ملفات خاصة

 
 
 

5 أفلام عربية في كان: لجوء وسحر وموسيقى ضد الإرهاب

هوفيك حبشيان

كان السينمائي الدولي

الدورة الرابعة والسبعون

   
 
 
 
 
 
 

مخرجون شباب يخوضون عالم السينما بجرأة وبعضهم يعاني مشكلة الانتماء المزدوج

بعد إعلان مهرجان كان السينمائي عن برنامج دورته الرابعة والسبعين في كافة الأقسام والمسابقات، سارع العرب جرياً على عادتهم إلى إحصاء عدد الأفلام العربية المشاركة في هذا الحدث الكبير الذي يعقد من 6 إلى 17 يوليو (تموز) المقبل. المشاركات العربية في كان لا بأس بها في السنوات الماضية وتجاوزت أحياناً الخمسة أفلام في دورة واحدة. هذه المشاركات التي باتت تتكرر بانتظام في محافل دولية مثل كان وبرلين والبندقية، خصوصاً في فترة ما بعد "الربيع العربي"، تساهم في انتشار السينما العربية دولياً وخلق وعي سياسي واجتماعي غربي حيال ما يحدث في البلدان التي تأتي منها، بغض النظر عن معايير الانتقاء التي ثمة علامات استفهام كبيرة في شأنها. اعتدنا وجود بلدان مثل: مصر، وتونس، ولبنان، وفلسطين في هذه المهرجانات. وهذا العام، خمسة أفلام عربية تشق طريقها إلى أكبر مهرجان سينمائي في العالم، ومن المتوقع أن تكون حديث الإعلام والمشاهدين في الأشهر المقبلة.

في المسابقة، نجد فيلم المخرج المغربي نبيل عيوش، "علي صوتك" الذي يتسابق على "السعفة الذهبية" إلى جانب 23 فيلماً. إنه الفيلم العربي الوحيد في المسابقة التي تحظى باهتمام إعلامي كبير. في "نظرة ما"، هناك فيلم للممثلة التونسية الفرنسية حفصية حرزي بعنوان "أم جيدة"، وهذه هي خطوتها الإخراجية الثانية. إلا أن هناك سجالاً كبيراً حول الموضوع: هل يجوز اعتبار فيلم لفنانة ولدت وعاشت في فرنسا وصورت فيها فيلمها بتمويل فرنسي وتدور أحداثه في فرنسا وناطق بلغتها… فيلماً عربياً؟ السؤال نفسه يطرح في شأن المخرج البرازيلي من أصل جزائري كريم عينوز الذي عاد إلى قرية والده في الجزائر في جديده "بحار الجبال". إلا أن الفيلم تمويل برازيلي والمخرج لم يعش يوماً في الجزائر ولا يتحدث العربية أو الأمازيغية، وعلاقته بأصوله ليست أكثر من شخص يبحث عنها. ثمة فرق بين جنسية الفيلم وهويته، وهذه مسألة شائكة تلتبس على بعض العرب الذين يعتبرون أفلام حرزي وعينوز عربية. إذاً، التشكيلة الرسمية لا تحتوي إلا على فيلم عربي واحد، الأفلام العربية الأربعة البقية تعرض في القسمين الموازيين للتشكيلة الرسمية، وتتوزع على النحو الآتي: في "أسبوع المخرجين" سيعرض "أوروبا" للمخرج الإيطالي العراقي حيدر رشيد، و"البحر أمامكم" للبناني إيلي داغر. أخيراً، في قسم "أسبوع النقاد" الذي يحتفي هذا العام بدورته الستين سيتسنى لنا مشاهدة الفيلم المصري "ريش" إخراج عمر الزهيري، وهو إنتاج أربع دول: فرنسا ومصر واليونان وهولندا. أما فيلم ختام القسم نفسه، فأوكل إلى "مجنون فرح" للتونسية ليلى بوزيد، وهي ابنة المخرج القدير النوري بوزيد. 

"علي صوتك" لنبيل عيوش 

البيان الذي أصدره المركز السينمائي المغربي عن مشاركة فيلم عيوش في المسابقة، معلناً أنه أول فيلم مغربي مرشح لـ"السعفة"، أحدث جدلاً واسعاً بين المغاربة المهتمين بالفن السابع. هناك من سارع إلى نبش دفاتر كان القديمة ليؤكد أن عيوش ليس أول مغربي يعرض فيلمه في المسابقة. كتب الناقد رشيد نعيم في هذا الصدد يصحح غلطة المركز، موضحاً أن المغرب شارك في المسابقة خمس مرات. إلا أن الأخير وقع في مبالغة اعتبار "عطيل" (1952) لأورسون ولز الذي صوره في مدينة الصويرة فيلماً مغربياً لمجرد أن المخرج الأميركي أراد مغازلة المغاربة عبر إهداء فوزه بـ"السعفة" عن هذا الفيلم إلى وطنهم. هناك أيضاً أفلام أنجزها فرنسيون في زمن الانتداب صنفها نعيم من ضمن الأفلام المغربية، كحال "طبيب رغماً عنه" لهنري جاك (1956). إلا أن هناك فعلاً فيلماً مغربياً بعنوان "أرواح وإيقاعات" لعبد العزيز رمضاني شارك في المسابقة في عام 1962، الأمر الذي يلغي نظرية أن عيوش هو الرائد في هذا المجال. 

