ملفات خاصة

 
 
 

الأوسكار في حفلها الـ93: "نومادلاند" وأنتوني هوبكنز والبقية

نديم جرجوره

جوائز الأكاديمية الأمريكية للفيلم

الدورة الثالثة والتسعون

   
 
 
 
 
 
 

الانطباع الأول، الذي أعلنه متابعون عديدون للحفل الـ93 لتوزيع جوائز "أوسكار" الهوليوودية (25 أبريل/ نيسان 2021)، يعكس نفوراً ومملاً من احتفال، يُفترض به أنْ يكون الأهمّ والأجمل في صناعة السينما الأميركية والعالمية، والأكثر جذباً للمُشاهدين في العالم. لكنّ الحالة المسيطرة على كلّ شيء، منذ تفشّي وباء كورونا نهاية عام 2019، تُحتّم اتّخاذ إجراءات كثيرة، تحرص على السلامة الصحّية للجميع، ما أدّى إلى اختيار "محطة يونيون" في لوس أنجليس مكاناً للحفل الأخير، مع فتح أبواب "مسرح دولبي"، حيث يُقام الحدث سنوياً، لمرافقة الاحتفال افتراضياً.

كما أنّ المرشّحين الأوروبيين لم يتمكّنوا من المجيء، فتابعوا الوقائع عبر الإنترنت، في باريس ولندن. لكنّ النفور والملل لم يتمكّنا من الحؤول دون متابعة الحفل. فالاهتمام بالسينما أساسيّ، والرغبة في معرفة نتائج أهمّ جوائز سينمائية في العالم، أقوى من أي شيء آخر، والوقائع الجديدة، المنبثقة من كورونا، تحرّض على اطّلاع مباشر لمعرفة كيفية التعامل مع وباء كهذا، ومع شروطه المفروضة على الجميع.

كما أنّ السياسة، وارتباطها بأحوال أميركا في الاجتماع والاقتصاد والثقافة والعلاقات، تحثّ على معاينة تفاصيل الحفلة، فـ"أوسكار" يحمل في طياته، إلى كونه أهمّ جائزة سينمائية، سياسة وإعلاماً وأحوالاً أميركية داخلية. ففوز "نومادلاند" (أرض الرّحل)، للصينية الأميركية كلوي تشاو بثلاث جوائز في فئات أساسية، أي أفضل فيلم للمنتجين، وبينهم تشاو نفسها، وأفضل إخراج، وأفضل ممثلة لـ فرانسيس ماكدورماند (المُشاركة أيضاً في إنتاجه)، من أصل 6 ترشيحات، غير بعيدٍ عن موقفٍ تريد "أكاديمية فنون الصورة المتحرّكة وعلومها" (مانحة الجوائز) إعلانه إزاء خرابٍ يعتمل في الاجتماع الأميركي، من خلال تكريم فيلمٍ يتناول أحوال المشرّدين في الطرقات، جرّاء أزمات الاقتصاد والمال والعيش.

أما "تغييب" فيلم آرون سوركِن، "محاكمة شيكاغو 7" (The Trial Of The Chicago 7)، فيُعبِّر ضمنياً عن موقفٍ آخر، بعدم منحه جائزة واحدة على الأقلّ من الجوائز الأساسية، علماً أنّه مُرشّح لـ6 منها، أبرزها في فئات أفضل تصوير وأفضل سيناريو أصلي وأفضل مونتاج. لكنّ هذا غير منسحبٍ على الجوائز كلّها، من دون أنْ تلتزم الأكاديمية أخلاق المهنة كلّياً. فغالبية مواقفها مستلّة من راهنٍ يترافق ولحظة التصويت للجوائز، والتوجّهات العامّة تبدو كأنّها أساس التصويت والاختيار معاً

ولعلّ أكثر الأمثلة وضوحاً في هذا الإطار، ما نقله الصحافي أندرو مارزال، في تقرير له وزّعته وكالة "فرانس برس" قبل يومٍ واحد على موعد الحفلة، عن بِتْ هامّوند، كاتب عمود في الموقع السينمائي "ديدلاين"، في حديثه عن كلوي تشاو: "سيُصوّتون لها حتّى وإنْ لم يُشاهدوا فيلمها". وهذا لاحقٌ على قولٍ لمارك مالكِن، الصحافي في المجلة السينمائية المتخصّصة "فارايتي"، للوكالة نفسها: "لا أتخيّل ألا يحصل "نومادلاند" على الجائزة الكبرى (المقصود بهذا أنْ يحصد الفيلم أكبر عدد من الجوائز الأساسية). ولا أتخيّل ألا تحصل كلوي تشاو على جائزة أفضل إخراج"، مستدركاً بأنّ هذا العام (2020، عام الأفلام المُرشّحة لـ"أوسكار") "غريبٌ جداً"، إلى درجة "أنّنا لن نعرف أبداً ما الذي سيحصل لحظة توزيع الجوائز".

ورغم أنّ أحد التوقّعات قال بإمكانية تكريم الأكاديمية للممثل الراحل تشادويك بوزمان، المتوفّي في 28 أغسطس/ آب 2020، بعد 3 أعوام على تشخيص إصابته بسرطان القولون، بمنحه "أوسكار" أفضل ممثل عن دوره في Ma Rainey’s Black Bottom لجورج سي وولف؛ إلا أنّ التصويت اختار أنتوني هوبكنز (الأب). والفيلم، الذي نالت فيولا ديفيز ترشيحاً رسمياً كأفضل ممثلة عن دورها فيه، يروي سيرة مَا رايني، الملقّبة بـ"أمّ البلوز"، عند اشتغالها على ألبوم جديد لها، في شيكاغو، عام 1927. أيكون حجب الجائزتين هاتين متأتٍ، أيضاً، من انفضاض "أكاديمية فنون الصورة المتحرّكة وعلومها" عن "شيكاغو" برمّتها؟ غياب "محاكمة شيكاغو 7" عن الجوائز الأساسية يُشبه، إلى حدّ كبير، غياب "مانك" لديفيد فينشر عنها، مع فرقٍ واحد بين الفيلمين، يتمثّل بترشيح الأول لـ6 جوائز، والثاني لـ10، نال منها جائزتي أفضل تصوير (إيريك مسّيرسشميدت) وأفضل ديكور وإدارة فنية (دونالد غراهام بيرت ويان باسكال).

