ملفات خاصة

 
 
 

كانّ ٧٤ - "قهرمان":

معضلة أخلاقية جديدة لأصغر فرهادي

المصدر: "النهار" - هوفيك حبشيان

كان السينمائي الدولي

الدورة الرابعة والسبعون

   
 
 
 
 
 
 

أصغر فرهادي رهيب. حكواتي بالفطرة. يعرف كيف يسرد قصة بأقل حاجة إلى الموارد السينمائية. سيناريو متماسك وبعض الشخصيات القوية يكفيان لبناء عالمه. التقليل سيد أفلامه التي بدأ ينجزها قبل نحو عشرين عاماً قبل أن يذيع صيته دولياً مع "انفصال" ("دب" برلين ٢٠١٠). جديده، "#قهرمان"، الذي عُرض في مسابقة #مهرجان كانّ السينمائي (٦-١٧ الجاري)، الأوفر حظاً حتى الساعة لنيل "سعفة" هذا العام من يد الأميركي سبايك لي، رئيس لجنة تحكيم الدورة الرابعة والسبعين، ذلك أنه يستوفي كل الشروط التي تجعله عملاً كبيراً فيه بُعد اجتماعي من وحي الحياة اليومية، بالإضافة إلى القيمة الفنية. مرة أخرى وجديدة، يراقب فرهادي بصرامة وتسامح ورقّة وإنسانية وقلب مسكون بعاطفة يسيطر عليها تماماً، المجتمع الإيراني الذي خرج منه. هذا المجتمع الذي يفهم تفاصيله، كان لا بد من العودة إليه ولهمومه وتناقضاته وبؤسه ونفاقه، بعدما حطّ قبل ثلاث سنوات في أسبانيا، حيث أخرج فيلمه التاسع، "الجميع يعلم"، مع نجمين أسبانيين لا يتحدّث لغتهما حتى. فيلم أمكن تفاديه لولا تفهّمنا حاجة السينمائيين الإيرانيين إلى تنشّق بعض الحرية خارج حدود بلادهم.

العودة إلى الينبوع تستحق الاحتفاء. ليس لذاتها، بل لأنها تأكيد على أنّ "طريقة فرهادي" المكثّفة لا تزال فعّالة ولم تُستنفد بعد بضعة أفلام. اختار عنوان "قهرمان" لفيلمه، الذي يعني (بحسب موقع "ويكيبيديا") "القائم والوكيل والحافظ لما تحت يده" بالفارسية، لكن الغرب فضّل ترجمته بـ"البطل"، وهو في ذاته عنوان سجالي ينطوي على بعض اللبس، سنعود إليه لاحقاً في هذه المقالة.

الأحداث هذه المرة تدور في مدينة شيراز المشهورة بصناعة السجّاد. أما الحكاية فهي "فرهادية" كثيراً. تتوافر فيها كل العناصر التي صنعت مجد المخرج في سينماه البسيطة والمعقّدة في حين معاً. الصراع هو العنوان العريض هنا، يجيد فرهادي كيف يفتعله، حاملاً إياه إلى ذروته الدرامية لقطة بعد لقطة، بحيث يصبح في النهاية خارج قدرة الشخصيات على ضبطارتداداته. سينماه تضع عائقاً لكل حل، لا العكس.

مع "قهرمان"، يعود فرهادي إلى موضوعه المفضّل: الكذب. الرجل الذي سنتعرّف إليه ونتعقّب خطاه هو رحيم (أمير جديدي) الذي يخرج من السجن ليومين (الفترة تبدو لنا أطول من يومين)، بعدما زُجّ فيه بسبب ديون لم يستطع إعادتها إلى صاحبها. خلال هذين اليومين، يسعى إلى إقناع صاحب الدين بإسقاط حقّه عنه، مقابل وعد بتسديد ما عليه. لكن يحدث ما هو غير متوقّع: يعثر رحيم على شنطة فيها كمية من الذهب، فبدلاً من الإفادة منها لإيفاء دينه، يقرّر البحث عن صاحبها، لإعادتها له.

هذه الخطوة الغريبة لرجل في مثل ورطته، تجعله فجأة نجم تلفزيوناتووسائل تواصل. يُنصّب بطلاً قومياً ولو أنّ ما فعله ليس أكثر ممّا على أي إنسان صاحب أخلاق فعله. وعليه، يكسب رحيم تضامناً شعبياً مع قضيته ويجمع المال على أساسه، لكن تظهر أصوات مشكّكة في روايته، تبدأ في طرح الأسئلة: هل رحيم قام بتدبير هذا كله وخدع الجميع؟ سؤال لن نعرف إجابة له. الشك يرافقنا حتى النهاية، وهو الإحساس الذي يبرع فرهادي في بثّه فينا كما في كل مرة. فكلام رحيم لا يؤكد شيئاً، حتى ما نراه بأعيننا ليس بالضرورة دليلاً. السينما فن التلاعب والأكذوبة. في أي حال، هذا ما يتغذّى منه فرهادي: المعضلة الأخلاقية التي يحوم حولها باستمرار، كذبابة حول قطعة حلوى.

يصوّر فرهادي الصعود والانحطاط لهذا الذي اسمه رحيم. يبقى وفياً لطريقته في التعبير عن الأشياء التي تكرّست فيلماً بعد فيلم. هناك اكتفاء ذاتي غير مسبوق. وهناك بساطة تعبيرية في الفيلم لطالما صنعت سر السينما الإيرانية وجعلتها معشوقة السينيفيليين في العالم. بساطة تجعلنا نحار في شأن المصدر الذي تأتي منه الانفعالات والمشاعر التي تأخد المُشاهد على غفلة، خصوصاً في المَشاهد الأخيرة. هذا كله وفرهادي لا يستخدم سوى الأقل الممكن. مَن مثله لا يحتاج لأكثر من ذلك. "فكلما اتسعت الرؤية ضاقت العبارة". 

