى أن تعلن على الملأ فى حفل الختام أن الجائحة (زيرو)، لتكتب الكلمة الأولى لبداية الحياة الطبيعية فى العالم كله.. فهل يفعلها (كان)؟!!.

tarekelshinnawi@yahoo.com

 

المصري اليوم في

09.07.2021

 
 
 
 
 

«آنيت» لليوس كاراكس يفتتح مهرجان كان السينمائي

نسرين سيد أحمد

كان ـ «القدس العربي»: اختار مهرجان كان لافتتاحه بعد عام من الاحتجاب بسبب جائحة فيروس كورونا فيلم «آنيت» للمخرج الفرنسي المقل إنتاجا، والمنتظر دوما إنجازه، ليوس كاراكس. وفي فيلمه الأحدث أنجز كاراكس فيلما موسيقيا غنائيا، ألف موسيقاه وكلماته الفريق الأمريكي الموسيقي «سباركس». وبينما كنا نأمل أن تحلق بنا دراما كاراكس الموسيقية، وأن تأخذنا إلى الذرى، جاء الفيلم مخيبا للآمال، رغم موسيقاه وأغنيته الرئيسية التي خفقت لها القلوب.

اعتدنا على كثير من الغرابة المحببة من كاراكس، صاحب فيلم «هولي موترز» الذي شغفنا به بقدر ما أثارت فضولنا غرابته الشديدة. ولكن «آنيت»، الذي تدور أحداثه حول قصة حب معذبة وحبيبين معطوبين، من بطولة آدم درايفر، في أحد أفضل أدواره، وماريون كوتيار، لم يلق استحان الجميع. جاء الفيلم محط الأنظار الذي عُقدت عليه الكثير من الآمال، نظرا لاختياره لافتتاح أعظم تظاهرة سينمائية في العالم بعد توقف، مخيبا للآمال.

أمضى فريق سباركس، المكون من الشقيقين راسل ورون مايل، أعواما في التجريب والاكتشاف الموسيقي، وجاء تعاونهما مع كاراكس لتحويل عملهما الموسيقي الأوبرالي الطابع إلى فيلم موسيقي، أمرا فيه من الخلل الكثير وفيه من التخبط والتشوش أكثر، رغم بعض الأغاني التي شغفنا بها حبا.

في «آنيت» يأتينا كاراكس بقصة حب فيها من الألم والإيذاء النفسي الكثير، واستكناه هذا الجانب المظلم للحب ليس بالأمر الجديد على كاراكس، ولكن هذه هي المرة الأولى التي يستخدم فيها الغناء والموسيقى ليكونا جزءا رئيسيا من فيلمه. لكن الموسيقى، على براعتها كعنصر منفرد، لم تأت لتخدم العمل ككل، ولم تأت لتنسجم مع باقي عناصره، بل كانت العنصر الوحيد المتماسك، وسط حبكة تشهد الكثير من الخلل والعوار. ربما أفضل ما في الفيلم على الإطلاق هو الأداء الملهم لآدم درايفر، الذي يمتلك الشاشة امتلاكا وينفذ إلى أعماق الشخصية الرئيسية، بل يتلبسها كلية، بأداء تختلج له قسمات الوجه وعضلات الجسد. يلعب درايفر دور هنري ماكهنري، الممثل، والمؤدي الكوميدي الشهير، الذي لا يأبه بالأعراف في عروضه ويسخر من ذاته ومن جمهوره في آن. ولكن هنري يعشق «آن» ماريون كوتيار السوبرانو الشهيرة، التي تشدو في الأوبرا بصوتها الملائكي وأدوارها الحزينة. ورغم الحب بين الاثنين، نشعر نوعا من الغيرة من قبل هنري، غيرة من نجاح آن وشهرتها، التي ربما تفوق شهرته.

