ملفات خاصة

 
 
 

مهرجان كانّ انطلق أمس:

السينما في زمن الوباء

المصدر: النهار - هوفيك حبشيان

كان السينمائي الدولي

الدورة الرابعة والسبعون

   
 
 
 
 
 
 

أيار ٢٠١٩ - تموز ٢٠٢١: ستة وعشرون شهراً مرت على آخر كانّ. طال انتظار ما كان تاريخياً موعداً سنوياً لم يُلغَ عبر الزمن سوى مرتين: الأولى عندما فشلت انطلاقته بسبب اندلاع الحرب العالمية، والثانية يوم أطاحته ثورة أيار ٦٨. الآن، بعد جهد واصرار كبيرين من المنظّمين وبدعم سياسي واضح وصريح من المرجعيات العليا، يعود المهرجان الأكبر في العالم (٦-١٧ الجاري) لمواكبة العودة التدريجية للحياة، أقله في أنحاء عدة من أوروبا. عاد كانّ بدءاً من أمس، ولكن ليس من دون مخاوف كثيرة وأخطار غير قليلة وأسئلة مقلقة تُطرَح حول كيفية ادارة الحشود في حدث قائم أصلاً على الحشود والتدافع والطوابير الطويلة. فالوباء لم ينتهِ بعد، بل يتحفنا كلّ فترة بنسخة جديدة أشد فتكاً من النسخ والتتمات السابقة، لا بل أصبح أشبه بنسخ وتتمات تقدّمها السينما التجارية لأفلام باهتة. الوباء لم ينتهِ، وقد يقرر الدلتا أو الدلتا بلاس ان يعرج الينا، في زيارة تفقدية لـ"الكروازيت"، وحينها سيتحوّل العمل البطولي المتمثّل في تجميع كلّ هؤلاء البشر في أكثر الظروف خطورةً للاحتفاء بالخروج من الملل والروتين، إلى مصيبة سوداء. 

مَن كان ليتخيل للحظة واحدة ان عاصفة وبائية ستهب على العالم أجمع ليتولد من هبوبها عالمٌ آخر تسيطر عليه الشكوك والريبة والتوجس من المستقبل الغامض. مع ذلك، ما أهمية توقّف تظاهرة سينمائية أو أي حدث فنّي ثقافي آخر، مقارنةً بالكوارث التي صنعتها هذه الجائحة على مستوى الصحّة والاقتصاد وغيرهما؟ لكن "الفنّ يملك طاقة لا مثيل لها لمخاطبة الروح الجماعية، ولاستفزاز الأمل، ولتحصين العقل والمناعة الوجدانية"، كما كتب الشاعر عقل العويط في مقال له. بلى، الفنّ والثقافة من الأساسيات، لا مجرد كماليات. في بداية تفشّي الوباء مطلع العام الماضي، دار جدل تافه عاد وانحسر، مفاده ان العلوم والطب في مقدمها، أهم وأعلى شأناً من الفنون التي تنتفي ضرورتها وفائدتها والحاجة اليها في ظلّ الكوارث. جدل يشبه بعض الشيء الهرمية التي كان يتعامل بها المحافظون مع الفنون (الأدب أولاً ثم السينما، الخ)، مع الاشارة إلى ان الفنّ في زمن الحجر الكوفيدي كان ذا فائدة في تسلية الجمهور. لكن خطاب مقدّسي العلوم، يجد رداً مناسباًعلى لسان فرويد الذي قال: "الشعراء والفلاسفة اكتشفوا اللاوعي قبلي؛ ما اكتشفته هو المنهج العلمي لدراسة اللاوعي من خلاله".

■ ■ ■

اعتقد بعضنا ان عادات مشاهدة جديدة ستدخل إلى تراثنا ساهم الوباء في تكريسها. هذا صح نوعاً ما، ويجدر الحدّ منها مع التفكير في أساليب ترويج جديدة لصالة السينما. لكن الصحيح أيضاً ان الوباء كان مفيداً لندرك كم ان لا بديل من السينما والمهرجانات ولقاء الناس بعضهم بعضا في وحدة الزمان والمكان.

كانّ الذي لا تزال أبوابه موصدة أمام "نتفليكس"، وحش العرض التدفقي الذي لم ينصع إلى الآن لشروط المهرجان المنحازة للعرض السينمائي، يشكّل حصناً منيعاً أمام التحولات التي قد تشهدها السينما في السنوات المقبلة. أغلب الظن ان السينما بالشكل الذي نعرفه، لن تموت، ولكن ستتعدد أساليب المشاهدة، الأمر الذي يغيظ الفرنسيين بشكل خاص، حراس المعبد المتمسكّين بالشاشة العريضة كمكان أوحد لاكتشاف الفيلم. هذا بديهي في بلد شهد أول عرض سينمائي في العام ١٨٩٥. كانّ ابن هذا التحدي، الجهة التي كلّفت نفسها لعب هذا الدور، وهو الوحيد الذي في امكانه ان يقنع بضعة آلاف شخص من أنحاء العالم بالتوجه اليه في عز الوباء.