الفيلم بأكمله استعارة لوضع اجتماعي وسياسي لا يمكن التصريح عنه بالكلمات المباشرة. هذه خصوصية إيرانية، ما يعني أنه لا يمكن تدريب السينمائيين الإيرانيين - ومن بينهم فرهادي - على عادات جديدة. الطبع يغلب التطبّع دائماً. أما العنوان، فيترك المُشاهد في حيرة ويخلط الأوراق: مَن هو بطل الفيلم؟ يسود انطباع أنّ الجميع متساوون في عالم فرهادي المترنّح بين الواقع والخيال. انطباع آخر يتولّد من الانطباع الأول، وهو أنّ الدائن والمديون وجهان لعملة واحدة. كلاهما على حق وعلى خطأ. وبقدر ما يُعتبر رحيم بطلاً، فإنّ الرجل الذي أعطاه المال هو بطل أيضاً.

"قهرمان"، فيلم متعدّد الاهتمام، ولكن مهما عرّج على مسائل جانبية، يعود ويركّز على الكذب. أين يبدأ وأين ينتهي؟ مسألة الصيت أيضاً مهمّة في الفيلم. هذه مسألة بالغة الأهمية في مجتمع محافظ كالمجتمع الإيراني. يشعر الواحد منا أنّ فرهادي قفز قفزة عالية قياساً بأفلامه الماضية، ليُلقي بنا في أحضان وضع عبثي يحتاج إلى مخرج يملك دقّة ساعاتي لنقله إلى الشاشة.

المشهد الأخير الذي يدوس على القلب قد يصبح من "الكلاسيكيات" منذ الآن، وسيصمد في الذاكرة طويلاً. يضعنا أمام سؤال: هل يستحق الخروج من السجن كل هذه المعاناة والتنازل عن الكرامة من أجله؟ وأين السجن أصلاً؟ وبين النهاية والختام، يلعب فرهادي بالمُشاهد لعبته المفضّلة وهي جعله يغيّر رأيه بالشخصية الرئيسية عشرات المرات ليتركه أخيراً رهين حيرته ووحدته أمام ما شاهده.

 

####

 

كانّ ٧٤ - "جزيرة برغمان": ميا هانسن لاف تستملك أرض السينما

المصدر: "النهار" - هوفيك حبشيان

الفيلم الذي شاهدناه للمخرجة الفرنسية ميا هانسن لاف في هذه الدورة من #مهرجان كانّ السينمائي (٦-١٧ الجاري) أحد أكثر الأعمال رقةً وهدوءاً ونعومةً في اطار التشكيلة الرسمية. الفيلم يقع في عنوان "جزيرة برغمان" وفيه ما يثير بهجة السينيفليين، ذلك انه يجري في قطعة الأرض (فارو) التي عاش عليها المخرج السويدي العظيم إنغمار برغمان (١٩١٨ - ٢٠٠٧) وحيث صوّر عدداً من أفلامه. الحجّة التي تجعلنا نحط في هذه الجزيرة هي ان شريكين في الحياة، كريس وتوني (فيكي كريبس وتيم روث)، وكلاهما مخرج، يزورانها بهدف الاقامة فيها لفترة وكتابة فيلمهما الجديد، بحثاً عن الوحي في هذا المكان العابق بروح برغمان وحكاياته وسيرته الشخصية المتداخلة بأعماله. سنكتشف عالماً خاصاً جداً تقدّمه هانسن في سابع تجربة فيلمية لها، ببراعة يد وشغف، قد لا يعنيان الكثير للجمهور العريض، ولكن نحن الذين نبحث عن سينما تجري كالينابيع التي على وشك ان تصب في النهر، وجدنا في هذا الفيلم ما يشبعنا فنياً وإنسانياً. 

ميا هانسن لاف، هذه الأربعينية التي عرضت أفلامها في أهم التظاهرات السينمائية، تشارك في مسابقة كانّ للمرة الأولى، رغم حضورها السابق واللافت في أقسام موازية اخرى في المهرجان نفسه. بسرعة صنعت الحدث بعملها الفريد على كلّ المستويات؛ عمل يؤكد مدى سينيفيليتها، وهذا ليس أمراً مفاجئاً كونها عاشت مع الناقد والمخرج أوليفييه أساياس لفترة، قبل انفصالها عنه في العام ٢٠١٦. أساياس الذي تسنت له محاورة برغمان في العام ١٩٩٠ ونشر حواراته معه لاحقاً في كتاب، قد يكون خلف اهتمام ميا هانسن لاف ببرغمان. في أي حال، هي لم تتردد في استلهام علاقة توني وكريس من علاقتها بأساياس. هذا ما يوحي به بعض الحوارات. فلا نستطيع ان نمنع أنفسنا من التفكير فيهما خلال الحديث عن ان برغمان تزوّج عدة مرات وخلّف أولاد عديدين، ولم يكن يهتم بالتربية بل فقط في أفلامه. هنا، تصرخ كريس: "أنا أيضاً كنت أحببتُ ان أنجب عدة أطفال من عدة رجال".  

صحيح ان كريس وتوني في فارو للتركيز والكتابة والاستلهام، لكن الوقت المخصص للكتابة لا يصنع فيلماً. لذا نراهما يتجولان في أنحاء الجزيرة الفردوسية ويكتشفانها ببؤبؤ العيون. هذه الفسحة كلها سينما بسينما، تحولّت إلى قبلة للزائرين ممّن يعرفون مخرج "الختم السابع" ولا يعرفونه. كلّ زواية منها لا تزال تسكنها روح برغمان، الحاضر بغيابه الأبدي. شيئاً فشيئاً تتلاشى الحدود بين الواقع والخيال، فنخرج من فيلم لندخل في آخر، أقصد من الفيلم الذي نراه أمامنا إلى مشروع الفيلم الذي تريد كريس تنفيذه فتروي تفاصيله لتوني. الشخصية التي كتبتها كريس تحت اسم إيمي (ميا فاسيكوفسكا) ستترك الورق لتصبح لحماً ودماً أمامنا وسنتابع قصّة غرامها بجوزف. 

