ملفات خاصة

 
 
 

فيلم «ثلاثة طوابق»… ناني موريتي يخيب الآمال في عمل يفتقر إلى العمق

نسرين سيد أحمد

كان السينمائي الدولي

الدورة الرابعة والسبعون

   
 
 
 
 
 
 

كان ـ «القدس العربي» : اعتدنا من الإيطالي الكبير ناني موريتي على أفلام ذات بعد إنساني كبير، وتوقعنا منه فيلما يذكرنا بتحفته «غرفة الابن» الذي حصل عنه على السعفة الذهبية في مهرجان كان منذ عقدين. لكن موريتي في فيلمه الأخير «ثلاثة طوابق» المشارك في المسابقة الرسمية لمهرجان كان في دورته الرابعة والسبعين (من 6 إلى 17 يوليو/تموز الجاري) يقدم عملا يسرد أحداثا ويبعثر كلمات، دون أن يسبر غورا أو يلمس قلبا. نرى موريتي على الشاشة، فهو كما عودنا يمثل في أفلامه، لكننا لا نكاد نتعرف عليه كمخرج في هذا الفيلم.

«ثلاثة طوابق» عمل خفيض القامة كذلك المبنى المكون من ثلاثة طوابق الذي يعنون الفيلم. الفيلم لا يقدم صرحا إخراجيا أو دراميا، بل هو عمل ضئيل عن مبنى سكني من ثلاثة طوابق في العاصمة الإيطالية روما. لكل أسرة من أسر هذا المبنى حكاية، حكايات يتقاطع بعضها، وأزمات تتشابك أحيانا، لكن موريتي لا يتناول أيا منها بالعمق الكافي، ويخلو الفيلم من الشجن الإنساني، الذي عهدناه من موريتي.

يبدأ الفيلم، المقتبس عن رواية بالعنوان نفسه للروائي الإسرائيلي إشكول نيفو، بحادث تصادم، حيث يقود الشاب المخمور أندريا (أليساندرو سبردوتي) سيارته بسرعة كبيرة في منعطف بالقرب من المنزل الذي تقطنه أسرته، فيقتل امرأة تعبر الطريق، قبل أن تهشم سيارته الجدار الزجاجي لشقة جيرانه في الطابق الأرضي. وبعد الحادث تهرع الأم دورا، مارغريتا بوي، التي ألفنا وجودها في أفلام موريتي، للاطمئنان على ابنها والدفاع عنه رغم سكره الواضح، الذي أدى إلى مقتل امرأة، بينما يوبخ الأب فيتوريو، الذي يؤدي موريتي شخصيته، وهو قاض بارز، ابنه على طيشه. كنا نأمل لو اكتفى موريتي بهذه المأساة، مأساة مقتل امرأة وحياة شاب على المحك لتعرضه للسجن لطيشه، ليخلق منها عملا ذا مغزى وعمق إنسانيين. لكن يبدو أن موريتي في فيلمه هذا لم يكن معنيا بالعمق، بقدر ما كان معنيا بسرد الحكايات الواحدة تلو الأخرى. الجيران الذين تحطم الجدار الزجاجي لمنزلهم هما لوشو (ريكاردو سكامارشو) وسارا (إلينا لييتي) وهما أبوان لطفلة صغيرة، عادة ما يعهدان بها لجيران الطابق الثاني، وهما زوجان مسنان يعاني أحدهما من بدايات الخرف وفقدان الذاكرة، لرعايتها حين انشغالهما بالعمل. وذات يوم، بينما تذهب الطفلة الصغيرة مع جارها المسن لشراء بعض الأغراض، يضل الرجل الطريق ويلتبس عليه الأمر، وينتهي الأمر به باكيا متوسدا حِجر ابنة جيرانه الصغيرة في متنزه قريب من المنزل، حتى تأتي الشرطة والجيران لإنقاذه. هنا تلعب الظنون بلوشو ويتلبسه الخوف خشية أن يكون الجار المسن قد انتهك ابنته الطفلة في المتنزه قبل أن تنقذها الشرطة. وتصبح محاولة معرفة ما إذا كانت ابنته قد تعرضت لاعتداء جنسي هاجسا عند لوشو، هاجسا يدمر علاقته بجيرانه ويفتك بزواجه.

ووسط كل هذا الصراع والخلاف، لا يبدي لوشو أي تعقل أو حكمة حين تغازله الصبية شارلوت (دنيس تانوتشي) حفيدة جاره المسن، وينساق إلى مطارحتها الهوى رغم أنها أصغر من السن القانوني. إنها حكاية أخرى، وسط الكثير من الحكايات التي يغص بها الفيلم، دون أن تخدم الفيلم، ودون أي فهم للنفس البشرية أو أي عمق للحدث. ربما لا يريد موريتي تقديم أكثر من سرد لما يدور في الثلاثة طوابق من أحداث ولا أكثر من ذلك. ولا يكتفي الفيلم بكل هذه الحكايات، فهناك أيضا حكاية مونيكا (ألبا رورفاكر) تلك الأم الشابة التي أنجبت للتو طفلتها الأولى، والتي تعاني من الوحشة والوحدة، نظرا لسفر زوجها الدائم للعمل، والتي تعاني من هواجسها العقلية والنفسية، لأنها تخشى أن ترث مرض أمها العقلي.

لا يربط بين هذه القصص جميعا سوى الحيز المكاني، سوى ذلك المبنى المكون من ثلاثة طوابق الذي تدور الأحداث في داخله. لا ترتبط القصص ببعضها بعضا، ولا تتقاطع، ولا ترتبط مصائر أفرادها. تُقدم كل قصة، دون الغوص في أعماق أي منها، ودون تأمل لتأثير هذه الأحداث في أصحابها. وهكذا يباغتنا موريتي بكلمات تكتب على الشاشة «مرت خمسة أعوام» فيصبح الأمر كما لو أننا نتابع فصولا من حكاية يفصل بين كل منها خمسة أعوام. تتعاقب الأعوام والتغيرات، ولا نزال نبحث عن خيط يجمع الأحداث أو عن نهاية مقنعة. لكن موريتي يصوغ النهاية على عجل، ويحاول جمع الخطوط بلا جدوى. ونجد خطا جديدا للأحداث يقحمه موريتي إقحاما عن هجوم لمتطرفين معادين للهجرة، على مركز يقدم الملبس والمأوى للمهاجرين. ربما ود موريتي أن يعلق على قضية مهمة من وجهة نظره، لكن وجود الحدث بدا غريبا مقحما، لأنه أبقانا طوال الفيلم محاصرين داخل جدران الثلاثة طوابق، ولم يتناول العالم خارجه بأي صورة من الصور.