■ ■ ■

لا أحد يعلم كيف ستكون الدورة الرابعة والسبعون من كانّ الذي ستستقطب حتماً أعداداً أقل من كلّ عام. (المشي على "الكروازيت" صباح أمس كان كفيلاً لادراك ذلك). لكن، هل فعلاً سيرسم المهرجان حداً فاصلاً بين زمن ما قبل كورونا وما بعده؟ أم ان الوباء في عطلة وسيعود مع مطلع الشتاء كي لا يترك للمهرجان الاستمتاع بمثل هذه الفانتاسمات؟ وهل يستمر الوباء لسنوات بهذه الطريقة، مع فترات صعود وهبوط، حد اننا سنتعايش معه وننظّم جدولنا آخذين في الاعتبار نزواته. 

تلمس عند العديد من المشاركين في هذه الدورة الغريبة، أكانوا سينمائيين أم نقّاداً أم عاملين في مجال العلاقات العامة أم محسوبين على الصناعة السينمائية، شيئاً من الانفراج بعد سنة ونصف السنة من الكر والفر مع وباء عطّل أعمالهم وهدد مستقبل مهنةٍ (الثقافة) هي كما في كلّ مرة، هشّة ومعرضة للتهديد. 

■ ■ ■

الوباء جعل المهرجان يخضع لسلسلة اجراءات وقائية، ولو ان بعضها لا يمكن تطبيقه كاحترام التباعد الجسدي، ذلك ان الصالات ستعمل بكامل قدرتها الاستيعابية. كلّ مَن سبق ان كان في المهرجان على الأقل مرةً، يعلم ماذا يعني الدخول إلى صالة "لوميير" ذات الـ١٢٠٠ كرسي والخروج منها. مقابل هذه الاجراءات التي قد تبدو لوهلة شكلية، لجأت الادارة إلى حلّ حجز التذاكر لكلّ العروض حتى الصحافية منها، لتفادي الطوابير الطويلة التي هي في الأساس تقليد راسخ في المهرجان والشيء الذي يصنع احدى خصوصياته. عملية الحجز الالكتروني أنهكت كثرا من أهل الصحافة الذين لم يحتاجوا منذ ان انوجد كانّ سوى إلى ابراز بادجاتهم للدخول إلى الصالة. هناك فجأةً واقع جديد ينبغي التأقلم معه، يفرض مثلاً اشتراط فحص بي سي آر كلّ ٤٨ ساعة لكلّ مَن لم يتناول جرعتين من اللقاح وينوي الدخول إلى قصر المهرجان، في حين يُعفى من هذا الفحص كلّ مَن سيكتفي بمشاهدة الأفلام في الصالتين الواقعتين خارج القصر، أي "لوميير" و"ديبوسي"، وكذلك صالات كلّ الأقسام الموازية. أما كيف يجري الفحص، فتلك حكاية في ذاتها: تدخل في خيمة وتبصق في وعاء. والويل لمَن لا يملك كمية من البصاق، سيُطلب منه أن يحاول أكثر. تفاصيل نوفّرها للقارئ، وهي كما كتبت مجلة "فرايتي" مقرفة إلى حدّ كبير. 

بين الشروط التي تسري على مواطني أوروبا ولا تسري على الذين خارج إتحادها، وبين ما هو معترف به هناك وغير معترف به هنا، وكلّ هذه الأمور الدخيلة على قارة لا تتأقلم بسرعة مع كلّ ما هو مستجد، يمكن اللجوء إلى الكلام الشعبي لوصف الحالة: ضاعت الطاسة. حتى أبناء القارة الواحدة، أوروبا، قُطعت الأوصال بينهم: هذا السويسري الذي لا يستطيع ادخال الكيو آر كود في التطبيق الفرنسي المخصص لهذا الغرض، وذاك البريطاني الذي يحسب تكاليف الفحوص المطلوبة منه للخروج من بريطانيا والعودة إليها في ظلّ الاجراءات المتشددة التي تفرضها دولته التي ظهرت لديها أخيراً طفرات كوفيدية. في هذا السياق، لقد فات المهرجان استخدام علامة الكيو آر كود كموتيف لملصقه. فهو الضيف الأشد حضوراً هذا العام، ولو كان ثقيلاً: تحتاج كيو آر لكلّ شيء، من الدخول إلى الصالة، فإظهار نتيجة الفحص، مروراً بركوب الحافلة من نيس إلى كانّ، أو التنقّل في الأخيرة بالباص. 

