ملفات خاصة

 
 
 

مصر تفقد رئيس وزراء الكوميديا

ناصر عراق

عن رحيل الفنان

سمير غانم

   
 
 
 
 
 
 

كوميديا سمير غانم الخالية من الإسفاف والابتذال تنهض على (كسر التوقع) بصورة مذهلة، من خلال الكلمة أو الحركة أو المشي أو الملابس أو الإكسسوار.

·      سمير غانم.. ذكريات نصف قرن إلا قليلا

·      مسرح نجيب الريحاني كان يعرض مسرحية "جوليو ورومييت

·      مع سمير غانم لعبت دور (كومبارس) صامت بالصدفة

في إحدى ليالي صيف عام 1973 شاهدت سمير غانم على المسرح وهو يفجر طاقات الضحك لدى الجمهور عندما كان يلعب بطولة مسرحية "جوليو ورومييت". آنذاك كنت صبيًا مولعًا بالفن والسينما والمسرح إلى حد الجنون، وبسمير وجورج تحديدًا، لذا قدّم لي شقيقي الأكبر المهندس فكري، ضابط الاحتياط في الجيش المصري حينئذ، عرضا مغريًا وهو يخاطبني بنبرة تحريض وتشجيع على التفوق في الدراسة: (إذا تحصلت على 90% فما فوق في امتحان الشهادة الابتدائية، سأصطحبك إلى مشاهدة ثلاثي أضواء المسرح في عرضهم الجديد)، وأضاف ليزيد من إغراء المكافأة: (وسأعزمك على تناول الكشري في مطعم صبحي)، وهو أكبر وأشهر مطاعم الكشري في قاهرة ذلك الزمان.

في ذلك الوقت كان الجيش المصري يستعد سرًا لخوض معركة العبور بعد أسابيع قليلة، وكان عدد المصريين نحو 35 مليون نسمة، وكان شقيقي فكري ضابط رادار يخدم في أسيوط، فلا يتحصل على إجازة إلا مرة في الشهر لا تزيد على خمسة أيام، يقضيها في متابعة جادة ودؤوب لأحوالي الدراسية أنا وأشقائي وأبناء العم والجيران، فيشرع في شرح جميع المواد الدراسية، باستثناء اللغة الفرنسية، لطلاب الابتدائي والإعدادي والثانوي، وأشهد أنه كان أستاذا بارعًا في كل المواد، ولا يزال يمارس غرامه هذا بالمجان حتى وهو على مشارف عامه الرابع والسبعين.

بالفعل حققت نجاحًا مرموقا، فبلغ مجموعي في الشهادة الابتدائية 274 درجة من 300، أي نحو 91% وثلث درجة، وهي درجات محترمة جدًا بمقاييس ذلك الزمان، قبل أن تعرف مدارسنا الحديثة أولئك الذين يحصلون على درجات أكثر من 100%.

لم يكن طويلا فارعًا كما يبدو في التليفزيون، كما أنه يتهامس مع زميله بجدية ولا يضحكان!

المهم... أوفى الأستاذ بوعده (أجل... لا أخاطبه حتى الآن إلا بالأستاذ)، وفي أول إجازة له من وحدته العسكرية اصطحبني من بيتنا بالمؤسسة بشبرا الخيمة إلى شارع عماد الدين بقلب القاهرة، حيث مسرح نجيب الريحاني الذي يعرض مسرحية "جوليو ورومييت"، وحيث مطعم "كشري صبحي" أيضا.

أذكر جيدًا أن تذكرة الأوتوبيس درجة أولى كانت بقرشين، والدرجة الثانية بقرش واحد، فركبنا درجة أولى، ونزلنا في محطة (القللي)، واخترقنا الشوارع حتى بلغنا شارع عماد الدين، والمسافة صغيرة. كنت تجاوزت عامي الثاني عشر بنحو أربعة أشهر، وكان قلبي يتراقص طربًا لأنني سأرى جورج وسمير رأي العين، فأنا من المبهورين بهما، وبرفيقهم الثالث الضيف أحمد الذي رحل قبل ثلاث سنوات (1970)، إذ كان ثلاثتهم يقدمون فوازير رمضان في التليفزيون في النصف الثاني من الستينيات، ولما مات الضيف واصل سمير وجورج تقديمها، وقد فتنت بها افتتانا سواء والضيف ثالثهما، أو وهما منفردان.

في مطعم صبحي أقبل الجرسون الأنيق مرتديًا ثيابًا رسمية: الجاكت الأبيض والبنطلون الأسود، فقال لنا: "كشري ممتار ثمنه ثلاثة قروش، وكشري لوكس خمسة قروش". ورغم أن شقيقي أخبرني أنني لن أستطيع إكمال كشري لوكس لأنه كبير الحجم، إلا أنني طلبته، وكم اعتراني الخجل عندما شبعت قبل إكمال نصفه تقريبًا.
يبعد المطعم عن مسرح الريحاني خطوات قليلة، فبعد أن انتهيت من تناول الطعام في حدود الثامنة مساء شربنا (حاجة ساقعة... سي كولا) اللذيذة، وتوجهنا نحو المسرح. ففوجئت بتمثال نصفي لنجيب الريحاني يتصدر مدخل المسرح الذي علقت على جدرانه صورًا كبيرة لأبطال العرض وهم سمير وجورج وبوسي وأسامة عباس وزكريا موافي وفادية عكاشة وطفل صغير اسمه مدحت جمال. والمسرحية تأليف فهيم القاضي وإخراج حسن عبدالسلام.

المفاجأة المدهشة أننا شاهدنا سمير يقف على مدخل المسرح مع ممثل آخر (وهو أسامة عباس إذ لم أكن أعرف اسمه آنذاك، لكني أذكر شكله جيدًا من مشاهدتي له في مسرحية طبيخ الملايكة). كان سمير قلقا ينظر في ساعته باستمرار. وقفت بالقرب منه أرقبه وأنا غير مصدق. لم يكن طويلا فارعًا كما يبدو في التليفزيون، كما أنه يتهامس مع زميله بجدية ولا يضحكان!

بعد فترة توجه سمير وأسامة نحو الداخل، وبدأ الجمهور يتوافد، فالعرض يبدأ في التاسعة، وفجأة وصل فؤاد المهندس! أجل فؤاد المهندس بشحمه ولحمه وجديته ووقاره. كانت بصحبته امرأة، ليست شويكار، لكني لا أعرف من. وتزلزل داخلي. إنه فؤاد المهندس الذي يضحكني كما لم يضحكني أحد من قبل، فكم شاهدت مسرحياته الشهيرة التي يعرضها التليفزيون بانتظام مثل (السكرتير الفني/ أنا وهو وهي/ أنا فين وأنت فين/ حالة حب/ حواء الساعة 12/ أنا وهو وسموه/ سيدتي الجميلة). كان يرتدي بدلة صيفي ذات لون أصفر هادئ. ويبدو أن أحدهم أخبر سمير، فجاء مهرولا مرحبًا بحفاوة بالأستاذ وقاده ومن معه إلى (بنوار) خاص ليس له باب يغلق، وإنما ستارة شفافة، وسرت وراءهم كالمنوم، وشقيقي الأكبر يطاوعني، لأقف مشدوهًا أمام المهندس وأرنو إليه بانبهار. وسألني شقيقي إن كنت أريد مصافحة الكوميديان الكبير، فارتجف فؤادي بشدة من فرط الحياء، ولم أجرؤ على الكلام، فسحبني واستأذن وصافح فؤاد وقدمني له، فشدّ على يدي الفنان الكبير وسألني عن اسمي وفي أي صف في المدرسة، بينما الحروف تخرج من فمي محشوة بالكسوف!
جلستنا كانت في الصف الأول (ثمن التذكرة ثلاثة جنيهات)، لأن شقيقي الأكبر كان يقول لي: (حتى نستطيع أن نحضن الممثلين بأعيننا ومشاعرنا)، وكان راتب أخي من الحكومة نحو 40 جنيهًا، ومن الجيش نحو 12 جنيهًا كما أخبرني في اتصال هاتفي معه أمس من دبي، حيث قدمت له واجب العزاء في سمير غانم الذي يعشقه. وما إن فتح الستار حتى انهمرت الأضواء الملونة المذهلة، إذ لم تكن مصر تعرف التليفزيون الملون بعد، وسرعان ما اقتحم سمير وبوسي المسرح حتى سالت الضحكات بامتداد ثلاث ساعات تقريبًا، وأذكر أنني ضحكت كما لم أضحك من قبل، لدرجة أنني كنت أسقط من على مقعدي لأنني لا أستطيع تمالك أعصابي. أما بوسي فكانت ترتدي فستانا قصيرًا جدًا بدون أكمام، فلما تم عرض المسرحية في التليفزيون بعد ذلك، لاحظت أنها ترتدي فستانا طويلا بنصف كم حتى أطراف قدميها تقريبًا، إذ فرضت الرقابة التليفزيونية ذلك على الأغلب.

بعد ذلك شاهدت سمير غانم على مسرح الهوسابير على ما أذكر عام 1978 في مسرحية "الأستاذ مزيكا"، وهي من المسرحيات التي كانت تقدم ليوم أو اثنين من أجل تصويرها فيديو وبيع شرائطها. وكانت تشاركه البطولة نوال أبوالفتوح وإبراهيم سعفان، وضحكنا كثيرًا أيضا.

وفي صيف العام التالي 1979، كنت أنهيت دراستي الثانوية وأستعد للالتحاق بكلية الفنون الجميلة بالزمالك، وقادني الشغف إلى أكاديمية الفنون لأقدم أوراقي في معهد السينما، ومررنا باستوديو النيل بالمصادفة، ففوجئنا بسمير غانم يصور مشهدًا في الفيلم التليفزيوني "تحقيق" الذي أخرجه ناجي أنجلو (الذي لعب دور ريكو المدلل ابن خالة ميرفت امين في فيلم البحث عن فضيحة).

صافحنا سمير وكان يملأ (اللوكيشن) بالفكاهة، وكان بطل فيلم "تحقيق" محيي إسماعيل، ومن المفارقات أن المخرج ناجي أنجلو طلب منا، أنا وصديقاي، أن نجلس على المقهى ليمر بيننا محيي إسماعيل، وهكذا لعبت دور (كومبارس) صامت بالصدفة. وبعد انتهاء التصوير طلبوا أسماءنا ليعطوا كل واحد منا ثلاثة جنيهات!
تنهض كوميديا سمير غانم الخالية من الإسفاف والابتذال على (كسر التوقع) بصورة مذهلة، من خلال الكلمة أو الحركة أو المشي أو الملابس أو الإكسسوار... إنه يفاجئ الناس بما لا يخطر على بال. أذكر مرة في إحدى فوازير رمضان في مطلع السبعينيات أنه كان يلعب دور قيس، فظهر على الشاشة للمرة الأولى بثياب بدوية وغترة وعقال لكنه يستقل موتوسيكل ويضع نظارة فوق عينيه

برحيل سمير غانم أمس 20 مايو 2021 تفقد دولة الكوميديا المصرية رئيس وزرائها النجيب، فتحزن الملايين على فنان فذ أهداها الضحكة الراقية من قرن إلى آخر بغير حساب.

