ملفات خاصة

 
 
 

أنتوني هوبكنز: الرجل الذي يحلم بالأفيال

أحمد عزت

جوائز الأكاديمية الأمريكية للفيلم

الدورة الثالثة والتسعون

   
 
 
 
 
 
 

في حوار بين أنتوني هوبكنز وبراد بيت عام 2019، نشرته مجلة (Interview)، يسأل «براد» «هوبكنز» إن كان يؤمن بالقدر؟ أتى السؤال على خلفية عرض فيلمه (The Two Popes)، الذي يتساءل بدوره عن القدر، عن مصائرنا الخاصة، وعن المسارات الغامضة التي ندفع أنفسنا بداخلها دون وعي منا بما ستؤول إليه. يحكي له هوبكنز أنه يحلم كثيرًا بالأفيال في الآونة الأخيرة دون أن يعرف السبب، لكن حلمه المتكرر يرده إلى فيلم شاهده في طفولته مع جده يدعى (Elephant Boy)، حيث يحمل هذا الوحش القوي والجميل الطفل «توماي» ويتجول به في عمق الغابة. هذا التجوال الذي بدأ كهروب ينتهي بالطفل إلى الجهة المنشودة. طالما كان هذا هو انطباع هوبكنز عن الحياة والقدر، فأحيانًا- ربما بدافع الهروب- نجلس على ظهر هذا الحيوان الذي يفوقنا قوة وضخامة ونتركه يذهب بنا إلى حيث يريد.

تتسلل الأفيال أيضًا وكأنها يد القدر إلى إحدى لوحات هوبكنز والتي تبدو كبورتريه ذاتي. نعم في الفترات التي لا يعمل فيها هوبكنز على فيلم جديد يمارس الرسم من أجل مزاجه الخاص كما يقوم أيضًا بالتأليف الموسيقى وعزف البيانو. يبدو القدر بهذا المفهوم كفاعل رئيسي في حياة هوبكنز ومسيرته.

في طفولته ومراهقته، كان بطيء التعلم، ربما كان يعاني من عسر القراءة (Dyslexia)، وكان الجميع يرونه طفلًا أبله أو غريب الأطوار، كان يشرب أمام زملائه الحبر الهندي وهو نوع من الحبر كان يستخدم في الكتابة والرسم آنذاك أو كان يحكي للفتيات الصغار في الجوار حكاية دراكولا مقلدًا بفمه صوته وهو يمص دم ضحاياه فيهربن ذعرًا، وهو الصوت ذاته الذي سيستخدمه لاحقًا كلازمة في فيلمه «صمت الحملان». هل تتذكرون هذا الصوت الذي يصدره بفمه بعد جملته الشهيرة «I ate his liver with some fava beans and a nice chianti»؟ نعم هو!

كان بالطبع كعادة الممثلين في طفولتهم يجيد تقليد مدرسيه. ضجر والده- الذي كان يرى أن ابنه الوحيد لا يجيد فعل أي شيء- من تصرفاته الهزلية في المدرسة فنقله إلى مدرسة داخلية ذات نظام صارم، لكن الأمر لم يدم طويلًا حتى كتب له ناظر المدرسة «ابنك حالة ميئوس منها، لديه احتقار محض للسلطة ومن يمثلها».

تكون داخله ما يسميه علم النفس عقدة النقص (Inferiority Complex)، إذ صار هو نفسه يرى أنه لا يصلح لأي شيء. كان ممتلئًا بالغضب والشكوك والمخاوف مع نزوع لتدمير الذات. قبل أن يتعثر هوبكنز مصادفة بنداء التمثيل لم يكن هناك أي شيء يعد بما ستؤول إليه الأمور. ألهمه لقاؤه بالنجم الهوليودي ريتشارد برتون والذي كان هو الآخر ابنًا من أبناء ويلز- المقاطعة التي ولد بها هوبكنز- أن يتتبع نفس المسار، إذ ربما يمكنه ذلك من أن يصنع شيئًا من حياته التي تبدت لها آنذاك بلا أفق.

الآن يحتل هوبكنز بعد مسيرة تمتد لأكثر من نصف قرن من الزمن تنقل خلالها بين المسرح والتلفزيون والسينما المكانة التي يستحقها كواحد من أكبر المواهب التمثيلية في كل تاريخ السينما.

ذروة ثانية لمسيرة سينمائية عظيمة

درس هوبكنز التمثيل في مطلع شبابه، وبدأ مسيرته الاحترافية من المسرح البريطاني حيث حقق خلال زمن قصير نجاحًا ملحوظًا، وبدأ الحديث عنه كلورنس أوليفيه القادم، لكن في ذروة هذا النجاح، وبينما كان المسرح البريطاني- أواخر الستينيات وأوائل السبعينيات في ذروة مجده ترك المسرح وسافر إلى هوليوود. كان روتين المسرح خانقًا بالنسبة له وكان نافذ الصبر مع المخرجين، يقول عن تلك الفترة «إذا كانت لديك شكوك في نفسك، فسوف يلتقطها الآخرون وسيهاجمونك».

لكن مسيرته في هوليوود التي بدأت واعدة عام 1968 في دور ريتشارد الأول في فيلم «The Lion in Winter»، متقاسمًا البطولة مع نجوم من أمثال بيتر أوتول وكاثرين هيبورن لم تحقق له خلال أكثر من عقد من الزمن ما يتناسب وموهبته الكبيرة لذلك نجده نهاية الثمانينيات يعود للمسرح مجددًا وقد بدأ يفكر، ربما كان مقدرًا له من البداية أن يكون ممثلًا مسرحيًا، لكن ذلك لم يدم طويلًا إذ يصله آنذاك سيناريو الفيلم الذي سيغير حياته ومسيرته تمامًا وهو فيلم (The Silence of the Lambs) حيث يجسد شخصية هانيبال ليكتر أكثر أداءاته أيقونية والدور الذي منحه ترشيحه الأوسكاري الأول وفوزه الأول.

كانت التسعينيات ذروة مسيرة هوبكنز السينمائية إذ ينجح خلالها في تقديم مجموعة من أفضل أداءات مسيرته ضمنت له ثلاثة ترشيحات أوسكار سواء كأفضل ممثل رئيس في أعمال مثل فيلم جيمس أيفوري (The Remains of The Day) و(نيكسون-Nixon) مع أوليفر أستون أو أفضل ممثل مساعد مع ستيفن سبيلبرج في (Amistad). على الرغم من الأداءات المميزة التي حققها هوبكنز خلال العقدين التاليين إلا أنها ظلت بعيدة عن ألق وقوة أداءات التسعينيات. لكن المثير أن مسيرة الرجل الآن وهو في الثمانين تبدو وكأنها تشهد ذروة ثانية. حصل هوبكنز على ترشيحين لأوسكار أفضل ممثل في عامين متتالين. في العام الماضي عن (الباباوان-The Two Popes) للمخرج فرناندو ميريليس، وهذا العام عن (الأب- The Father) للمخرج فلوريان زيلر، وهو الدور الذي يمنحه فوزه الثاني المستحق.

ملامح الأداء التمثيلي لأنتوني هوبكنز

هناك دائمًا أكثر من طريقة يتبعها الممثل لبناء الشخصية التي يجسدها ومعايشتها، هناك من ينطلق من الخارج إلى الداخل بمعنى أنه يبني ملامح الشخصية الخارجية أولًا كالمكياج، وطريقة الكلام، والحركة وصولًا إلى دواخلها أو العكس.

يبدأ هوبكنز دائمًا من الخارج بالعمل على الخاصية الجسمانية للشخصية وإيقاع حركتها ثم يجد طريقه إلى الداخل. كثيراً ما يستخدم هوبكنز ماضيه ليجد طريقاً إلى دواخل شخصياته. أحداثًا صغيرة علقت في عقله، أشخاصًا حقيقيين وخبراته العاطفية السابقة، لبناء الجانب العاطفي والنفسي للشخصيات التي يجسدها.