وإذْ يغوص الأول في أحوال أميركا، عبر أسئلة العنصرية والاجتماع الأميركي وحرب فيتنام وانتخابات الرئاسة الأميركية نهاية ستينيات القرن الـ20؛ فإنّ الثاني يعرض بعض تلك الأحوال أيضاً، لكنْ في فترات زمنية أخرى، عبر حكاية السيناريست هرمان جي. مانكيافيتز، في فترة كتابته "المواطن كاين"، الذي أخرجه أورسون ويلز عام 1941. لكنّ آراء نقدية غربيّة عدّة لم تكن كلّها إيجابيّة إزاء "مانك"، المعتَمِد على الأسود والأبيض في استعادة مرحلة مضطربة في التاريخ الأميركي، تلت "الانهيار (الاقتصادي) الكبير" عام 1929.

في مقابل الصدمة السلبيّة، المنبثقة من تغييب "محاكمة شيكاغو 7"، رغم أهميته السينمائية، موضوعاً ومعالجةً ومسائل مرتبطة بالعنصرية وتاريخ أميركا وراهنها في عهد دونالد ترامب تحديداً؛ هناك فوز أجمع كثيرون عليه منذ عرض الفيلم للمرّة الأولى قبل أشهرٍ: فوز أنتوني هوبكنز بـ"أوسكار" أفضل ممثل، عن دوره في "الأب" لفلوريان زيلّر، المخرج الفرنسي الذي حصل، مع كريستوفر هامبتون، على جائزة أفضل سيناريو مقتبس، عن مسرحية له بالعنوان نفسه (2012). المفارقة كامنةٌ في أنّ هوبكنز يحصل على هذه الجائزة للمرّة الثانية في حياته المهنية، بعد 30 عاماً على تأديته دور هانيبال ليكتر في "صمت الحملان" (1991) لجوناثان ديمي (الجائزة ممنوحة له في حفلة عام 1992). فمن آكل لحوم البشر، بكلّ ما يمتلكه من جماليات تمثيلية، وتمكّن أدائيّ مذهل في تقديم تلك الشخصية القاتلة والمليئة، في الوقت نفسه، بحساسيات إنسانية وفكرية وثقافية عدّة؛ بات هوبكنز عجوزاً يبلغ 80 عاماً، ويُقيم وحيداً في منزله في لندن، ويرفض كلّ مساعدة من ابنته، قبل أنْ ينزلق شيئاً فشيئاً في عالمٍ، لا حدود فيه بين الواقع والتخيلات والأوهام والرغبات والقلاقل.

عربياً، لم يتمكّن "الرجل الذي باع ظهره"، للتونسية كوثر بن هنيّة، من الفوز بـ"أوسكار" أفضل فيلم عالمي، الذي حصل عليه "ثملٌ" للدنماركيّ توماس فنتربيرغ، علماً أنّ هذا الأخير مُرشّح أيضاً في فئة أفضل إخراج. كما أنّ "الهدية"، للفلسطينية فرح النابلسي، لم يحصل على "أوسكار" أفضل فيلم قصير، الذي ناله "غريبان تماماً" للأميركيين ترافون فري ومارتن ديزموند رو. الحفلة انتهت، لكنّ كورونا يتمدّد، يوماً تلو آخر، في الحياة اليومية للناس، وفي مهنٍ واشتغالات وعلاقات وأحوال. السينما مستمرّة، وأسئلة المنصّات ومدى تمكّنها من السيطرة على المشهد برمّته مطروحة دائماً. "أوسكار" مُطالَبٌ بالخضوع لها، خصوصاً "نتفليكس"، وهذا واضحٌ في لائحة الأفلام الفائزة. فهل سيعتمد الإنتاج والتوزيع والمشاهدة كلّياً على المنصّات فقط، في المقبل من الأيام؟ وإلى متى؟

 

العربي الجديد اللندنية في

27.04.2021

 
 
 
 
 

حفلة الأوسكار تمنح جوائزها في {العام الصعب»

اختلفت وتنوّعت... و«نومادلاند» ميّزها

بالم سبرينغز: محمد رُضا

لم تختلف نتائج الأوسكار عن توقعاتنا التي نشرت يوم أول من أمس إلا في خمس مسابقات من بين المسابقات الأخرى التي سيقت في التحقيق السابق. لكن حفل الأوسكار الـ93 الذي تم يوم أول من أمس (الأحد) حمل مفاجآت عديدة على أكثر من صعيد من أهمها أنه كان بمثابة رد روح للسينما الأميركية عموماً والأوسكار خصوصاً من خلال هذا الاهتمام الشاسع الذي شهده الاحتفال.

هذا الاحتفال لم يكن من بعيد لبعيد، على شبكات الإنترنت وحدها، بل أقيم في قاعة «يونيون ستاشن» ضمّت الجمهور (من السينمائيين) والضيوف والمقدّمين والفائزين أيضاً. بذلك جاءت حفلة الأوسكار مناسبة موقوتة لترفع من درجة الاستعداد لتحدي الأمر الواقع والعودة إلى ما كان عليه الحال قبل أكثر من سنة.

أما ما جاء على نحو شامل، فتكرّس من خلال ظاهرة أخرى مفادها أن الأميركيين كانوا الأكثر توقاً للخروج من شروط الحياة تحت عبء الجائحة. هذا يفسّر الاهتمام الكبير لمتابعة نتائج الأوسكار في عام صعب على مستوى التوقعات والتخمينات وصعب على مستوى التنفيذ والاحتفاء في مثل هذه الظروف.