مع السلامة يا أستاذ سمير.

 

ميدل إيست أونلاين المصرية في

21.05.2021

 
 
 
 
 

مصر تودّع «أيقونة الكوميديا» سمير غانم

توفي عن 84 عاماً متأثراً بمضاعفات «كورونا»

القاهرة: عبد الفتاح فرج وانتصار دردير

أعلن أمس عن وفاة الفنان المصري الكبير سمير غانم عن 84 عاماً متأثراً بمضاعفات فيروس «كورونا».

وخيم الحزن على الوسط الفني، إذ نعاه عدد من الفنانين المصريين والعرب بكلمات مؤثرة، معلنين افتقادهم لأيقونة الكوميديا المصرية وأحد رموزها في النصف الثاني من القرن العشرين.

قدم الراحل أعمالا أشاعت البهجة في حياة المصريين بسبب تمتعه بخفة ظل كبيرة، وتنوع أعماله بين المسرح والسينما والتلفزيون والدراما الإذاعية.

أطل غانم على جمهوره أخيراً في شهر رمضان عبر إعلان لصالح شركة اتصالات مصرية، منتزعا ابتسامة الجمهور رغم غيابه الدرامي.

ونعت إيناس عبد الدايم، وزيرة الثقافة المصرية غانم قائلة: إن «الحياة الفنية في مصر والوطن العربي فقدت أحد العباقرة وأيقونة كوميدية فذة رسم صفحات من البهجة في تاريخ الأداء التمثيلي».

... المزيد

 

####

 

الموت يغيب «أيقونة الكوميديا» سمير غانم

رحل عن عمر 84 عاماً متأثراً بـ«كورونا»

القاهرة: انتصار دردير وعبد الفتاح فرج

غيب الموت الفنان المصري الكبير سمير غانم أحد رموز الكوميديا في مصر خلال العقود الماضية، عن عمر ناهز 84 عاماً أمس الخميس، وأعلن الإعلامي رامي رضوان، زوج الفنانة دنيا سمير غانم، وفاة الفنان الكبير بعد تدهور حالته الصحية أثناء وجوده بأحد المستشفيات في القاهرة، عقب إصابته بفيروس «كورونا».

وخيّم الحزن على الأوساط الفنية والثقافية في مصر أمس، وقالت إيناس عبد الدايم، وزيرة الثقافة المصرية إنّ «الحياة الفنية في مصر والوطن العربي فقدت أحد العباقرة وأيقونة كوميدية فذة رسم صفحات من البهجة في تاريخ الأداء التمثيلي». وأشارت عبد الدايم إلى أنّ «أسلوبه المميز نجح في جذب قلوب الجمهور عبر سنوات طويلة شهدت أعمالا ستبقى راسخة في الوجدان بشخصياتها ومفرداتها». وتوجهت بالعزاء لأسرته وأصدقائه ومحبيه، داعية الله أن يتغمد الفقيد برحمته. كما نعى العديد من الفنانين الراحل.

تخرج غانم في كلية الزراعة جامعة اﻹسكندرية، ثم التقى بكل من جورج سيدهم والضيف أحمد، وكونوا معا ثلاثي أضواء المسرح الذي لمع من خلال مجموعة الاسكتشات الكوميدية الشهيرة. وقدم الراحل أعمالا كوميدية انتزعت ضحكات الجمهور وأشاعت البهجة في حياة المصريين لأكثر من نصف قرن، فقد كان يتمتع بخفة ظل كبيرة حتى في أحاديثه العادية وتنوعت أعماله بين المسرح والسينما والتلفزيون والدراما الإذاعية، كما اتجه أيضا لتقديم البرامج ومنها حلقات «سمير شو» عام 1995 و«ساعة مع سمير غانم» في عام 2007.

وكان غانم قد نقل لغرفة العناية المركزة، إثر تعرضه لأزمة صحية حادة في الكلى، في الوقت الذي نقلت زوجته الفنانة دلال عبد العزيز لمستشفى آخر إثر تفاقم حالتها الصحية بسبب تداعيات إصابتها بوباء «كورونا».

وينتمي غانم لجذور صعيدية وقد ولد بقرية عرب الأطاولة بمحافظة أسيوط (جنوب مصر) في 15 يناير (كانون الثاني) عام 1937، وبعدما التحق بكلية الشرطة ليصبح ضابطا مثل والده لم يستمر بها ليلتحق بكلية الزراعة جامعة الإسكندرية حيث شهدت أولى خطواته ممثلاً. وفي السينما شارك غانم مع جورج والضيف أحمد في العديد من الأفلام منها آخر شقاوة، ومنتهى الفرح، والزواج على الطريقة الحديثة، والمجانين الثلاثة، وفرقة المرح، وشباب مجنون جداً. كما كان الثلاثي أول من قدموا فوازير رمضان عام 1968.

وخلال فترة السبعينات شارك غانم في بطولة عدد من الأفلام المهمة من بينها، خلي «بالك من زوزو»، و«أميرة حبي أنا» أمام سعاد حسني، و«أهلا يا كابتن» مع نيللي، و«البعض يذهب للمأذون مرتين» أمام نور الشريف، و«آه يا ليل يا زمن»، كما شهدت تلك الحقبة مشاركته بعروض مسرحية عديدة ومنها «موسيقي في الحي الشرقي، وجوليو ورومييت، وأزواج بلا ماضي». كما لعب بطولة مسلسلات «حكاية ميزو»، و«حكاية عريس وعروسة».

وشهدت فترة الثمانينات مزيداً من تألق موهبته من خلال فوازير رمضان وشخصية «فطوطة» التي استحوذت على الأطفال بضآلة حجمها واستعراضاتها وأغنياتها وحققت نجاحاً كبيراً، لذا واصل تقديمها من خلال الفوازير كما في حلقات «فطوطة والشخصيات»، كما واصل خلال التسعينات تقديم فوازير رمضان ومنها المتزوجون في التاريخ، والمضحكون، وأهل المغنى، والنص الحلو. واستعان بشخصية فطوطة في أعمال إذاعية وتلفزيونية ومنها فطوطة والعظماء، وفطوطة بوند، وفطوطة وكأس العالم، وأهلا فطوطة.

وشارك الراحل في بطولة مسلسلات كوميدية على غرار «الصياد والحب، ورجل شريف جدا، ودعوني أعيش، والكابتن جودة، وحكاية مستر أيوب»، وخاض تجربة تقديم المسرح السياسي بمسرحية «جحا يحكم المدينة» عام 1985، لكنّه سرعان ما عاد إلى الكوميديا الخالصة التي أحبها ونالت إعجاب جمهوره العريض، مؤكداً في تصريحات صحافية سابقة أنّه «يحب الضحك ويعتبره وسيلته الأولى للخروج من حالة الحزن والاكتئاب، وأنّ أسعد لحظات حياته حينما يسمع ضحكات الجمهور على المسرح»، منوها إلى أنّ «الإفيهات التي يطلقها تكون وليدة اللحظة ودون ترتيب مسبق، وأنّ المخرجين كانوا يتفاجؤون بها».

وساهم غانم في اكتشاف بعض الممثلات ومن بينهن النجمة آثار الحكيم التي أقنعها بدخول مجال التمثيل، كما ساند عدداً من الممثلين الشبان في أعمالهم بأدوار صغيرة، كما شارك ابنتيه في أعمال عديدة ومنها «حلقات نيللي وشيريهان، ولهفة، وعزمي وأشجان، وسوبر ميرو، وبدل الحدوتة تلاتة».

وحظي غانم بتكريم مهرجان القاهرة السينمائي عام 2017. ومنحه المهرجان جائزة فاتن حمامة للتميز كأول فنان كوميدي يحصل عليها، وصعدت ابنتاه على المسرح لتسليمه الجائزة ليلة الافتتاح بينما جلست زوجته دلال عبد العزيز تصفق له وتغالب دموعها تأثرا بهذا الموقف.

من جهتها، قالت الدكتورة سامية حبيب، رئيس قسم النقد بأكاديمية الفنون لـ«الشرق الأوسط»: إنّ «سمير غانم كان موهوباً في كل مراحله الفنية، واعتمد على الأداء بتكنيك الفنون الشعبية خاصة المسرح المرتجل، فهو فنان تلقائي لديه (ميكانيزم)، لذلك كان بارعا في تنكره بشخصيات نسائية كما في مسرحية (حواديت)، مستغلاً موهبته الكوميدية بالتنويع في أدواره وقدرته على الارتجال، وهي مدرسة برع فيها وبلغ القمة منها، والأجيال التي جاءت بعده أخذت منه واعتمدت مدرسته نفسها في الأداء الساخر وهو ما يعد أصالة منه كفنان».

 

الشرق الأوسط في

21.05.2021

 
 
 
 
 

مصر تودع "سمورة" وعادل إمام ينعاه بشكل مؤثر

حضور فني كثيف لجنازة النجم الكبير والأطباء يخفون عن زوجته خبر وفاته

نجلاء أبو النجا صحافية

لم يهدأ الحزن منذ غادر عالمنا "فطوطة" أو "سمورة"، الشهير ببهجة مصر، النجم الكوميدي الكبير سمير غانم. وبمزيد من الدموع ودّعته مصر وجمهوره في كل الوطن العربي، اليوم الجمعة، إلى مثواه الأخير بمقابر الوفاء والأمل في القاهرة، حيث شيعت جنازته من مسجد المشير طنطاوي، وحضرها عدد كبير من نجوم الفن في مقدمتهم يسرا، وإلهام شاهين، ومحمد حماقي، وكريم فهمي، وعلي ربيع، وأشرف زكي، وروجينا، ولبلبة، وفتوح أحمد، وماجد المصري، وشيماء سيف، وزوجها المنتج محمد كارتر، والإعلامي عمرو الليثي، والفنانة والراقصة دينا، بالإضافة إلى السيناريست عمرو محمود ياسين، ومي نور الشريف، وهالة صدقي، ورامي إمام، وعمرو وهبة، ونور قدري، وريهام عبدالغفور، وآخرين، في حين غاب عن الجنازة النجوم الكبار عادل إمام، ويحيى الفخراني، وكريم عبدالعزيز، وأحمد عز، وأحمد السقا، وخالد الصاوي، وخالد النبوي، وياسمين عبدالعزيز، ومنى زكي، وأحمد حلمي، وعمرو يوسف، وغادة عادل، وغادة عبدالرازق، وعمرو دياب، وغيرهم من النجوم.

