ملفات خاصة

 
 
 

في رحيل صانع البهجة

نديم جرجوره

عن رحيل الفنان

سمير غانم

   
 
 
 
 
 
 

تبدو البساطة أبرز سمةٍ في سيرة المصريّ سمير غانم (1937 ـ 2021)، حياتياً ومهنياً. بساطة في أمور شتّى، تدفعه غالباً إلى اشتغالاتٍ تُشكِّل فصلاً أساسياً من الكوميديا الفنية العربية، وإلى علاقاتٍ موصوفة، عادة، بالهدوء والسلاسة، رغم أنّ فيه غيرةً من نجاحات آخرين، بحسب قولٍ نقديّ، لكنّه يُحدّد تلك الغيرة نفسها بإحساسٍ لا بموقفٍ حاسم وانفعالٍ قاسٍ.

جيله، المُكوَّن منه ومن جورج سيدهم (رفيقه في "ثلاثيّ أضواء المسرح"، مع الضيف أحمد) وعادل إمام وسعيد صالح ويونس شلبي، يُعتَبر صلة وصلٍ بين جيلين، أوّلهما سابق عليه وثانيهما لاحق به، سيكون فؤاد المهندس (من الجيل السابق عليه) أستاذاً له، باعترافه هو: "هذا هو جيلي. جيل "الأحبّة الأعداء". فيه عداوة مُخبّأة بسبب غيرةٍ، مع أنّه لم تحدث لي غيرةٌ من أحدٍ. (هذا) إحساسٌ لا غيرة" ("سمير غانم إكسير السعادة" لطارق الشناوي، مطبوعات "مهرجان القاهرة السينمائيّ الدولي الـ 39"، الطبعة الأولى، 2017).

والبساطة، إذْ تبقى لصيقةً به في حياته كلّها، تنسحب من يومياته وعلاقاته المختلفة، الفنية وغير الفنية، إلى نمطِ اشتغالٍ سينمائيّ خصوصاً. فرغم كثرة الأفلام المُشارِك فيها، أدواراً ثانوية في مرحلة أولى، تليها بطولة أساسية، يندر اختيار عملٍ يمتلك مقوّمات غير مرتبطة بالكوميديا، التي ستبقى منضوية في إطار الإضحاك المباشر، وهذا فنٌّ قائمٌ بحدّ ذاته، يجعله غانم، في أكثر من نصف قرنٍ بأعوامٍ قليلة، حاجةً يومية لأناسٍ، يريدون أنْ يضحكوا فقط.

بهذا، يبتعد غانم عن أفراد جيله، مع جورج سيدهم، الذي سيُشارك في أعمالٍ غير كوميدية، عددها قليلٌ للغاية، بينما يذهب سعيد صالح إلى إضحاكٍ، سيمتلئ أحياناً عدّة بقهرٍ ومرارة، بينما سيُقدِّم يونس شلبي نكاتٍ ومواقف، في بعضها شيءٌ من قسوة العيش والخيبات.

وحده عادل إمام سيُنجز صنيعاً سينمائياً (ومسرحياً) يرتكز على الكوميديا، وينفتح كثيراً على حالاتٍ ومسائل وتفاصيل، في السياسة والقضاء والاجتماع والخراب، مُحرِّراً نفسه، في سبعينيات القرن الـ20 وثمانينياته على الأقلّ، من وفرة الكوميديا فيه، قبل انزلاقه لاحقاً في متاهة النجومية القاتلة.

سمير غانم ـ الذي يعترف بذكاء إمام في تجاربه وخياراته الدرامية والجمالية والتمثيلية ـ يُفضِّل البقاء في دائرة الكوميديا البحتة، التي يستلّ منها سيرة سينمائية متكاملة. البساطة تساهم في هذا، من دون أنْ تنتقص من قيمة الكوميديا، لكونها جزءاً أساسياً من فنّ الإضحاك وإثارة البهجة، وهذا يحصل أيضاً في حواراتٍ تلفزيونية عدّة له، يظهر فيها "ممثلاً كوميدياً أصيلاً".

في الكتابة عن سمير غانم، يصعب التغاضي عن الصناعة الكوميدية في السينما المصرية. السابقون عليه، كإسماعيل ياسين وعبد المنعم مدبولي وفؤاد المهندس، سيبقون طويلاً في ذاكرة الترفيه البحت، والسعي، أحياناً، إلى تحميله شيئاً من وقائع حياتية. عجز ياسين عن مواكبة تطوّرات السينما وتبدّلاتها، يتخلّص منه مدبولي والمهندس. فالأول متمكّن من أدوارٍ غائصة في أسى ومواجهات وتحدّيات، والثاني فنانٌ في تطويع الكوميديا، وجعلها مرايا بيئة وأحوالٍ. الجيل اللاحق بجيل غانم لديه بعض هذا، خصوصاً مع نجاح الموجي وأحمد بدير، أبرز ممثّلَين كوميديَّين يُتقنان الخروج من الإضحاك البحت إلى أدوارٍ، تُثير ضحكاً ممزوجاً بشقاءِ حياةٍ وبؤس عيشٍ، وأخرى غارقة في الدراما.

مع سمير غانم، تُصبح الكتابة النقدية صعبة، لا لأنّ أفلامه كوميدية (الكوميديا فنّ صعب)، بل لأنّ سيرته السينمائية منضوية، بالغالبية الساحقة من أفلامه، في إطار واحدٍ، يقبله غانم ويبرع فيه، مع إضافاتٍ يُصرّ نقّادٌ على وجودها في نتاجاته ومساره، بينما يعجز آخرون عن تبيانها بوضوح. وإذْ يرى بعضُ هؤلاء أنّ في أداء غانم نوعاً من التهريج، والتهريج بدوره فنّ حاضرٌ في الكوميديا؛ يتمكّن غانم ـ بالبساطة التي تصنع حياةً واشتغالاً وبهجة ـ من إيجاد توازن بين التهريج والإضحاك، مُخفّفاً من الأول لمصلحة الثاني، بجعل الأول مُنطلقاً أدائياً، يخفّ وهجه تدريجياً في المسار التمثيلي.

غياب سمير غانم يصنع فراغاً، رغم شيخوخةٍ تُبعده، مؤخّراً، عن اشتغالٍ يعتاده بوفرةٍ. غيابٌ وفراغٌ كبيران، بقدر البساطة التي يُمكن أنْ تكون عنواناً آخر للإبداع.

 

العربي الجديد اللندنية في

22.05.2021

 
 
 
 
 

من جنازة سمير غانم إلى حفلي زفاف..

نجمات الفن يثرن جدلا وانتقادات (صور وفيديو)

كتب: ريهام جودةمحمود زكي

أثار ظهور عدد من نجوم الفن بينهم يسرا وإلهام شاهين وليلى علوي في حفلي زفاف بالجونة والتجمع الخامس قبل قليل بعد مشاركتهن في تشييع جنازة النجم الكبير سمير غانم جدلا وانتقادات كبيرة بسبب التناقض الذي ظهر عليه النجوم من الحزن إلى الفرح والرقص خلال مشاركتهن في حفل الزفاف.

وظهرت الفنانة يسرا -بعد ان كانت أبرز المشاركات في جنازة سمير غانم ومن أوائل الوافدات لحضور الجنازة- بفستان أحمر وهي ترقص مع الفنان عمرو دياب على أغنيته الشهيرة «نور العين» في حفل زفاف رجل أعمال بالجونة.. كما ظهر بعض النجوم في حفل زفاف آخر بالتجمع الخامس أحياه راغب علامة ونانسي عجرم.

الأمر نفسه للفنانات ليلى علوي وإلهام شاهين اللتين ظهرتا خلال حفل زفاف آخر بالتجمع الخامس وهما ترتديان ملابس سواريه ملفتة..إلى جانب الفنانة ياسمين صبري والراقصة جوهرة اللتين حرصتا على التقاط الصور التذكارية..وأيضا الفنانة نيللي كريم.

وانتقد رواد مواقع التواصل الاجتماعي تبدل حال النجوم من الحزن على النجم الكبير سمير غانم إلى الفرح والرقص بحضور حفلات الزفاف والحدثين في يوم واحد ويفرقهما ساعات وفقا للفيديو المتداول الذي بثه برنامج «arab wood» عبر حسابه الرسمي على موقع انستجرام.

فيما رأى آخرون أن هذا أمر طبيعي، وأن «أهل الميت أنفسهم بيدفنوه وبعدين ياكلوا عادي، وأن هذه هي طبيعة الحياة».

بينما علق أحد المتابعين على الفيديو قائلا: «مستحيل اليوم كانت في دفن الفنان الكبير سمير غانم» وعلق آخر قائلا: «يعني إنتي روحتي عزاء سمير غانم الصبح وبليل بتغني مع عمرو دياب».

بينما كتب متابع آخر:«وسمير؟ ومراته؟ وبناته؟»، وعلقت أخرى قائلا :«علي قليلة يحترموا موت سمير غانم».