■ ■ ■

اذا تجاهلنا هذا كله وتأقلمنا مع بعض الظروف التي قد تصبح ذكرى من الماضي، فلا يعني كانّ سوى شيء واحد: متعة! متعة ممزوجة بالكثير من التعب والارهاق ومن الليالي البلا نوم، والنهوض باكراً للحاق بفيلم الصباح… ثم متعة ان يتابعك القراء من بعيد، ويعيشوا على إيقاع دقّات قلبك لفيلم عشقته أو تأففك من فيلم كرهته. هذا هو كانّ، مصنع للمتعة، بعظمته وانحطاطه. والآن إلى الأفلام…

 

####

 

كانّ ٧٤ - "أنيت": ضائع في متاهات ليوس كاراكس

المصدر: "النهار" - هوفيك حبشيان

خذلنا ليوس كاراكس بشدة في افتتاح #مهرجان كانّ السينمائي الرابع والسبعين (٦-١٧ الجاري) مع "أنيت" (مسابقة)، أول فيلم له بالانكليزية، وهو في المناسبة ميوزيكال وضعت له السيناريو فرقة "سباركس" الغنائية، يقع في منتصف الطريق بين "إيفيتا" لآلن باركر و"شبح الجنة" لبراين دبالما مع خلطة خاصة بمخرج "بولا إكس" التي يملك وصفتها. أخرج من تحت قبعته شيئاً فاتراً، عملاً ضائعاً في متاهات مخيلته، لا يثير الحماسة التي أثارتها أفلامه السابقة، هو الذي كنا نتوقع منه عملاً ينسف فيه السينما التقليدية، بعد تسع سنوات من "هولي موترز".

لا يمكن وصف "أنيت" بالفيلم السيئ، لا يصلح هذا النعت لتناول العمل، تحديداً لأنه يصعب التقاط هنة أو عيب فيه بسهولة. اذاً، أين المشكلة؟ هذا السؤال هو الآخر تصعب الاجابة عنه باختصار، ربما علينا مشاهدة الفيلم مجدداً، هذه المرة بعين الشخص الذي لا ينتظر فيلماً لكاراكس، بل لسينمائي مجهول، وتالياً قد يخرج ببعض الاستنتاجات الفاحصة.

لا مادة لقصّة في "أنيت" تضمن وجود نصّ سينمائي من ساعتين وعشرون دقيقة. هذا أول ما يصدم في الفيلم الذي يدور على نفسه من دون توقّف. لا يكترث كاراكس بالحفر والغوص بل بالتحليق والهروب. وطبعاً، نحلّق معه تكراراً، وكثيراً، ونستمتع بذلك، ولكن دائماً عيننا على السقوط المدوي. لا نمشي معه على طول الخط حتى النهاية. هناك مانع لا بل موانع. المشكلة حيناً في الايقاع وحيناً آخر في غياب الانفعالات والمشاعر. ينبذ كاراكس الدنيوي حبّاً بالسماوي، لكن كلّ ما هو دنيوي يتعقّبه. في المحصلة النهائية، ونظراً للقليل الذي يمتلكه من مواد، كان الأجدر ان ينجز من "أنيت" فيلماً قصيراً، ململماً، بدلاً من هذا الفتح الذي لا ينتهي. الا اذا اعتبر كاراكس ان ما يقدّمه من لقيات بصرية تنتمي إلى عالم الغرابة والجنون، مادة كافية لعمل متكامل. هو المسوّر بجدران من الغموض، يفعل المستحيل للاستمرار في هذه الحالة، بغض النظر عن النتيجة.

الحكاية بسيطة ومعقّدة في آن واحد. بسيطة في مستواها الأول، ومعقّدة لأن المدرك للطبقات التي يبني عليها كاراكس أفلامه عادة، يعرف جيداً ان المخرج لن يكتفي بحكاية زوجين فنّانين (آدم درايفر وماريون كوتيار) يرزقان بطفلة غريبة. يعلم ان هناك شيئا آخر خلف هذا كله، فهذه الحكاية هي الواجهة التأسيسية، الحجّة، القاعدة التي ينطلق منها، لكن لا تعني شيئاً في ذاته.

صاغ كاراكس فيلمه كلازمة تلف على نفسها وتلف، من دون ان تجرف شيئاً في طريقها. طبعاً هناك مشاهد اسطورية فيها غنائية عالية، لامس عبرها التجريب، على خلفية حبّ وكراهية وغيرة بين شخصين ينتميان إلى عالم الفنّ (هو كوميديان يطلق نكات مستفزة، وهي سوبرانو معروفة عالمياً)، ثم نزولهما المؤسف إلى الجحيم؛ شخصان لا نعرفهما جيداً وسيبقيان سراً كبيراً لنا.