لا يقدم موريتي خيطا يجمع به لُحمة الأحداث، ولا يقدم تأريخا للشخصيات يجعلنا نفهم لم تتصرف بالشكل الذي تتصرف به. ولا يقدم الفيلم تطورا للشخصيات ولا نموا لها ولا نضجا. ومع إحباطنا المتزايد من هذا الفيلم تراودنا الآمال في أن يأتينا موريتي قريبا بفيلم جديد يصلح به ما أفسدته تلك الطوابق وسكانها في روما.

 

القدس العربي اللندنية في

15.07.2021

 
 
 
 
 

بين الشاشة والواقع... فال كيلمر بطل بمعنى الكلمة

بالتزامن مع حصول الوثائقي الجديد "فال" على تقويمات رائعة في مهرجان "كان"، يستعرض كيفن إي جي بيري المسيرة الفنية المتميزة للممثل ورفضه الاستسلام لسرطان الحنجرة

 كيفن إي جي بيري 

كان من السهل على كيلمر الاحتجاب في هذه المرحلة لكنه ومع كل ما يعانيه لا يزال يصنع الأفلام ويروي القصص (غيتي)

لطالما اعتقدتُ أن فال كيلمر هو بطل خارق منذ رأيته للمرة الأولى. بالنسبة إليّ كان أول ممثل أشاهده يلعب دور باتمان على الشاشة الكبيرة، مما بث في روحي بعض الإثارة التي لم تتأثر بالنسخة التلفزيونية التي قام ببطولتها آدم ويست، إذ كان قادراً على طرد أسماك القرش باستخدام رذاذ خفاشي له خواص خارقة. كنت في التاسعة من عمري عندما عرضت دور السينما فيلم "باتمان إلى الأبد" Batman Forever، وربما كانت تلك هي السن المناسبة تماماً كي أشعر بالرهبة من جاذبيته المتواضعة والعظيمة في آن معاً. كان هناك تومي لي جونز يقدم أداء ملتهباً لشخصية "ذو الوجهين" (هارفي دينت) العدو الفظيع لباتمان، بينما يسرق جيم كاري الأضواء في دور ريدلر (إدوارد نيغما) العالم المجنون، ووسط كل هذا الزخم، كان فال نفسه موجوداً، يجسد شخصية البطل الخارق الذي يبدو كمحبوب مثالي للجماهير. كان يتمتع بتلك الجاذبية على الأقل عندما كان بإمكاننا رؤية وجهه. فكما قال كيلمر ذات مرة لصحيفة أورلاندو سينتينل، "فعلياً عندما تكون مرتدياً زي باتمان ذاك فأنت لا تقوم بالتمثيل إلى حد بعيد، باستثناء فتحتي أنفك". 

في ذلك الوقت، لم يخطر ببالي أبداً أن كيلمر لم يكن يعيش أوجه وهو يتجول مرتدياً بدلة مطاطية سوداء ويخرج كل انفعالاته عبر فتحتي أنفه أمام نيكول كيدمان. الفيلم الوثائقي الجديد "فال" Val من إخراج وإنتاج ليو سكوت وتينغ بو، والذي كان ثمرة العمل على آلاف الساعات من تسجيلات الفيديو المنزلي وحصل على مراجعات إيجابية عند عرضه للمرة الأولى في مهرجان "كان" السينمائي هذا الأسبوع، يكشف أن تألق الممثل في الشخصية المستمدة من القصص المصورة التي وضعها جويل شوماخر جعله يشعر وكأنه ليس أكثر من مجرد برغي صغير في آلة عملاقة. لقد كان يعتبر نفسه دائماً أنه يقدم فناً رفيعاً، فقد درس في مدرسة جوليارد، أرقى معاهد فنون الأداء كالغناء والرقص، وقبل سنوات كان قد ترفع عن المشاركة في فيلم "توب غن" Top Gun بسبب "السيناريو السخيف"، قبل أن يُلزمه عقده الفني على لعب شخصية "آيس مان" في الفيلم. على كل حال، لم يكن لديه مثل هذا الالتزام القانوني مع شخصية باتمان، لكنه رفض إعادة تجسيد الدور في فيلم "باتمان وروبن" Batman and Robin، إذ سلّم عباءة البطل الخارق الكريهة إلى جورج كلوني، وشارك في فيلم "القديس" The Saint بدلاً من ذلك.

لو أنني كنت، نتيجة لبعض الأحداث غير المحتملة، طفلاً يعمل مستشاراً وظيفياً يقدم المشورة لكيلمر في هذه المرحلة لكنت نصحته بأن يقوم بهذه الخطوة بالضبط. كان حتى أن فيلم "القديس" كان أكثر جاذبية من "باتمان". في الستينيات كانت هناك للتو معالجة تلفزيونية من بطولة روجر مور لقصة "القديس" التي تستند إلى سلسلة أدبية من تأليف ليزلي تشارتريس، وبالتالي كان من الطبيعي أن يمهد الفيلم الطريق لكيلمر للحصول على دور جيمس بوند. كان عليه تجسيد نوع مختلف من الأبطال الخارقين، فقد كان دمثاً ومعقداً، ولا يغطي النصف العلوي من وجهه بالكامل. 

لم تسر الأمور كما هو مخطط لها، فشخصية "سيمون تيمبلر" التي يلعبها كليمر في "القديس" تبدو خبيرة في التنكر، لكن الأزياء المبالغ بها واللكنة غير الجيدة لا تتماشى حقاً مع سياق فيلم يحاول تقديم الأمور بشكل مباشر، ولم يكن من مصلحة العمل صدور الفيلم الكوميدي الناجح "أوستن باورز، رجل الغموض الدولي" Austin Powers: International Man of Mystery في العام نفسه 1997، إذ كان يسخر من نمط الأفلام التي ينتمي إليها "القديس" وجعلها تبدو بالية أكثر بالمقارنة. ذلك الدور الذي كان يعتبر في مرحلة ما فرصة كيلمر للحصول على امتياز خاص يحقق له شهرة عالمية، تحول إلى آخر دور بطولة يقوم به. 

كان لا يزال يقوم بعمل رائع، لا سيما في الكوميديا السوداء الرائعة "كيس كيس بانغ بانغ "Kiss Kiss Bang Bang للمخرج شين بلاك في عام 2005، إذ كان يقدم أداء ملتهباً عندما يخوض مشادة كلامية مع روبرت داوني جونيور الذي كان يشاركه البطولة، لكن كان من الواضح أنه قد فقد بعض قدراته. اكتسب كيلمر سمعته بفضل كونه مستعداً لتقديم كل ما يحتاجه الدور أكثر من أي ممثل معاصر له. لكن تلك السمعة، كانت تتضاءل.