وحضر الجنازة شقيقة وشقيق الفنان الراحل، وأصيبا بانهيار فور وصول نعش الفقيد إلى المسجد للصلاة عليه، كما بكته ابنتاه دنيا وإيمي طوال فترة الصلاة على الجثمان.

وتقبل العزاء الفنان حسن الرداد زوج إيمي، والإعلامي رامي رضوان، زوج دنيا.

غياب دلال عبدالعزيز

غابت عن العزاء وصلاة الجنازة الفنانة دلال عبدالعزيز، زوجة الفنان الراحل، بسبب إصابتها بفيروس كورونا وحجزها في مستشفى العزل، وقد تردد أنها حتى الآن لا تعرف عن وفاة زوجها، تحسباً من الأطباء لاحتمال تدهور صحتها، التي لا تسمح بخروجها من المستشفى أو تلقي أي صدمات نفسية.

وانتشرت أقاويل عن تدهور حالتها، لكن الفنانة نهال عنبر، مسؤولة الملف الطبي في نقابة الممثلين، نفت لـ"اندبندنت عربية" ما يشاع، مؤكدة أن حالتها مستقرة نسبياً، وليست على أجهزة التنفس الصناعي، مشيرة إلى أنها معزولة وتتحسن بشكل نسبي وتدريجي، لكن لن يسمح لها بالعودة إلى حياتها إلا بعد تعافيها التام من فيروس ومضاعفاته.

وتصدّر الفنان الكبير مواقع التواصل الاجتماعي، ونعاه الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، على حسابه الرسمي بـ"تويتر"، قائلاً "أنعى بمزيد من الحزن والأسى الفنان سمير غانم، الذي رحل عن عالمنا، أمس، تاركاً خلفه ميراثاً عظيماً من الأعمال التي رسمت البسمة على وجوه المصريين والأمة العربية".

ونعاه معظم نجوم الفن المصري، ومنهم الفنان عادل إمام، الذي كتب "مع السلامة يا سمير... مع السلامة يا حبيبي... هتوحشني قوي".

ونعاه الفنان محمد هنيدي على "تويتر"، قائلاً "البقاء لله، وداعاً سمورة... ربنا يرحمك".

ونعته الفنانة سيرين عبدالنور، وكتبت على حسابها الرسمي في "تويتر"، "الله يرحم الفنان الكبير صاحب الروح الراقية".

وكتب صلاح عبدال،له "هتفضل أستاذنا تضحكنا وتسعدنا إحنا وولادنا وأحفادنا وأحفاد أحفادنا".

وكتبت الفنانة آمال ماهر على "تويتر"، "نسأل الله أن يرحمه ويغفر له ويلهم أهله الصبر والسلوان".

وقالت نوال الزغبي، "اليوم فقدنا فناناً كبيراً زرع الضحكة والبهجة بقلوبنا".

وكتبت إيناس عبدالدايم، وزيرة الثقافة المصرية "عبقرية الراحل رسمت صفحات من البهجة في تاريخ الأداء التمثيلي"، كما نعى الفنان الراحل معظم نجوم الفن، مثل أحمد عز ويسرا ولبلبة وهند صبري وكريم عبدالعزيز ومنى زكي وأحمد حلمي وياسمين عبدالعزيز.

ورحل الفنان سمير غانم عن عالمنا عن عمر ناهز الـ84 عاماً بعد صراع طويل مع فيروس كورونا وخلل في وظائف الكلى، في أحد المستشفيات الكبرى في القاهرة، وقد دخل الرعاية المركزة قبل أيام، إثر تدهور حالته الصحية.

 

الـ The Independent  في

21.05.2021

 
 
 
 
 

سمير غانم: نجوم الفن يودعون أيقونة الضحك بالدموع.. وسرادق عزاء على مواقع التواصل

كتب ــ محمد عباس:

شهدت جنازة الفنان الكبير سمير غانم مشاركة واسعة من نجوم الفن، فى مقدمتهم يسرا وإلهام شاهين ولبلبة ومحمود حميدة وسمير صبرى وإيناس الدغيدى ووفاء عامر وأكرم حسنى، بالإضافة إلى الدكتورة إيناس عبدالدايم وزيرة الثقافة، والدكتور أشرف زكى نقيب المهن التمثيلية، فيما لم تتمكن شريكة عمره الفنانة دلال عبدالعزيز من حضور الجنازة نظرا لتدهور حالتها الصحية إثر إصابتها بفيروس كورونا.

وسيطرت أجواء الحزن على جنازة أيقونة الضحك، التى شيعت من مسجد المشير طنطاوى بالتجمع الخامس، حيث لم يتمالك عدد من الفنانين أنفسهم، فى وداع الفنان الراحل، فبكت كل من يسرا وميرفت أمين وإلهام شاهين ولبلبة، وانهارت هالة صدقى، فيما بدت علامات الصدمة واضحة على ابنتى الفنان الراحل دنيا وإيمى سمير غانم، واللتين لم يتوقفا عن الدعاء لوالدهما.

وعقب صلاة الجنازة التى أقامها الدكتور أسامة الأزهرى مستشار رئيس الجمهورية للشئون الدينية، حرص الإعلامى رامى رضوان والفنان حسن الرداد زوجا ابنتى الفنان الراحل سمير غانم على حمل نعش «حماهما» أثناء خروجه من المسجد قبل أن يوارى الثرى فى مثواه الأخير بمقابر الأسرة فى الوفاء والأمل.
واكتفت أسرة الفنان سمير غانم بإقامة صوان صغير عند المقابر، وحرص عدد من الفنانين على تقديم واجب العزاء، منهم كريم فهمى وهانى رمزى وعمرو سعد وعمرو يوسف.

 

الشروق المصرية في

21.05.2021

 
 
 
 
 

مصر تودع سمير غانم "صانع البهجة" بعد صلاة الجمعة.. اليوم

مصطفى طاهر

يشيع اليوم الجمعة، جثمان الفنان الكبير سمير غانم، الذي توفي عصر أمس عن عمر ناهز 84 عامًا.

ومن المُقرر أن يشيع الجثمان من مسجد المشير بالتجمع الخامس، عقب صلاة الجنازة التي تعقب صلاة الجمعة.

وقال الإعلامي رامي رضوان ان أسرة الفنان الكبير سمير غانم، سيقتصر تلقيها للعزاء عند مقابر الأسرة بمدينة نصر.

ويعد الفنان سمير غانم، علامة رئيسية في تاريخ الكوميديا المصرية في المسرح والسينما والتليفزيون، ولد في منطقة عرب الأطاولة بمحافظة أسيوط في 15 يناير 1937م.

تخرج الراحل الكبير في كلية الزراعة جامعة الإسكندرية، وأسس مع الضيف أحمد وجورج سيدهم فرقة ثلاثي أضواء المسرح التي صنعت تاريخًا كبيرًا في المسرح والسينما.

رحيل الضلع الأخير لثلاثي أضواء المسرح

بقدر مليارات الضحكات التي وزعها الفنان الكبير سمير غانم على شفاه محبيه في مصر وبطول الوطن العربي من المحيط إلى الخليج، جاء الحزن كبيرا وأنسابت الدموع على أيقونة الكوميديا العربية، الذي رحل عن دنيانا أمس الخميس.

استطاع سمير غانم طوال عدة عقود أن يحجز لنفسه مكانا رفيع المستوى داخل القلوب في كل بيت مصري، ونجح في مقتبل حياته برفقة صديقي عمره "جورج سيدهم" و"الضيف أحمد"، أن يصنعا تجربة استثنائية في تاريخ السينما والمسرح في مصر مع فرقة ثلاثي أضواء المسرح.

بدأت حكاية النجوم الثلاثة خلال فترة الدراسة الجامعية، كان سمير غانم يدرس بجامعة الإسكندرية، حيث اجتمع هناك مع الفنان وحيد سيف وعادل نصيف وقاما بتأسيس فرقة تقدم الإسكتشات الغنائية في الإسكندرية، لتبدأ شهرة سمير غانم في الانتشار.

في نفس تلك الفترة كان جورج سيدهم، يدرس بجامعة عين شمس، بينما كان الضيف أحمد يدرس في جامعة القاهرة، ليأتي عام 1964 ليكون فاتحة خير على المسرح الكوميدي في مصر، بعد أن جمع الراحل الكبير حسن عبد السلام الثلاثي، ولم يتردد أبناء المسرح الجامعي في أستغلال الفرصة وحققوا نجاحات كاسحات، بداية من إسكتش "كوتوموتو"، ثم التجارب المسرحية المتعددة، مثل "حدث في عزبة الورد" و"الراجل اللي أتجوز مراته" و"حواديت".

أنفرط عقد الفرقة بالرحيل المفاجئ للفنان الضيف أحمد، ولكن سمير وجورج واصلا مسيرتهم الكوميدية، التي وصلت إلى ذروتها في مسرحية "المتزوجون" التي تعد من أشهر الإنتاجات في تاريخ المسرح المصري، واليوم ولأول مرة يبكي المصريين وهم يتذكرون الأفيهات التي ضحكنا عليها في "المتزوجون" عبر السنين، بعد أن لحق الضلع الثالث لثلاثي أضواء المسرح برفيقيه الحميمين، ليسدل الستار على صفحة مجيدة لن تنسى في تاريخ المسرح والسينما والتلفزيون، سيبقى صدى ضحكاتها يتردد داخل البيت المصري طويلا.

 

####

 

"سمورة" من البطولة إلى الظهور الخاطف..

حكاية 150 فيلما على الشاشة الكبيرة

إيمان بسطاوى

على الرغم من النجاح الكبير الذى حققه الفنان الكبير سمير غانم على مستوى المسرح لكنه فى الوقت نفسه كان حريصا على التواجد السينمائى، خاصة مع ارتباط الجمهور به بداية من أفلام الأبيض والأسود والتى كان يظهر فى أغلبها بمصاحبة فرقة ثلاثى أضواء المسرح، وحتى الأفلام الملونة التى ظهر فيها، لتكون حصيلة أعماله السينمائية 150 فيلما سينمائيا أمتع خلالها العديد من الأجيال والتى رغم إعادتها عشرات المرات إلا أن الجمهور مازال يشاهدها بنفس الشغف والضحكة وكأنه يراها للمرة الأولي.