كما تابع آخر: «يا جماعة كل شخص لي دماغ»، وكتب آخر:«الصبح بنعيط على سمير وبليل بتغني مع عمر».

 

####

 

رامي رضوان عن وداع سمير غانم:

«مكنتش جنازة.. كان موكبا لملك يزف إلى الجنة»

كتب: ريهام جودة

برسالة مؤثرة متحدثا فيها عن شخصيات اشتهر بها ودع الإعلامي رامي رضوان زوج الفنانة دنيا سمير غانم النجم الكبير سمير غانم الذي شيع جثمانه أمس الجمعة.

وكتب رامي عبر حسابه الرسمي على موقع فيسبوك قبل قليل تعليقا على صورة مجمعة للعديد من الشخصيات التي قدمها سمير غانم :«بعض من الشخصيات التي قدمها وأمتعنا بها على مدار عشرات السنين..كل واحد فينا ممكن يكون حب شخصية أكتر من التانية..لكن كلهم استحوذوا على قلوب أجيال..وإفيهات كل شخصية محفورة في عقولنا..ومتضفرة في هزارنا«.

وتابع :«هذا الرجل العظيم صنع البهجة..ولم يعرف الحزن طريق له حتى في يوم رحيله. ماكنتش جنازة..كانت موكب مهيب لملك يزف إلى جنة الخُلد بإذن الله».

وواصل رامي :«هتوحشنا رغم ثقتي إنك هتفضل معنا في كل ثانية بروحك المبهجة وسيرتك الجميلة وقلبك الأبيض وإفيهاتك اللي بنبني كلامنا عليها وبها«.

واختتم: «سمير غانم هو إكسير الضحك وكنز السعادة الذي لم ولن ينضب..#سموره #فطوطة #مسعودي #ميزو #كابتن_جوده #عبسميع_اللميع #جحا #بهلول #مصطفى_الحلواني #سمير #نادر #فرحات #هنداوي #مراد #دياب #شريف_عسل #سليم».

 

####

 

طارق الشناوي يكشف عن سر في حياة سمير غانم بعد وفاته

كتب: سعيد خالد

أكد الناقد السينمائي الكبير طارق الشناوي أنه يعزي الشعوب العربية والشعب المصري في فقدان الفنان القدير سمير غانم.

وقال، لـ«المصري اليوم»، إنه أهم فنان يرتجل في العالم العربي كله، وعلى المستوى العالمي يُعد من أهم المرتجلين.

وأضاف أن فن الارتجال ليس فنًا عشوائيًا، ولا يعني الخروج عن النص والآداب، فعلى العكس هو موهبة وفن يُحترم يعتمد على ذكاء المؤدي وقدرته على اقتناص اللحظة وخلق موقف منها، والإضافة إليه في كل عرض، ويعتمد على البناء الدرامي، وليس عشوائيًا كما يعتقد البعض، و«غانم» كان أستاذًا في هذا المجال دون منافس، ولن يسير فنان غيره على هذا الدرب، ويمتلك القدرة على خلق مليون ضحكة.

وأوضح «الشناوي»: «(غانم) نجح في تقديم رحلة الفوازير مع ثلاثي أضواء المسرح منتصف الستينيات ولهم تجربة سابقة مرتبطة بتقنيات التليفزيون، ولم يكن وقتها ظهر فن المونتاج، وسمير وجورج والضيف قدموا فوازير جميلة ومهمة جدًا تركت بصمة في كل بيت مصري مع المخرج محمد سالم والشاعر حسين السيد الذي كتبها».

وتابع: «ثلاثي أضواء المسرح كانوا يتعاملون ماديًا وكأنهم فرد واحد، وكانوا حينما يتقاضون 100 جنيه يقومون بتقسيمها عليهم، لم يتقاضوا الملايين لكنهم منحونا الكثير من الفن والمتعة والبهجة».

 

####

 

أول رد فعل من يسرا على انتقادات حضورها زفافًا بعد جنازة سمير غانم

كتب: أماني حسنريهام جودة

اكتفت النجمة يسرا بإغلاق خاصية التعليقات على منشورها الأخير عبر حسابها الرسمي بموقع انستجرام، بعد تعرضها لانتقادات شديدة من قبل المتابعين، على إثر حضورها زفافا مساء الجمعة، بعد عودتها من مراسم دفن النجم الراحل سمير غانم.

وكان آخر منشور ليسرا عبر حسابها على موقع انستجرام يتضمن صورة تجمعها بالنجم الراحل وعلقت عليها ناعية إياه: «صديقي وحبيبي وحبيب الكل وجع القلب على فراقك ما يتوصفش، كنت قيمة وقامة فنية لن تعوض، رسمت الضحكة على وشوش الملايين يا سمورة وغيابك واجع قلوبنا كلنا. إنا لله وإنا إليه راجعون ربنا يصبرنا جميعا على فراقك يا حبيبي ويصبر دنيا وإيمي ويشفي دلال قادر يا كريم».

وأثار ظهور عدد من نجوم الوسط الفني أمس، في حفل زفاف بالتجمع الخامس عقب مشاركتهم في جنازة سمير غانم التي شيعت ظهر نفس اليوم، غضب المتابعين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وكان من بين هؤلاء النجوم، يسرا وإلهام شاهين، وليلى علوي.

النجم سمير غانم رحل عن عالمنا، الخميس الماضي بعد صراع مع فيروس كورونا المستجد الذي سبب له مضاعفات في الرئة والكلى، كما أصابه بما يعرف بالفطر الأسود الذي يصيب العينين.

كانت يسرا قد شاركت أمس في حفل زفاف احد رجال الأعمال بالجونة وظهرت بفستان أحمر ترقص إلى جوار الفنان عمرو دياب على أنغام أغنية «نور العين».. بعد ساعات قليلة من مشاركتها في تشييع جنازة الفنان سمير غانم التي ظهرت خلالها بملابس سوداء حزينة.

وشاركت يسرا في حفل الزفاف مع عدد من النجوم ممن شاركوا في الجنازة صباحا ثم ظهروا في حفل الزفاف ومنهم إلهام شاهين إلى جانب فنانين آخرين ياسمين صبري، جوهرة، ليلى علوي.

 

####

 

طارق الشناوي في تصريح جريء:

سمير غانم لم يحصل على التكريم الذي يستحقه

كتب: سعيد خالد

أكد الناقد السينمائي الكبير طارق الشناوي أن الفنان الراحل سمير غانم لم يحصل على حقه من التكريم من جانب الدولة، قائلًا للمصري اليوم إن مهرجان القاهرة السينمائي منحه أهم جائزة في 2017، رغم أن أفلامه لم تشارك في المهرجانات، تحمست د.ماجدة واصف حينما كانت رئيسة المهرجان وتم منحه الجائزة التقديرية لفاتن حمامة، الدولة لم تمنحه جائزة تقديرية وهذا خطأ لأنه يجب أن تمنح مثل هذه الجوائز في حياتهم وليس بعد الموت".

وعن اقدام الفنانين على وداع سمير غانم الي مثواه الأخير: "حبًا في سمير غانم، لأنه منجم عطاء، كان دائم العطاء لكل من يقترب منه، لم ينتظر أي شيء من أحن، وهو نوع من الامتنان لسمير غانم".

 

####

 

رامي رضوان يكشف حقيقة حزن سمير غانم بأيامه الأخيرة

كتب: سعيد خالد

حالة من الحزن الشديد يعيشها الإعلامي رامي رضوان، بعد رحيل والد زوجته الفنان القدير سمير غانم، ونشر «رضوان» صورة تجمع معظم الشخصيات التي جسدها حماه، عبر حسابه الخاص على حسابه الخاص على موقع الصور انستجرام، وعلق عليها وكتب: «بعض من الشخصيات التي قدمها وأمتعنا بها على مدار عشرات السنين، كل واحد فينا ممكن يكون حب شخصية أكتر من التانية

لكن كلهم استحوذوا على قلوب أجيال، وإفيهات كل شخصية محفورة في عقولنا..ومتضفرة في هزارنا، هذا الرجل العظيم صنع البهجة، لم يعرف الحزن طريق له حتى في يوم رحيله«.

وأضاف رضوان: «هتوحشنا رغم ثقتي إنك هتفضل معنا في كل ثانية بروحك المبهجة وسيرتك الجميلة وقلبك الأبيض وإفيهاتك اللي بنبني كلامنا عليها وبها.

سمير غانم هو إكسير الضحك وكنز السعادة الذي لم ولن ينضب«.