آن سوبرانو محاطة بالجمهور الذي يقدم لها الورود، والذي يبكي من فرط التأثر بصوتها وشدوها، بينما يحطم هو الممنوعات في عروضه ويسخر من الجميع، ومن بينهم آن، التي يصفها بأنها لا تتوقف عن الموت، فأدوارها في الأوبرا دوما تنتهي بموتها المأساوي الدامي. زوجان شهيران، وفنانان لا يتقاطع فنهما، بل نستشعر الغيرة من قبل هنري إزاء زوجته. يقدم الاثنان نوعين من الفن غير متكافئين من وجهة نظر البعض، فبينما يُنظر إلى الأوبرا على أنها فن الصفوة، ينظر إلى الكوميديا على أنها أقل مكانة. يبدو لنا هنري عالقا في البقعة نفسها لا يبرحها، لا يطور أداءه الكوميدي، ولا يغير منه شيئا، ويتوقع الضحكات نفسها من الجمهور، ولكن الجمهور يمل العرض ذاته. وبينما يأفل نجم هنري، تحمل آن وتنجب ابنة، اختار لها كاراكس أن تكون دمية ماريونيت، وليس طفلة حقيقية. تعود آن إلى الأوبرا بعد إنجاب طفلتها، فتنتقل من نجاح إلى آخر، بينما يستمر نجم هنري في الأفول.

ربما اختار كاراكس للطفلة آنيت أن تكون دمية وليس طفلة حقيقية للتعبير عن أنها ليست بنتاج سوي لزوجين سويين. هي نتاج الكثير من الغيرة من النجاح، والخوف من الفشل، هي نتاج التنافس الفني الذي سمم علاقة الحب. هي رمز لما يجمع اثنين يظهران الحب، ولكن يعتمل في صدريهما الغيرة والخوف والتنافس.

في أحد عروضه على المسرح يزعم هنري أنه قتل زوجته آن. يقول إنه سئم وجهها الخجل الذي كان يفتنه سابقا، وسئم صوتها وموتها على المسرح كل يوم فقرر قتلها لتموت حقا، بدلا من الموت الأوبرالي. يصاب الجمهور بالصدمة، كما نصاب نحن، نرى في أثناء الفيلم البرامج تتحدث عن حب النجمين الشهيرين، وزواجهما، وعن حمل آن وإنجابهما طفلة صغيرة. هما زوجان في محط الأضواء، يشهد زواجهما صدوعا كبيرة، يزيد منها هذا الاهتمام الإعلامي. ثم يحدث ما كان يعتمل منذ بدايات العلاقة، ففي ليلة عاصفة على متن يخت يبحر وسط أمواج عاتية تموت آن غرقا، ولا نعرف ما إذا كان هنري قتلها؟ أم إذا كانت قد سقطت في البحر.

ومنذ مقتل آن تبدأ آنيت الصغيرة في لعب دور أبرز ونفهم لم سُميّ الفيلم باسمها. ربما يفتقر الفيلم إلى عنصر مهم من عناصر الأفلام الموسيقية، ألا وهو الإمتاع. فنحن حين نشاهد فيلما موسيقيا نتوقع منه أن يمتعنا، وأن يدخلنا في عالم سحري حتى إن كان داكنا، وفيه من المأساة الكثير. لكن «أنيت» يفتقر إلى هذا السحر المصاحب للأفلام الموسيقية. إنه فيلم فيه من الإطالة والتطويل الكثير، فيلم فقد فيه كاراكس قدرته السحرية على إبقائنا طوع بنانه طوال الفيلم. حتى قدرات آنيت السحرية على الغناء، والتي نترككم لاكتشاف سببها عند مشاهدة الفيلم، لا تثير لدينا الرغبة في سماع صوتها.

ينتهى الفيلم فنتنفس الصعداء لانتهائه، لا تبقى منه في أنفسنا متعة ولا دهشة، ولكن ما يبقى في أذننا هو أغنيته الرئيسية وأداء درايفر، وهما في اعتقادنا أفضل عناصر الفيلم.

 

القدس العربي اللندنية في

09.07.2021

 
 
 
 
 

فيلم"لينجوي" يعرض الواقع الاجتماعي في تشاد

الفيلم يعرض الحياة اليومية للتشاديين ويبحث في العادات والتقاليد

كان (فرنسا) - سعد المسعودي

اختير فيلم محمد صالح هارون "لينجوي" في المسابقة الرسمية لمهرجان "كان"، حيث يعرض الفيلم الوضع المعيشي والاقتصادي في تشاد.