عيوش الذي اعتاد إثارة "نعرات" سينمائية، وانقسم جمهوره بين مؤيد لأسلوبه ومندد به لكونه في نظرهم يغازل الغرب ويخاطبه في أعماله مسيئاً إلى سمعة البلاد، يروي هنا رحلة التحرر عبر موسيقى الهيب هوب. يجري الفيلم في سيدي مومن، أحد الأحياء الشعبية في الدار البيضاء. في هذا الحي بنى عيوش مركزاً ثقافياً، محاولاً إعطاء الشباب فرصاً حياتية غير تلك التي تتوفر أمامهم، والتي تقودهم أحياناً إلى القيام بأعمال إرهابية، كما سبق أن صور في "يا خيل الله". العنوان السابق للفيلم كان "المدرسة الإيجابية" في إشارة إلى التجربة البيداغوجية التي ابتكرها مغني الراب المغربي أنس لحض الشباب على حب الراب، وهو نوع موسيقي يعتمد على الهجاء السياسي ويفرغ الكبت الذي عند الشباب بطريقة سلمية محرراً إياهم من التقاليد والأعراف الثقيلة. كل الممثلين في الفيلم من الشباب غير المحترفين. فهل يثير "علي الصوت" عاصفة انتقادات جديدة كما كانت الحال يوم عرض "الزين اللي فيك"؟ يومها أمام إنكار المغاربة لواقع بلادهم، دعا عيوش مواطنيه لزيارة المغرب في تصريح يحمل كثيراً من اللؤم. 

"أوروبا" لحيدر رشيد

الفيلم عن الرحلة العسيرة لشاب عراقي في العشرينيات من عمره يدخل أوروبا خلسة. يعبر الحدود التركية البلغارية سيراً على الأقدام، على طول ما يسمى "طريق البلقان"، فتقبض عليه شرطة الحدود البلغارية، إلا أنه يتمكن من الفرار، باحثاً عن طريق الخلاص عبر غابة لا نهاية لها، وفي عالم سفلي دونما قواعد وقوانين. يصور "أوروبا" رحلة من أجل الخلاص يكافح كمال خلالها من أجل الحرية والحياة. فيلم يظهر الجانب الآخر للحلم الأوروبي إذا صح التعبير. الفيلم من بطولة آدم علي، إلى جانب عدد من الممثلين المحترفين من بلغاريا وإيطاليا وتونس. اللافت مشاركة عدد من الشباب الآسيويين الذين وصلوا إلى أوروبا عن "طريق البلقان"، وكانت تجربة الفيلم، بحسب ملفه الصحافي، "استعادة لذاكرة قاسية"، علماً أنه تم تصويره داخل غابة شاسعة. 

مخرج "أوروبا"، حيدر رشيد، سينمائي شاب في منتصف الثلاثينيات من عمره. لديه في سجله أفلام قصيرة وطويلة، فهو بدأ يداعب حلمه بالسينما منذ سن مبكرة، حين كان لا يزال في كنف والده الناقد السينمائي عرفان رشيد. "مطر وشيك" (2013) فيلمه الروائي الطويل الثاني، وهو أول فيلم إيطالي يتناول حق المواطنة لأبناء الجيل الثاني من المهاجرين من جنسيات غير إيطالية.  

"البحر أمامكم" لإيلي داغر 

هذا أول فيلم روائي طويل لداغر الذي صنع مفاجأة عام 2015 من خلال فوزه بـ"سعفة" الفيلم القصير عن "موج 95" ليصبح أول عربي ينال هذا التكريم المهيب. داغر المولود في بيروت يبلغ الخامسة والثلاثين من العمر، وكان فاز بالعديد من المنح لتمويل هذا العمل الذي تمثل فيه منال عيسى ويارا أبو حيدر وربيع الزهر وجورح عازار، علماً أنه من إنتاج فرنسي لبناني مشترك. يروي الفيلم عودة جنى إلى وطنها بعد سنوات من الكفاح من أجل حياة مستقرة في الخارج. يرسم داغر من خلال قصتها صورة للشباب ولجيل بأكمله في مدينة بيروت. في مقابلة سابقة لي مع داغر، تحدث عن خلفيته قائلاً: "ترعرعت في الزلقا وعملت فيها. على الرغم من ذلك لم أعرف بيروت قط! عشت مرحلة لبنان ما بعد الحرب حيث الجميع خائف تقريباً. لم يتح لي اكتشاف المدينة قبل سن السادسة عشرة أو السابعة عشرة. تراءت بيروت عالماً آخر وحياة جديدة. درست في جامعة "ألبا"، ونلت إجازة في الرسم. راودني حلم الإخراج، ولم أجد في المقابل ما يحفز".