"أنيت" فيلم مُغنَّى بأكلمه كما في تقليد السينما المُغنَّاة. لا حوارات لا تسندها ألحان. الموسيقى نقطة القوة الأبرز، وهي غنية ومثيرة ومتنوعة. هذا أقل ما يُقال فيها. فرقة "سباركس" وضعت ألحاناً تقوم على التنوع، وهي على قدر عال من الديناميكية والتجاوز للمألوف. خلط الجانرات، من البوب والأوبرا والآر ان بي، أضفى على الفيلم سمات هجينة تحلو لكاراكس. أغلب الظن ان ألبوم "أنيت" سيغدو من الكلاسيكيات مع الزمن، وهو بلا أدنى شك أجمل من الفيلم بمراحل.

قد يضحك كاراكس في سره اننا لم نفهم شيئاً من فيلمه وما حركّه لإنجازه، ومن الجائز اننا فعلاً لم نفهمه، او ان لا شيء فيه نفهمه أصلاً، هو الذي لطالما تعزّى من سوء الفهم. كيتش؟ مفتعل؟ مدّعٍ؟ قد تصف الفيلم بهذه الصفات وقد ترى انها متحاملة، الا ان ما يمكن ان نتّفق عليه هو ان حاجزاً يقف بيننا وبين الزوجين اللذين يبقى سلوكهما لغزاً يمنع الفيلم من ان يتحوّل إلى "لا لا لاند" أو "مظلات شربور". اللافت ان الكثير ممّا يُمكن ان يُقال في الفيلم يحضر على لسان كلمات الأغاني أو عناوينها: "أحببنا بعضنا بعضا جداً”، الأغنية المحورية في الفيلم التي تعود باستمرار، تقول مثلاً العلاقة الماضية التي ربطت كاراكس بجمهوره المخلص. أما "تعاطف مع الهاوية"، فهذا عنوان أغنية أخرى، يتجسّد من خلاله بعض ممّا يختبئ في فكره، فيطفو على السطح بأشكال مختلفة. في "أنيت"، هناك فعلاً ما يشبه التعاطف مع الهاوية، وهناك ميل متواصل للسوداوية، للهدية الملغومة، للوجبة التي تترك طعماً مراً في الفم.

 

النهار اللبنانية في

07.07.2021

 
 
 
 
 

مهرجان كان السينمائي 2021:

انطلاق الحدث السينمائي العالمي الأبرز بعد توقف بسبب الوباء

نسرين سيد أحمد

كان ـ «القدس العربي»: افتتح مهرجان كان السينمائي في دورته الرابعة والسبعين، بعد أكثر من عام على إلغاء دورته للعام الماضي بسبب تفشي وباء كورونا. يعود المهرجان متأخرا عن موعده المعتاد كل عام بنحو شهرين، إذ عادة ما يقام المهرجان في شهر مايو/أيار، لكن الوباء والرغبة في توفير الحماية لحضور المهرجان أدت إلى تأجيله إلى يوليو/تموز.

وبتلهف وانتظار دام أكثر من عامين، بعد انقضاء دورة المهرجان عام 2019، عادت أعداد غفيرة من الصحافة والإعلام، ونجوم السينما البارزين وكبار المخرجين إلى دور العرض في كان، وإلى البساط الأحمر الشهير. أعداد غفيرة عادت، ولكن أعدادا كبيرة أخرى لم تتمكن من الوصول بسبب إجراءات الإغلاق بسبب جائحة كوفيد 19.

وحين تتجول في الكروازيت بالقرب من قصر المهرجان، ترى الصفوف الطويلة المعتادة لدخول المهرجان، وتسمع نقاشات جانبية عن التحمس لهذا الفيلم أو ذاك، ولكنك تلحظ اختلافا رئيسيا، فمع الأثواب والحلل الأنيقة، لا يسمح بدخول قصر المهرجان إلا مع ارتداء الكمامة، ويسبق التفتيش الأمني المعتاد للحقائب، ضرورة إظهار نتيجة مسحة «بي سي آر» لم يمض عليها أكثر من 48 ساعة، ومن دونها لا يُسمح بدخول المهرجان. ويوفر المهرجان المسحة بالمجان للحضور.

أدى الوباء إلى تغيير العديد من الأشياء في المهرجان، فللحد من التزاحم أصبح دخول قاعات العرض في العروض الصحافية ببطاقات يتم حجزها عبر موقع خصصه المهرجان لذلك، بدلا من الاصطفاف بدون تذاكر والدخول إلى القاعة حسب أولوية الدخول وتوفر التذاكر. كما أصبح ارتداء الكمامة أمرا إلزاميا في المؤتمرات الصحافية، حيث يمكن إبعاد الكمامة أثناء التوجه بسؤال وارتداؤها بعد ذلك مباشرة.

