{كان}... أفضل 9 أفلام نالت السعفة في 20 سنة
معظمها أوروبي وبعضها لا يستحق
لوس أنجليس: محمد رُضا
في نهاية كل مطاف، هناك النتائج ونتائج المهرجانات عموماً
تتحكم بها لجان تحكيم تتألف من سينمائيين (ومن خارج المهنة السينمائية
أحياناً) تجتمع وتتناقش وتوافق وتعترض ثم تقرر من الفيلم الفائز بالجوائز
الرئيسية.
مهرجان «كان» المقام حالياً والذي يستمر حتى يوم الجمعة
المقبل، لا يختلف في ذلك عن أي مهرجان آخر بلجنة تحكيم وجوائز. هذه السنة
يدير المخرج الأميركي سبايك لي اللجنة وبجانبه ثمانية أعضاء هم الممثل
الجزائري الأصل طاهر رحيم، والمخرجة الهندية ماتي ديوب، والممثلة والمخرجة
ميلاني لوران، والممثلة ماغي جيكنهال، والمخرجة وكاتبة السيناريو جسيكا
هاورنر، والمخرج والمنتج كلَبر مندوزا فيلو والممثل الكوري كانغ هو سونغ.
الأذواق المتباينة لا تمنع النتائج، لكن أي نوع من النتائج؟ ما الذي
يحسمها؟ وهل أفضل فيلم من زاوية النقاد هي أفضل فيلم برأي لجنة التحكيم؟
في العشرين سنة الأخيرة خرجت غالبية الأفلام الجيدة بجوائز
أولى، وفي حالتين على الأقل جاءت النتيجة كارثية. الأولى عندما فاز «العم
بون الذي ما زال يذكر حيواته السابقة» للتايلاندي أبيتشاتبونغ ويرازتهاكول
سنة 2010 بالسعفة الذهبية عنوة عن أفلام رائعة مثل «بيوتيفول» لأليخاندرو
غونزالز إيناريتو و«عام آخر» لمايك لي و«الهجرة - حرقته الشمس 2» لنيكيتا
ميخالكوف. رئيس لجنة التحكيم حينها كان المخرج الأميركي تيم بيرتون.
الثانية وردت سنة 2013 عندما خرج فيلم عبد اللطيف كشيش
«الأزرق هو اللون الأدفأ» بالسعفة عنوة عن أعمال أفضل مثل «نبراسكا»
لألكسندر باين و«داخل ليووِن دافيز» للأخوين كووَن و«لمسة خطيئة» لجيا زانغ
- كي. رئيس لجنة التحكيم حينها كان ستيفن سبيلبرغ.
لكن لنبتعد عمن فاز ولم يستحق إلى أفضل من استحق. الأفلام
التسعة التالية هي من بين 19 فيلماً نال سعفة «كان» الذهبية في 19 سنة (من
2001 إلى 2019) علماً بأن المهرجان غاب عن الحضور في السنة الماضية.
- 2001: «غرفة
الابن»
The Son’s Room
إخراج: ناني موريتي (إيطاليا)
>
لدى المخرج الإيطالي موريتي شعوراً عاطفياً صادقاً يواكب أفلامه وبينما
تحدّث في فيلمه الأسبق «مفكرتي العزيزة» عن موته المحتمل (كان مُصاباً
بالسرطان ثم شُفي) أختار هنا الحديث عن أب يفقد ابنه الشاب في حادثة وآثار
ذلك عليه وأفراد العائلة. يتحاشى موريتي ميلودرامية الموضوع من دون إلغاء
تفاصيل المعاناة العاطفية.
- 2002:
«عازف البيانو»
The Pianist
إخراج: رومان بولانسكي (فرنسا)
>
المصالحة مع الماضي عنوان آخر لفيلم المخرج المعروف كونه يدور حول خوف عازف
البيانو اليهودي الشهير الباحث عن الهروب من قبضة النازية. ضابط ألماني
يجده وعوض القبض عليه يستمع لعزفه. تؤدي الموسيقى هنا دور الرابط الإنساني
بين بطليه أدريان برودي وميكل زبروڤسكي.