"مجنون فرح" لليلى بوزيد

تبلغ أناييس من العمر ثلاثين عاماً، وليس لديها ما يكفي من المال. لديها حبيب لم تعد متأكدة من أنها تحبه. فتقابل دانيال الذي يعجب بها على الفور. لكن دانيال يعيش مع إيميلي التي تنال إعجاب أناييس أيضاً. "مجنون فرح" قصة شابة تعيش حراكاً داخلياً، وهو أيضاً حكاية رغبة. نشأت بوزيد التي تحمل الجنسيتين الفرنسية والتونسية في تونس حيث ولدت قبل 37 عاماً، وهي ابنة المخرج النوري البوزيد، أحد رواد السينما التونسية. في السوربون، درست الأدب الفرنسي، قبل انضمامها إلى مدرسة الـ"فيميس" المرموقة. 

بعد فيلمين قصيرين، قدمت في عام 2015 "على حلة عيني"، باكورتها الروائية الطويلة التي عرضت في تظاهرة "أيام فينيسيا" في مهرجان البندقية. الفيلم يعرفنا على فتاة في الثامنة عشرة تحب الغناء، لكن ما تغنيه لا يتناسب مع الجو السياسي السائد في تونس، حيث تفتح أول براعم الربيع العربي، في صيف 2010، أشهر قليلة قبل "ثورة الياسمين". عرض الفيلم في عدد من المهرجانات ونال الجوائز.

"ريش" لعمر الزهيري 

عمر الزهيري هو أصغر المشاركين العرب سناً في كان. فهو يبلغ من العمر 33 عاماً، وقد تخرج في المعهد العالي للسينما في القاهرة قبل أقل من عشر سنوات، وتسنى له إنجاز أفلام قصيرة عدة والعمل إلى جانب يسري نصر الله. فيلمه القصير الثاني، "ما بعد وضع حجر الأساس لمشروع الحمام بالكيلو 375" (2014) أول فيلم مصري تم اختياره لقسم "سينيفونداسيون" في كان، وكانت مشاركته فيه مقدمة لنيله العديد من الجوائز العالمية. "ريش" عن أم مصرية خاضعة، كرست جسدها وروحها لزوجها وأطفالها. حياتها اليومية رتيبة ومتكررة تتخللها مهام مبتذلة، إلى أن تنحرف بخدعة سحرية بسيطة في عيد ميلاد طفلها عن هدفها، فيحول الساحر زوجها، وهو أب متسلط، إلى… دجاجة! لا يبقى أمام الأم والحال هذه سوى الخروج من حياتها السابقة وتولي دور ربة الأسرة. تحرك السماء والأرض لإعادة زوجها. مسار يحولها تدريجاً إلى امرأة مستقلة قوية.

 

الـ The Independent  في

13.06.2021

 
 
 
 
 

جدلٌ مغربي عن اختيار عيوش في "كانّ 74": لنُعِدْ اكتشاف مسار مخرج مجتهد

سعيد المزواري

ما إنْ أُعلن عن انتقاء "علّي صوتك"، جديد نبيل عيّوش (1969)، في لائحة الأفلام الـ24، المُتبارية على "السعفة الذهبية"، وجوائز المسابقة الرسمية للدورة الـ74 (6 ـ 17 يوليو/ تموز 2021) لمهرجان "كانّ" السينمائي، حتّى اشتعل جدل محتدم ـ ومحمود في بعض أبعاده ـ في الوسط السينمائي المغربي، أفضى إلى تقاطب بين رأيين متناقضين في تطرّفهما: مُشيد مُتحمّس، أكثر من اللازم، يُهلّل بالحدث التاريخي الفارق، وبالفتح المبين، الذي يُنبئ بولوج السينما المغربية نادي "دول السينما الكبرى" المغلق؛ ومُهوِّنٌ، يُبخس الخبر حقّه من الاحتفاء، مُستعيناً بنظرية "الغرب الذي يرفع عن قصد"، شأن مروّجي نظرة معينة، مُعتبراً اختياره أحد أرفع ما أنتجته صفوة مبدعي السينما في العالم بأسره، "مُجرّد دليل جديد على القدرة المعروفة للمخرج على تسويق أفلامه، وجنوحه إلى اختيار مواضيع وأنماطَ تناولٍ، تلقى إقبالاً في الضفّة المقابلة للمتوسّط، وتُلبّي شهيّتها للإكزوتيكية".

