ملفات خاصة

 
 

«مالمو للسينما» ينطلق بـ40 فيلماً من 11 دولة عربية

أبرزها «حد الطار» السعودي و«غزة مونامور» الفلسطيني

بالم سبرينغز: محمد رُضا

مالمو للسينما العربية

الدورة الحادية عشرة

   
 
 
 
 
 
 

يواصل مهرجان مالمو للسينما العربية المقام حالياً وحتى يوم الأحد في الحادي عشر من هذا الشهر، أعماله جامعاً 40 فيلماً عربياً من 11 دولة منتجة بينها 15 طويلة و25 قصيرة. من بين هذه الأفلام 12 فيلماً طويلاً و17 فيلماً قصيراً في المسابقة. أما باقي الأفلام فستعرض في قسم «ليالي عربية». وكان المهرجان انطلق سنة 2011 برئاسة محمد قبلاوي متخذاً من المدينة السويدية مالمو مكاناً له. الحكومة السويدية ساعدت هذا المهرجان على النمو بدعمها المادي، بينما انصرف رئيس المهرجان وإدارته إلى تعزيزه عاماً بعد عام، حاصداً بعض المتوفر من الأفلام العربية الجيدة أو المثيرة للاهتمام على نحو أو آخر.

- حكايات لجوء

تشمل أفلام هذه الدورة على الفيلم السعودي الجديد «حد الطار» لعبد العزيز الشلاحي. مدته 92 دقيقة، يعرض فيها حكاية حي شعبي في قلب الرياض تقوم بطلته عدوى فهد بالغناء في الأعراس كوسيلة عيش ولتجنب الزواج ممن لا تحب.

وكان الفيلم شهد عروضه المحلية في المملكة في مطلع هذه السنة بنجاح كما سبق أن افتتح قسم «آفاق السينما العربية» في مهرجان القاهرة السينمائي الأخير في ديسمبر (كانون الأول) في العام الماضي لافتاً اهتمام النقاد والحاضرين.

في افتتاح الدورة الجديدة من مهرجان مالمو كان لا بد له أن يكون «الرجل الذي باع ظهره»، لما حققه هذا الفيلم التونسي الذي أخرجته كوثر بن هنية من نجاح منذ عروضه في سبتمبر (أيلول) الماضي خلال أيام مهرجان فينيسيا الإيطالي.

حكاية شاب سوري لاجئ إلى لبنان يتعرّف على فنّان بلجيكي يعده بمساعدته اللجوء إلى بلجيكا إذا رضي بتوقيع عقد استغلال ظهره للرسم عليه. يتشجع سام بعدما سبقته حبيبته رغم أنها تزوّجت من موظف في السفارة السورية في بروكسل على عكس ما وعدت به.

يوافق سام الذي سوف لن يخسر حبيبته فقط، بل سيخسر شعوره بالانتماء وسيجني بديلاً له شعوره بالمهانة. يوفر ذلك نظرة جديدة لموضوع اللجوء هرباً من وضع لآخر حافل بالمتناقضات والمضامين الأخلاقية والاجتماعية والعاطفية. ليس سهلاً قبول فرضية أن سام من السذاجة بحيث يترك نفسه عرضة لتجربة من هذا النوع لمجرد رغبته بالوجود قريباً من حبيبته مع علمه منذ البداية أمر زواجها من رجل آخر، لكن بن هنية تُغلف ما يبدو كثغرة بسرد جيّد وثري في عناصر تنفيذه.

تصوير رائع من كريستوفر عون وتوليف لا يهدر الوقت (لماري هلين دوزو) وموسيقى ذات مستوى عالمي من أمين بوحافة. تضع المخرجة ثقلها لضخ حياة جديدة في السينما التي تجمع الشرق والغرب معاً في حكاية واحدة. لا بد من الإشارة إلى أن شخصية الرسام تبدو مستوحاة من شخصية فنان بلجيكي فعلي هو فيم دلفوي قام برسم لوحته على ظهر رجل اسمه سام ستاينر. دلفوي لديه دور صغير هنا كموظف شركة تأمين.