يذكر ان سمير غانم مواليد عام 1937 تخرج في كلية الزراعة جامعة اﻹسكندرية، ثم التقى بكلٍ من جورج سيدهم والضيف أحمد، وكونوا معا ثلاثي أضواء المسرح الذي لمع من خلال مجموعة الاسكتشات الكوميدية الشهيرة، ثم قدم الثلاثة بعدها عددًا من الأفلام والمسرحيات الناجحة، بعد وفاة الضيف أحمد قدم مع جورج سيدهم عدة مسرحيات، وفي ثمانينات القرن العشرين لمع نجمه في سماء فوازير رمضان التي قدمها لعدة اعوام، هذا إلى جانب عدد ضخم من الاعمال السينمائية والتليفزيونية والمسرحية البارزة .

 

####

 

هالة صدقي: اعتذرت عن حفل الزفاف احترامًا لوفاة سمير غانم ومشاعر صديقتي دلال

كتب: ريهام جودة

كشفت الفنانة هالة صدقي، أنها شاركت في جنازة الفنان سمير غانم، رغم أنها جاءت من دبي إلى مصر خصيصًا لحضور حفل زفاف، مشيرة إلى أنها اعتذرت عن حضور حفل زفاف، أمس الجمعة، احترامًا لوفاة غانم ولمشاعر صديقتها الفنانة دلال عبدالعزيز التي كانت لاتفوت فرصة لأداء الواجب.

وتابعت هالة عبر حسابها الشخصي على موقع فيسبوك:«انا اريد وانت تريد والله يفعل ما يريد ،نزلت من دبي لحضور فرح روحت العزاء واعتذرت عن الفرح«.

ونشرت هالة صورة تجمع الفنانة دلال عبدالعزيز مع زميلتيها رجاء الجداوي وميرفت أمين وتابعت :«كما هو معروف في الوسط الفني ان الفنانين العظماء دول كانوا لا يمكن يسيبوا أي واجب سواء عزاء أو زياره مريض.

وواصلت: «وفِي يوم سألت رجاء يا رجاء إنتي ليه بتروحي لكل من هب ودب حتي لو علاقتك بيهم مش قوية وتتعبي نفسك مع ناس ما تعرفيهومش، كانت تقولي علشان في عزائي عايزه الدنيا كلها تقف مع أميرة بنتي ويبقي عزاء كبير، وتتركنا رجاء في ظروف الكورونا وخلسة أصدقائها المقربين جدا هما بس اللي يروحوا عندها يعزوا نفسهم ويعزوا أميرة بنتها».

وتابعت: «دلال حضرت عزاء مصر كلها واهم عزاء لها حبيبها وجوزها وعشرة عمرها ما تحضر العزاء ولا عارفين رد الفعل لما تعرف بخبر شريكها في الحياة، وأنها الوحيدة اللي ما ودعتهوش، إوعى تحسبها أبدا، سيبها على ربنا واللي رايده هايكون، الإنسان مسير وغير مخير، الله يرحمك يا مبدع ويصبر بناتك وحبايبك».

 

####

 

أول رد رسمي من وزارة الصحة حول وفاة الفنان سمير غانم بـ«الفطر الأسود»

وزارة الصحة : لم نسجل حتى الآن اية إصابة بالفطر الأسود لمرضى كورونا

كتب: إبراهيم الطيب

ترددت أنباء مؤخرا على صفحات التواصل الاجتماعي، تفيد بأن السبب الرئيسي لوفاة الفنان الكبير سمير غانم هو إصابته بالفطر الأسود الذي انتشر مؤخرا في الهند، خاصة بعدما أعلن شقيق الفنان الراحل، سمير غانم، أن شقيقه كان قد تخطى كورونا، وأصيب بفشل كلوي حاد، كاشفا إصابة الفنان الكوميدي بمرض «الفطر الأسود» في عينيه.

فيما تفاعلت بعد الجهات ومنها المركز المصري للحق في الدواء، والذي طالب على لسان مديره التنفيذي محمود فؤاد، وزارة الصحة بضرورة التوضيح وإصدار بيان يوضح حقيقة الأمر الذي وصفه بالمرعب حالة وصول السلالة الهندية إلى مصر .

وبالرجوع إلى وزارة الصحة رفض الدكتور محمد عبدالفتاح، رئيس الإدارة المركزية لشؤون الطب الوقائى بوزارة الصحة والسكان، الحديث بشكل مُفصل عن وفاة الراحل سمير غانم، معتبرها نوعا من الخصوصية لا ينبغي الخوض فيه احتراما لمشاعر أسرته ومحبيه، وأيضا احتراما لقدسية وحرمة الموت.

وأكد رئيس الإدارة المركزية لشؤون الطب الوقائى بوزارة الصحة والسكان، في تصريحات خاصة لـ«المصري اليوم»، أن وزارة الصحة لم تسجل حتى الآن أي حالة إصابة بالفطر الأسود في مصر بالنسبة لمرضى كورونا، وأنه لا صحة لما يتم تداوله بشأن انتشار سلالة الفطر الأسود في مصر بين مصابى كورونا.

وأضاف عبدالفتاح أن هذا الفطر ضعيف وليس مميتا أو قاتلا ويوجد في التربة والأسمدة والمواد العضوية المتحللة ولا يصل للانسان إلى من خلال مرطبات الأكسجين والبيئة غير النظيفة، كما أنه لا يسبب أي مضاعفات لأصحاب المناعة العادية لكنه يؤثر فقط في الأفراد أو المرضى من أصحاب المناعة الضعيفة.

وأشار رئيس الإدارة المركزية لشؤون الطب الوقائى بوزارة الصحة إلى أنه في حال ظهور أي مرض معدٍ أو سلالة جديدة لفيروس كورونا سيتم الكشف عن الإصابات وخطط العلاج والتعامل مع الوباء، مشددا على امتلاك مصر نظام ترصد قويا للأوبئة ويختص بتتبع كافة الامراض الوبائية ومعدلات انتشارها من عدمه ويقدم حلولا سريعة لمواجهة الوباء ويطلع على جديد العلم عالميا .

يذكر أن مرض «فطار الغشاء المخاطي» (الفطر الأسود) دفع إلى زيادة الخطر في الهند، إثر أزمة فيروس كورونا الأخيرة التي واجهتها، إذ إنه انتشر بشكل كبير في البلاد، حيث إن «الفطر الأسود» ينتج عن العفن الموجود في البيئات الرطبة مثل التربة أو السماد، ويمكن أن يهاجم الجهاز التنفسي، وهو غير معدٍ ولا ينتقل من شخص لآخر، وفق «مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها بالولايات المتحدة».

 

المصري اليوم في

22.05.2021

 
 
 
 
 

سمير غانم.. كيف تتصدر الترند بـ”الحب”؟

رباب طلعت

على مدار 48 ساعة عمت حالة من الحزن النادر، الحزن الصادق، الحزن الممزوج بالحب والتعاطف والحنين والوداع، على كافة المنصات (تويتر، فيسبوك، تويتر، إنستجرام، تيك توك، يوتيوب)، في الوطن العربي كله، وليس مصر فقط، إثر رحيل سارق الضحكة وملك الكوميديا العفوية الفنان الكبير سمير غانم.

عاش طيب.. مات طيب

اعتلى سمير غانم قائمة الترند العربية، دون جهد منه، أو حاجة إلى “شلة” تتحدث عن إنجازاته وخفة دمه، ولم يدفع أبنائه جنيهًا من أجل التعاطف معهم، فقد تصدر الترند بمحبة خالصة له، وبمشاعر حزن صادقة، على وفاة “بني آدم طيب” مر على الحياة مرور “طيب” فلم يذكر اسمه في خلاف مع أحد أو إساءة ضد أحد سواء في محيط الوسط الفني، أو تعامله مع الصحافة والإعلام أو حتى مع جمهوره، فقد كان كما وصفته زوجته الفنانة دلال عبد العزيز في برنامج سهرانين “بني آدم طيب من بيت طيب.. ومتربي عارف يعني إيه بيت ويعني إيه أسرة.. وأنا شرحه”، وهو الأمر الذي لم يختلف عليه أحد من جمهوره، فالجميع ودعه بكلمات تشيد بحسن خلقه وخلق بناته وزوجته، بل وأيضًا زوجي بناته، تلك الأسرة الصغيرة التي بنت رصيدًا من المحبة والاحترام لدى الجمهور، دون أية مجهود، فقط بالمحبة والاحترام.

رحيل الأب.. سمير غانم

سيرة سمير غانم الطيبة، ورصيده الفني الثري، وروحه الخفيفة هو وزوجته وابنتيه كانت أهم عوامل ارتباط الجمهور بتلك الأسرة، وهو ميراث عظيم تركه الراحل لابنتيه اللتان حمل الجمهور هم حزنهما وفراقهما لوالدهما، لمعرفته مدى قربهما وحبهما له، حتى إنهم تداولوا كلماته من فيلم “الرجل الذي عطس”، كوصية لهما، يذكرهما بها كتخفيف عنهما، وتذكير بما قاله والدهما عن الموت: “ماحنا كلنا بنتولد عشان نموت.. هي دي الحقيقة يا ابني متهربش منها.. لو زعلت إياك تعيط.. إياك تعيط.. لو حبة الدموع فرت من عنيك ابقى عيط شوية”.