لا أحد يُمكن أنْ يُنكر أنّ "آل عيّوش" (نبيل، وشقيقه الأصغر، المخرج المتمّرد بطبعه، هشام، وحتّى والدهما نور الدين، المتمرّس في عالم الإشهار، ومُقتحم الإخراج السينمائي بفيلمٍ قصير أول مع بلوغه 71 عاماً، في 2017) يمتازون بشخصية قوية، ومَلَكة (صقلوها بفضل احتراف الإشهار) في عدم ترك الرأي العام غير مبالٍ بمشاريعهم، وفعل كلّ شيءٍ لتحفيزه على التفاعل معها، رفضاً أو قبولاً، لا يهمّ.

صحيحٌ أنّ مُشاركة فيلمٍ مغربيّ في المسابقة الرسمية لمهرجان "كانّ" حدثٌ يُعدّ استثنائياً، إلى حدّ ما، بمقاييس السينما المغربية، باعتبار العدد القليل من الأفلام التي بلغت المسابقة الرسمية لأحد المهرجانات الثلاثة الكبرى: "شاطئ الأطفال الضائعينللجيلالي فرحاتي في "مهرجان فينيسيا 1991"، و"أرواح وإيقاعات" للقيدوم عبد العزيز الرمضاني في "كانّ 1962". حتّى إذا أخذنا في الحسبان، جدلاً، المُشاركات الرمزية لمخرجين غير مغاربة، لكنْ باسم المغرب، وأبرزها تتويج أورسون ويلز بالسعفة، تحت ألوان العلم المغربي، عن "عطيل" (1952)، فذلك لا يكفي للخروج من نطاق الاستثناء، الذي يؤكّد قاعدة الغياب عن المسابقات الرسمية للمواعيد الكبرى.

ذلك أنّ الحديث عن سينما في طور الإقلاع يتطلّب تواتر مُشاركات منتظمة في أعوامٍ طويلة، نسبياً، في جُلّ المهرجانات الكبرى، وتتويج أسماء عدّة ببعض جوائزها. أسماء تُفصح عن تنوّعٍ وزخمٍ وتيارات، تعكس جيلاً استثنائياً من المُبدعين، وربما تخلق مدرسة، كما حدث في العقود الأخيرة، مع سينما ذات مُقوّمات صناعية متينة (كوريا الجنوبية مثلاً)، أو أخرى تعرف مُعيقات هيكلية وإدارية، شبيهة بالحالة المغربية، كالسينما الرومانية.

كلّ شيءٍ يدلّ على أنّ نبيل عيّوش حالة فردية، تنتمي إلى نطاق الاستثناء أكثر من القاعدة. بدءاً من مساره، والجدل الكبير الذي يُرافق جُلّ اختياراته، في المغرب، ويمتدّ إلى خارجه، كالجدل الذي خلقه مشهد "قاطني المقابر"، في "كلّ ما تريده لولا" (2008) في مصر. بالإضافة إلى الجرأة، التي طبعت ـ في شكلها السياسي ـ باكورته "مكتوب" (1997)، حول ويلات التعسّف والاعتقال السياسي، في زمنٍ لم تتحرّر فيه كلّ الألسن من عقدة خوفها.

السمة الثانية، البارزة في سينماه، طموحٌ لا يتوانى عن السعي إلى أكبر انتشار كوني مُمكن. تبدّى هذا، بوضوح، في النَفَس الإنساني القوي لفيلمه الطويل الثاني، "علي زاوا" (2000)، حول أطفال الشوارع، الذي حقّق نجاحاً دولياً في المهرجانات، وإقبالاً كبيراً في الصالات المغربية. إنّه الفيلم العربي الثاني، بعد "باب الحديد" (1958) للمصري يوسف شاهين، الذي يلج قائمة "1001 فيلم ينبغي أن تشاهدها قبل أنْ تموت". هذا الفيلم شاهده الآلاف في العالم، وحقّق صيت "الفيلم النّسك" لدى غالبيتهم.