هناك تفاصيل جسدية صغيرة تجعل الشخصية تتحرك داخله. نجد مدخله مثلًا لتجسيد شخصيته في فيلم (Howard’s End) هو الشارب المميز للشخصية فحين رأى نفسه فيه للمرة للأولى ذكره ذلك بجده. كان جده خبازًا أيضًا مثل والده، كان شخصية جادة وغير عاطفية تمامًا كالشخصية التي يجسدها في الفيلم. أو طريقة تصفيفه شعره وتعمده ألا يرمش في دور هانيبال ليكتر ما يجعل مظهره أكثر عدوانية وتسلطًا ورعبًا.

يجيد هوبكنز بشكل خاص عبر مينيماليته المعتادة التعبير عن شخصيات مقموعة عاطفية في أفلام مثل (Howard’s End)، (Shadowlands) ويصل ذروته في أدائه لشخصية السيد ستيفنز في فيلم (The Remains of The Day)، وهو واحد من أفضل أداءات هوبكنز في كل مسيرته. وجه هوبكنز هنا حيث يؤدي دور رئيس خدم في أحد القصور أقرب إلى قناع، لا يظهر مشاعره بل يكبتها ويموهها . لا يكتفي هوبكنز بتصدير وجهه كقناع للمشاهدين من أجل التعبير عن شخصيته المكبوتة والمنسحقة بل يجعلنا نشاهد لوهلة عبر وجهه بزوغ هذه المشاعر ثم نشاهده وهو يكبتها مستعيدًا قناعه المصمت.

هذا لا يحدث طيلة الوقت بل فقط في المشاهد شديدة الوطأة نفسيًا عليه مثل المشهد الذي تخبره مسز كينتون/ إيما طومسون التي يكن لها حبًا صادقًا بأنها قبلت عرض الزواج من أحد الزملاء وتماديًا في إيلامه تخبره أنهما يسخران من أسلوبه وعاداته في إدارة شئون القصر. هنا نشاهد إحراجه وألمه ثم ابتسامة ممرورة تحاول أن تموه هذه المشاعر قبل أن يستعيد قناعه من جديد. يستطيع هوبكنز أن يتنقل خلال مدى واسع من الانفعالات خلال مدى زمني قصير.

الطريقة التي يعمل بها السير أنتوني من أجل فهم الشخصية والتعامل معها على مستوى سيكولوجي عميق مثيرة جدًا للتأمل وذات خصوصية واضحة. هوبكنز هو سيد البساطة والحدس. فالرجل الذي قدم خلال مسيرته مجموعة من أكثر الشخصيات تعقيدًا من الناحية النفسية لا يفضل أبدًا التعمق في دراسة شخصياته، إذ يكتفي غالبًا بسيناريو الفيلم،لكنه يقرأ السيناريو على نحو استحواذي ربما 200 مرة. يرى الكلمات مثل خارطة طريق تكفي وحدها لتقود الممثل إلى ما يجب أن يشعر به أو يفعله. يقول في كثير من حواراته: لا يجب أن تمثل، فقط ادرس السيناريو جيدًا واتبع حدسك.

هوبكنز ممثل غريزي تمامًا، يسير خلف حدسه في خلق وتجسيد الشخصية على الشاشة ودائمًا اللقطة الأولى هي أفضل ما يقدم. يحكي ديفيد لينش عن هذا المشهد الاستثنائي في فيلم (الرجل الفيل-The Elephant Man) الذي يلتقي فيه فريدريك تريفيس/ هوبكنز للمرة الأولى شخصية جون ميريك المعروف بـالرجل الفيل، تتحرك الكاميرا ببطء لتصور أثر رؤيته على وجه فريدريك: نظرة تجمع الدهشة والشفقة معًا ودمعة واحدة:

إنها أفضل حركة كاميرا في كل أفلامي نشاهد رد الفعل على وجهه حركة منسابة ورشيقة ما أن توقف الكاميرا أمام وجه هوبكنز حتى يشرع في البكاء وهو ما لم يكن مخططًا له واحدة من اللقطات السحربة كانت اللقطة الأولى وكان من العبث إعادتها.

ديفيد لينش- كتاب محاضرات في الاخراج السينمائي

هوبكنز بين نظرة «هانيبال» وبكاء «أنتوني»

هناك أداءات كثيرة في مسيرة هوبكنز تستحق التحليل،لكننا سنختار فقط شخصيتي «هانيبال» من فيلم صمت الحملان وأنتوني من فيلم «الأب» لإظهار بعض تفاصيل عمله على الشخصيتين، والأهم هو توضيح أن الجزء الأهم في التجسيد هو فهم دواخل الشخصية والوصول إلى مدخل خاص لتجسيد هذا الفهم.

حين قرأ هوبكنز نص فيلم «صمت الحملان» فهم على نحو حدسي كيف سيؤدي هذه الشخصية، بدأ كالعادة من الخارج بشعر أملس يقوم بتصفيفه للوراء يمنحه هذا نوعًا من العدوانية الصريحة، يكسبه مظهرًا حيوانيًا ثم صوت معدني وقاطع، صوت يشبه شفرة حادة تجد طريقها إلى داخل الشخصيات التي يقابلها بحثًا عن نقاط ضعفهم. استوعب في حركته جموده وسكونيته ما يمنحه نوعًا من السلطة الكلية.

استطاع من خلاله أدائه أن يلمس التناقض الذي يكتنف شخص هانيبال، إنه وحش، انزلق إلى الجانب المظلم للذات ومع ذلك لا يزال يمتلك بعض الصفات الإنسانية الرفيعة كاستمتاعة بالموسيقى والرسم أو تعاطفه مع كلاريس واحترامه لشجاعة هذه المرأة الضئيلة. لكن تظل أحد أهم تفاصيل أداء هوبكنز متمثلة في نظرة الغموض المعلقة في عمق عينيه، فالبرغم من قدرته الاستثنائية على النفاذ إلى داخل البشر فهو غير قادر على تحويل هذا الاستبصار نحو ذاته. يمنح هوبكنز الشخصية نظرة غموض ثابتة مهما تغيرت انفعالات وجهه، تظل كما هي مستغلقة كأنها لا تفضي إلى شيء أو إلى مزيد من الليل.

في فيلم الأب الذي يؤدي فيه هوبكنز شخصية أنتوني وهو رجل عنيد في خريف العمر بدأ يعاني من خرف الشيخوخة، لكن عناده يجعل حياته وحياة من حوله أكثر صعوبة. مع تدهور حالته يسقط أنتوني في متاهة وعيه المتداعي حيث تتغير الأماكن وتتبدل الوجوه، ليشعر ونشعر معه بالصدمة والحيرة.

يشيد هوبكنز أداءه حول حالة من الإنكار التي تعتريه منذ البداية، إنه شخص يرغب طيلة الوقت في إظهار أن كل شيء تحت السيطرة، ولكن الأمور ليست كذلك. هوبكنز هنا هو سيد الإيماءات والتلميحات، إنه في ذروة مينيماليته. في لمحة خاطفة يوحي بالصدمة والحيرة حين تتبدل وجوه الناس والأماكن التي يعرفها ثم سريعًا يموه ذلك بابتسامة لكي لا يرى أحد ذلك. لا يريد لأحد أن يلمح ضعفه أو عجزه. يصل أداء هوبكنز للذروة حين يبكي في النهاية كطفل بينما ينادي أمه، هذا النكوص العاطفي يصاحبه لغة جسد موفقة جدًا من هوبكنز.