ولم ينتهي التعاطف إلى تداول كلماته فقط، حيث زاد ألم وحزن الجمهور على ابنتيه بعد تداول صور انكسار إيمي ودنيا سمير غانم في الجنازة، وغياب دلال عبد العزيز عنها لتواجدها في العناية المركزة، والتي لم تغيب أبدًا عن جنازة أو تأدية واجب لأحد من زملائها، مما أضاف على حزن فقدان الأب حزنًا آخر، وهو غياب والدتهم عن مساندتهم، ولعلها رحمة الله التي امتدت لها، لكي لا ترى جثمانه وهو يلتحف الثرى، إلا أن مشهد وقوف حسن الرداد ورامي رضوان، لأخذ عزاء حماهما كان العزاء الوحيد لجمهور السوشيال ميديا، الذي حمل هم رحيل “سند” الفنانتين، ليأخذ “الترند” منحنى موازي للحزن وهو الإشادة بترابط تلك الأسرة التي يعتبرها الجمهور جزءًا منه.

انطفت الضحكة التالتة

الحزن الكبير الذي انتاب جمهور الفنان سمير غانم على مواقع التواصل الاجتماعي، لم يكن فقط بسبب طيبته وأخلاقه، ولا الارتباط بأسرته والتعاطف معها، إنما أيضًا لانطفاء آخر شعلة في ثلاثي أضواء المسرح، الذي نجح منذ ظهوره وإلى الآن في خطف ضحكات الجمهور بعفوية وسلاسة ليس لها مثيل، سواء كان مع فرقته أو بمفرده، سواء على المسرح أو على الشاشة، سواء التزم بالنص أو ارتجل، سواء نطق أو لا، فقط كان ظهوره كافيًا لانتزاع الضحكة من قلب جمهوره مهما كان الوقت والظروف، فقد أسعد الجميع بما قدمه على مدار أعوام قضاها في تقديم “الضحكة” التي كان يؤمن بأنها رسالة كافية لا تحتاج إلى أية تعقيدات أو مبالغات أو إضافات، فالضحكة غاية نبيلة قدمها للمشاهدين وسيظل يقدمها في أعماله التي لن تفقد بريقها مهما طال الزمن، لأنه قدمها بحب واحترام للجمهور.

درس سمير غانم الأخير

رحيل سمير غانم، في حد ذاته درسًا كبيرًا يجب أن يتعلمه الكثير من الفنانين الشباب، والأصغر منه سنًا، من مجانين “الترند” وتصدر حديث السوشيال ميديا، فبعيدًا عن المحاولات المستميتة للتواجد على قائمة الترند اليومية، بأساليب انحرف بعضها عن الطريق الصحيح، نجح الفنان الكبير الذي لم يشغل باله يومًا به، في حجز مكانته عليه، فقط بما قدمه لجمهوره عبر سنوات من فن وحب واحترام، وهو ما يعيش في وجدان الجمهور لسنوات، لا شيء آخر.

 

####

 

شيرين تحكي كيف تدخل سمير غانم في نطقها إيفيه “الصرصار

كاتب

نعت الفنانة شيرين، الفنان الراحل سمير غانم، الذي رحل عن عالمنا الخميس الماضي، عن عمر ناهز الـ84 عاما.

قالت شيرين خلال اتصال هاتفي مع الإعلامي عمرو أديب، مساء الجمعة، المذاع عبر شاشة “mbc مصر”، إنه إنسان بمعنى الكلمة فلم يؤذ شخص في أفلامه بالضرب أو الإهانة.

تابعت: “من حسن حظي إني اشتغلت معاه مسرحية المتزوجون، ومكنتش أول واحدة تشتغلها كان قبلي الفنانة هويدا، وهو معملش معايا ولا بروفة. وفضل من ربنا إن أول مسرحية كاملة في حياتي تظل وتبقى، بقالها 42 سنة صورت سنة 1979”.

أردفت: “ومن فضل ربنا عليا إني اشتغلت مرة تانية مع الأستاذ سمير، في مسرحية أنا ومراتي ومونيكا وكانت في لبنان. والبني آدم ممكن متعرفوش في بلدك. وكنا متعودين في المتزوجون أننا نيجي بدري، وأتعلمت في مدرسة الفنان سمير غانم إني ممكن أضحك من غير ما أقصد”.

أضافت: “أنا اترجيته يعمل معايا إن شاء الله بروفة واحدة، قالي بكره هنشتغل كتير وكان راجع من اليونان وكان جايبلي عروسة هدية”. مضيفة: “وعلى قد ما كنت حزينة على فراقه لكن كنت سعيدة وأنا شايفة دنيا وإيمي ولاده ومعاهم أزواجهم حسن ورامي، وفكرني بصورة بالقرآن معناها دا جاب بنت دا ذكراه مش هتبقى موجودة”.

واصلت: “دلال دي أختي اللي مجبتهاش أمي. ربنا يشفيها ويقومها بالسلامة”. وعن إيفيه “الصرصار” في مسرحية “المتزوجون”، قالت: “أن لقبها في الأسرة شيرين صرصار، وأنا مضطرة أحب الصرصار لأنه سبب شهرتي. ومكنش في حد ورا الإيفيه. أنا كان عندي برد في يوم ونطقت الكلمة بطريقة غريبة عشان البرد. بعد العرض سمير طلب مني أكررها كل يوم بنفس الشكل”.

 

####

 

عمرو منير دهب يكتب:

أشهر أضواء المسرح

لا يمكن التنبّؤ بالشهرة على نحو قاطع بأي حال من الأحوال، خاصة عندما يكون السؤال عن مدى وطبيعة الشهرة وليس فقط عمّا إذا كان أحدهم سيصبح مشهورا أم لا. وكما عرضنا مرارا في أكثر من مقام مباشر وغير مباشر، فإنه من السهل أن نفسّر ونحلّل أسباب الشهرة بعد أن تحدث حتى في الحالات التي كانت بعيدة جداً عن أي توقّع، في حين يغدو توقّع الشهرة مستقبلا لأيٍّ من الناس في أي مجال مسألة احتمالات لا نملك أمامها سوى التسليم بالاحتمال الذي يتحقق حتى إذا كانت نسبته مقابل الاحتمالات الأخرى واحد بالمائة أو أقل.

رحم الله سمير غانم. من الصعب القول بأنه لم يكن بإمكان أحد التنبّؤ في البدايات بموهبة الرجل وقابليته للذيوع بدرجة ما، لكن لا ريب أن المكانة التي دانت له في عالم الكوميديا المصرية والعربية كان من الصعب توقّعها عند بداياته قبل حوالي ستين عاما، ليس فقط بصفة عامة، بل حتى عند المقارنة برفيقيه في “ثلاثي أضواء المسرح” جورج سيدهم والضيف أحمد.

صعد الثلاثي في ستينيات القرن الماضي إلى ذُرى ابتدع أولئك الثلاثة كثيرا من تفاصيلها البهيجة في سماء الكوميديا المصرية والعربية على مستوى الفرق. لكن بالقياس النسبي، وربما حتى بصفة عامة، لم تعمّر الفرقة طويلا. وإذا كانت وفاة الضيف هي السبب الأساس في شرخ الثلاثي الذي خطف الأبصار والقلوب، فإن تبايُن وافتراق تفاصيل مصائر الحياتين الشخصية والمهنية للنجمين الآخرين قد عجّلت بالانفصال الاختياري بينهما، وهو أمر يزعج جماهير المعجبين من الناحية العاطفية بعمق، لكنه يوشك أن يكون بمثابة السنّة التي لا مناص منها في سيرة كل الفرق الفنية، وربما الأكثر نجاحاً منها بصورة أوضح.

كان سمير غانم الأقلَّ ظهورا وشعبية بين الثلاثي عند ظهوره، وذلك مثال على غرائب/مفاجآت أسرار النجومية التي أشرنا إليها في بداية الحديث. فالضيف أحمد جسّد شخصية الشاب الهزيل جسديا وصاحب الحظ المتواضع من الوسامة لكنه مقاتل في الحياة ومحبوب لخفة ظلّه، فبرع بذلك في اقتحام الجماهير. أما جورج سيدهم فقد دخل القلوب من باب تكوين جسماني مختلف، شاب بدين على نمط “الكلبظة” يتّسم هو الآخر بخفة الظل، ويشكّل مفارقة جسمانية مقابل الضيف أحمد كفيلة بأن تجعلهما يبدوان كما لو كانا يشكّلان الثنائي التقليدي “التخين والرُّفيّع” القابل للاستيعاب والقبول بسلاسة ومرح في الفن وفي الحياة الواقعية على حدٍّ سواء.