أملى الوباء الكثير من الإجراءات الوقائية والتنظيمية والاحترازية، ولكن سينمائيا يعود المهرجاء في أوج ألقه، ويغدق علينا فيضا ضخما من الأفلام التي أنجزها عدد من أبرز المخرجين في العالم، ومن بينهم من فازوا بجوائز المهرجان وسعفته المرموقة. يرأس لجنة التحكيم لهذا العام المخرج الأمريكي البارز سبايك لي، الذي قال في المؤتمر الصحافي الافتتاحي للمهرجان «لي تاريخ طويل هنا في كان. كان أعظم مهرجان سينمائي». ويأتي بدء الدورة الحالية بعد لهفة طالت لدخول دور العرض، حيث قالت الممثلة الأمريكية ماغي جيلينهول في المؤتمر الصحافي الافتتاحي «لم أدخل قاعة عرض سينمائي منذ 15 شهرا. حال الوباء دون ذلك». ولكن سبايك لي لا يخشى على صناعة السينما من انتشار منصات المشاهدة المباشرة عبر الإنترنت، حيث قال «السينما ستبقى وستتعايش مع المتغيرات التقنية. منذ أعوام كنا نخشى على السينما من التلفزيون، ولكن السينما بقيت وازدهرت». ويكرم المهرجان في دورته الحالية الممثلة الأمريكية جودي فوستر، التي قبلت سعفتها الشرفية عن مجمل أعمالها ومسيرتها الفنية في حفل الافتتاح بلغة فرنسية تتحدثها بطلاقة، والتي أعلنت افتتاح الدورة الرابعة والسبعين.

تشهد لجنة التحكيم لهذا العام حضورا بارزا للمرأة، وحين سؤال أعضاء لجنة التحكيم عن شعورهن إزاء أن عدد النساء يفوق عدد الرجال في لجنة التحكيم قالت ماغي جيلينهول «النساء ينجزن الأفلام بطريقة مختلفة، ونقص القصص بصورة مختلفة. عندما نرى شخصيات نسائية يقدمها مخرجون رجال، أشعر بأنني يجب أن أغير الشخصية لتكون كما أراها كامرأة. عندما شاهدت «البيانو» لجين كامبيون، شعرت بأن هذه المرأة في البطولة تمثلني وتتحدث عني، ولم أكن في أي حاجة لقول يجب تعديل الشخصية.

وقالت عضو لجنة التحكيم المخرجة النمساوية، جيسيكا هاوسنر، «السينما صناعة فيها أغلبية من الرجال، ولكن بدأ يكون لنا صوت مسموع فيها. دعوني أحدثكم عن قصة من الخمسينيات في فيينا، عندما بدأت أول مرأة في قيادة حافلة، ترك الكثير من الركاب الحافلة خوفا ألا تتحكم المرأة في تلك المركبة الكبيرة. ولكن المرأة الآن تقود في كثير من المجالات، وبدأت تقود وتظهر بصورة كبيرة في صناعة السينما. والنساء لا يبرزن فقط في لجنة التحكيم، حيث تتنافس على السعفة الذهبية أربع مخرجات، ثلاث منهنّ فرنسيات، وهنّ ميا هانسن – لوف عن فيلمها «جزيرة بيرغمان «، وكاترين كورسيني عن فيلم «الشرخ»، وجوليا دوكورناو عن فيلم «تيتانيوم»، والمخرجة المجرية إلديكو إينيدي «حكاية زوجتي».

ويشارك في المسابقة الرسمية أيضا المخرج المغربي نبيل عيوش بفيلم بعنوان «علي صوتك – إيقاعات كازابلانكا.»

ويشارك في المسابقة الرسمية أيضا المخرج الإيراني الكبير أصغر فرهادي، الحائز الدب الذهبي في مهرجان برلين عامة 2011 وأوسكار لأفضل فيلم أجنبي عام 2013، بفيلمه «بطل».

وتتضمن المسابقة الرسمية أيضاً أفلاما لمخرجين ألفوا البساط الأحمر في كان وألفوا تكريمه وجوائزه، من بينهم الإيطالي ناني موريتي عن فيلمه «ثلاثة طوابق»، والفرنسي جاك أوديار عن فيلم «الأوليمبياد»، وأبيشاتبونغ ويراسيتاكول عن فيلمه الأول بالإنكليزية. يفتتح المخرج الفرنسي ليوس كاراكس المهرجان بفيلمه «أنيت»، وهو كوميديا موسيقية من بطولة ماريون كوتيار وآدم درايفر، كتب له السيناريو والموسيقى فرقة «سباركس» الأمريكية الشهيرة.

