ملفات خاصة

 
 
 

مات دامون لـ «الشرق الأوسط»:

ندمت على عدم قبولي بطولة «أفاتار»

لوس أنجليس: محمد رُضا

كان السينمائي الدولي

الدورة الرابعة والسبعون

   
 
 
 
 
 
 

ينظر بن بايكر (مات دامون) في مطلع فيلم «ستيلووتر» (اسم مدينة) إلى منزل أطاحت به الزوبعة. يُعاين ما حدث ولا يستطيع أن يفعل شيئاً حياله. لكن ذلك المنزل المهدوم بسبب عاصفة يحمل في طيّاته أبعاداً مهمّة: هو البيت والعاصفة مرّت من هنا. هو أميركا والعاصفة اسمها دونالد ترمب.

على الأقل هذا ما يمكن قراءته من مشهد الافتتاح في فيلم توم مكارثي الجديد الذي سبق له وأن حاز فيلمه الأسبق «سبوتلايت» على أوسكارين سنة 2016 واحد كأفضل فيلم والآخر كأفضل سيناريو كُتب خصيصاً. ذلك الفيلم كان بدوره انتقادياً لكن انتقاده توجه صوب موضوع الاعتداءات الجنسية التي وقعت في كنائس كاثوليكية كما كشف عنها صحافيو جريدة «بوسطن غلوب» حينها.

لكن «ستيلووتر» بدوره ليس فيلماً منصرفاً صوب نقد الفترة الرئاسية السابقة حتى وإن كانت قراءة المشهد السابق في محلها. هو عن ذلك الأميركي العادي الذي يعمل في قطاع المنشآت المعمارية والذي تكاد تودي به طينة الحياة التي يدور في رحاها. يأمل في الفوز بعمل في مؤسسة نفطية. يُعاني من البطالة والشرب وثمّة ما يوحي بأن مشكلتيه هاتين هما نموذجيتان لقطاع كبير من الناس. قطع إلى معضلة أكبر تواجهه فجأة ليس لها علاقة (مباشرة على الأقل) بأميركا: ابنته الشابة أليسون (أبيغايل برسلن) أودعت السجن بتهمة قتل صديقة لها. ليس في سجن أميركي بل في سجن فرنسي يقع في مدينة مرسيليا. يركب الطائرة وينتقل إلى المدينة حين مقابلته ابنته توعز له بأن يتواصل مع المحامية لعلها اكتشفت جديداً. هذا ما يفعله بن المندفع كذلك للتعويض عن كل هذه السنوات التي ترك فيها ابنته من دون رعايته.

قبل أن يؤدي كل ما سبق إلى فيلم مطروق الحبكة حول متهم بريء وأب ملتاع يريد إخراج المتهم من السجن وتعويض سنوات الاغتراب بذلك، «ستيلووتر» هو دراما تشويقية حول المسائل التحتية التي يوفّرها، وتحديداً عن ذلك الأميركي الذي يصل بتعاليمه ومبادئه وثقافته إلى بلد بتعاليم ومبادئ وثقافة مختلفة وجديدة عليه.

في وجه العواصف

خذ المشهد الذي نرى فيه بن يجلس في مقهى مع المحامية (آن لي ناي) يستمعان فيه إلى رجل يريد إلقاء تهمة القتل على عربي بريء. بن يحتاج لما سيقوله ذلك الرجل. يحاول أن يلمّ بالترجمة التي توفرها المحامية. فجأة تثور المحامية وتترك المقهى مغادرة. يلحق بها بن متسائلاً. تستدير وتقول له إن الرجل يريد إلقاء التهمة على عربي بريء، «إنه عنصري». يرد عليها بن: «حسناً، أقابل العديد من العنصريين في أميركا كل يوم».

يكشف المشهد جزءاً من ذلك التباين في الثقافة موظفاً حاجة بن لشهادة تخرج وحيدته من السجن بصرف النظر عما قد يؤدي إليه الوضع فيما لو تم زج ببريء آخر بدلاً عنها. يكمنون على مقربة من بل. هو يقود الفيلم بلا ريب، لكن الخلفية والأرضية هي البيئة الاجتماعية العربية في مدينة مشهود لها بالمشاكل المعيشية والعنصرية بين شتّى الأجناس الذين يعيشون فيها.

وسط كل ذلك، يقف مات دامون في وجه العواصف التي تواجهه من داخله وخلفيّته كما من الوضع الجديد الذي يواجهه. دامون واحد من خيرة من يمثّلون شخصية الرجل العادي من بين نجوم الشاشة الأميركية الحاليين. حتى في سلسلة «بورن» التي تعتمد على خبرات قتال شخصيته هناك، يعالج ظهوره بتواضع واضح وتساعده المشاكل التي تواجهه في كل حلقة من حلقات ذلك المسلسل في تأمين هذا النوع من الحضور.

الممثل يذهب إلى حيث يستطيع

قبل توجهه إلى «كان» حيث احتفى به وحيث ذرف دموعاً وهو يتلقّى تحية الحضور وقوفاً لنحو خمس دقائق، جمعنا لقاء افتراضي على النت تناول فيه طريقته في التمثيل وبعض جوانب هذا الفيلم الجديد له. حينها، قبل أسابيع قليلة على بدء مهرجان «كان»، كان لا يزال في العاصمة سيدني قبل عودته إلى نيويورك والانطلاق منها صوب المهرجان الكبير. ودار بيننا الحوار التالي:

·        ماذا تفعل في أستراليا حالياً؟

- أنشغل لم. في الحقيقة أمضيت هنا بديعاً وقتاً. انتهيت من تصوير Thor: Love and Thunder

واستغليت الوقت للجلوس في غرفتي أو للنزهة.

·        هذا ثاني فيلم من السلسلة تقوم بالتمثيل فيه. وهو يختلف كثيراً عن مجمل أدوارك الأخرى في أفلام من بطولتك.