يحكي هوبكنز: كان أبي خبازًا عمل بكد طيلة حياته، كان رجلًا وحيدًا وفي أيامه الأخيرة مال أكثر نحو الشراب، كان يسقط في نوبات من الكآبة أو الهياج، لكنه لم يكن عنيفًا. مات على سريره بسكتة قلبية وإلى جواره نظارة قراءة وخريطة طريق لأمريكا. كان يحب أمريكا ويحلم أن يزورها لكن ذلك لم يحدث أبدًا.

طلب مخرج فيلم الأب من هوبكنز أن يعيد مشهد انفجاره في البكاء كطفل لمرة ثانية، ورغم اقتناع هوبكنز أنه أدى جيدًا في المرة الأولى أعاد المشهد، لكن هذه المرة ركز عينيه على نظارة قراءة كانت موجودة بغرفته أعادت له ذكرى الأيام الأخيرة في حياة والده وهذه هي المرة التي نشاهدها في الفيلم.

على عكس أفلامه الأخيرة مثل The Dresser أو The Father والتي تصور رعب الشيخوخة يبدو هوبكنز الآن وهو في الثالثة والثمانين في حواراته وخلال الصور ومقاطع الفيديو التي يبثها على صفحته الشخصة على تطبيقي «فيسبوك» و«تويتر» كما لو كان يعيش أفضل أيامه، كشخص وجد سلامه أخيرًا مع الذات والعالم، هو الذي يقول مؤخرا في أحد حواراته: «كان يجب أن أكون الآن في بورت تالبوت، مسقط رأسي في ويلز ببريطانيا، إما ميتًا أو أعمل في مخبز أبي، ولكن لسبب ما لا أعرفه، أنا هنا. لا شيء من ذلك يبدو منطقيًا، ولكنني أنظر إلي الآن وأقول لنفسي نحن بخير يا فتى».

 

موقع "إضاءات" في

27.04.2021

 
 
 
 
 

"أوسكار 2021".. ليلة هادئة وجوائز عادلة

بقلم: أسامة عبد الفتاح

** تطابق قائمة الفائزين مع معظم توقعات "القاهرة".. وعودة للمعايير الموضوعية في فئتي التمثيل

أُقيم، فجر الاثنين 26 أبريل الماضي بتوقيت القاهرة، حفل الأوسكار رقم 93، حيث تم توزيع جوائز الأكاديمية الأمريكية لفنون وعلوم السينما لعام 2021 عن الأفلام التي عُرضت العام الماضي في الولايات المتحدة.

وخرجت الليلة هادئة، دون جدل معتاد ودون اتهامات بمحاباة البيض على حساب الملونين أو العكس، وذلك – ببساطة – لأن الجوائز جاءت عادلة، وأرضت – في نفس الوقت – الملونين، سواء السود ذوي الأصول الأفريقية، أو الصفر ذوي الأصول الآسيوية.

وتطابقت قائمة الفائزين مع معظم توقعات "القاهرة"،والتي كنا قد نشرناها في هذا المكان في 20 أبريل الماضي، فيما عدا جائزتي التمثيل، وحسنا فعلت الأكاديمية بمخالفة التوقعات القوية التي كانت تشير إلى منح أوسكار أفضل ممثل إلى شادويك بوسمان عن "قاع ما ريني الأسود"، خاصة بعد وفاته صغيرا متأثرا بمرض السرطان في أغسطس الماضي، والتي كانت تشير أيضا إلى منح جائزة أحسن ممثلة إلى كاري موليجان عن "امرأة صغيرة واعدة".. وتمت العودة إلى المعايير الموضوعية– الأفضل بكل تأكيد– بمنح الجائزتين إلى الكبيرين أنتوني هوبكنز وفرانسيس ماكدورماند على الترتيب، لأنهما – بكل بساطة – أجدر بهما.

في فئة أفضل فيلم، وهي الفئة الوحيدة المسموح فيها بترشيح أكثر من خمسة أعمال، حتى عشرة، فاز "أرض الرُحّل" كما توقعنا، ونافسه "الأب"، الذي عُرض في افتتاح مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في ديسمبر الماضي، و"يهوذا والمسيح الأسود"، و"ميناري"، و"مانك"، و"امرأة صغيرة واعدة"، و"صوت المعدن"، و"محاكمة شيكاغو 7".

ورغم ترشيح خمسة مخرجين لجائزة أحسن مخرج، منهم اسمان كبيران هما: ديفيد فينشر عن "مانك" وتوماس فينتربرج عن "جولة أخرى"، بالإضافة إلى: لي إسحق تشانج عن "ميناري"، وإيميرالد فينيل عن "امرأة صغيرة واعدة"،إلا أن كلوويه زاو فازت بها عن "أرض الرُحّل"، لتكون ذات الأصل الآسيوي أول امرأة ملونة تحمل التمثال الذهبي، وثاني امرأة على الإطلاق تظفر به.

وكما ذكرنا، انتزع النجم الكبير أنتوني هوبكنز أوسكار أفضل ممثل عن أدائه المذهل في فيلم "الأب"، ونافسه ريز أحمد عن "صوت المعدن"، وشادويك بوسمان عن "قاع ما ريني الأسود"، وجاري أولدمان عن "مانك"، وستيفن يوين عن "ميناري".

كما فازت الممثلة الكبيرة فرانسيس ماكدورماند بجائزة أحسن ممثلة عن فيلم "أرض الرُحّل"، ونافستها فيولا ديفيس عن "قاع ما ريني الأسود"، وأندرا داي عن "الولايات المتحدة ضد بيلي هوليداي"، وفانيسا كيربي عن "أشلاء امرأة"، وكاري موليجان عن "امرأة صغيرة واعدة".

وفي فئة أفضل ممثل في دور مساعد، ذهبت الجائزة إلى دانيال كالويا، الذي توقعنا فوزهعن "يهوذا والمسيح الأسود"، وكان المرشحون معه: ساشا بارون كوهين عن "محاكمة شيكاغو 7"، ولاكيث ستانفيلد عن "يهوذا والمسيح الأسود"، وليسلي أودوم جونيور عن "ليلة في ميامي"، وبول راسي عن "صوت المعدن".

ودارت معركة حقيقية في فئة أفضل ممثلة في دور مساعد، حيث تنافست على الجائزة ثلاث من النجمات الكبيرات هن: جلين كلوز عن "مرثية هيلبيلي"، وأوليفيا كولمان عن "الأب"، وأماندا سيفريد عن "مانك"، ومعهن "يو-جانج يون" عن "ميناري"، وماريا بكالوفا عن "فيلم بورات اللاحق". ورغم وجود النجمات، ذهبت الجائزة إلى "يو-جانج يون".

وفاز فيلم "امرأة صغيرة واعدة" بجائزة أحسن سيناريو مكتوب مباشرة للسينما لإيميرالد فينيل، بعد منافسة قوية منكل من: شاكا كينج وويل برسون وكيث لوكاس وكينيث لوكاس عن "يهوذا والمسيح الأسود"، ولي إسحق تشانج عن "ميناري"، وداريوس ماردر وأبراهام ماردر وديريك سيانفرانس عن "صوت المعدن"، وآرون سوركين عن "محاكمة شيكاغو 7".

وفي فئة أحسن سيناريو عن نص أدبي، تم تتويج كريستوفر هامتون وفلوريان زيلر بجدارة عن "الأب"، ونافسهما كُتّاب فيلم بعنوان "فيلم بورات اللاحق"، وهم تسعة دفعة واحدة: بيتر بينهام وساشا بارون كوهين وجينا فريدمان وأنتوني هاينز ولي كيرن ودان مازير ونينا بدراد وإريكا ريفينويا ودان سويمر، ومعهم:رامين بهراني عن "النمر الأبيض"، وكلوويه زاو عن "أرض الرُحّل"، وكيمب باورز عن "ليلة في ميامي".