بدأ سمير غانم مشواره السينمائى فى الستينيات من خلال فيلم «منتهى الفرح» عام 1963، لينطلق بعدها إلى عالم الكوميديا، ليستحوذ خلال فترة السبعينيات والثمانينيات والتسعينيات على أكبر عدد من الأفلام التى قدمها للسينما، وسط مشاركات قليلة فى حقبة الألفينات حيث شارك كضيف شرف ومنها فيلم «عقدة الخواجة» مع الفنان حسن الرداد وفيلم «شارع محمد علي» و«المشخصاتي2» و«الحرب العالمية الثالثة» مع شيكو وأحمد فهمى وهشام ماجد، وفيلم «حماتى بتحبني» مع الفنان حمادة هلال، و«تتح» مع النجم محمد سعد، و«هاتولى راجل» مع هانى رمزي.

كون «غانم» فى بداية حياته فرقة ثلاثى أضواء المسرح مع زملائه جورج سيدهم والضيف أحمد، ليقدما كثلاثى أشهر الأفلام ومنها فيلم «المشاغبون» عام 1965، وفيلم «30 يوم فى السجن» عام 1966، و«شباب مجنون جدا» و«شاطئ المرح» و«فرقة المرح» والقاهرة فى الليل» و«واحد فى المليون» و«أفراح» و«حلوة وشقية» و«العميل 77» و«نشال رغم أنفه» وغيرها الكثير من الأعمال، واعتمدت فرقة ثلاثى أضواء المسرح فى الأعمال على الغناء والاستعراضات لتكون من أقوى وأشهر الفرق التى ظهرت فى تاريخ الفن المصري.

وبحسب استفتاء النقاد عام 1996، اختير فيلمان شارك بهما، وهما «خلى بالك من زوزو» و«المذنبون»، ليكونا ضمن أفضل 100 فيلم فى تاريخ السينما المصرية.

 

####

 

«المتزوجون» و«الأستاذ مزيكا» و«أخويا هايص»..

كيف صنع سمير أيقونته فى المسرح الكوميدي؟

محمد عبد العلى

يعتبر الفنان سمير غانم واحدا من أهم نجوم المسرح ارتبط به حتى آخر أيامه رغم ظروفه الصحية التى كانت تمنعه من الحركة كثيرا، إلا أن هذا العشق كان يمنحه الطاقة ليقدم أفضل ما عنده، لينسى على خشبة المسرح كل آلامه وتدخل ضحكات الجمهور على قلبه السعادة، فمن يستطيع أن ينسى أعماله المهمة مثل «المتزوجون» و«الأستاذ مزيكا» و«أخويا هايص» و«بهلول» و«أنا ومراتى ومونيكا»، وغيرها من الأعمال الممة.

يقول الناقد المسرحى د.عمرو دوارة إن سمير غانم كان يمتلك حضورا قويا محببا وخفة ظل ومهارات كبيرة لإثارة الضحك فهو نجم كبير بمجال المسرح الكوميدى ويعد من ألمع نجومه منذ بداية سبعينيات القرن الماضى وحتى الآن، مع النجوم عادل إمام، سعيد صالح، محمد صبحى، محمد نجم، وحيد سيف، سيد زيان، يونس شلبى، واستطاع أن يتميز عنهم وربما لا يشاركه فى ذلك سوى النجمان سعيد صالح، ومحمد نجم بقدرته على الارتجال، كما تميز بأذنه الموسيقية وصوته المعبر الذى أهله للمشاركة فى الغناء وأيضا فى تقليد عدد كبير من المطربين.

وأضاف أنه يمكن تصنيفه بسهولة تحت مسمى الفنان الشعبى الذى ينجح دائما فى تحقيق تواصل كبير مع جمهوره، وذلك بفضل توظيفه لكافة أدواته الفنية وفى مقدمتها حضوره القوى وخفة ظله وقدراته الكبيرة على السخرية من السلبيات بأسلوب كاركاتيرى تهكمى محبب.

وأوضح أن غانم بدأ حياته الفنية بمجال الاحتراف كأحد أعضاء فرقة «ثلاثى أضواء المسرح» مع الضيف أحمد وجورج سيدهم، التى قدمت فى بداياتها الفنية عددا من الاسكتشات الشهيرة بينها «كوتوموتو، دكتور الحقنى، أبناؤنا فى الخارج»، كما شارك بمجموعة من الأفلام، وذلك قبل تأسيسهم لفرقتهم عام 1967 وتقديمهم لأول عروضهم بعنوان «حواديت وبراغيت» إخراج مكتشفهم الأول محمد سالم، وبعد مشاركته ببطولة عدة مسرحيات – حتى بعد وفاة ضلعهم الثالث الضيف أحمد عام 1970- انفصل عنهم مع بداية ثمانينات القرن الماضى، فكانت آخر عروضه مع الفرقة مسرحية «أهلاً يا دكتور» عام 1980،ليتحمل بعد ذلك بمفرده بطولة عدة مسرحيات تجارية ناجحة من خلال بعض الفرق الخاصة الكبرى مثل «النيل، أوسكار، أحمد الإبياري»، ومن أهمها «جحا يحكم المدينة، فارس وبنى خيبان، أخويا هايص وأنا لايص، بهلول فى إسطنبول، دو رى مى فاصوليا».

وأكد دوارة أن البدايات المسرحية للفنان سمير غانم خلال النصف الثانى من ستينيات القرن الماضى وبالتحديد بعد انتقال تبعية «مسارح التليفزيون» إلى المؤسسة العامة لفنون المسرح والموسيقى، عام 1966 لم تتح له فرصة المشاركة بفرقة «المسرح الكوميدي» وهى إحدى فرق التليفزيون فى فترة توهجهها، تلك الفترة التى تألق خلالها نجوم مثل عبد المنعم مدبولى، فؤاد المهندس، محمد عوض، أمين الهنيدى، أبو بكر عزت، حسن مصطفى، جمال إسماعيل، والذين شاركوا جميعا منذ انتقال تبعية الفرقة فى تأسيس فرقة «الفنانين المتحدين» بقيادة المؤلف سمير خفاجى، ورغم ذلك نجح سمير غانم فى الاستمرار كنجم شباك بفرق القطاع الخاص بفضل تألقه المستمر وحرصه على تطوير أدواته واختيار نصوصه التى تتماس مع الواقع.

من جانبها قالت الفنانة شيرين التى شاركت النجم الراحل عددا من المسرحيات من بينها واحدة من أهم عروضه المسرحية وهى «المتزوجون» حيث قالت إن سمير غانم مدرسة فى الكوميديا المسرحية مثل مدرسة عبد المنعم مدبولى وفؤاد المهندس وغيرهم من كبار الفنانين ، فهو فنان روحه حلوة ويعد ملك الكوميديا المسرحية بمصر وكأنه خلق ليرسم البهجة على وجوه الناس بدون مجهود.

لكن ضمن ذكريات وكواليس مسرحية «المتزوجون» ذات مرة انزلقت على السلم وتعرضت لالتواء فى قدمى لكن سمير غانم وجورج أصرا على استكمال المشهد وهما يحملانى برغم الألم الشديد وبرغم أن سمير غانم فى البداية قرر إلغاء العرض فى تلك الليلة لكن بعدها وضعت قدمى فى الثلج وقال سمير «هى مش مراتى فى المسرحية سأحملها على كتفي، أما مشهدى مع «الجزار» فقال سمير سأحملها أيضا حتى دخولها الحجرة , وفى آخر العرض خرج غانم للجمهور وحكى لهم قصة التواء قدمى وصفق الجمهور بحرارة .

 

####

 

وانطفأت آخر أضواء المسرح..

سمير غانم "أسطورة الكوميديا" و"صانع البهجة"

شريف نادى

أمير الكوميديا وقائدها، نجمها الذي لمع منذ أول مشهد في عالم الفن وحتى رحيله، صانع السعادة والبهجة الذي لن يتكرر، صاحب مدرسة خاصة في الأداء يجعل المشاهد يضحك بمجرد أن يراه فقط حتى قبل أن يستخدم أدواته في إضحاك الجمهور، إنه الفنان الكبير سمير غانم الذي رحل عن عالمنا أمس حيث من المقرر أن تشيع الجنازة من مسجد المشير اليوم، ويوارى جثمانه الثرى بمدافن مدينة الوفاء والأمل.

جاء رحيل غانم بعد صراع قصير مع المرض.. فحياته لم تعرف سوى الضحك وإسعاد من حوله، فلم يتحمل جسد غانم المرض أو الحزن وهو الذي اعتاد على مدار أكثر من ستين عاما على صناعة السعادة.

بعد انفراط عقد ثلاثي أضواء المسرح، كانت موهبة سمير غانم أمام تحد كبير في كيفية إعادة تقديم نفسه كنجم كوميدي منفرد، والتي لم يوفق فيها آخرون وسقطوا في نصف المشوار، غير أنه استطاع أن يطوع موهبته ويطورها وفق كل مرحلة زمنية ليثبت أقدامه كأحد نجوم الكوميديا، ورغم أن بعضها لم يحقق نجاحًا في سوق الإيرادات إلا أنها عاشت مع الجمهور واستمرت حتى يومنا هذا.

لم يكن في قلب سمير غانم على مدار حياته مساحة للاكتئاب أو الحزن حتى وإن طارده ذلك في بعض فترات حياته كان سريعا ما يهرب منه ويتغلب عليه بعمل فني يدخل السرور على قلوب الجمهور فقد كان شخصا مضادًا للاكتئاب لم تنجح شركات الأدوية في ابتكار مثيل له.

«الضحك هو البطل»..شعار انتهجه الفنان سمير غانم على مدار مشواره الفني فرغم امتلاكه مقومات الجينات التي نادرا ما تتوافر في أي نجم كوميدي، إلا أنه رفض تسخيرها لتحويل وجهته الفنية من الكوميديا إلى الألوان الأخرى من رومانسي وتراجيدي، واكتفى أن يكون نجما كوميديا متخصصا في انتزاع الضحكات فقط، وهو ما أكدته اختياراته لأعماله سواء في السينما أو المسرح أو التليفزيون.

لم يتذمر الفنان الراحل سمير غانم - الذي يمتلك مكتبة فنية كبيرة تضم مئات الأعمال- على مساحات الأدوار التى حصل عليها في السنوات الأخيرة واعتبر مشاركته في هذه الأعمال نوعًا من التشريف والمساندة لأبطالها الذين رأوا أن وجوده إضافة قوية لأي عمل فني، وهو ما يعكس مدى قناعة الراحل بأن الفنان مهما حقق من نجومية وحظي بشهرة واسعة إلا أنه يظل مدينا بولائه للجمهور الذي صنع اسمه ويرى أن من حقهم مشاهدته والاستمتاع بالأداء الذي يقدمه.

