ملفات خاصة

 
 
 

الأب”.. علاقات معقدة، صراعات مستمرة وأخطاء مكررة

محمد كمال

جوائز الأكاديمية الأمريكية للفيلم

الدورة الثالثة والتسعون

   
 
 
 
 
 
 

حاز الفيلم الأمريكي “الأب” على ردود أفعال إيجابية خلال مشاركته في الدورة 42 لمهرجان القاهرة السينمائي خاصة بعد الأداء المميز لبطله أنتوني هوبكنز وينتظر الوسط السينمائي جوائز الأوسكار لمعرفة فرص الفيلم فيها خاصة بعد الإخفاق في جولدن جلوبس، على الجانب الآخر من العالم في شرق أوروبا تظهر تحفة سينمائية تشترك في أمرين الأول الاسم “الأب” والثانية الارتباط بجوائز الأوسكار.

فيلم “الأب” من بلغاريا الذي حصل على الجائزة الكبرى “الكريستالة الذهبية” من مهرجان كارلوفي فاري عام 2019  وشارك في المسابقة الرسمية لمهرجان الجونة السينمائي في دورته خلال نهاية عام 2020، ورشحته بلغاريا ليمثلها في المنافسة على جائزة أوسكار أفضل فيلم أجنبي لهذا العام التي أعلنت القائمة القصيرة لها منذ أيام وكانت المفاجأة استبعاد التحفة البلغارية على غرار تحف أخرى مثل المجرية “الاستعدادات القوى لنكون معا لأجل غير مسمى” والبولندية “لن تثلج مجددا” واليونانية “تفاح” والجورجية “البداية” في المقابل ظهرت في القائمة أفلام متوسطة المستوى مثل البوسني “إلى أين تذهبين يا عايدة” و”الدجال” من التشيك و”شمس” من تايوان وأفلام أخرى ضعيفة مثل الإيراني “خورشيد” والفرنسي “نحن الإثنان” و”أفضل أيام” من هونج كونج، فمن يستحق بالفعل التواجد في القائمة قبل النهائية ثلاثة أفلام فقط من أصل 15 هم الدانمركي “جولة أخرى” والروسي “الرفاق الأعزاء” والنرويجي “الأمل“.

فيلم “الأب” البلغاري شارك في اخراجه الثنائي كريستينا جروزيفا وبيتر فالنتشانوف وفي ثالث تجربة لهما على مستوى الأفلام الروائية الطويلة، الفيلم به مزج عبقري بين التراجيديا والكوميديا من خلال علاقة شديدة التعقيد بين الأب والابن بعد وفاة الأم، المشهد الأول من الفيلم نسمع صوت قس به تراتيل من الكتاب المقدس ثم تظهر على الشاشة على مراسم دفن سيدة بينما يقف الزوج والابن في حالة من الحزن الشديد، يطلب الأب من ابنه أن يستخدم كاميرته في تصوير والدته وهي في النعش قبل غلق التابوت في موقف أثار دهشة جميع الحضور بما فيهم القس.

الفيلم سار في خطين الأول احتوى على الأفكار الرئيسية التي طرحها السيناريو من خلال العلاقة الخاصة التي يظهر من المشهد الأول انها شديدة التوتر بين الأب والابن وأن الأم هي التي كانت حلقة الوصل أو صلة التفاهم الوحيدة بينهما، أما الخط الثاني فهو الإطار العام الذي غلف الحبكة من الخارج المرتبط بتأثير وفاة الأم على بقية أفراد العائلة والجيران والجانب المرتبط بحياة الابن وعلاقته مع زوجته وعمله.

الحدث في الفيلم أو المحور الرئيسي للأحداث كان وفاة الأم ومن بعده تبدأ الرحلة الدرامية التي جمعت فاسيل ” الأب” الذي قدم دوره باقتدار الممثل إيفان سافوف، وبافيل “الابن” الذي قدم دوره بتمكن أيضا الممثل إيفان بارنيف، تلك الحالة التي أصبحت أمر واقع فرضته ظروف الوفاة بالنسبة للثنائي وأن عليهما وضع النقاط على الحروف حول علاقتهما كأنها فرصة أخيرة لتقارب وجهات النظر وتصحيح أخطاء الماضي.

أدخل المخرجان المشاهد بالتدريج في تفاصيل فيلمهما في البداية مشاهد متتالية تظهر الحالة المذرية الواضحة التي عليها الأب وشعوره بالوحدة، وحالة الابن التي تقل عن حزن الأب لكن حزن الابن كان داخليا غير ظاهر أما الجميع، لكن الأكيد في تلك المشاهد هي العلاقة المتوترة بين فاسيل وبافيل التي يشوبها رواسب قديمة تم الإفصاح عنها بمرور الاحداث.

في ظل حالة الحزن تلك اعتقد الأب أن زوجته تبعث له رسائل من العالم الآخر لأنها قبل الوفاة اتصلت به لكن هاتفه أغلق ولم يكمل المكالمة فأيقن أن الرسالة مهمة وعليه كشفها، وما زاد من ترسيخ الأمر في عقله سقوط المزهرية واكتشاف بعض الكتابات على الأجزاء المتناثرة بأنها رسالة من الأم.

وأيضا ما قالته شقيقته بوصول مكالمة لها من الأم بعد الوفاة، من هنا بدأت رحلة الأب والابن فالأول أراد التوجه إلى أحد المتخصصين في استحضار وتلاقي الأرواح لأن الفكرة سيطرت عليه كليا، وقام هذا الرجل بنصيحته بالتوجه إلى الغابة والنوم في مكان سقوط النيزك حتى يستطيع التواصل مع زوجته المتوفية بعد أن حصل منه على المال الذي قام الابن بدفعه.

يدخلنا الثنائي جروزيفا وفالنتشانوف في تفاصيل فيلمها أكثر وفي تفاصيل علاقة الأب والابن من خلال عدة صراعات ظهرت بالتدريج أيضا  ليوضح لنا أسباب الخلافات بينهما، فالخلاف الحالي مرتبط بالفوضى التي يعاني منها الأب واعتقاده المترسخ برسائل زوجته من العالم الآخر زاللجوء إلى دجال ومن الناحية الأخرى الابن الذي يحاول منع والده من المضي في هذا الطريق.

أما الصراعات القديمة نجدها في أن الأب رساما والابن مصور وتحديدا في مجال الاعلانات ويبدو ان رؤية المخرجان ان التصوير هو التطور التكنولوجي للرسم واختيار فكرة الإعلانات على أنها لغة العصر ليثبتا أن الأمر صراع أجيال.

الجيل الكلاسيكي المتمسك بالحياة في الريف الذي يؤمن بالروحانيات لدرجة تجعله يتمسك بالخرافات، والجيل الأحدث نوعيا الذي نزح إلى العاصمة وجذبته الحياة الواقعية العملية السريعة، الجيل القديم الذي انحاز للشيوعية والجيل الجديد الذي تبرأ منها.

مجموعة من المتناقضات تحملها النفس البشرية عبر عنها المخرجان من خلال فاسيل وبافيل، أولا الإنسان مثل الفاكهة يحتوي على جانبين حلو وآخر مر واستخدم الثنائي في الفيلم نوعين منهما الليمون الذي كانت تعشقه الأم والآخر السفرجل الذي يعد من محاور الفيلم فيما بعد.

التناقض الآخر يرتبط باضطرار الإنسان إلى الكذب أحيانا، فالأب لم يفصح بكل التفاصيل ظاهريا هو يريد التواصل مع زوجته المتوفية حتى يكشف تفاصيل رسالتها الأخيرة له لكن في حقيقة الأمر هو يريد منها ان تسامحه على تجاهلها في بعض فترات حياتهما واهتمامه بعمله والأهم اغلاق الهاتف أثناء الحوار بينهما متعمدا وأنه خلال المكالمة تمني الموت لها وهو في حالة غضب.

نفس الحال بافيل الابن الذي أخفى عن زوجته خبر الوفاة حتى لا تتأثر نفسيا وهي في شهور الحمل الأولى، واخفى أيضا عن والده عدم علم الزوجة بالوفاة وان بافيل هو الذي طلب منها عدم الحضور، وأيضا كذبه على زوجته في أنه توجه إلى الريف لتصوير إعلان جديد، وقيام بافيل بإخفاء خبر حمل زوجته عن والديه.