بذلك أصبح التحدّي أمام سمير غانم كبيرا، فقد بدا قدَرُه والحال كتلك أن يكون الأخير المكمّل للثلاثة بملامح جسدية تنقصها الوسامة وكل ما يمكن أن يبعث على التعاطف والاستلطاف (كالجسد الهزيل أو الكلبظة) على السواء. لكن حظ النجم – الذي سيغدو الأشهر لاحقاً بين الثلاثي المرح – من الموهبة والحضور كان لا ريب عظيماً بوضوح. نحو ذلك من إيماءات البدايات ما أشار إليه الراحل محمود السعدني في أحد كتبه التي عرض في مقال ضمنها لمسيرة الفرقة في بواكيرها، فأشار إلى سمير غانم حينها بوصفه الرجل الذي يحب أن يلعب دور “عبيط” الفرقة.

وكما إن الشهرة أسرار، فإن الموهبة أسرار. والأرجح أن أسرار المواهب، إضافة إلى مفاجآت الأقدار الخارجة عن سيطرة البشر تماماً، هي ما يجعل مصائر النجوم – والناس بصفة عامة – تتغير، بل تنقلب من حال إلى نقيضها. وهكذا، كانت نتيجة امتحان سطوة الموهبة وقابليتها للتأثير وصلاحيتها للاستمرار – بعد لمعان البدايات الخاطف – لصالح سمير غانم بفارق لم يكن بسيطاً بحال.

بعيدا عن سيرة ومسيرة “ثلاثي أضواء المسرح”، ظل سمير غانم متميزا كذلك. فقد اختطّ لنفسه أسلوبا متفردا عمّن حوله حتى إذا لم يكن الأبرز – شعبية وإيرادا ماليا – بينهم بالضرورة. وقد سمعت الرجل نفسه يشير من طرف خفي إلى ذلك التميّز في لقاء بثّه التلفزيون المصري ربما أواخر التسعينيات الماضية على الأرجح. بدا سمير غانم في ذلك اللقاء معتدّا وهو يسرد شهادة يوسف عوف الذي قال له بأنه يؤدي في الدراما المصرية والعربية ما يعرف في أمريكا بكوميديا المهرج، وهو ما لا يستطيع كل نجوم الكوميديا أن يبرعوا فيه. وبصرف النظر عن دقة ذلك التحليل، فإن أسلوب سمير غانم تميّز بالفعل بفرادة كثيرا ما اتّخذت من السذاجة/الاستهبال (وليس الفهلوة على سبيل المثال) مدخلاً سلسا وبارعا إلى قلوب الجماهير، ولعل هذا ما أراده يوسف عوف بتقمّص سمير غانم لنمط كوميديا المهرج.

استمرّ غانم بثبات لم يزعزعه تقلّب أحوال الدراما التلفزيونية والصناعة السينمائية مصرياً وعربياً، بل لم يؤثر فيه على نحو يذكر اضطرابُ الحياة من حوله على تغيّر الحقب واختلاف حدة مستويات المؤثرات الاجتماعية والاقتصادية وحتى السياسية. وقد أشرنا إلى الدراما التلفزيونية والسينما تحديداً لأن حضور سمير غانم عبرهما لم يكن الأفضل له على الصعيد الفني قياساً بحضوره الزاهي عبر ما عرف بالمسرح التجاري، وباستثناء حضوره شديد التميز على الشاشة الصغيرة ليس من خلال المسلسلات التلفزيونية وإنما عبر الفوازير والبرامج التي قدّم بعضها وحلّ ضيفاً ذكياً ومتميزاً على العديد منها، والنجم المتميز يعمّق حضوره في وجدان الناس عبر كل إطلالة له من أية نافذة جماهيرية وليس من خلال أعماله الفنية فحسب.

ولعل أهم ما يستوقف في مسيرة سمير غانم الفنية وسيرته مع النجومية تحديدا أن ارتباط اسمه بكثير مما عرف بأفلام المقاولات وأداءه المتواضع بالفعل في تلك السينما – التي تكاد تخلو تماماً من القيمة الفنية – لم يؤثرا على أدائه وموقعه المتميزين على خشبة المسرح الجماهيري واستمرار حضوره من ثم بوصفه “مهرّجاً” راسخ المكانة، باستعارة تعبير يوسف عوف مجدداً. ذلك درس بليغ لا يبرر بطبيعة الحال انجراف الفنان وراء الظواهر العابرة من أجل المال أو التواجد، قدر ما يؤكد أن الموهبة الأصيلة تحتفظ ببوصلتها دوماً تذكّرها بالوجهة التي عليها أن تواصل الإبداع عبرها كلما أوشكت أن تضلّ الطريق، سواءٌ سهواً أو بقدر من التعمّد القسري، وأرجو أن يجوز التعبير الأخير.

عبر الإصرار على إبراز الموهبة الأصيلة كتب سمير غانم اسمه في سماء الكوميديا المصرية والعربية، وعلى قدر أصالة تلك الموهبة سيبقى.

للتواصل مع الكاتب (من هنـــا)

 

موقع "إعلام دوت كوم" في

22.05.2021

 
 
 
 
 

وداع حزين لسمير غانم «صانع السعادة»

الرئيس المصري ينعى الفنان الراحل الذي {عاش من أجل نشر البهجة}

القاهرة: انتصار دردير

شيّعت مصر نجم الكوميديا سمير غانم ظُهر أمس، بعدما غيّبه الموت عن عمر يناهز 84 عاماً، بعد مشوار فنى حافل استمر ما يقرب من ستين عاماً، أشاع خلالها البهجة والسعادة بخفة ظله وموهبته كأحد المضحكين الكبار، وبأعماله التي تنوعت بين المسرح والسينما والتلفزيون والإذاعة.

ونعى الرئيس عبد الفتاح السيسي، الفنان الراحل سمير غانم. وقال السيسي في تغريدة له عبر صفحته على «تويتر» أمس: «أنعى بمزيد من الحزن والأسى الفنان سمير غانم الذي رحل عن عالمنا أول من أمس، تاركاً خلفه ميراثاً عظيماً من الأعمال التي رسمت البسمة على وجوه المصريين والأمة العربية، فقد كان الراحل خير نموذج للفنان الذي عاش من أجل نشر البهجة وإسعاد الجميع».

وأضاف الرئيس: «رحم الله الفنان الراحل، وألهم أسرته الصبر والسلوان».

وشُيِّعت جنازته من مسجد المشير بمنطقة التجمع الخامس (شرق القاهرة) عقب صلاة الجمعة بحضور وزيرة الثقافة المصرية الدكتورة إيناس عبد الدايم، وابنتيه دنيا وإيمي وزوجيهما الإعلامي رامي رضوان والفنان حسن الرداد اللذين حملا النعش، كما حضرها شقيقه حسام غانم، فيما تغيبت زوجته الفنانة دلال عبد العزيز عن الحضور لاحتجازها بأحد المستشفيات بسبب تداعيات إصابتها بوباء «كورونا».

وشهدت الجنازة حضوراً مكثقاً من زملائه الفنانين الذين توافدوا مبكراً رغم مخاطر «كورونا»، ومن بينهم: ميرفت أمين، ويسرا، ومحمود حميدة، وإلهام شاهين، ولبلبة، وسمير صبري، وهالة صدقي، ونهال عنبر، وصابرين، وعمرو سعد، والمخرجة إيناس الدغيدي، ومحمد حماقي، وحمادة هلال، وشريف رمزي، وعلي ربيع، ومن الإعلاميين: بوسي شلبي، وعمرو الليثي، كما حضر الدكتور أشرف زكي نقيب الممثلين، وزوجته روجينا، والمؤلف عمرو محمود ياسين، وازدحمت ساحة المسجد بأعداد كبيرة من محبي الفنان الراحل.

وكانت أسرة غانم قد أعلنت قصر العزاء على المقابر، وعدم إقامة عزاء بسبب «كورونا». وبمجرد إعلان خبر وفاة سمير غانم توافد على المستشفى الذي كان يعالَج به عدد من الفنانين لإلقاء نظرة الوداع عليه، ومن بينهم محمد هنيدي، ووفاء عامر، وبوسي شلبي، وشيماء سيف.

وكان وباء «كورونا» قد أصاب أفراد أسرة الفنان الراحل خلال تصوير مسلسل «عالم موازي» الذي تلعب بطولته ابنته دنيا، كما أُصيب به عدد من فريق العمل وتوقف تصويره، ورغم إصابة غانم به فإن وفاته جاءت إثر إصابته بخلل في وظائف الكلى، حسب الفنانة نهال عنبر مسؤولة الشؤون الصحية بنقابة الممثلين.