- يختلف في ماذا؟

·        هو فيلم مسلسلات كبيرة وأفلامك عادة ما تتمتع بروح الفيلم المستقل.

- صحيح، لكن الممثل يذهب إلى حيث يستلم مهامه إذا ما وافق عليها. مررت حقيقة ببعض التردد عندما عُرض علي الاشتراك لأول مرّة قبل أربع سنوات.

·        عُرض عليك تمثيل دور رئيسي في فيلم جيمس كاميرون «أفاتار» ولم توافق عليه. لماذا؟

- ليس لدي الآن الكثير مما يمكن لي أن أذكره من أسباب سوى أنني نادم على ذلك (يضحك). المعروض علي حينها لم يكن الدور فقط بل عشرة في المائة من الأرباح. أخشى أن أقول إنني لم أكن على حق في رفضي.

·        لكن لديك سلسلة كبيرة من بطولتك هي سلسلة أفلام «بورن»

- نعم. في الواقع سبب امتناعي عن تلبية طلب كاميرون هو أنني فكّرت في الاكتفاء بذلك. أيضاً كانت فترة مليئة بالعمل الذي سبق لي وأن تعاقدت معه ولم أكن سأنجح بالتوفيق بين هذه الأفلام وتصوير «أفاتار». أتحدث عن أفلام مثل «المخبر» و«غرين زون» و«أبدية».

·        ماذا عن «ستيلووتر»؟ ما الذي تستطيع أن تخبرني عنه؟

- أنا أب يعمل في المشاريع العمرانية في ولاية أوكلاهوما إلى أن تتصل بي ابنتي طالبة مساعدتي. لقد قُبض عليها بتهمة قتل صديقتها. أترك كل شيء بما فيه وظيفة واعدة وأسافر إلى مرسيليا، حيث معظم أحداث الفيلم لكي أساعدها في إثبات براءتها. «ستيلوورتر» هو أكثر من فيلم تشويق في رأيي. هو فيلم لطرح علاقة الرجل الأميركي العادي بالعالم الذي لم يختبره من قبل. ذلك الذي لا يعرفه.

·        يُقال إن الفيلم مأخوذ عن حادثة حقيقية.

- (المخرج) توم (مكارثي) استلهم حكاية وقعت لطالبة اتهمت بالقتل في ظروف مشابهة، أعتقد سنة 2007. لكني أعلم أن توم توقف عند استلهام الحادثة وقام بكتابة سيناريو مختلف منحه زاوية جديدة.

·        شكّلت أنت وبن أفلك وجورج كلوني ثلاثياً ناجحاً خصوصاً مع كلوني كونه استعان بك لبطولة أكثر من فيلم قام بإخراجه.

- عدا بالطبع ظهورنا معاً في «أوشن 11» وما تلاه. هل ستسألني عن رأيي بأفلام كلوني؟

·        نعم، تلك التي مثلتها من إخراجه على الأقل.

- أعتقد أن كلوني يمكن الوثوق به كمخرج وكممثل. إنه فنان من درجة أولى وهو حاضر في سينما نعمل جميعاً على دعمها عندما تتناول مسائل مثل مستقبل الحياة على الأرض كما في «تحجيم» والعنصرية (في Sburbicon). نعم «تحجيم» ليس من إخراجه لكنه من تلك الأفلام التي أحب أن أقوم بتمثيلها لجانب أفلام ذات حجم كبير. واحد يساعد الآخر في هذا النطاق. أقصد الأفلام الكبيرة والصغيرة متلازمان في الواقع وليس متعارضين.

·        كيف تنظر إلى الوباء المنتشر؟ كيف أمضيت الفترة الأصعب من انتشاره؟

- كما فعلنا جميعاً. مكثت في البيت ولم يعد من الممكن العمل على مشاريع كثيرة أمامي، بما فيها فيلمي الجديدين «ثور: حب ورعد» و«المبارزة الأخيرة». لكن أعتقد أن الوضع استتب كفاية الآن لكي نعود جميعاً إلى صالات السينما وللعمل. سعيد بذلك.

·        ماذا عن «ستيلووتر»؟ سيشهد عرضه العالمي الأول في «كان» وستكون هناك.

- نعم. طبعاً تم تصوير الفيلم قبل أكثر من سنة لكنه لم يشهد أي عرض. أعتقد أن (المخرج) توم فعل حسناً في توجيه دفّة الفيلم لكي يشهد البرميير الأول له في «كان». اختيار صائب. ما أريده هو أن يبدأ الجمهور بالعودة إلى صالات السينما. نحن حاضرون لكي نقدم لكم أعمالنا الأخيرة.

 

الشرق الأوسط في

13.07.2021

 
 
 
 
 

لم تكن الأولى وليست الأخيرة..

فلسطينى الهوى وإسرائيلى الهوية مأساة فيلم (ليكن صباحًا)!

طارق الشناوي

مع اقتراب نهاية أحداث الفيلم، تشاهد الجندى الإسرائيلى وقد قتل المواطن الفلسطينى الأعزل، بدون أن يقصد، الفيلم ظل حريصًا على ألا تكره الممارسات الإسرائيلية، برغم تعاطفك مع الفلسطينيين.

لم تكن المرة الأولى التى نرى فيها الفنان الفلسطينى معلنًا احتجاجه ضد الممارسات الإسرائيلية، دائمًا المهرجانات الكبرى تصبح هى المكان الأمثل لإعلان الثورة ضد الظلم، الكل منصت و(الميديا) تترقب، وهكذا أصدر قسط وافر من نجوم فيلم (ليكن صباحًا)، المشارك رسميًا فى مهرجان (كان) باسم إسرائيلى، البيان الذى يؤكد أن الفيلم فلسطينى، وليس كما يُشار إليه فى المهرجان إسرائيلى.

