ملفات خاصة

 
 
 

أوراق برلين السينمائي (2):

عن فيلم إسمه “سعاد

أمير العمري

برلين السينمائي الدولي

الدورة الحادية والسبعون

   
 
 
 
 
 
 

لم أصدق عيني أن ما شاهدته يمكن أن يكون فيلما مصريا أنتج أو عرض في 2021 أي أنه نتاج لسينما عظيمة يعود تاريخها إلى أكثر من قرن، أنتجت عشرات التحف الفنية، وعرفت أجيالا بعد أجيال من المخرجين والمصورين وكتاب السيناريو والممثلين. أن ينتهي بها الحال إلى هذا التراجع المخيف على جميع المستويات، بدعوى أن هذه هي “السينما المستقلة” فهو لأمر شديد الإحباط والحسرة حقا.

لم أكن أتمنى أبدا أن أضطر لأن اكتب ما أكتبه عن فيلم “سعاد” للمخرجة المصرية أيتن أمين، لأن أيتن نفسها أثبتت في فيلمها المتوسط الطول “راجلها” (2006) أنها تمتلك حسا سينمائيا متميزا، وقد مدت تجربتها الأولى على استقامتها من خلال شكل أكثر احترافية في فيلمها الروائي الطويل “فيلا 69”. لذلك لم يكن من المتصور أنها ستأتي اليوم وبعد أن حصلت على دعم وتمويل جهات كثيرة، لتخرج لنا هذا العمل الشاحب، البدائي، المترهل الذي لا يضيف شيئا، لا إلى أيتن أمين نفسها، ولا إلى السينما المصرية، بل على العكس، يسحب من رصيد هذه السينما ويجعل المرء يشعر بالخجل وهو يقارن بينه وبين عشرات الأفلام التي تأتينا من الشرق والغرب.

ليس مهما أن فيلم “سعاد” كان ضمن البرنامج الرسمي لمهرجان كان الملغي في العام الماضي ولا يهمنا كثيرا أن يكوم الفيلم قد أدرج ضمن عروض برنامج “بانوراما” بالدورة الحالية من مهرجان برلين السينمائي، فهذا المهرجان الأخير تحديدا يبدو أنه شبه متخصص في رفض جميع الأفلام المصرية (الاحترافية) ذات التقنية العالية، والترحيب بكل الأعمال البدائية التي تفتقر إلى أي قدر من الاحترافية وتعود بفكرة السينما إلى الوراء. وليتها تعود الى ماضي السينما المصرية نفسها، إلى عصر “البوسطجي” و”الحرام” و”شيء من الخوف” و”الاختيار” و”الرجل الذي فقد ظله” .. وغيره، بل إلى سينما الهواة والمبتدئين التي يكفي لصنعها أن يحمل أي شخص في يده كاميرا رقمية صغيرة يتحرك بها كيفما اتفق، ويصور من غير إضاءة، ومن دون أي ترتيب أو حرص على أي تكوين من التكوينات الفنية، يدخل بالكاميرا إلى مكان لا يعرفه ويخرج منه كما دخل، من دون أن نعرف لماذا.. وإن كان ليس هذا هو المهم.

إن أصل وأساس أي فيلم سينمائي جيد يقوم أولا على السيناريو. في فيلم “سعاد” يبدو أن مخرجته دخلت إلى التصوير من غير سيناريو واضح ولا فكرة واضحة عما تريد تصويره، فهو فيلم يمكن أن يقال في أقل الكلمات قسوة، أنه عمل “عشوائي”، أي يسير كيفما اتفق، دون هدف ما سوى تصوير جو عام في سياق شديد الاضطراب والفوضى، بل ويبدو أن المخرجة تبدأ شيئا ثم تنسى أن تتابعه، تهيئنا لاستقبال مفاجأة ما، ثم لا تحدث هذه المفاجا’ة التي كان من المنتظر أن تحدث الساعة السابعة مساء (!!) وعندما تكشف في النهاية عما في جعبتها من مفاجأة يتووقعها المتفرج، لا يسفر الأمر عن شيء. وفيلمها يبدو كفيلم قصير لا يزيد عن 10 دقائق، تم نفخه وتضخيمه في محاولة يائسة لاكسابه ملامح الفيلم الروائي الطويل.

ينقسم الفيلم حسب اختيار مخرجته، وكاتب السيناريو طبعا، محمود عزت، إلى ثلاثة أقسام، يحمل كل قسم اسم شخصية من الشخصيات. والقسم الأول مخصص لفتاة تدعى “سعاد” هي التي يحمل الفيلم اسمها، بينما كان الأصح أن يحمل الفيلم عنوان “سعاد ورباب وأحمد”، فسعاد تحديدا سرعان ما تختفي من الفيلم بموت غامض، لا نعرف ما إذا كان حادثا قدريا أم انتحارا. وهي تنتمي مع شقيقتها وصديقاتها اللاتي يظهرن في الفيلم في مشاهد عشوائية تتصف بالطول المفرط، يرددن حوارات فارغة لا معنى لها، إلى الشريحة السفلى من الطبقة الوسطى. سعاد مثل أبناء طبقتها محجبة. وهي طالبة في كلية الطب. تنتظر نتيجة الامتحانات قبل أن تبدأ إجازة الصيف. وهي تقيم مع شقيقتها “رباب” (16 سنة) ووالدها الذي لا يتكلم كثيرا، وأمها المشغولة بتدبير أمورالحياة اليومية مثل أي ربة بيت من تلك الطبقة التي تعاني وتعيش بالكاد (مستورة).

الوصف الخارجي هو أساس الفيلم، فالمقصود أن نرى كيف أصبح الهاتف المحمول ووسائل التواصل الاجتماعي مثل الفيسبوك وانستجرام وغيرها، هي محور حياة الفتيات المراهقات، اللاتي يحلمن بالحب وبالحبيب الذي تترك نفسها معه لكي تفرغ طاقتها العاطفية والجنسية، وهو ما لا يتحقق بالطبع، بل يظل الأمر محصورا في نطاق التشات وتبادل الصور ومكالمات التليفون، واللهو مع الصديقات، ومع ذلك تشعر سعاد بالغيرة بسبب اتجاه حبيبها “أحمد” لمعرفة فتاة أخرى ينشر صورتها وتراها هي عبر “الفيسبوك” وإن لم يكن هذا سببا كافيا بالطبع لأن تنهي حياتها بالانتحار!

في البداية نشاهد “سعاد” وهي تقص على رفيقاتها في وسائل المواصلات الرخيصة، قصصا وحكايات مختلقة كاذبة عن علاقته بخطيبها، وتخترع لنفسها ولهذا الخطيب المجهول، شخصية وملامح لا وجود لها. فهي إذن تعيش في الوهم المختلق لذلك فعندما تصنع علاقة حب مع شاب على وسائل التواصل تعيش هي وحدها في الدور بينما الطرف الآخر لا يشعر بها أو لا يكترث. والفكرة هي كيف أن قيود الطبقة والعادات والتقاليد المتزمتة بل والأسرة، تضغط على “سعاد” وتحرمها من حريتها كامرأة تتطلع إلى ممارسة الحب.