ويعد الفنان الراحل سمير غانم أحد صناع البهجة الحقيقيين عبر مسيرة فنية طويلة لم يتخلّ فيها في أي وقت عن عشقه للفن، ليترك لنا رصيداً كبيراً من الأعمال الفنية التي تخلّد ذكراه، ووفقاً للناقد والمخرج المسرحي الدكتور محمود أبو دومة، فإن سمير غانم يعد ظاهرة فنية متفردة لا تتكرر كثيراً مثل شارلي شابلن، موضحاً لـ«الشرق الأوسط» أن «من أجمل ما يميز غانم أنه لم يدّعِ في أي وقت أنه صاحب نظرية أو فلسفة فيما يقدمه، ولم يستغرق بعمق في أي قضية يطرحها، لذا يجب ألا نعتبره ممثلاً وظيفته إضحاك الناس، بل إن جيناته هي الكوميديا، فقد وُلد كوميدياناً، لهذا خرجت البهجة تلقائية وحقيقية، وأعتقد أن مشكلة أي مخرج تعامل معه كانت في صعوبة توجيهه أو إلزامه بنص، فهو صاحب موهبة تلقائية»، مضيفاً: «لا أتصور وجود خط فاصل بين حياته وفنه، فهو معجون بماء البهجة في أعماله وفي حياته».

ورغم رصيده السينمائي الكبير (158 فيلماً) فإن أبو دومة يرى أن كثرة أفلام غانم حققت نجاحاً لمنتجيها لأن مجرد وضع اسمه على الأفيش كان يضمن نجاحاً جماهيرياً كبيراً للفيلم، لكنّ هذا الكم جاء على حساب الكيف» حسب وصفه.

وحققت مسرحيات سمير غانم نجاحاً منذ عروضه الأولى مع فرقة ثلاثي أضواء المسرح. وحسب أبو دومة: «مسرحياته الأولى ومنها (طبيخ الملايكة، وحواديت، وفندق الأشغال الشاقة، وجوز مراتي)، أكدت امتلاكه موهبة كبيرة، يتجاوز بها المصطلحات التقليدية، ويتجاوز فكرة الحضور الفني، فهو يسبق أي حضور، ورغم ارتباطه منذ البداية بفرقة ثلاثي أضواء المسرح فإنه لم يتعثر بعد انفراط عقدها لوفاة الضيف أحمد، بل واصل نجاحه بمفرده وكذلك مع صديقه جورج سيدهم، ولا تزال مسرحية (المتزوجون) هي ضحكة العيد التي لا يمل الجمهور من مشاهدتها رغم مرور السنوات، وتغير ذائقة المتلقي، لكنّ موهبة سمير التلقائية تتجاوز الزمن، وأرى أن عطاءه الحقيقي في المسرح الذي أتاح مساحة أكبر لموهبته، فلم يكن يستطيع أن يجاريه أي فنان، وقد أسّس لمدرسة مسرحية مختلفة بتلقائيته وقدرته الفذة على الإضحاك».

وضجّت حسابات الفنانين المصريين على التواصل الاجتماعي بنعي ورثاء غانم. إذ كتبت الفنانة إسعاد يونس عبر «فيسبوك»: «وداعا يا صاحب الفضل، يا رفيق الرحلة وأطيب خلق الله، يا ضحكة مصر، وطيبة أهلها، مع السلامة يا غالي وإلى الملتقى». وكتبت ليلى علوي: «طول عمره مبتسم وبيحب الفرح وحريص إن كل الناس تكون مبسوطة، ربنا يصبّر أولاده والغالية زوجته وكل محبيه».

بينما نعاه الفنان أحمد حلمي بكلمات مؤثرة: «اللي كان بيفرّحنا في زعلنا مشي وسابنا لزعلنا عليه، صحيح الموت علينا حق، بس صدمة فراقك كبيرة قوي».

 

الشرق الأوسط في

22.05.2021

 
 
 
 
 

سمير غانم أبهجنا وأبكانا..

محمد منير

الموت فقط هو القادر على كشف شعورك الحقيقي تجاه شخص ما بكل صدق، لدرجة قد تجعلك تشعر أحيانًا أن روحك تُريد أن تخرج من جسدك لتُودعه، وربما تضمه وتحتضنه للمرة الأخيرة.

وهنا نسأل أنفسنا، ما كل هذا الحب الذي نكنه لهذا الشخص؟! وأين كان مدفونًا؟! ولماذا لم نشعر به أو نُعبر عنه؟! ربما لأن الموت هو الحقيقة الوحيدة في حياتنا التي لا يستطيع إنسان أن يتلاعب بها، أو يُحرفها، أو يُزايد فيها أو عليها، هناك أيقونات من النجوم والفنانين رحلوا في صمت، وهناك من قامت الدنيا ولم تقعد ثانية لرحيلهم، ومنهم أيقونة الكوميديا وصانع البهجة الفنان سمير غانم أو "سموره" كما نحب جميعًا أن نُلقبه، حتى وهو في الثمانين من عمره.

انقلبت الدنيا وحسابات التواصل الاجتماعي حزنًا وحبًا بمجرد إعلان خبر الوفاة، ولم تقعد حتى لحظة كتابة هذه السطور، فكل بيت في مصر شعر بفقد الأب قبل الفنان، لقد نجح الفنان سمير غانم بعطائه غير المحدود لجمهوره ومُحبيه في أن يزرع هذا الحب على مدار عُمره وتاريخه الفني، في كل شخصية جسدها، وفي كل لحظة بهجة عشناها معه، فقد أصبحنا نُشاهده بعقولنا قبل أعيننا، ونسمعه بقلوبنا قبل آذاننا، تاريخه الفني وأعماله محفورة في ذاكرتنا، وتُشكل الخط الزمني لحياتنا منذ الطفولة.

التقيت الفنان الراحل سمير غانم مرات عدة خلال برامج تليفزيونية كنت أكتبها وأعدها، الفنان الوحيد الذي لا يسألك عن تفاصيل مُعقدة قبل استضافته، يعيش حياة سهلة وبسيطة، بعيدة عن "عُقد" أهل الفن، طيب القلب، لا يتحدث عن أحد إلا بالخير، يجبر خاطر كل من يلقاه، يمد يد العون للجميع، شارك في أفلام لا ترقى لمكانته الفنية من أجل علاج شقيقه "سيد" من الفشل الكلوي في أمريكا، لم يتردد لحظة في قبول دور قد لا يتعدى مشهدًا واحدًا فقط كضيف شرف، لمجرد أنه سوف يُسعد جمهوره.

فنان حقيقي من زمن انتهى، فنان أحب جمهوره حبًا صادقًا، عاش حياته فنًا فقط بلا ضوضاء، أسس مدرسته الكوميدية الخاصة، أو بشكل أدق مدرستة الفلسفية في الكوميديا، مدرسة لها شكل ولون وطعم ورائحة، مدرسة لم يكن يُنافس فيها غير نفسه، وفي جميع لقاءاته التلفزيونية، دائمًا ما كان يتحدث بسعادة عن نجاح زملائه في الوسط الفني ونجوميتهم، ولم يتحدث مرة واحدة عن نفسه أو نجاحه، ولم يكن يومًا صاحب "شلة" من الإعلاميين أو الصحافيين، فحياته كانت دائمًا فنًا وأسرة، أسرة تشبه كل أسرة مصرية، زوجة وأم مصرية أصيلة من محافظة الشرقية هي الفنانة القديرة دلال عبدالعزيز تعرف قيمة وأصول ومعنى الأسرة الحقيقية، وعندما نشاهد "دنيا وإيمي" في أي برنامج تليفزيوني، نشعر أنهما قريبتان منا ومن قلوبنا وروحنا، حتى زوجيهما الإعلامي رامي رضوان، والفنان حسن الرداد، عندما شاهدناهما يوم تشييع جثمان الفنان سمير غانم شعرنا أنهما ابناه وليسا مجرد زوجي ابنتيه.

لقد أبكانا رحيل الفنان سمير غانم قدر ما أسعدنا وأضحكنا على مدار 60 سنة، لقد تأثرنا أيضًا برحيل الأب لهذه الأسرة الجميلة، التي يملؤها الحب والترابط، والاحترام، والأصالة، والإخلاص، تأثرنا بالفنانة دلال عبدالعزيز التي لم تكن تترك جنازة أو عزاء لم تحضره، لدرجة أن الفنان سمير غانم كان يُسميها "عزاء عبدالعزيز"، ومع ذلك لم تحضر جنازته لأنهم أخفوا عنها خبر وفاته حتى لا تتدهور حالتها الصحية، شفاها الله.

عندما تبحث في محرك البحث جوجل عن الفنان سمير غانم لن يظهر لك غير أعماله وتاريخه الفني في السينما والمسرح والتليفزيون والإذاعة، ولن تجد أخبارًا عن جوائز أو تكريمات إلا ما ندر، والتي كان آخرها تكريم مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، في دورته الـ 39، وفي لحظة تكريمه روى حكاية تُشبهه قائلًا: (كنت بتفرج على حفلة أوسكار، وكان الممثل الأمريكي كرستوفر بلامار بيتكرم، بعد ما وصل ثمانين سنة، مسك جائزة الأوسكار في إيده وقال "80 سنة وأنا مستنيك".