ويبحث الفيلم في قضايا عدة بتشاد مثل الصراع القبلي وتقاليد المدينة القديمة عبر شخصية أمينة، وهي امرأة ثلاثينية عزباء تعيش في ضواحي العاصمة التشادية نجامينا.

وتعمل أمينة مع ابنتها ماريا ذات الخمسة عشر عاماً لكسب قوتها اليومي من عمل دؤوب وشاق لا يقوم به إلا الرجال، لكنها تضطر للعمل في إخراج الأسلاك من الإطارات القديمة لتصنع منها سلالاً أنيقة تبيعها في السوق الشعبي، لتشتري من ثمنها قوت يومها هي وابنتها.

محاولة انتحار

إلى ذلك، يعرض الفيلم الحياة اليومية للشابة، فبعد يوم عمل شاق ومتعب، تلاحظ أشياء غريبة على ابنتها ماريا وتحاول معرفة سرها إلا أنها لم تنجح.

وفي أحد الأيام أقدمت الفتاة على محاولة انتحار فاشلة، بعد اكتشاف والدتها بأنها حامل، حيث انتاب الأم الغضب وأقدمت على ضرب ابنتها بعنف متواصل.

المخرج التشادي محمد هارون

واتخذ المخرج هارون محمد كما هو الحال في أفلامه الأخرى منهجاً هادئاً وتأملياً لسرد قصصه الواقعية.

وقصة هارون في هذا الفيلم"لنجوي"، هي تجربة تشادية بامتياز مع وجود تشابه في بعض الحوارات التي تتكرر بأفلامه وهو يريد التأكيد عليها لأن المجتمع يرفضها.

 

العربية نت في

09.07.2021

 
 
 
 
 

مصر تتصدر بـ 32 اسماً في قائمة الـ101 الأكثر أهمية بالسينما العربية

أحمد السنوسي

32 اسماً تتصدر بهم مصر قائمة الـ101 الأكثر أهمية في السينما العربية التي أطلقها مركز السينما العربية ضمن فعاليات مهرجان كان السينمائي، وتواجدت أسماء مصرية في مختلف فئات القائمة.

في فئة المخرجين وصُنَّاع الأفلام، تواجد مروان حامد ومحمد دياب وعلي العربي وعمرو سلامة وآيتن أمين وسامح علاء وأحمد عامر والمؤلف أحمد مراد، بينما ضمت فئة الممثلين ضمت النجوم يسرا وأحمد عز وأحمد مالك وكريم عبد العزيز ومنة شلبي.

وضمت فئة المنتجين محمد حفظي وشاهيناز العقاد، وتامر مرسي وأحمد بدوي، بينما تواجد في فئة الموزعين ودور العرض زيد كردي وجابي خوري ورمزي خوري، وهشام عبد الخالق، ماريان خوري ويوسف الشاذلي من زاوية، وعلاء كركوتي وماهر دياب.

وتواجد في فئة المهرجانات السينمائية، محمد حفظي مرة أخرى بصفته رئيساً لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، بالإضافة إلى فريق مهرجان الجونة متمثلاً في المهندس نجيب ساويرس وانتشال التميمي مدير المهرجان وأمير رمسيس المدير الفني.

قائمة الـ101 الأكثر تأثيراً في صناعة السينما العربية، يطلقها سنوياً مركز السينما العربية في مهرجان كان السينمائي، وتضم أسماءً يمثلون أنفسهم أو جهات ينتمون إليها، وقد وقع الاختيار عليهم وفقاً للأكثر تأثيراً في صناعة السينما العربية خلال الـ12 شهراً الأخيرة.

وقد جاءت القائمة كالتالي: 25 مخرجاً ومؤلفاً، 18 ممثلاً (15 جهة)، 11 منتجاً (10 جهات)، 11 رئيساً ومديراً للمهرجانات (9 جهات)، 22 شخصاً مؤثراً في الهيئات الحكومية العربية (15 جهة)، 5 ممولين (4 جهات)، 8 من مديري المنصات (4 جهات)، 26 موزعاً في دور العرض (17 جهة).