لا تقيس ميا هانسن لاف نفسها ببرغمان. فيلمها تحية له على طريقتها الذهنية الخاصة جداً. ستروي في شأنه نكات وحكايات جانبية تتأرجح بين الشخصي والعام، ولكن ليس هناك كلام كثير عن أفلامه. أهي محاولة لتحطيم هالة مخرج يحتل مكاناً لا يُزاح في قلوب المشاهدين؟ من أشياء برغمان المعروف بحدية نظرته إلى الطبيعة البشرية، صنعت ميا هانسن لاف كوميديا رومنطيقية تبدو خفيفة ظاهرياً، الا ان هذه الخفّة المزعومة ليست سوى ثقة في الذات عالية جداً. لا شيء هنا يبلغ التراجيديا الإنسانية كما عند برغمان. 

قد يبقى بعض التفاصيل في سر الفيلم، وهذا أمر بسيط مقابل المتعة التي نشعر بها ونحن نتابع الأحداث. هناك مقاربة تراهن على الحواس، حواسنا. ما تودّه ميا هانسن لاف من فيلمها واضح لا شكوك حوله: بعد ١٤ سنة على رحيل معلّم السينما المطلق، تحاول استملاك الجزيرة (كما فعلت في فيلمها السابق "مايا" الذي صوّرته في الهند) وتجريدها من "هويتها"، في لعبة سينمائية طريفة حيث السينما تخاطب الحياة والحياة تخاطب السينما. تضيف ألواناً هنا وهناك لإخراج الجزيرة من إيقاعها الرتيب وطابعها الكئيب. قد يسأل القارئ: "… وما الفكرة من هذا الفعل؟". عليكم مشاهدة الفيلم، انها تجربة حواس، لا منطق بليد، في اطار فيلم لا يبحث عن طريق ولا يجدها، كما حال الكثير من الأفلام الجميلة التي تحاول الدوران على الذات لا السفر.

 

####

 

كانّ ٧٤ - شون بن ينبش في حطام الحلم الأميركي

المصدر: "النهار" - هوفيك حبشيان

يعود الأميركي شون بن إلى مهرجان كانّ السينمائي (٦-١٧ الجاري)، بـ"يوم العلَم"، ميلودراما عائلية حصدت آراء متفاوتة، وذلك بعد خمسسنوات على الانتكاسة الكبيرة التي تعرّض لها فيلمه السيئ الذكر "الوجه الأخير". الفيلم عُرض في المسابقة، وهو السادس للممثّل الذيتحوّل إلى الاخراج بعد عشر سنين على بداياته قبالة الكاميرا. سيرته كممثّل طويلة تحتوي على نحو من خمسين فيلماً لكبار المخرجين، نالخلالها جائزتي "أوسكار". أما تاريخه كمخرج فقد لا يعرفه الجمهور العريض جيداً. لكن بعض السينيفيليين عشقوا "التعهد" (٢٠٠١) معجاك نيكلسون - أفلمة لإحدى روايات السويسري فريدريك دورنمات، وأيضاً "في البريّة" (٢٠٠٧) عن جون كروكر.

منذ هذين العملين، لم يستطع بن ان يقدّم شيئاً بهذا الرقي. "الوجه الأخير"، كما ذكرتُ آنفاً، جعله "يهرب" من كانّ تحت رصاص النقّادالذين لا يرحمون في هذا المهرجان. لكن الفنّان الملتزم سياسياً لم يستسلم، بل عاد إلى موقع الجريمة - اذا صحّ التعبير. وهذا يتطلب بعضالشجاعة، إن لم يكن الكثير منها. 

"يوم العلَم" يشكّل نهوضاً لشون بن. إن لم يكن نهوضاً كاملاً، فعلى الأقل ليس سقوطاً. انه اقتباس لمذكّرات الصحافية الأميركية جنيفر فوغلالتي نُشرت في العام ٢٠٠٤، وهي عن علاقتها المضطربة بوالدها، رجل عاش حالماً واضحى محتالاً صغيراً. هذا الرجل هو جون فوغل، عُرفبالسرقة وتزوير العملات بالاضافة إلى كونه كاذبًا باتولوجيًّا.

جون فوغل هذا، قرر ان يلعب دوره شون بن بنفسه، في أول مشاركة له في عمل من اخراجه، في حين أسند دور الابنة إلى ابنته في الحياة،ديلان بن، التي أبدعت في التشخيص بشكل استثنائي، ما يضعها في موقع متقدّم بين المرشحات الاخريات لنيل جائزة التمثيل.

الأب هذا، هو إنسان يطفح بالأحلام الكبيرة، لكنه لا يقوى على تحقيق أي من هذه الأحلام والطموحات الفضفاضة، لا له ولا لعائلته التيتفككت نتيجة خياراته في الحياة. أنانية جون ودجله لا يمنعانه من ان يكون محباً في بعض الأحيان. حد انه يصعب على المُشاهد ان يحسمموقفه حياله. سيظل ملتبساً. جملة تساؤلات في خصوص الرجل، ستبقى مفتوحة على كل الاحتمالات. ما هو أكيد في شأنه، انه ليس الرجلالذي يليق به تأسيس عائلة وتربية أطفال. في أي حال، هذا ما تؤكده أفعاله، وفي مقدّمها مغادرته المنزل العائلي ما ان تتراكم عليه الديون. سيترك ولديه جنيفر ونيك إلى قدرهما. فضلاً عن الأب، ثمّة مشكلة اخرى عند الولدين المتروكين: الأم السكيرة التي لا تعيرهما اي اهتمام،وهما في أمّس الحاجة إلى الدفء.

تترجّح الحكاية بين بداية التسعينات والسبعينات. ذهاباً واياباً بين زمنين، زمن طفولة جنيفر وزمن صباها. بتعليقها الصوتي، يتبنى الفيلموجهة نظرها، ونتابع تفاصيل عيشها التي لا يمكن ان تثير فينا الا التعاطف. ننتقل معها عبر مراحل حياتها المختلفة، المشترك بينها هو هذاالأب الذي يصعب بناء أي علاقة طبيعية واياه.

اسلوب شون بن في التصوير والمونتاج والتقطيع لا بد ان يعيد إلى البال سينما ترنس ماليك الذي يجب الا ننسى انه لعب بن تحت ادارته في"الخط الأحمر الرفيع" و"شجرة الحياة"، وعلى الأغلب ترك فيه تأثيراً لا يمكن ان يموت بسهولة. بالتأكيد، شتّان بين شون بن وترنس ماليك. 