ورغم الضحكات التي تعالت والتصفيق الحار، والحفاوة من جميع الحضور، الذين وقفوا جميعًا لتحيته تقديرًا واحترامًا وحبًا، إلا أنه أراد أن يُرسل رسالة مفادها أن الفنان الحقيقي لا يلهث وراء الجوائز والتكريمات، لكنه في نهاية المطاف ينتظرها ويسعد بها لأننا بشر ونحتاج لمن يقول لنا شكرًا حتى ولو كانت بعد 60 سنة.

والفنان سمير غانم رغم مشواره الفني الثري، إلا أنه لم يكن يومًا من نجوم الصوت العالي، رغم تاريخه الكبير، ورغم مسرحياته التي استمر عرضها لأكثر من 5 سنوات للمسرحية الواحدة، وإفيهاته التي أصبحت جزءًا من لغتنا "عبدالسميع اللميع"، "أنا قريت في مجلة أجنبية"، "كل بروتين والعب في الطين"، "العريس متين والعروسة متينة"، "فشر يا روحي إحنا غلابة"، وغيرها العشرات.

لقد ترك لنا الفنان سمير غانم رصيدًا يقارب من 200 فيلم، و70 مسلسلًا تليفزيونيًا، و50 مسرحية، بالإضافة إلى فوازير رمضان التي بدأها مع ثلاثي أضواء المسرح عام 1968، ومع بداية الثمانينيات قدم فوازير "فطوطة"، المنحوتة في ذاكرتنا جميعًا، فمجرد أن نذكر اسم "فطوطة" يتدفق سيل من الذكريات صوتًا وصورة وإحساسًا، وسعادة أيضًا.

كلمة أخيرة:

سألت المذيعة الفنان سمير غانم، هل تفضل الضحك من أجل الضحك أم الضحك كرسالة، فأجاب: الضحك من أجل الضحك هو في حد ذاته رسالة، رحمك الله يا "سموره" قدر ما أسعدتنا، وقدر ما أحببناك من قلوبنا.

mhmd.monier@gmail.com

 

بوابة الأهرام المصرية في

22.05.2021

 
 
 
 
 

سمير غانم الذي ضل طريقه إلى الشرطة فأضحك الملايين

الحبيب الأسود

فنان مصري كرّس حياته للكوميديا جاعلا منها البدء والمنتهى.

لا شك أن الكثيرين ممن يعرفون سمير غانم، الذي غيّبه الموت الخميس متأثرا بإصابته بفايروس كورونا، يعلمون جيدا أنه كان من أكثر الناس بهجة واحتفاء بالحياة وإقبالا عليها، فقد عشق الجمال وتعلّق به، وتمسك بالضحكة عقيدة فنية كرّسها عنوانا لتجربته الوجودية، وأحب الفن من كل جوارحه، فحصد النجاح وحظي بحب الناس، وأضاء من حوله قناديل الصفاء في أسرة تحترف الفن والنجومية ممثلة في زوجته الفنانة دلال عبدالعزيز وابنتيه الفنانتين دنيا وإيمي وزوجيهما الإعلامي رامي رضوان والممثل حسن الرداد.

أعلن في العشرين من مايو 2021 عن وفاة النجم الباسم سمير غانم متأثرا بكوفيد – 19 بعد أن كان احتفل في 15 يناير الجاري بعيد ميلاده الرابع والثمانين، واسمه الحقيقي سمير يوسف غانم وهو من مواليد محافظة أسيوط بصعيد مصر، وسيرا على خطى والده، التحق بعد حصوله على الثانوية العامة بكلية الشرطة ليتخرّج منها ضابطا.

لكن رسوبه فيها لمدة عامين، دفع به إلى كلية الزراعة بالإسكندرية، والتي كانت من الكليات الحاضنة للمواهب الفنية، حيث أن عددا من كبار الفنانين تخرجوا في كليتي الزراعة في القاهرة والإسكندرية، من بينهم عادل إمام وجورج سيدهم وصلاح السعدني ودلال عبدالعزيز ومحمود عبدالعزيز ومحسنة توفيق وسيد عبدالكريم وآخرون.

بروز مسرحي

على خشبة مسرح الجامعة بدأت مواهب سمير غانم الكوميدية تبرز من خلال المشاهد التي كان يقدّمها مع الفنانين وحيد سيف وعادل نصيف. وفي العام 1960 شكل مع صديقيه جورج سيدهم والضيف أحمد فرقة “ثلاثي أضواء المسرح” الاستعراضية، وهي تعدّ من أقوى وأشهر الفرق التي ظهرت في تاريخ الفن المصري، حيث كان أول إنتاجاتها اللافتة هو “طبيخ الملايكة” في العام 1964.

وقدّمت إثرها عددا من الأعمال الكوميدية التي لاقت نجاحا كبيرا في السينما والمسرح والإذاعة والتلفزيون، وأصبحت تلقى الدعوات من كافة الدول العربية لتقديم عروضها، كما تشارك في الحفلات الخاصة بما في ذلك المشاركة في حفل زواج منى ابنة الرئيس جمال عبدالناصر، حيث قدّمت اسكتش “دكتور الحقني”. وقال غانم في مقابلة تلفزيونية إنه عندما كان يقدّم اسكتشات كوميدية أمام جمال عبدالناصر كان يشعر بالخوف لأن الرئيس لا يضحك رغم أنه محب للفن، لكنه كان يضع يده على خده ويبتسم، وكان غانم يشعر بأن عبدالناصر يشاهد الاسكتشات لكن عقله يفكّر في شيء آخر.

كما كشف أنه قد أحيا حفلات 23 يوليو التي كان عبدالناصر متواجدا فيها في مسرح الزمالك وقدّم الفقرة الكوميدية في ذلك الحفل، ولكن الرئيس قلما كان يضحك بل كان مكتفيا بابتسامة صغيرة.

واعترف غانم في أكثر من مناسبة بأن أكثر رئيس كان يحبه هو عبدالناصر. واستطرد أن الرئيس الذي لا يعوّض هو الرئيس الراحل أنور السادات، وأوضح أنه قد أحيا فرح ابنة الرئيس السادات وعندما ذهب ليحييه مع زميله جورج سيدهم قام الرئيس من مقعده، وقام سمير بتقليد نبرة صوته “إزيّك يا سمير إزيّك يا جورج”، مؤكّدا أنه رئيس قوي ولديه كاريزما قوية، معتبرا أنه لو “كان أنور السادات على قيد الحياة لأصبح للعرب شأن آخر”.

الراحل كان محبا لجمال عبدالناصر ومنبهرا بقوة شخصية أنور السادات الذي كان يراه رئيسا لا يعوّض فقدته الأمة العربية 

اشتهرت فرقة “ثلاثي أضواء المسرح” بالتناغم الشديد بين أعضائها الثلاثة إلى أن انفرط عقدها بعد وفاة الضيف أحمد عام 1970. وروى غانم قصة وفاة الضيف، فقال “كان قبل وفاته يخرج رواية ‘كل واحد وله عفريت’، وسافرنا إلى الأردن لحضور إحدى الحفلات، وكان أحمد وهو في الطائرة مصمّما على حضور كل أعضاء الفرقة بروفات المسرحية”.

وأضاف “أن الضيف أحمد جسّد دور شخص ميت في النعش، وذلك ضمن البروفات الأخيرة لمسرحية ‘الراجل اللي جوز مراته’ ليتحوّل التمثيل إلى حقيقة، وليموت بعدها مباشرة”.

وتابع “إن الضيف غادر إلى منزله، وفي منتصف الليل اتصل به جورج سيدهم وأخبره بأن أحمد مات”، وأضاف “الضيف أحمد كان يميل للإخراج أكثر من التمثيل”، موضحا أن “وفاة الضيف كانت مفاجئة، وأثّرت فيه جدا، وقال إنه بعد وفاته أتى له أكثر من 500 شبيه للضيف ليحلوا محله لكنهم رفضوا أي بديل له”.

كان المخرج أحمد سالم وراء تكوين الفرقة التي برزت بعدد من الأغاني من بينها “الهنود الحمر”، “جمبري مشوي”، “يا ماما حوا يا بابا آدم”، وعند وفاة الضيف أحمد فجأة، قرّر الراحل جورج سيدهم والفنان سمير غانم عدم استبدال الضيف أحمد بغيره، فتم حلّ الفرقة. لكنهما واصلا العمل المشترك في أعمال مسرحية لعل أبرزها “المتزوجون” للمؤلف فيصل ندا والمخرج حسن عبدالسلام وبمشاركة الممثلة شيرين ونجاح الموجي وأحمد ماهر وآخرين.

تنويعات فنية

منذ العام 1963 شارك غانم في عدد من الأفلام كممثل دور ثان بينها “القاهرة في الليل” و”منتهى الفرح” و”آخر شقاوة” و”ذكريات التلمذة” و”المشاغبون” و”آخر جنان” وغيرها.