قائمة الـ101 الأكثر تأثيراً في السينما العربية مثلت 22 دولة، 13 عربية و9 دول غير عربية، وكانت الدولة صاحبة التمثيل الأكبر هي مصر برصيد 32 اسماً، ثم الإمارات (24) والسعودية (18) وفلسطين (16)، ولبنان (11)، والأردن وتونس (7 أسماء لكل منهما)، وسوريا (4)، واسمين من كل من السودان والعراق والكويت والمغرب، الدول غير العربية الموجودة في القائمة، تتصدرها الولايات المتحدة الأميركية برصيد 3 أسماء، ثم فرنسا والأرجنتين برصيد اسمين لكل منهما، واسم واحد لكل من المملكة المتحدة والسويد وإسبانيا وألمانيا وإيطاليا وسنغافورة.

وقد أطلق مركز السينما العربية، دليل السينما العربية عبر موقعه على الإنترنت باللغة الإنكليزية، وهو دليل سينمائي شامل وخدمي يعتمد على مجموعة أدوات يتم تقديمها مجتمعة لأول مرة، بهدف توفير المعلومات المرتبطة بالسينما العربية لصُنَّاع الأفلام داخل وخارج العالم العربي، وتيسر لصناع الأفلام والسينمائيين العرب الوصول للأسواق العالمية، كما تساعد ممثلي صناعة السينما العالمية في التعرّف بسهولة على إنتاجات السينما العربية.

 

بوابة أخبار اليوم المصرية في

09.07.2021

 
 
 
 
 

مصر تتصدر قائمة الأكثر أهمية في السينما العربية (تفاصيل)

كتبت - لمياء نبيل

تتصدر مصر بـ 32 اسما مصريا، قائمة الـ101 الأكثر أهمية في السينما العربية التي أطلقها مركز السينما العربية ضمن فعاليات مهرجان كان السينمائي، وتواجدت أسماء مصرية في مختلف فئات القائمة.

في فئة المخرجين وصُنَّاع الأفلام، تواجد مروان حامد ومحمد دياب وعلي العربي وعمرو سلامة وآيتن أمين وسامح علاء وأحمد عامر والمؤلف أحمد مراد، بينما ضمت فئة الممثلين ضمت النجوم يسرا وأحمد عز وأحمد مالك وكريم عبد العزيز ومنة شلبي.

وضمت فئة المنتجين محمد حفظي من فيلم كلينك وشاهيناز العقاد من Lagoonie Film Production، وتامر مرسي وأحمد بدوي من سينرجي فيلمز، بينما تواجد في فئة الموزعين ودور العرض زيد كردي من نيوسنشري وجابي خوري ورمزي خوري من أفلام مصر العالمية، وهشام عبد الخالق من شركة الماسة، ماريان خوري ويوسف الشاذلي من زاوية، وعلاء كركوتي وماهر دياب من MAD Solutions.

فئة المهرجانات السينمائية تواجد فيها محمد حفظي مرة أخرى بصفته رئيساً لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، بالإضافة إلى فريق مهرجان الجونة متمثلاً في المهندس نجيب ساويرس وانتشال التميمي مدير المهرجان وأمير رمسيس المدير الفني.

قائمة الـ101 الأكثر تأثيراً في صناعة السينما العربية، يطلقها سنوياً مركز السينما العربية في مهرجان كان السينمائي، وتضم أسماءً يمثلون أنفسهم أو جهات ينتمون إليها، وقد وقع الاختيار عليهم وفقاً للأكثر تأثيراً في صناعة السينما العربية خلال الـ12 شهراً الأخيرة.

وجاءت القائمة كالتالي: 25 مخرجاً ومؤلفاً، 18 ممثلاً (15 جهة)، 11 منتجاً (10 جهات)، 11 رئيساً ومديراً للمهرجانات (9 جهات)، 22 شخصاً مؤثراً في الهيئات الحكومية العربية (15 جهة)، 5 ممولين (4 جهات)، 8 من مديري المنصات (4 جهات)، 26 موزعاً في دور العرض (17 جهة).

قائمة الـ101 الأكثر تأثيراً في السينما العربية مثلت 22 دولة، 13 عربية و9 دول غير عربية، وكانت الدولة صاحبة التمثيل الأكبر هي مصر برصيد 32 اسماً، ثم الإمارات (24) والسعودية (18) وفلسطين (16)، ولبنان (11)، والأردن وتونس (7 أسماء لكل منهما)، وسوريا (4)، واسمين من كل من السودان والعراق والكويت والمغرب وقطر.