أفلامه التالية أكّدت منحى الطموح الكوني. انبرى إلى مُقاربة القضية الفلسطينية بمنظور شخصاني، في وثائقيّه الوحيد "أرضي" (2011)، قبل تحقيقه "يا خيل الله" (2012)، أحد أجمل أعماله وأهمّها، الذي يقع في نقطة الارتكاز، وربما النضج، بين مختلف اهتماماته، والحساسيات المميّزة لأسلوبه، ومدى توفّقه في التحكّم بها. فيه، تحضر لمسة تخييل، انطلاقاً من حدثٍ واقعي، يتمثّل في التفجيرات الإرهابية في الدار البيضاء (13 مايو/ أيار 2003)، وشخصيات مُهمّشة، يجسّدها ممثلون غير محترفين، عاشوا أجواء مُشابهة للقصّة، بالإضافة إلى موضوع حارق، اجتمع فيه الشأن المحلي بالكوني، نظراً إلى عولمة الإرهاب، في أعقاب "تفجيرات 11/ 9" (11 سبتمبر/ أيلول 2001، في الولايات المتحدّة الأميركية).

بدوره، حَظِي "يا خيل الله" بصدى بعيد، وعُرض في أرقى الجامعات الغربية، كوثيقة مرئية ـ لا محيد عنها ـ لفهم جذور الإرهاب، الثقافية والاجتماعية والاقتصادية، بعيداً عن قوالب الإعلام، وطرقه المختصرة. قبل أنْ يسقط المخرج نفسه (يا لسخرية القدر) في دوّامة الأحكام المسبقة، والتشهير الإعلامي، وحملات الحقد والكراهية على وسائل التواصل الاجتماعي، بعد تسرب مقاطع من "الزين لي فيك" (2015)، الذي يتناول ـ بمستوى توفّق متذبذب ـ حياة فتيات الليل في مراكش، من دون قفّازات العفة المصطنعة، التي تُفضِّل الإنكار المرضي لمظاهر البؤس الاجتماعي، عوض مجابهتها.

دوّامة إعلامية غير مسبوقة، وجهنمية، أفضت إلى منع الفيلم ـ المستمر إلى اليوم، من دون مُشاهدته رسمياً ـ وأثّرت في شكل ونبرة فيلمه ما قبل الأخير، "غزية" (2017) الذي خرج، على غير العادة، مُفكّكاً وعائماً في أجواء إكزوتيكية، ومناخ مُظاهرات شبه كاريكاتورية، مُنفصلة عن واقع الشخصيات.

الحكم على الأفلام ومُبدعيها، بمعيار المهرجانات وحده، لا يستقيم. كَمْ من مُخرجٍ موهوب مضى، من دون أنْ يلقى الاهتمام والاحتفاء اللازمين بأفلامه خارج بلده الأصلي. ولوج المسابقة الرسمية لمهرجانٍ بحجم "كانّ" لا يُشكّل، بأيّ وجه، ضمانة لفيلمٍ جيّد. ليست الأمثلة عن هذا ما ينقص في تاريخ المهرجان. فالثابت، في الأعوام الأخيرة، كامنٌ في أنّ البحث عن التفرّد والأصوات المجدّدة يقتضي، في أغلب الأحيان، التنقيب في الأقسام الموازية ("نظرة ما"، "أسبوعا المخرجين"، "أسبوع النقّاد"، ACID)، حيث حضر فوزي بن السعيدي وهشام العسري وليلى الكيلاني ونبيل عيوش نفسه، في العقدين الأخيرين.

لكنّ أهمية هذا الانتقاء تكمن في أنّ الفيلم المغربي، المُقترب من المستويات والمعايير المحدّدة لـ"كانّ"، سيجد أمامه، في المستقبل القريب، باباً مُوارباً قليلاً، بدلاً من أنْ يكون مُوصداً من منطلق الغرابة، كما كان في الماضي.

بانتظار أنْ "نحكم على الأدلّة الملموسة"، كما يقول الفرنسيون، لنجعل هذه المناسبة فرصةً لإعادة اكتشاف مسار مخرج موهوب ومجتهد، يدعى نبيل عيوش، ونقرأ أفلامه بتأمّل َوتأنٍّ، بعيداً عن ضوضاء الاتّهامات الجاهزة، وصخب الجدالات العقيمة.

 

العربي الجديد اللندنية في

14.06.2021

 
 
 
 
 

مركز السينما العربية يكشف عن ترشيحات جوائز النقاد للأفلام 2021

خالد محمود

كشف مركز السينما العربية في مقطع فيديو عن ترشيحات جوائز النقاد للأفلام العربية التي تستهدف الأفلام التي تم إنتاجها في 2020، ويشارك في تقييم الأفلام لجنة تحكيم دولية تتكون من 160 ناقدا من 63 دولة يشاهدون الأفلام العربية عبر موقع Festival Scope الشريك الرقمي لـمركز السينما العربية، على أن يتم الإعلان عن الفائزين بالجوائز ضمن فعاليات مهرجان كان السينمائي (من 6 إلى 17 يوليو).