من وصف تفاصيل الحياة الفارغة للفتيات المراهقات في الأحياء الشعبية، إلى وصف بعض العادات والتقاليد مثل ما يحدث بعد الموت، من تقاليد العزاء، الصلاة، وكيف تبدو خالة سعاد ورباب متشددة، وهو ما يصبح هدفا لسخرية سعاد قبل وفاتها، ثم “رباب” شقيقة سعاد التي تصغرها ، فهي في السادسة عشرة من عمرها، التي تقطع رحلة من الزقازيق الى الإسكندرية بعد ذلك، من أجل أن تقابل “أحمد” صديق شقيقتها الراحلة سعاد، من دون أن نعرف الهدف من هذه الرحلة التي تستغرق المساحة الأكبر من الفيلم، إلى أن ينتهي الفيلم نهاية مفاجئة مقطوعة، شأن الكثير من المشاهد التي تبترها المخرجة فجأة قبل أن يفهم المشاهد علاقتها بالسياق العام مثل ذلك المشهد الهزيل لمجموعة من الأشخاصي البالغين في شقة أهل الفتاة التي يحبها “أحمد” ورجل (يقوم بدوره المخرج المنتج شريف مندور) يتحدث في عصبية وتوتر ويعيد ويكرر ويزيد “أنهم” (لا نعرف من هم!) يريدونه أن يبيع بيته ويشتري “شاليه” في قرية من القرى السياحية تقع قرب الحدود الليبية، وهو يصر ويؤكد أنه لن يفعل مهما حدث. فما علاقة هذا المشهد الطويل المليء بالثرثرة بموضوع الفيلم، وما شأننا نحن به.

في احد المشاهد يعجز المرء عن فهم ما يقال من خارج الصورة بسبب رداءة الصوت، بل ولا تقتصر الرداءة على شريط الصوت الذي يعلو ويهبط ويكاد ينعدم، بل في الصورة أيضا، التي كثيرا ما تبدو غائمة، قاتمة، مزعجة للعين، فاقدة الإضاءة المناسبة، مع كاميرا مهتزةتتأرجح يمينا ويسارا ثم تجري وترتجف بحيث يصبح من المستحيل رؤية صورة واضحة أو معرفة لماذا يتحرك المصور هكذا تلك الحركات العصبية طوال الوقت. ولكن سيقال لنا بالطبع: هذه هي السينما المستقلة، السينما الواقعية التي تعتمد على الكاميرا الحرة والتصوير في الأماكن الحقيقة، داخل الشقق الشعبية والحواري والأزقة، وأن القبح الموجود في الصورة هو قبح الواقع.. وهي أقوال محفوظة لم تعد ذات مصداقية حاليا فالسينما قطعت مسيرة طويلة سواء في التقدم التكنولوجي والتقنيات السينمائية أو في طريقة الحي وأسلوب التصوير، وأصبح صنع الأفلام على طريقة “روما مدينة مفتوحة” غير ذي ميزة.

لا أعرف لماذا نريد ان نثبت للعالم طوال الوقت، أن القبح ميزة، وغياب  الاتقان الاحترافي في التصوير والتمثيل والإخراج، من ضمن خصائص السينما المستقلة، وأننا هكذا نكون متميزين” ومختلفين عن السينما الأوروبية التي يجب أن نتعلم منها ومن أفلامها. فإذا غاب السيناريو المتماسك المتين، والإخراج الذي يعرف كيف ينتقل بين المشاهد والمواقف المختلفة ويجعل كل مشهد يضيف إلى ما قبله، وانعدم وجود ممثلين يتمتون بأي قدر من الجاذبية أو الموهبة والكفاءة. ومع كل هذا “الفقر” اين هذبت أموال التمويل التي جاءت من جهات إنتاجية متعددة، ولماذا لن تظهر على الشاشة!

صحيح أن هناك جرأة في اقتحام الأماكن والتصوير في الشوارع ولكن ما الجديد، وخصوصا أن السياق نفسه فارغ تماما، وأن الممثلين الذين تسير معهم الكاميرا مسافات طويلة، لا يعرفون كيف ينطقون الكلمات، مع غلبة طابع الارتجال في الحوار بحيث يصبح في معظم الأحوال، متناقضا مع بعضه أو بلا أي معنى على الإطلاق، بل إن رحلة “رباب” للتعرف على أحمد التي بدت أولا كما لو أنها ترغب في الاحلال محل شقيقتها في إقامة علاقة معه، أو حتى رغبة في الانتقام منه، انتهت الى لا شيء على الإطلاق. هل جاءت وقضت الليلة في شقته، لكي ترسل اليه في نهاية المطاف، أغنية مسجلة على تليفون شقيقتها الراحلة؟!

إن مقارنة فيلم “سعاد” مع أي فيلم احترافي أوروبي، أو حتى مع فيلم مصري آخر بديع وبسيط مثل “خارج الخدمة” أو “أخضر يابس”، ستجعلنا نضع “سعاد” على الفور، في خانة سينما الهواة المبتدئين الذين يتعلمون إمساك الكاميرا ويرتجلون أشياء لا تحمل من المعنى الكثير، ينفخون فيها لتعبئة فيلم طويل عل الشاشة لا تتولد عن مشاهدته متعة، ولا تنتج عنه فلسفة أو إثارة أو جماليات خاصة جديدة. لكن سيوجد بطبيعة الحال، من جماعة “الفيمينزم” المصري الذين سيجدون في هذا الفيلم ما لا يجده غيرهم، ويستخرجون منه كل ما هو غير موجود فيه. وهي كارثة أخرى لا تؤدي سوى إلى إعادة إنتاج هذا النوع من السينما المصرية لنفسه طول الوقت!

 

موقع "عين على السينما" في

02.03.2021

 
 
 
 
 

ينافس في المسابقة الرسمية في الدورة 71 من مهرجان برلين السينمائي

دفاتر مايا.. الحرب الأهلية.. وجع يورث

علا الشيخ

كل شيء تغير بعد كوفيد 19.. هذه حقيقة لا تحتاج الى تأكيد.. وكل ظرف يمر تعي مدى فداحة الوضع الذي يعيشه العالم والتحديات التي يحاول أن يحقق نجاحات من خلالها، وفي حضرة عالم السينما المرتبط بالمهرجانات، التي يعتبر فيها طقس المشاهدة أمر مقدس، تغير المشهد كليا، حتى مع المهرجانات التي قررت إقامة دوراتها مثل مهرجان فينيسيا والجونة والقاهرة، لكن ثمة شيء ينقص دائما، والذي يرتبط بمشهدية الارتياح الجماهيري تجاه شاشة العرض الكبيرة ووضع الكمامات طوال وقت العرض، لكن هذا لا يذكر أمام الشاشة الكبيرة التي تحولت حاليا إلى صغيرة وحتى إلى أجهزة الهواتف النقالة، وهذا تماما ما يحدث حاليا في الدورة 71 من مهرجان برلين السينمائي الذي وبسبب الجائحة قرر إقامة دورته عبر الأون لاين مع 15 فيلما في مسابقته الرسمية وهو العدد الأقل قياسا بدورات فائتة لكنه يحمل أسماء صناع أفلام مهمة، ومن ضمن هذه الأفلام وبعد غياب ثلاثة عقود تشارك لبنان بالمسابقة الرسمية في هذه الدورة عبر فيلم «دفاتر مايا» للمخرجين جوانا حاجي توما وخليل جريج وهو الفيلم الذي سنبدأ في الحديث عنه ضمن مجموعة الأفلام الأولى في المسابقة الرسمية، التي تم بثها عبر الأون لاين، إلى جانب الفيلم الألماني «أنا رجلك» للمخرجة ماريا شرادير، وفيلم المخرج هانج سانجو «تقديم» من كوريا الجنوبية.