فيلم آخر عن لجوء آخر نجده في فيلم وسام طانيوس «نحن من هناك». هذا فيلم تسجيلي حول شقيقين (هما ولدا عم المخرج) يتركان وطنهما إلى لبنان أولاً ثم إلى ألمانيا حيث يستقر كل منهما منفرداً عن الآخر.

ينتمي هذا الفيلم إلى نوع متكاثر يعمد فيه مخرجون إلى توثيق أقاربهم في أفلام تسجيلية. الناتج شيء مثل الفيلم العائلي الذي يتمحور دوماً حولها وحول العلاقة القائمة بين المخرج (ة) وبين الأقارب مثل الأب أو الأم أو الأخ أو ابن العم كما هو الحال هنا.

المشكلة هي أن ما يهم المخرج في هذا الإطار يفشل، في معظم هذه الأعمال، أن يهم سواه. القضية (إذا ما كانت هناك قضية) تختفي وراء عملية تصوير ذوي القربى ومشاكلهم المختلفة تبقى - غالباً مرّة أخرى - مسألة شخصية علاقتها الأمتن هي رغبة المخرج في تحقيق فيلم عن أقاربه وليس رغبة المُشاهد متابعة فيلم عن أقاربه.

«نحن من هناك» مثال واضح على ذلك. يتابع المخرج، في مراحل غير متوالية، سعي ولدي عمّه ترك سوريا والهجرة إلى الغرب. يمهّد في مقابلاته الأولى معهما لتأسيس الشخصيّتين الحالمتين بالهجرة ثم يقابلهما بعد وصولهما إلى لبنان، وبعد ذلك خلال رحلتهما إلى أوروبا من تركيا وبالقارب ثم تمر فترة ليست بالقصيرة قبل أن يلتقطهما في ألمانيا. هذا الوصف هنا هو أكثر سلاسة مما نراه على الشاشة. المقابلات لا تقول الكثير رغم تعددها، والمخرج حصر قضيّة فيلمه في إطار هذا المسعى لإنجاز فيلم عن شخصيّتيه. لا شيء آخر على جانبي الفيلم.

- بين بين

فيلمان يتناولان الشأن الفلسطيني يعرضهما المهرجان في إطار مسابقته لافتان من حيث تنوّع مضمونهما. المسألة الفلسطينية تسودهما لكن الجانب الإنساني هو ما يبني كل فيلم عليه إدراكاً بأن أحداً لا يريد فيلم قضايا وخطابات.

في «غزة مونامور» للأخوين عرب وطارزان ناصر نتعرّف على عيسى (سليم ضو) الذي يعيش وحيداً يعمل في صيد السمك ويبيعه. ذات يوم يعلق تمثال برونزي في شباكه. يخفيه في سيّارته. تداهم الشرطة الفلسطينية منزله وتكتشف التمثال فتسوقه إلى التحقيق. في الجانب الآخر من حياته هو واقع في حب خياطة وخجول في إبداء رغبته بالزواج منها.

يستوحي عرب وطارزان ناصر الشخصية الماثلة من أحداث يبدو أن والدهما عيسى ناصر مر بها. ما ينجح الفيلم فيه هو تأطير المشكلة الخاصة التي يعرضها ضمن حياة كل يوم الغزّاوية: «المسلمون المتشددون» من ناحية و«حماس» وقبضتها السلطوية من ناحية أخرى. عيش تحت جناح السُلطة من جانب وقذائف إسرائيلية تُلقى على القطاع من جانب آخر.