لكن الاهتمام بالأوسكار لم يكن استثنائياً. إيرادات أيام الجمعة والسبت والأحد الماضيين لصالات السينما تلألأت بنجاحات لم تتحقق منذ أكثر من سنة: بعد أن حصد «غودزيلا ضد كونغ» أكثر من 86 مليون دولار في أسابيع ثلاثة، انطلق فيلمان جديدان جلبا نجاحاً آخر مريحاً بالنسبة لهوليوود: «مورتال كومباكت» حقق 23 مليون دولار و«ديمون سلاير» أنجز 20 مليون دولار. هذا وضع «مورتال كومباكت» في المركز الأول و«ديمون سلاير» في المركز الثاني بينما جاء «غودزيلا ضد كونغ» في المركز الثالث.

سوابق

الفيلم الفائز بالأوسكار لم يكن سوى «نومادلاند»، وفوزه لم يكن مفاجئاً بل متوقعاً بين معظم من تابع التاريخ القريب للترشيحات هذه المرّة. هذا ليس بحد ذاته جديداً. غالباً ما يخرج الفيلم الذي يتوقع النقاد نجاحه كفائز فعلي، لكن المميّز إلى حد بعيد هو أن «نومادلاند» هو أول فيلم في تاريخ الأوسكار يفوز بأقل قدر من النجاح التجاري، إذ بالكاد حقق نحو 3 ملايين دولار من عروضه. ليس أن الناس عزفت عن حضوره، بل هو وليد تلك الأشهر التي تم فيها إغلاق الصالات السينمائية.

هذا وحده يعكس اختلافاً ملحوظاً للأوسكار في الخمس عشرة سنة الأخيرة، عندما أخذت الأفلام المستقلة وتلك التي لا تحقق الكثير من الإيرادات (مثل The Hurt Locker الذي كان جمع 11 مليون دولار قبل فوزه سنة 2010 ثم أضاف إليها 6 ملايين أخرى بعد ذلك الفوز. قبل نحو عقدين من الزمن كان الفوز حليف الأفلام التي تنجز نجاحات تجارية كبيرة حتى وإن كانت ذات مواضيع شائكة، كما الحال - من باب الأمثلة فقط - مع «مدنايت كاوبوي» سنة 1970 أو «صمت الحملان» سنة 1992. في أعوام أخرى اعتادت الأفلام الكبيرة الوقوف فوق المنصّة لتسلم أوسكاراتها مثل «العراب 2» (سنة 1975 وبكل جدارة) و«صوت الموسيقى» (1966) و«باتون» (1971).

«نومادلاند» هو من بين أقل الأفلام التي فازت بتاريخ الأوسكار تكلفة، وما سبق يدخل في نطاق المتغيّرات التي حدثت داخل أعضاء أكاديمية العلوم والفنون السينمائية في العقدين الأخيرين عندما انضم إليها المزيد من السينمائيين الأقل سنّاً من الطاقم القديم والحامل مفاهيم مختلفة عنه أيضاً.

ليس أن «نومادلاند» هو الاستثناء في هذه الدورة، بل انتشر هذا التغيير في جوانب شتّى ولو أن «نومادلاند» حفل بها. فهذه هي المرّة الأولى التي تربح فيها مخرجة (كلووي زاو) بالأوسكار من أصول شرق آسيوية، والمرّة الثانية التي تربح فيها أنثى (بعد كاثرين بيغيلو عن «ذا هيرت لوكر»). زاو لجأت إلى الولايات المتحدة للدراسة والعمل في مطلع السبعينات ولم تغادرها منذ ذلك الحين.

وفي غير «نومادلاند» نالت الكورية الأصل يوه - جونغ يون أوسكار أفضل ممثلة مساندة عن دورها في «ميناري» وهو فوز لم يحدث من قبل كذلك.

ردات فعل الصينيين حيال فوز زاو كانت باهتة. نوع من So What? لكن الكوريين الجنوبيين احتفوا بفوز ممثلتهم المهاجرة يوه - جونغ يون على نحو ظاهر.

إذا ما كان هذا موقفاً سياسياً، وهذا محتمل جداً كون العلاقات بين الولايات المتحدة والصين في وضع صعب، فإن السياسة قفزت إلى بعض التعليقات التي صاحبت الفائزين. هذه المرّة لم يكن هناك وقت محدد أمام كل فائز لكي يقول كلمته ويمشي، بل ليقل كلمته ويبقى. المواضيع التي تناوب على التطرّق إليها الفائزون تمحورت، بالضرورة، حول نبذ العنف والمطالبة بتقييد حرية اقتناء السلاح وضرورة إعادة تأهيل رجال البوليس وبالتالي عن العنصرية.

لخص كل ما سبق الممثل دانيال كالييولا، الذي فاز، حسب ما رجّحناه أيضاً، بأوسكار أفضل ممثل مساند عن «جوداس والمسيح الأسود» إذ قال: «سلام وحب وتقدم. عندما يلعبون لعبة فرّق لتسُد، نلعب لعبة اتحدوا وارتقوا».

لكن الممثلة الكورية يون لم تتطرق إلى أي قضية سياسية، بل نظرت إلى منافستها غلن كلوز وقالت: «لا أؤمن بالمنافسة. كيف لي أن أفوز في مواجهة غلن كلوز؟ هل هو احتفال أميركي بالممثل الكوري الذي جعلني أفوز؟ لست متأكدة».

في الواقع ما جسّدته غلن كلوز في «مرثاة المتخلّفين» أعلى قيمة - فنياً - مما وفّرته الممثلة الكورية، لكن ما حصدته كلوز في النهاية هو ثامن ترشيح أوسكاري لها من دون فوز واحد.

نتائج ومتغيّرات

النتائج التي تبلورت خلال الحفل ستبقى ذات تأثير على المواسم المقبلة من الأوسكار. في الأساس، ما زال الأوسكار إمبراطور الجوائز السنوية رغم كثرة هذا الجوائز حول العالم. لا شيء هز مكانته حتى مع ضعف الإقبال عليه في السنوات القليلة الماضية، بالمقارنة مع السنوات الأسبق. وما تؤكده هذه النتائج أيضاً هو أن المفاجآت، سارّة كانت أو غير سارّة (يعتمد ذلك على المتلقي) تعكس التحوّلات الديموغرافية التي حدثت للأكاديمية من ناحية وسعيها الدائم لعدم التقوقع في خانة التوقّعات كما حدث خلال دورات الأمس القريبة.