وتقول ديبورا يانغ مدير جوائز النقاد: "السنة الماضية لم تكن سهلة على الجميع، وبالرغم من ذلك، حافظت السينما العربية على مستوى رفيع للأفلام الروائية والوثائقية، جعل كل الأعمال المرشحة لجوائز النقاد للأفلام العربية، تستحق الحصول عليها. أوجه تهنئتي للجميع وأشكر النقاد أعضاء لجنة التحكيم على مشاركتهم معنا في الفعاليات".

وقال ماهر دياب وعلاء كركوتي، الشريكان المؤسسان في مركز السينما العربية، إن "نسخة هذا العام من جوائز النقاد للأفلام العربية لها مكانة خاصة بالنسبة لنا، لأننا نحتفل من حلالها بمرور 5 سنوات على إطلاق الجوائز، التي نستهدف بها الترويج لأفضل الإنتاجات العربية سنويا"، وأضافا: "المميز في نسخة هذا العام أيضا أنها تشهد منافسة قوية بين أفلام مميزة، بالرغم من أن السنة الماضية شهدت عددا قليلا من الإنتاجات السينمائية في كل دول العالم".

لمشاهدة فيديو إعلان الترشيحات: https://youtu.be/MINhlpZiv0A

وجاءت الترشيحات كالتالي:

أفضل فيلم وثائقي

عاش يا كابتن | إخراج: مي زايد | مصر

في زاوية أمي | إخراج: أسماء المدير | المغرب

قبل زحف الظلام | إخراج: علي الصافي | المغرب

أفضل ممثلة

هيام عباس | غزة مونامور | فلسطين

خنساء بطمة | زنقة كونطاكت | المغرب

زوي أدجاني | سيجار العسل | الجزائر

أفضل ممثل

علي سليمان | 200 متر | فلسطين

سليم ضو | غزة مونامور | فلسطين

طارق يعقوب | مفاتيح مكسورة |لبنان

أفضل سيناريو

أمين نايفة | 200 متر | فلسطين

عرب وطرزان ناصر | غزة مونامور | فلسطين

كوثر بن هنية | الرجل الذي باع ظهره | تونس

أفضل مخرج

أمين نايفة | 200 متر | فلسطين

عرب وطرزان ناصر | غزة مونامور | فلسطين

كوثر بن هنية | الرجل الذي باع ظهره | تونس

أفضل فيلم روائي

200 متر | إخراج: أمين نايفة | فلسطين

غزة مونامور | إخراج: عرب وطرزان ناصر | فلسطين

زنقة كونطاكت | إخراج: إسماعيل العراقي | المغرب

وانطلقت جوائز النقاد للأفلام العربية في نسختها الأولى على هامش فاعليات الدورة الـ70 من مهرجان كان السينمائي، وتمنح الجوائز لأفضل إنجازات السينما العربية سنويا في فئات أفضل فيلم روائي ووثائقي ومخرج ومؤلف وممثلة وممثل، وتضم لجنة تحكيم الجوائز هذا العام 160 من أبرز النقاد العرب والأجانب ينتمون إلى 63 دولة بأنحاء العالم، وهو ما يحدث لأول مرة في تاريخ السينما العربية.

ووقع الاختيار على القائمة النهائية المرشحة للجوائز وفقًا لمعايير تضمنت أن تكون الأفلام قد عرضت لأول مرة دوليا في مهرجانات سينمائية دولية خارج العالم العربي خلال عام 2020، وأن تكون إحدى جهات الإنتاج عربية (أيا كانت نسبة وشكل مشاركتها بالفيلم)، بالإضافة إلى أن تكون الأفلام طويلة (روائية أو وثائقية).

 

الشروق المصرية في

14.06.2021

 
 
 
 
 

الإعلان عن الفائزين في مهرجان كان السينمائي

مركز السينما العربية يكشف عن ترشيحات جوائز النقاد للأفلام العربية 2021

كتب - محمد فهمي

كشف مركز السينما العربية في مقطع فيديو عن ترشيحات جوائز النقاد للأفلام العربية التي تستهدف الأفلام التي تم إنتاجها في 2020، ويشارك في تقييم الأفلام لجنة تحكيم دولية تتكون من 160 ناقداً من 63 دولة يشاهدون الأفلام العربية عبر موقع Festival Scope الشريك الرقمي لـمركز السينما العربية، على أن يتم الإعلان عن الفائزين بالجوائز ضمن فعاليات مهرجان كان السينمائي (من 6 إلى 17 يوليو/ تموز).

وتقول ديبورا يانغ مدير جوائز النقاد "السنة الماضية لم تكن سهلة على الجميع، وبالرغم من ذلك، حافظت السينما العربية على مستوى رفيع للأفلام الروائية والوثائقية، جعل كل الأعمال المرشحة لجوائز النقاد للأفلام العربية، تستحق الحصول عليها. أوجه تهنئتي للجميع وأشكر النقاد أعضاء لجنة التحكيم على مشاركتهم معنا في الفعاليات".