وللأسف، خسر الفيلم التونسي "الرجل الذي باع ظهره"، للمخرجة كوثر بن هنية، جائزة الفيلم الدولي لصالح "جولة أخرى" من الدنمارك، ونافسهما "أيام أفضل" من هونج كونج، و"جماعي" من رومانيا، و"إلى أين تذهبين يا عايدة؟" من البوسنة والهرسك.

وكما كان متوقعا، حصد فيلم "روح" أوسكار فئة فيلم الرسوم المتحركة الطويل، والذي نافسه عليه كل من: "فيلم الخراف شون"، و"فوق القمر"، و"من الآن فصاعدا"، و"وولف ووكرز".وذهبت جائزة أفضل تصوير إلى إيريك ميسر شميت عن "مانك"، ونافسه كل من: شون بوبيت عن "يهوذا والمسيح الأسود"، وداريوس فولسكي عن "أخبار العالم"، وجوشوا جيمس ريشاردز عن "أرض الرُحّل"، وفيدون بابامايكل عن "محاكمة شيكاغو 7".

وكما ذكرنا، فإن جائزة المؤثرات البصرية كانت محسومة لفيلم "تينيت"، وتصميم الإنتاج لفيلم "مانك"، والمونتاج لميكيل نيلسن عن "صوت المعدن"، الفيلم الذي ظفر أيضا بالصوت، وتصميم الملابسلآن روث عن "قاع ما ريني الأسود"، الذي فاز أيضا بأوسكار الماكياج وتصفيف الشعر.

 

جريدة القاهرة في

27.04.2021

 
 
 
 
 

أوسكار 2021.. حفل استثنائي للمُرشحين فقط

تقرير – نوران عرفة ومحمد عباس:

·        "أرض الرحل" يحصد الجوائز .. و"الأب" يمنح أنتوني هوبكنز لقب الأفضل .. هجوم على الأكاديمية بسبب استبعاد الراحل تشادويك بوسمان من الجوائز .. الصينية كلوي تشاو تصنع التاريخ كأول أسيوية تفوز بجائزة الإخراج

انطلقت مراسم حفل جوائز الأوسكار في دورته الـ 93، فجر أمس الاتنين، وذلك في إطار اجراءات احترازية مشددة من جانب أكاديمية الأوسكار، بعد أن قررت حضور المُرشحين فقط لتسلم الجائزة بأنفسهم بدلا من ارسالها لهم في منازلهم، كما طلب منتجو الحفل من المرشحين ألا يرتدوا ثياباُ غير رسمية، وهذا اختلاف آخر عن حفلات توزيع جوائز أخرى مثل "جولدن جلوب"، التي ارتدى فيها بعض الفائزين ثياباً عمليّة".

وتم تحديد مقر الحفل في الفناء الخارجي لمحطة "يونيون ستيشن" الشهيرة للقطارات في لوس أنجلوس، وبإمكان المرشحين المدعوين أن يتخالطوا في الهواء الطلق، على أن يتناوبوا بعد ذلك دخولًا إلى القاعة وخروجًا منها خلال الاحتفال.

وقبل بداية الحفل، توافد المرشحين لجوائز الأوسكار على السجادة الحمراء الصغيرة، والتقطت عدسات المصورين الإطلالات المختلفة للنجوم، ومن بين النجوم الذين خطفت إطلالتهم الأنظار، الممثلة الأمريكية ريس ويذرسبون، التي ارتدت فستان أحمر اللون أظهر أنوثتها من توقيع دار الأزياء العالمية "Dior".

بينما حاز على لقب صاحب الإطلالة غريبة الأطوار النجم كولمان دومينجو، الذي ارتدى بدلة باللون الـ Pink، ونجح في إثارة جدل الحاضرين، وأطلت النجمة العالمية جلين كلوز بفستان أنيق باللون الأزرق والمُطرز باللون الفضي، كما حرصت على مشاركة جمهورها استعداداتها الأخيرة لحضور الحفل.

كما أطلت الممثلة العالمية ڤيولا ديفيس، وهي المُرشحة عن دورها في فيلم نتفليكس "قاع ما ريني الأسود"، على السجادة الحمراء لمحطة "يونيون" للقطارات، بفستان أبيض اللون وبدت إطلالتها ملائكية.
ومن بين النجوم الذين خطفت إطلالتهم الأنظار، النجمة العالمية زيندايا، التي أشعلت أجواء السجادة الحمراء بفستان مثير باللون الأصفر
.

شارك في تقديم جوائز الحفل نخبة كبيرة من النجوم أبرزهم، براد بيت، الذي حصل على لقب وسيم الحفل، ريس ويذرسبون، خواكين فينيكس، لورا ديرن، مارجوت روبي، وكانت خطابات النجوم هي عنوان الحفل.

أما عن الجوائز، تمكن فيلم "أرض الرحل – Nomadland" المثير للجدل، لمخرجته الصينية كلوي تشاو، من الفوز بجائزة أوسكار لأفضل فيلم، وأصبح أفضل فيلم سينمائي في العالم يفوز بهذه الجائزة لهذا العام، وحصدت مخرجته الصينية كلوي تشاو جائزة أوسكار لأفضل إخراج؛ لتصبح بذلك أول أسيوية تفوز بالجائزة وثاني امرأة في تاريخ الأوسكار تحقق جائزة بهذه الفئة بعد المخرجة كاثرين بيجلو عام 2009.

وكان مرشح للجائزة 8 أفلام هي «THE FATHER»، و«JUDAS AND THE BLACK MESSIAH»، و«MANK»، و«MINARI»، و«PROMISING YOUNG WOMAN»، و«SOUND OF METAL»، و«THE TRIAL OF THE CHICAGO 7»، و«Nomadland».

وفازت بطلته الممثلة العالمية فرانسيس مكدورماند بجائزة أوسكار لأفضل ممثلة، وكان مرشح للجائزة 5 ممثلات هم، ڤيولا ديفيس عن فيلم عن فيلم «Ma Rainey's Black Bottom»، أندرا داي عن فيلم «The United States vs. Billie Holiday»، كاري موليجان عن فيلم «Promising Young Woman»، فانيسا كيربي عن فيلم «Pieces of a Woman»، فرانسيس مكدورماند عن فيلم «Nomadland».

بينما حصد فيلم "الأب – The Father" للنجم العالمي أنتوني هوبكنز، جائزة الأوسكار لأفضل سيناريو مقتبس، وهو الفيلم الذي يروي قصة رجل عجوز في الثمانين من العمر يبدأ في مواجهة تدهور مطرد في ذاكرته “الزهايمر”، و مدى تأثير ذلك عليه وعلى عائلته.
الفيلم من إنتاج بريطاني فرنسي مشترك وتم عرضه لأول مرة في حفل افتتاح الدورة الثانية والأربعين من مهرجان القاهرة السينمائي
وكان مرشح للجائزة 5 ممثلين هم، جاري أولدمان عن فيلم «Mank»، شادويك بوسمان عن فيلم «Ma Rainey's Black Bottom»، ريز أحمد عن فيلم «Sound of Metal»، ستيفن يون عن فيلم «Minari»، أنتوني هوبكنز عن فيلم
«The Father».

تم تقديم جائزة جان هيرشولت الإنسانية للأكاديمية إلى تايلر بيري، تقديراً لجهوده الخيرية.

ونال الممثل دانيال كالويا جائزة أوسكار لأفضل ممثل مساعد بعام 2021 للدورة الـ93، عن دوره بفيلم «Judas and the Black Messiah»، وكان مرشح للجائزة 5 ممثلين هم، ساشا بارون كوهين عن فيلم «The Trial of the Chicago 7»، لاكيث ستانفيلد عن فيلم Judas and the Black Messiah»، ليزلي أودوم جونيور عن فيلم «One Night in Miami»، بول راجي عن فيلم «Sound of Metal»، دانيال كالويا «Judas and the Black Messiah».