لم يكتف سمير غانم بعطائه الفني الذي كان سخيا فيه طوال عمره، لكنه قدّم للوسط الفني نجمتين هما دنيا وإيمي اعتبرهما الجمهور امتدادا له، وأفضل هدية من نجمين كبيرين سمير غانم ودلال عبد العزيز، خاصة أن الملفت في الأمر أن غانم لم يمد يد العون لهما بل ترك الحكم على موهبتيهما للجمهور ليثبتا أنهما ورثا جينات الكوميديا من والدهما.. وداعا سمير غانم.

 

####

 

سمير غانم يكشف فى حوار سابق لـ«الأهرام المسائى»

أسرار فوازير «فطوطة وسمورة»

إيمان بسطاوى

صنع نجم الكوميديا الفنان سمير غانم شخصية «فطوطة» التى أبدع فى تقديمها، حيث كان يغرد منفردا بها دون منازع، وظل مرتبطا بهذه الشخصية على مدى ما يقرب 40 عاما، حيث كانت بدايات تقديمه لفوازيز «فطوطة» فى التليفزيون عام 1982 ولمدة 3 سنوات متواصلة، حقق بها نجاحا منقطع النظير، ولم تكن هذه هى المرة الأولى التى يقدم فيها الفوازير على الشاشة، ولكنه قدّم مع فرقة ثلاثى أضواء المسرح عام 1967 أول فوازير عربية وكانت خليطاً بين الدراما والاستعراض، ولكن تظل فوازير «فطوطة» هى الأشهر فى عالم سمير غانم الإبداعى، ولهذا لم يستطع «غانم» الابتعاد عن تقديم شخصية «فطوطة» التى ارتبط بها وأصبحت ملاصقة لاسمه وشخصيته، فالكثير كانوا ينادونه «سمورة» وهو الاسم المفضل الذى كان يناديه به «فطوطة» فى الفوازير، ومع شدة تعلقه بشخصية «فطوطة» كرر التجربة فى الإذاعة حيث قام بإحيائها مرة أخرى من خلال فوازير تحمل اسم «فطوطة وسمورة» بعد غياب أكثر من 20 عاما من تقديمها للتليفزيون المصري.

وفى حوار سابق لـ «الأهرام المسائي» مع النجم الراحل سمير غانم داخل الاستوديو خلال تسجيله مسلسله الإذاعى «فطوطة»، والذى أجرى معه فى يونيو عام 2017، قال عن إعادة تقديمه هذه الفوازير للإذاعة: «لم يكن فى ذهنى أن أعيد فطوطة للوجود مرة أخرى، ولكن كم الحب الكبير للجمهور لهذه الشخصية لدرجة أننى أرى ملصقات وأشكالا لاستقبال شهر رمضان وأجد من بينها صورا لشخصية «فطوطة»، ورغم وجود فوازير ومسلسلات أخرى مثل «بكار» و«بوجى وطمطم» ولكن «فطوطة وسمورة» كان له منزلة خاصة عند الجمهور».

أضاف: «أنا شخصياً مرتبط بـ«فطوطة» وأشعر تجاهه كأنه «ابنى الضائع»، ولن أنسى كلام صلاح جاهين عندما كتب فى الأهرام وشبهه بـ«الهرم الرابع» وكتب عليه «فطوطة» وهذه كانت كلمة جميلة وجلست معه بعدها وشكرته لإطرائه على العمل وهذه الشخصية الكارتونية التى كنت أقدمها، وسألنى وقتها عن «فطوطة» وقولت له اعتبره مثل كارتون «ميكى ماوس» العالمى ولكن هذه المرة هو «ميكى ماوس» مصر ورمز لمصر.

وعن رأيه فى تقديم «فطوطة» بالإذاعة بعد أن ارتبط بها الجمهور فى التليفزيون فقال: «كنت خائفا للغاية من عودة «فطوطة» من خلال الإذاعة لأن «فطوطة وسمورة» هاتين الشخصيتين معتمدين على الصورة فى التليفزيون، والجمهور عرفهما من خلال الشاشة، فتفاصيل تلك الشخصية «الصغيرة» وشكله الغريب الذى يجذب الجمهور لرؤيته مبنى على الصورة التى تشاهد أكثر من أن تسمع فى الراديو، حتى إن الجمهور ارتبط بهذا الشكل، ولذلك تخوفت من عدم تقبل الناس للعمل والشخصية وسماعها من خلال الأذن وليس رؤيتها بالعين، واعتبرتها مجازفة واعتمدت على خفة دم «فطوطة» والكاريزما التى يمتلكها و«الايفيهات» التى يقولها فتضحك الناس، كما أننى بمجرد الوقوف أمام الميكرفون تظهر شخصية فطوطة وأشعر أننى فطوطة وليس سمير غانم، وحتى الإيفهات التى يقولها ارتجلها وتخرج منى تلقائيا، لأنه لا يوجد مؤلف حالياً يكتب لـ«فطوطة»، واعتمد على الارتجال فى تقديم الشخصية، لتكون مسئولية المؤلف فقط فتح الحوار وأنا أكمله مباشرة بخفة دم فطوطة، لأن جمال القصة كلها فى «المناقرة» أو المشاكسة بين «فطوطة وسمورة».

 

بوابة الأهرام المصرية في

21.05.2021

 
 
 
 
 

ودّع الجمهور عبر الإعلان الشهير.. سمير غانم كوميديان عابر للأجيال

أسماء شكري

مش هتلاقيني.. مشيت.. مش فيه ناس جاية؟” قالها الراحل سمير غانم في أحدث ظهور له خلال إعلان لشركة We في رمضان الماضي، وكأنه يودع جمهوره ومحبيه بتلك الجملة، وبالفعل رحل الكوميديان الكبير بعد أسابيع من طلته الأخيرة قبل أن يتركنا للأبد، والمفارقة العجيبة أن ابنته إيمي شاركته إعلانين من الحملة، كما ظهرت زوجته دلال عبد العزيز في إعلان منفصل، وحتى ابنته الكبرى دنيا لم تظهر معه ولكنه في الإعلان يحدثها هاتفيا قائلا: “أيوة يا دودي”، وكأنه ودّع أسرته أيضا بآخر ظهور معهم أمام الجمهوروفاة الممثل سمير غانم

بعيدا عن عشقي لفنه وأسلوبه في إضحاك الجمهور؛ أعتبر سمير غانم أعظم كوميديان في جيله، فقد تميز عنهم بخصائص كثيرة أبرزها صوته الجميل والذي أشاد به الكثير من الملحنين والمطربين، فـ سمير غانم يتميز بصوت طربي وأداء متمكن في الغناء؛ وهو ما جعل المخرجين والمنتجين يستثمرون تلك الموهبة لديه بحرصهم على غنائه في أغلب أعماله، فمن منا ينسى مواله الشهير في مسرحية المتزوجون؟ صوت رائع بجانب الأداء الكوميدي بالطبع.

سمير غانم أيضا نجح نجاحا مبهرا في فوازير فطوطة وسمورة التي أصبحت أيقونة مثل فوازير نيللي وشريهان، فقدم منها ثلاثة مواسم بالإضافة إلى عشرات الحفلات للأطفال وطلاب المدارس، فأضاف إلى جمهوره قطاع كبير من الأطفال الذين ما زالوا يعجبون بفطوطة ويحبونه، حتى الأطفال من الأجيال الجديدة التي لم تعاصر عرض الفوازير في وقتها أحبوا سمير غانم وأدائه لشخصية فطوطة، التي له نصيب كبير من نجاحها بفضل اختياراته العبقرية لشكل فطوطة ولبسه وإكسسواراته، وهذه ميزة أخرى تفرّد بها سمير غانم عن باقي الكوميديانات.

مثلما اختار سمير غانم ملابس وهيئة فطوطة، فعل ذلك في معظم شخصياته التي قدمها خاصة على المسرح، فقد كان يحرص جدا على اختيار الملابس والإكسسوارات والأشياء الملازمة للشخصية، مثل نظاراته الغريبة المضحكة في مسلسل حكاية ميزو وفيلم يارب ولد، والملعقة والشوكة الكبيرتان اللتان استعان بهما في مشهد الملوخية الشهير في مسرحية المتزوجون، فضلا عن بدلته الشهيرة في نفس المسرحية، وغير ذلك الكثير الذي يؤكد أن موهبة الكوميديان الراحل كانت استثنائية.

وُصف سمير غانم طوال مشواره الفني بأنه ملك الارتجال خاصة على المسرح.. قنبلة إفيهيات.. صاروخ ضحك متواصل.. قل ما شئت فهذه “منطقته” كما يُقال باللهجة الدارجة.. عبقري في ابتكار الجمل الضاحكة خاصة على المسرح؛ والتي تتجدد يوميا؛ فلديه كنز إفيهات لا ينضب.

كل من تعامل معه وصفه بالطيبة الشديدة، وحبه للممثل الذي يقف أمامه وعدم غيرته من أي فنان يشاركه المشهد، ولم لا وهو الذي اكتشف العديد من الفنانين الذين أصبحوا نجوما بعد ذلك، أبرزهم الراحلة مديحة كامل والقديرة آثار الحكيم، كما كان له الفضل في فتح الباب أمام نجومية ونجاح فنانين كُثر؛ أشهرهم إسعاد يونس.

رحل سمير غانم آخر ثلاثي أضواء المسرح، ذهب إلى صديقيه ورفيقي شبابه الضيف أحمد وجورج سيدهم، ولكن ما تركه لجمهوره كافٍ لإضحاك أجيال كثيرة مقبلة، حتى وإن لم يعاصروه مثلنا نحن، ولكنهم حتما سيعشقون كوميديان عظيم اسمه سمير غانم.

 

موقع "إعلام دوت كوم" في

21.05.2021

 
 
 
 
 

مصر تفقد سمير غانم آخر نجوم "ثلاثي أضواء المسرح"

الفنان المصري يفارق الحياة بعد مسيرة فنية امتدت على مدى ستة عقود أدخل فيها البهجة على القلوب ورسم البسمة على وجوه الملايين من متابعيه.

غيّب الموت عشية الخميس الفنان المصري سمير غانم عن عمر ناهز 84 عاما داخل أحد المستشفيات بالعاصمة المصرية القاهرة، متأثرا بإصابته بفايروس كورونا المستجد.

القاهرةتوفي الممثل المصري سمير غانم الخميس في أحد المستشفيات متأثرا بمضاعفات صحية نتيجة إصابته بفايروس كورونا، بعد أسابيع من الدعاء المتواصل بالشفاء له ولزوجته الممثلة دلال عبدالعزيز.

وكان الثنائي الفني قد نقل إلى المستشفى مطلع مايو الجاري لإصابتهما بالفايروس، لكن مشكلات صحية سابقة ساهمت في تدهور الحالة الصحية للفنان الراحل.