 

القدس العربي اللندنية في

07.07.2021

 
 
 
 
 

قبل انطلاقه.. ماذا تغير في فعاليات مهرجان كان السينمائي بسبب كورونا؟

الشيماء أحمد فاروق

بعد مرور عام على جائحة كورونا، يعود المهرجان السينمائي الأول في العالم إلى الريفيرا الفرنسية مرة أخرى، وتقام الدورة 74 لمهرجان "كان" السينمائي من 6 وحتى 17 يوليو الجاري، وتتحول أنظار كل المهتمين بالسينما في العالم نحوه، لكن ماذا تغير في تفاصيله؟

كان وباء الفيروس التاجي بمثابة تذكيرا ينذر بالسوء بالعلاقة المباشرة بين فقدان التنوع البيولوجي والتهديدات الحيوية للبشرية، وتحذيرا تعهد مهرجان "كان" السينمائي بوضعه في صميم برنامجه مع عودته إلى الريفيرا الفرنسية هذا الأسبوع، بعد عام من عدم إقامته بسبب كورونا، بحسب ما ورد في تقرير "فرانس 24".

أوضح منظمو المهرجان أن نسخة هذا العام ستكون مختلفة عن أي دورة أخرى، حيث ستوفر البروتوكولات الصحية الصارمة ومركز الاختبار المتواجد في الحفل، تذكيرًا دائمًا بتهديدات فيروس كورونا، في حين أنه يوجد عدد كبير من الأفلام ذات الطابع البيئي على قائمة العروض.

قال المدير الفني للمهرجان، تييري فريمو: "السينما لم تمت. لقد كشف النقاب عن تشكيلة زاخرة الشهر الماضي، مليئة بالمخرجين المعروفين والمواهب الشابة المثيرة للاهتمام، وأعمال مميزة سوف تعرض، وذلك يواجه الصعوبات التي قابلت دور السينما بعد الإغلاق في معظم أنحاء العالم، وزاد الصراع بين الشاشة الكبيرة ومنصات البث بشكل كبير لصالح الأخيرة. تحرص مدينة كان على لعب دورها في دعم السينما لمواجهة هذه المنصات".

يوجد وفرة غير مسبوقة في الأفلام المعروضة لهذا العام، نتيجة لعدم حضور وعرض الكثير في 2020، حيث انتظر العديد من كبار المخرجين عامًا كاملا من أجل العرض الأول في أفضل مهرجان سينمائي في العالم، وهذه هي القوة الكبيرة لمهرجان كان، من بين هؤلاء النجوم ويس أندرسون (The French Dispatch)، وبول فيرهوفن (Benedetta)، وليوس كاراكس (Annette)، الذي سيُعرض في حفل الافتتاح.

من أجل إفساح المجال للوافدين الجدد في المسابقة الرئيسية، مع مكافأة القدامى أيضًا وتكافؤ فرص العرض، أضاف "فريمو" وفريقه قسمًا جديدًا بالكامل "Cannes Premieres"؛ لعرض أحدث أعمال رواد المهرجان، مثل كوريا الجنوبية غزير الإنتاج.

وهذا العام، تم تحديد 6 أفلام وثائقية أخرى في قسم جديد يركز على تغير المناخ والتدهور البيئي، مثل فيلم "فوق الماء" Assa Maïga، حول تأثير الاحتباس الحراري في النيجر، و"Invisible Demons" لراهول جاين، الذي يعالج تلوث الهواء في نيودلهي.

وأوضح فريمو: "هناك أفلام وثائقية تصف الحالة التي تؤدي إلى تدمير كوكبنا، وأفلام وثائقية عن مدى جماله، وأخرى تبحث في كيفية تعامل جيل الطفرة السكانية".

يسعى المهرجان إلى أن يكون صديقا للبيئة، من خلال إجراء بعض الإصلاحات، وعد منظموه بخفض حجم السجادة الحمراء الشهيرة إلى النصف، وجعلها من مواد معاد تدويرها بدلا من PVC المعتاد، وحظروا أيضًا الزجاجات البلاستيكية، ووسعوا دائرة استخدام السيارات الكهربائية، وقدموا مساهمة قدرها 20 يورو من كل زائر للبيئة.

وقال رئيس مهرجان كان السينمائي، بيير ليسكور، قبل الحدث: "لن يكون لدينا الكثير من الحفلات والتجمعات الكبيرة التي قد تؤدي إلى عواقب وخيمة. إنها مسؤوليتنا تجاه الجميع (المهرجان، والمدينة، والمشاركين)، أن يمر حدث ما بعد الجائحة بسلاسة".

كما ألغى جواهرجيو شوبارد، الذين يصنعون كأس السعفة الذهبية السنوي، حفلتهم الكبرى -وهي من المعالم التقليدية للحياة الليلية في المهرجانات- لصالح عدد قليل من اللقاءات المختارة؛ لتقليل التجمعات.