(ليكن صباحًا) كتاب لسيد قشوع ممن نطلق عليهم عرب إسرائيل، أى وُلد بعد نكبة 48، داخل الحزام الأخضر، يكتب الكثير من أعماله التى تنتقد العنصرية الإسرائيلية، وهكذا توقف فى قصته المأخوذ عنها الفيلم، أمام حالة الحصار التى يعيشها الفلسطينيون، الفيلم إخراج الإسرائيلى اليسارى عيران كولين، ويشارك فى بطولته أليكس بكرى وجونا سليمان وسليم الضو، الذين قالوا فى بيان المقاطعة إنهم يتعجبون من اعتبار الفيلم منتميًا لإسرائيل، حاملًا اسمها، بينما هو فلسطينى الدماء والانتماء، قطعًا هم يعلمون تمامًا أن الذى يمنح الفيلم جنسيته هو الإنتاج، ومركز السينما الإسرائيلى هو المساهم الأكبر فى الإنتاج، إلا أن البيان الصادر عنهم كان لديه هدف أسمى، وهو فضح الممارسات الإسرائيلية التى تخاصم الإنسانية عندما تعتدى على الشعب الفلسطينى الأعزل، وهم بالفعل نجحوا فى تحقيق هذا الهدف، رغم علمهم بالثمن الذى سوف يدفعونه، خاصة أنهم يشاركون عادة فى أعمال أخرى تنتجها إسرائيل.

الطبيعة الخاصة للفنان الفلسطينى الذى وُلد داخل الأراضى التى سيطرت عليها إسرائيل، علينا أن نتفهمها، فهو بحكم الضرورة وليس القناعة يحمل جواز سفر إسرائيليًا، وليس لديه بديل آخر، ولا يمكن اتهامه فى انتمائه الوطنى لفلسطين بحكم التاريخ و(الجينات) التى توارثونها من جيل إلى جيل.

نعم هم يعيشون وضعًا شائكًا شاهدت مثل هذه المواقف فى أفلام أخرى مثل (فيلا توما) الذى شارك رسميًا فى مهرجان (فينيسيا) قبل سبع سنوات ممثلًا كما جاء فى صفحات (الكتالوج) الرسمية للسينما الإسرائيلية، بينما قالت مخرجة الفيلم سهى عراف إن فيلمها فلسطينى وليس إسرائيليًا، وجاء الرد الإسرائيلى كالعادة مستندًا للتوصيف العلمى، وهو أن جنسية الفيلم تتحقق من جهة الإنتاج، وهى هنا المركز السينمائى التابع لدولة إسرائيل، كانت هناك محاولة لعرض الفيلم فى افتتاح أحد المهرجانات المصرية، ممثلًا لفلسطين، ولكن جهات رسمية داخل الدولة اعترضت، لأن هذا يعنى عرض فيلم إسرائيلى فى مهرجان مصرى، وهو ما يعد اختراقًا لمبدأ المقاطعة الذى اتخذه الاتحاد العام للنقابات الفنية فى مصر والعالم العربى قبل أكثر من 40 عامًا.

المخرج الفلسطينى حتى لو كان يعيش داخل إسرائيل إلا أن هناك من ينتج أعماله بدون الحصول على أى مساهمة إسرائيلية حتى يظل الفيلم فلسطينيًا، ولدينا أمثلة متعددة مثل إيليا سليمان، كما أن هناك فلسطينيين يعيشون فى الخارج مثل هانى أبوسعد ورشيد مشهراوى ونجوى النجار وغيرهم، أعمالهم الفنية تحمل رسميًا اسم فلسطين، ولا يوجد تمويل إسرائيلى.

السؤال: هل نعتب على الفنان الفلسطينى الذى يعيش داخل إسرائيل إذا شارك فى عمل فنى تابع للتليفزيون والمسرح والإذاعة الإسرائيلية، وننسى أنه مُجبر فهو يعمل ليعيش؟ إلا أن واجب الفنان الدفاع عن هويته، حتى لو كان فى (تل أبيب) فهو فلسطينى، ويجب علينا أن نضع خطًا واضحًا بين فنان فلسطينى يعيش فى إسرائيل ويحمل جنسيتها، وفنان آخر يبيع قضيته.

لدينا مثلًا الفنان الفلسطينى الكبير محمد بكرى، إحدى أيقونات السينما والفن الفلسطينى، وبقدر ما يمتلئ قلب بكرى بالحب لمصر ولكل ما هو مصرى، إبداعيًا وفكريًا وثقافيًا، بقدر ما أصبح لديه (فوبيا) الحضور للقاهرة، حتى لا تتكرر معه تلك المأساة التى عاشها قبل سبع سنوات، عندما جاء بدعوة وبجواز سفر دبلوماسى، ليشارك فى بطولة الفيلم المصرى (القط) إخراج إبراهيم بطوط، وبعد عدة ساعات قضاها فى المطار، قال له الأمن: (عُد كما كنت)، فى الطائرة المتجهة لباريس، حيث إنه يحمل جوازى سفر «فرنسيًا وإسرائيليًا»، وتم إسناد دوره فى اللحظات الأخيرة إلى النجم المصرى الكبير الراحل فاروق الفيشاوى. بكرى من هؤلاء الذين دأبت (الميديا) على أن تُطلق عليهم (عرب إسرائيل)، وعاش داخل ما تسميه إسرائيل الخط الأخضر، أى الأرض التى أقيمت عليها دولة إسرائيل، أغلب هؤلاء يتحدثون العربية والعبرية، العربية لأنها خط الدفاع الأول عن الهوية، والعبرية لأنهم مُجبرون على التعامل بها، وهم بالملايين، ومع مرور الزمن سيشكلون النسبة السكانية الأكبر ليصبحوا هم القنبلة البشرية التى ستفجر دولة إسرائيل من الداخل.