وقالت وزيرة الثقافة المصرية إيناس عبدالدايم في بيان “الحياة الفنية في مصر والوطن العربي فقدت أحد العباقرة وأيقونة كوميدية فذة”. وأضافت “أسلوبه المميز نجح في جذب قلوب الجمهور عبر سنوات طويلة شهدت أعمالا ستبقى راسخة في الوجدان بشخصياتها ومفرداتها”.

وكان الكاتب والمنتج أحمد الإبياري أول من أعلن عن وفاة الفنان، وذلك عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، قائلا “مع السلامة يا سمير”.

وكتب الإعلامي المصري رامي رضوان زوج ابنته الممثلة دنيا سمير غانم، عبر تويتر “إنا لله وإنا إليه راجعون وداعا حبيبي”، مرفقا تغريدته بصورة للممثل والكوميدي الشهير الذي أدخل في مايو الجاري إلى المستشفى جراء فشل كلوي ناجم عن إصابته بكورونا.

وكان الراحل قد دخل الرعاية المُركزة قبل أيام، إثر تدهور حالته الصحية بعد إصابته بفايروس كورونا، لاسيما وأنه يُعاني من مشاكل صحية في الكلى.

وولد سمير يوسف غانم في عرب الأطاولة من محافظة أسيوط عام 1937، انضم بعد الثانوية العامة إلى كلية الشرطة احتذاء بوالده الذي كان ضابط شرطة، ولكن تم فصله منها بعد رسوبه لسنتين متتاليتين فنقل أوراقه إلى كلية الزراعة في جامعة الإسكندرية كما انضم للفرق الفنية فيها.

وفي الإسكندرية اجتمع هناك مع الفنان وحيد سيف وعادل نصيف وشكّلوا فرقة اسكتشات غنائية تقدّم عروضا على المسرح في مدينة الساحلية، ولكن الفرقة لم تستمر بسبب انسحاب سيف لعدم قدرته على السفر إلى القاهرة وترك مدينة الإسكندرية، حيث كان يدرس بكلية الآداب ويعمل موظفا أيضا، كما انسحب عادل نصيف الذي أكمل دراسته العليا في تخصّص الحشرات بكلية الزراعة وسافر إلى بلجيكا.

وفي تلك الأثناء كانت شهرة جورج سيدهم بدأت تنتشر بجامعة عين شمس، وكذلك الحال بالنسبة إلى الضيف أحمد بجامعة القاهرة، فجمع غانم بينهما وشكل معهما الفرقة الشهيرة التي عرفت باسم “ثلاثي أضواء المسرح”، وقدّموا مع المخرج محمد سالم مسرحيتي “حواديت” و“براغيت” وغيرها.

وفي السينما قدّم الثلاثي أفلام “30 يوم في السجن” و”شباب مجنون جدا” و“شاطئ المرح” و“بنت شقية” و“الزواج على الطريقة الحديثة” و“لسنا ملائكة”.

وخلال فترة السبعينات تنوّعت أعماله بين السينما والمسرح والتلفزيون فشارك في أفلام “الصديقان”، و”لسنا ملائكة”، و“واحد في المليون”، و“السراب”، و“المجانين الثلاثة”، و“نحن الرجال طيبون”، و“نار الشوق”، و“فرقة المرح”، و“ولد وبنت والشيطان”، ومسرحية “موسيقى في الحي الشرقي”.

وفي نهاية السبعينات وبداية الثمانينات قدّم مع سيدهم أهم مسرحيتين في تاريخهما الفني المشترك وهما “المتزوجون” عام 1978 و”أهلا يا دكتور” عام 1981، لكنهما انفصلا في النهاية.

وتعدّدت نشاطاته الفنية بعد ذلك فشارك في العديد من الأعمال وهي: فيلم “سنوات الانتقام”، ومسرحية “فخ السعادة الزوجية”، وفيلم “البنات عايزة إيه” وفيلم “أذكياء لكن أغبياء”.

مثل العام نقلة نوعية في حياة سمير غانم، حيث توفي شقيقه سيد غانم مدير أعماله، ممّا أدخله في فترة كآبة وقرّر بعدها تغيير نمط عمله، وكان ذلك سبب انفصال فني بين غانم وبين جورج سيدهم. وقدّم الراحل في الثمانينات سلسلة “فوازير رمضان” تحت اسم شخصيتي “سمورة” و“فطوطة” التي حقّقت شهرة عربية واسعة.

وفي العام 1983 قدّم مع المخرج فهمي عبدالحميد أول حلقة من حلقات فوازير فطوطة باسم “فطوطة والأفلام” ونجح نجاحا هائلا ما شجعهما على إعادة التجربة في “فطوطة والشخصيات” عام 1986. وفي التسعينات قدّم فوازير “المتزوجون في التاريخ” 1992 وفوازير “المضحكون” 1993 وفوازير “أهل المغنى” 1994.

الراحل قدم في الثمانينات سلسلة «فوازير رمضان» تحت اسم شخصيتي «سمورة» و«فطوطة» التي حققت شهرة عربية واسعة

وشارك الراحل في بعض الأفلام بأدوار مختلفة مثل “الأحضان الدافئة” و“أميرة حبي أنا” و“فيفا زلاطا”، إلى أن استطاع إثبات جدارته بالبطولة المطلقة فقدّم أفلام “نوع من النساء” و“حسن بيه الغلبان” و“تجيبها كده.. تجيلها كده.. هي كده” و“الجواز للجدعان” و“الرجل الذي عطس” و“عبقري على ورقة دمغة” و“مجرم رغم أنفه”. ولمع نجمه في الدراما التلفزيونية من خلال مسلسلي “حكاية ميزو” و“كابتن جوده”، كما ابتكر شخصية “فطوطة” التي أحبها الصغار والكبار.

ورغم كل هذه النجاحات ظل المسرح عشقه الأول والمجال الأرحب الذي يستطيع من خلاله إبراز طاقاته الفنية وتوظيف الإكسسوارات الشخصية في إضحاك الجمهور. فهو واحد من أهم نجوم المسرح المصري على غرار عادل إمام ومحمد نجم ومحمد صبحي.

ومن أبرز مسرحياته “الأستاذ مزيكا” و“جحا يحكم المدينة” و“فارس وبني خيبان” و“أخويا هايص وأنا لايص” و“بهلول في إسطنبول” و“أنا ومراتي ومونيك” و“دو ري مي فاصوليا” و“مراتي زعيمة عصابة”.

ومع التقدّم في العمر قلّت أعماله الفنية، لكن ظلت إطلالته في أي عمل مصدر بهجة للمشاهد وكانت من أعماله في السنوات القليلة الماضية المسلسل الإذاعي “فطوطة وكأس العالم” ومسلسل “عزمي وأشجان”.

 

العرب اللندنية في

21.05.2021

 
 
 
 
 

عندما التقى حسين السيد وسمير غانم.. سر نجاح «ثلاثي أضواء المسرح»

أماني السيد

بعيدا عن أغاني الحب والعتاب والغزل، أحدثت الأغاني التي قدمها «ثلاثي أضواء المسرح» طفرة فنية منذ القرن الماضي حتى الآن، حيث اتسمت الاسكتشات الفنية الخاصة بهم بطابع مختلف عن كل الأغاني السائد تقديمها، وعلى حد وصفهم في أكثر من لقاء تليفزيوني كان كلمة السر في انفرادهم الذي لم يتكرر حتى الآن هي كلمات الشاعر الغنائي الراحل حسين السيد، الذي كان على علاقة خاصة بالفنان الراحل سمير غانم، وعبر في أكثر من مرة عن امتنانه لحسين السيد الصديق دائما والأب أحيانا.

سر نجاح «ثلاثي أضواء المسرح»

تروي لـ«باب مصر» د. حامدة ابنة الشاعر الراحل حسين السيد، قصة عملهم لسنوات طويلة معا، حيث بدأت العلاقة بين فرقة ثلاثي أضواء المسرح والشاعر الراحل عن طريق المخرج التليفزيوني محمد سالم، الذي كان مولعا بالاستعراض والأغاني المصورة وتقديم الكليبات ومن أبرزها «مين قالك تسكن في حارتنا» و «الراجل ده هيجنني»، وفي إحدى المرات طلب من الشاعر حسين السيد الحضور خلال تصوير إحدى الأعمال للفرقة، وفقا لما قالته لـ «باب مصر»  قال له: “لازم تيجي تحضر وتشوفهم”، واتفقا على أنهم ظاهرة فنية غريبة لن تتكرر، وتقول د. حامدة: “بالفعل لم يتكرروا حتى الآن، حيث اتسم كل منهم بخفة ظل كبيرة، وتميزوا بعددهم كثلاثة أفراد رغم وجود العديد من الثنائيات العالمية مثل لوريل وهاردي وغيرهم، ولكن لا يوجد ثلاثي يتسم كل منهم بشخصية وأداء مختلف، وعندما تولى والدي حسين السيد الكتابة كان لكل منهم طابع مميز عن الآخر”. لم يتردد حسين السيد في التعاون معهم، برغم أشعاره الغنائية القوية إلا انه وجد معهم مساحة إبداعية مختلفة، خاصة للاسكتشات الخفيفة بعيدا عن كلمات الحب والغزل والعتاب، وبدأ التعاون بالفعل بين الشاعر الراحل والمخرج محمد سالم والثلاثي، وبدأت بصورة “اسكتشات” مسرحية ومونولوجات تم تقديمها في المناسبات مثل أعياد الربيع والثورة، مثل اسكتش «الكورة» و «أنا الطالب عبد المعطي».

«طبيخ الملايكة»

حرص الفريق على توثيق هذه الاسكتشات وأصبحت الخطوة التالية أن تكون مصورة، مثل «كوتو موتو»، وكان يتعجب الكثير متسائلا: “ازاي كاتب أغنية جبار هو نفسه كاتب اسكتش كوتوموتو»، وكأنه كان ينتقل إلى عالم آخر معهم، على حد وصفه د. حامدة حسين السيد لـ«باب مصر».

عدة أفلام شبابية لم تخلو من خفة ظل سمير غانم، جورج سيدهم والضيف أحمد كانت جميعها من كتابة حسين السيد، مثل فيلم «أفراح» لنجلاء فتحي وحسن يوسف، وفيلم «نورا» لـ نيللي وكمال الشناوي، وفيلم «شباب مجنون جدا» لـ نجاة وحسن يوسف، وفيلم «شاطئ المرح» مع سعاد حسني حيث غنى الثلاثي «كيوبيد للبيع» و«جمبري مشوي» واسكتش «شوفت الحليوة» في فيلم 30 يوم في السجن.