بافيل الابن هو المعادل الإنساني لفاسيل الأب لكن مع اختلاف العصر، الابن رغم انتقاده الدائم لوالده إلا أنه يكرر نفس أخطائه بداية من العلاقة مع الزوجة وعدم الاهتمام المناسب ثم الكذب أحيانا.

كانت إحدى نقاط قوة السيناريو بأن الشخصيات النسائية لم تظهر في الأحداث لكنهما حاضرين بقوة في الحكايات الثانوية التي ظاهريا تبتعد عن العلاقة الرئيسية بين الأب والابن لكن في الباطن ترتبط ارتباط وثيق بهما.

الأم كانت محور الرحلة بوفاتها فرغبة الأب في التواصل معها كانت المحرك الرئيسي، أما زوجة بافيل التي تتواصل معه عن طريق الصوت من خلال الهاتف والتي تطلب منه بإلحاح احضار مربى السفرجل التي تصنع منزليا في الريف ويبدو انها في شهور “الوحم” أثناء الحمل، وفي النهاية نكتشف أن رسالة الأم إلى الأب بأنه يصنع المربى من السفرجل “أيضا” حتى لا يتلف.

غلف المخرجان تلك الرحلة الدسمة بإطار سياسي رقيق ليس فقط اختلاف التوجه السياسي بين الأب والابن لكن من خلال رواسب البيروقيراطية الشيوعية من فساد متغلغل في بلغاريا، فالشرطة تتعامل ببطئ وتخاذل أمام الإبلاغ عن رجل عجوز مفقود، والمستشفى تحاول استغلال المواطنين بجعلهم يمكثون فيها حتى وان كانت الحالة لا تستدعي ذلك.

مشهد النهاية البديع أيقن الثنائي اشتراكهما في نفس الأزمة من خلال وقوفهما أمام محصول السفرجل الذي كان المطلب المشترك لزوجتهما، واشترك فاسيل وبافيل في صنع المربى في محاولة للتصالح الإنساني بينهما خاصة بعد أن أخبر بافيل والده بأنه سيصبح أب، وهذا ما يضع امكانية أن التاريخ سيعيد نفسه وأن بافيل سيخوض نفس الرحلة مع ابنه المستقبلي بنفس التفاصيل لكن بمعطيات مختلفة في زمن نجد فيه صعوبة التواصل بين الأشخاص الأكثر قربا.

 

عين على السينما في

08.03.2021

 
 
 
 
 

توقعاتنا للترشيحات الكاملة لجوائز "أوسكار"

بقلم: أسامة عبد الفتاح

** "الأب" و"أرض الرُحّل" في قائمة أفضل فيلم.. وأنتوني هوبكنز يتصدر المرشحين لجائزة التمثيل.. ومعركة على الدور النسائي المساعد بين جودي فوستر وأوليفيا كولمان وجلين كلوز

تنتهي، اليوم الثلاثاء، المرحلة الأخيرة من تصويت أعضاءالأكاديمية الأمريكية لفنون وعلوم السينما على ترشيحات جوائز أوسكار 2021، وتُعلن قوائم الترشيحات النهائية يوم الاثنين المقبل، على أن يُقام حفل توزيع الجوائز يوم 25 أبريل المقبل، متأخرا عن موعده الأصلي نحو شهرين بسبب ظروف انتشار فيروس كورونا.

وكانت الدفعة الأولى من القوائم القصيرة لترشيحات الأوسكار قد أُعلنت في 9 فبراير الماضي، وشملت تسع فئات: الأفلام التسجيلية الطويلة، والتسجيلية القصيرة، والفيلم الدولي (الفيلم الناطق بلغة غير الإنجليزية سابقا)، والماكياج وتصفيف الشعر، والموسيقى التصويرية، والأغنية الأصلية، وأفلام الرسوم المتحركة القصيرة، والأفلام الروائية القصيرة، والمؤثرات البصرية.

ويتنافس على الجوائز عدد من الأفلام التي شاهدها الجمهور المصري، سواء في مهرجانيْ القاهرة والجونة السينمائيين، مثل "الأب" و"أرض الرُحّل" و"جولة أخرى"، أو في دور العرض، مثل فيلم الرسوم المتحركة الطويل "روح".. وفيما يلي توقعاتنا للترشيحات النهائية في جميع الفئات:

لن تخرج الأفلام المرشحة لجائزة أفضل فيلم، وهي الفئة الوحيدة المسموح فيها بترشيح عشرة أعمال، عن: "الأب"، الذي عُرض في افتتاح مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في ديسمبر الماضي، و"يهوذا والمسيح الأسود"، و"ميناري"، و"أخبار العالم"، و"أرض الرُحّل"، و"ليلة في ميامي"، و"امرأة صغيرة واعدة"، و"صوت المعدن"، و"محاكمة شيكاغو 7"، و"قاع ما ريني الأسود".

وبطبيعة الحال، فإن عددا من مخرجي الأفلام السابقة مرشحون لجائزة أحسن مخرج، ومنهم: لي إسحق تشانج عن "ميناري"، وبول جرينجراس عن "أخبار العالم"، وريجينا كينج عن "ليلة في ميامي"، وآرون سوركين" عن "محاكمة شيكاغو 7"، وكلوويه زاو عن "أرض الرُحّل".

ويتصدر النجم الكبير أنتوني هوبكنز قائمة المرشحين في فئة أفضل ممثل عن أدائه المذهل في فيلم "الأب"، وينافسه ريز أحمد عن "صوت المعدن"، وشادويك بوسمان عن "قاع ما ريني الأسود"، ومادس ميكلسن عن "جولة أخرى"، وستيفن يوين عن "ميناري".

وتتواجد الممثلة الكبيرة فرانسيس ماكدورماند، بطبيعة الحال، في قائمة المرشحات لجائزة أحسن ممثلة عن فيلم "أرض الرُحّل"، ومعها فيولا ديفيس عن "قاع ما ريني الأسود"، وأندرا داي عن "الولايات المتحدة ضد بيلي هوليداي"، وفانيسا كيربي عن "أشلاء امرأة"، وكاري موليجان عن "امرأة صغيرة واعدة".

وفي فئة أفضل ممثل في دور مساعد: النجم ساشا بارون كوهين عن "محاكمة شيكاغو 7"، ودانيال كالويا عن "يهوذا والمسيح الأسود"، وليسلي أودوم جونيور عن "ليلة في ميامي"، وبول راسي عن "صوت المعدن"، وديفيد ستريزرن" عن "أرض الرُحّل".

وهناك معركة حقيقية في فئة أفضل ممثلة في دور مساعد، حيث تتنافس على الجائزة ثلاث من النجمات الكبيرات هن: جلين كلوز عن "مرثية هيلبيلي"، وأوليفيا كولمان عن "الأب"، وجودي فوستر عن "الموريتاني"، ومعهن "يو-جانج يون" عن "ميناري"، وهيلينا زينجل عن "أخبار العالم".

وإلى الكُتّاب، حيث يتنافس على جائزة أحسن سيناريو مكتوب مباشرة للسينما كل من: شاكا كينج وويل برسون وكيث لوكاس وكينيث لوكاس عن "يهوذا والمسيح الأسود"، ولي إسحق تشانج عن "ميناري"، وإيميرالد فينيل عن "امرأة صغيرة واعدة"، وداريوس ماردر وأبراهام ماردر وديريك سيانفرانس عن "صوت المعدن"، وآرون سوركين عن "محاكمة شيكاغو 7".

وفي فئة أحسن سيناريو عن نص أدبي، نرشح كُتّاب فيلم بعنوان "فيلم بورات اللاحق"، وهم تسعة دفعة واحدة: بيتر بينهام وساشا بارون كوهين وجينا فريدمان وأنتوني هاينز ولي كيرن ودان مازير ونينا بدراد وإريكا ريفينويا ودان سويمر، ومعهم في قائمة المرشحين: كريستوفر هامتون وفلوريان زيلر عن "الأب"، ولوك ديفيس وبول جرينجراس عن "أخبار العالم"، وكلوويه زاو عن "أرض الرُحّل"، وكيمب باورز عن "ليلة في ميامي".