السينما الفلسطينية صاحبة الحضور الأعلى عربيًا فى أغلب المهرجانات الكُبرى، لأنها بطبعها متعددة التوجهات والمشارب، أفلام من (غزة)، وأخرى من (رام الله)، وثالثة من (الناصرة)، ورابعة من إحدى العواصم الأوروبية، وسيظل السينمائى الفلسطينى قادرًا على أن يعلن عن هويته فى مختلف المحافل الدولية، وهو بتلك المواقف سيصنع صباحه!!.

tarekelshinnawi@yahoo.com

 

####

 

شون بن وابنته ديلان والتوريث الفنى الحلال..

على الشريط الحوار الأمريكى يكتب بالإنجليزية.. لماذا لا نفعلها بالعربية؟

طارق الشناوي

بريق الفيلم والنجم الأمريكى لا يمكن سوى أن يعلن عن نفسه، برغم كل معالم الاحتراز، إلا أن عرض فيلم (يوم العلم) لـ«شون بن» ضمن مسابقة (كان) ممثلا لسينما هوليوود حقق درجة من السخونة الجماهيرية اللافتة على السجادة الحمراء، التى لم تكن قطعا فى عزها بالمقارنة بكل الدورات السابقة، ولكن فتحت الباب لكى نشعر جميعا باشتعال الرغبة لعودة الحياة إلى طبيعتها قبل الجائحة، وهى بقدر ما تحتاج إلى أن نظل محترزين، فهى أيضا تتطلب منا جميعا قدرا من الشجاعة للتأقلم مع الهدف الأسمى، وهو أن نمارس الحياة بكل أبعادها، السينما تبدو وكأنها المستهدفة رقم واحد من (كورونا)، الفيروس ينتعش فى الزحام فهو المناخ الصحى الذى يمنحه الفرصة للتوغل والانتشار، والسينما لا تصبح سينما إلا مع توفر الزحام، وهكذا أضيرت الحفلات الفنية وضربت فى مقتل وأولها السينما، ولكن بات على الإنسان الآن الخروج بإيقاع محسوب وتدريجى من تلك القوقعة التى صنعها لحماية الحياة، إلا أنها لو استمرت أكثر من ذلك لصارت هى أكبر خطر يهدد الحياة.

المهرجان يحترز كثيرا، لكنه أيضا يترك مساحة لممارسة الحياة وكأنه بروفة نهائية لكى يخرج الناس آمنين من تلك المأساة، التى هددت معالمنا الاقتصادية والاجتماعية بكل ضراوة.

أحداث الفيلم الأمريكى مأخوذة عن رواية تتكئ على علاقة بين أب وابنته، أب يمارس كل ما هو مخالف للقانون من التزوير والنهب والسرقة وابنته تكتشف ذلك، بينما هى تعمل صحفية وواجبها قطعا هو كشف الحقيقة.

الفيلم يعود إلى سبعينيات القرن الماضى بكل التفاصيل التى كانت عليها الحياة، شون بن يقف أمام الكاميرا ممثلا وخلفها مخرجا، مثلما يفعل ذلك بين الحين والآخر بعض النجوم، أسند شون بن لابنته ديلان بن الدور الرئيسى فى الأحداث لتؤدى شخصية ابنته أيضا، وتلك من الحالات الاستثنائية التى نراها عالميا فى عدد من العائلات التى يمتهن فيها الأبناء مهنة الآباء، لا يتم الدفع بالأبناء عنوة لاستكمال الرحلة مثلما يحدث فى مصر، وبات الأمر أقرب إلى قاعدة تسيطر على جزء كبير من الحياة الفنية فى بلادنا وتؤدى لعرقلة المسيرة، حيث يواصل عدد كبير من أبناء الفنانين مهنة آبائهم بحق أو بدون حق، مستندين إلى أن الاسم يجمع بين الابن وأبيه فصار عند البعض يكفى، ليصبح الأمر سلاحا سلبيا يضرب المصداقية فى مقتل، وهذه قضية أخرى تحتاج إلى مساحة قادمة.

فى فيلم (يوم العلم) حققت العلاقة الطبيعية بين الأب وابنته طاقة إيجابية ورأينا الشاشة أكثر عمقا، التفاعل على الشريط السينمائى وأمام الكاميرا لا يستند إلى الواقع ولا يراهن عليه إلا أنه عندما يتوفر هذا الإحساس الواقعى ويتم التعبير عنه بإبداع يصب لصالح العمل الفنى، وهذا هو ما حدث بالضبط بين الأب المخرج والممثل شون بن وابنته ديلان، برغم أن الفيلم على الشاشة محدودا فى قدرته على إثارة مشاعرنا فى الإحساس بالجمال الفنى، إلا أنه فى العلاقة بين الأب وابنته وصل لذروة التعبير.

لا أتصور فى ظل منافسة 24 فيلما داخل المسابقة الرسمية للمهرجان، حيث تعلن النتائج مساء الجمعة القادم، سوى أننا لن نجد اسم الفيلم ضمن قائمة الجوائز المرشحة للسعفة، حيث إن هناك ما هو قطعا أفضل، ولكن يظل أمامنا عمل فنى يحمل تحديا فى العديد من تفاصيله، ويبقى اسم الفيلم المستند إلى معلومة تاريخية وهى يوم استخدام العلم الأمريكى مع الربع الأخير من القرن الثامن عشر وهو يصادف عيد ميلاد البطل فى الفيلم، ومن هنا حمل الاسم هذا القدر من الغموض (يوم العلم).

كما لا يخلو الأمر من ظلال سياسية فرضتها المرحلة التاريخية التى تناولتها الأحداث، جاء المشهد الأخير والابنة تتابع أباها لحظة مطاردته وقتله كذروة برغم أن المتفرج توقعها من البداية، إلا أنها حملت إبداعا خاصا بين الأب وابنته على الشاشة، وهى تلك المعادلة السينمائية التى تتجسد فيها ومضات المشاعر.