يراهن فيلم «دفاتر مايا» للمخرجين الزوجين جوانا حاجي توما وخليل جريج على الدب الذهبي في الدورة 71 من مهرجان برلين السينمائي، ضمن 15 فيلما من أنحاء العالم، وهذا الحضور العربي لا شك أنه مهم، خصوصاً بعد غياب السينما اللبنانية في المنافسة على هذه الفئة لما يقرب 39 عاما بعد فيلم المخرج برهان علوية «بيروت اللقاء»، وما يجمع بين الفيلمين هو موضوع الحرب الأهلية، التي ما زالت تدغدغ مشاعر صناع الأفلام في لبنان لأن جرحها لم يلتئم بعد، والبلاد لم تتعافَ إلى اللحظة.

في «دفاتر مايا» ثمة تجسيد للحرب بشكل مغاير، قرر فيه صناعه أن يحولوه إلى صندوق بيد ساعي بريد يطرق باب بيت محاط بالثلوج في مونتيريال في كندا، بياض الثلج في الخارج لا يشبه كمية الوجع المتشح دائماً باللون الأسود.

ستتعرف في هذا الفيلم إلى مايا وهي أم لفتاة اسمها اليكس، ووالدتها التي تعيش في نفس المنطقة وتزورهما من حين لآخر، والتي تكرر دائما عبارة «تركنا كل شيء وحاولت طول الوقت انسيها، طول الوقت بطبخ وبغسل»، هذه الكلمات التي تخاطب بها حفيدتها التي لا تتقن العربية، وكأن مايا قصدت ذلك، فصحيح أن الصندوق الذي وصل والذي حاولت الجدة إخفاءه، يحمل العديد من الذكريات وبالتفاصيل المؤلمة التي كانت ترسلها مايا وهي مراهقة إلى صديقتها ليزا وتتحدث فيها عن يومياتها في الحرب، لكن ثمة صندوق لا يمكن الوصول إليه وهو الذي يعشعش في الذاكرة، وهذه هي الحكاية.

فضول اليكس (الابنة و الحفيدة) تجاه الصندوق جعلها تتسلل إلى المخزن، هذا الفضول له علاقة بأنها تحاول معرفة أمها بشكل أكبر فهي تشعر دائما أن ثمة حزنا في عيون والدتها لم تعرف سببه أبدا، لكن عملية التلصص التي تحدث خلسة عن والدتها تحول مجريات الفيلم إلى منحى آخر، لتجعلك كمتلقي وكأنك تشاهد فيلما داخل فيلم مصنوع من خلال التطبيقات الذكية في الهواتف، فأليكس قررت تحريك الصور العديدة في الصندوق وتحويلها إلى صور متحركة تضفي عليها المؤثرات التي تسمعها من خلال أشرطة كاسيت قديمة شغلتها عبر جهاز ألعاب أطفال، وهذا الشكل التقني، تم استخدامه كثيرا في السينما وتحديدا الإيطالية، التي ترتبط دائما بآلية تحويل البوم صور إلى فيلم متحرك، ولكن بموضوع الحرب الأهلية فهذه التقنية ضرورة؛ لأنها مختلفة عن الفلاش باك الذي يستخدم أكثر في مثل هذا النوع من الحكايات، وصناع الفيلم أرادوا عمليا أن يبرزوا اليكس كفتاة من الجيل الحديث المرتبطة ارتباطا وثيقا مع هاتفها، وعملوا على توظيف هذا الهاتف بالاتساق مع عقلية الجيل الحديث، وهي طريقة تحسب للمخرجين.

ستعرف اليكس الفرق بين جدها مدير المدرسة الذي فقد ابنه (خالها) في تلك الحرب والذي يصر على مدنية الدولة ويحاول أن يزرع ذلك في عقل طلاب المدرسة، وبين حبيب أمها السابق رجا الشاب الذي إذا أراد أن يحتفي يحمل سلاحه ويطلق الأعيرة النارية، ستدرك اليكس أن الحب الذي جمع بين مايا ورجا لم يثنه عن دخول الحرب.

تفاصيل كثيرة في هذا الفيلم، الذي من غير المنصف الحديث عنها لإعطاء فرصة لمشاهدته عندما ينتهي من جولة المهرجانات، والأهمية فيه بالجزء الذي يفصل بين المشاهد الأولى والمشاهد النهائية، لكن من المنصف الإشادة بأداء الممثلة منال عيسى التي لعبت دور مايا وهي مراهقة، هذه الممثلة استطاعت أن تتصدر المشهد بأدائها المدروس والمتسق مع إدارة صناع العمل للممثلين، الذي ينم عن موهبتها، مقارنة بباقي فريق التمثيل، عملياً هي التي حققت التوازن المرجو بما يتعلق بالتمثيل.

هل يستحق الفيلم الدخول في المنافسة على الدب الذهبي؟... نعم يستحق.

 

####

 

فيلم سعودي في مهرجان برلين السينمائي الدولي

خالد الخالدي (تبوك) alkhaldi146@

أطلقت شركة مانجا للإنتاج، التابعة لمؤسسة محمد بن سلمان (مسك) الخيرية، الفيديو الترويجي لأول فيلم أنيمي سعودي ياباني يحمل اسم «الرحلة» The Journey، بالتزامن مع مهرجان برلين السينمائي الدولي العريق في ألمانيا.

وسيكون هذا الفيلم أول فيلم سعودي سينمائي بتقنية 4DX التي تحاكي مؤثرات وظروف العالم الحقيقي.

وسيتم طرح الفيلم الذي بلغ حالياً مرحلة ما بعد الإنتاج في دور السينما في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في صيف 2021.

وقال الرئيس التنفيذي للشركة الدكتور عصام بخاري: سيقدم فيلم «الرحلة» للمشاهد تجربة مميزة وفريدة من نوعها، إذ تم إخراج وإنتاج الفيلم بجودة عالية من قبل فريق متخصص من الخبراء في اليابان والمواهب السعودية.

وأضاف: سعداء بأنه سيعرض على مستوى المنطقة وأيضاً عالمياً لنصدر ثقافتنا السعودية وقصصنا التاريخية من شبه الجزيرة العربية، وسيكون «الرحلة» البداية لانطلاقة مانجا للإنتاج في دور السينما في الشرق الأوسط والعالم بعدد من الأفلام السينمائية القادمة.