تحدثتُ قبل عامين إلى المخرج أوليفر ستون حول اختيار كيلمر لدور جيم موريسون في فيلم "الأبواب" The Doors عام 1991. قال لي ستون: "لقد كان يطاردني، وكان يريد المشاركة في فيلم "فصيلة" Platoon لكن ذلك كان مستحيلاً. كان يحضر اختبارات الأداء وكان غريب الأطوار نوعاً ما. وهناك كثير من الممثلين غريبي الأطوار، لكنه كان حاضراً بالفعل. لقد أجرى اختبار أداء غريباً لشخصية إلياس، الدور الذي أسند إلى ويليم دافو في النهاية. قدم اختباراً خاصاً به، وكان يستلقي على الطاولة ويقلد جيم موريسون بالطريقة المعروفة عنه، ولم يكن ذلك مناسباً على الإطلاق بالنسبة إلى هذا الفيلم لأنه لم يكن عسكرياً، ثم عندما كنت أصنع فيلم "الأبواب" ظهر مرة أخرى في حياتي وكان قد جهز شريطاً بالفعل."

يعتبر تصوير كيلمر لشخصية موريسون أحد أكثر الأداءات الرائعة في حياته المهنية، ولا يقتصر الأمر على نجاحه في أن يبدو مثل المغني المعروف باسمه الفني "ليزارد كينغ" وحسب، بل كان صوته مشابهاً تماماً، ويقدر ستون أن 40 في المئة من الأغاني في الموسيقى التصويرية لفيلم "الأبواب" كانت من أداء موريسون بينما أدى كيلمر 60 في المئة منها. أشار ستون أيضاً، وفقاً لتمرده المعروف عنه، إلى أن كيلمر أثبت أن العمل معه صعب. يتذكر ستون أنه قال له: "بالطبع يا فال، إن تمتع موريسون بعقلية مغالى فيها ستحول تعبه من الغناء إلى ميلودراما. أصاب هذا الجميع بالجنون بعض الشيء، وكان يخضع لكثير من جلسات التدليك. كانت فاتورة التدليك خلال هذا الفيلم ضخمة. لقد أنفقنا 20 ألف دولار على الأقل في التدليك، ولم يكن بالقوة التي تتوقعها من رجل ضخم البنية ويبدو قوياً، راح التعب يبدو عليه." 

بحلول عام 2014 تراجعت مسيرة كيلمر السينمائية بسبب شغفه بمارك توين، وأثناء قيامه بجولة لعرضه المسرحي المنفرد" المواطن توين"Citizen Twain، في ناشفيل، اكتشف وجود كتلة ضخمة في حنجرته بالكاد كان يستطيع البلع، وتم تشخيص إصابته بسرطان الحنجرة وخضع للجراحة والعلاج الكيماوي والإشعاعي. دمر السرطان أحباله الصوتية وسرق صوته، وتركه يتكلم ويتنفس ويأكل من خلال أنبوب مثبت في القصبة الهوائية. أشارت الصحافية تافي بروديسر آنكر عندما أجرت مقابلة مع كيلمر لمصلحة صحيفة نيويورك تايمز العام الماضي إلى أن "صوته كان ما بين الصرير والصراخ الصامت. شرح لي أن قدرتي على فهم ما يقوله هي نتيجة للتدريبات الصوتية التي لا نهاية لها التي تدرب على القيام بها عندما التحق بمدرسة جوليارد الفنية بعد المرحلة الثانوية، وبفضل تعلمه كيفية استعمال صوته وكأنه بوق." 

كان من السهل على كيلمر الاحتجاب عن العامة في هذه المرحلة، ففي نهاية المطاف لديه ثروة من أعماله السينمائية، لكن حتى بعد كل ما مر به لا يزال يصنع الأفلام ويروي القصص، ويشد من عزيمة نفسه للقيام بذلك. إنه يدير معرض "هيل ميل"، وهو معرض فني واستوديو في هوليوود، ولا يزال مخلصاً لحلمه في تقديم نسخته الخاصة من سيرة مارك توين على الشاشة الكبيرة، وقد تمكن مع وثائقي "فال" من العثور على طريقة يبوح فيها عن حياته وانتصاراته وهزائمه على الرغم من محاولات السرطان القاسية لإسكاته، فإذا لم يكن هذا الممثل بطلاً خارقاً، فلا أدري من يمكن أن يكون.

© The Independent

 

الـ The Independent  في 

15.07.2021

 
 
 
 
 

"البحر أمامكم" لإيلي داغر.. بيروت القاتلة والقتيلة

محمد صبحي

في العام 2015، فاز إيلي داغر (1985) بجائزة السعفة الذهب لمهرجان "كان" السينمائي عن فيلمه القصير"موج 98"، حكايته عن بيروت في التسعينيات، قصة مراهق يعيش في الضاحية الشمالية لبيروت وخيبة أمله في مدينته ومحيطه الاجتماعي. فيلمه الطويل الأول "البحر أمامكم"، يبدو استكمالاً للفيلم السابق، إنما بكثير من الحزن والكآبة والاشتغال السينمائي.

تعود جنى (منال عيسى) إلى لبنان، من دون سابق إنذار، تاركة وراءها تجربة سيئة بعد أربعة أعوام دراسة أمضتها في باريس. العودة لما يفترض أنه "البيت"، ينطلق منها تجوال وجودي للبحث عما يمكن قبضه لتأكيد وجود شخصي، ماضيها وتاريخها، وبالأخصّ مستقبلها في هذه البلاد. الرجوع إلى لبنان من دون ترتيب يطلق عقال أسئلة أبوية تبحث عن تفسيرات وتفاصيل، ليزداد الضغط على شابّة تحاول التخفّف من ثقل العائلة وتدبيج الإجابات المريحة، فيما يستحوذ عليها شعور خانق بالعلوق ومراوحة المكان حين التفكير في حياتها. بحرٌ مضطرب من المشاعر والأفكار تواجهه جنى، العائدة إلى مدينتها القديمة/الغريبة، بانكفاء ذاتي وهجرة إلى الداخل سعياً خلف إصلاح ما لا يمكن إصلاحه.