 

####

 

«إثراء» تعلن تفاصيل خطتها لإنتاج فيلمين جديدين على هامش مهرجان كان

يعتزم مركز الملك عبد العزيز للثقافة العالمية "إثراء"، الإعلان عن إنتاج فيلمين جديدين، وذلك في احتفالية خاصة تقام يوم 11 يوليو بالجناح السعودي على هامش مهرجان كان السينمائي.

وكشف المركز عن أن أحد هذين الفيلمين، المشروع الطموح الجديد للسيناريست والمنتج السينمائي محمد حفظي.

" إثراء للإنتاج السينمائي" هي شركة رائدة في إنتاج الأفلام المستقلة في المملكة العربية السعودية، بأكثر من 20 فيلمًا، منها 15 فيلمًا حصل على جوائز محلية وإقليمية ودولية.

وتقود إثرا أيضًا عددًا من المبادرات المصممة للمساهمة في تشكيل صناعة السينما في المملكة.

 

الشروق المصرية في

07.07.2021

 
 
 
 
 

بيدرو ألمودوفار وسبايك لي وجودي فوستر وبونغ جون هو

كبار الفن السابع أعطوا في افتتاح مهرجان كان إشارة الانطلاق لعودة السينما

- أ. ف. ب.

كان (فرنسا)أعطى أربعة من كبار الفن السابع هم بيدرو ألمودوفار وسبايك لي وجودي فوستر وبونغ جون هو إشارة الانطلاق الرسمية الثلاثاء لمهرجان كان السينمائي ولعودة الصناعة السينمائية إلى نشاطها المعهود بعد شهور طويلة من التوقف بسبب جائحة كوفيد-19.

وقالت الممثلة والمخرجة الأميركية جودي فوستر بفرنسيتها المتقنة بعد تسلّمها السعفة الذهبية الفخرية من المخرج الإسباني بيدرو ألمودوفار عن مجمل مسيرتها "في هذا العام الانتقالي، كانت السينما طوق نجاتي".

وسبق لفوستر أن حصلت خلال مسيرتها على جائزتي أوسكار، ومن أبرز الأفلام التي شاركت فيها خلالها "تاكسي درايفر" (1976) و"سايلنس أوف ذي لامبس" (1991).

أما ألمودوفار المخلص لمهرجان كان والذي لم يسبق أن حصل هو نفسه على أي جائزة فيه، فأوضح أنه شاء أن يكون "حاضراً بمناسبة عودة السينما والمهرجان"، وأن يتمكن من "الاحتفاء بسينما المؤلف على شاشة كبيرة".

وانضم إلى ألمودوفار وفوستر رئيس لجنة التحكيم المخرج النيويوركي سبايك لي مرتدياً بزة باللون الزهر الفوشيا تتناسب مع نظارته، والمخرج الكوري الجنوبي بونغ جون الحائز السعفة الذهبية عن فيلم "بارازايت" عام 2019، في الدورة الأخيرة من المهرجان قبل الجائحة.

وأضافت جودي فوستر "لقد أمضى كثر منا السنة داخل فقاعاتهم الصغيرة، وأمضاه كثر في عزلة، بينما واجه آخرون المعاناة والقلق والألم والخوف القاتل، وها نحن أخيراً، بعد عام لا مثيل له، مجتمعين بملابسنا الجميلة". وتابعت مازحةً "هل اشتقتم إلى البريق؟ قليلا؟ أنا أيضا...".

وبعد مراسم الافتتاح، بدأت المسابقة رسمياً بعرض فيلم "انيت" الافتتاحي للمخرج ليوس كاراكس، وهو كوميديا غنائية تتسم بأجواء أوبرالية من نمط موسيقى الروك.

وتوقعت بطلة الفيلم ماريون كوتيار في حديث لوكالة فرانس برس أن يكون لهذا "العرض الكبير" وقصة الحب المأسوية الجميلة هذه اثر قوي على الجمهور بعد أشهر من الحجر والحياة الاجتماعية المعطلة.

وكان زميلها في بطولة الفيلم آدم درايفر الذي لا يحب أن يشاهد نفسه على الشاشة، قرر أن يلجأ خلال عرض الفيلم "إلى مكتب ما" لانتظار انتهائه. وقال "هناك سألهو بالدباسة أو بالشريط اللاصق وأعود إلى الصالة عندما تضاء الأنوار مجدداً (...) وسأتظاهر بأني بقيت فيها طوال الوقت!".

وتتواصل العروض الرسمية ضمن المسابقة الأربعاء مع فيلم "تو سيه بيان باسيه" لفرنسوا أوزون، من بطولة أندريه دوسولييه وصوفي مارسو، ويتناول موضوع الانتحار بمساعدة الغير. ويعرض كذلك فيلم للمخرج الإسرائيلي ناداف لابيد.