يبتعد الفيلم عن الإدلاء بخطاب سياسي وحسناً ما يفعل مكتفياً بمشاهد كاريكاتيرية لضابط يحقق في قضية تمثال لا قيمة له ولا يعرف عنه شيئاً لكنه يتصرف على أساس إثبات تهمة ما على مواطن بريء فقط في حال أن التمثال كان ثميناً أو أن وراء اكتشافه أمر خطير. الوحدة التي يعيشها عيسى تعكس وحدة أكبر في مجتمع خرج عن مسارات واعدة ودخل في زقاق من السعي للبقاء حيّاً. الجانب العاطفي رقيق وكل من سليم ضو في دور عيسى وهيام عبّاس (الخياطة) يجيدان حياكة مشاهدهما معاً.

للفيلم ضعف في المعالجة. لا هو واقعي كفاية ولا فانتازي كفاية ولا كوميدي كفاية أيضاً. بذلك لا يجتاز المسافة كاملة في أي اتجاه فيتوقف عند حد دون سقف الطموحات التي كان ينشدها.

بينما مثّل «غزة مونامور» فلسطين للأوسكار مثل الفيلم الثاني «200 متر» الأردن. كلاهما لم يدخل نطاق الترشيحات الرسمية لأفضل فيلم أجنبي.

يتطرّق «200 متر» إلى الموضوع الفلسطيني من زاوية غير مسبوقة. هناك مصطفى (علي سليمان) الذي يقطن بلدة بالقرب من طولكرم وزوجته وأولاده الذين يسكنون على بعد مرمى حجر داخل الكيان. كل ما في الأمر جدار يعزل قسمي المدينة ويحجز من هم في غرب فلسطين عمن هم في شرقها ولو كانوا من عائلة واحدة.

هناك 200 متر تفصل العائلة وفي كل ليلة يقوم مصطفى بالاتصال بزوجته وأولاده، طالباً دفء العلاقة ثم ينهي هذا التواصل بين الطرفين باستخدام ضوء البطارية في إشارات متفق عليها تعني «تصبحون على خير». عندما يصل نبأ تعرض ابنه الصغير لحادثة يبحث عن طريقة يدخل بها الجزء المحتل من دون تصريح، ويجد ذلك في رحلة طويلة يملؤها السيناريو، وعلى نحو يفتقر إلى ما هو أكثر من الحدث المعروض، بمشادات بين شركاء الزوج في هذه الرحلة.

الممثل الفلسطيني علي سليمان كان برهن، عربياً وعالمياً، عن جدارته منذ أن اكتشفه فيلم «الجنة الآن» لهاني أبو أسعد وقدّمه في عروض دولية. وهو هنا يؤكد قدرته على ترجمة مشاعره إنسانياً وإزكاء التوتر الذي يعايشه قلقاً على حالة ابنه كما بحسبان المخاطر التي يتعرض لها في تلك الرحلة.

 

الشرق الأوسط في

09.04.2021

 
 
 
 
 

في اليوم الثالث لمهرجان مالمو..

اختتام تقديم المشروعات واستمرار العروض والنقاشات

خالد محمود

يواصل مهرجان مالمو للسينما العربية، أنشطة دورته الـ11 والمقامة بين 6 و11 أبريل الجاري بمزيج بين الأنشطة الفعلية والافتراضية، حيث شهد اليوم الثالث للمهرجان، أمس الخميس، استمرار العروض والنقاشات والأنشطة المخصصة للصناعة.

ففي أيام مالمو لصناعة السينما، اختتم أصحاب المشروعات المتنافسة على برنامج المنح الذي يفوق مجموع جوائزه 115 ألف دولار، تقديم مشروعاتهم للجان التحكيم والجهات المشاركة، وذلك بعرض مشروعات الأفلام القصيرة في مرحلة التطوير والأفلام في مراحل ما بعد الإنتاج، مع استمرار جلسات التعارف مع الخبراء والمؤسسات المشاركة.

كما أقيمت جلسة نقاشية بعنوان "تصوير المرأة ودور الجندر في صناعة الأفلام" شارك خلالها، مجموعة من محترفات صناعة السينما العرب، وهن المخرجة مي مصري، والمنتجة ليندا مطاوعي، والمخرجة فيولا شفيق، ومديرة التسويق بريهان أبو زيد، أدارت الجلسة شارلوتا سبير مديرة معهد التعاون السويدي الشرق أوسطي والسفيرة السابقة للسويد في القاهرة.