نقطة القوة في الفيلم هي في تلك العلاقة الغريبة والكيمياء الاستثنائية بين الأب والابنة، لعلها السبب المباشر في اعجابنا إلى حد ما بالفيلم،مع ادراكنا انه ليس أفضل فيلم في المسابقة، وليس حتى من ضمن قائمتنا لأفلامنا الخمسة المفضّلة. حتى عندما يكون فاشلاً، يبقى شونبن صادقاً في ما يقدّمه. هذا الرجل لا يكاد يخوض أي مغامرة سينمائية الا عن اقتناع تام بها. يعرف بن كيف يصوّر أميركا بشغف كبير. مايُريه عن أميركا يختلف جذرياً عن أميركا الهوليوودية. هنا أناس لا تبعث حياتهم التي يعيشونها على الحلم. أميركاه هي أميركا الأفلامالشحيحة الموازنة، حيث ناس يبحثون عن ذواتهم بين حطام الحلم الأميركي و... لا يجدونها.

 

النهار اللبنانية في

16.07.2021

 
 
 
 
 

"قهرمان" أصغر فرهادي الأقرب إلى "السعفة" حتى الآن

السجين الإيراني يرفض السرقة ويقع في فخ مجتمع متناقض

هوفيك حبشيان

مهرجان كان السينمائي (6 -17 يوليو (تموز) الحالي) ينتهي بعد بضعة أيام، وحتى كتابة هذه السطور يبدو أن فيلم "قهرمان" للمخرج الإيراني أصغر فرهادي هو الأقرب إلى الفوز بـ"السعفة الذهبية" للدورة الرابعة والسبعين، التي يترأس لجنة تحكيمها الأميركي سبايك لي. الفيلم كامل متكامل نصّاً وإخراجاً وتمثيلاً، ويقول الكثير عن المجتمع الإيراني الحالي وتناقضاته ونفاقه وقسوته. قبل ثلاث سنوات، كان فرهادي افتتح المهرجان بفيلم باهت صوَّره في إسبانيا مع نجوم مثل خافيير بارديم وبينيلوبي كروز، حمل عنوان "الجميع يعلم"، لكنه لم يُستقبَل استقبالاً جيداً، واعتُبر فرهادي دخيلاً في ثقافة لا يفقه منها شيئاً. الأمر كان واضحاً بالنسبة إلى كثيرين أن الرجل يعوم في مياه ليست مياهه وينسخ تجربة أفلامه في إسبانيا. الآن، عاد فرهادي إلى الأصل، إلى منبع حكاياته، إلى وطنه، ليصور فيلمه العاشر، والنتيجة باهرة على المستويات كافة. 

"قهرمان" ("بطل" بالعنوان الفرنسي) يأخذ من مدينة شيراز موقعاً جغرافياً لحكاية بسيطة ومعقدة في آن معاً، حكاية من تلك التي يحبها المعلم الإيراني، لأنها تشكل تحدياً له ولسينماه. حكاية مفتوحة على صراعات، يجيد فرهادي كيف يولدها ويتعامل معها، ويحملها إلى ذروتها الدرامية لقطة بعد لقطة، لا بل يمكن القول إنه بات مرجعاً فيها. فمقابل كل حل عنده ثمة مشكلة، لا العكس. 

المال والسجن

في هذا الفيلم الذي خطف قلب الصحافة العالمية، يطرح فرهادي مجدداً تيماته المفضلة وفي مقدمها الكذب، من خلال قصة رجل اسمه رحيم (أمير جديدي) يُسجن بسبب ديون لم يستطع تسديدها. نراه في البداية وهو يغادر السجن في مأذونية تستغرق فترة قصيرة، فيحاول إقناع صاحب الدين الذي وضعه في السجن بإسقاط حقه عنه مقابل أن يعطيه جزءاً من المال وتقسيط البقية على عدة أشهر. زوج شقيقته هو الذي يتولى إيجاد حل بينهما يحفظ كرامة الطرفين. إلا أن الأمور تأخذ مجرى مختلفاً، عندما يجد رحيم شنطة فيها قطع من الذهب. بدلاً من بيع محتواها وتسديد دينه، يقرر إعادة الشنطة إلى صاحبتها، الأمر الذي يجعله بطلاً في نظر الناس، فتصبح قضيته قضية رأي عام. يراهن رحيم على هذا الأمر كي يكسب تعاطفاً شعبياً يساعده على الخروج من السجن، وهذا ما يحدث بالفعل. بمساعدة الإعلام ووسائط التواصل الاجتماعي يصبح رحيم بطلاً قومياً ومثالاً يُحتذى، إلا أن هذا كله سينقلب عليه فجأةً بعد انتشار أقاويل تؤكد أن المسألة كلها مدبرة وملفقة. فبعد الصعود هناك الهبوط الذي سيذوق الرجل طعمه المر، وسيكون المتفرج شاهداً عليه، بكل ما ينطوي هذا السقوط على ألم معنوي. 

كالعادة، يصب فرهادي اهتمامه على المعضلة الأخلاقية وكل شيء يدور حولها. كواحد من أهم المراقبين لمجتمعه، وبصفته حكواتي من الصنف الرفيع، يرسم هنا قصة مؤلمة لما تحمله من دلالات على انهيار قيم المجتمع. وجرياً على عادته أيضاً، يقول الأشياء ببساطة تعبيرية تفعل فعلتها في المُشاهد. هنا، لا شيء سوى علاقات بشرية يلتقطها فرهادي بقدرة عالية في تفجير الانفعال عند المشاهد. لا حركات كاميرا استعراضية، لا أحداث مبالغاً فيها، لا مؤثرات خارجية، لا شيء من كل ما يصنع بعضاً من السينما المعاصرة. يعرف فرهادي من أين يُمسَك المُشاهد وكيف يحاكي الواقع بتفاصيله، وهذا ما صنع أهمية السينما الإيرانية منذ البداية. لا يحتاج إلى تدليس سياسي يعطيه المصداقية في عيون المشاهد الغربي. كل شيء عنده يكتفي في ذاته. لا رمزية، ما نراه يتحدث عن نفسه بنفسه، ولو أن الفيلم بأكمله استعارة. هذه العناصر تجتمع لتجعلنا نذرف دمعة على مصير رجل عاكسته الظروف وتصر الحياة على عدم إعطائه فرصة ثانية. 