ماهر دياب وعلاء كركوتي الشريكان المؤسسان في مركز السينما العربية يقولان "نسخة هذا العام من جوائز النقاد للأفلام العربية لها مكانة خاصة بالنسبة لنا، لأننا نحتفل من حلالها بمرور 5 سنوات على إطلاق الجوائز، التي نستهدف بها الترويج لأفضل الإنتاجات العربية سنوياً. المميز في نسخة هذا العام أيضاً إنها تشهد منافسة قوية بين أفلام مميزة، بالرغم من إن السنة الماضية شهدت عدداً قليلاً من الإنتاجات السينمائية في كل دول العالم".

وجاءت الترشيحات كالتالي:

أفضل فيلم وثائقي

عاش يا كابتن | إخراج: مي زايد | مصر

في زاوية أمي | إخراج: أسماء المدير | المغرب

قبل زحف الظلام | إخراج: علي الصافي | المغرب

أفضل ممثلة

هيام عباس | غزة مونامور | فلسطين

خنساء بطمة | زنقة كونطاكت | المغرب

زوي أدجاني | سيجار العسل | الجزائر

أفضل ممثل

علي سليمان | 200 متر | فلسطين

سليم ضو | غزة مونامور | فلسطين

طارق يعقوب | مفاتيح مكسورة |لبنان

أفضل سيناريو

أمين نايفة | 200 متر | فلسطين

عرب وطرزان ناصر | غزة مونامور | فلسطين

كوثر بن هنية | الرجل الذي باع ظهره | تونس

أفضل مخرج

أمين نايفة | 200 متر | فلسطين

عرب وطرزان ناصر | غزة مونامور | فلسطين

كوثر بن هنية | الرجل الذي باع ظهره | تونس

أفضل فيلم روائي

200 متر | إخراج: أمين نايفة | فلسطين

غزة مونامور | إخراج: عرب وطرزان ناصر | فلسطين

زنقة كونطاكت | إخراج: إسماعيل العراقي | المغرب

جوائز النقاد للأفلام العربية انطلقت في نسختها الأولى على هامش فاعليات الدورة الـ70 من مهرجان كان السينمائي، وتمنح الجوائز لأفضل إنجازات السينما العربية سنوياً في فئات أفضل فيلم روائي ووثائقي ومخرج ومؤلف وممثلة وممثل، وتضم لجنة تحكيم الجوائز هذا العام 160 من أبرز النقاد العرب والأجانب ينتمون إلى 63 دولة بأنحاء العالم، وهو ما يحدث لأول مرة في تاريخ السينما العربية.

وقد وقع الاختيار على القائمة النهائية المرشحة للجوائز وفقًا لمعايير تضمنت أن تكون الأفلام قد عرضت لأول مرة دولياً في مهرجانات سينمائية دولية خارج العالم العربي خلال عام 2020، وأن تكون إحدى جهات الإنتاج عربية (أياً كانت نسبة وشكل مشاركتها بالفيلم)، بالإضافة إلى أن تكون الأفلام طويلة (روائية أو وثائقية).

مركز السينما العربية مؤسسة غير ربحية مسجلة في أمستردام تأسست في 2015 على يد MAD Solutions بهدف الترويج للسينما العربية، ويوفر مركز السينما العربية لصناع السينما العربية، نافذة احترافية للتواصل مع صناعة السينما في أنحاء العالم، عبر عدد من الفاعليات التي يقيمها وتتيح تكوين شبكات الأعمال مع ممثلي الشركات والمؤسسات في مجالات الإنتاج المشترك، التوزيع الخارجي وغيره.

وتتنوع أنشطة مركز السينما العربية ما بين أجنحة في الأسواق الرئيسية، جلسات تعارف بين السينمائيين العرب والأجانب، حفلات استقبال، اجتماعات مع مؤسسات ومهرجانات وشركات دولية، وإصدار مجلة السينما العربية ليتم توزيعها على رواد أسواق المهرجانات.

كما أتاح مركز السينما العربية التسجيل عبر موقعه في خدمة الرسائل البريدية، وعبر هذه الخدمة يتاح للمستخدمين الحصول على نسخ رقمية من مجلة السينما العربية، أخبار عن أنشطة مركز السينما  العربية، إشعارات بمواعيد التقدم لبرامج المنح والمهرجانات وعروض مؤسسات التعليم والتدريب، تحديثات عن الأفلام العربية المشاركة بالمهرجانات، وإلقاء الضوء على تحديثات أنشطة شركاء مركز السينما العربية ومشاريعهم السينمائية.