الدول غير العربية الموجودة في القائمة، تتصدرها الولايات المتحدة الأميركية برصيد 3 أسماء، ثم فرنسا والأرجنتين برصيد اسمين لكل منهما، واسم واحد لكل من المملكة المتحدة والسويد وإسبانيا وألمانيا وإيطاليا وسنغافورة.

مركز السينما العربية مؤسسة غير ربحية مسجلة في أمستردام تأسست في 2015 على يد MAD Solutions بهدف الترويج للسينما العربية، ويوفر مركز السينما العربية لصناع السينما العربية، نافذة احترافية للتواصل مع صناعة السينما في أنحاء العالم، عبر عدد من الفاعليات التي يقيمها وتتيح تكوين شبكات الأعمال مع ممثلي الشركات والمؤسسات في مجالات الإنتاج المشترك، التوزيع الخارجي وغيرها، وتتنوع أنشطة مركز السينما العربية ما بين أجنحة في الأسواق الرئيسية، جلسات تعارف بين السينمائيين العرب والأجانب، حفلات استقبال، اجتماعات مع مؤسسات ومهرجانات وشركات دولية، وإصدار مجلة السينما العربية ليتم توزيعها على رواد أسواق المهرجانات، كما أتاح مركز السينما العربية التسجيل عبر موقعه في خدمة الرسائل البريدية، وعبر هذه الخدمة يتاح للمستخدمين الحصول على نسخ رقمية من مجلة السينما العربية، أخبار عن أنشطة مركز السينما العربية، إشعارات بمواعيد التقدم لبرامج المنح والمهرجانات وعروض مؤسسات التعليم والتدريب، تحديثات عن الأفلام العربية المشاركة بالمهرجانات، وإلقاء الضوء على تحديثات أنشطة شركاء مركز السينما العربية ومشاريعهم السينمائية.

وقد أطلق مركز السينما العربية، دليل السينما العربية عبر موقعه على الإنترنت باللغة الإنكليزية، وهو دليل سينمائي شامل وخدمي يعتمد على مجموعة أدوات يتم تقديمها مجتمعة لأول مرة، بهدف توفير المعلومات المرتبطة بالسينما العربية لصُنَّاع الأفلام داخل وخارج العالم العربي، وتيسر لصناع الأفلام والسينمائيين العرب الوصول للأسواق العالمية، كما تساعد ممثلي صناعة السينما العالمية في التعرّف بسهولة على إنتاجات السينما العربية.

 

الوفد المصرية في

09.07.2021

 
 
 
 
 

تحطيم “ركبة عهد” التميمي في مهرجان كان

عن فرانس برس

عرضت شاشات المسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائي في مساء يومها الثاني، الأربعاء 7 يوليو/تموز، الفيلم الإسرائيلي “ركبة عهد” للمخرج المثير للجدل ناداف لبيد وهو إنتاج إسرائيلي فرنسي مشترك. يحيل عنوان الفيلم على قضية الناشطة الفلسطينية عهد التميمي وعلى تناقضات المجتمع الإسرائيلي وتطرفه وجنوحه إلى العنصرية وتكميم أفواه المعارضين.

من منا لا يذكر عهد التميمي، تلك الفتاة الفلسطينية الناشطة ابنة قرية النبي صالح في الضفة الغربية المحتلة والتي خطفت أضواء وسائل الإعلام العالمية في 19 من ديسمبر/كانون الأول عام 2017 عندما صفعت جنديين إسرائيليين أمام كاميرات التلفزة أثناء مسيرة مناهضة للاستيطان في قريتها.

بالطبع لم يمر فعل عهد مرور الكرام فقد ألقتها سلطات الاحتلال الإسرائيلي في السجن لمدة ثمانية أشهر هي وأمها، لكنها خرجت منه أقوى مما كانت لتتحول إلى أيقونة فلسطينية وعالمية لمقاومة الاحتلال والاستيطان.