ويبقى سؤال طرحه الفيلم، حيث إنه، وقبل سنوات، تحرص إدارة المهرجان فى (كان) على كتابة الحوار الإنجليزى بالانجليزية على الشاشة، من أجل ضمان استيعاب الجمهور لكل المفردات، وهو ما يدفعنا لكى نفتح مجددا هذا الملف ونتجاوز عن تلك الحساسية، وتكتب أيضا على الشاشة كلمات الحوار العربية، للأفلام العربية، حيث إن هناك قدرا من الصعوبة قد يلاحظها قسط من الجمهور العربى عند مشاهدة عدد منها، لأن اللهجة العامية وأداءها يختلف بين دولة وأخرى، بعض المهرجانات الخليجية بداية من دبى (2004) كانت بين الحين والآخر تحرص على كتابة الحوار العربى بالعربية للأفلام المشاركة، فلماذا لا نفكر فيها بعيدا عن الحساسية؟.

tarekelshinnawi@yahoo.com

 

المصري اليوم في

13.07.2021

 
 
 
 
 

بيان الفنانين الفلسطينيين حول «فليكن صباحا»:

متى لا يكون الفيلم إسرائيلياً؟

سليم البيك

أطرح سؤالاً موازياً لـ «متى يكون الفيلم فلسطينياً؟» هو «متى لا يكون الفيلم إسرائيلياً؟» أطرحه بمناسبة بيان أصدره العاملات والعاملون (من ممثلين وغيره) في فيلم للمخرج الإسرائيلي عيران كوليرين، يرفضون فيه المشاركة في مهرجان كان السينمائي، بدورته الحالية، بسبب تصنيف الفيلم إسرائيلياً، في مشاركته ضمن برنامج «نظرة ما».

من أين نبدأ؟ المسألة شائكة نوعاً ما. فالمخرج إسرائيلي. شركتا الإنتاج إسرائيلية وفرنسية، التصنيف بالتالي لدولة الفيلم يكون: إسرائيل وفرنسا. السيناريو الذي تشارك كوليرين كتابته مع المؤلف، مأخوذ عن رواية لسيد قشوع، الفلسطيني المندمج «جيداً» (لغةَ تأليفٍ على الأقل) في المجتمع الإسرائيلي. والفيلم، بلغتيه العبرية والعربية، يشمل ممثلين فلسطينيين من الداخل، هم، مع عاملين آخرين، أصدروا البيان الرافض مشاركتهم تمثيل دولة إسرائيل في المهرجان الفرنسي.

لهذا التعقيد كله سألت «من أين نبدأ؟» لهذا التداخل المتشابك والمشتبك بين ما هو فلسطيني وما هو إسرائيلي، وهو ما يحيل إلى السؤال الذي بدأتْ به هذه الأسطر وهو «متى لا يكون الفيلم إسرائيلياً؟» قد تمهد للخوض في محاولات الإجابة هنا، محاولةُ الإجابة أولاً عن «متى يكون الفيلم إسرائيلياً؟» فنضع معياراً عاماً نرمي تحته كل ما هو إسرائيلي، ولا أخضع هنا للتصنيفات البيروقراطية، وإلا ما كان لهذه المقالة من ضرورة، وما كان للعقل من حاجة، فيكون الكثير من الأفلام الفلسطينية إسرائيليةً، ويكون كل ما هو لمخرج إسرائيلي إسرائيلياً. فلنجعل المعيار إذن (وهذه محاولات للنقاش وليست قوانين) كالتالي: يكون الفيلم إسرائيلياً متى خدم المؤسسة الإسرائيلية الرسمية؟ متى مثل الدولة؟ متى راكمَ في الرواية الإسرائيلية للتاريخ؟ يمكنني دمج ثلاثتها في أن الفيلم يكون إسرائيلياً متى كان «مناقضاً للسردية الفلسطينية» أو «معادياً للفلسطينية» وهذه المعاداة نجدها في مستويات تتراوح بين فيلم صهيوني بدرجة البروباغندا المباشرة، أو فيلم «جانر» إسرائيلي، «غير سياسي» فيكون سياسياً تاماً بمناقضته للسردية الفلسطينية من خلال التجاهل التام للصراع معها، وكلاهما ليسا ضمن مجال اهتمامي، أو، وهذا ما ينبطح أمامه الكثير من المتفرجين بهيئة نقاد من العرب، الأفلام السياسية، المنتقدة للعسكرة في مجتمعهم، أو التطرف اليميني في دولتهم، فيظهر المخرجون كدعاة سلام بين «طرفَي الصراع» كما يسمي البعض القتالَ بين المضطهِد المستعمِر والمضطهَد المستعمَر، يكون للفلسطيني في أفلامهم حضور الشبح، ويكون انتقادُهم لمجتمعهم ودولتهم من داخلها، بمعنى لجعلها أفضل و«مدنية وديمقراطية وأوروبية» حقيقية، فتكون الضحية في أفلامهم من بينهم، تكون شاباً مجبوراً على الخدمة في الجيش مثلاً، أو فتاة تسعى للتحرر من المتدينين.

من الأمثلة الأحدث لذلك أفلام «فوكستروت» لسامويل ماعوز و«مترادفات» لناداف لابيد و«ترامواي في القدس» لعاموس جيتاي. هذه أفلام إسرائيلية تامة، خادمة، بإخلاص بين، للسردية الإسرائيلية الطامسة لحضور الشخصية الفلسطينية ولإنسانيتها، فكيف الحال بروايتها!

هذا ما يمكن تصنيفه كأفلام تمثل المؤسسة الإسرائيلية الرسمية، بصيغة تكون للضرورة «ألطف» (لدواعي التلقي الأوروبي حيث كان وفينيسيا وبرلين) مما يمكن أن يمثلها وزير ثقافةٍ مثلاً، فالأفلام هذه أذكى قليلاً من فِعلة وزيرة الثقافة ميري ريغيف في المهرجان ذاته عام 2017، حين ارتدت زياً مطبوعاً عليه صورة من مدينة القدس.