من هو البطل؟

قد يسأل الواحد منا: مَن هو البطل في عنوان الفيلم؟ إلى مَن تُنسب صفة البطولة تلك؟ يعطي فرهادي الانطباع بأن الكل متساوون والكل على الحق. مشكلة العالم كما كان يقول المخرج الفرنسي جان رونوار هي أن الكل على حق. الرجل الذي استدان المال لا يبدو أكثر شراً من الذي أدانه. في لحظة، يسود اعتقاد أن صاحب الدين هو البطل، لكونه يقاوم استفزازات رحيم ويسامحه في أكثر من مناسبة. هو أيضاً ضحية؛ فعل خيراً ولم يجد شيئاً في المقابل. صحيح هو ليس الشخصية الرئيسة في الفيلم، لكن له دور مهم في تطور الأحداث. إطلالته محسوبة بدقة، ولكنها دامغة، كالمشهد إذ يعترض على اعتبار رحيم بطلاً نتيجة أنه قرر إعادة الشنطة إلى صاحبتها؟ يقول "أي بلد هذا الذي يكرم رجلاً قرر عدم فعل أمر شرير؟". 

"قهرمان" فيلم متجذر تماماً في المجتمع الإيراني المعاصر، حيث صيت الإنسان يرسم حياته ويقرر مصيره، وهو "الصيت" أحياناً أهم من أفعاله. حتى النظام القضائي غير بريء من هذا كله، ويسهم في تأجيج الصراع من هذه الناحية. فضلاً عن كونه مديراً بارعاً جداً للممثلين، يجيد فرهادي كذلك لعبة السيناريو الذي يقول حقائق ويخفي حقائق أخرى قبل رميها في وجه المشاهد. الرجل بات مرجعاً في هذا النوع من الكتابة السيناريستية. هنا، يذهب أبعد من أفلامه السابقة في جعل الموقف عبثياً إلى أبعد حد. يجد رحيم نفسه في فخ كبير، لدرجة أن البقاء في السجن قد يكون أرحم من الخروج إلى الحرية المزعومة، وهذا ما يلمح إليه المشهد الأخير الذي من المرجح أن يبقى طويلاً في ذاكرتنا.

 

الـ The Independent  في

16.07.2021

 
 
 
 
 

الفيلم المصرى يحقق فوزًا تاريخيًا..

(ريش) امرأة تكافح على الأرض.. وشريط سينمائى يحلق فى السماء!

طارق الشناوي

كثيرا ما نهاجم السينما المصرية وننتظر منها أن تقدم ما يليق بنا، تستوقفنا الحكاية ونردد السؤال المخزى الذى يتدثر عنوة بـ(سمعة مصر)، نقصد عادة أننا نسرف فى تقديم مشاهد بها التعاطى والفساد والبلطجة والفقر وغيرها، هل السينما أو حتى الفن بوجه عام هو الحكاية، أم ما بعد الحكاية؟، أقصد أسلوب الفنان فى التناول، ماذا تقول ليس هو أبدا المفتاح للقراءة الصحيحة، السحر الفنى كله يكمن فى كيف تقول، هذا هو السر وهو ما برع فيه المخرج عمر الزهيرى، فاستحق عن جدارة جائزة أفضل فيلم فى مسابقة (أسبوع النقاد)، وفى نفس الوقت مرشح للكاميرا دور (الكاميرا الذهبية) التى تعلن نتائجها مساء اليوم.

لو أحصينا تواجدنا العالمى، وخاصة فى (كان) فى السنوات الأخيرة، سنجد أن محمد حفظى كمنتج وراء الدفع بأفلام مثل (اشتباك) لمحمد دياب، الذى افتتح به قسم (نظرة ما) عام 2016، بعدها بعامين تعود مصر للمسابقة الرسمية بفيلم (يوم الدين) لأبوبكر شوقى.

فى العام الماضى شاركت مصر رسميا فى المهرجان بفيلم (سعاد) لآيتن أمين، الدورة ألغيت بسبب (كورونا)، إلا أننا حصلنا أيضا لأول مرة فى مجال الفيلم القصير على السعفة الذهبية للمخرج سامح علاء، والفيلم يحمل كعادة المخرج أسمين: (16) وهو بمثابة رقم الفيلم فى مشواره، بينما اسمه المتداول (أخشى أن أنسى وجهك)، هو بكل المقاييس فوز تاريخى، ولكننا مع الأسف لا نعرف الفرحة، بعد ساعة من حصول الفيلم على السعفة، بدأنا نحاكمه أخلاقيا، حتى من لم ير الفيلم وأغلب المهاجمين لم يشاهدوه، فتحوا النيران بضراوة، فهى أحد معالم سعار التدين الزائف.

تحركنا فقط نظرية المؤامرة، السينما فى العالم تقدم لغة سينمائية مختلفة عما توقفنا عنده، لا يدرك أغلب السينمائيين أن ما يقدمونه تجاوزه الزمن، بعد أن تغيرت الأبجدية، ونسأل أين نحن من العالم؟ ولماذا ترفض أفلامنا دوليا؟ بينما لا يقرأ أغلب المبدعين الشفرة الجديدة للغة السينمائية، وعندما نقدم مصر فى مسابقة مثل (الأوسكار) يسيطر علينا فى اختياراتنا الحنجورى الزاعق التقليدى.

السينما غيرت من أسلوب الحكى فى الصوت والصورة، وأغلبنا لا يجيد قراءة سوى الأبجدية القديمة.

عمر الزهيرى هو آخر عنقود الموهوبين العصريين، سبق أن شاهدت له فى (كان) أيضا وأشدت به قبل نحو سبع سنوات فيلمه القصير (ما بعد وضع حجر الأساس لمشروع الحمام بالكيلو 375)، اقتبس عمر الفكرة من قصة قصيرة لتشيكوف (موت موظف) وتقدم به ضمن قسم أفلام معهد السينما، كما أننى شاهدت قبلها أول أفلامه تنفس فى مهرجان (دبى).