احتك في تلك الفترة مع أبرز نجوم مصر الذين ساهموا في تحقيق مجد السينما المصرية، إلى أن حقّق شروط نجوميته الكاملة خلال السبعينات، حيث قدّم عددا من الأفلام التي تصدّر بطولتها مثل “نهاية رجل تزوج” و”القناص” و”حادي بادي” و”الرجل الذي عطس” و”احنا بتوع الإسعاف” و”المشاغبون في الجيش” و”محطة الأنس” و”التريللا” و”فقراء لكن سعداء” و”عريس في اليانصيب” و”النصاب والكلب” و”المطب” و”اقتل مراتي ولك تحياتي” و”الأهطل” و”الأغبياء الثلاثة” و”الكابتن وصل”.

كما نجح في تقديم العديد من الأعمال الدرامية منها “الصياد والحب” و”البحث عن السعادة” و”تزوج وابتسم للحياة” و”أنا وأنت والزمن طويل” و”مغامرات زكي الناصح” و”دقات الساعة” و”الأزواج الطيبين” و”السيد هيصة” و”كابتن جودة”، ولاسيما مسلسل “حكاية ميزو” إنتاج عام 1977، والذي شاركه في بطولته كلّ من فردوس عبدالحميد وإسعاد يونس وحسين الشربيني ونعيمة وصفي وسامي فهمي، وهو من تأليف لينين الرملي وإخراج محمد أباظة، وتدور أحداثه حول معتز أبوالعز والشهير باسم”ميزو”، وهو شاب مستهتر ورث عن أبيه ثروة أنفقها في اللهو ومطاردة الفتيات مما أدّى إلى إفلاسه، ليتعرّف عن طريق الصدفة على “نفيسة” الفتاة الغنية الساذجة فيحاول أن يستميلها نحوه ويخدعها باسم الحب.

كما تعتبر “المتزوجون” من أهم الأعمال في تاريخ المسرح المصري، إذ حقّقت نجاحا كبيرا وقت عرضها للجمهور، وتضاعف حجم نجاحها بعد تسجيلها وعرضها على شاشة التلفزيون. وشارك في بطولتها إلى جانب سمير غانم، الفنان جورج سيدهم والفنانة شيرين والراحل نجاح الموجي، وعرضت هذه المسرحية لأول مرة عام 1978.

وفي العام 1981 كانت مسرحية “أهلا يا دكتور” التي شاركه في بطولتها جورج سيدهم، وتعرّف خلالها على الممثلة الشابة آنذاك دلال عبدالعزيز التي قالت إنه كان يحرص على أن يقوم بتوصيلها بسيارته الخاصة، بل ويقوم بشراء “زهرة فل” لها خلال فترة التعارف في المسرح والتي استمرت لأربع سنوات، فيما أكّد هو أنه في بداية الأمر كان متخوفا من الزواج بها نظرا إلى فارق العمر بينهما الذي يصل إلى عشرين عاما، لكنه لفت إلى أن أهم ما جذبه إليها “طيبتها الشديدة مع أصدقائها”.

مسرحية "جحا في المدينة" كانت سببا في تحاشي سمير غانم الخوض في السياسة بعد أن تم إيقاف عروضها لأكثر من مرة

كما كشف غانم، أن هناك عددا كبيرا من الفنانين حرصوا على إقناعه بفكرة الزواج من دلال عبدالعزيز منهم الراحل فريد شوقي وميرفت أمين، خاصة وأنه كان يرفض تكرار التجربة مجددا بعد أن تزوّج قبل مرتين، ولكن لم تستمر أي من زيجاته أكثر من ثلاثة أشهر فقط.

فقد تزوّج في بداية حياته من فتاة صومالية، بعد أن تعرّف عليها في حفلة، ولم يستمر هذا الزواج أكثر من شهرين، ثم كان الزواج الثاني قد تم بشكل كوميدي، أثناء سهرة مع أصدقائه، وفق تعبيره وبعد أسبوع واحد حدث الانفصال.

وكان غانم قد شعر بحالة انكسار وحزن عميق بعد وفاة شقيقه ومدير أعماله سيّد، وساندته دلال في تلك الفترة من باب الزمالة والشراكة الفنية والحب الذي بدأ يتسلل إلى قلبيهما ليقرّر الزواج منها في العام 1984.

لقد تميز ظهور سمير غانم من حيث الشكل باستعمال الباروكة، وقال “عندما اكتشفت أن جيمس بوند، وأنا من عشاقه، أن جماله بالصلعة يجنن، وحتى شوية الشعر الخفيف التي يضيفها، كانت تجنن، أدركت أن لا مشكلة في أن أكون أصلع كما ظهرت في بداياتي. ولكن وجهة نظري تغيّرت عندما قابلت رود شتايجر الفنان الأميركي الشهير في الشيراتون بالقاهرة، وعرّفته بنفسي، وكان لابس باروكة، قلت له هل الممثل عندما يلبس باروكة يمكن أن يخرج بها إلى الشارع، فقال لي لازم الناس تراك بالطريقة التي أحبتك عليها”.

وتابع “وصلت الحكاية إلى أنني جلبت باروكات شعر منذ حوالي أربعين عاما من أغلى ما يمكن، ومن أميركا، لكن لم أقم بارتدائها، لأنها تحتاج إلى خبير يلبسها بطريقة، ويمشطها بطريقة”.

وعن فكرة إجراء جراحة زرع الشعر، قال “وجدتها عملية صعبة، تزرع شعرة شعرة، قلت أتركها للعمليات الأخرى، أنا استفدت من الباروكة في تغيير الشخصية، خاصة في الفوازير، أفادتني جدا، لقد جسّدت شخصيات عبدالوهاب، وفريد الأطرش، وعبدالحليم وغاندي وغورباتشوف”.

نجومية عائلية

في السنوات الأخيرة، تكرّست إمبراطورية أسرة غانم الفنية بعد النجومية التي حققتها دنيا وإيمي، كما لمعت دلال عبدالعزيز من خلال الأدوار التراجيدية المثقلة بالمعاناة والحضور المتميز وكان آخرها دورها في مسلسل “ملوك الجدعنة” مع عمرو سعد ومصطفى شعبان.

كما عاد سمير غانم مؤخرا ليشارك في العديد من الأعمال سواء كضيف شرف أو في دور ثانٍ في مسلسل “شربات لوز” مع الممثلة المصرية يسرا و”الكبير أوي” كضيف شرف و”يوميات زوجة مفروسة” مع داليا البحيري و”في اللالاند” مع دنيا سمير غانم و”عزمي وأشجان” مع إيمي سمير غانم وحسن الرداد و”سوبر ميرو” مع إيمي و”بدل الحدوتة تلاتة” مع دنيا.

وتعلق غانم بالكوميديا سواء في المسرح أو السينما أو التلفزيون، وجعل منها البدء والمنتهى، وهو لا يهتم لمن يصفها أحيانا بالسذاجة أو البساطة لأن ما يهمّه هو الضحك وأن يجعل المتلقي يبتسم من قلبه، وهو لا يحاول أن يحمّل العمل الكوميدي أكثر من طاقته، خصوصا بعد أن كره السياسة وجعلها في لائحة المسائل التي لا تهمه.

وعن سبب كرهه للسياسة، يقول إنه يعود إلى مسرحية “جحا يحكم المدينة”، فمنذ أن بدأ عرضها تم إغلاق العرض العشرات من المرات بسبب تطرّقها للسياسة، لأنها كانت تحمل رسالة مفادها “مفيش فايدة”. ومنذ ذلك الوقت تعهّد على نفسه بعدم الحديث في السياسة على الإطلاق، لأنها أهدرت من وقته الكثير ولأن السياسة لها أهلها.

وروى السيناريست بلال فضل في حلقة خاصة عن الفنان في برنامج “الموهوبون في الأرض” أن كره غانم للحديث في السياسة يرتبط بواقعة قديمة قد تعرّض لها، حينما تم رفع قضية ضده هو وزميله جورج سيدهم من ابن رئيس الوزراء حسين رشدي باشا الذي كان رئيسا للوزراء في فترة الثلاثينات، حيث جسّد جورج دور رئيس الوزراء، بينما جسّد سمير دور المطربة منيرة المهدية، وطالب ابن رئيس الوزراء الأسبق بتعويض قدره 15 ألف جنيه، وحكمت المحكمة بتغريمهما مبلغ ألفي جنيه، وكان مبلغا كبيرا في ذلك الوقت، ومن حينها تربّت عقدة سمير غانم من السياسة وقرّر تجنبها.

.”وعندما سُئل غانم عن رأيه السياسي خلال فترة حكم الإخوان من قبل الإعلامية هالة سرحان قال “لا أريد الخوض في السياسة، أنا دوري إضحاك الناس، وربنا يقدّم اللي فيه الخير.

كاتب تونسي

 

العرب اللندنية في

22.05.2021

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004