وحازت الممثلة يون يوه جونج جائزة أوسكار لأفضل ممثلة مساعدة بعام 2021 للدورة الـ93، عن دورها بفيلم «Minari»، وكان مرشح للجائزة 5 ممثلات هم، أماندا سيفريد عن فيلم «Mank»، أوليفيا كولمان عن فيلم «The Father»، جلين كلوز عن فيلم «Hillbilly Elegy»، ماريا باكالوفا عن فيلم «Borat Subsequent Moviefilm: Delivery of Prodigious Bribe to American Regime for Make Benefit Once Glorious Nation of Kazakhstan»، يون يوه جونج عن فيلم «Minari».

وحصد فيلم «MANK»، جائزة أوسكار لأفضل تصوير سينمائي بعام 2021 للدورة الـ93، وكان مرشح للجائزة 5 أفلام وهي، فيلم «JUDAS AND THE BLACK MESSIAH»، وفيلم «NEWS OF THE WORLD»، وفيلم «NOMADLAND»، وفيلم «THE TRIAL OF THE CHICAGO 7»، و«MANK».

وفاز فيلم «SOUL»، بجائزة أوسكار لأفضل موسيقى تصويرية بعام 2021 للدورة الـ93، وكان مرشح للجائزة 5 أفلام وهي، فيلم «DA 5 BLOODS»، وفيلم «NEWS OF THE WORLD»، وفيلم «MANK»، وفيلم «MINARI»، وفيلم «SOUL».

وحصدت أغنية «fight for you»، جائزة أوسكار لأفضل أغنية لفيلم بعام 2021 للدورة الـ93، عن فيلم «Judas and the Black Messiah»، وكان مرشح للجائزة 5 أغاني وهي، أغنية «HEAR MY VOICE» عن فيلم «The Trial of the Chicago 7»، وأغنية «HUSAVIK» عن فيلم «Eurovision Song Contest: The Story of Fire Saga»، وأغنية «SEEN» عن فيلم «The Life Ahead»، وأغنية «SPEAK NOW» عن فيلم «One Night in Miami»، وأغنية «fight for you» عن فيلم «Judas and the Black Messiah».

واستطاع فيلم «TENET» أن يفوز بجائزة أوسكار لأفضل تأثيرات بصرية بعام 2021 للدورة الـ93، وكان مرشح للجائزة 5 أفلام وهي، فيلم «LOVE AND MONSTERS»، وفيلم «THE MIDNIGHT SKY»، وفيلم «MULAN»، وفيلم «THE ONE AND ONLY IVAN»، وفيلم «TENET».

ونال فيلم «COLETTE» للمخرجين أنتوني جاكينو، أليس دويارد، جائزة أوسكار لأفضل فيلم وثائقي قصير بعام 2021 للدورة الـ93، وكان مرشح للجائزة 5 أفلام وهي، فيلم «A CONCERTO IS A CONVERSATION»، وفيلم «DO NOT SPLIT»، وفيلم «HUNGER WARD»، وفيلم «A LOVE SONG FOR LATASHA»، وفيلم «COLETTE».

وفاز فيلم «My Octopus Teacher» للمخرجين بيبا إرليخ، جيمس ريد، كرايج فوستر، جائزة أوسكار لأفضل فيلم وثائقي طويل بعام 2021 للدورة الـ93، وكان مرشح للجائزة 5 أفلام وهي، فيلم «COLLECTIVE»، وفيلم «CRIP CAMP»، فيلم «THE MOLE AGENT»، فيلم «TIME»، فيلم «My Octopus Teacher».

وحصد فيلم «SOUL»، جائزة أوسكار لأفضل رسوم متحركة بعام 2021 للدورة الـ93، وكان مرشح للجائزة 5 أفلام وهي، فيلم «ONWARD»، وفيلم «OVER THE MOON»، وفيلم «A SHAUN THE SHEEP MOVIE: FARMAGEDDON»، وفيلم «WOLFWALKERS»، وفيلم «SOUL».

وأقتنص فيلم «TWO DISTANT STRANGERS»، جائزة أوسكار لأفضل لايف أكشن لفيلم قصير بعام 2021 للدورة الـ93، وكان مرشح للجائزة 5 أفلام وهي، فيلم «FEELING THROUGH»، وفيلم «THE LETTER ROOM»، وفيلم «THE PRESENT»، وفيلم «WHITE EYE»، وفيلم «TWO DISTANT STRANGERS».

واستطاعت المخرجة الصينية كلوي تشاو، أن تفوز بجائزة أوسكار أفضل إخراج بعام 2021 للدورة الـ93، عن فيلمها «Nomadland»، وكان مرشح للجائزة 5 مخرجين وهم، توماس فنتربيرج عن فيلم «ANOTHER ROUND»، ديفيد فينشر عن فيلم «MANK»، ي إسحاق تشونج عن فيلم «MINARI»، إيميرالد فينيل عن فيلم «PROMISING YOUNG WOMAN»، كلوي تشاو عن فيلم «Nomadland».

ونال فيلم «Promising Young Woman»، جائزة أوسكار لأفضل سيناريو أصلي بعام 2021 للدورة الـ93، وكان مرشح للجائزة 5 أفلام وهي، فيلم «Sound of metal»، وفيلم «Minari»، وفيلم «Judas and the Black Messiah»، وفيلم «The Trial of the Chicago 7»، وفيلم «Promising Young Woman».

وحصد فيلم «The Father»، جائزة أوسكار لأفضل سيناريو مقتبس بعام 2021 للدورة الـ93، وكان مرشح للجائزة 5 أفلام وهي، فيلم «BORAT SUBSEQUENT MOVIEFILM: DELIVERY OF PRODIGIOUS BRIBE TO AMERICAN REGIME FOR MAKE BENEFIT ONCE GLORIOUS NATION OF KAZAKHSTAN»، وفيلم «NOMADLAND»، وفيلم «ONE NIGHT IN MIAMI»، وفيلم «THE WHITE TIGER»، وفيلم «THE FATHER».

واستطاع الفيلم الدنماركي «ANOTHER ROUND»، أن يفوز بجائزة أوسكار لأفضل روائي دولي بعام 2021 للدورة الـ93، وكان مرشح للجائزة 5 أفلام وهي، فيلم «BETTER DAYS» من الصين، وفيلم «COLLECTIVE» من رومانيا، وفيلم «THE MAN WHO SOLD HIS SKIN» من تونس، وفيلم «QUO VADIS, AIDA?» من البوسنة والهرسك، وفيلم «ANOTHER ROUND» من الدنمارك.

وحصد فيلم «SOUND OF METAL»، جائزة أوسكار لأفضل مونتاج صوتي بعام 2021 للدورة الـ93، وكان مرشح للجائزة 5 أفلام وهي، فيلم «GREYHOUND»، وفيلم «MANK»، وفيلم «NEWS OF THE WORLD»، وفيلم «SOUL»، وفيلم «SOUND OF METAL».

ونالت مصممة الأزياء آن روث، جائزة أوسكار لأفضل تصميم أزياء بعام 2021 للدورة الـ93، عن فيلم «MA RAINEY'S BLACK BOTTOM»، وكان مرشح للجائزة 5 مصممين أزياء وهم، ألكسندرا بيرن عن فيلم «EMMA»، تريش سامرفيل عن فيلم «MANK»، بينا دايجلر عن فيلم «MULAN»، ماسيمو كانتيني بارني عن فيلم «PINOCCHIO»، آن روث عن فيلم «MA RAINEY'S BLACK BOTTOM».