فيما شهد برنامج الأفلام، عرض الفيلم اللبناني "تحت السماوات والأرض" للمخرج روي عريضة ضمن المسابقة الرسمية، والفيلم النسائي "أفلامهن" إخراج كل من تغريد أبو الحسن وميسون خالد وريم مجدي وآمنة نجار وفرح شاعر، بالإضافة إلى المجموعة الثانية من برنامج الأفلام القصيرة، وبرنامج خاص لأفلام قصيرة مصرية من تنظيم مؤسسة السينما العربية في السويد بالتعاون مع رد ستار فيلمز.

وتزامن مع أغلب العروض، مناقشات مع صناع الأفلام تم بثها عبر تقنيتي (زووم، وفيسبوك لايف)، وإتاحتهما للمشاهدة لاحقًا عبر منصة (ماف بلاي) الخاصة بالمهرجان.

هذا.. ويشهد اليوم الرابع، الجمعة - 9 أبريل، عرض 4 أفلام من مسابقة الأفلام الطويلة هي (غزة مون) آمور للأخوين الفلسطينيين عرب وطرزان ناصر، و(خريف التفاح)، للمغربي محمد مفتكر، و(الهربة) للتونسي غازي الزغبيني، و(جزائرهم) للجزائرية لينا سويلم، بالإضافة إلى الفيلم السعودي (أربعون عامًا وليلة) للمخرج محمد الهليل ضمن عروض قسم "ليال عربية".

ويضم برنامج أيام مالمو لصناعة السينما 4 جلسات رئيسية، أولها حلقة نقاشية بعنوان "استدامة المشهد الإنتاجي العالمي"، والثانية دراسة حالة لفيلم "الرجل الذي باع ظهره" كنموذج للإنتاج المشترك السويدي العربي، والثالثة حوار حول تجربة فيلم "أفلامهن" الذي أخرجته 5 مخرجات عربيات، ويختتم اليوم بدرس سينمائي يقدمه كاتب السيناريو المصري تامر حبيب.

 

الشروق المصرية في

09.04.2021

 
 
 
 
 

مهرجان مالمو للسينما العربية ينفتح على قضايا المهمشين

لمى طيارة

منذ اليوم الأول استطاع مهرجان مالمو أن يتقن تنظيم عروضه بشكل يسمح بإتاحة المشاهدة الرقمية لبعض الأفلام بشكل مجاني أو شبه رمزي.

لا تزال جائحة كورونا تفرض هيمنتها على جل التظاهرات الثقافية في العالم وباتت تشمل بلدانا لم يكن في حسبانها ذلك الحظر أو تلك الإجراءات حتى حلول العام 2021. وتأتي دورة مهرجان مالمو السويدي للفيلم العربي هذا العام، والتي اختارت موعدا جديدا لها من الـ6 إلى الـ11 من أبريل الجاري، لتكون دورة استثنائية من حيث التنظيم وطريقة العرض التي شملت حضورا رقميا إلى جانب العروض الحية.

مالمو (السويد)استطاع منظمو مهرجان مالمو للفيلم العربي في دورته الحادية عشرة تجاوز العقبة التي فرضتها ظروف كورونا على السويد للمرة الأولى منذ انتشار الجائحة، فتم تحويل الجزء الأكبر من المهرجان ليكون رقميا سواء من حيث العروض أو من حيث ورشات العمل والمناقشات اللاحقة للأفلام، بينما أبقى على الجزء الآخر منه ضمن قاعات السينما مع تطبيق للإجراءات الاحترازية اللازمة لضمان صحة مرتادي وزوار المهرجان.

وهي ليست المرة الأولى التي يتم فيها تنظيم فعالية بشكل رقمي منذ بداية الجائحة، فلقد سبق لمنصة الشارقة للأفلام أن بدأت تلك الظاهرة ولحقتها العديد من المنصات الأخرى.