بدأ داغر كتابة سيناريو الفيلم في العام 2015، العام الذي تصدّرت فيه أزمة النفايات في لبنان عناوين الصحف الدولية وأطلقت تظاهرات في أنحاء العاصمة. منذ ذلك الحين، شهدت البلاد ثورة وأزمات سياسية واقتصادية ووباء، وأحد أكبر التفجيرات غير النووية في التاريخ. كل هذه الأحداث أثرّت في صناعة الفيلم، والآن حين مشاهدته لا يسع المتفرج إلا استشعار ذلك التأثير الكارثي والرهيب على قصّته وما تستبطنه من مشاعر متباينة وغامضة، في عملية انصهار أشبه بما يفعله الفيلم نفسه من مزج الواقعي بالمحلوم على مستوى السرد، أو ببسطه التعقيد الإنساني على شريط سينمائي يحوي المتناقضات والأضداد.

تنعكس فلسفة داغر وتجربته الشخصية في أعماله الفنية، هو الذي أمضى أيضاً سنوات في الخارج، حيث عاش في بلجيكا وبرلين ودرس للحصول على درجة الماجستير في نظرية الفن المعاصر ووسائل الإعلام الجديدة في مدرسة للفنون بلندن. لذلك، فإن إعادة الاتصال ببيروت ومحاولة فهمها أمرٌ عاشه داغر طوال معظم حياته. أطروحته التي قدّمها في لندن، اختارها لتركّز على العلاقة بين التاريخ والذاكرة والأرشيف في بناء الهوية، وما تناوُله لاغتراب الشباب اللبناني في فيلميه، سوى امتداد لعمله على تيمات الهجرة والهوية ودورهما في سيادة شعور بالانفصال عند لبنانيين لا يستطيعون ضبط معادلة وجودهم وفقاً لمعطيات ظالمة وفاسدة في أغلب الأحيان.

ماذا يمكن أن يحدث للمرء في مواجهة جدران مانعة لا سبيل لتسلّقها أو اختراقها؟ الفساد، كورونا، الانهيار الاقتصادي، الاستعصاء السياسي.. كلها أسماء لبعض الجدران، تسبقها وتليها خسائر شخصية ونزيف وطني وانسداد أفق لا يبشّر بخير ولا يؤذن بتفاؤل. لذا تغدو الكآبة المغيّمة على وقائع الفيلم وشخصياته، أكثر من مفهومة، حتى وإن بدا الفيلم ذاتياً جداً ولم يأت على ذكر أي من هذا كله. منذ المشهد الأول، تواجهنا بيروت غائمة وباردة يغلّفها الضباب، مستدعية أجواء المدن في ثلاثية مايكل أنجلو أنطونيوني الحداثية في الستينيات. الكآبة العنيدة التي تعانيها جنى تردّنا إلى انسحاب آثار الحياة من شوارع أنطونيوني، ويغدو العالم الذي كان مألوفاً، غريباً وغير مفهوم ولا يمكن التعرّف عليه. يأخذ داغر كامل وقته في تشييد مزاج فيلمه ودعمه بصرياً (شادي شعبان) وصوتياً (رنا عيد)، غير أنه في بعض الأحيان، خصوصاً في ثلثه الأخير، يستعمره تيه شخصياته، فيشابههم، ويغترب بدوره، في خضم إكماله دائرة علوق وتيه جيل بيروتي ولبناني شاب يتعيّن عليه اختبار العيش في مدينته أثناء احتضارها.

يُبني الفيلم على أكثر من سياق سردي، بداية من معاينة حاضر البطلة والمدينة المعلّق والمثقل برواسب ماضٍ صعب ومعقّد، وصولاً للاستنتاج الحزين بشأن المستقبل الغائم في بلدٍ منهك بحروبه وصراعاته وجنونه. وبين هذا وذاك، مركّبات فشل راسخة وجاهزة لوأد أي محاولة للتغيير وفتح النوافذ. تحاول جنى اجتراح طريق لعودتها وإعادة الاتصال بما كان وطناً، فيستقر بها الأمر إلى محاولات هروب لا تنجز وعودها. هربت عندما ذهبت إلى باريس، وهربت عندما عادت، وهربت مرة أخرى من خلال التواصل مع حياتها السابقة في بيروت. تطالع الكاميرا معمار بيروت المتنافر والمؤذي لتترجم إحساساً عميقاً بخيبة الأمل مما صارت إليه المدينة، وبدوره ينعكس الشعور على جنى، حتى أثناء تواصلها مع حبيبها القديم (روجيه عازار)، الذي تركته قبل سنوات للبحث عن مستقبل أكثر أماناً في باريس، ليتحوّل استكشافهما للحياة الليلية البيروتية صراعاً مكتوماً بين خيبة الأمل ومحاولة التحرّر من الوهم.

"البحر أمامكم" مرثية لبيروت في أسوأ أوقاتها، من دون قدرة على منعها من الذهاب إلى ما تُخشى عواقبه، أو وداعها بما يليق. عمل واقعي زاخر بالتجريب السينمائي، صرخة غاضبة يملؤها الحزن والجمال، انفجار أخير بديلاً لخلاص مستعصٍ، وتهويدة يائسة لجيلٍ لبناني تورّط في وجوده.

(*) عُرض الفيلم في مهرجان "كان" السينمائي ضمن قسم "نصف شهر المخرجين"، ويُنافس على جائزة "الكاميرا الذهبية" لأفضل عمل أول.

 

المدن الإلكترونية في

15.07.2021

 
 
 
 
 

"بطل" يعيد المخرج الإيراني أصغر فرهادي إلى مهرجان "كانّ"

(فرانس برس)

بعد تجربته الإسبانية مع فيلم "إيفريبادي نوز"، يعود المخرج الإيراني أصغر فرهادي إلى المنافسة في مهرجان "كانّ" السينمائي مع فيلم بعنوان A Hero ("بطل") عن مجتمع إيراني ينهشه انعدام الثقة بين أفراده.

وبعد تجربتين عالميتين لم تُقنعا النقاد عبر فيلمي "ذي باست" (2013) و"إيفريبادي نوز" (2018)، عاد المخرج إلى بلاده وموضوعاته المفضلة المتمثلة بإحصاء الشرور التي تعترض طريق التحرر والسعادة في المجتمع، مع فيلم روائي طويل جديد مدته ساعتان.

ويروي الفيلم قصة رحيم المسجون بسبب تخلفه عن تسديد ديون مستحقة عليه إثر شكوى من شقيق زوجته السابقة. وبضربة حظ، تعرض عليه شريكته أن تسدد قرضه بعملات ذهبية من حقيبة وجدتها في الشارع.

بعدما أغوته الفكرة في بادئ الأمر، يستفيق ضمير رحيم ويدفعه إلى بذل جهده للعثور على صاحب الحقيبة. وبعد علمه بهذه البادرة، يعمد مدير السجن الساعي إلى طمس موجة الانتحار بين السجناء، إلى نشر القضية إعلامياً.