 

عكاظ السعودية في

02.03.2021

 
 
 
 
 

مهرجان برلين افتراضياً: غياب أميركي ولبنان يمثل العرب

لا حفل افتتاح ولا نجوم ولا لقاءات وأفلام يجب أن تخرج إلى الضوء

هوفيك حبشيان

قبل الزمن الكوفيدي، كان مهرجان برلين الملتقى الشهير للسينمائيين والجمهور في عاصمة ألمانيا التي أصبحت واحدة من أكثر الأماكن فنّاً وثقافةً في العالم بعد سقوط جدارها. في البرد القارس الذي قد يصل إلى 15 ما دون الصفر، وتحت الثلوج أحياناً، كان المجتمع السينمائي يجد ضالته في أحدث الأفلام الآتية من دول العالم أجمع، خصوصاً من مناطق غير معروفة سينمائياً. مهرجان برلين هو الحدث الثقافي والفني والسينمائي الأبرز، فهو وحّد الألمان حول مسلّمات وقيم العصر الحديث بعد سنوات من الانقسام، وأضحى الموعد السنوي الأكثر رمزيةً لهذا الانصهار. لا توجد تظاهرة اضطلعت إلى هذا الحد بدور تاريخي في مصالحة شعب والخروج من غياهب التاريخ منتصراً على الخراب. اليوم، أمسى بعيداً زمن كان يلجأ فيه الأوروبيون إلى لغة العنف لمخاطبة بعضهم البعض، وأي فن أكثر من السينما قادر على مراقبة سلوك البشر وتغييرات المجتمع وتوثيقها وإيصالها إلى أكبر عدد من الناس؟

والبرليناله كما يطلق عليه أهل البلد، اسم مشتق من مدينة سُحقت خلال الحرب العالمية الثانية، لتتحول، بعد بضعة عقود، إلى نموذج للهندسة المعمارية العصرية، يزورها 70 ألف سائح يومياً. وفي شهر فبراير (شباط) من كل عام، يتوجّه إليها عشاق السينما من أنحاء ألمانيا وأوروبا والعالم لاكتشاف آخر إنتاجات فنّ كبير كان له فضل كبير في لمّ شمل "العائلة" الألمانية، وكانت للألمان مساهمة كبيرة فيه من خلال "التعبيرية الألمانية".

ساحة بوتسدامر حيث مقر المهرجان ومعظم العروض الأساسية، كانت لسنوات خلت خط التماس الذي فصل ألمانيا الشرقية عن الغربية، فيما اليوم باتت حضناً لثالث أكبر مهرجان سينمائي في العالم بعد كان والبندقية. من البديهي أن تحمل مدينة كوزموبوليتية كبرلين راية السينما القائمة أصلاً على فكرة الاختلاف. فهناك ما يقارب 40 صالة موزعة في أرجاء المدينة تعرض أفلام المهرجان، لكنها تكاد لا تكفي لسد جوع الألمان الذين يتوافدون إلى الصالات بأعداد غفيرة تصل إلى نحو 400 ألف مشاهد في كل دورة. 

وداعاً للقاءات

هذا العام الأمور اختلفت جذرياً. فالجائحة أطاحت بالبرليناله. هاجر الجمهور القاعات الضخمة التي يتسع بعضها لأكثر من 1500 متفرج. لا فيلم افتتاح ولا نجوم ولا مقابلات ولا مؤتمرات صحافية. وداعاً للنقاشات حول الأفلام الاشكالية التي تمتد حتى الصباح في ردهة الفنادق. أما المظاهر الاحتفالية فتم توضيبها مع السجادة الحمراء على أمل أن تفرش العام المقبل عندما يكون العالم تخلص من الفيروس. إذاً، بدلاً من تظاهرة حضورية يأتي إليها الناس بلحمهم ودمّهم، ستكون الدورة الحادية والسبعين افتراضية من 1 إلى 5 مارس (آذار)، وجماهيرية من 9 إلى 20 يونيو (حزيران). لم يكن هذا خيار المهرجان الذي وجد منذ الأول دورة تقليدية، لكن تصاعد موجة الوباء في ألمانيا لم يترك للقائمين أي خيار آخر. 

وبهذا يكون "برلين" أول مهرجان صف أول ينتقل إلى الإنترنت ليعرض أعماله. لكن، هل من الممكن أن نسمي حدثاً كهذا مهرجاناً؟ أيصح اعتبار عرض مجموعة أفلام على موقع إلكتروني مهرجان؟ وماذا لو تكرس هذا النمط من المشاهدة؟ تساؤلات - مخاوف مشروعة يطرحها بعض المهتمين بالشأن السينمائي. أياً يكن، نحن اليوم أمام أمر واقع يصعب الهروب منه: هناك مجموعة أعمال سينمائية لأسماء بارزة أُنجزت في السنتين الماضيتين، ويجب أن تبصر النور، لا بل أصبح عرضها لا يتحمل أي تأخير. أصحابها لا يستطيعون الانتظار، لذا فيتوجب عرضها بأي طريقة. أما الذين اعتادوا الانتقال إلى برلين في مثل هذا الوقت من كل عام، فيجلسون حالياً قبالة شاشاتهم ويكفي النقر على بعض الأزرار للدخول إلى رابط الفيلم، بدلاً من الركض من صالة إلى أخرى، في البرد والمطر والثلوج. 

تتضمن المسابقة 15 فيلماً. أحد هذه الأفلام سينال جائزة "الدب الذهب" وبعضها الآخر سيُسند جوائز أخرى من مثل أفضل إخراج وتمثيل. ولدورة تخرج عن المألوف، لجنة تحكيم هي الأخرى تخرج عن المألوف، إذ إنه تم اختيار 3 سينمائيات و3 سينمائيين من الذين نالو "الدب الذهب" في السنوات الأخيرة ليحكموا على أفلام هذا العام. هؤلاء هم: الإيراني محمد رسول آف صاحب فيلم "لا يوجد شر"؛ الإسرائيلي ناداف لابيد مخرج "مرادفات"؛ الرومانية أديلا بينتيلي مخرجة "لا تلمسني"؛ المجرية إيلديكو إينييدي التي أخرجت الفيلم الرائع "جسد وروح"؛ الإيطالي صاحب "نار في البحر"، وأخيراً البوسنية ياسميلا زبانيتش صاحبة "غربافيكا". سيتم الإعلان عن الجوائز يوم الجمعة الواقع في الخامس من مارس، علماً أن لجنة التحكيم موجودة حالياً في برلين وهي تشاهد الأفلام في صالة، لا على شاشة كمبيوتر. 

أفلام متسابقة

الأفلام المتسابقة تأتي من بلدان مثل فرنسا ورومانيا وألمانيا ولبنان وكوريا والمجر... اللافت أنه لا يوجد فيلم أميركي واحد في المسابقة، إذ يبدو أن الأميركيين لم يتحمّسوا لعرض أفلامهم بهذا الشكل، أي من دون خلق صخب إعلامي حولها. في المقابل هناك كالعادة فيلم إيراني، وهذه عادة تكرّست في برلين، مع التذكير أن الفيلم الإيراني "لا يوجد شر" لرسول آف، المضطهد من النظام في بلاده والممنوع عن العمل، كان فاز بـ"الدبّ" العام الماضي. هناك 3 أفلام من المسابقة غير متاحة للصحافيين على موقع المهرجان، الأمر الذي جعل بعضهم يسأل ماذا سيحصل إذا فاز أحدها بـ"الدبّ الذهب". أما البلد الأكثر حضوراً في المسابقة فهو ألمانيا التي تأتي منها خمسة أفلام أحدها إنتاج مشترك مع جورجيا. 