وتبدو حظوظ فيلم "روح" كبيرة في فئة فيلم الرسوم المتحركة الطويل، ومعه: "ذا كرودز: عصر جديد"، و"إيرويج والساحرة"، و"من الآن فصاعدا"، و"وولف ووكرز".

ونتوقع، في فئة تصميم الإنتاج، ترشيح كل من: دونالد جراهام برت وجان باسكال عن "مانك"، وجرانت ميجور وآن كولجيان عن "مولان"، وديفيد كرانك وإليزابيث كينان عن "أخبار العالم"، وناثان كرولي وكاثي لوكاس عن "تينيت"، وشين فلانتينو وأندرو بيسمان عن "محاكمة شيكاغو 7".

ويتنافس على جائزة أفضل تصوير كل من: لوكاس زال عن "أفكر في إنهاء الأشياء"، وإيريك ميسر شميت عن "مانك"، وداريوس فولسكي عن "أخبار العالم"، وجوشوا جيمس ريشاردز عن "أرض الرُحّل"، وفيدون بابامايكل عن "محاكمة شيكاغو 7".

وفي فئة تصميم الأزياء: ألكسندرا بيرن عن "إيما"، وآن روث عن "قاع ما ريني الأسود"، وتريش سمرفيل عن "مانك"، وبينا ديجلر عن "مولان"، وفرانسين جيميسون-تانشوك عن "ليلة في ميامي".

ونتوقع لفئة أحسن مونتاج كل من: كيرك باكستر عن "مانك"، ووليم جولدنبرج عن "أخبار العالم"، وطارق أنور عن "ليلة في ميامي"، وميكيل نيلسن عن "صوت المعدن"، وآلان بومجارتن عن "محاكمة شيكاغو 7".

ولن يخرج المتنافسون على جائزة الماكياج وتصفيف الشعر عن كل من: ديبورا لاميا دينافر وسابرينا ويلسون وأدرويزا لي عن "الطيور الجارحة"، وإيرين كروجر ميكاش وباتريشيا ديهاني وماتيو مونجل عن "مرثية هيلبيلي"، وماتيكي آنوف وميا نيل ولاري شيري عن "قاع ما ريني الأسود"، وسكوت ويلر وسابرينا كروز كاسترو وناكويا كاسترو عن "ليلة في ميامي"، ومارك كولييه وداليا كولي وفراشيسكو بيجوريتي عن "بينوكيو".

وفي فئة أفضل صوت، نرشح فنيي أفلام: "مانك"، و"أخبار العالم"، و"أرض الرُحّل"، و"صوت المعدن"، و"محاكمة شيكاغو 7".

ومن المنطقي أن يتواجد فنيو فيلمي "تينيت" و"مولان" في المرشحين لجائزة المؤثرات البصرية، ومعهم نظراؤهم في أفلام: "الحب والوحوش"، و"مانك"، و"سماء منتصف الليل".

ونتوقع، في فئة الموسيقى التصويرية، ترشيح كل من: لوليتا ريتمانيس عن "عاصفة الأرواح الثلجية"، وألكسندر ديبلات عن "سماء منتصف الليل"، وإيميلي موسيري عن "ميناري"، والمؤلف الموسيقي المعروف جيمس نيوتن هوارد عن "أخبار العالم"، وترنت ريزنور وأتيكس روس وجون باتيست عن "روح".

أما الأغنية الأصلية، فمن الممكن أن تترشح لها "معركة من أجلك" من فيلم "يهوذا والمسيح الأسود"، و"نُظر" من "الحياة أمامك"، و"أغنية المطر" من "ميناري"، و"تكلم الآن" من "ليلة في ميامي"، و"اسمع صوتي" من "محاكمة شيكاغو 7".

ونرشح أفلام: "دولة الأولاد"، و"مخيم كريب: ثورة الإعاقة"، و"جوندا"، و"زمن"، و"صائدو الكمأة" في فئة الفيلم التسجيلي الطويل.

ونتمنى ترشيح الفيلم التونسي "الرجل الذي باع ظهره"، للمخرجة كوثر بن هنية، في فئة الفيلم الدولي، ونتوقع معه كلا من: "جولة أخرى" من الدنمارك، و"لا لورونا" من جواتيمالا، و"اثنان" من فرنسا، و"إلى أين تذهبين يا عايدة؟" من البوسنة والهرسك.

ونرشح أفلام: "إذا حدث أي شيء فإنني أحبك"، و"كابايماهو"، و"أوبرا"، و"في الخارج"، و"الدودة والحوت"، في فئة فيلم الرسوم المتحركة القصير.. وأفلام: "خط الإجهاض، هذه هي ليزا"، و"الكونشرتو نقاش"، و"لا تُقسِّم"، و"فتاة هيستيرية"، و"أغنية حب للاتاشا"، في فئة الفيلم التسجيلي القصير.. وأفلام "دا يي"، و"من خلال الشعور"، و"الصوت الآدمي"، و"غرفة الخطابات"، و"غريبان بعيدان عن بعضهما البعض"، في فئة الفيلم الروائي القصير.

والمعروف أن أعضاء الأكاديمية الذين لهم حق التصويت عددهم يقترب من تسعة آلاف عضو مقسمين إلى 17 فرعا منها الإخراج والتمثيل والتصوير والمونتاج والسينما الوثائقية.. إلى آخره. ويصوت الأعضاء المنتمون إلى كل فرع على ترشيحات، ثم جوائز، الفرع الخاص بهم. وفي نفس الوقت، هناك فئات عامة يصوت عليها الجميع، مثل فئتي أفضل فيلم والفيلم الدولي، ولا يصوت كل الأعضاء على كل الفئات إلا بعد إعلان الترشيحات النهائية، أي عندما يكون المطلوب اختيار فيلم أو سينمائي واحد من بين خمسة ترشيحات، ومن بين عشرة في فئة أفضل فيلم فقط.

 

جريدة القاهرة في

09.03.2021

 
 
 
 
 

شادويك بوسمان يصنع المجد رغم وفاته ويحصد 3 جوائز

كتبت : شيماء عبد المنعم

لم يكن خبر وفاته خبرا عاديا، حيث حزن محبوه حول العالم بعد نشر خبر وفاة النجم العالمي شادويك بوسمان أغسطس الماضي بسبب مرض السرطان، فحزن محبوه.

فالنجم العالمي استطاع أن يصنع المجد رغم وفاته، حيث حصل مؤخرًا علي جائزة جولدن جلوب أفضل ممثل عن دوره في الفيلم الدرامي Ma Rainey's Black Bottom، وأفضل ممثل عن نفس الفيلم في International Awards، واخيرًا أفضل ممثل في جوائزCritics Choice Awards 2021، الذى أقيم بعد منتصف ليل أمس، ويبدو أن هناك المزيد من الجوائز في طريقها لـ شادويك بوسمان، فموسم الجوائز العالمي لم ينتهي بعد.

إعلان

وقد توفى بوسمان بسرطان القولون عن عمر يناهز 43 عامًا فى 28 أغسطس بعد صراع دام أربع سنوات ضد المرض، وقد أثارت الأخبار فيضانًا من الحزن والتعاطف، بما فى ذلك الإعجابات والتغريدات من المشاهير والمجموعات مثل دواين جونسون والأكاديمية وNAACP، فيما كانت بعض مشاريعه الأخيرة لصالح Netflix، بما فى ذلك Spike Lee’s Da 5 Bloods والعرض الأول لفيلم Ma Rainey's Black Bottom.

 

اليوم السابع المصرية في

09.03.2021

 
 
 
 
 

"نتفليكس" و"أمازون" تتصدران الترشيحات لجوائز جمعية منتجي هوليوود

(فرانس برس)

استحوذت "نتفليكس" و"أمازون" وحدهما، يوم الإثنين، على أكثر من نصف الترشيحات في فئة السينما لجوائز جمعية منتجي هوليوود، ما عزز حضورهما في عام هزته جائحة "كوفيد-19".