ليس عنوان فيلم المخرج الإسرائيلي المثير للجدل ناداف لبيد “ركبة عهد”، الذي عرض في اليوم الثاني من أيام مهرجان كان السينمائي في مسابقته الرسمية، إلا واجهة، وقمة جبل الثلج التي تخفي تناقضات المجتمع الإسرائيلي التي أراد أن يزيح عنها الغطاء لتعريَ هذا المجتمع الذي هجر المثاليات التي كان يدعي أنه يريد تحقيقها على “أرض الميعاد” – أرض إسرائيل الموعودة.

غضب ضد من اختطفوا الحلم

هذا الفيلم كما يصفه مخرجه بنفسه في حديثه لمجلة فارايتي الأمريكية، هو مثل حركة موسيقية واحدة أو ضربة واحدة من فرشاة على لوحة تشكيلية. فنص الفيلم كاملا كتب في أسبوعين ونصف فقط لا غير، وهو دليل على قدر ما كان يموج في صدر المخرج من مشاعر الغضب ضد من اختطفوا حلمه وحلم المواطنين الإسرائيليين الآخرين وصادروه لمصلحة أطماعهم التوسعية.

ركبة عهد” رابسودية سوداء قاتمة تضع المجتمع الإسرائيلي وجها لوجه أمام مرآة الضياع والعنف وكراهية الآخر ومحاولة استئصال شأفته. يبدأ الفيلم بجملة قالها نائب في الكنيست الإسرائيلي عن حادثة صفع عهد للجنود الإسرائيليين وحكم القضاء بسجنها ثمانية أشهر. يقول النائب: ثمانية أشهر فقط! كان عليهم أن يطلقوا الرصاص على ركبتها لتصبح عاجزة طيلة حياتها!

وهي الجملة التي بنى عليها لبيد حبكة فيلمه وتسلسل أحداثه، فعهد التميمي حاضرة في الفيلم ولو من وراء ستار، حاضرة بوصفها الآخر الذي لا نريده ولا نطيق وجوده أو سماع صوته. وهنا يصطف مخرجنا مع هذا الآخر الأجنبي عنه، ولكن بوصفه هو أيضا آخر من الداخل، إسرائيلي مثله مثل الإسرائيليين الذين يريدون تكميم أفواه معارضيهم وفرض رؤيتهم هم لإسرائيل ومستقبلها ومواصفات مواطنيها المثاليين. يشير لبيد بكل وضوح إلى وزيرة الثقافة الإسرائيلية في حكومة نتانياهو ميري ريغيف القادمة من مؤسسة الجيش العسكرية.

تجري أحداث الفيلم في منطقة وادي عربة الصحراوية على الحدود الأردنية وتحديدا في قرية سابير، تلك القرية التي لا يتعدى عدد سكانها خمسة آلاف شخص وشبه المقطوعة عن العالم. لكن الفيلم يبدأ بمشاهد متلفزة عن واقعة القبض على عهد ومحاكمتها قبل أن ينتقل إلى مشهد يتحدث فيه البطل مع عهد في غرفة استجواب ويرفع بنطالها عن ركبتها ثم يأتي بمطرقة حديدية يهوي بها على ركبة الفتاة الشابة مؤذنا ببدء أحداث الفيلم، كما لو كان قاضيا يأمر ببدء جلسة المحاكمة.

يذهب بطل الفيلم ياء، آفشالوم بولاك، المخرج السينمائي المعروف المقيم في تل أبيب إلى قرية سابير ليعرض أحد أفلامه في مكتبة القرية العمومية. يصل هناك ليجد بانتظاره ياهالوم (نور فيباك) المديرة المساعدة لقطاع المكتبات في وزارة الثقافة والتي أتت بنفسها لاستقباله لأن هذه القرية هي مسقط رأسها أيضا.

حطم ناداف لبيد في هذا الفيلم كل أعراف التصوير السينمائي، فكاميرته مهتزة طول الوقت وكأنما يريد أن ينقل للمشاهد شعور بطل الفيلم بالغثيان مما حوله. وتتعدد المشاهد التي تدور فيها الكاميرا دورات كاملة وبسرعة كبيرة لتتوقف فجأة على وجه البطل، كما أن اللقطات المقربة وبخاصة في بداية الفيلم على ركبة الممثلة التي تقوم بدور عهد تلعب دور المذكر بعنوان الفيلم وبرسالة المخرج.