الأسماء الكبيرة والمعروفة المشاركة في المسابقة ليست كثيرة. يمكن التكهن بأن عدداً منها لم يوافق على مهرجان أونلاين يضيع في متاهات الإنترنت. أبرز مشارك في المسابقة هو الكوري هونغ سانغ سو الذي يعود إلى برلين بفيلم طوله 66 دقيقة، عنوانه "مقدّمة" انطلق به المهرجان صباح الاثنين. كعادته التي لا يقلع عنها، يصوّر سانغ سو بالأسود والأبيض علاقات بشرية وحكايات متداخلة من صميم رؤيته للمجتمع الكوري المعاصر. أما الفرنسي كزافييه بوفوا فسنشاهد له "ألباتروس" بطولة جيريمي رينييه، هو الذي كان أدهشنا في مهرجان كان قبل سنوات بـ"رجال وآلهة". يقول المهرجان إن الفيلم "عن الوجودية الخالصة والأسطورة البدائية لرجل في أزمة". مع هذا العمل يبدو أن بوفوا عزز موقعه كمراقب بارع للعواطف ومفاهيم المسؤولية (وفقدان السيطرة)، إضافة إلى الوجود في قاع الرغبة في الموت. فيلم آخر من فرنسا منتظر جداً بعد النجاح الكبير الذي أحرزه فيلم مخرجته السابقة في كانّ الماضي. الحديث عن "أم شابة" لسيلين سياما التي تشارك في برلين للمرة الثانية، علماً أن هذا عملها الروائي الخامس. من خلال التصوير السينمائي الخريفي المضيء لمديرة التصوير كلير ماتون، تلقي سياما نظرة ذات دقة شعرية على لحظة مهمة من الانتقال إلى مرحلة البلوغ، فاحصةً الأشياء من منظور أنثوي محض. 

فيلم الروماني رادو جود، "لوني بورن"، هو الآخر من الأعمال المنتظرة بحماسة شديدة: الحكاية عن مقطع فيديو ينتشر بكثرة يظهر فيه رجل وسيدة ملثمان يمارسان الجنس. بعد كشف هوية السيدة التي يتبين أنها مدرّسة (أي من المفترض أنها تجسّد الأخلاق الحميدة)، تُدان وتحاكم بلا أي رحمة على وسائط التواصل الاجتماعي حيث لكل شخص الحق في إبداء الرأي. بعد فيلمه الجدلي "لا أكترث إذا دخلنا التاريخ باعتبارنا برابرة"، عمل جدلي جديد لهذا الروماني الذي يوثّق القضايا التي تزعجه في بلاده رومانيا. وأخيراً، يأتينا من لبنان، البلد العربي الوحيد المشارك في المسابقة، فيلم "دفاتر مايا" للثنائي جوانا حاجي توما وخليل جريج. تعيش مايا في مونتريال مع ابنتها المراهقة أليكس. عشية عيد الميلاد، تتلقى مايا صندوقاً يحتوي على المجلات والأشرطة والصور التي عهدت بها إلى صديقتها المقربة عندما غادرت لبنان قبل سنوات. ترفض مايا استلام الصندوق، لكن أليكس، العالقة في المنزل بسبب عاصفة ثلجية، لا تتمكن من مقاومة إغراء نبش ذكريات أمها سراً. فتكتشف تفاصيل مراهقة مضطربة قضتها في بيروت خلال الحرب. استناداً إلى تجربة شخصية وحميمية، مخرجا "بدي شوف" قدّما عملاً يواصلان فيه شغلهما على الذاكرة وتروما الحرب.

 

الـ The Independent  في

02.03.2021

 
 
 
 
 

مهرجان برلين السينمائي.. دورة مجتزأة على وقع الجائحة

ألترا صوت - فريق التحرير

وسط أزماتٍ مختلفة يعيشها القطاع الثقافي عمومًا، وصناعة السينما خصوصًا، انطلقت يوم أمس، الإثنين 1 آذار/مارس الجاري، فعاليات النسخة 71 من "مهرجان برلين السينمائي الدولي". وعلى غير العادة، وفي غير الموعد المُعتاد أيضًا، تُقام التظاهرة التي انطلقت عام 1951 افتراضيًا، بسبب تداعيات انتشار وباء كوفيد – 19، وصعوبة التنظيم في ظل الإجراءات الاحترازية المتبعة لمواجهته.

تحضر السينما العربية في النسخة 71 من "مهرجان برلين السينمائي الدولي" عبر 6 أفلام لمخرجين من مصر ولبنان وفلسطين

ويعيد القائمون على المهرجان سبب إقامته افتراضيًا، إلى الالتزام بالتدابير الوقائية والحفاظ علي صحة جميع الضيوف من جهة، ودعم صناعة السينما من جهةٍ أخرى، وفقًا لما ذكرته مارييت ريسنبيك، المديرة العامة للمهرجان، وكارلو شاتريان، مديره الفني، في بيانٍ صحفي أكدا فيه على أهمية إقامة الحدث وعدم تأجيله مجددًا، باعتباره خطوة مهمة وقادرة، وإن بشكلٍ محدود، على تعزيز سوق السينما.

وأوضح مديرا المهرجان أن النسخة الحادية والسبعين منه، ستُقام على مرحلتين، تقتصر الأولى التي انطلقت يوم أمس وتستمر حتى الخامس من آذار/مارس الجاري، على مسابقة رسمية افتراضية، تتخللها عروض للعاملين في صناعة الفن السابع، بالإضافة إلى عددٍ من الحوارات والمقابلات، إلى جانب حفلٍ افتراضي لتوزيع الجوائز، ومنها "الدب الذهبي"، على أن تُقام المرحلة الثانية، والتي تشتمل على عروضٍ مفتوحة للجماهير، في الفترة الممتدة بين 9 و20 حزيران/يونيو القادم.

وتشهد هذه النسخة الاستثنائية من التظاهرة، غياب السينما الأمريكية والإنتاجات الضخمة أيضًا، بالإضافة إلى عدم وجود رئيسٍ للجنة التحكيم التي تألفت من ستة فائزين سابقين بجائزة "الدب الذهبي"، هم: الإيراني محمد رسولوف، والرومانية أدينا بنتيلي، والهنغارية ألديكو إنييدي، والإيطالي جيانفرانكو روسّي، والبوسنية ياسميلا زبينيتش، والإسرائيلي ناداف لابيد.

تضم المسابقة الرسمية للمهرجان خمسة عشر فيلمًا، وتشهد تنافس اثنا عشر مخرجًا وست مخرجات علي الظفر بـ"الدب الذهبي"، ومن بينهم الفرنسية سيلين سكياما عن فيلمها "Petite Maman"، ومواطنها كزافييه بوفوا عن فيلمه "Albatros"، بالإضافة إلى الروماني رادو جود الذي دخل المنافسة من خلال فيلمه "Bad Luck Banging or Loony Por"، والألمانية ماريا شرادر عن فيلمها "I Am Your Man"، ومواطنيها دانيال برول الذي يشارك بفيلمه "Next Door"، ودومينيك غراف عبر فليمه المعنون بـ "Fabian: Going to the Dogs".