كما نال ميا نيل وجاميكا نيلسون، جائزة أوسكار لأفضل مكياج وتصفيف شعر بعام 2021 للدورة الـ93، عن فيلم «MA RAINEY'S BLACK BOTTOM»، وكان مرشح للجائزة 5 أفلام وهي، فيلم «Pinocchio»، وفيلم «Mank»، وفيلم «Emma»، وفيلم «Hillbilly Elegy»، و«MA RAINEY'S BLACK BOTTOM».

وكعادتها تعرضت الأكاديمية لنقد شديد وهجوم لاذع؛ لاختيارها النجم العالمي أنتوني هوبكنز للفوز بجائزة أفضل ممثل عن فيلم "الأب"، بدلا من اختيار الراحل تشادويك بوسمان في فيلم "قاع ما ريني الأسود"، وانهالت الرسائل المودعة للراحل التي حمل معظمها عبارة "بفوز الأوسكار أو بدونه، تشادويك أنت بطلنا الفائز دائما بأعمالك التي سيخلدها التاريخ، أنت في قلوبنا إلى الأبد".

ومن الطرائف التي شهدها الحفل، تعرض النجم العالمي خواكين فينيكس، لبعض الدعابات من الجمهور، الذي سخر من انتهاء الحفل بتقديمه لجائزة أفضل ممثل التي كانت من نصيب أنتوني هوبكنز؛ ظنا منهم أن فينيكس وراء تلك الخدعة لاختيار هوبكنز بدلا من تشادويك بوزمان.

 

الشروق المصرية في

27.04.2021

 
 
 
 
 

فيلم «الهدية»… ونتفليكس والأوسكار

سليم البيك

يحتمل فيلم «الهدية» لفرح نابلسي أكثر من حديث سينمائي. يحتمل حديثاً يتخطى الفيلمَ من دقيقته الأولى إلى الأخيرة. لهذا الحديث بعدان يُختصَران بكلمة هي «الوصول». ولأن الحديث، هنا، يكون في ما هو خارج الفيلم، فليس الوصول المقصود به، هنا، هو حبكة الفيلم القصير السريعة، في وصول شخصيتَيه الرئيسيتَين، في نهايته، إلى غايتهما، وإن بعقبات كان أقساها المرور عبر الحاجز الإسرائيلي مرتَين، ذهاباً وإياباً.

لكن، الوصول هنا يكون في ما هو خارج الفيلم، هو كذلك عمل شاق، هو كذلك، بالوصول إلى غايته، حدثٌ يُحتفى به. الأول هو الوصول إلى الجائزة «ترشيحا» والثاني هو الوصول إلى المُشاهد، وبينهما علاقة. الأول هو تلقي التقدير العالمي (بالترشح للجائزة) والثاني هو تلقي التقدير الفلسطيني (بالمشاهدة).

قبل ذلك، لا بد من المرور سريعاً على الفيلم. هو لم يأتِ بجديد في عموم الحكايات الفلسطينية التي نشاهدها، هي سياقات متكررة تصل مرات حد الملل والامتلاء بالكليشيهات والخطابات، كأنها تركيبة ثابتة، تُنسَخ/تُلصَق، يلجأ إليها مخرجون فلسطينيون لضمان استقبال جماهيري وقبول مهرجاناتي، نوعا ما . في تجربة فرح نابلسي مع هذه التركيبة ذاتها، عناصر أدت إلى أن ينال الفيلم هذا الاستقبال وذلك القبول.

الفيلم قصير، ثلث ساعة، ما يجعله مكثفا بالضرورة، ويُسقِط من السياقات الفلسطينية المكرورة كل الزوائد التي نشهدها في أفلامٍ بأربعة أو ستة أضعاف مدة هذا الفيلم. «الهدية» كذلك، مصنوع بحرفية يعز حضورها في الأفلام الفلسطينية، أحكي عن فنية العمل لا تقنيته، عن الإحساس لا الفعل، الألوان الديكورات زوايا التصوير حركات الكاميرا وغيرها، إضافة إلى الحوارات المختصَرة بتركيز على الصورة المصنوعة بشكل جيد، وهذا أساسي، لا رمال متحركة هنا تلتهم الفيلم بشعارات وطنية مفتعَلة، بل ضعف وهشاشة إنسانيين. قصر مدة الفيلم مرفَقاً بصناعة جيدة، أعطيا فرصة للتركيز على البعد الإنساني فيه، متخطياً الحالة الفلسطينية إلى حالة إنسانية عامة، حضور الطفلة كان العنصر الأساسي في ذلك، الظروف التي عاشتها خلال الدقائق العشرين من الفيلم. هذا كله ضَمنَ للفيلم الوصول الذي ناله اليوم، وهو التنافس على جائزة الأوسكار للفيلم القصير «لم ينلها» وكل هذا لا يجعله رائعاً، لكنه جميل ووصولُه يُسعِد.

نال الفيلم جوائز أهمها البافتا لأفضل فيلم بريطاني قصير، جائزة أفضل روائي قصير في مهرجان بروكلين السينمائي، جائزة الجمهور في مهرجان كليرمون – فيران للأفلام القصيرة. لن أطرح سؤالاً حول استحقاق الفيلم لكل ذلك، خاصة الترشح للأوسكار. فهذا سؤال لا يفلت منه أي فيلم لأي جائزة، ولا تهمني، هنا، الإجابة عنه في أفلامٍ منافسة له على الجائزة. بالتالي، القول إن الفيلم لا يستحق كل تلك الجوائز، جائزٌ، إنما كذلك جائزٌ على كل ما ينال أوسكار أفضل فيلم والسعفة الذهبية والدب الذهبي والأسد الذهبي وغيرها. ليس هذا نقاشي هنان بل، لنقاشي جانبان: الفيلم بالمقارنة مع أفلام فلسطينية أخرى، يستحق قبل معظمها الوصول إلى جوائزه. والفيلم – وهذا الأهم – ينقل حكاية فلسطينية إلى مشاهدين من العالم، وهذا أحد الوصولَين المذكورَين، الوصول إلى هذا المهرجان وذاك الحفل، يعني كذلك وصولاً لحكاية فلسطينية، لا إلى المهرجان والحفل وحسب، بل إلى ما يمكن أن يحمله إليه المهرجانُ والحفل، أي إلى إيصال حكايتنا الفلسطينية، انتشارها، أو جزء بسيط منها، إلى مشاهدين أكثر وأكثر من العالم. وهذه نقطة أساسية يكون ذلك بصناعة فنية لافتة (فلسطينياً).

الوصول الآخر الذي ناله الفيلم – وهو لا يقل أهمية، ومتربط بالأول- هو بثه على شبكة نتفليكس (في كل العالم تقريباً) ما جعل الفيلم، بوصوله إلى هذا الحفل وذاك المهرجان، يصل إلى جمهوره العالمي في البيوت، بالتزامن. وذلك يتضمن – وهذا هو الوصول الثاني الضروري – الجمهورَ الفلسطيني. فها هو – أخيراً- فيلم فلسطيني يسمع عنه الفلسطينيون في العالم كله، ينال صيتاً جيداً في العالم، يمكنهم، على شاشاتهم، مشاهدته. وهذا ما لم يكن متاحاً لغيره من قبله. فنال أهل الفيلم، وجمهورهم المحلي المشتت في كل العالم، إمكانية المشاهدة الآنية.

لم ينّل الفيلمُ الأوسكار.لابأس، ترشيحه زاد من وصول الفيلم إلى الناس، بالتالي الحكاية الفلسطينية إليهم، والبعد الإنساني فيها يزيد من حظوظها لتماهي المُشاهد معها، دون أن يضطر للمرور بحاجز واحد في حياته، ودون أن يضطر لأن يكون أباً قد يعجز عن حماية ابنته، ودون أن يكون مشوار شراء هدية للزوجة بهذا الشقاء.