واستطاع المهرجان أن يتقن تنظيم تلك العروض منذ اليوم الأول بشكل يسمح بإتاحة المشاهدة الرقمية لبعض الأفلام بشكل مجاني، وذلك لضيوف المهرجان سواء داخل أو خارج السويد من فنانين وإعلاميين ونقاد وغيرهم، وبشكل شبه رمزي لباقي الفئات من الجماهير الراغبة بحضور أفلام المسابقة الرسمية وغيرها من العروض، والبالغ عددها 40 فيلما ما بين روائي طويل وقصير، من 11 دولة عربية والمنتجة في معظمها ما بين العام الحالي 2021 والعام الماضي 2020 على أقصى تقدير.

وكان المهرجان قد أتاح رقميا مشاهدة أربعة أفلام روائية قصيرة في يومه الأول، وهي من الأفلام المشاركة في المسابقة الرسمية للمهرجان.

مخاوف مشتركة

"الهدية" يركز على المعاناة التي يقضيها الفلسطينيون على حواجز الاحتلال التي تخضع لمزاجية الموظف

يأتي الفيلم المصري “توك توك” (إنتاج 2021) وهو من تأليف وإخراج وتصوير ومونتاج محمد خضر، بينما شاركه في التأليف شريف عبدالهادي، كفيلم مستقل أول قام بإنتاجه محمد خضر نفسه من خلال الشركة التي أسّسها مؤخرا، وتدور أحداثه حول ولاء عبدالرحمن التي اضطرت للعمل على التوك التوك لتلبية احتياجات أسرتها المكونة من طفلين ووالدة مريضة وأخ عاجز، بعد أن فارقها مُعيلها، الزوج، هاربا في رحلات الموت غير الشرعية.

وعلى الرغم من أن أبطال الفيلم وهم إلهام وجدي وأشرف مهدي ومحمد خميس وعمر راشد وماريا جرجس من الوجوه الجديدة، إلاّ أن قدرتهم على تجسيد أدوارهم وخاصة بالنسبة إلى إلهام وجدي وأشرف مهدي الذي يلعب دور زوجها، تؤكّد على إدارة جيدة للممثل من قبل المخرج، ولقد سبق للفيلم أن شارك في العديد من المهرجانات العالمية وفازت بطلته بجائزة أفضل ممثلة من مهرجان فيينا لجوائز الأفلام الدولية.

ويبدو جليا أن المخرج قد استمد قصة فيلمه من المئات من القصص التي تدور حول “الغارمات” في مصر، واللاتي باتت حياتهن موضوعا هاما ليس فقط بالنسبة إلى الرأي العام وإنما لوسائل الإعلام التي تقوم يوميا بنشر إعلانات عنهن بهدف البحث عن تبرعات لتسديد غراماتهن وللإفراج عنهن.

وحاول المخرج عبر 25 دقيقة شرح قضية الغارمات منهيا فيلمه بحريق يدمّر آخر ما تمتلكه تلك السيدة من مصدر للرزق بعد غياب الزوج وموته.

وتقول ولاء عبدالرحمن شارحة قصتها “أنا ولاء عبدالرحمن حسين البالغة من العمر 35 عاما، اضطريت أشتري (اضطررت لشراء) توك توك لأصرف على عائلتي، ومضيت على نفسي 35 وصل أمانة كل وصل بألف جنيه، ومش عارفة هدفع (أسدّد) الدين إلي عليا إزّاي”.

ولا يكتفي المخرج بالفيلم ولا بالاستغاثة التي تظهر على لسان البطلة في نهايته، بل يوجه رسالته من منطلق المسؤولية الاجتماعية حول مصير الآلاف من “الغارمات” اللاتي يتشابهن مع تلك السيدة ومعاناتها، وهي نقطة إيجابية تحسب للفيلم، رغم أنها مباشرة جدا.