المخرج يملك روح المغامرة، أفلامه تشى بمذاق السخرية اللاذعة، وجاء (ريش) وهو يكسر تماما الخط الفاصل بين الواقعية والواقع، بات الواقع هو المسيطر، نجح المخرج فى أن يحيل العادى والمتعارف عليه إلى إبداع، لا يوجد ممثلون محترفون، أغلبهم يقفون أمام الكاميرا لأول مرة، الحركة والأداء طبيعيان، نسى الجميع أن هناك كاميرا، المخرج شارك مع أحمد عامر كتابة السيناريو، الفيلم يحمل تعاطفا مع الفقراء لأنهم يكافحون من أجل الحياة، وتستوقفنا المرأة وهى تناضل عندما تتحمل المسؤولية، كثيرا ما جاء التكوين الدرامى فى المشاهد الخارجية بالشارع والكاميرا من أعلى ليزداد إحساسنا بالتعاطف مع تلك الأسرة.

فى يوم عيد ميلاد الطفل الرابع بقروش الرجل القليلة يقيم حفلا، ويقدم الساحر تلك الفقرة، عندما يضع الزوج فى الصندوق الخشبى، ثم يفتح فيكتشف أنه صار فرخة، بعد ذلك يفتح مجددا الصندوق فلا يجد شيئا.

روح ساخرة بقدر ما هى قاتمة، ما الذى تفعله هذه الأسرة، وما الذى أيضا يمارسه المجتمع فى حق الفقراء؟ تناضل المرأة المهددة فى كل شىء حتى جسدها هناك من يساومها عليه، تكاد أن تطرد من شقتها بأمر الدولة لتأخرهم عن سداد الإيجار، ونرى المشهد المؤثر وهو انتزاع الأثاث، الغسالة نصف اليدوية والتليفزيون المتهالك، ويرفض صاحب المصنع الذى كان الزوج يعمل به أن يمنحها فرصة كسب قوت يومها، لمجرد أنها امرأة وتواصل هى الكفاح، حتى إنها بعد ذلك تعثر على زوجها الذى نكتشف أنه فقد ذاكرته وقواه الجسدية وتبدأ هى أيضا فى علاجه.

الشريط الصوتى برغم قسوة المأساة تلمح فيه موسيقى وأغانى تشع البهجة مثل (دنيا جديدة علينا سعيدة) و(على وش القمر) لفايزة أحمد، وموسيقى محمد سلطان، وتمتزج أيضا العديد من الأغانى والموسيقى المتفائلة لبليغ حمدى ومحمد الموجى وهانى شنودة.

فى الفيلم نرى الفقراء وهم يمتلئون بروح التحدى والرغبة فى الحياة، ونلمح قدرة المخرج فى الحفاظ على تلقائية ممثليه، وفى قيادته للأطفال، وهى مهمة شاقة جدا نجح فى عبورها محققا التعاطف مع تلك الأسرة، حتى عندما تسرق الأم من أجل توفير الطعام لأبنائها لا نفقد الإيمان بموقفها، مبروك لمصر هذا الإنجاز التاريخى، ومبروك للسينما آخر عناقيد المبدعين عمر الزهيرى!!.

tarekelshinnawi@yahoo.com

 

####

 

يختتم فعالياته اليوم .. وتمثيل مشرف للسينما المصرية بـ«ريش».. ضحك ولعب وجد على ريد كاربت مهرجان كان السينمائي

المشاهير يتنافسون فى الإطلالات الغريبة.. والروسية «إيلينا ليلينا» تحقق الرقم القياسى بتسريحات الشعر

كتب: ريهام جودة

بينما استقبلت الدورة الـ74 لمهرجان كان السينمائى الدولى صناع ونجوم وعشاق السينما من كل مكان فى العالم يتناقشون ويعرضون أفلامهم لأول مرة منذ جائحة كورونا، وبشكل يطمئن محبى السينما على مستقبل الفن السابع وعودته للحياة الطبيعية بعد الجائحة، فإن المهرجان شهد أيضا عددا من المواقف الطريفة واللافتة للمشاهير على الريد كاربت، إذ تنافس عدد من النجوم للفت الأنظار أمام المصورين والكاميرات التليفزيونية، ليحظوا بجاذبية من نوع خاص لا تقل فى أهميتها عن الأفلام المشاركة.

كانت الممثلة الروسية «إيلينا ليلينا» صاحبة الرقم القياسى فى الظهور بإطلالات غريبة، تعتمد خلالها على رفع شعرها بطريقة مبالغ فيها وتسريحات شعر ملفتة، وظهرت أحيانا ببواريك شعر ذهبية اللون غريبة الشكل مرفوعة للأعلى بنحو يزيد عن 50 سنتيمترا، وفى أحيان أخرى ظهرت بضفائر كثيفة مع فساتين ذات تصميمات سلاسل ضخمة.

وضربت الموديل الشهيرة بيلا حديد الأرقام القياسية فى الإطلالات الغريبة والملفتة، كان أبرزها ظهورها بفستان عارى الصدر وقلادة على شكل رئتين، تم تصميمها من الذهب لتغطى الجزء العلوى من الفستان.

واعتمدت الموديل الفرنسية «تينا كوناكاى» ستايل غريب ولكن بلمسة أكثر عصرية، لفستان باللون الأرجوانى مع البنفسجى، لتصميم منفوش من الأعلى ويغطى الرأس، وضيق من ناحية الساق، يتوسطه شريطة حمراء كبيرة على شكل حزام الخصر، من توقيع فالنتينو.

وظهرت الممثلة البريطانية الشهيرة «هيلين مرين» بغطاء بسيط للرأس بألوان متعددة، كما كان للنجوم الرجال نصيب من لفت الأنظار بإطلالات غريبة وجريئة ومنهم الممثل نيقولاس أنطونيو دى روزاريو الذى ظهر بقرط ماسى فى إحدى أذنيه ليجتذب عدسات المصورين.