كنت قد كتبت عن الفيلم هنا («القدس العربي» 11/يونيو/حزيران 2020). كان حديثاً عن الفيلم وليس عما هو خارجه، عن «عادية الشر» التي يعيشها الفلسطيني في يومياته. لكن، يستحق الفيلم اليوم تناولاً للحالة التي أحدثها، وهي غير مسبوقة فلسطينياً بفعل تزامن بث نتفليكس وترشيح الأوسكار وجائزة البافتا. ولا يحتاج لأن يكون فيلماً رائعاً أو عظيماً لينال تلك الحالة، بل تقاطع العناصر المذكورة في هذه المقالة، في ما هو داخل الفيلم، وخارجه، تكفيه. وفنية العمل تكفيها لتنقل هشاشة فلسطينية تمس إنسانية أي مشاهد يمكن لإنسانيته هذه، بحدودها الأدنى، أن تُمس.

كاتب فلسطيني

 

القدس العربي اللندنية في

29.04.2021

 
 
 
 
 

هل انتهى زمن الأوسكار؟

محمد صبحي

ليس اللبنانيون وحدهم مَن لم يشاهدوا حفلة جوائز الأوسكار، بل الأميركيون أنفسهم أيضاً. تختلف الأسباب والنتيجة واحدة.

لنتخيّل فيلماً يضم براد بيت ورينيه زيلويغر ويواكين فينيكس وأنجيلا باسيت، وعدداً قليلاً من نجوم هوليوود الآخرين، كتيبة تمثيلية من الصفّ الأول، لكن بالكاد يجد هذا الفيلم المدجج بالنجوم جمهوراً. هذا بالضبط ما حدث لحفلة جوائز الأوسكار في نسختها الأخيرة. رغم أن أكاديمية هوليوود المانحة للأوسكار، وضعت رهانها على ستيفن سودربيرغ، السينمائي الخبير في أنواع فيلمية متباينة وسياقات إنتاجية نقيضة، لابتكار حفلة تستحق المشاهدة والمتابعة في زمن الجائحة لأشهر جوائز الأفلام في العالم، جوائز الأوسكار. النتيجة؟ بدلاً من 23.6 مليون شخص كما في العام الماضي، فقط 9.85 مليون أميركي شاهدوا الحفلة على التلفاز والشاشات الأخرى (الأرقام الدولية غير متوافرة بعد). رقم قياسي سيئ جديد، بعدما نجحت نسخة العام الحالي في تجاوز سوء نسبة المشاهدة في العام الماضي التي سجّلت أسوأ أرقامها حتى تاريخها.

إذن ما الخطأ الذي حدث في ليلة الأوسكار 2021؟ هل تؤكد أعداد المشاهدين الضعيفة عدم اهتمام جماهيري بعروض الجوائز أثناء الوباء، وضعاً في الاعتبار أن احتفالات "غرامي" و"غولدن غلوب" الأخيرة سجّلت أيضاً نسبة مشاهدات منخفضة قياسية؟ أم أننا وصلنا بالفعل إلى النقطة التي انتهى فيها زمن عروض الجوائز، خاصة السينمائية منها، بعد تراجع حثيث في الاهتمام الجماهيري استمر لسنوات عديدة، وسينتهي بها الأمر إلى مادة لعناوين وأخبار الميديا بعدما أضحت مقطوعة الصلة ثقافياً؟

بدايةً، في ليلة الأوسكار لهذا العام، كان مقدمو العرض، مثل براد بيت وزيلويغر والبقية، أسماء بارزة ومعروفة. فيما على العكس منهم، كان الممثلون والممثلات مثل ريز أحمد وأندريه داي وستيفن يون ولاكيث ستانفيلد وماريا باكالوفا ويون يو جيونج، الذين برّرت إنجازاتهم الفنية تماماً ترشيحاتهم وتواجدهم في تلك الليلة/الحفلة؛ غير معروفين سوى لعدد قليل. بول راسي، المُرشّح لجائزة أفضل ممثل مساعد، فوجئ بنفسه على السجادة الحمراء في قلب أضواء وبهرجة لم يعتد عليها. إن كان في الإمكان المقارنة بين ليلة الأوسكار، وجريدة تابلويد ونميمة، حينها سيغدو الانخفاض الكبير في نسب المشاهدة مفهوماً، بل وربما مؤشراً جيداً للأكاديمية.
"مانك" مَن؟

حتى الأفلام التي كان من الممكن تكريمها هذه المرة، كانت معروفة مسبقاً لعدد أقل بكثير من المشاهدين، مقارنة بالأفلام المماثلة في الماضي. "مانك"، المتصدّر للسباق بعشرة ترشيحات والمدجج ببطولة نجمين مثل غاري أولدمان وآماندا سيفريد، طُرح في "نتفليكس" خلال الربع الاخير من العام الماضي. تضم خدمة البث حالياً أقل من 75 مليون مشترك في الولايات المتحدة وكندا (منذ العام 2020، لم تعد "نتفليكس" تعلن أرقام مشتركيها في الولايات المتحدة بشكل منفصل؛ وهم الذين يمثلّون حوالي 90% من إجمالي الاشتراكات). وفقًا لمسح أميركي نُشر قبل فترة وجيزة من حفلة توزيع جوائز الأوسكار، أفاد 18% فقط من المستجوَبين بعلمهم بفيلم "مانك"، وهي النسبة المئوية نفسها لمشتركي "نتفليكس" الأميركيين بالنسبة إلى سكان الولايات المتحدة. بعبارة أخرى، يبدو أن الفيلم لم يكن له تأثير واسع النطاق، أبعد من مشتركي "نتفليكس" أنفسهم. ربما اكتسبت منصّات البث زخماً ومشتركين اضافيين بسبب الوباء والإغلاق، وصحيح أنها سرّعت عمليات إنتاجاتها الأصلية لتوسيع طاولة عروضها، لكنها، من الناحية الثقافية، تظل صوامع كبيرة مؤطرة، مثل مجتمعات الكومباوند المسوَّرة والمعزولة عن خارجها:  نادراً ما يلاحظ أي شخص خارجها إنتاجاتِها الخاصة.

الإلمام بالأفلام وأبطالها يعد حافزاً مهماً للمشاهدين المحتملين لحفلة الأوسكار في المقام الأول، بالمنطق الذي يذهب به الناس إلى السينما بسبب اسم ممثل واعد في ملصق فيلم. بالإضافة إلى ذلك، بالطبع، كانت هناك ظروف الوباء هذا العام: أعلن منظمو الأوسكار في وقت مبكر أن حفلة تضمّ مئات المشاركين لن تكون ممكنة في مسرح دولبي (المكان المعتاد لإقامة الحفلة)، وأن الحفلة ستُوزّع على أماكن أخرى. لهذا السبب وحده، كانت كثافة النجوم على السجادة الحمراء أقل بشكل متوقع. هذا بدوره قلّل من اهتمام صناعة الأزياء ومصمميها المشاهير، الذين تمثل لهم أي حفلة توزيع جوائز منصّة إعلانية مثالية. مَن كان يُفترض به تقديم وتسويق كل الفساتين الفاخرة والمجوهرات باهظة الثمن؟ يمكن لأي شخص كان هناك ليلة الإثنين، رؤية أنه، باستثناء كاري موليغان وآماندا سيفريد، لم ترتد أي حاضرة فستاناً لافتاً. البهجة؟ فتنة النجومية و"غلامور" الممثلين والممثلات كان مُقطّراً وشحيحاً تلك الليلة.