الوطن فقط لا غير… فأين الحب والجنس؟

لا يخفي ياء، بوجهه الحديدي المجرد من المشاعر، تقززه واشمئزازه من وزارة الثقافة الإسرائيلية ووزيرتها منذ بداية وصوله إلى سابير، تخبره ياهالوم بأن عليه توقيع استمارة من الوزارة تخول له الحصول على أجر من عرضه فيلمه في مكتبة القرية، فيسأل ياء عن ماهية هذه الاستمارة ولماذا يجب أن يوقعها، فتخبره الفتاة بأن الجميع يوقع دون طرح أسئلة حتى يحصلوا على النقود كما أنها ضمانة لالتزامه بالحديث عن أحد الموضوعات المقترحة فيها. يتساءل ياء وما هي هذه الموضوعات، فترد هالوم: الوطن، الأسرة، اليهودية، الصهيونية، الكتاب المقدس، المحرقة، الأخوة… فيبادرها بالقول: وأين الحب؟ أين الجنس؟

يتأكد لدى ياء ما يعرفه بالفعل، من أن وزارة الثقافة أو بالأحرى وزيرة الثقافة تريد أن تكمم أفواه الكتاب والمفكرين ولا تريد لأحد أن يتحدث إلا بما تريده هي. يدخل في مونولوغ مع نفسه يحلم بحدوث معجزة تغير المجتمع وتفتح العيون على الحقيقة، بيد أنه لا يتوقف طوال الفيلم عن ترديد سؤال: أمعجزة هي؟ في إشارة إلى انتهاء زمن المعجزات. فلا معجزة تنقذ أمه المصابة بالسرطان، ولا معجزة تعيد الحلم بإسرائيل الحرة للجميع، ولا معجزة… ولا معجزة

لا يجد حلا إلا في فضح تلك الطغمة الحاكمة، فيقرر مع صديقه الصحافي الذي يحدثه في الهاتف، تسجيل رأي ياهالوم، تلك الفتاة المثقفة، في وزيرتها وسياساتها القمعية في اختيار ما يقرأه الناس وما يؤمنون به. وفي مشهد شكسبيري كمشاهد هاملت أو الملك لير، ينطلق ياء في خطبة عصماء انفعالية وسط الصحراء بحضور هالوم، زادتها حركة الكاميرا عنفوانا على عنفوانها، عن الحرية والثقافة والاختيار لينتهي والدموع الغزيرة تسقط من عينيه مرتميا في أحضان ياهالوم قائلا: أليست هذه هي الحقيقة؟ ما هي الحقيقة؟ حتى ينجح في انتزاع الكلمات من شفتي ياهالوم، الحقيقة هي أن وزارة الثقافة والفنون تكره حتى الموت الثقافة والفنون، ولا تتوقف وزيرتها عن ترديد جملة “فليمت من الجوع كل أولئك الفنانين الحمقى الذين يدنسون نقاء وطهر إسرائيل”.

المخرج ناداف لبيد

يقول ياء لجمهوره الذي أتى لمشاهدة فيلمه بأنه يصور فيلما عن ركبة عهد التميمي، وهو عمل لن تفهمه وزارة الثقافة العنصرية ولن يفهموه هم أنفسهم لأنه تمت قولبة عقولهم في قوالب مغلقة من العنصرية ورفض الآخر وسينتهي بهم المطاف إلى التلاشي لأنه وكما تقول أمه الحاضر الغائب في الفيلم “الجغرافيا هي من يربح دائما في النهاية” ولكن ليس بالمعنى الذي تريده إسرائيل. فينهال عليه الجميع بالضرب المبرح ويتهمونه بالخيانة.

ركبة عهد” فيلم جدير بالمشاهدة لمخرج، ناداف لبيد، الذيقرر بمحض إرادته ترك إسرائيل والهجرة منها ليستقر في فرنسا لأنها لم تعد تمثل حلمه ولأنها لم تعد، حسبه، البلاد التي تينع فيها زهرة الحرية.

 

موقع "عين على السينما" في

09.07.2021

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004