غير أن مستخدمين للشبكات الاجتماعية يشككون في صحة الرواية، ما يحوّل رحيم من بطل إلى منافق بنظر المجتمع بين ليلة وضحاها.

ويصوّر الفيلم العقبات التي تعوق مسيرة تقدم المجتمع في إيران، من المنحى النقدي الجامح على شبكات التواصل الاجتماعي، إلى عقوبة الإعدام، مروراً بنظام السجون والبيروقراطية... ويستعرض الفيلم طريقة عمل المجتمع الإيراني الذي يمنع أبناءه، بمن فيهم رحيم، من المضي قدماً.

وقال أصغر فرهادي خلال مؤتمر صحافي قدم فيه الفيلم في مهرجان كانّ: "هناك طريقتان للتعامل مع هذه الموضوعات: إما أن يوجه المرء نقداً مباشراً، وإما أن يحلل المجتمع وينتقده" من خلال قصة. وأضاف: "بالنسبة إلى البعض، انتقاد المجتمع لا يعني انتقاد النظام. لكن كل شيء مترابط".

وتابع فرهادي: "لست شخصاً يهوى التعبير عن نفسه من خلال إثارة الفضائح. أفضّل تحريك الفكر والحس النقدي عبر أفلامي. إنه خياري وأسلوب التعبير الذي اخترته".

وازدادت شهرة أصغر فرهادي بفضل فيلم "إيه سيبيريشن" (2011) عن طفلة تدفع ثمن طلاق والديها. وحصد الفيلم جوائز كثيرة، بينها "أوسكار" و"غولدن غلوب" لأفضل فيلم بلغة أجنبية، وجائزة "سيزار" في فرنسا لأفضل فيلم أجنبي و"الدب الذهبي" في مهرجان برلين السينمائي.

 

العربي الجديد اللندنية في

15.07.2021

 
 
 
 
 

وزيرة الثقافة توجه التهنئة لصناع فيلم «ريش» لحصوله على جائزة مهرجان كان

أحمد السنوسي

» عبد الدايم: خطوة على طريق استعادة الريادة المصرية فى مجال السينما 

» ريش أول فيلم سينمائى مصرى يحصد الجائزة الكبرى في مسابقة أسبوع النقاد بمهرجان كان 

وجهت الدكتورة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة التهنئة لفريق عمل فيلم ريش من إخراج عمر الزهيري لحصوله على الجائزة الكبرى في مسابقة أسبوع النقاد في الدورة الـ 74 من مهرجان كان السينمائي الدولى والذى يعد أحد أهم المحافل العالمية المتخصصة، وقالت إنه إنجازاً تاريخيا باعتباره أول فيلم مصري يفوز بهذه الجائزة فى المشاركة الأولى بهذه المسابقة، مشيرة إلى المستوى الفني المميز للفيلم، وتابعت أن الجائزة تعد خطوة جديدة على طريق استعادة الريادة المصرية فى مجال السينما.  

فيلم ريش سيناريو عمر الزهيرى بمشاركة أحمد عامر ويمزج بين الواقع والفانتازيا حيث يتناول قصة أب يقرر إقامة عيد ميلاد ابنه الأكبر فيحضر ساحراً لتقديم بعض الفقرات المسلية للأطفال وفي إحدى الفقرات يدخل الأب في صندوق خشبي ليتحول إلى دجاجة، ومع محاولة الساحر إعادته مرة أخرى تفشل الخدعة ويبقى الأب في هيئة دجاجة وتحاول الام استعادة زوجها من خلال رحلة شاقة تجرب فيها كل الحلول.

 

####

 

طرد مشبوه يُثير الذعر في مهرجان كان السينمائي

أحمد السنوسي

عثرت الشرطة الفرنسية علي طرد مشبوه، تسبب في إثارة الذعر في أرجاء مهرجان كان وتسبب في إغلاق جزئي لقصر المهرجانات التي تقام به العروض الكبرى والمقر الرئيسي لهذا الحدث الفني العالمي في نسخته الـ 74، التي أقيمت بعد تأجيل عام كامل بسبب فيروس كورونا

وأوضح موقع ديدلاين الأمريكي في تقرير له، أن الشرطة الفرنسية فرضت كردونا أمنية حول القصر، ودمرت فرقة المفرقعات الطرد المشبوه بالخارج ما تسبب في انفجار طفيف

أعلنت الشرطة الفرنسية زوال الخطر فيما بعد في تغريدة لها على تويتر، وتم إلغاء التنبيه بالخطر، بعدما أخلي الجانب الأيمن من القصر من العاملين والأشخاص المتواجدين داخل هذا الجناح

لم يؤثر إنذار الخطر على مواعيد العرض الأول لفيلم  In Front of Your Face للمخرج الكوري هونج سانج سو، الذي بدء في موعده الساعة الثالثة عصرا، أو عرض فيلم Memoria الذي حضرت بطلته تيلدا سوينتون وصناعه على السجادة الحمراء دون تغيير في الخطط

 

####

 

السعودية تختتم مشاركتها في مهرجان «كان» السينمائي

بوابة أخبار اليوم

اختتمت المملكة العربية السعودية اليوم، مشاركتها في مهرجان كان السينمائي الدولي في دورته الـ 74، حيث شاركت المملكة من خلال جناح سعودي متكامل، بمشاركة واسعة من عدد من الجهات الحكومية والقطاع الخاص والشركات السعودية المتخصصة في المجال والداعمة لصناعة الأفلام المحلية والعربية.

وذكرت وكالة الأنباء السعودية /واس/ أن الجناح السعودي المُشارك في مهرجان (كان) السينمائي الدولي، شكل منصة للحوار المفتوح بين صنّاع الأفلام والمستثمرين السعوديين والعرب مع نظرائهم من مختلف جنسيات العالم، حيث شهد الجناح إقامة ندوات وجلسات نقاش متنوعة تناولت آفاق صناعة السينما في المملكة والعالم العربي، ومدى قدرتها على الوصول إلى العالم .

كما احتضن الجناح إعلان مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي عن مبادرته لدعم الأفلام العربية، وإعلان مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي (إثراء) عن إنتاجه لأفلام سعودية وعربية، كما استضاف الجناح عدة ندوات من تنظيم الجهات السعودية المشاركة، تناولت الفرص الاستثمارية في صناعة الأفلام بالمملكة، حيث نظمت هيئة الأفلام السعودية ندوة بعنوان "تعرف على صناعة الأفلام السعودية"، ونظمت "أفلام العُلا" لقاءً بعنوان "تعرف على المنتجين".