الكمامات غريبة الشكل كانت أيضا محور الجذب لعدسات المصورين فى فعاليات المهرجان سواء من ضيوف المهرجان أو رواده من النجوم، خاصة أن كورونا ظل الهاجس الأكبر لدى إدارة المهرجان، إذ حظرت تبادل القبلات أو التقارب بين المشاركين، ورغم ذلك لم يتخل بعض الضيوف عن تبادل القبلات خاصة فى لحظات تسليم الجوائز والتكريمات أو خلال الفوتوسيسن بين أبطال الأفلام والضيوف والتى ظهر خلالها التواصل بينهم.

وكان أبرز المخالفين لتعليمات إدارة المهرجان المخرج والممثل الكوميدى سبايك لى الذى كان صاحب أكبر تبادل للقبلات مع الممثلة جودى فوستر عضو لجنة التحكيم، وكذلك مع إحدى ضيفات مؤتمر صحفى، أيضا المخرج الإسبانى بيدرو ألمودوفار الذى قبل الممثلة جودى فوستر خلال منحها لجائزة تكريمه، كما حرص بعض النجوم على حمل بعضهم أمام المصورين فى لقطات طريفة.

«سبايك لى» رئيس لجنة التحكيم للمسابقة الرسمية كان أيضا صاحب أكبر إطلالات طريفة خلال فعاليات المهرجان، إذ ظهر ببدل ونظارات باللون الوردى، وأحيانا وقف ليؤدى بعض الرقصات أو الحركات المضحكة على الريد كاربت.

كما استحوذت الكلاب المدربة على الكشف عن مصابى كورونا باهتمام المصورين، ونافسوا بحضورهم النجوم، وهى نوع من الكلاب تم تدريبه للكشف عن أى مصاب بفيروس كورونا والإبلاغ عنه وفقا لما أعلنت عنه إدارة المهرجان منذ بدء الفعاليات. وتختتم الدورة الـ74 لمهرجان كان السينمائى الدولى مساء اليوم،السبت، بعد تمثيل مشرف للسينما المصرية إذ حصد فيلم «ريش» للمخرج المصرى عمر الزهيرى على الجائزة الكبرى فى مسابقة أسبوع النقاد الدولى فى الدورة الرابعة والسبعين لمهرجان كان السينمائى بفرنسا، وقدرها 15 ألف يورو. والفيلم هو العمل الروائى الطويل الأول للمخرج الزهيرى -33 عاما- الذى ساهم فى كتابته أيضا، وهو من إنتاج مصرى فرنسى هولندى يونانى مشترك.

ويمزج الفيلم بين الواقع والفانتازيا، إذ يتناول قصة أب استدعى ساحرا فى حفل عيد ميلاد ابنه الأكبر، لتقديم فقرات مسلية للأطفال، وفى إحداها يدخل الأب صندوقا خشبيا فيتحول إلى دجاجة، ومع محاولات الساحر إعادته تفشل الخدعة ويبقى الأب فى هيئة دجاجة، لتستمر مفارقات الفيلم بظلال من النقد الساخر للمشكلات الاجتماعية والاقتصادية وكذلك أوضاع المرأة المعيلة، ومن المقرر أن يعرض الفيلم خلال الدورة المقبلة لمهرجان الجونة السينمائى الدولى. ويأتى ذلك بعد فوز المخرج المصرى سامح علاء، بالسعفة الذهبية لمسابقة الأفلام القصيرة فى الدورة الماضية من المهرجان عن فيلمه «ستاشر».

وشهدت فعاليات الدورة الـ74 لمهرجان «كان السينمائى» الدولى على مدى الأيام الماضية استقبال صناع ونجوم السينما مؤخرا- بعد عام من تجميده بسبب جائحة كورونا- وسط إجراءات احترازية استثنائية، بعدما أرجأت إقامة المهرجان العام الماضى، بسبب تفشى فيروس كورونا، وكانت إدارة المهرجان قد أجلت انطلاق الدورة الـ74 من المهرجان شهرين بسبب القيود الصحية التى كانت مفروضة فى فرنسا حتى مايو الماضى، ولتعود المدينة الفرنسية لاستقبال عشاق السينما فى فترى اللاحجر، كما سمتها الصحافة الفرنسية بعد عام من الحجر والعزل الصحى، بسبب كورونا. وشارك فى هذه الدورة عدد من كبار المخرجين العالميين مثل «ويس أندرسون وأصغر فرهادى وميا هانسن لوف» الذين يتنافسون جميعهم على السعفة الذهبية، كما شاركت فيه أسماء عربية لافتة.

 

المصري اليوم في

16.07.2021

 
 
 
 
 

الفيلم المصري "ريش" يتوج بجائزة أسبوع النقاد في مهرجان كان

فيلم يستعرض العديد من المفارقات الحياتية بشكل ساخر، منتقدا مجموعة من المشكلات الاجتماعية والاقتصادية.

كان (فرنسا) – فاز فيلم “ريش” للمخرج المصري عمر الزهيري الأربعاء بالجائزة الكبرى للجنة تحكيم أسبوع النقّاد، إحدى الفعاليات التي تقام على هامش مهرجان كان السينمائي الدولي في دورته الرابعة والسبعين التي تنتهي فعالياتها السبت.

وكان الفيلم، الذي عُرض الثلاثاء بالمهرجان ولاقى استحسانا من النقاد، ضمن سبعة أفلام في هذه المسابقة التي تركّز بالأساس على العمل الأول أو الثاني.

والعمل إنتاج مصري – فرنسي – هولندي – يوناني مشترك، وهو العمل الروائي الطويل الأول لمخرجه (33 عاما) الذي ساهم في كتابته أيضا.

وتخرّج الزهيري في المعهد العالي للسينما بالقاهرة، وعمل مساعدا للعديد من المخرجين المصريين من بينهم يوسف شاهين ويسري نصرالله.

وسبق للزهيري أن أخرج عددا من الأفلام القصيرة منها “زفير” الذي حصل على جائزة لجنة التحكيم الخاصة من مهرجان دبي السينمائي الدولي في العام 2011، وفي 2014 قدّم عمله الثاني “ما بعد وضع حجر الأساس لمشروع الحمام بالكيلو 375” وهو أول فيلم مصري يتم اختياره من قبل مؤسسة سيني فونداسيون بمهرجان كان السينمائي. لكن فيلم “ريش” هو أول عمل روائي طويل له، على غرار سائر الأفلام التي شاركت هذا العام في مسابقة أسبوع النقّاد.