فمن بين الأفلام العشرة التي وقع عليها اختيار "بروديوسرز غيلد أوف أميركا" ستة متوافرة على منصتي الفيديو على الطلب، في وقت بدأت دور السينما تعيد فتح أبوابها في نيويورك ولا تزال مغلقة منذ نحو سنة في لوس أنجليس، بسبب الإجراءات الصحية المرتبطة بفيروس كورونا.

ومن بين الأفلام المرشحة من "نتفليكس"، يُعتبر "ذا ترايل أوف ذا شيكاغو سفن" The Trial of the Chicago 7 أوفر حظاً من "مانك" Mank و"ما رينيز بلاك باتم" Ma Rainey's Black Bottom للفوز بجائزة.

أما "أمازون" التي لم تكن ضمن المنافسة على جوائز الجمعية العام المنصرم، فتستطيع التعويل على "بورات سابسيكوينت موفي فيلم" Borat Subsequent Moviefilm الذي سبق أن نال جائزة "غولدن غلوب"، وكذلك على "وان نايت إن ميامي" One Night in Miami و"ساوند أوف ميتال" Sound of Metal.

ولم يسبق لأي من المنصتين الفوز في فئة الفيلم الروائي ضمن جوائز جمعية المنتجين أو جوائز "أوسكار".

وتشكّل جوائز الجمعية مؤشراً موثوقاً به نسبياً لمعرفة هوية الأعمال المحتمل حصولها على جوائز "أوسكار" التي توزّع نهاية إبريل/نيسان المقبل. وتضم الجمعية ثمانية آلاف من العاملين في القطاع يملكون القرار في هوليوود. ومن آخر 13 عملاً فائزاً بجائزة "أوسكار" لأفضل فيلم، عشرة أشرطة كانت نالت قبلها جائزة الجمعية.

وبين الترشيحات لجوائز الجمعية، فيلم "نومادلاند" Nomadland الذي يُعتبر من أبرز الأعمال المرشحة لنيل الجوائز هذا الموسم، وهو من إنتاج "سيرتشلايت" التابعة لـ"ديزني". وسبق لهذا الفيلم، الذي تولت إخراجه الأميركية من أصل صيني كلويه جاو أن، الفوز بجائزة "أفضل فيلم درامي" ضمن جوائز "غولدن غلوب".

أما استوديوهات "وورنر" فتتمثل بفيلم "جوداس أند ذا بلاك ميسايا" Judas and the Black Messiah، في حين يخوض المنافسة من "يونيفرسال" فيلم "بروميسينغ يونغ وومان" Promising Young Woman.

وستكون شركة "إيه 24" المنتج المستقل الوحيد الذي ينافس هذه السنة على جوائز الجمعية عبر فيلم "ميناري" Minari الذي يتناول قصة عائلة أميركية من أصل كوري جنوبي تنتقل إلى الريف سعياً إلى حياة جديدة.

وكما "غولدن غلوب"، تخصص جمعية المنتجين جوائز أيضاً للإنتاج التلفزيونية. وسينضم مسلسلا "بريدجرتون" Bridgerton و"تد لاسو" Ted Lasso إلى المنافسة هذه السنة إلى جانب "ذا كراون" The Crown.

ويقام احتفال الإعلان عن جوائز الجمعية في 24 مارس/ آذار الحالي بالصيغة الافتراضية.

 

العربي الجديد اللندنية في

09.03.2021

 
 
 
 
 

ترشيحات جديدة لـ Nomadland فى جوائز 2021 DGA.. اعرف التفاصيل

كتبت شيماء عبد المنعم

أعلنت نقابة المخرجين الأمريكية عن ترشيح الفيلم الروائي Nomadland ومخرجته كلوى تشاو لجوائز 2021 DGA، هو الفيلم الذى حصد العديد من الجوائز منذ بداية موسم الجوائز حول العالم ومن المتوقع عن يحصد المزيد.

الفيلم الأمريكى Nomadland إخراج كلوى تشاو، وهو العمل الذى عرض بمهرجان القاهرة فى عرضه الأول بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والفيلم فاز بـ2 من أبرز جوائز هذا العام، هما "الأسد الذهبى" من مهرجان فينسيا، و"اختيار الجمهور" من مهرجان تورنتو، وهو من بطولة فرانسيس مكدورماند الحاصلة على الأوسكار، وتدور أحداثه حول امرأة تقرر أن تقضى حياتها فى ترحال دائم فى الغرب الأمريكى خلال فترة الكساد العظيم وعرض بمهرجان القاهرة فى القسم الرسمى خارج المسابقة.

إعلان

فرانسيس مكدورماند بطلة الفيلم سبق ونالت جائزة الأوسكار أفضل ممثلة، وذلك عن دورها فى فيلم Three Billboards Outside Ebbing, Missouri.

 

اليوم السابع المصرية في

10.03.2021

 
 
 
 
 

فيلما "نومادلاند" و"روكس" يتصدران قائمة الترشيحات لجوائز "بافتا"

(فرانس برس)

حصل فيلما "نومادلاند" و"روكس" على حصة الأسد من الترشيحات لجوائز "بافتا" مع سبعة لكلّ منهما، وفق القائمة التي أعلنتها المنظمة السينمائية البريطانية، والتي اتسمت بتنوّع أكبر من العام الفائت.

ورُشّح "نومادلاند" الذي يتناول مجموعة "هيبيز" معاصرين يجوبون الولايات المتحدة في حافلاتهم في فئة أفضل فيلم، بعد أكثر من أسبوع على نيله جائزة "غولدن غلوب". ويتنافس مع "ذا فاذر"، وهو شريط من بطولة أنتوني هوبكنز عن قصة عجوز يعاني الخرف، ومع "ذا موريشن" عن محامية شرسة تتولى الدفاع عن موريتاني اتهمته الولايات المتحدة ظلماً بالإرهاب واعتقلته على مدى 14 عاماً في غوانتانامو، إضافة إلى فيلم التشويق النسوي "بروميسينغ يانغ وومن"، و"ذا ترايل أوف ذي شيكاغو سفن" الدرامي.

ونجح "نومادلاند" في الفوز بجائزة أفضل فيلم درامي، فيما أصبحت مخرجته الأميركية من أصل صيني كلويه جاو (38 عاماً) ثاني امرأة في تاريخ مكافآت "غولدن غلوب" تحصل على جائزة أفضل مخرج بعد باربرا سترايسند عام 1984.

ورشحت الممثلة المحترفة الوحيدة في "نومادلاند" فرانسيس ماكدورماند لجائزة أفضل ممثلة، علماً أنها أيضاً منتجة الفيلم.

حصل "روكس" و"نومادلاند" على 7 ترشيحات لكل منهما، فيما حصل "مانك" و"ميناري" و"ذا فاذر" و"بروميسينغ يانغ وومن" على 6 ترشيحات

ورُشح لسبع جوائز أيضاً فيلم "روكس" للبريطانية سارة غافرون ("بريك لين"، "سوفراجيت") الذي يتناول قصة مراهقة لندنية تبلغ 15 عاماً تخلت والدتها عنها وعن شقيقها الأصغر، لكن أصدقاءها يدعمونها.

كذلك تسعى بطلة الفيلم باكي باكري إلى الفوز بجائزة أفضل ممثلة، فيما تنافس زميلتها كوثر علي ضمن فئة أفضل ممثلة مساعدة.

وحصل على ستة ترشيحات كلّ من "مانك"، وهو فيلم بالأبيض والأسود عن العصر الذهبي لهوليوود، و"ميناري" الذي يتناول قصة عائلة أميركية من أصل كوري جنوبي تنتقل إلى الريف سعياً إلى حياة جديدة، إضافة إلى "ذا فاذر" و"بروميسينغ يانغ وومن".

وكانت قائمة ترشيحات "بافتا" العام المنصرم عرضة للانتقاد بسبب افتقارها إلى التنوع، إذ لم تضمّ أي ممثلين غير بيض في الفئات الأربع الرئيسية، ولا أي امرأة ضمن فئة أفضل مخرج.

ودفع ذلك المنظمين إلى إجراء تعديلات على آلية الاختيار في كل الفئات بهدف تحقيق تنوع أكبر في الترشيحات.