التالي، إذن، النتائج مع ما يسمح به المجال من تعليقات لا بد منها:

> أفضل فيلم: «نومادلاند»

- لا حاجة هنا لتكرار ما سبق قوله من أنه كان الأكثر ترجيحاً، نظراً لخامته المختلفة ووقوفه على أرض صلبة منذ البداية. جديد في معالجته وصميمي في نظرته لجانب من واقع الحياة الأميركية.

> أفضل ممثل أول: أنطوني هوبكنز

- تم تأجيل إعلان هذه النتيجة حتى النهاية على نحو غير مسبوق وغير واضح. هوبكنز، ابن الثالثة والثمانين لم يكن موجوداً لتسلم جائزته (أناب عنه واكين فينكس)، وبذلك فاز على شادويك بوزمن على نحو أثار مفاجأة بين النقاد والمتابعين.

> أفضل ممثلة أولى: فرنسيس مكدورمند

- لا يزال هذا الناقد يراها ذات نبرة أداء واحد لا يتغير لكن الحقيقة هي أنها ملتزمة به تبعاً للسيناريو وليس تقصيراً منها.

> أفضل تصوير: «مانك»

- رجحنا فوزه هنا لأسباب فنية بحتة هي ذاتها التي تبناها أعضاء الأكاديمية: تصوير بديع (بالأبيض والأسود) قام به إريك ميسرشميت محاولاً استرجاع تاريخ السينما الأميركية في تلك الفترة وعلى نحو قريب من فيلم «المواطن كين» بالنسبة لتوزيع المشاهد وإضاءتها والتفاصيل الفنية الأخرى.

> أفضل تصميم إنتاجي:

- فاز «مانك» أيضاً في هذه الفئة حتى على «تَنت» (واحد من ترشيحين لهذا الفيلم الذي أخرجه كريستوفر نولان. الثاني في فئة المؤثرات الخاصّة). «الأب» كان من بين المنافسين كذلك «مؤخرة ما رايني السوداء» و«أخبار العالم».

> أفضل مخرج: كلووي زاو

- فوزها يعني أن هناك أملاً متزايداً للمخرجين ذوي الرؤى المختلفة والمعالجات التي لا تنتمي إلى صلب الأسلوب الهوليوودي في طرح المواضيع وأساليب سردها.

> أفضل ممثلة مساندة: يو - جونغ يون

- فازت يون عن «ميناري» كما تقدّم وكل من غلن كلوز وأوليفيا كولمن (عن دورها في «الأب») وأماندا سايفيلد («مانك) وماريا باكالوڤا («بورات 2») اكتفين بالتصفيق.

> أفضل ممثل مساند: دانيال كالييويا.

- كما توقعنا، صاحب الأداء الأكثر حدّة والأقوى نبرة ونجاح تجسيد هو من خرج فائزاً بهذه المسابقة. وكان لا بد من ذلك وللأسباب التي مهدنا لها في تحقيقنا السابق (نشر يوم الأحد الماضي).

> أفضل فيلم عالمي: «دورة أخرى»

- لا مجال لمعرفة كم فاز «الرجل الذي باع ظهره» (أو «جلده» كون الفيلم حمل اختلافاً ما بين عنوانيه العربي والإنجليزي) لكن المرجّح هو ما توقعناه بالنسبة للفيلم الفائز: أكثر تواصلاً وجاذبية من الأفلام الأخرى.

> أفضل فيلم تسجيلي: «أستاذي العنكبوت»

- من بين ما رجّحنا فوزه فعلاً متجاوزاً أفلاماً طرحت قضايا سياسية مثل «جمعي» و«العميل المندس».

> أفضل رسوم متحركة طويل: «صول»

- فوزه كان متوقعاً على نحو حاسم بين كل الاستطلاعات التي سبقت توزيع الجوائز. وكان أتم دورة كاملة من النجاحات بدأت قبل الأوسكار.

> أفضل سيناريو مقتبس: «الأب»

- اعتقدنا «نومادلاند» لكن التصويت ذهب لفيلم «الأب» للفرنسي فلوريان زَلر (كتبه مع البرياني كريستوفر هامبتون).

> أفضل سيناريو أصلي: «امرأة شابة واعدة»:

- فوز هذا الفيلم الوحيد بين خمسة ترشيحات حصل عليها في فئات أخرى. وكانت كاتبته - مخرجته نالت جائزة جمعية كتاب السيناريو الأميركية وذكرنا أن هذا الفوز سيتكرر وقد تكرر.

 

الشرق الأوسط في

27.04.2021

 
 
 
 
 

«أرض الرُحل» يحصد الأوسكار في ليلة فازت فيها النساء بنصيب الأسد

حسام عاصي/ لوس أنجليس – «القدس العربي»:

للعام الثاني على التوالي، يُصنع تاريخ في حفل توزيع جوائز الأوسكار إذ أصبحت الصينية كلويه جاو ثاني امرأة وأول آسيوية تفوز بأوسكار أفضل أخراج، وذلك عن فيلمها «نومادلاند» (أرض الرُحَل) الذي حصد أيضاً جائزة أفضل فيلم، لتشاو وبطلته فرانسيس ماكدورماند.

كما فاجأت مكدورماند باقتناصها أوسكاراً آخراً في أصعب المنافسات وهي أفضل ممثلة في دور رئيسي، مع أنها لم تفز بهذه الفئة من قبل إلا في البافتا، لتصبح واحدة من أربع ممثلات تفوز بأوسكار الفئة ثلاث مرات، إذا نالتها عن أدائها في فارغو عام 1997 و»ثلاث لوحات خارج ايبينغ ميسوري» عام 2017.

«نومادلاند» الذي يمزج طرحاً روائياً بطرح وثائقي، يسبر مجتمع الرحل في الولايات المتحدة من خلال سرد قصة أرملة تترك بلدها بعد إغلاق مكان عملها وتنطلق بمركبتها، التي تتخذ منها منزلاً، في غرب أمريكا الشاسع بحثاً عن عمل.