السينما الهنغارية حاضرة بدورها في المنافسة، من خلال شريط "Forest – I See You Everywhereلبينيديك فليغاروف، و"Natural Lightلدينيس ناغي. أما السينما الآسيوية، فقد سجلت حضورها عبر الأفلام التالية: "Ballad of a White Cowللمخرجين الإيرانيين ريم مقدم وبهتاش صناعي، و"Wheel of Fortune and Fantasyللياباني ريوسوكي هاماغوتشي، و"Introductionللكوري الجنوبي هونغ سانغو.

ويشارك المخرج الجورجي ألكساندر كوبيرتزه في المنافسة عبر فيلمه "?What Do We See When We Look at the Sky"، إلى جانب المكسيكي ألونسو رويز بالاسيوس وفيلمه "A Cop Movie"، فيما يشارك لبنان في المسابقة من خلال فيلم "دفاتر مايا"، للثنائي جوانا حاجي توما وخليل جريج.

تتنوع مواضيع واتجاهات الأفلام المتنافسة أعلاه، إذ يتناول بعضها البؤس الاجتماعي والرغبة المتصاعدة في الموت في بعض المجتمعاتٍ، ويذهب بعضها الآخر باتجاه نقد ما هو سائد من أعراف وتقاليد في مجتمعاتٍ أخرى، بالإضافة إلى العودة للحفر في تاريخ بعض الدول، كما هو حال الأفلام الألمانية التي تعود إلى ألمانيا في ثلاثينيات القرن الفائت، حيث تبدأ النازية بالسيطرة على المجتمع وتسييره كيفما تشاء.

ستُقام النسخة 71 من المهرجان على مرحلتين، انطلقت الأولى يوم أمس وتستمر حتى الخامس من الجاري، وتُقام الثانية في حزيران/ يونيو المقبل

وتتناول بقية الأفلام قضايا مرتبطة بالمجتمعات التي أُنجزت فيها، فتناقش مسائل مثل الذنب والتكفير والتشدد في المجتمع الإيراني المحافظ، وتبحث أخرى في معنى الوطن وفكرة البيت، والشكل الذي من المحتمل أن تكون عليه العلاقات الغرامية بين البشر والروبوتات في المستقبل، أو طبيعة تعاطي الإنسان مع ماضيه وذكرياته حينما يوضع أمامها بغير إرادته، بالإضافة إلى الكوميديا السوداء، والمشاكل العائلية على وقع التحولات الاجتماعية والاقتصادية المخفية، وغيرها من المواضيع التي قُدِّمت عبر أساليب فنية مختلفة.

وإلى جانب أفلام المسابقة الرسمية، يعرض "مهرجان برلين الدولي السينمائي" 160 فيلمًا في فئاته الأخرى، وهي: برلينا سبيشل، ومسلسلات برلين، ولقاءات، برليناله للأفلام القصيرة، وبانوراما، والمنتدى، والمنتدى الموسع، وأجيال، وغيرها. ومن بين هذه الأفلام، يعرض المهرجان 5 أفلامٍ عربية، هي: "زي ما أنا عايزه" للمخرجة الفلسطينية سماهر القاضي، و"سعاد" للمصرية آيتن أمين، و"سبع سنوات حول دلتا النيل" للمصري شريف الزهيري، و"حرب ميغيل" للبنانية إليان الراهب، و"وفاة بريء وخطيئة عدم العيش" للبناني جورج بيتر برباري.

 

موقع "ألترا صوت" في

02.03.2021

 
 
 
 
 

ماضي الحب والحرب يتصدر بجدارة مهرجان برلين

بداية واعدة في اليوم الأول منه

هوليوود: محمد رُضا

أفلام اليوم الأول من الدورة 71 من مهرجان برلين السينمائي، الذي باشر أعماله في الأول من هذا الشهر، تذكير جيد بما كان الحال عليه في الدورات السابقة. أفلام جيدة في المسابقة وخارجها وبعض المتوسط في النجاح الفني، إنما المهم في مضمونه أو في أسلوب عمله.

لا شيء يختلف مطلقاً باستثناء أن هذه الأفلام كلها تفتقد صالاتها المعتادة. ما يشاهده النقاد والصحافيون من دورة هذا العام هو الأفلام معروضة كـ«لينكات» تطرق على أحدها فيطلع لك الفيلم لتراه.

المسألة تبدو بسيطة، لكن مهما كان حجم الشاشة التي في البيت، فإنها لا تُساوي حجم وقيمة الشاشة العريضة في أي من الصالات التي كانت هذه الأفلام تُعرض فيها حتى العام الماضي.

وحين يأتي الأمر إلى تقنيات العرض، فإن المُتاح هو درجات دنيا من إتقان عملية العرض. ما يصلك هو الجيل الثاني أو الثالث بعد تطويع الفيلم للإنترنت. التفاصيل واضحة في المشاهد النهارية. والليلية فعليك أن تضبط جهاز المونيتور المتصل بالكومبيوتر لكي ترى تلك التفاصيل. أما العرض على الكومبيوتر نفسه فيمثل نحو 70 في المائة فقط من القيمة التقنية التي صاحبت صنع الفيلم وتجهيزه.

مهرجان برلين في العام الماضي ارتأى تحدي بداية انتشار «كورونا»، وتمت بالفعل إقامته بالصورة التي يجب أن يُقام بها، والتي اعتاد عليها: أفلام + شاشة كبيرة + جمهور. ما تبقى هذا العام هو الأفلام فقط. حتى عدد الأيام التي استغرقتها الدورات الماضية قُلصت الآن إلى خمسة.

حتى في تلك الدورة الفعلية الأخيرة، عندما كان الوباء قد بدأ بالانتشار وعدد مستخدمي الكمامات ما زال محدوداً للغاية، بلغ عدد الذين قضوا أياماً في الفنادق في فترة المهرجان (الأسبوع الأخير من فبراير/شباط) 34 مليوناً و500 ألف ضيف، حسب إحصائية «جمعية فنادق ومطاعم برلين». بعد انتهاء المهرجان نزل الإقبال 77 درجة في المائة وطوال باقي أشهر سنة 2020 لم يزد عدد الوافدين للمدينة 12 مليون زائر.

لكن ما يشفع للمهرجان، لجانب إنه ليس من نشر الوباء، هو أنه رفض أن يطوي جناحيه، ويعتبر أن سنة 2021 كما لو أنها لم تكن. واختار الاستمرار بدوراته. أكثر من 170 فيلماً محشوراً في خمسة أيام ليس بالأمر الهين.

ذكريات حب

في عداد اليوم الأول تمت مشاهدة خمسة أفلام، أولها «دفاتر المرايا» (عنوانه التجاري المعتمد هو «صندوق الذكريات») للبنانيين جوانا حاجي توما وخليل جريج. دراما عن الحاضر والماضي حين يجدان نفسيهما مضطرين للعيش معاً داخل واقع وذكريات شخص واحد. حاد في صورته ومتقن في صوته وجيد الاختيار بصرياً فيما يعرضه من مشاهد، وكيف، ويميل إلى إطلاق طاقة جديدة لم يعمد لها من قبل المخرجين المتزوجين اللذين أمّا السينما منذ أكثر من 25 سنة.