مستقبل ضبابي

لا تكشف قلة الاهتمام الحالية سوى عن ماهية جوائز الأوسكار وفقاً لقوانينها الخاصة، كحدث تسويقي، وليس بأي حال من الأحوال كاحتفالية تكريم الفن السينمائي المتميّز أو غيرها من الكلمات المجانية. تستثمر الأكاديمية - وصناعة السينما - ملايين الدولارات كل عام لجلب جمهور أكبر إلى شريحة محددة جداً من الأفلام. لا تحتاج الأفلام الرائجة مثل "فاست آند فوريوس" أو قصص الأبطال الخارقين، إلى هذا الدعم، فيما تعيش أفلام "الآرتهاوس" في مكانها المحدّد بقواعد تخصّها دون غيرها. تهدف جوائز الأوسكار إلى الترويج لأفلام بين الصنفين المذكورين، أي أفلام جيدة يمكن أن تجد جمهوراً لكنها قد تغرق في السوق إذا لم تُمنح الاهتمام الكافي. كيف يأتي الاهتمام؟ بجائزة أوسكار. بعد الحفلة وتوزيع الأنصبة، يقرّر الكثير ممن ينتابهم الشك أمام شباك التذاكر، اختيار الدخول إلى ذلك الفيلم الذي يزيّن ملصق إعلانه صورة التمثال الذهبي الصغير.

هذا العام، كانت الأفلام المُرشّحة، أفلاماً جيدة. ليست فارقة ولا عظيمة، إنما جيدة في المجمل. لكن في أجزاء كثيرة من العالم، لا يمكن للجمهور مشاهدة هذه الأفلام في الوقت الحالي في شاشات السينما الكبيرة. دور السينما مغلقة، ومشغّلوها يعانون الخسائر بعد أكثر من سنة من الوباء. عندما تسلّمت فرانسيس مكدورماند جائزتها لأفضل ممثلة، ألقت خطاباً قصيراً وعاطفياً بلغ ذروته بنداء "شاهدوا الأفلام على أكبر شاشة ممكنة". بدا الأمر وكأنه صرخة يائسة طلباً للمساعدة.

قد لا تكون جوائز الأوسكار ذات قيمة في حد ذاتها، أو يعتمد وزنها على شهرتها أكثر من مصداقيتها، أو أنها معرض لفئة معيّنة من الأفلام، لكنها كانت دائماً مقياساً لحالة السينما ووضعها. وربما يكون مستقبلها، فضلاً عن مستقبل صناعة السينما الكلاسيكية، أكثر ضبابية مما بدا ليلة الإثنين الماضي.

جيل جديد

وجدت دراسة حديثة أجرتها شركة ديلويت الاستشارية حول اتجاهات الاستهلاك في وسائط الميديا الرقمية أن أبناء الجيل Z، ممن تتراوح أعمارهم بين 14 و24 عاماً، بالكاد يقضون وقتهم في مشاهدة الأفلام أو مقاطع الفيديو، مفضّلين النشاط في وسائل التواصل الاجتماعي وممارسة الألعاب. الشباب يريدون التفاعل والبقاء على إطلاع بآخر الصيحات والموضات. وعلى عكس الأجيال التي سبقتهم، وفقاً لهذه الدراسة، يبدو أن هذه الفئة العمرية لن تتخلى عن عاداتها مع تقدّمها في السن. إذا كان هذا التوقع دقيقاً، فسيؤدي إلى تغيير صناعة الأفلام، ولا يهمّ ما إذا كانت شركات الإنتاج التقليدية أو مزودو خدمات البث الأحدث عمراً، هي من ستتولّى المهمّة. قد تكون شركات مثل "نتفليكس"، التي تقدم محتوى حصرياً من الأفلام والمسلسلات، في وضع أسوأ من، على سبيل المثال، شركة مثل ديزني، التي لديها بالفعل طاولة عروض ترفيهية وتفاعلية أوسع. لاحقاً سيتمكن الجميع من قضاء أوقات فراغهم في فعل ما يحلو لهم. الأفلام ليست سوى جزء من تلك النشاطات. سيستمر انخفاض عدد الأفلام التي سيشاهدها الجميع في مرحلة ما، أو تلك التي تجتذب جمهوراً واسعاً للحديث عنها. هذه ليست أوقاتاً ذهبية للأوسكار ومثيلاتها.

إصرار أكاديمية هوليوود على قرارها الخاطئ للعام 2018، والذي أُتخذ غداة ضجة كبيرة في "تويتر" رافقت إعلان اسم مقدّم الحفلة، وانتهى بإقامتها بلا مُضيف للسنة الثالثة على التوالى.. مردّه خوف شديد مما يمكن أن تجلبه سلاطة لسان هذا المضيف أو تلك المضيفة، مثلما فعل الممثل الكوميدي ريكي جيرفيس العام الماضي في حفلة جوائز "غولدن غلوب". لكن في الوقت ذاته، وفي حين أن الأرقام لا تكذب، وجماهيرية الأوسكار في الحضيض تقريباً، ونجوم السينما والتلفزيون أكثر ثراءً وقوة اليوم من أي وقت مضى، إلا أن استعدادهم للضحك على أنفسهم تضاءل عالمياً، مثلما انخفض مستوى دهشة الجمهور حين علمه بمساوئ صناعة السينما وبيزنس الترفيه. رغم تلك المعطيات، ما زالت الأكاديمية مرعوبة من خدش نرجسيتها أو النظر سريعاً في مرآة حقيقتها، ما يؤشر إلى استمرار أزمتها الوجودية، مثلما استمرار بحثها عن شرايين جديدة لتقديم نفسها من جديد بصورة تلائم تغيّرات الزمن ومستجدات الصناعة، ليس في أميركا فحسب، بل في العالم كله.

 

المدن الإلكترونية في

29.04.2021

 
 
 
 
 

بعد فوزه بالأوسكار عرض فيلم آنتوني هوبكنز The Father فى المملكة المتحدة

كتب علي الكشوطي

تستقبل دور العرض فى المملكة المتحدة يوم 11 يونيو   فيلم "الأب - The Father" من إخراج فلوريان زيلر وذلك وفقا لموقع imdb، وهو الفيلم الذي شهد مهرجان القاهرة السينمائي عرضه الأول بالعالم العربي وأفريقيا وفاز بالأوسكار أفضل ممثل من نصيب آنتوني هوبكنز وأفضل سيناريو مقتبس.

الفيلم من إنتاج المملكة المتحدة وفرنسا، ويعد التجربة الأولى في السينما لمخرجه الكاتب الروائي والمسرحي الفرنسي فلوريان زيلر، والذي تحولت كثير من مسرحياته إلى أفلام سينمائية، ومن بينها "الأب" الذي كتب له السيناريو كريستوفر هامتون الحاصل على الأوسكار عن فيلمه "Dangerous Liaisons- علاقات خطرة".

وتدور أحداث الفيلم، حول أب مسن يرفض الاعتراف بتقدمه في العمر، ولا يقبل المساعدات التي تقدمها له ابنته، وتكون المعضلة الأكبر عندما يبدأ شعوره يهتز بالأشخاص والعالم من حوله

الفيلم الذي وضعه المتابعون للسينما في صدارة الأعمال التي تنافس على جوائز الأوسكار وبالفعل حصد جائزتين، ويقدم فيه دور الأب، آنتوني هوبكنز الذي يعد أحد أبرز الممثلين في العالم، والحاصل على أرفع الجوائز، ومنها الأوسكار والبافتا وإيمي وسيسل بي دوميل، وتشاركه البطولة في دور الابنة الممثلة الإنجليزية الحاصلة على الأوسكار أوليفيا كولمان، كما يشارك أيضا الممثل الإنجليزي روفَس سيوَل في دور زوج الابنة.

 

اليوم السابع المصرية في

29.04.2021

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004