كما أعلن القائمون على مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي عن تلقيهم منحةً إضافية بـ 4 ملايين دولار من هيئة الأفلام لدعم صانعي الأفلام العرب، إلى جانب إعلان مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي "إثراء" عن إنتاج فيلمين جديدين "بحر الرمال" و"طريق الوادي" بشراكات بين سينمائيين سعوديين وعرب.

 

####

 

بعد الفوز بجائزة في «كان»..

الفيلم المصري «ريش» يشارك في مهرجان الجونة السينمائي

رانيا الزاهد

للأسف... لا يمكن تحميل النص من موقع الصحيفة

 

بوابة أخبار اليوم المصرية في

15.07.2021

 
 
 
 
 

الفيلم الفائز بجائزة النقاد بمهرجان كان

"ريش" ينافس في مسابقة الأفلام الروائية بالدورة الخامسة لمهرجان الجونة السينمائي

كتب - محمد فهمي

يستعد مهرجان الجونة السينمائي الإعلان عن مشاركة الفيلم المصري "ريش" لعمر الزهيري في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة في الدورة الخامسة لمهرجان الجونة السينمائي.

يتبع ذلك فوز الفيلم بالجائزة الكبرى للدورة ال60 لأسبوع النقاد الدولي بمهرجان كان، وقدرها 15 ألف يورو.

تدور أحداث الفيلم حول قصة أسرة يتحول الأب المتسلط فيها إلى دجاجة وقت عرض سحري. تطال حوادث عبثية الجميع جراء ذلك وتضطر الأم، التي اعتادت أن تحظى بحياة هادئة، أن تتصدر المشهد لترعى الأسرة. بينما تعمل الأم كل ما في وسعها لإعادة الأب وتأمين حياة أسرتها، تتحول شخصيتها تمامًا

تفاصيل مهرجان "ريش"

عرض الفيلم المصري ريش أو Feathers عالميًا لأول مرة أمس ضمن فعاليات مهرجان كان السينمائي الدولي، ولاقي حفاوة كبيرة من قبل الجمهور

يشارك فيلم ريش أو Feathers في المسابقة الرسمية لأسبوع النقاد الدولي المقامة ضمن فعاليات مهرجان كان في نسخته الـ 74 التي تمتد حتى يوم 17 يوليو الجاري

حضر المخرج عمر الزهيري والمنتج محمد حفظي العرض الأول لفيلمهما ريش وصفق لهما الجمهور على العمل الذي ينافس بقوة على جوائز المسابقة

فيلم ريش يقدم قصة أم تعيش في كنف زوجها وأبنائها، حياة لا تتغير وأيام تتكرر بين جدران المنزل الذي لا تغادره ولا تعرف ما يدور خارجه.

ذات يوم يحدث التغير المفاجئ ويتحول زوجها إلى دجاجة، فأثناء الاحتفال بيوم ميلاد الابن الأصغر، يخطئ الساحر ويفقد السيطرة ويفشل في إعادة الزوج، الزوج الذي كان يدير كل تفاصيل حياة هذه الأسرة، هذا التحول العنيف يجبر هذه الزوجة الخاملة على تحمل المسؤولية بحثاً عن حلول للأزمة واستعادة الزوج، وتحاول النجاة بما تبقى من أسرتها الصغيرة، وخلال هذه الأيام الصعبة تمر الزوجة بتغيرٍ قاسٍ وعبثي.

ستقام الدورة الخامسة لمهرجان الجونة السينمائي في الفترة ما بين 14-22 أكتوبر2021 في مدينة الجونة.

 

####

 

مصر والمغرب وتشاد ينتصرون لشعار "كان السينمائى" "السينما لم تمت"

كتبت- بوسى عبد الجواد:

·        بعد تتويجه بالجائزة الكبرى لأسبوع النقاد.. «ريش» يعيد السينما المصرية للمنافسة فى المهرجانات السينمائية العالمية

يحتضن مهرجان كان السينمائي، الذى يستمر فعاليات دورته الـ74 التى تختتم بعد غد ، عددا من الأفلام المميزة من مختلف دول العالم، والذى انتقاها أعضاء اللجنة بقيادة المخرج سبايك لي، بعناية من وسط ألفى فيلم.

ولوحظ فى الأفلام المنافسة فى الدورة الـ74، مشاركة أفريقية متميزة، لثلاث دول مصر، وتشاد، والمغرب.

«ريش» يقتنص الجائزة الكبرى لأسبوع النقاد..

بعدما نجح فيلم «ستاشر: أخشى أن أنسى وجهك» فى الفوز بجائزة السعفة الذهبية بمهرجان «كان» السينمائى العام قبل الماضي، ليكون أول فيلم مصرى يحصد تلك الجائزة، يأتى هذا العام فيلم «ريش» ليحصد الجائزة الكبرى فى مسابقة أسبوع النقاد الدولى بدورته الاستثنائية التى تحمل رقم 74، وقدرها 15 ألف يورو.

الفيلم يحمل توقيع المخرج عمر الزهيري، تأليف أحمد عامر، وإنتاج محمد حفظي، رئيس مهرجان القاهرة السينمائى الدوليي، بالاشتراك مع الفرنسيين «جولييت لوبوتر» و»بيار مناهيم» من خلال شركة  . «Still Moving»

وقد أعلن مهرجان الجونة السينمائى عقب تتويج الفيلم بالجائزة الكبرى، عن عرضه ضمن مسابقة الأفلام الروائية الطويلة بالدورة الخامسة للمهرجان.

الجدير بالذكر، أن فوز الفيلم المصرى «ريش» بجائزة أسبوع النقاد الكبرى فى المهرجان الأضخم ، يمثل مؤشرا قويًا لعودة السينما المصرية للمنافسة فى المحافل السينمائية العالمية من جديد، خاصة أنه الفوز الثانى لمصر فى مهرجان كان، بعد فيلم «ستاشر».

ينتمى الفيلم لفئة الأعمال الفانتازية، حيثُ يحكى قصة امرأة تعيش مع زوجها وأبنائها حياة عادية، لكنّها لا تتحمّل أى مسؤولية. وفى إطار فانتازي، يتحوّل الزوج إلى دجاجة من خلال الساحر أثناء الاحتفال بعيد ميلاد أحد الأبناء، حيث يخطئ الساحر ويفشل فى أن يعيد الزوج مجدداً، لتجد البطلة نفسها المسؤولة عن كلّ الأزمات، فيما يتعيّن عليها استعادة زوجها. ومن خلال رحلة الحكاية، نتعرّف إلى تفاصيل حياة هذه الأسرة وكيف تمرّ الزوجة بتغيير قاسٍ وصعب فى حياتها من أجل أن تتحوّل من شخص غير متحمل للمسؤولية لأخر مسؤول.