وسيحضر أعضاء لجنة التحكيم ما مجموعة 24 فيلماً تتنافس على السعفة الذهبية، ويفترض بها أن تختار الفائز من بينها بحلول 17 تموز/يوليو الجاري، وهم اغتنموا يوم الافتتاح لإعطاء نبرة سياسية لهذه الدورة الرابعة والسبعين من المهرجان.

وقال سبايك لي، وهو أول سينمائي أسود يتولى رئاسة اللجنة، "هذا العالم يحكمه رجال العصابات"، حاملا بشكل خاص على رئيسي روسيا فلاديمير بوتين والبرازيل جايير بولسونارو، وذلك خلال مؤتمر صحافي اعتمر خلاله قبعة سوداء عليها الرقم "1619"، في إشارة إلى سنة وصول طلائع العبيد إلى الولايات المتحدة.

وتطرق أولا إلى مصير السود في الولايات المتحدة، وهو موضوع في صلب التزامه السياسي والفني لم يكفّ عن استكشافه في أفلامه خصوصا عبر فيلم "دو ذي رايت ثينغ".

ولفت إلى أنه بعد مرور أكثر من 30 سنة على عرض الفيلم لأول مرة، "كان يمكن أن يُخيل لنا أن ملاحقة السود مثل الحيوانات توقفت"، قبل الإشارة إلى السود ضحايا عنف الشرطة في الولايات المتحدة مثل "الأخ إريك غاردنر" أو "الملك جورج فلويد".

كذلك خاض أعضاء في لجنة التحكيم في مواضيع مختلفة، من المخرج البرازيلي كليبر ميندونسا فيليو عن الوضع السياسي في بلاده، إلى الممثلة ماغي جيلنهال عن مكانة المرأة في السينما، مرورا بالفرنسية ميلاني لوران التي تطرقت إلى القضايا البيئية.

 

موقع "إيلاف" في

07.07.2021

 
 
 
 
 

«مركز السينما العربية» في مهرجان كان السينمائي للسنة السابعة على التوالي

مي عبدالله

ينطلق مركز السينما العربية في مهرجان كان السينمائي (من 6 إلى 17 يوليو) للسنة السابعة على التوالي، بصحبة 10 من المؤسسات والشركات والمهرجانات السينمائية، وتتنوع أنشطة مركز السينما العربية وشركائه في المهرجان، بين مشاركات في المهرجان وإطلاق مجلة السينما العربية، وتقديم جوائز النقاد للأفلام العربية وجائزة الإنجاز النقدي، وإطلاق قائمة الـ101 الأكثر تأثيراً في العالم العربي.

شركاء مركز السينما العربية في مهرجان كان بالترتيب الأبجدي: راديو وتليفزيون العرب ART (السعودية)، روتانا (السعودية ومصر)، فيلم كلينك (مصر)، مهرجان الجونة السينمائي (مصر)، مهرجان القاهرة السينمائي الدولي (مصر)، مهرجان طرابلس للأفلام (لبنان)، مهرجان مالمو للسينما العربية (السويد)، Lagoonie Film Production (مصر)، MAD Solutions (مصر والإمارات)، Telescope Film (الولايات المتحدة الأمريكية).

وضمن فعاليات المهرجان تتواجد فيلم كلينك وLagoonie Film Production بفيلم ريش الذي يشاركان في إنتاجه. فيلم المخرج عمر الزهيري ينافس في المسابقة الرسمية لأسبوع النقاد، كما تنافس شركة MAD Solutions في برنامج نصف شهر المخرجين بفيلم البحر أمامكم للمخرج إيلي داغر، الذي تتولى الشركة مهام توزيعه في العالم العربي.

ويشهد المهرجان عدداً من الأنشطة التي يقوم بها مركز السينما العربية، من بينها الكشف عن قائمة الـ101 الأكثر تأثيراً في صناعة السينما العربية، التي يتم تسليط الضوء من خلالها على الأشخاص والمؤسسات المؤثرة والداعمة في صناعة السينما بالعالم العربي في السنوات الأخيرة، وسوف تكون متاحة عبر الموقع الرسمي لمركز السينما العربية.

بالإضافة إلى ذلك، سوف يعلن مركز السينما العربية عن الفائزين بالنسخة الخامسة من جوائز النقاد للأفلام العربية التي تستهدف تكريم أفضل الإنتاجات العربية خلال عام، وجائزة الإنجاز النقدي الذي يكرم من خلالها مركز السينما العربية النقاد المؤثرين في السينما العربية، كما سوف يُصدر مركز السينما العربية خلال الفعاليات العدد الجديد من مجلة السينما العربية.

 

بوابة الأهرام المصرية في

07.07.2021

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004