- 2003:
فهرنهايت 9-11»
Fahrenheit 9-11
إخراج:
مايكل مور (الولايات المتحدة)
>
تعددت، في السنوات الأخيرة، قيام لجان التحكيم بمنح بعض سعفها الذهبية
لمخرجين يتناولون قضايا. فيلم مايكل مور التسجيلي لا يتناول فقط قضية، بل
يتبناها كمشروع سياسي يتمحور حول كارثة 11 سبتمبر (أيلول) والملفات الكثيرة
التي طرحت حولها. أسلوب مور هو ريبورتاجي في الأساس مع حضوره الدائم أمام
الكاميرا أيضاً.
- 2008: «الصف»
The Class
إخراج:
لوران كانتيه (فرنسا)
>
الأستاذ هو المؤلّف والمؤلف هو الممثل. فرنسوا بيغوديو هو أستاذ مدرسة فعلي
وضع كتاباً عن تجربته والمخرج كانتيه اقتبس الكتاب ووضع الأستاذ في
البطولة. يساهم ذلك في توليفة مستطابة لموضوع تطرّقت إليه السينما (غالباً
بفشل) من قبل. صف في مدرسة حكومية للأحداث يتبادل فيها المعلم والتلاميذ
لعبة عدم الثقة.
- 2009: «الشريط
الأصفر»
The White Ribbon
إخراج:
ميشيل هنيكي (فرنسا - ألمانيا)
>
فاز المخرج الألماني بالسعفة مرّتين (الثانية عن «حب» سنة 2012) وفي هذه
المرّة اختار أحداثاً تقع في مطلع سنوات الظلام النازية، هذا من بعد أن
تعامل في «مخبوء» مع الإرث الاستعماري الفرنسي للجزائر. كلاهما من أفضل
أعماله. الزاوية التي ينظر من خلالها إلى أزمة الإنسان المعاصر في عالم
موحش تمنح الفيلم اختلافه عن كل عمل حول الفترة المذكورة.
- 2011: «شجرة
الحياة»
The Tree of Life
إخراج:
ترنس مالِك (الولايات المتحدة)
>
الأفضل، لدى هذا الناقد، من كل فيلم فاز في السنوات المذكورة. يمنح المخرج
حكايته عن الحياة والحب والأجيال العلاقة بين أفراده والطبيعة والروحانيات
والشعر. يرفض سرد حكايته بالتقليد المتّبع وينشد عملاً فنياً كاملاً في كل
ثانية منه.
- 2012: «حب»
Amour
إخراج:
ميشيل هنيكي (فرنسا - ألمانيا)
>
زوجة مسنة (إيمانويل ريفا) تعيش مع زوجها (جان - لوي تريتنيان) تفقد قدرتها
على الحركة. تجلس ساكنة لا هي حاضرة ولا هي غائبة. وما يلي في فيلم هنيكي
الثاني (بعد «الشريط الأصفر») هو أثر ذلك الوضع على الزوجين. حكاية حول زوج
متفان وزوجة تدرك أن نهايتها في ضعفها.
- 2014: «نوم
شتوي»
Winter Sleep
إخراج:
نوري بيلج سيلان (تركيا)
>
بعض أفلام سيلان رتيبة. بعض أفلامه الأخرى أيضاً رتيبة لكنها بديعة التصوير
وعميقة المفادات والاستنتاجات. «نوم شتوي» هو من بين هذه الأخيرة. ممثل
سابق عزف عن العالم الخارجي وانزوى في قرية بعيدة في الأناضول ليدير شؤون
حياته البسيطة. لكن بساطتها خادعة والمخرج يُحيط بها كاشفاً تفاعلاتها
الدفينة.
- 2016: «أنا،
دانييل بلاك»
I,
Daniel Black
إخراج: كن لوتش (بريطانيا)
>
دائماً ما يضع المخرج البريطاني لوتش أصبعه فوق الجرح الاجتماعي مدافعاً
عمن لا صوت لهم: عاملو بناء، عاملو سكك حديد، سعاة بريد إلخ... هنا يطرح
حكاية نجار في التاسعة والخمسين من العمر يبحث عن المعونة الاجتماعية في
حلقات البيروقراطية الرسمية. يعرف المخرج تفاصيل موضوعه ويلتزم بواقعية لا
جدال فيها. |