ويشير مؤلف الفيلم، إلى أنه بدأ مع المخرج عمر الزهيرى فى وضع التصورات المبدئية للفيلم منذ عام 2015.

وأكد أن قصة الفيلم لا ترتبط بزمان ولا مكان ، ولا يعبر عن طبقة معينة، موضحا أن القصة يمكن أن تحدث فى أى بلد أيًا كانت عرقها وفى أى عصر.

وعن تعاونه مع المخرج عمر الزهيرى قال : سعدت بالتعاون معه فهو يمتلك لغة سينمائية خاصة ومتفردة، وهذا ما لمسته منذ بدء العمل على الفيلم، لقد خلقنا قصة ترتبط بعالم نُسجت أركانه من وحى خيالنا

وأوضح عامر أن تجارب الزهيرى السابقة كانت دافعا قويا لجهات الإنتاج لدعم  «ريش»، وذلك بعد نجاح فيلمه «ما بعد وضع حجر الأساس لمشروع الحمام بالكيلو 375»، الذى يعد أول فيلم مصرى يتم اختياره من قبل مؤسسة «سينى فونداسيون» بمهرجان كان السينمائي

وأعرب عن سعادته بتواجد الأفلام المصرية على خريطة المهرجانات العالمية. موضحا أن فيلم «ستاشر» مهد الطريق لـ»ريش» فى تقديم نفسه بشكل لائق.

ولا يعترف مؤلف العمل بفكرة تصنيف السينما لجزءين «تجارية مستقلة». لافتا إلى أن الجمهور لا يضع تلك المعايير فى حساباته أثناء تقييم أى عمل.

وأشار عامر، أن مشاركة الفيلم فى مهرجان كان،  فرصة قوية ليشاهده جمهور مختلف ومتنوع فكريًا وثقافيًا

ايقاعات كازابلانكا فى المسابقة الرسمية..

تسطر المغرب التاريخ وتؤرخه بفيلم «إيقاعات كازابلانكا» للمخرج نبيل عيوش ، الذى يشارك فى المسابقة الرسمية من مهرجان كان السينمائي، بدورته الـ74، لأول مرة فى تاريخ المغرب.

ويحكى الفيلم قصة شباب من الأحياء الفقيرة بالدار البيضاء يشاركون فى مشروع ثقافى يشجعهم على التعبير عن أنفسهم من خلال موسيقى الـ»هيب هوب»، من أجل انتشالهم من مخالب الإرهاب والتطرف، خاصة بعد الأحداث الإرهابية لـ16 فى مايو 2003. حيثُ يبرز الفيلم قيمة الموسيقى فى مجابهة الإرهاب.

وقد سبق وشارك عيوش، بفيلم «يا خيل الله» فى قسم «نظرة ما»، عام 2012، وحصل حينها على جائزة «فرانسوا شاليه»، وكان الفيلم مأخوذ عن رواية بعنوان «نجوم سيدى مومن» للكاتب ماحى بينبين، والتى تدور أحداثها حول الاعتداءات الإرهابية فى الدار البيضاء عام 2003.

محمد هارون ينصف المرأة في Lingui..

نادرة هى تلك الأفلام التى تنصف المرأة، وتحولها من مجرد شخصية هامشية فى الفيلم لمحور الأحداث الرئيسية. وهذا هو الوتر الذى لعب عليه المخرج التشادى محمد صالح هارون ، فى فيلمه الجديد «لينجوي» الذى يشارك فى المسابقة الرسمية من مهرجان كان السينمائى بدورته الحالية.

يحكى شريط الفيلم، قصة رجل وامرأة ، يهربان إلى قرية الأخير هربًا من الغضب الانتقامى لمهربى النفط. عندما يتم اكتشاف الزوجين من قبل أحد أتباع المهربين ، الذى ينوى قتل جريجريس ، تنقذ نساء القرية حياته. هؤلاء النساء يقسمن اليمين بسبب عملهن القاتل.

وتشتد المنافسة على السعفة الذهبية، حيث يشارك مجموعة كبيرة من الأفلام التى تحمل توقيع أهم المخرجين حول العالم، من بينهم فيلم «Flag Day» للمخرج الأمريكى شون بن، كما يعود الأفغانى أصغر فرهادى للمسابقة الرسمية بفيلم  «A Hero» ، وذلك بالإضافة إلى «Paris, 13th District» للمخرج جاك أوديارد، وغيرها من الأفلام الهامة.

 

الوفد المصرية في

15.07.2021

 
 
 
 
 

من قرية البرشا للعالمية.. بطلة فيلم "ريش" تحتفل بجائزة "كان" مع جيرانها في المنيا

المنيا - محمد النادي:

احتفلت بطلة فيلم "ريش" مع جيرانها داخل قرية البرشا بمركز ملوي جنوب محافظة المنيا، بفوز الفيلم المصري، بالجائزة الكبرى من مسابقة أسبوع النقاد في مهرجان كان.

"أم ماريو، وويصا، وفادي"، 3 من أبناء قرية البرشا بمركز ملوي بالمنيا، هم أبطال فيلم "ريش"، بعد أن اختارهم مخرج الفيلم عمر الزهيري. ليتمكن من الحصول على الجائزة الكبرى في مسابقة أسبوع النقاد بمهرجان "كان".

البداية كانت من خلال بانوراما البرشا بمركز ملوي، التي تهتم بمسرح الشارع وقضايا المرأة والطفل، عندما حضر المخرج عمر الزهيري عام 2018، واختار: دميانة نصار حنا "أم ماريو" 39 عاما ربة منزل، فادي مينا فوزي 8 سنوات، بالصف الأول الابتدائي، وأبو سيفين نبيل ويصا 5 سنوات، بالحضانة، أعضاء فريق بانوراما؛ للمشاركة في الفيلم، حتى بدء تصوير العمل السينمائي في منطقة حلوان بالقاهرة في الفترة من أكتوبر 2020 حتى آخر ديسمبر من العام الماضي.

وحصد الفيلم المصري "ريش" للمخرج عمر الزُهيري، الجائزة الكبرى في مسابقة أسبوع النقاد بمهرجان "كان" السينمائي الدولي في دورته الـ 74.

وعُرض فيلم"ريش - Feathers" عالميا لأول مرة، أمس الثلاثاء، ضمن فعاليات المهرجان، ونال استحسان الجمهور والنقاد الذين حضروا العرض.