الفيلم الثاني بعنوان “البانو” (إنتاج 2020)، وهو فيلم تونسي من تأليف وإخراج أنيسة داوود، وتدور أحداثه حول العلاقة الاستثنائية التي ستجمع الطفل هادي بوالده عماد إثر مغادرة الوالدة لرحلة عمل اضطرارية، ورغم أن الفيلم يصوّر تلك العلاقة بطريقة إيجابية تحمل الكثير من الحب والخوف والهلع من المسؤولية، إلاّ أنه في الوقت عينه يكشف ماضيا مليئا بالرعب والعقد النفسية التي عاشها الأب عماد منذ مرحلة طفولته، حيث تربى في كنف العم أو ربما زوج الأم الذي كان قاسيا، كما تقول عمة الطفل هادي، الأمر الذي يحوّل تلك الأيام القليلة في الرعاية أشبه بكابوس بالنسبة إلى الوالد، فيخاف على ابنه ويعجز عن تلبية أبسط حاجياته الصغيرة حتى ولو كان الاستحمام على سبيل المثال. والفيلم الذي سبق له أن شارك في مهرجان الجونة السينمائي في العام 2020، من بطولة كل من محمد الداهش وسامي خليفي.

الاحتلال برؤى مغايرة

أما الفيلم الثالث فهو فيلم قادم من فلسطين المحتلة بعنوان “الهدية” في 24 دقيقة من بطولة كل من صالح البكري ومريم كامل باشا ومريم كنج ومن إخراج المخرجة البريطانية الفلسطينية فرح النابلسي، وهو واحد من الأفلام الخمسة التي وصلت للقائمة القصيرة لجائزة أوسكار أفضل فيلم روائي قصير.

والفيلم الذي كتبته المخرجة بالشراكة مع السينمائية الفلسطينية هند شوفاني وتم تصويره فعليا في فلسطين، وسبق أن حصل على العديد من الجوائز، تدور أحداثه كاملة في يوم واحد وهو اليوم الذي يقرّر فيه يوسف المقيم في الضفة الغربية ويلعب دوره صالح البكري أن يذهب برفقة ابنته الطفلة مريم كنج ليشتري لزوجته ثلاجة كهدية، تلعب دور الزوجة مريم باشا، الأمر الذي سيضطره لعبور حاجز إسرائيلي قرب مدينة بيت لحم.

ويركّز الفيلم في مجمله على المعاناة التي يقضيها الفلسطينيون على تلك الحواجز التي تخضع لمزاجية الموظف ورغبته في التعاون من عدمه، وهو فيلم يتشابه ويتلامس إلى حد كبير مع الفكرة الرئيسية للفيلم الفلسطيني “200 متر”، والتي ترتبط بصعوبة الانتقال من منطقة إلى أخرى ضمن فلسطين المتقطعة الأوصال المليئة بالحواجز.

ولكن الفيلم رغم قساوته من حيث المضمون والفكرة، إلاّ أنه يبدو شاعريا، خاصة في علاقة الطفلة بوالدها وردة فعلها الذكية والمفاجئة تجاه حواجز الاحتلال.

"الخمار الأسود" يسرد قصة شابة عراقية تعيش في الموصل، يتم إجبارها على الزواج من أحد عناصر داعش، فتخير الهرب

وهو أيضا فيلم مقتبس كما سبق وصرّحت المخرجة من قصة حقيقية لرجل يعيش في الخليل، لكنه حقيقة يبدو وكأنه يسكن أو يقيم في الشارع أو على الطريق على اعتبار أن أحد الحواجز يبعد عن منزله 80 مترا فقط.

أما الفيلم الروائي القصير الرابع والذي أُتيحت مشاهدته عبر الفضاء الرقمي، فهو بعنوان “الخمار الأسود” من إنتاج قطري، ولكن أحداثه تدور في العراق، من بطولة سناء الحبيب وأحمد النواف التميمي ومن تأليف وإخراج أيه جيه أل تاني.