«دفاتر المرايا» يبدأ في مونتريال، كندا. ثلاث نساء (الجدة، الأم، الابنة) متحابات في مطلع الفيلم. الجدة (كليمانس صباغ) والأم (ريم تركي) مرتبطتان بالهجرة القسرية من لبنان أثناء الحرب الأهلية. الفتاة لا تعرف الكثير عن تلك الحرب ولا عن أمها خلال الفترة. عندما يصل صندوق الأسرار إلى المنزل يحدث هزة في العلاقات بين الثلاثة، تقرر الجدة خلالها ترك منزل ابنتها عائدة إلى بيتها في المدينة ذاتها.

في مشهد مبكر يصل الصندوق بالبريد وعليه عنوان المرسل من فرنسا. إنها صديقة للأم اسمها ليزا التي هاجرت وأهلها إلى فرنسا عندما اشتدت وطأة الحرب الأهلية. ليزا بعثت بالصندوق، الذي يحمل رسائل وأفلاماً وأشرطة تسجيل وصوراً ووثائق تخصها. بعد كل هذه السنوات يعود الصندوق إليها. ليزا ماتت بحادثة سيارة وعائلتها لم تر بداً من إرسال الصندوق إلى الأم مايا في مونتريال.

ابنتها أليكس فضولية. هي لا تعرف شيئاً عن الحرب ولا عن ماضي الأم فتسرق محتويات الصندوق وتطلع عليها وما تراه وتسمعه هو ما نراه ونسمعه عن أمها مايا خلال تلك الحرب. هي أحبت، في وطيس المعارك، شاباً من طائفة أخرى اسمه رجا (حسان عقيل) حين كانت فتاة صبية (تؤديها في تلك الفترة منال عيسى). أهلها بالطبع حذروها لكنها، وبالطبع أيضاً، لم تكترث. هذا إلى أن صُدمت بانتماء رجا إلى فصيل مقاتل.

قبل هذا الانتماء وبعده، الفيلم هو قصة ذكريات منسابة من فترة كان يجب أن تكون طبيعية تمر بها كل فتاة وشاب في مقتبل العمر. ذكريات حب لم يكتمل. غاب رجا طويلاً فاعتقد الجميع بأنه مات؛ لكنه في مراسيم جنازة والد ميا وجدته كان حاضراً. وبحضوره سد الفراغ الذي تبع غيابه في حياتها ولو أن ميا وأمها قررتا مغادرة لبنان.

حب وحرب

هناك أفلام لبنانية عديدة تناولت الحرب الأهلية. في الواقع معظم ما أُنتج من أفلام لبنانية، روائية أو غير روائية، كان عن تلك الحرب أو تبعاتها الحاضرة. لكن «دفاتر مايا» مختلف بالطريقة التي اختارها الزوجان لمعالجة حكاية رومانسية تتداخل فيها وقائع اليوم وصفحات الهروب من الأمس من ثم اللقاء المتجدد به عبر مشاهد تنتقل بنا إلى ذلك الماضي. بعض ما نراه، حسب ما أدلت به المخرجة حاجي توما، نابع من ذكرياتها، لكن التوليفة التي تعمدت وزوجها إليها لا تترك المجال للقول بأن هذا الفيلم هو سيرة حياة أحد، بما فيها سيرة حياتها هي.

يعمد المخرجان لتفعيل طاقة كبيرة لعملهما. في الأساس عملهما مكتوب جيداً ومشغول فيما بعد على نحو صادق ومخلص في رغبة الفيلم التمتع بكل ما يستطيع التمتع به من ثراء المشاهد والأحاسيس المعبر عنها بالصور وليس فقط بالكلمات. هناك ما هو مبتكر في صياغة بعض المشاهد (مايا ورجا يركض كل منهما بلقطتين منفصلتين)Split Screen) ) تجاه بعضهما البعض ولا يصلان. خلفهما في اللقطتين بيروت مهدمة ومنهوبة الحاضر والمستقبل.

بيروت هي ثقل مهم في هذا الفيلم - الذاكرة. من خلال ذكريات أو دفاتر مايا تطالعنا المدينة وما شهدته من معارك. تتحرك مشاهد الماضي من الصور الثابتة. الشخصيات تتحدث بعد التحديق بها حين تطالع أليكس أو والدتها بالصور المُتاحة. والمشاهد شديدة الارتباط بحيوية الحياة قبل وفي مطلع سنوات الحياة. هناك موسيقى وشباب ورقص وحيوية عيش. هذا كله ينضوي تباعاً عندما تشتد القذائف. يموت الأب. يموت الشقيق وتجد العائلة نفسها عارية أمام الخطر كشأن كل الأبرياء في تلك الآونة.

يتحاشى المخرجان انتقاد أي فريق. لا يمكن فعل ذلك والأمل بفيلم يتجاوز المحن أو يرمي نظرة ممعنة عليها. رؤية، وبالتالي معالجة خليل جريج وجوانا حاجي توما مزدوجة: في حين أنهما يريدان إبلاغ قصة حب على خلفية حرب مكروهة، لا يسعيان مطلقاً للتساهل بأمر الحلول الفنية التي يتطرقان إليها. لجانب المشاهد المبتكرة آنفاً، هناك سلاسة الانتقال والربط بين الماضي والحاضر. وهناك تآلف بين مقاسات التصوير المختلفة (35 مم و16 مم بالإضافة إلى ما يبدو أنه صُور كوثائق بنظام سوبر 8).

كفيلم مسابقة في مهرجان أول، سيبقى الفيلم طويلاً في بال لجنة التحكيم بلا ريب. سيعود أعضاء اللجنة إليه في مناقشاتهم وسيجدون أنه من الصعب تجاهله حين التصويت.

 

الشرق الأوسط في

03.03.2021

 
 
 
 
 

فيلمان في مهرجان برلين... وجه جديد للسينما الألمانية

(فرانس برس)

عَكَس فيلمان كوميديان عُرضا ضمن مهرجان برلين الوجه الجديد للسينما الألمانية للعصر واتجاهها نحو روح العصر، بعيداً من المواضيع التاريخية الثقيلة، إذ يتناول أحدهما علاقة حب بين رجل آلي وامرأة، وينتقد سيئات التغييرات السريعة في طبيعة المدن.

نادراً ما حظيت السينما الألمانية بحصة في لائحة الأفلام المتنافسة على جوائز مهرجان برلين، كتلك التي حصلت عليها هذه السنة، إذ تتضمن الأعمال الخمسة عشر الساعية إلى "الدب الذهبي" خمسة من البلد المضيف الذي ينتمي إليه المخرجان الكبيران فريتز لانغ ووفيم فيندرز علماً أن المرة الأخيرة التي فاز فيها فيلم ألماني بالجائزة كانت في العام 2004، عندما نالها فاتح أكين عن "هيد أون".