كل هذه الأعمال جزء من أعمال كثيرة قدموها معا، كانت الألحان عادة لمنير مراد وحلمي بكر، بخلاف المسرحيات التي كان يكتب السيناريو الخاص بها أيضا حسين السيد، مثل «طبيخ الملايكة» و «روميو وجوليت».

صداقة سمير وحسين

وبرغم قرب حسين السيد من الثلاثي واعتبارهم إخوته أو ابنائه إلا أنه احتفظ في قلبه بمكانة خاصة للفنان الراحل سمير غانم، وتقول ابنته: “صوت سمير كان مميز وكذلك اتسم بروعة الأداء وكان يستطيع تقديم بعض الأغاني التي يكتبها أبي بشكل ارتجالي كأنه يحقق هدفه من الكتابة بأبسط مجهود”، فضلا عن تدخله المستمر بطلب منهم لحل الخلافات البسيطة التي كانت تنشب بينهم. هذا الأمر نفسه هو ما أكد عليه الكوميديان الراحل في لقاء تليفزيوني قديم عبر خلاله عن امتنانه والعرفان بالجميل لحسين السيد باعتباره سبب نجاح الفرقة وسمير غانم بشكل شخصي، وقال: “لا أستطيع وصف جمال وإخلاص حسين السيد لعمله، لولاه لم نصل إلى ما أصبحنا عليه، كان يقف معنا طوال فترة التصوير في الاستديو ويقرأ لنا النص كأنه يلقنه لنا، وعلاقته بي كانت أقوى وكنت اذهب إلى مكتبه الخاص بمنطقة وسط البلد ليعرض علي الاسكتش ونتناقش فيه معا”.

أول فوازير رمضان

ثماني سنوات حقق فيها الرباعي معا نجاحا هائلا، من خلال تقديم أول برنامج “فوازير” في شهر رمضان، وتقول د. حامدة، أن فكرة الفوازير بدأت في الستينات لحسين السيد مع الثلاثي وعلى مدار 7 أو 8 سنوات قدموا معا كل الأفكار مثل الأمثال الشعبية، العريس والخاطبة، وغيرها وذلك قبل فوازير نيللي، وشيريهان وفطوطة بسنوات.وتسترجع ذكرياتها لفترة تصوير الفوازير، التي كانت مستمرة على مدار شهر رمضان، وفي إحدى المرات استقبل الشهر بتصوير 6 حلقات من الفوازير وكان يذهب إلى الاستديو يوميا لحرصه على انتهاء التصوير في الموعد، منذ الصباح حتى قبل موعد الإفطار، وتقول: “لم يكن استخدام المونتاج معروفا، وفي بعض الأوقات كان يتم تسجيل الحلقة كاملة في وقت واحد، وكان أبي يظل مع الثلاثي مثل الملقن على المسرح”.

 

####

 

أيام الشقاوة: ذكريات سمير غانم

شهدي عطية

منذ أن بدأ حياته الفنية في منتصف الستينات حتى رحيله، استطاع سمير غانم مع فرقة ثلاثي أضواء المسرح وكذلك منفردا أن يحفر أسمه في ذاكرة المشاهدين، ممثل مسرحي يملك كل إمكانات المسرح، الحضور، التجربة، الوعي، ثم الفوازير التي أبهرت المشاهدين منذ عام 1966 مع فرقة ثلاثي أضواء المسرح حتى أن صلاح جاهين وصفهم بالأهرامات الثلاثة ثم عاد في عام 1983 ليشيد بتجربة فطوطة والتي نجحت نجاحا كبيرا وأصبحت من أيقونات شهر رمضان لعدة سنوات وسيظل يذكر الجمهور سمير غانم كواحدا من أهم نجوم الجيل الثالث بعد جيل الريحاني والكسار وإسماعيل يس ثم مدبولي والمهندس ثم الجيل الثالث جيل ثلاثي أضواء المسرح وعادل إمام وسعيد صالح، بعيدا عن تكرار ما يمكن كتابته عن سمير غانم وأعماله فهناك ذكريات ظريفة تبدو الآن مجهولة للبعض سردها لمجلة الكواكب عام 1972، ذكر فيها سمير غانم مغامراته الطريفة أيام الجامعة في كلية الزراعة والمقالب التي كان يقوم بها في الكلية هو وصديقه وزميله فيما بعد بفرقة ثلاثي أضواء المسرح عادل نصيف وكيف أنه كتب في كراسة الإجابة رسالة للدكتور يستعطفه فيها كي ينجحه وعندما أخبر الدكتور طلبته في العام التالي عن حكاية تلك الرسالة وجد في أوراق الإجابة 400 خطاب استعطاف تقليدا بما فعله سمير غانم، ويروي سمير غانم حكايات أخرى مع صديق عمره جورج سيدهم وتكوين فرقة الثلاثي ويحكي قصة عيد الميلاد الذي حضره مع جورج في بيروت  وبه حدث موقف يشبه تماما مشهد جسده جورح في مسرحية المتزوجون التي اشتركا فيها بعد كتابة هذه الذكريات بعدة سنوات. هنا بعض من ذكريات أمير البهجة

ذكريات الجامعة

أيام الشقاوة كنت طالبا في زراعة جامعة الإسكندرية وأبي ضابط بوليس ودخلت كلية الشرطة لأكون مثالا للضبط والربط وبعد سنتين كنت في كلية الزراعة ليس لي صلة بالكلية لكني كنت أدبي وعملت معادلة والكلية التي وجدتها هى الزراعة فدخلت، قلت أدخل المعمل وجدت أنبوبة اختبار وأحماضا كثيرة أمامي والطلبة يأخذون أحماضا ويضمونها في الأنبوبة وأنا مثلهم وهب فرقعة ضخمة في المعمل، وقفت أضحك.. والطلبة يتنافسون في الهرب إلى الخارج أما الدكتور فارتبك، وقف مبهوتا فلما وجدني لا أتماسك من الضحك نظر إلى وهو يهدد ويتوعد وقال لي اعتبر نفسك ساقط..

وكنت في أي مكان أكون فيه كان زملائى يطلبون مني أن أقلد لهم هذا الدكتور حتى انتشر ذلك بين طلبة جامعة الإسكندرية كلهم، وعرف الدكتور أنني أقلده وبالطبع كان يعرف أني لا أتواجد أبدا في محاضراته وجاء الإمتحان ورآني أجلس كأي طالب مجتهد فتوقف أمامنا جميعا وقال: طبعا ممنوع الغش، أي واحد يحاول الغش سأكتب على ورقته علامة “x”، إيه يعني علامة صغيرة زي دي.. بعد دقائق همست لزميلي الذي بالقرب مني:”ما تقولي يا ابني أكتب ايه؟” وسمع الدكتور وحضر  مسرعا ووقف أمامي يسمعنا محاضرة في صفة الغشاش وأنه شرح هذه التجربة أكثر من مرة في المحاضرات، فقلت له صحيح يا دكتور، فهتف: “وادي سمير بيشهد لي” ومال على زميلي ليكتب على ورقته علامة ” x” ولم أتمالك نفسي، سخسخت على روحي من الضحك بينما زميلي يجاهد نفسه لينتزع ورقته من براثن الدكتور حتى لا يكتب عليها علامة x، أما مادة الرياضيات فأنني عندما تسلمت ورقة الأسئلة وجدت السؤال الأول سهلا وبدقة ونظام تفننت في كتابة الإجابة وتنظيمها، فلما قرأت السؤال الثاني والثالث والرابع لم أجد عندي ولا كلمة فقلت أكتب خطاب للدكتور وبدأت أكتب له:” أستاذي العظيم فلان الفلاني هذه هى المرة السادسة التي أمتحن فيها هذه المادة وإذا رسبت هذه المرة فسوف أتشرد وتتشرد معي عائلتي بأكملها، وستكون أنت المسئول.. ربنا يكبر لنا فيك وأنت تعلم أن الرياضيات ليس لها أهمية بالنسبة للزراعة والأرزاق على الله”.

وفي العام الدراسي الجديد حكى الدكتور للطلبة ما حدث مني، وفي الإمتحان وجد بأوراق الإجابة 400 خطاب استعطاف من كل الطلبة ورسبوا جميعا.. ولم يكن ذلك رادعا لي بالنسبة لغاز كبريتيد الأيدروجين ومعروف أن لهذا الغاز رائحة كريهة جدا ونفاذة وكان جهاز الغاز في ممر بالقرب من قاعات المحاضرات وفوقه تماما مكتب العميد ووكلاء الكلية وكان كل طالب يذهب إلى الجهاز ويأخذ ما يحتاجه أما العبدلله فيذهب إلى الأنبوبة ويفتحها ويتركها مفتوحة وبعد دقائق تسمع صراخ الأساتذة والطالبات والطلبة واللي جنبنا واللي فوق والعميد، لكن لم أفعل مثل عادل نصيف الذي كان يملأ زجاجات صغيرة من الغاز وعندما ندخل المحاضرة ولا تعجبنا يضع الزجاجة تحت قدمه ويدوس عليها لتتحطم وينتشر الغاز فلا يبقى طالب في المدرج.

تكوين فرقة الثلاثي

مرت الأيام وكونا فرقة الثلاثي وفي ليلة رفع الستار دخل جورج إلى المسرح ليؤدي دوره وما أن جاء دوري حتى كان جورج يمسك قلبه بيده، دخلت المسرح بدأت أمثل، قلت كلاما لجورج وصفق الجمهور وضحك، سكت الجمهور ولكن ناس في البنوار الأول بدأوا يصفقون وحدهم ويخرجون ألسنتهم وهم يضحكون ونظرت نحوهم.. جورج ما هذا؟ وانفجرت في الضحك.. أنهم ستة يحتلون البنوار والستة كلهم عندهم حول في عيونهم. قال جورج: حاول يا سمير.

حاولت أمثل.. الضحك ينفجر.. ستة عيونهم حول، مرة واحدة مش معقول.

نحاول ونمثل.. بعد أن يضحك الناس ويسكتوا يبدأ البنوار الأحول في الضحك وهم يخرجون ألسنتهم، وبعد أن يصفق الجمهور ويسكت يبدأ البنوار في التصفيق. والضحك يغالبني، فلا أستطيع أن أكتم الضحك، وفي الإستراحة قلت لهم أرسلوا إليهم البوفيه ليشربوا ما يريدون حتى تشغلوهم واستطيع التمثيل، لا تتصور مشهد 12 عينا كل عين تنظر وحدها في ناحية، وعدت أقول لهم أطلبوهم في التليفون أثناء التمثيل لينشغلوا ولكن المحاولات كلها ضاعت لأن الستة ظلوا في البنوار، أما أنا وجورج فقد باظت الليلة علينا في التمثيل لأننا تحولنا من ممثلين إلى متفرجين.