مفاجآت الجوائز

لكن الصدمة الكبرى كانت حرمان الراحل تشادويك بوزمان من أوسكار أفضل ممثل، مع أنه فاز بكل جوائز تلك الفئة ماعدا «البافتا» التي ذهبت لأنتوني هوبكنز، ويبدو أنها مهدت له الطريق لحصد الأوسكار، عن أداء دور عجوز يعاني من فقدان الذاكرة في فيلم «الأب». هوبكينز، البالغ 83 عاماً، أصبح أكبر الممثلين سناً للفوز بأوسكار.

«الأب» فاجأ أيضاً في نيله أوسكار أفضل سيناريو مقتبس لمخرجه الفرنسي زيليان فلوريان. بينما ذهبت أوسكار أفضل سيناريو أصلي للبريطانية إيميرالد فينيل عن نص فيلمها، امرأة شابة واعدة، الذي لم ينل أي جوائز أخرى مع أنه كان مرشحاً لست منها.

آسيوية أخرى وهي الكورية يون يو- يونغ أصبحت أول كورية تفوز بأوسكار تمثيل، وهي أفضل ممثلة مساعدة عن أداء دور جدة في فيلم ميناري، الذي لم يحقق جوائز أخرى مع أنه نال ستة ترشيحات.

وكما كان متوقعاً، حصد البريطاني دانييل كالويا أوسكار أفضل ممثل مساعد عن أداء دور زعيم «الفهود السود في شيكاغو» فريد هامبتون، في «يهودا والمسيح الأسود» الذي خرج بجائزة ثانية وهي لأفضل أغنية أصلية.

أما مانك، الذي تصدر الترشيحات بتسعة منها، فلم ينل إلا جائزتين وهما أفضل تصوير وأفضل تصميم إنتاج، بينما حصد «صوت الميتال» أوسكارَي أفضل مونتاج وأفضل صوت. الفيلم المرشح الوحيد الذي خرج بخفي حنين هو «محاكمة السبعة في شيكاغو» مع أنه كان يعتبر منافساً قوياً.

وكما كان متوقعاً، فاز «روح» بأوسكار أفضل فيلم رسوم متحركة، وأوسكار أفضل لحن. يذكر أن الفيلم حصد كل الجوائز الآنفة كـ»الغولدن غلوب» و«البافتا» في تلك الفئتين.

إخفاق الأفلام العربية

ومرة أخرى تخفق الأفلام العربية في نيل الأوسكار. فقد نال الفيلم الدانماركي «جولة أخرى» أوسكار أفضل فيلم عالمي. يذكر أن الفيلم حصد أهم الجوائز الآنفة مثل «البافتا» واختيار النقاد.

ورغم أن فيلم الفلسطينية فرح نابلسي «الهدية» فاز بجائزة «البافتا» لأفضل روائي قصير، إلا أن أوسكار هذه الفئة ذهب للفيلم الأمريكي «غريبان اثنيان بعيدان» الذي يتناول عنف الشرطة ضد السود في الولايات المتحدة.

ورغم خيبة الأمل من عدم منح كل جوائز التمثيل للملونين مساء الأمس، إلا أن النتائج أثبتت مرة أخرى أن الإصلاحات، التي قامت بها الأكاديمية في الأعوام الأخيرة من أجل تعزيز التعددية في جوائز الأوسكار، كانت مثمرة، إذ نال الملونون 14 أوسكارا من أصل 47.

وقد عقد الحفل لأول مرة في أكبر محطة قطارات في لوس أنجليس، وهي محطة يونيون، في ظل إجراءات صحية مشددة تضمنت الخضوع لفحوصات كوفيد-19 قبل دخول الحفل والالتزام بالتباعد الاجتماعي. وقد بدا الحفل مملاً وخالياً من الحماس والتصفيق الحار، الذي تعودنا عليه في الأعوام السابقة.

 

القدس العربي اللندنية في

26.04.2021

 
 
 
 
 

«أغنيات» كلوي جاو: فيلم شاعريّ عن سكّان أميركا الأصليين

شفيق طبارة

الفيلم الأول للمخرجة الصينية الأميركية المولودة في بكين كلوي جاو «أغنيات علّمني إياها أشقائي» (2015)، هو الأكثر شاعريةً وبساطةً في تاريخها السينمائي القصير (فيلمها الثاني «الراكب»/ 2018 ثم «أرض الرحل»/ 2020 المرشّح لجوائز أوسكار عدة). في «أغنيات علّمني إياها أشقائي»، تقدّم قصة أُخوَّة، جاشون (جاشون سانت جونز) وجون (جون ريدي) من قبائل «لاكوتا سو» (قبائل السكان الأصليين لأميركا المعروفين بهنود السهول). شابة ومراهق يتنقلان في حياتهما اليومية داخل محمية باين ريدج الهندية في ولاية جنوب داكوتا في الولايات المتحدة الأميركية. الفيلم عن عائلة كبيرة ممزّقة، 25 شقيقاً وشقيقة لأب واحد (زعيم هندي) وعدة نساء. يعكس تناقض العيش والنشأة في مجتمع صغير جداً بحيث يمكن أن يكون المكان نفسه منزلاً وسجناً. في المحمية الجبال عارية، والبحيرات عبارة عن برك ضخمة من الطين، والسهول القاحلة والأراضي الوعرة الواسعة لا تعطي شعوراً بالحرية، بل العكس.