ومن أبرز الأعمال الألمانية في المهرجان وثائقي يتناول الاندماج الصعب للتلاميذ من أصل أجنبي بعنوان "مستر باخمان أند هيز كلاس"، وهو مقتبس من رواية تعليمية في برلين خلال عشرينيات القرن الفائت، وقصة حب شاعرية ("وات دو وي سي ون وي لوك آت ذي سكاي؟".

وفي البرنامج كذلك عملان كوميديان يتناولان موضوعين معاصرين وعالميي الطابع.

ففيلم "آي آم يور مان" للمخرجة ماريا شريدر التي برزت في مسلسل "أنورثوذكس" عبر "نتفليكس"، يتناول قصة حب بين رجل آلي يشبه الإنسان (يؤدي دوره دان ستيفنز) وباحثة عزباء.

وينبغي للروبوت أن يتكيف بفضل ذكائه الاصطناعي مع أذواق شريكته ورغباتها، وبالتالي أن يصبح رفيقها المثالي، إلا أن لاعقلانية البشر تجعل أحياناً من الصعب على الآلة فهم العلاقات الاجتماعية.
وقالت ماريا شريدر للصحافيين إنها انجذبت "إلى بساطة الإخراج"، هي التي تناول عملاها السابقان مواضيع درامية
.

وأضافت الممثلة البالغة 55 عاماً عن الفيلم الروائي الثالث الذي تتولى إخراجه: "يبدو الأمر كما لو أن صبياً يلتقي فتاة. لكن في الحقيقة، إنها فتاة تلتقي صبياً وهو صبي آلي". وتبدو العاصمة الألمانية التي صوّر فيها الفيلم الصيف المنصرم مكاناً مفتوحاً على كل الاحتمالات.

ووسط الديكور البرليني عينه، تجري أحداث فيلم آخر هو "نكست دور". وتشكّل برلين الموضوع الرئيسي لهذه الكوميديا الساخرة التي تصف عملية التحسين المتسارع للمدينة الذي تنتج عنه توترات بين المقيمين منذ مدة طويلة والوافدين الجدد الذين ينجذبون إلى مدينة ديناميكية وغير مكلفة.

في هذا الفيلم، وهو الروائي الأول كمخرج، يصور الممثل دانيال برول نفسه في نوع من السيرة الذاتية حيث يواجه برليني جديد تناقضاته.

وقال المخرج البالغ 42 عاماً: "أنا رجل نرجسي عديم الجدوى، لكنني لست سيئاً مثل الرجل الذي نراه في الفيلم".

ورأى الناقد السينمائي سكوت روكسبورو من "هوليوود ريبورتر" أن هذه الأفلام هي دليل على تجدد السينما الألمانية ملاحظاً أنها باتت أخفّ، وتحتضن أنواعاً مختلفة مثل الخيال العلمي أو أفلام الإثارة أو الكوميديا الرومانسية.

وكان فيلم "توني إردمان" للمخرجة الألمانية مارين آدي باكورة توجه السينما الألمانية نحو روح الفكاهة اللاذعة، وهو نال جائزة النقاد عام 2016 في مهرجان "كان" السينمائي.

وقال الناقد إن هذا التوجه بعيد من "اللقطات الطويلة التي تظهر الفراغ العاطفي أو أناساً يناقشون الفلسفة"، في إشارة إلى الصور النمطية للسينما الألمانية.

ولاحظ أن "جيلاً جديداً من المخرجين الألمان بات موجوداً. وهم مستعدون للقيام بالأشياء بشكل مختلف قليلاً".

ولكن، هل يمكن أن تحقق أفلام المهرجانات هذه نجاحاً شعبياً، كالنجاحات الأخيرة لعدد من المسلسلات الألمانية؟

فهذه المسلسلات ومنها "بابيلون برلين" و"دارك" و"برلين 56" و"دويتشلاند 89/86/83" و"دوغس أوف برلين" و"أنورثوذكس"، أعادت ألمانيا إلى الواجهة في الآونة الأخيرة.

في السينما، كانت آخر نجاحات ألمانيا لا تزال غارقة في تاريخ البلد، من خلال مواضيع كالحرب الباردة وإرثها في فيلم "ذي لايفز أوف آذرز" (2006) و"غود باي، لينين!" (2003) الذي شكّل انطلاقة الممثل... دانيال برول.

 

العربي الجديد اللندنية في

03.03.2021

 
 
 
 
 

«تينا» تواجه شياطينها في برلين

آداب وفنون -  الأخبار

تستعيد تينا تيرنر في الوثائقي معاناتها مع الفقر الذي اضطرها للعمل في قطاف القطن في حقول تينيسي

ضمن فعاليات الدورة 71 من «مهرجان برلين السينمائي»، افتتح وثائقي «تينا» عروضه حول النجمة الأميركية تينا ترنر. الفيلم الذي يحمل توقيعاً مشتركاً لكل من دان لينزي، وت. ج. مارتن، يشهد على مواجهة ترنر مع شياطينها. في تتبعه لحوالي ستة عقود من تجربتها الموسيقية الشاقة، يسعى الشريط إلى تعريف الجيل الجديد بالمغنية الثمانينية. يتضمّن الفيلم مقابلة مع تيرنر، تستعيد فيها طفولتها ومعاناتها مع الفقر الذي اضطرها إلى العمل في قطاف القطن من أحد حقول ولاية تينيسي، وتجربتها مع العنف من قبل زوجها الموسيقي أيك ترنر، بالإضافة إلى سنوات الوحدة الطويلة التي قضتها رغم أنها كانت نجمة الروك العالمية الأولى في العالم. هناك مقابلات أيضاً مع أصدقاء ترنر منهم الإعلامية الأميركية أوبرا وينفري، وكاتب سيرتها كيرت لودر، والنجمة أنجيلا باسيت التي أدّت دور ترنر في فيلم What's Love Got to Do with It سنة 1993، وهو الفيلم الذي وجّهت إليه ترنر انتقادات كثيرة بسبب تظهيرها بدور الضحية. وفي الوثائقي الجديد، توضح ترنر السبب الذي دفعها في الثمانينيات للكشف عن سنوات المعاناة النفسية والجسدية الطويلة التي تلقّتها من زوجها أيك، بدافع الإجابة عن تساؤلات الصحافة والجمهور، قائلة «لم أكن أرغب في مشاركة قصّة حياتي المحرجة، لكنها كانت الطريقة الوحيدة للتخلّص من الصحافيين». مع ذلك، فإن أوبرا وينفري أشادت بخطوة تيرنر بمشاركة صدمتها النفسية حينها، معتبرة أنّ الاعتراف كان لا يزال نادراً في الوسط الفني خلال الثمانينيات. يتوقّف الشريط أيضاً عند بعض النجاحات الاستثنائية التي حقّقتها ترنر في تجربتها الموسيقية كما في ألبوم Private Dancer سنة 1984، الذي دشّن تجربتها المنفردة خارج فرقتها المشتركة مع زوجها أيك، كما يصل الشريط إلى إعلان اعتزالها عن تقديم الحفلات سنة 2008. علماً أن وثائقي «تينا» سيعرض ابتداء من الصيف المقبل في الصالات وعلى بعض المنصّات الإلكترونية.

 

الأخبار اللبنانية في

03.03.2021

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004