في يوم من الأيام أخبرت فؤاد المهندس أنني وجورج سنسافر إلى لندن فقال إطمئن خذا عنوان هذا البنسيون  سيوفر لك الميزانية وأخذت العنوان وركبنا الطائرة ووصلنا، بعد أن خرجنا من المطار لاحظ جورج أن في التاكسي عدادين، قلت واحد للأجرة وواحد للبقشيش وأنا آخد بالي من عداد الأجرة، أول خطوة سجل 15 قرشا، يا خبر والكام خطوة مشوار كأنه بين العتبة والدقي كام؟ 150 قرش.. طارت الفلوس، ووصلنا البنسيون عليه ورقة مكتوبة من لهفة جورج أسرع يجري إلى الجرس وضع أصبعه عليه نسى أصبعه فلم يرحم الجرس، وقع خطوات على سلم داخلي.وانفتح الباب فإذا بعجوز ترطن

ماذا تقول يا جورج؟

ماذا تقول يا سمير؟

العجوز ترطن، لا نفهم حرفا وادعيت اني أفهم واخذت أترجم لجورج على مزاجي ولما يئست من أن نفهم أشارت إلى الورقة المكتوبة عليها تحذير ” لا توجد أماكن خالية”.

ذكريات بيروت

كنا في بيروت في ميدان الحمراء وفجأة توقفت عربة فارهة هبط منها شاب في منتهى الأناقة، عرفني قال أنه يتابع أفلامي وأنه معجب وأنه احتفالا بزيارتنا لبيروت يدعوني ومعي جورج لحضور حفل عيد ميلاده ومتى؟ غدا، وقال: غدا في السابعة مساء أمر عليكم وآخذكم في عربيتي، وعرفت منه أنه موظف كبير في مصنع ينتج ورق الحائط وقال أنه سيرسل عربة المصنع لنركبها ونطوف بها في أي مكان وأنه سيهدي 20 رول من الورق لكل منا.. اتفقنا.. اتفقنا؟

لم يكن جورج سعيدا بهذه الدعوة لأنه يفضل القيام بجولة في بيروت لكني أقنعته بأن مثل هذه الحفلة ستكون على مستوى يستحق أن نعطيه الوقت كله ويا جورج لابد نخلي عيد الميلاد ده فرح صحيح. وفي اليوم التالي استيقظنا في الرابعة بعد الظهر على رنين التليفون فإذا الشاب الأنيق يؤكد لنا الدعوة وفي السابعة مساء كنا في الحمراء ووصلت العربة الفارهة يقودها صاحبها الأنيق.

اتفضلوا…. وركبنا وانطقت السيارة، جورج يومها وصل وزنه 130 كيلو وبسبب الحفلة حرص على أن يكون في كامل أناقته فلبس البدلة كاملة، العربة تجري… والوقت يمضي.. نصف ساعة… ساعة.. أين نحن؟ قال الشاب نحن الآن فيما يماثل الصعيد عندكم. أي خطأ يعني.. وأشار بيده إلى رقبته.. يعني الدبح.

لا بأس فإن أمامنا سهرة رائعة

أخيرا وصلنا.. غريبة أنه زقاق.. وعشة مثل عشش الفراخ لا تزيد على مترين في متر،كل شئ فيها محشور، سرير ودولاب والستارة تخفي وراءها التواليت، ورجلان من عهد نوح، ثم أنا وجورج والشاب الذي لا يزال أنيقا..

ننتظر.. ربما

ثم وصلت الزوجة وهى لا تزال عروسة،ونظرت إلى جورج فإذا به ينظر إلى.. لا تستحق أن تكون عروسة ولا زوجة ولا حتى امرأة ولا حتى رجل…. يا ساتر لكن واحنا مالنا. وجاءت امرأة أخرى تجاوزت مرحلة أن تكون شمطاء لا يظهر شئ من وجهها، سمعها تقيل دخلت فقام الجميع، اتجهت إلى جورج وأراد جورج أن يظهر أنه مهذب فمد يده ليسلم عليها بحفاوة فلم تلتفت إليه، تركت يده في الفضاء وجلست بجوراه، وخطر لي أن أفتح الشباك فإذا به يخبط أحد العجوزين، رن في راسه ولم يتكلم.

إحنا فين؟ جورج غارق في عرقه بينما أحاول أن أفهم ولا أفهم فدأت أضحك!

ثم بدأ الإحتفال.. تورتة لا يزيد ثمنها عن 12 قرشا عليها 20 شمعة وهم حولها وكأنهم أرجوزات ثم طبق فيه ست قطع جاتوه، كل واحد حكموا عليه بقطعه كأنها قصدير، أما التبولة والخس فاختصوا بهما جورج.. الله يعينك والشمطاء الجالسة بجواره مثل المكنة استولت على التبولة تاخد كمية تضعها في ورق الخس وتدفعها إلى فم جورج وقبل أن يبلعها تلقمه الثانية وراءها الثالثة وجورح يكاد ينفجر ولكنه يبلع في تشنج كأنه يعضها، ثم قالوا نطفئ الشموع وصرخ جورج من الفرح وأطفأوا الشموع، وخرجنا.. أعادنا الشاب الأنيق إلى ميدان الحمراء، وما أن أنفرد جورج بي حتى هجم عليّ لينتقم وجريت وجرى ورائي وظل يجري.

 

####

 

محمد سليم شوشة يكتب:

القوة الناعمة لفن الإضحاك

يمثل الرحيل الجسدي للكوميديان القدير سمير غانم خسارة كبيرة للثقافة المصرية والإبداع والفن المصري، ذلك لأن الكوميديا هي الفن الأصعب والأكثر تعقيدا ولا يمكن تحصيله أو تحقيق وجوده اعتمادا بشكل خالص على المجهود والدراسة والتدريب، بل هو من الأمور المعقدة في إنتاجها وتعتمد على الموهبة بدرجة أكبر، التراجيديا يمكن تحقيقها بالتدريب والممارسة، لكن الكوميديا لا يمكن أن يكون هذا شأنها، فالتمارين والعلم والتدريب الفني يطورها فقط، لكنها لا توجد الكوميديا أو تقدر على خلقها، الكوميديان مسألة مرتبطة بالقبول وبروح الشخصية وطريقته في رؤية العالم والتعامل مع الوجود، الكوميديا تنبع بداية من العقل والروح ومن أعماق شخصية الكوميديان، والكلام المضحك الذي يلقيه ممثلان أو يؤديه اثنان من ممثلي الكوميديا لا يكون له الأثر نفسه أو القدرة ذاتها على الإضحاك.

لقد كان لسمير غانم سمت ثابت من بداية انطلاقه، وكان هو الركيزة الأساسية لثلاثي أضواء المسرح والمحور الأوسط بين زميليه جورج والضيف، لكنه بعد انتهاء الثلاثي ظل محافظا على دوره ووظيفته الكوميدية التي كان يدركها جيدا ويستوعب متطلباتها وكأنه قد درسها بشكل علمي حديث وعميق، ومع الأسف فإن النقد الفني لدينا ليس بالوعي والتطور الكافي الذي يمكن أن يساعدنا على إدراك قيمة الكوميديان أو يميز بين طرائق الكوميديا وتقنياتها وأساليبها، فلا يوجد لدينا النقد الذي يمكن أن يسهم في تنمية هذا الفن الذي هو في غاية الأهمية وله دور خطير في ظل الحديث عن سلطة الفن ونفوذه وتأثير القوة الناعمة.

لو كان لدينا نقد فني دقيق لتوقف طويلا مع الأدوات المساعدة التي كان سمير غانم يوظفها بعبقرية شديدة في فنه الكوميدي، ليؤسس من قبل انطلاق التصوير أو لحظة التمثيل على خشبة المسرح لكاريزما وروح الكوميديان، أول وأبرز هذه الأدوات كانت الملابس، فالفنان القدير الكوميديان العبقري يمكن أن يكون قد حقق رقما قياسيا بين ممثلي العالم كله وهو الخاص بالملابس، ذلك لأن سمير غانم من بعد ثلاثي أضواء المسرح هو الممثل الوحيد ربما في العالم الذي لن تجد مثيلا أو شبيها للملابس التي كان يظهر بها أمام جمهوره، فقد كان حريصا على أن تكون له تصميماته الخاصة وتفصيلاته التي ربما كان يضع تصورها بنفسه مع من يقومون بالتنفيذ، وفي تصوري أن ملابس سمير غانم لم تكن أمرا شخصيا أو مجرد هواية ذاتية وشخصية، بل هي جزء من مقتضيات تلك الروح المرحة التي كان حريصا عليها وكان يستوعب بدقة أنها وظيفته، فهو واحد من المتفردين بأسلوبه، ذلك لأنه حافظ على فكرة الإضحاك وإدخال البهجة، أدرك أن وظيفته هي أن يضحك الناس دون ابتذال أو انزلاق إلى قيم قيم غير موثوق بها، بل ظلت قدراته الإضحاكية المتفردة في الإطار العام للمجتمع المصري والعربي والقيم الإنسانية النبيلة، ولهذا فإننا ربما نكون في أمس الحاجة إلى دراسات معمقة عن فلسفة الإضحاك والكوميديا وتقنياتها الفنية وأنماطها، حتى يكون لدى فنانينا مثيل هذا الوعي الفطري الذي كان يتمتع به الفنان الراحل القدير سمير غانم، الذي هو خالد بفنه لأن مثله لا يموت.

إن جزءا كبيرا من قوة مصر كان بفعل دور سمير غانم، نفوذ مصر وتسللها ثقافيا إلى قلوب العرب من المحيط إلى الخليج وإلى قلوب غيرهم من الأمم كان بفعل الدور الكوميدي لسمير غانم ومن يناظرونه في القيمة والتأثير، ذلك لأن الإضحاك والفكاهة والكوميديا مطلب إنساني عام وثابت، بمعنى أنه يكون قابلا للترجمة ويظل محافظا على وظيفته وفاعليته، لأن الكوميديا تقوم على أنماط ثابتة من التقنيات مثل المفارقة والتلاعب بالمنطق والسخرية والتهكم والمحاكاة الساخرة وكلها أشياء شبه ثابتة والاختلاف فيها بين الثقافات طفيفة. ولهذا فإن نفوذ فن سمير غانم لا يمكن حصره في إطار الثقافة المصرية بل إنه يتسع جدا ويسهم في جعل مصر من الدول ذات الواجهة الإنسانية والراغبة في الحياة والمقبلة عليها، ذلك لأن الكوميديا مؤشر على المقاومة ومؤشر على الرغبة في الحياة عند الإنسان وقدرته على التعايش والاستمتاح بالوجود ومقاومة القبح والتشوه.

 

موقع "باب مصر" في

21.05.2021

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004