من السهل جداً ملاحظة العناصر المرئية والسردية والمواضيع المشتركة في أفلام جاو. المناظر الطبيعية وتقاليد الأصول الأميركية العميقة لها حضور ممتع دائماً. العمل مع ممثلين غير محترفين يعيشون في الأماكن التي يتم التصوير فيها، يمنح أفلامها لمسةً وثائقيةً عن عادات وأساليب حياتهم. شخصياتها تهرب من الصور النمطية والشرائع، كما تهرب جاو من السينما السائدة. الفيلم ميلانكولي، يروي قصصاً جميلة وحزينة تأخذ حيزاً كبيراً في أحلام أولئك الذين يسكنون تلك الأرض. تهتم جاو بتقديم هذه القصص بلغة عاطفية، وتدعونا لإقامة اتصال مباشر معها ومع شخصياتها وأبطالها وأحاسيسهم وعالمهم المادي. ننغمس في البيئة والأشخاص بفيلم ليس ذا حبكة بالطريقة الأكاديمية السينمائية، بل مرن في سرد ذي نبرة طبيعية.

شخصياتها تهرب من الصور النمطية والشرائع، كما تهرب كلوي جاو من السينما السائدة

قليلة هي الأفلام التي يكون فيها البطل والشخصية الرئيسية هو المكان الذي تعيش فيه هذه الشخصيات. في «أغنيات علمني إياها أشقائي» المحمية هي الشخصية الرئيسية، لأننا ببساطة لا يمكن تخيل أشخاص كهؤلاء الذين يعيشون هناك، يعيشون في أي مكان آخر. الطبيعة القاسية تلعب دوراً أساسياً في حياتهم وقراراتهم. هكذا تبني جاو الدراما، منذ اللقطة الأولى إلى الأخيرة. تلعب الأرض والسماء والجبال والغيوم أدوارها. ترينا جاو المكان، تطعمنا مذاقه، بخاصة عند الفجر والغسق. تطلعنا على العادات والتقاليد والثقافة، في فيلم أول رصين غير منظم، ولكنّه ذو جذور. هذه الجذور هي أساس أميركا وسكانها الأصليين المنسيّين والمهمّشين. محطمة هذه الطبقة العاملة وهذه الشعوب الأصلية تماماً كأحلامها. ولكن على الرغم من مشاكلهم، يكافحون من أجل الحفاظ على شعور المجتمع والانتماء والأُخوّة، سواء أكانت بيولوجية أم لا. فهم يعرفون أنّه في النهاية، ليس لديهم إلا بعضهم البعض، لأنّ أسطورة الغرب الأميركي، تلوّنت بريشة هوليوود، ولكن ما هو مأخوذ بالقوة من «الحمر» لا يمكن «للبيض» الحصول عليه.

Songs My Brothers Taught Me

على MUBI

 

الأخبار اللبنانية في

26.04.2021

 
 
 
 
 

الأوسكار يتحدى كورونا: 170 مدعوًا فقط..

نجوم يشاركون عبر الشاشات.. وقياس متواصل للحرارة

كتب: ريهام جودة

تباعد اجتماعى، عدم المصافحة، عدد محدود من الضيوف لم يتجاوز 170 شخصا، قليل من المصورين، قياس متواصل لحرارة النجوم المتواجدين على المسرح، مع تقديم فقرات مع نجوم آخرين من أمام شاشات التليفزيون، منهم نيكول كيدمان، ظروف قد تبدو قاسية وغريبة لأول مرة فى تاريخ جوائز الأوسكار شهدتها الأكاديمية الأمريكية لعلوم وفنون الصور المتحركة المانحة للجوائز، لكنها فى النهاية أخرجت حفل الدورة الـ93 إلى النور، أمس، بعدما تم تأجيله شهرين، بسبب فيروس كورونا، إذ غابت القبلات والعِناق والتجمعات الحارة بين الضيوف تلك المشاهد المألوفة فى حفلات الأوسكار كل عام، ووجهت الأكاديمية الأمريكية الدعوة لـ170 فنانا فقط، معظمهم من المرشحين، لحضور الحفل الذى كان يحضره سنويا 3000 مدعو، وطلبت من الحضور عدم ارتداء كمامات، خاصة أمام الكاميرات، معتبرة أن عددهم قليل، وهناك تباعد اجتماعى، إلى جانب طلبها من الضيوف المشاركين أن يعتبروا أنفسهم كأنهم يصورون عملا تليفزيونيا.

وارتدت النجمات تصميمات بيوت الأزياء الكبرى، إلا أن اللون الأحمر هو المسيطر على إطلالات النجمات على الريد كاربت، واختارت كثيرات منهن فساتين باللون الأحمر، ومنهن ريس ويذرسبون وأماندا سيرفايد وأوليفيا كولمان، فى حين اختارت النجمة مارجو روبى اللون الفضى، وارتدت الممثلة زيندايا فستانا مكشوفا باللون الأصفر، وحرصت المغنية «هير» المرشحة لأفضل أغنية أصلية على ارتداء جامبسوت من اللون الأزرق الداكن، وبفستان وردى مزود بالورود، وقفت الممثلة هال بيرى لتستعرض إطلالتها على الريد كاربت، ونافسهن الممثل كولمان دومينجو ببدلة باللون الفوشيا.

وعلى صعيد الجوائز، شكل فوز nomdaland بعدة جوائز مفاجأة، منها أفضل فيلم وأفضل ممثلة لبطلته «فرانسيس ماكدورماند»، وأفضل إخراج لـ«كلوى تشاو» لتكون أول آسيوية تحصد الجائزة، كما حصد فيلم soul جائزة أفضل فيلم رسوم متحركة، وأفضل موسيقى تصويرية، وفاز أنتونى هوبكنز بجائزة أفضل ممثل عن دوره فى فيلم «the father»، والذى حصد أيضا جائزة أفضل سيناريو مقتبس.

 

####

 

10.4 مليون مشاهد تابعوا حفل توزيع جوائز الأوسكار عبر التلفزيون

كتب: عمر علاء

أظهرت بيانات شركة نيلسن النهائية الصادرة اليوم الثلاثاء أن متوسط عدد مشاهدي حفل توزيع جوائز الأوسكار على شبكة (إيه.بي.سي) التلفزيونية التابعة لشركة والت ديزني بلغ 10.4 مليون مشاهد، أي أقل من نصف عدد مشاهدي حفل العام الماضي.

ويمثل هذا رقما قياسيا منخفضا بالنسبة لأبرز جوائز صناعة السينما، ويشكل انخفاضًا بنسبة 56% من 23.6 مليون مشاهد لحفل العام الماضي.