وشكّلت الاختيارات هذه السنة سابقة، إذ ضمّت أربع نساء من ضمن المرشحين الستة لجائزة أفضل مخرج، هنّ جاو عن "نومادلاند"، والأسترالية شانن مورفي عن "بايبي تيث"، والبوسنية ياسميلا زبانيتش عن "كوفاديس، عايدة؟"، والبريطانية سارة غافرون عن "روكس".

وضمن فئة أفضل ممثل، ضمت القائمة البريطاني من أصل باكستاني ريز أحمد، والفرنسي من أصل جزائري طاهر رحيم والممثل الأميركي الأسود تشادويك بوزمان الذي توفي قبل أشهر.

ورُشِّح فيلم "لي ميزيرابل" (البؤساء) للفرنسي لادج لي لجائزة أفضل فيلم بلغة أجنبية، وهو يتمحور حول عنف الشرطة الفرنسية في ضاحية سين سان دوني الباريسية، ونال "سيزار" أفضل فيلم العام الفائت. ومن منافسيه في "بافتا" "ميناري" للمخرج الأميركي لي أيزك تشانغ الذي حصل على جائزة "غولدن غلوب" في الفئة نفسها.

وتجدر الإشارة إلى أن المنظمين زادوا عدد المرشحين هذه السنة في فئات أفضل مخرج وأفضل ممثل وأفضل ممثلة إلى ستة بدلاً من خمسة.

ومن المتوقع أن تُعلَن أسماء الفائزين في 11 إبريل/ نيسان المقبل في احتفال يقام من دون جمهور؛ بسبب جائحة كوفيد-19.

 

####

 

جمعية مخرجي هوليوود ترشح للمرة الأولى منذ 1938 امرأتين لأهم جوائزها

(فرانس برس)

أدرجت جمعية مخرجي هوليوود، أمس الثلاثاء، امرأتين ضمن ترشيحاتها لجائزتها الأهم المخصصة لأفضل فيلم روائي، في خطوة هي الأولى من نوعها منذ إطلاق هذه الجوائز العام 1938، تأتي بعد تعرضها للانتقادات العام الفائت لتجاهلها النساء كلياً في القائمة التي اختارتها.

وأصبحت كلويه جاو ("نومادلاند") وإيميرالد فينيل ("بروميسينغ يانغ وومن") على التوالي تاسع وعاشر امرأة تنافسان على جائزة أفضل فيلم روائي التي تمنحها جمعية المخرجين الأميركيين، لكن قائمة الترشيحات لهذه الفئة تضمّ للمرة الأولى امرأتين.

ويسعى إلى الفوز ضمن هذه الفئة أيضاً الأميركي من أصل كوري جنوبي لي أيزك تشانغ عن فيلمه "ميناري"، وديفيد فينشر عن "مانك" وآرون سوركين عن الفيلم الدرامي التاريخي "ذا ترايل أوف ذا شيكاغو سيفن".

وتشكل جوائز جمعية المخرجين الأميركيين مؤشراً مهماً إلى فرص الأفلام للفوز بجائزة أوسكار ضمن فئة أفضل مخرج.

ولم تفز إلى اليوم سوى امرأة واحدة بجائزة أفضل فيلم هي كاثرين بيغيلو عن "ذا هارت لاكر"، وقد حصل الفيلم بالفعل بعدها على ست جوائز "أوسكار" بينها جائزتا أفضل فيلم وأفضل مخرج.

وتعرضت مختلف الجوائز السينمائية المرموقة العام الفائت، ومنها جوائز جمعية المخرجين وجوائز "أوسكار"، لانتقادات شديدة بسبب غياب المخرجات عن ترشيحاتها.

لم تفز إلى اليوم سوى امرأة واحدة بجائزة أفضل فيلم هي كاثرين بيغيلو عن "ذا هارت لاكر"

كذلك أعلنت جمعية المخرجين ترشيحاتها لجائزة الفيلم الروائي الأول لمخرجه، وشملت هي الأخرى امرأتين هما ريجينا كينغ عن فيلم "وان نايت إن ميامي" ورادا بلانك عن "ذي فورتي يير أولد فيرجن" والمؤلف والمخرج الفرنسي فلوريان زيلر عن "ذي فاذر".

ومن المقرر أن تعلن الجمعية أسماء الفائزين بجوائزها خلال احتفال خاص وافتراضي يقام في 10 إبريل/ نيسان المقبل، قبل أسبوعين من الإعلان عن جوائز "أوسكار".

 

العربي الجديد اللندنية في

10.03.2021

 
 
 
 
 

أثر الأوسكار: جائزة من لا يملك لمن لا يستحق

أنيس أفندي

في نهاية عام 2000، وزعت صناعة السينما 4025 جائزة في 564 احتفالاً، وهو ما يعني أن إجمالي الاحتفالات بلغ ما يصل إلى 1.5 احتفال يوميًا، مع منح جائزة كل ساعتين، على مدار 365 يومًا في السنة. ومن بين كل هذا الكم الغفير من الجوائز، تبرز جائزة الأوسكار التي تمنحها أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة الأمريكية بوصفها الجائزة الأهم والأكثر تأثيرًا على الصناعة، ومن هنا جاء السؤال عن مدى سلطة تلك الجائزة على جمهور السينما العالمي؟ وهل تعتبر كل تلك الجوائز وعلى رأسها الأوسكار، مؤشرًا دالاً على الجودة الفنية والإبداع؟

عشاء الأوسكار التاريخي

بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى، خضعت الولايات المتحدة لثورة ثقافية وتكنولوجية هائلة كان لها عظيم الأثر على صناعة السينما. وفي يناير عام 1927، جاءت الفكرة الأولى لأكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة من خلال رئيس ستوديو MGM لويس بي ماير Louis B. Mayer. وفي شهر مايو من العام نفسه، اجتمع 36 ممثلاً من كل فروع الصناعة في فندق «إمباسادور Ambassador» في لوس أنجلوس، فيما يعرف الآن بـ «العشاء التاريخي». أثناء هذا العشاء سمع رجال الصناعة الثقال مقترحًا بإنشاء أكاديمية دولية لفنون وعلوم الصور المتحركة، وبعد الكثير من المداولات وبنود اللوائح، تم انتخاب دوجلاس فيربانكس Douglas Fairbanks كأول رئيس للأكاديمية.

عرفت أول لجان الأكاديمية باسم «لجنة جوائز الاستحقاق»، وتكونت من سبعة أعضاء اقترحوا على مجلس الإدارة أن تضم الجائزة 12 تصنيفًا، وقام المصمم الفني لإستوديو MGM سيدريك جيبونز Cedric Gibbons بتصميم تمثال الجائزة في عام 1928، وهو التمثال التاريخي الذي لم يتغير حتى اليوم

في شهر مايو من عام 1929، أقيم أول حفل تسليم جوائز الأكاديمية بفندق روزفيلت. كان المرشحون قد تم الإعلان عنهم قبل ثلاثة أشهر. في العام التالي تصاعد الحماس للجائزة مما حفز محطة راديو لوس أنجلوس بنقل وقائع الحفل على الهواء مباشرة. في عام 1953 نقلت وقائع الحفل الكبير على التلفزيون للمرة الأولى في أمريكا وكندا، وفي عام 1966 نقل الحفل بالألوان الطبيعية للمرة الأولى، ثم أخذت الجائزة خطوة أكبر في عام 1969 بنقل الحفل لجمهور السينما في 200 دولة حول العالم. شيئًا فشيئًا تجذرت الجائزة في الثقافة الأمريكية والعالمية بالتبعية، وكلما جذبت جمهورًا أكبر، كلما تعاظم تأثيرها على جمهور السينما حول العالم.