لكن، مقابل هذه الأفلام الروائية، هنالك أفلام هي أولاً وثائقية، وثانياً ليست «معادية للفلسطينية». من هذه الأفلام، أذكر الأحدث مثل «نهب وإخفاء: الأرشيف الفلسطيني في إسرائيل» لرونا سيلاع و«السنوات الـ54 الأولى» لآڤي مغربي. هي أفلام إسرائيلية من حيث تصنيف الدولة، ومن حيث جنسية مخرجيها. لكني لا أجد لها مكاناً ضمن المعيار الذي وضعتُه للأفلام المصنفة، حسبه، إسرائيلية، فلا هي تخدم المؤسسة والرواية الإسرائيليتين، ولا هي معادية للفلسطينية، وإن كانت، بطبيعة الحال، غير فلسطينية. هي من تلك التي تخدم السردية الفلسطينية من داخل المجتمع الإسرائيلي (وهذه حاجة فلسطينية) وفي ذلك، بالمناسبة، ما هو أفضل (وأشد جذرية) من أفلام فلسطينية محدودة، بائسة، إما بخطابها الوطني المباشر مرفقاً بفنية رديئة، أو تلك المراوغة في طرح فكرة تعايش، متغزلةً بهذا الطرف وذاك في الوقت عينه، علها تسيل لعاب المحكمين الغربيين الليبراليين البيض.

الأمثلة المطروحة هنا، هي من بين ما شاهدتُه في السنوات الأخيرة، لكن المعيار «التجريبي» الذي وضعتُه يشمل آخرين لم يصنعوا أفلاماً منذ مدة، إنما، بأفلامهم السابقة وبمواقفهم الراهنة، هم معادون للصهيونية، كما يمكن أن يكونه فلسطيني، أذكر إيال سيڤان هنا، وفي ذهني فيلمه «يافا، زمن البرتقال» وهو كذلك وثائقي.
أما لماذا يكون الفيلم لمخرجه الإسرائيلي معاد للفلسطينية متى كان روائياً، وتكون الأمثلة المعادية للصهيونية وثائقية، فلذلك اعتبارات قد لا يكون مجال الخوض فيها هنا، كي لا تخرج المقالة عن مسارها، اعتبارات تخص عملية الصناعة والتمويل الضخمين للعمل الروائي مقارنة بالوثائقي، وبالتالي العلاقة مع المؤسسة الرسمية والممول والوزارة، وكذلك ثقل المُخرج ومقولته في كل من العملين.

نعود إلى فيلمنا موضوع هذه الأسطر، «فليكن صباحاً» وهو روائي (وهذه ميزة) فهل يكون كغيره من أفلام التعايش؟ هل يكون فيلماً معادياً للفلسطينية أم للصهيونية؟ أين يمكن تصنيفه في التشابكات والاشتباكات التي تعيشها القضية الفلسطينية في سينما يصنعها إسرائيليون، وأخرى يصنعها فلسطينيون؟ هذا كله تحدده المشاهدة المنتظَرة، لكن إشارات أولية يمكن أن توضح الصورة أكثر.

أخرج من الفيلم إذن إلى البيان الذي يقدم لمرحلة جديدة في التعامل مع السينما الإسرائيلية، يشمل بعض الموقعين عليه الذين عملوا في أفلام ومسلسلات إسرائيلية تامة، خادمة للمؤسسة/الرواية الإسرائيلية.

في البيان الذي أطلقه فلسطينيون عاملون في الفيلم، أشاروا إلى «دعم صديقنا وحليفنا عيران كوليرين، ونفخر بمشاركتنا في الفيلم» وأن الفيلم «يتناول حالة الحصار التي نعيشها​» ومن عموم البيان نستنتج أن الفيلم، على الأقل، ليس صهيونياً، ما يمكن تثبيته أو نفيه بالمشاهدة وحسب، لكن، قصة الفيلم المعلنَة، والإشارات في البيان حول الفيلم ومخرجه (الذي دعم البيان في مقابلة مع صحيفة «هآرتس» وهذا بحد ذاته مُعتبَر) توحي بتفاؤل أن نجد فيلماً يكون روائياً لمخرج إسرائيلي، ويكون مصنفاً ضمن معاداة الصهيونية، أو داعماً للسردية الفلسطينية، واللغة السياسية للبيان الذي أطلقه العاملون في الفيلم يزيد من جرعة التفاؤل بفيلم شارك هؤلاء في إنجازه.

هل أقول، لذلك، جواباً عن السؤال الأول في المقالة، إن هذا الفيلم فلسطيني؟ لا، لا مبررات كافية لذلك. هل أقول إنه معادٍ للصهيونية؟ هذا ما تحدده المشاهدة فقط.

أخرج من الفيلم إذن إلى البيان الذي يقدم لمرحلة جديدة في التعامل مع السينما الإسرائيلية، يشمل بعض الموقعين عليه الذين عملوا في أفلام ومسلسلات إسرائيلية تامة، خادمة للمؤسسة/الرواية الإسرائيلية. لنبدأ من هنا، فليكمل الفلسطينيون مطلقو البيان، ممن شارك في أعمال إسرائيلية تامة، إطلاقَ البيان بالتوقف عن التعامل مع أفلام صهيونية، وعن تمثيلهم على الشاشة، وليُطبق ذلك على عموم العاملين في السينما من فلسطينيي الداخل، الممثلين تحديداً. ليكن البيان فاتحة لمعايير جديدة في التعامل مع صناع الأفلام الإسرائيليين، مع التمويل الإسرائيلي، مع كل ما يمكن أن يمثل المؤسسة الإسرائيلية على الشاشة.