ويُشارك فيلم "ريش" في المسابقة الرسمية لأسبوع النقاد الدولي المقامة ضمن فعاليات مهرجان "كان" في نسخته الـ 74، ويُمثل المشاركة المصرية الوحيدة في المسابقة التي يتنافس فيها 7 أفلام من مختلف دول العالم.

ويدخل الفيلم في إطار السينما الواقعية الحديثة المغرقة في واقعيتها حيث تظهر الكاميرا كافة تفاصيل الحياة التي يعيشها أبطال الفيلم، بيد أن مخرجه قرر الدخول لعالم الواقعية من خلال الفانتازيا والخيال المتمثل في القصة غير المسبوقة لعائل أسرة فقيرة يقرر إقامة حفل عيد ميلاد ولده البكر (خمس سنوات) ويحضر ساحرًا ليحيي الحفل ببعض الألعاب السحرية. في إحدى هذه الألعاب يدخل الأب في صندوق خشبي ليخرج منه دجاجة، وفي المشهد المعكوس حيث يعيد الساحر الدجاجة للصندوق من أجل إخراج الأب تحدث المفاجأة ولا يخرج الأب أبدا من الصندوق.

"ريش" هو أول الأفلام الروائية الطويلة للمخرج عمر الزهيري، وقد اشترك في تأليفه مع السيناريست أحمد عامر، وهو من إنتاج الفرنسيين جولييت لوبوتر وبيير مناهيم من خلال شركة Still Moving، بالمشاركة مع وLagoonie Film Production للمنتجة شاهيناز العقاد وفيلم كلينك والمنتج محمد حفظي، درك جان وارينك وكوجي نيليسين (Kepler Film)، جيورجوس كرنفاس وكونستانتينوس كنتفركيس (Heretic) وفيرونا ماير، وتتولى توزيعه في العالم العربي شركة Film Clinic Indie Distribution.

 

موقع "مصراوي" في

15.07.2021

 
 
 
 
 

«بطل» أصغر فرهادي يعيده إلى «كان»

نجوم/ الأخبار

بعد تجربته الإسبانية مع فيلم Everybody Knows، يعود المخرج الإيراني أصغر فرهادي إلى المنافسة في «مهرجان كان السينمائي الدولي» مع فيلم بعنوان A Hero (بطل) عن مجتمع إيراني ينهشه انعدام الثقة بين أفراده.

وبعد تجربتين لم تقنعا النقاد عبر فيلمي The Past عام 2013 وEverybody Knows عام 2018، عاد المخرج إلى بلاده وموضوعاته المفضلة المتمثلة في إحصاء الشرور التي تعترض طريق التحرر والسعادة في المجتمع، مع فيلم روائي طويل جديد مدته ساعتان.

يروي الفيلم قصة «رحيم» المسجون بسبب تخلّفه عن تسديد ديون مستحقة عليه إثر شكوى من شقيق زوجته السابقة. وبضربة حظ، تعرض عليه شريكته أن تسدد قرضه بعملات ذهبية من حقيبة وجدتها في الشارع.
بعدما أغوته الفكرة في بادئ الأمر، يستفيق ضمير رحيم ويدفعه إلى بذل قصارى جهده للعثور على صاحب الحقيبة. وبعد علمه بهذه البادرة، يعمد مدير السجن الساعي إلى طمس موجة الانتحار بين السجناء، إلى نشر القضية إعلامياً. غير أنّ مستخدمين للشبكات الاجتماعية يشككون في صحة الرواية، ما يحوّل رحيم من بطل إلى منافق بنظر المجتمع بين ليلة وضحاها
.

وقال أصغر فرهادي خلال مؤتمر صحافي قدّم فيه الفيلم في الدورة الرابعة والسبعين من الحدث الفرنسي البارز: «هناك طريقتان للتعامل مع هذه الموضوعات: إما أن يوجه المرء نقداً مباشراً، وإما أن يحلل المجتمع وينتقده» من خلال قصة. وأضاف: «بالنسبة الى البعض انتقاد المجتمع لا يعني انتقاد النظام. لكن كل شيء مترابط».
وتابع فرهادي: «لست شخصاً يهوى التعبير عن نفسه من خلال إثارة الفضائح. أفضّل تحريك الفكر والحس النقدي عبر أفلامي. إنه خياري وأسلوب التعبير الذي اخترته
».

ذاع صيت فرهادي بفضل فيلم A Separation في 2011 عن طفلة تدفع ثمن طلاق والديها. وحصد الفيلم جوائز كثيرة، من بينها أوسكار و«غولدن غلوب» لأفضل فيلم بلغة أجنبية، وجائزة «سيزار» في فرنسا لأفضل فيلم أجنبي، و«الدب الذهبي» في «مهرجان برلين السينمائي».

 

####

 

«كان»: فيلم «ريش» متوّج بجائزة «النقاد»

آداب وفنون/ الأخبار

فاز فيلم «ريش» للمخرج المصري عمر الزهيري أمس بالجائزة الكبرى للجنة تحكيم تظاهرة «أسبوع النقّاد»، إحدى الفعاليات التي تقام على هامش «مهرجان كان السينمائي» وفق وكالة «فرانس برس». وتدور قصة الفيلم حول امرأة «كرّست جسدها وعمرها لزوجها وأطفالها» قبل أن تجد نفسها فجأة وقد أصبحت تقوم بدور الأب والأم في آن معاً بعدما قام ساحر من طريق الخطأ بتحويل زوجها إلى دجاجة خلال احتفالهما بعيد ميلاد أحد أطفالهما.

ووفقاً لموجز الفيلم، فإنّ الزوجة التي «تكافح من أجل حياتها وحياة أطفالها، تصبح تدريجاً امرأة مستقلّة وقويّة». علماًَ أنّ الفيلم من إخراج عمر الزهيري (32 عاماً) الذي تخرّج من «معهد القاهرة للأفلام» وعمل مساعداً للعديد من المخرجين المصريين.

وسبق للزهيري أن أخرج عدداً من الأفلام القصيرة، لكنّ «ريش» هو أول عمل روائي طويل له، على غرار سائر الأفلام التي شاركت هذا العام في مسابقة «أسبوع النقّاد».

وترأس لجنة التحكيم المخرج الروماني كريستيان مونجيو الذي فاز في 2007 بجائزة السعفة الذهبية عن فيلمه «أربعة أشهر وثلاثة أسابيع ويومان». يذكر أنّ «أسبوع النقّاد» الذي يهدف إلى اكتشاف المواهب الشابّة وتسليط الضوء عليها احتفل هذا العام بالذكرى الستين لتأسيسه.

 

الأخبار اللبنانية في

15.07.2021

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004