كما يتبع نفس الاتجاه السائد في حفلات توزيع الجوائز على الهواء في عصر الجائحة، بعد أن تقلص جمهور أحدث جوائز إيمي وجرامي إلى مستويات منخفضة جديدة.

وقدرت أرقام أولية صدرت أمس الاثنين عدد مشاهدي حفل توزيع جوائز الأوسكار بنحو 9.85 مليون. وتضمنت البيانات الصادرة اليوم مشاهدين إضافيين في أماكن مثل الحانات والمطاعم.

وقالت شبكة (إيه.بي.سي) إن المحتوى المرتبط بجوائز الأوسكار حقق 490 مليون مشاهدة على موقع تيك توك و9.5 مليون تفاعل على مواقع تويتر وإنستجرام وفيسبوك ليل الأحد.

 

المصري اليوم في

27.04.2021

 
 
 
 
 

الأوسكار.. إنها ليلة الفوز للنساء

"جولة أخرى" الدنماركي أفضل فيلم أجنبي و"نومادلاند" الرابح الأكبر.

هوليوود (الولايات المتحدة)

توّج فيلم "نومادلاند" (أرض الرُحل) بجائزة أوسكار أفضل فيلم، وبجائزتي أوسكار أخريين مساء الأحد في ليلة شهدت العودة إلى بريق هوليوود بعد عزل عام طويل بسبب فايروس كورونا حصلت فيها النساء على نصيب الأسد من الجائزة المرموقة. في حين فاز فيلم "أناذر راوند" (جولة أخرى) الدنماركي بجائزة أوسكار أفضل فيلم أجنبي.

فاز فيلم “نومادلاند” (أرض الرُحل) مساء الأحد بالمكافآت الثلاث الرئيسية في الدورة الثالثة والتسعين من جوائز أوسكار في لوس أنجلس. فنالت كلويه جاو جائزة أفضل مخرجة، فيما حصد “نومادلاند” جائزة أفضل فيلم، كما توّجت بطلته فرانسس ماكدورماند بأوسكار أفضل ممثلة.

ويشكّل الفيلم مزيجا هجينا وفريدا من أفلام الطرق والدراما الاجتماعية والأفلام الوثائقية، من خلال متابعته “سكان المقطورات” الأميركيين الذين يعيشون على الطرق بعدما فقدوا كل شيء خلال أزمة “الرهن العقاري.”

الأوفر حظا

كان فيلم كلويه جاو الأوفر حظا منذ أشهر عدة في هوليوود، حيث حصد الكثير من الجوائز بعدما برز في مهرجانات عريقة في الخارج.

وقد تكون الجائحة منعت عرض إنتاجات كبيرة وكثيرة كانت لتؤثّر ربما على هذا الفيلم المستقل، إلاّ أن فوزه يعدّ تاريخيا، إذ أخرجته امرأة آسيوية وهي الأولى التي تنال جائزة أوسكار في هذه الفئة فيما غالبية الممثلين هم من الهواة يضطلعون بدورهم الخاص.

وعند تسلمها جائزتها شكرت جاو “كل الأشخاص الذين التقيتهم على الطريق وعلموني قوة الصمود والأمل، وما هي الطيبة الفعلية.”

وطلبت فرانسس ماكدورماند التي كوفئت أيضا كمنتجة خلال الدورة الثالثة والتسعين لجوائز الأوسكار من الناس مشاهدة الفيلم “على أكبر شاشة ممكنة” وأن يصطحبوا المقربين منهم “قريبا جدا” إلى دور السينما “لمشاهدة كل الأفلام التي كانت ممثلة في الأوسكار.”

و”نومادلاند” مستوحى بشكل مباشر من كتاب يحمل العنوان ذاته نشرته في العام 2017 الصحافية الأميركية جيسيكا برودر بعدما رافقت هؤلاء الرحل ذوي الشعر الرمادي الذين يجوبون الولايات المتحدة في مقطوراتهم الصغيرة، ويعيشون بين الصحاري والوظائف المتواضعة، لكنهم أحرار.

فيلم "جولة أخرى" للمخرج توماس فينتربرغ يتوّج الدنمارك للمرة الرابعة في تاريخها بأوسكار أفضل فيلم أجنبي

وكان المنتج بيتر سبيرو عرض القصة على الممثلة فرانسس ماكدورماند التي بدورها استعانت بكلويه جاو بعدما أعجبت كثيرا بعملها في فيلم “ذي رايدر” خلال أحد المهرجانات العالمية.

ووجدت جاو نفسها سريعا في هذا المفهوم واستحدثت شخصية فيرن التي تؤدّيها ماكدورماند للجمع بين العديد من الشخصيات في الفيلم. واستعانت المخرجة بالشبكة التي نسجتها جيسيكا برودر لتحديد مكان وجود الرحل الوارد ذكرهم في الكتاب ومن بينهم ليندا ماي وسوانكي وبوب ويلز الذين شاركوا جميعا في الفيلم.

وقال بيتر سبيرز “العمل بطريقة هجينة مع ممثلين معروفين وآخرين غير محترفين كان جديدا لنا جميعا.”

وشدّد المنتجون على “المخاطر الكبيرة الناجمة عن هذه التجربة السينمائية” عندما عرضوا الفكرة على أستوديو “سيرتش لايت بيكتشرز”. وأضاف المنتج “لقد لعبنا ورقة الصراحة، وقلنا هذا ما نعرفه وهذا ما لا نعرفه، وهذه الطريقة التي سنعمل على أساسها. وقد وافقوا من دون تردّد.”

وعلى الصعيد الفني، لم تساور مسيرة “نومادلاند” نحو النجاح شكوك إلاّ أن الطريق لم يكن سهلا. وأخذ البعض في الولايات المتحدة على الفيلم أنه لم يتطرّق إلى ظروف العمل المضنية جدا في مخازن أمازون كما هي موصوفة أحيانا في كتاب الصحافية.