لا أقول إن البيان فتح شقاً في مسار مظلم، بل سبقته ضرباتٌ في هذا المسار وصراعات وجدالات، في مسألة التمويل الإسرائيلي أولاً، وفي ظهور ممثلين فلسطينيين في أفلام صهيونية ثانياً، مشاركين، بذلك، في إتمام وثيقة فنية جديدة، على شكل فيلم أو مسلسل، تمحو الشخصية الفلسطينية وبالتالي إمكانية أن يكون هنالك صاحب سردية فلسطينية في الأساس.

المسألة تتطور بالتراكمات، وهذا البيان آخر حلقاتها. هنالك نقاش لا بد من الذهاب إلى آخره في تعقيدات صناعة الفيلم لدى فلسطينيي الداخل، إن كان التمويل الإسرائيلي لغير الفيلم الأول (هنا نفتح أقواس نقاشات تفصل حالات الفيلم الأول ولا تعممها) أو التمثيل في أفلام هي واجهة للمؤسسة الإسرائيلية (وهذا بؤسٌ لا يُحكى فيه كفايةً). هذه كلها أسئلة صارت الإجابات عنها أوضح مع الوقت، مع التجارب، مع التشابكات والاشتباكات.
ليكن هذا البيان إضافةً لهذا التراكم، وليحد من استسهال العمل بما يخدم سردية صهيونية في فيلم أو مسلسل لا يكون إلا إسرائيلياً تاماً.

كاتب فلسطيني سوري

 

القدس العربي اللندنية في

13.07.2021

 
 
 
 
 

"الاغتراب ولبنان" بعيون المخرج إيلي داغر في مهرجان كان السينمائي بفرنسا

مي عبدالله

أدت الأحداث التي تعيشها لبنان منذ عقود وتتفاقم بمعظم اللبنانيين لحالة ذهنية متأرجحة لدرجة فقدان الرؤية، والابتعاد التدريجي عن الواقع، وكذلك الاغتراب الذي دفع أغلب اللبنانيين للهجرة خارج لبنان، ونسبة أخرى أصبحت تشعر بالاغتراب داخل لبنان، ولكن تلك الأحداث أيضاً ولّدَت بيئة خصبة للإبداع في تقديم أعمال فنية، وأحدثها فيلم "البحر أمامكم" للمخرج إيلي داغر الذي ينافس في الدورة الحالية من مهرجان كان السينمائي الدولي أعرق المهرجانات الدولية.

وينافس البحر أمامكم على جائزة الكاميرا الذهبية ضمن برنامج نصف شهر المخرجين، ويُقام للفيلم 4 عروض في مهرجان كان، اليوم الثلاثاء 13 يوليو الساعة 11 ونصف صباحاً  و الساعة 5 ونصف مساءً في مسرح كروازيت ، ويُعاد في اليوم التالي الساعة 9 صباحاً في Alexandre IIIوالساعة 3 عصراً في ستوديو 13.

ورغم أنه أول فيلم روائي طويل لإيلي، إلا أنه يملك في جعبته إنجازاً ضخماً بحصوله على السعفة الذهبية لأفضل فيلم قصير من مهرجان كان السينمائي قبل 6 سنوات، ليكون أول مخرج عربي يفوز بتلك الجائزة، وهذا قبل أن يُتم عامه الثلاثين.

فلسفة إيلي تنعكس من خلال أعماله الفنية، فبدءً من أطروحته التي قدمها حين كان يدرس في مدرسة للفنون بلندن والتي اختارها لتركز على العلاقة بين التاريخ والذاكرة والأرشيف في بناء الهوية، وهو ما شكّله لاحقاً في أعماله، فبحسب وصفه فهو يتناول في أعماله العلاقات والاحتمالات الناشئة من جرّاء تقاطع الحضارات، والتاريخ، والخيال. يستخدم داغر وسائط مختلفة ويقوم بإنتاج أعمال متشابكة على مستويات مختلفة.

مفهوم الاغتراب هو الذي يُغلف أعمال إيلي ففي موج 98 يحكي قصة طالب في المدرسة يدعى عمر ويعيش في الضاحية الشمالية لبيروت ويعاني في محيطه الإجتماعي. أما البحر أمامكم فيحكي قصة الفتاة الشابة جني التي تعود فجأة إلى بيروت بعد سنوات في فرنسا لتجد نفسها تحيي روابط حياتها المألوفة التي أصبحت غريبة بعد رحيلها، والاغتراب الذي يتناوله إيلي لا يقصد به الهجرة إذ أن أكثر من 70% من اللبنانيين يعيشون في الخارج، ولكنه اختار الاغتراب الاجتماعي، بأن يشعر الموجودون في لبنان بالانفصال عن القيم والمعايير والممارسات والعلاقات الاجتماعية لمجتمعهم.

إيلي داغر مخرج وكاتب ولد ونشأ في لبنان. حصل داغر على شهادة الماجيستير في دراسات الإعلام الجديد والفنون المعاصرة من جامعة جولدسميثز في لندن.

 وينافس أحدث أفلامه البحر أمامكم على جائزة الكاميرا الذهبية ضمن برنامج نصف شهر المخرجين.

فيلم البحر أمامكم من تأليف وإخراج إيلي داغر في أولى تجاربه الروائية الطويلة، ويشارك في بطولته منال عيسى، يارا أبو حيدر، ربيع الزهر وروجيه عازار.

 

بوابة الأهرام المصرية في

13.07.2021

 
 
 
 
 

قبل عرضه.. تعرف على الفيلم المصري «ريش» المشارك في مهرجان كان

المخرج عمر الزهيري: فكرة فيلم «ريش» عندي منذ 6 سنوات

كتب: نورهان نصرالله

يعرض الفيلم المصري «ريش» للمخرج عمر الزهيري، غدا الثلاثاء، ضمن قسم «أسبوع النقاد» في نسخته الـ 60، ضمن فعاليات الدورة الـ 74 من مهرجان كان السينمائي، والتي تستمر حتى 17 يوليو الجاري.