وقد أطلق مركز السينما العربية، دليل السينما العربية عبر موقعه على الإنترنت باللغة الإنكليزية، وهو دليل سينمائي شامل وخدمي يعتمد على مجموعة أدوات يتم تقديمها مجتمعة لأول مرة، بهدف توفير المعلومات المرتبطة بالسينما العربية لصُنَّاع الأفلام داخل وخارج العالم العربي، وتيسر لصناع الأفلام والسينمائيين العرب الوصول للأسواق العالمية، كما تساعد ممثلي صناعة السينما العالمية في التعرّف بسهولة على إنتاجات السينما العربية.

 

الوفد المصرية في

14.06.2021

 
 
 
 
 

الإعلان عن الفائزين في مهرجان «كان السينمائي»

أحمد السنوسي

كشف مركز السينما العربية في مقطع فيديو عن ترشيحات جوائز النقاد للأفلام العربية التي  تم إنتاجها في 2020، ويشارك في تقييم الأفلام لجنة تحكيم دولية تتكون من 160 ناقداً من 63 دولة يشاهدون الأفلام العربية عبر موقع الشريك الرقمي لـمركز السينما العربية، على أن يتم الإعلان عن الفائزين بالجوائز ضمن فعاليات مهرجان كان السينمائي (من 6 إلى 17 يوليو).

وقالت «ديبورا يانغ»: أن جوائز النقاد السنة الماضية لم تكن سهلة على الجميع، وبالرغم من ذلك، حافظت السينما العربية على مستوى رفيع للأفلام الروائية والوثائقية، جعل كل الأعمال المرشحة لجوائز النقاد للأفلام العربية، تستحق الحصول عليها.

ماهر دياب وعلاء كركوتي الشريكان المؤسسان في مركز السينما العربية أكدا أن   نسخة هذا العام من جوائز النقاد للأفلام العربية لها مكانة خاصة بالنسبة لنا، لأننا نحتفل من خالها بمرور 5 سنوات على إطلاق الجوائز، التي نستهدف بها الترويج لأفضل الإنتاجات العربية سنوياً.

وتابعا أن نسخة هذا العام أيضاً  تشهد منافسة قوية بين أفلام مميزة، بالرغم من إن السنة الماضية شهدت عدداً قليلاً من الإنتاجات السينمائية في كل دول العالم".

وجاءت الترشيحات كالتالي:

أفضل فيلم وثائقي

عاش يا كابتن | إخراج: مي زايد | مصر

في زاوية أمي | إخراج: أسماء المدير | المغرب

قبل زحف الظلام | إخراج: علي الصافي | المغرب

أفضل ممثلة

هيام عباس | غزة مونامور | فلسطين

خنساء بطمة | زنقة كونطاكت | المغرب

زوي أدجاني | سيجار العسل | الجزائر

أفضل ممثل

علي سليمان | 200 متر | فلسطين

سليم ضو | غزة مونامور | فلسطين

طارق يعقوب | مفاتيح مكسورة |لبنان

أفضل سيناريو

أمين نايفة | 200 متر | فلسطين

عرب وطرزان ناصر | غزة مونامور | فلسطين

كوثر بن هنية | الرجل الذي باع ظهره | تونس

أفضل مخرج

أمين نايفة | 200 متر | فلسطين

عرب وطرزان ناصر | غزة مونامور | فلسطين

كوثر بن هنية | الرجل الذي باع ظهره | تونس

أفضل فيلم روائي

200 متر | إخراج: أمين نايفة | فلسطين

غزة مونامور | إخراج: عرب وطرزان ناصر | فلسطين

زنقة كونطاكت | إخراج: إسماعيل العراقي | المغرب

جوائز النقاد للأفلام العربية انطلقت في نسختها الأولى على هامش فاعليات الدورة الـ70 من مهرجان كان السينمائي، وتمنح الجوائز لأفضل إنجازات السينما العربية سنوياً في فئات أفضل فيلم روائي ووثائقي ومخرج ومؤلف وممثلة وممثل، وتضم لجنة تحكيم الجوائز هذا العام 160 من أبرز النقاد العرب والأجانب ينتمون إلى 63 دولة بأنحاء العالم، وهو ما يحدث لأول مرة في تاريخ السينما العربية.

وقد وقع الاختيار على القائمة النهائية المرشحة للجوائز وفقًا لمعايير تضمنت أن تكون الأفلام قد عرضت لأول مرة دولياً في مهرجانات سينمائية دولية خارج العالم العربي خلال عام 2020، وأن تكون إحدى جهات الإنتاج عربية (أياً كانت نسبة وشكل مشاركتها بالفيلم)، بالإضافة إلى أن تكون الأفلام طويلة (روائية أو وثائقية).

 

بوابة أخبار اليوم المصرية في

14.06.2021

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004