وأصدر مهرجان القاهرة السينمائي بيانا هنأ فيه طاقم الفيلم، جاء فيه “يهنئ مهرجان القاهرة السينمائي الدولي المخرج عمر الزهيري لحصول فيلمه ‘ريش’ على الجائزة الكبرى في مسابقة أسبوع النقاد في الدورة الـ74 لمهرجان كان السينمائي، ولتحقيقه إنجازا كبيرا للسينما المصرية، إذ يعدّ هو أول فيلم مصري يفوز بهذه الجائزة

عمر الزهيريأنا ممتن للظروف وللحياة التي سمحت لأفلامي أن ترى النور

ومباشرة إثر تتويج الفيلم بالجائزة في المهرجان الفرنسي، أعلنت الصفحة الرسمية لمهرجان الجونة المصري على الفيسبوك عن عرض الفيلم المصري في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة بالدورة الخامسة لمهرجان الجونة السينمائي المقرر انعقادها في أكتوبر المُقبل.

ويمزج الفيلم بين الواقع والفانتازيا، إذ يتناول قصة أب يقرّر إقامة عيد ميلاد ابنه الأكبر فيحضر ساحرا لتقديم بعض الفقرات المسلية للأطفال، وفي إحدى الفقرات يدخل الأب في صندوق خشبي ليتحوّل إلى دجاجة ومع محاولة الساحر إعادته مرة أخرى تفشل الخدعة ويبقى الأب في هيئة دجاجة.

وتستمر مفارقات الفيلم لتلقي بظلال من النقد الساخر على مشكلات اجتماعية واقتصادية وكذلك أوضاع المرأة المعيلة، مبرزا دور الأم التي كرّست “جسدها وعمرها لزوجها وأطفالها” قبل أن تجد نفسها فجأة وقد أصبحت تقوم بدور الأب والأم في آن معا بعد حادثة السحر الخاطئة التي تعرّض لها زوجها، وحوّلته إلى دجاجة. ومع الوقت باتت الزوجة التي تكافح من أجل حياتها وحياة أطفالها امرأة مستقلّة وقويّة.

وعن أول أفلامه الروائية الطويلة قال الزهيري “هو اختيار شخصي نابع من طريقة التفكير التي اتبعتها من قبل في تنفيذ أفلامي القصيرة، رأيت بعض الصور في مخيلتي بنيت عليها قصة وأصبحت هذا الفيلم”، مشيرا إلى أنه استغرق في التحضير له خمسة أسابيع تصوير متتالية.

ويضيف “السيناريو في أفلامي مجرد مرحلة مبدئية وليست كل الفيلم، فهي مسودّة أفكار تتحوّل لاحقا لمجموعة مشاهد حية وصور وأصوات. أنا أبحث عن الشعور الذي يفاجئني بعد المونتاج وليس الأفكار المكتوبة، لذلك إذا وجدت قصة أو سيناريو مكتوبا من غيري واستطعت أن أتخيله لا أمانع في العمل عليه كما حصل مع فيلم ‘ريش’ للمؤلف أحمد عامر، والذي اشتركت معه في كتابة السيناريو”.

وعن شعوره بعد اختيار فيلمه في مهرجان كان ومن ثمة تتويجه بجائزة أسبوع النقاد، قال “أنا ممتن للظروف وللحياة التي سمحت لأفلامي أن ترى النور، وفخور بشكل كبير لأني أساهم مع باقي أبناء جيلي في تقديم السينما المصرية الجديدة للعالم، فخور لأنني جزء من تراث سينمائي مصري عظيم تعلمت وتأثرت به، فخور لأنني أحد خريجي المعهد العالي للسينما بمصر، أشكر كل زملائي وأساتذتي سواء الذين درّسوا لي في المعهد أو المخرجين الكبار الذين عملت معهم كمساعد وأشكر السينمائيين والفنانين المصريين من الذين سبقوني في الإخراج، فأنا لن أصل إلى أي نتيجة دون التشبّع بأعمالهم الخالدة”.

وتسلّط مسابقة أسبوع النقاد الدولي الضوء على الأفلام الأولى والثانية للمخرجين الشباب من كافة أنحاء العالم، حيث تنافس في مسابقة هذا العام 7 سبعة أفلام روائية طويلة وستة أفلام في عروض خاصة، من بينها الفيلم الفرنسي “ريانافوتر” لجولي لاكوستر وإيمانويل مار، إضافة إلى فيلم “أمبارو” من كولومبيا لسيمون ميسا سوتو الذي يحكي عن امرأة وسط الحرب الأهلية، وكذلك “أولغا” من سويسرا وأوكرانيا لإيلي غرابي.

وافتتح الأسبوع بفيلم من خارج المسابقة، هو “روبوست” للمخرجة كونستانس ماير مع النجم جيرار ديبارديو.

وحرصت لجنة اختيار الأفلام على التساوي بين المخرجات النساء والرجال فضمّت القائمة الأفلام مناصفة بينهم، وترأسها المخرج الروماني كريستيان مونجيو الذي حصل على السعفة الذهبية لمهرجان كان عام 2007 عن فيلمه “أربعة أشهر وثلاثة أسابيع ويومان”.

وأسبوع النقاد الذي يهدف إلى اكتشاف المواهب الشابة وتسليط الضوء عليها احتفل هذا العام بالذكرى الستين لتأسيسه.

وفاز فيلم “ستاشر” للمخرج المصري سامح علاء بالسعفة الذهبية لمسابقة الأفلام القصيرة في الدورة السابقة من المهرجان التي أقيمت لمدة ثلاثة أيام فقط بسبب الوضع العالمي المتأزم نتيجة انتشار فايروس كورونا، ممّا جعله أول فيلم مصري يفوز بإحدى جوائز مهرجان كان، بعد تتويج المخرج الراحل يوسف شاهين في العام 1997 بجائزة الإنجاز العام لمهرجان كان السينمائي عن جملة أعماله السينمائية.

 

العرب اللندنية في

16.07.2021

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004