على الرغم من الوجاهة التي تتلقاها جائزة الأوسكار فإنها حظيت على مدار تاريخها بقدر كبير من الانتقاد، وهو ما يرجعه البعض إلى التدابير الخاصة ما خلف الكواليس، والمواءمات السياسية، وحملات الدعاية، وغيرها من الأحداث التعسفية.[1] وهو ما حدا ببعض النقاد إلى تقديم اختيارات بديلة للجوائز عن تلك المسيسة التي قدمتها الأكاديمية على مدار تاريخها، وربما يكون أبرزهم الناقد الأمريكي Danny Peary الذي قدم اختياراته في كتاب تحت عنوان «الأوسكار البديلة». كما يتمثل أحد تلك البدائل في الجوائز التي تمنحها جهات مثل مجتمع النقاد الوطني (National Society of Film Critics)، ودائرة نقاد السينما في نيويورك (New York Film Critics Circle)، حتى أن الأخيرة والتي بدأت في عام 1935، قد تم تأسيسها خصيصًا لتكون مقابلاً موضوعيًا لجوائز الأوسكار «المتحيزة»، إذ رأى النقاد أن الجائزة يسيطر عليها الذوق الهوليوودي المحلي، وسياسات الإستديوهات.

غير أن الثابت تاريخيًا أن كل هذه الانتقادات التي تكاد تتجدد كل عام مع إعلان ترشيحات الجائزة، لم تؤثر بشكل لافت على جماهيرية الحفل الأسطوري الذي ينتظره الملايين حول العالم، فيما اعتادت الأكاديمية أن تدعي لسنوات أن عدد مشاهدي حفل الأوسكار يتجاوز المليار مشاهد حول العالم، وهي الادعاءات التي ثبت زيفهاوفقًا لموقع Statista بلغ عدد مشاهدي حفل الأوسكار عام 2019، من خلال التلفاز داخل الولايات المتحدة 29.6 مليون مشاهد، بينما قدرت مجلة The Hollywood Reporter عدد مشاهدي الحفل في عام 2016 على مستوى العالم بما يتجاوز بقليل 65 مليون مشاهد. ولكن على الرغم من ذلك، فإنه يظل هذا الرقم ضخمًا للغاية، ويظل حفل الأوسكار هو البث التلفزيوني الأكثر مشاهدة على الإطلاق على مستوى العالم، وهذا الرقم تحديدًا هو ما يمنح تلك الجائزة تأثيرًا عظيمًا على مشاهد السينما العالمي في العصر الحالي.

أثبتت العديد من الأبحاث مدى أهمية جائزة الأوسكار وتأثيرها على إيرادات الأفلام، فيكفي أن نعرف أن من بين 20 فيلمًا فازوا بالجائزة الكبرى (أوسكار أفضل فيلم) على مدار العقدين الأخيرين، 16 فيلمًا تخطت إيرادات كل منهم 100 مليون دولار، و11 فيلمًا تخطت إيراداتها 200 مليون دولار، وهي أرقام كبيرة بلا شك، خاصة مع الوضع في الاعتبار أن غالبية هذه الأفلام لا تنتمي إلى إنتاجات هوليوود الضخمة إذ إن 14 فيلمًا منها لم تتجاوز ميزانيته 30 مليون دولار فقط. هذه الأرقام تؤكد على سعي الجمهور لمشاهدة هذه الأفلام التي ما كانوا ليقرروا مشاهدتها إلا بسبب فوزها بجائزة الأوسكار المرموقة، وهو ما يؤكده تقرير سابق لجريدة الإكونومست، قدرت الأرباح الإضافية التي قد يحظى بها الفيلم بعد الفوز بجائزة الأوسكار بما قيمته 25 مليون دولار.

السينما كسلعة تجريبية

أما في عالم صناعة السينما، فإن المشاهد عليه أن يتخذ قراره بالاختيار ما بين البدائل المعروضة قبل التعرض للسلعة نفسها، ولهذا تكتسب مؤشرات الجودة أهمية إضافية في هذا المجال، إذ إن المستهلك/المشاهد يبحث عن أي أمارة على الجودة تساعده على الاختيار من بين البدائل المعروضة، خاصة وأن الأفلام هي سلعة تجريبية. إن المشاهدين يقررون جودة الفيلم بناء على حجم المتعة وليس المنفعة التي يخرجون بها من الفيلم، ولذلك فإن المعرفة المسبقة لمدى تحقق هذه المنفعة قبل مشاهدة الفيلم هي أمر صعب للغاية،[3] ولذلك يبحث المشاهدون عن مؤشرات وأمارات على الجودة.

منذ نشأتها الأولى، جمعت السينما بين الفن والصناعة والتجارة بشكل يصعب معه الفصل بين أي منها. واليوم بعد أكثر من قرن على ميلاد هذا الفن الحديث، لا تزال العلاقة بين هذه الأعمدة الثلاثة تمثل معضلة كبيرة في تناول السينما، خاصة بعد تغول التكنولوجيا الحديثة، وتعملق الصناعة الأمريكية وسيطرتها التجارية والثقافية على هذا الفن على مستوى العالم. إذا ما نظرنا إلى الشق التجاري في السينما، سنجد أن لها سوقًا ولها مستهلكًا وتتأثر بكل قواعد الاقتصاد الحديث شأنها شأن أي سلعة تجارية.

اعتمدت جيردا جيمزر، أستاذ الاقتصاد بجامعة RMIT، في دراستها المعنونة «لماذا تعتبر بعض الجوائز أكثر فعالية كمؤشر للجودة من غيرها؟»، على نظرية «نظام الاختيار» والتي تتألف من ثلاثة أنواع مثالية لاختيار المنتجات وهي: السوق، والخبراء، والأقران. تشير جيمزر إلى أن اختيار المستهلك من بين المتاح من السلع يقوم بالأساس على ذوقه وتقديره الشخصي، أو على ما يوفره السوق كأفضل المعروض، وفي حالات قليلة يقوم على أساس تقدير الخبراء[2]، ومن أشهر الأمثلة على ذلك مجال الفنون التشكيلية، حيث يأخذ المشتري قراره بشراء لوحة ما اعتمادًا على آراء الخبراء والنقاد المتخصصين أو مدراء المتاحف وأصحاب المعارض الفنية، ومدى تقييمهم لقيمة اللوحة وتقديرهم لسعرها المفترض.

في الصناعة الثقافية، تكتسب الجوايز أهمية كبيرة لأنها تعتبر مؤشرًا على الجودة بالنسبة للمستهلك، ودليلاً للاختيار من بين السلع/الإنتاجات الثقافية المختلفة. في عالم السينما، لا تزال جائزة الأوسكار هي الأكثر أهمية بين الجوائز المختلفة، ولهذا فإن العديد من الإستوديوهات يعولون على أهميتها كمؤشر على الجودة، ومحفز للنجاح في شباك التذاكر.

في دراسة زوليو بيمنتيل، الباحث في معهد روتشيستر للتكنولوجيا في نيويورك، يناقش تأثير جائزة الأوسكار على تلقي الجمهور للأفلام من خلال مفهوم «مصداقية المصدر»، ويعرفه بأنه الخصائص الإيجابية للمرسل التي تؤثر على قبول المستقبل للرسالة. [4]

إن المكانة المميزة للجوائز تعتبر مؤشرًا هامًا لمصداقية المصدر لدى المشاهد، فالمشاهد يمنح تلك الجوائز درجات متفاوتة من المصداقية، ولهذا فإن قناعته بمدى أهمية الجائزة كمؤشر على الجودة تتوقف على تلك المصداقية والتي ترتبط بدورها بعاملين رئيسيين هما الثقة والخبرة. ويمكن تعريف الخبرة بأنها مدى قدرة المصدر على تقديم أطروحات صالحة ومقنعة للمتلقي، أما الثقة فهي مدى اقتناع المتلقي بصحة الأطروحات التي يقدمها المصدر.