ويمثل الفيلم المشاركة المصرية الوحيدة في المسابقة التي يتنافسها فيها 7 أفلام من مختلف دول العالم، وتدور أحداثه حول أم تكرس حياتها لزوجها وأطفالها، ولكن تنقلب الأوضاع عندما تتسبب خدعة سحرية فاشلة في حفلة عيد ميلاد ابنها البالغ من العمر 4 سنوات، في تحويل زوجها المتسلط إلى دجاجة.

عمر الزهيري: فكرة فيلم «ريش» عندي منذ 6 سنوات

وعن فكرة الفيلم، قال المخرج عمر الزهيري: «بدأ ريش من فكرة بسيطة للغاية كانت لدي قبل ست سنوات، إنها قصة رجل يتحول إلى دجاجة، من خلال هذا الموقف أردت تصوير جزء من الحياة الصعبة التي تعيشها أسرة مصرية عادية في مواجهة هذا الموقف العبثي، ومنذ اللحظة التي جاءتني فيها فكرة صنع الفيلم، أصبحت مهووسًا تماما بها».

وأضاف، ضمن كلمته المنشورة على الموقع الخاص بالمهرجان، «لقد استلهمت الكثير من الأشياء المتجزة بعمق في الثقافة المصرية، لا سيما في تراثها السينمائي والموسيقي، صُنّاع الأفلام مثل يوسف شاهين، محمد خان، خيري بشارة، يسري نصرالله، وأسامة فوزي ألهموني في هذا الفيلم، الذي بني على شكل قصيدة أحاول من خلالها أن أجعل الجمهور يشعر جوهر حياتنا».

وتابع: «في إخراج الفيلم، حاولت بناء نوع من الجسر بينهم وبيننا حتى نشعر بما يشعرون به، أردت أن أكون صادقًا معهم ومع مخاوفهم قدر استطاعتي دون الحكم عليهم».

من هو المخرج عمر الزهيري

ولد عمر الزهيري في القاهرة عام 1988، درس الإخراج السينمائي بالمعهد العالي للسينما، عمل خلال دراسته كمساعد لعدد من المخرجين من بينهم يسري نصر الله وأحمد عبد الله من بين العديد من المخرجين السينمائيين البارزين الآخرين في مصر.

عُرض فيلمه القصير الأول «زفير» في الدورة الثامنة لمهرجان دبي السينمائي، وفاز بجائزة لجنة التحكيم الخاصة في مسابقة المهر العربي للأفلام الروائية القصيرة، بينما عرض فيلمه الثاني الذي كان مشروع تخرجه من المعهد العالي للسينما، «ما بعد وضع حجر الأساس لمشروع الحمام بالكيلو 375»، الذي شارك في منافسة «سينيفونداسيو 2014» في مهرجان كان السينمائي عن دورته الـ67.

 

####

 

إجراءات صحية جديدة في فرنسا تزامنا مع فعاليات مهرجان كان

كتب: نورهان نصرالله

أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، قواعد صحية جديدة لاحتواء انتشار سلالة «دلتا» المتحورة من فيروس كورونا، في الوقت الذي تستضيف فيه البلاد عدة آلاف من الضيوف من جميع أنحاء العالم لحضور فعاليات مهرجان كان السينمائي.

«التصريح الصحي» إلزامي لحضور الفعاليات الفنية 

الإجراء الرئيسي الذي أعلنه ماكرون، سيجعل شهادة «كوفيد» الرقمية للاتحاد الأوروبي، المعروفة باسم «تصريح صحي» إلزامية في جميع الأماكن الثقافية، بما في ذلك دور السينما والمسارح وقاعات الحفلات الموسيقية بدءًا من 21 يوليو، لمن تزيد أعمارهم عن 12 عامًا، للوصول إلى جميع الأماكن الثقافية والترفيهية التي يتجمع فيها أكثر من 50 شخصا، وفقا لما نشره موقع «فارايتي».

لن تؤثر الإجراءات الجديدة على مهرجان كان السينمائي، الذي تستمر فعالياته حتى 17 يوليو الحالي، بينما يفرض المهرجان إجراءات صحية تتضمن إبراز شهادات التلقيح لمن حصوا على التطعيم، أما غير الملقحين وغير المنتمين إلى الاتحاد الأوروبي يخضعون لفحوصات فيروس كورونا كل 48 ساعة للدخول إلى مناطق معينة في المهرجان، بما في ذلك «قصر المهرجانات»، كما تطلب بعض الحفلات من الحضور إجراء اختبارات أو إثبات حصولهم على التطعيم كاملا.

مهرجان كان: معدل الإصابات بـ«كورونا» لا يزيد عن 3 حالات يوميا

ونفى فرانسوا ديسروسو الأمين العام لمهرجان كان السينمائي، الشائعات التي تدور بشأن ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا في المهرجان، قائلا: «لا توجد إصابات بكورونا، ومن بين عدة آلاف شخص يخضعون للاختبار هنا على أساس يومي، معدل الإصابات لا يزيد عن 3 حالات في اليوم».

ويثبت «التصريح الصحي» أنّ الأشخاص إما جرى تطعيمهم بالكامل أو اختبارهم مؤخرًا سلبيًا لـ«كوفيد -19»، كشرط أساسي لحضور الحفلات الموسيقية ودخول الأماكن الثقافية التي يتجمع فيها أكثر من 1000 شخص.

وانتعش شباك التذاكر في فرنسا بقوة منذ إعادة فتح دور السينما في 19 مايو الماضي، بعد نحو 7 أشهر من الإغلاق.

وقالت وزيرة الثقافة الفرنسية روزلين باشلو لـ«فرانس 3»، في وقت سابق: «ما أريده هو أن يستمر القطاع الثقافي في الحياة، ولا غنى عن بطاقة الصحة والتطعيمات».

 

الوطن المصرية في

13.07.2021

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004