وتدور قصته حول المشكلة التي باتت أزلية في المناطق التي يسيطر ويتحكم فيها داعش، والظلم المطبق على النساء سواء المقيمات في تلك المناطق أو المخطوفات بهدف الزواج، فريم الشابة العراقية التي تعيش في الموصل يتم إجبارها كما العشرات من الشابات على الزواج من أحد عناصر داعش، ولكنها تخطّط للهرب من منزلها بحثا عن أسرتها، وذلك في منتصف ليلة بمساعدة أحمد الذي يعمل سائق سيارة أجرة.

ولكن تلك المغامرة ستكون محفوفة بالمخاطر، فالعديد من الحواجز ستصادف تلك الرحلة التي ستودي بحياة السائق، بينما تنجو ريم وتلتحق بالعشرات من النساء الهاربات الناجيات.

كاتبة سورية

 

العرب اللندنية في

10.04.2021

 
 
 
 
 

مالمو للسينما العربية

اختتام تقديم المشروعات واستمرار العروض والنقاشات وعروض

البلاد/ مسافات

يواصل مهرجان مالمو للسينما العربية أنشطة دورته الحادية عشر والمقامة بين 6 و11 أبريل الجاري بمزيج بين الأنشطة الفعلية والافتراضية. حيث شهد اليوم الثالث للمهرجان، الخميس 8 أبريل، استمرار العروض والنقاشات والأنشطة المخصصة للصناعة.

ففي أيام مالمو لصناعة السينما، اختتم أصحاب المشروعات المتنافسة على برنامج المنح الذي يفوق مجموع جوائزه 115 ألف دولار تقديم مشروعاتهم للجان التحكيم والجهات المشاركة، وذلك بعرض مشروعات الأفلام القصيرة في مرحلة التطوير والأفلام في مراحل ما بعد الإنتاج، مع استمرار جلسات التعارف مع الخبراء والمؤسسات المشاركة.

كذلك أقيمت جلسة نقاشية بعنوان "تصوير المرأة ودور الجندر في صناعة الأفلام" شارك فيها مجموعة من محترفات صناعة السينما العرب، وهن المخرجة مي مصري، المنتجة ليندا مطاوعي، المخرجة فيولا شفيق ومديرة التسويق بريهان أبو زيد، أدارت الجلسة شارلوتا سبير مديرة معهد التعاون السويدي الشرق أوسطي والسفيرة السابقة للسويد في القاهرة.

أما برنامج الأفلام فقد شهد عرض الفيلم اللبناني "تحت السماوات والأرض" للمخرج روي عريضة ضمن المسابقة الرسمية، الفيلم النسائي "أفلامهن" إخراج كل من تغريد أبو الحسن وميسون خالد وريم مجدي وآمنة نجار وفرح شاعر، بالإضافة للمجموعة الثانية من برنامج الأفلام القصيرة، وبرنامج خاص لأفلام قصيرة مصرية من تنظيم مؤسسة السينما العربية في السويد بالتعاون مع رد ستار فيلمز. وتزامن مع أغلب العروض مناقشات مع صناع الأفلام تم بثها عبر تقنيتي زووم وفيس بوك لايف، وإتاحتهما للمشاهدة لاحقًا عبر منصة (ماف بلاي) الخاصة بالمهرجان.

هذا ويشهد اليوم الرابع، الجمعة 9 أبريل، عرض أربعة أفلام من مسابقة الأفلام الطويلة هي "غزة مون آمور" للأخوين الفلسطينيين عرب وطرزان ناصر، "خريف التفاح" للمغربي محمد مفتكر، "الهربة" للتونسي غازي الزغبيني، و"جزائرهم" للجزائرية لينا سويلم، بالإضافة للفيلم السعودي "أربعون عامًا وليلة" للمخرج محمد الهليل ضمن عروض قسم "ليال عربية".