يتابع بيمنتيل من هذه النقطة دراسته لمدى تأثير ترشيحات وجوائز الأوسكار على تلقي المشاهدين للأفلام، من خلال دراسة استجابة العينة لثلاثة عوامل هي: 1) مدى اهتمام المشارك بالفيلم، و2) مدى تقديره لجودة الفيلم، و3) احتمالية إقباله على مشاهدة الفيلم. وجدت الدراسة أن استجابة الجمهور للأفلام التي يحمل ملصقها شعار الأوسكار، تكتسب مصداقية أكبر في مدى جودة الفيلم من غيرها من الأفلام التي لا تحمل ذلك الشعار. كما أن هذا الشعار يدفع المشاهد للاهتمام بمشاهدة الفيلم أكثر من غيره، أما على مستوى فعل المشاهدة نفسه، فقد وجدت الدراسة أن هناك علاقة طردية بين ترشح الفيلم أو فوزه بجائزة الأوسكار، وبين احتمالية إقبال المشاهد على مشاهدة الفيلم بالفعل، بيد أنها أكدت أن العكس غير صحيح، إذ إن احتمالية إقبال المشاهد على مشاهدة الأفلام لا تتأثر في حالة الأفلام التي لا تحمل شعار الأوسكار على ملصقها.[5]

العلاقة بين العوامل الثلاثة متفاوتة، إذ إن الاهتمام بالفيلم حتى وإن لم يكن مرتبطًا بكون الفيلم مرشحًا أو فائزًا بجائزة الأوسكار، يرفع بالضرورة من احتمالية إقبال الجمهور على مشاهدته، ومن ناحية أخرى فإن مدى مصداقية جائزة الأوسكار كمؤشر على الجودة لا تؤثر بالضرورة على مدى اهتمام الجمهور بالفيلم، وبالتبعية مدى إقباله على مشاهدته، وهو ما يعني أن الجمهور قد يبدي اهتمامًا أكبر بالأفلام التجارية غير المرشحة أو الفائزة بالأوسكار بصرف النظر عن مدى مصداقية الجائزة كمعيار للجودة، إذ إن معيار الجودة هنا يتوقف بشكل كبير على مدى المتعة المتوقعة من مشاهدة الفيلم.

في دراسة دين كينيث سيمونتون التي شملت 7 جوائز كبيرة في مجال السينما هي جائزة الأوسكار، وجائزة الجولدن جلوب، وجائزة البافتا البريطانية، وجائزة دائرة نقاد نيويورك، وجائزة المجلس الوطني للنقد (National Board of Review)، وجائزة مجتمع نقاد السينما الوطني (National Society of Film Critics)، وجائزة جمعية لوس أنجلوس للنقاد (Los Angeles Film Critics Association)، وجدت الدراسة أن هناك إجماعًا واضحًا على محورية جائزة الأوسكار كمؤشر على التوافق بين مختلف مانحي الجوائز على مدى الإسهام الفني للأفلام الفائزة. وأن الجوائز مرتبطة بشكل إيجابي بالتقييمات اللاحقة للأفلام، وتكون الارتباطات كبيرة بشكل خاص في فئات الجوائز لأفضل فيلم، وأفضل مخرج، وأفضل سيناريو، وأفضل تمثيل.[6]

في دراستهم المعنونة «من أجل مجد الأوسكار أم المال؟»، يذهب كل من إيفا دوتشر، وكوسي أدجاما، وفلوريان بولي، إلى أن جائزة الأوسكار هي الأكثر أهمية كمؤشر على الجودة لدى الجمهور، فبالإضافة إلى الزخم الإعلامي الكبير الذي يصاحب كل مراحل الجائزة، فإن الدراسة تعتبر أن عملية التصويت التي تتم من قبل أكثر من 7 آلاف من أعضاء الأكاديمية العاملين في مجال الصناعة تجعلها أكثر مصداقية من غيرها من الجوائز التي تعتمد على لجان تحكيم من الخبراء، أو تصويت أعضاء أقل في العدد.[7]

ما بين مؤشر الجودة، ومؤشر الإبداع

كل هذه الدراسات أكدت على محورية جائزة الأوسكار من بين مئات الجوائز التي يتم تقديمها سنويًا للعاملين في صناعة السينما ومدى أثرها على المشاهد، ولكنها لا تنفك تتساءل عن مدى دلالة هذا الاستحقاق فيما يتعلق بالإبداع الفني الحقيقي. في حالة الجوائز، يختلف الوزن النسبي للجائزة كمؤشر على الجودة بناء على الجهة المانحة أو المصوتين على ذلك الاستحقاق، ومن ثم فإن الجمهور لا يقبل المؤشرات إلا بوضع المصدر ومدى مصداقيته في الاعتبار، فالجوائز الممنوحة من لجنة تحكيم أو لجنة اختيار تضم أعضاءً فاعلين في الصناعة ولهم مصداقيتهم لدى الجمهور (مصداقية المصدر)، يكون لها الوزن الأثقل في عملية الاختيار، والعكس صحيح.

تصنف دراسة جيمزر جائزة الأوسكار كأحد مؤشرات الأقران، إذ إن اختيار الجائزة يتم من قبل أكثر من 7 آلاف عضو من أعضاء الأكاديمية، وكلهم من العاملين في صناعة السينما بأقسامها المختلفة، بيد أن الدراسة في الوقت نفسه أكدت على أن تأثير جائزة الأوسكار يكاد يتطابق مع تأثير الجوائز التي تعتمد على تقديرات الجمهور نفسه وليس الخبراء أو الأقران، مثل جائزة MTV.

ترى جيمزر أن الجوائز التي يختارها الخبراء هي الأكثر فعالية ودلالة على الجودة الفنية في حالة الأفلام المستقلة، في حين أن جمهور السينما يستقي مصداقية الجوائز في حالة الأفلام السائدة من اختيارات الأقران سواء المستهلكين (فيما يعرف بظاهرة تناقل الألسنة)، أو العاملين في الصناعة. [8]

ولهذا نجد أنه في حالة الأفلام السائدة التي تنتجها الإستوديوهات الكبيرة، فإن قرار المشاهد يتأثر بشكل كبير بحجم الدعاية وتناقل الألسن من الأصدقاء وغيرهم ممن شاهد الفيلم بالفعل، أما في حالة الأفلام المستقلة تتراجع أهمية هذه المؤشرات لصالح المراجعات النقدية من المتخصصين التي يعتمد عليها المشاهد في اتخاذ قراره.

تسعى كبرى الشركات والإستوديوهات بهوليوود إلى الفوز بجائزة الأوسكار، لا من أجل التقدير الفني لعمل إبداعي، ولكن سعيًا وراء المزيد من الأموال في شباك التذاكر، ومن أجل ذلك تشن مجموعة من الحملات مع اقتراب الموسم من كل عام، والتي تتضمن مختلف الممارسات من الإعلانات والدعاية الإعلامية سواء على شاشة العرض التلفزيونية والفضائية، أو الملصقات الإلكترونية، أو أغلفة وصفحات أشهر الصحف والمجلات الفنية، أو حتى على اللافتات الإعلانية بشوارع لوس أنجلوس ونيويورك. كما تتضمن الحملات أيضًا نشاطات جماعات الضغط والتأثير أو ما يطلق عليه «اللوبي»، والعروض الخاصة التي تعقبها مناقشات مع نجوم وصناع الفيلم، بل وأحيانًا تعتمد على إثارة بعض الحقائق التاريخية الخاصة بالمسابقة كحقيقة ندرة ترشح المخرجات النساء إلى الجائزة.

من أجل الفوز بتمثال الأوسكار الذهبي تتكالب الإستوديوهات بشكل جنوني في مضمار الدعاية لأفلامها، وتستثمر أموالًا طائلة تتجاوز في بعض الأحيان ميزانيات أفلام مستقلة متواضعة الإنتاج، فعلى سبيل المثال، أنفق ستوديو يونيفرسال 15 مليون دولار على الدعاية لفيلم A Beautiful Mind الذي فاز بالجائزة عام 2002، أي ما يزيد بقليل عن ربع ميزانية إنتاج الفيلم نفسه.

كل ما سبق لا يشكك فقط في مدى مصداقية جائزة الأوسكار كمؤشر حقيقي ودال على الإبداع الفني، ولكنه يؤكد بما لا يدع مجالًا للشك أنها جائزة للتفوق الرأسمالي، وتعبير عن طغيان الجانب التجاري على الفني والصناعي في هذا الوسيط الحديث، وليس أدل على ذلك من استبعاد فيلم The Lighthouse، أحد أفضل الأعمال السينمائية الأمريكية في عام 2019، من ترشيحات الأوسكار، والذي لم يحصل سوى على ترشيح وحيد في فئة التصوير السينمائي. فمثل هذا الفيلم الذي بلغت ميزانية إنتاجه 4 ملايين دولار فقط، كان عليه أن ينفق ثلاثة أضعاف ميزانيته في الدعاية الإعلامية حتى تتسنى له الفرصة للاعتراف به مرشحًا للجائزة، دون أن تشفع له 15 جائزة من كبرى المهرجانات السينمائية في العالم، من بينها جائزة الاتحاد الدولي لنقاد السينما بمهرجان كان الفرنسي، فمثل هذه الجوائز لا يعيرها المشاهد العالمي انتباهًا، ولا يأخذ بها كمؤشر على الجودة.