وتجنبت كلويه جاو من جهتها الخوض في أي جدل. وأكّدت في سبتمبر الماضي عند بدء عرض الفيلم “أنا لا أنجز أفلاما عن السياسة. يمكننا أن نترك هذا المجال للسياسيين. أفضل أن أقدّم واقع حياة الناس وأن تحملوا معكم تفسيركم الخاص.”

وإن كان لا بد للفيلم أن يمرّر رسالة فمفادها أن الكثير من الأميركيين المسنين لا يملكون أي ضمان اجتماعي، وأن “الرحل” الذين يعيشون على الطرق يعطون دروسا بالتضامن والروحانية.

وولدت كلويه جاو في بكين وتحمل الجنسية الصينية وقد نالت المديح في بلدها الأم في بداية مسيرتها، حيث وصفت بأنها “مفخرة وطنية”. لكن تصريحات نسبت إليها في مجلة أميركية بدت فيها كأنها تنتقد بلدها عادت إلى الظهور وأثارت جدلا، وهي تتعرّض منذ ذلك الحين لانتقادات من بعض القوميين الذين وصفوها بأنها “خائنة“.

للمرة الرابعة

أما في فئة الأفلام الأجنبية فاز فيلم “أناذر راوند” (جولة أخرى) للمخرج الدنماركي توماس فينتربرغ بجائزة أوسكار أفضل فيلم أجنبي.

وخلال تسلمه الجائزة تحدّث المخرج وهو يبكي عن ابنته التي توفيت في بداية التصوير وكاد موتها يضع حدا لهذا المشروع. وقال “إن أردتم أن تصدّقوا أنها معنا في هذا المساء يمكنكم أن تروها تصفق وتصرخ معنا. لقد قرّرنا أن ننجز هذا الفيلم من أجلها، تكريما لها”.

ويتابع الفيلم أربعة أصدقاء يعملون في المدرسة نفسها، ولهم حياة روتينية قرب كوبنهاغن من بينهم مارتن أستاذ التاريخ الذي يعاني الاكتئاب ويمرّ بأزمة سن الأربعين ويؤدّي دوره النجم الدنماركي مادس ميكلسن.

وتقرّر المجموعة الصغيرة أن تستند إلى نظرية منسوبة إلى الطبيب النفسي النرويجي فين سكارديرود إلاّ أن هذا الأخير ينفي أن تكون له، مفادها أن الإنسان ولد مع نقص طفيف في نسبة الكحول في جسمه، فراحوا يشربون باستمرار ليكون هذا المستوى 0.5 غرام منذ استيقاظهم وصولا إلى موعد العشاء فيما يدونون بعناية تأثيرات هذه التجربة.

وبعد نتائج أولى مشجعة يتدهور الوضع، مع أن الفيلم يرفض الغوص في الحكم الأخلاقي أو أي تمجيد للكحول بل يحمل جانبا فكاهيا.

ولخّص المخرج الفيلم مع بدء عرضه العام الماضي على أنه “تكريم للحياة واكتشاف جديد للحكمة غير العقلانية المتحرّرة من أي منطق قلق، مع سعي إلى الرغبة حتى بالحياة مع عواقب مأسوية أحيانا”.

لكن هذا الفيلم الذي يتغنى بالحياة مرتبط بشكل وثيق بموت ابنته إيدا التي توفيت في 4 مايو 2019 بعد أربعة أيام على بداية التصوير في حادث سير مع والدتها على طريق سريع في بلجيكا، بعدما صدمت سيارتهما المتوقفة في اختناق مروري سيارة أخرى من الخلف لتصطدم بدورها بشاحنة أمامها. وأدّى ذلك إلى توقف التصوير إلاّ أن المخرج قرّر إنجاز الفيلم رغم المأساة. لكن مع تغيير هدف المشروع.

وأوضح خلال مقابلة مكرّسة لوفاة ابنته في يونيو مع صحيفة “بوليتيكن” الدنماركية “الفيلم لم يعد يتناول فقط شرب الكحول بل العودة إلى الحياة”.

وحقّق الفيلم نجاحا في الدول التي عرض فيها واستفاد خصوصا من براعة الممثل مادس ميكلسن الذي سبق أن عمل مع فينتربرغ في العام 2012.

وهي المرة الرابعة التي يفوز بها فيلم دانماركي بأوسكار أفضل فيلم أجنبي بعد “ريفانج” لسوزان بيير في 2011 و”بيله ذي كونكيرور” في 1989 و”بابيتس فيست” لغابريال أكسل في 1988.

وبسبب التباعد الاجتماعي قدّم المنظمون حفل الأحد في ثوب جديد ونقلوه إلى محطة يونيون للقطارات في وسط مدينة لوس أنجلس.

وبعد إجراءات صارمة شملت فحوص الكشف عن فايروس كورونا سار المرشحون للجوائز والضيوف على السجادة الحمراء معظمهم دون كمامات. وجلسوا في مقر الاحتفال الذي كان أشبه بالملهى أو تبادلوا الأحاديث في الهواء الطلق.

ورغم أن احتمالية منح جوائز التمثيل الأربع لأشخاص ملونين للمرة الأولى لم تتحقّق، إلاّ أن خمس عشرة امرأة حصدن 17 جائزة هذا العام وهو رقم قياسي. ومن بين الجوائز التي فازت بها نساء جائزة أحسن صوت لفيلم “صوت المعدن” (ساوند أوف ميتال)، وجائزة تصميم الإنتاج التي ذهبت لفيلم “مانك” وأفضل سيناريو مكتوب خصيصا للسينما وهي الجائزة التي فاز بها فيلم “شابة واعدة” (بروميسينج يانغ وومن).

وحازت يون يوه-غونغ (73 عاما) على جائزة أفضل ممثلة مساعدة عن دور جدة مشاكسة في فيلم “ميناري” الذي يدور حول حياة المهاجرين.

وحصل البريطاني دانييل كالويا على جائزة أفضل ممثل مساعد لدوره في فيلم “يهوذا والمسيح الأسود” (جوداس آند ذا بلاك ميسايه).

 

العرب اللندنية في

27.04.2021

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004