ويضم برنامج أيام مالمو لصناعة السينما أربعة جلسات رئيسية، أولها حلقة نقاشية بعنوان "استدامة المشهد الإنتاجي العالمي"، وثانيها دراسة حالة لفيلم "الرجل الذي باع ظهره" كنموذج للإنتاج المشترك السويدي العربي، والثالثة حوار حول تجربة فيلم "أفلامهن" الذي أخرجته خمس مخرجات عربيات، ويختتم اليوم بدرس سينمائي يقدمه كاتب السيناريو المصري تامر حبيب​.

اليوم الرابع لمهرجان مالمو للسينما العربية

في اليوم الرابع لمهرجان مالمو الحادي عشر للسينما العربية، الجمعة 9 أبريل، كانت الجلسات النقاشية المثمرة وعروض مسابقة الأفلام الطويلة هي العناوين الأبرز لفعاليات اليوم.

أيام مالمو لصناعة السينما، برنامج المهرجان المخصص لمحترفي الصناعة، استضاف خلال اليوم ثلاثة نقاشات ثرية قامت بتغطية جوانب متنوعة من الصناعة، حيث بدأت بحلقة نقاشية بعنوان "استدامة المشهد الإنتاجي العالمي"، تلاها جلسة دراسة حالة حول فيلم افتتاح المهرجان "الرجل الذي باع ظهره" كنموذج للإنتاج المشترك السويدي العربي، شارك فيها منتجو الفيلم التونسيان نديم شيخ روحه وحبيب عطية والسويدي أندرياس روكسين. أما الجلسة الثالثة فكانت نقاش إلكتروني حول تجربة صناعة الفيلم النسائي "أفلامهن" الذي أخرجته خمس مخرجات عربيات من خمس دول مختلفة.

أما برنامج الأفلام فشهد عرض أربعة أفلام تتنافس في مسابقة الأفلام الطويلة، هي "غزة مون آمور" للأخوين الفلسطينيين عرب وطرزان ناصر، "خريف التفاح" للمغربي محمد مفتكر، "الهربة" للتونسي غازي الزغبيني، و"جزائرهم" للجزائرية لينا سويلم، بالإضافة للفيلم السعودي "أربعون عامًا وليلة" للمخرج محمد الهليل ضمن عروض قسم "ليال عربية". تزامن مع أغلب العروض نقاشات إلكترونية أقيمت مع صناع الفيلم عبر تقنيتي زووم وفيس بوك لايف، وإتاحتهما للمشاهدة لاحقًا عبر منصة ( ماف بلاي ) الخاصة بالمهرجان.

هذا ويشهد خامس أيام المهرجان، السبت 10 أبريل، اختتام فعاليات أيام مالمو لصناعة السينما، بالإعلان عن المشروعات الفائزة بمنح الدعم التي يفوق مجموع جوائزها 115 ألف دولار. يسبق توزيع الجوائز أربع جلسات نقاشية، تبدأ بدرس سينمائي حول كتابة السيناريو يلقيه المؤلف المصري تامر حبيب و تحاوره النجمة منى زكي أحد أبرز الممثلات في السينما العربية.

الجلسة الثانية ستدور حول السينما السودانية ونجاحها البارز خلال السنوات الأخيرة، وسيكون النقاش الثالث بعنوان "السينما العربية أكثر خضارًا: كوستا برافا"، قبل أن تختتم نقاشات أيام  مالمو السينمائية بدرس سينمائي تلقيه كاتبة السيناريو المصرية البارزة مريم نعوم ويحاورها الناقد السينمائي أحمد شوقي.

ويشهد برنامج الأفلام عرض خمسة من أفلام مسابقة الأفلام الطويلة وهي: "في زاوية أمي" للمغربية أسماء المدير، "حد الطار" للسعودي عبد العزيز الشلاحي، "المدسطنسي" للتونسي حمزة عوني، "حظر تجول" للمصري أمير رمسيس، وإعادة فيلم الافتتاح "الرجل الذي باع ظهره" للتونسية كوثر بن هنية، بالإضافة لعرض المجموعة الثالثة من مسابقة الأفلام القصيرة.

 

البلاد البحرينية في

10.04.2021

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004