لا تزال هوليوود، بما لها من هيمنة ثقافية وإعلامية على شعوب العالم أجمع، هي الفاعل الأكثر تأثيرًا في صناعة السينما العالمية، وما دامت تمتلك كل أدوات التأثير في الثقافة السينمائية العالمية، ستبقى جائزة الأوسكار هي الأكثر تأثيرًا، وسيظل حفل الأوسكار هو أكثر البرامج التلفزيونية مشاهدة على مستوى العالم، وسيظل صناع السينما يتبارون من أجل الفوز بجائزة الإنجاز التجاري لا الفني، وستبقى أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة تمنح استحقاقًا إبداعيًا لا تملك منحه، لمن تدعمه كبرى الإستديوهات بحملاتها لا لمن يستحقه.

المراجع

Dean Keith Simonton, Film awards as indicators of cinematic creativity and achievement, Creativity Research Journal, Vol. 16, University of California, 2004, p 164.

Gerda Gemser, Why Some Awards Are More Effective Signals of Quality Than Others, Journal of Management, Vol. 34 No. 1, February 2008, p 26.

Morris A. Cohen, Jehoshua Eliashberg, Teck H. Ho, An Anatomy of a Decision-Support System for Developing and Launching Line Extensions, Journal of Marketing Research, Vol. 34, No. 1, USA, 1997, p 117.

Zoilo Pimentel, How the Academy Awards Influence Audience Perception of a Film, The Rochester Institute of Technology, USA, 2016, p 12.

Zoilo Pimentel, How the Academy Awards Influence Audience Perception of a Film, The Rochester Institute of Technology, USA, 2016, p 23.

Dean Keith Simonton, Film awards as indicators of cinematic creativity and achievement, Creativity Research Journal, Vol. 16, University of California, 2004, p 163.

Eva Deuchert, Kossi Adjamah and Florian Pauly, For Oscar Glory or Oscar Money?, Journal of Cultural Economics 29, Institute for Economic Research, Germany, 2005, p 160.

Gerda Gemser, Why Some Awards Are More Effective Signals of Quality Than Others, Journal of Management, Vol. 34 No. 1, February 2008, p 44.

 

موقع "إضاءات" في

10.03.2021

 
 
 
 
 

مسألة العنصرية والأقليات تحل بمتحف الأوسكار

سيفتتح في سبتمبر 2021 وسيتضمن معروضات من الآثار الهوليوودية التي استُخدمت في الأفلام

(أ ف ب

من المتوقع أن يتضمن المتحف المنتظر لجوائز الأوسكار في لوس أنجليس، معروضات تعكس "التاريخ الإشكالي" لصناعة السينما، من العنصرية التي شابت فيلم "غان ويذ ذي ويند" (ذهب مع الريح) إلى الجدل الأخير في مسألة ضآلة تمثيل النساء والأقليات، وفق ما أكد مسؤولو الموقع.

واستلزمت ترجمة فكرة هذا المتحف المخصص للفن السابع نحو قرن. وكان من المفترض أن يكون عام 2017 موعد افتتاح المبنى الذي صممه المهندس المعماري الإيطالي رينزو بيانو، لكنه تأخر أكثر من مرة.

وبعدما باتت المباني مهيأة، حددت إدارة المتحف شهر سبتمبر (أيلول) 2021 موعداً لافتتاحه.

القصص الإشكالية

وتولت الممثلة لورا ديرن، التي حصلت على جائزة أوسكار لأفضل ممثلة في دور ثانوي العام الفائت، مرافقة الصحافيين خلال جولة افتراضية نُظمت لهم الأربعاء في المتحف الواقع في غرب لوس أنجليس.

وقالت ديرن: "لن نتظاهر بتجاهل القصة الإشكالية"، في إشارة إلى وسم "أوسكارز سو وايت" المتعلق بالنقص في تمثيل الفنانين السود، وضعف حضور النساء، والطريقة التي تعامل بها منظمو الأوسكار مع الممثلة السوداء هاتي ماكدانيال عام 1940.

ولم تتمكن ماكدانيال التي كانت أول فنانة سوداء تحصل على جائزة الأوسكار عن دورها في فيلم "غون ويذ ذي ويند"، من حضور العرض الأول للفيلم بسبب لون بشرتها. وخلال احتفال توزيع جوائز الأوسكار، لم تتمكن من دخول فندق "أمباسادور" الذي كان يمارس الفصل العنصري إلا بعد تدخل المنتجين، وكان عليها الجلوس على طاولة منفصلة بعيداً من الممثلين الآخرين في الفيلم.

كذلك سيتناول متحف الأوسكار المضايقات التي تعرضت لها الممثلة المنتمية إلى السكان الأصليين للولايات المتحدة ساشين ليتلفيذر، التي حضرت بدلاً من مارلون براندو عندما رفض جائزة الأوسكار عام 1973 للتنديد بمعاملة السلطات الأميركية السكان الأصليين.

وتتطرق معروضات المتحف حتى إلى مسألة تولي ممثلات أوروبيات تأدية شخصيات صينية في فيلم "ذي غود إيرث" عام 1937.

وقال مدير المتحف بيل كرامر: "لم نشأ محو الأفلام والفنانين واللحظات التي قد تكون محرجةً. أردنا أن نواجهها ونضعها في السياق الذي حصلت فيه من خلال معرضنا الدائم".

محتوى المتحف

وسيضم الموقع الذي تبلغ مساحته أكثر من 4500 متر مربع، مجموعة من الآثار الهوليوودية التي استخدمت في الأفلام، بينها على سبيل المثال لا الحصر، حذاء جودي غارلاند الأحمر الشهير في "ذي ويزرد أوف أوز"، ورداء دراكولا الذي ارتدته بيلا لوغوسي في الفيلم العائد إلى عام 1931. وفي المتحف أيضاً صالة سينما تتسع لألف مقعد وتقع داخل كرة عملاقة من الزجاج والفولاذ والخرسانة، أقيمت على جانب المتحف.

وسيكون سبايك لي وبيدرو ألمودوفار من بين المخرجين الأوَل الذين طلب منهم المتحف تنظيم معارض مؤقتة مخصصة للمخرجين الآخرين.

وقال سبايك لي: "أريد أن أرى حافلات مدرسية صفراء مركونة في صفين أمام المتحف، وأتمنى أن تتعرف هذه العقول الشابة والجميلة إلى السينما".

وفي الجناح المخصص لتاريخ جوائز الأوسكار، سيُعرض 20 تمثالاً صغيراً هي جوائز الأوسكار التي نالتها أفضل الكلاسيكيات الصامتة، مثل "سانرايز" (1927) لفريدريك ويلهلم مورناو، أو لأفلام حديثة كـ"مونلايت" (2016) لباري جينكينز.

وستُخصص صالات عرض أخرى لإبراز دور جميع الجنود المجهولين الذين يسهمون من وراء الكاميرا في صناعة سحر السينما، ومنهم خبراء التحريك ومصففو الشعر وفنانو الماكياج وسواهم.

ويسلط أحد الأقسام الضوء على الأزياء الشهيرة، كذاك المستوحى من أفريقيا والذي ارتدته الممثلة داناي غوريرا في الفيلم الشهير "بلاك بانثر" عام 2018. وعلقت الممثلة قائلةً، "إن وجود زي أوكوي (وهي الشخصية التي تؤديها) في متحف الأكاديمية أمر قوي جداً لأن تاريخ هوليوود لا يشبه فريق بلاك بانثر".

استتباب الوضع الصحي

وأكد بيل كرامر أن متحف الأوسكار لن يفتح قبل أن يسمح الوضع الصحي المرتبط بالوباء بذلك، لكنه شدد على أن كل شيء بات جاهزاً لاستقبال الجمهور.

وأبدى ثقته بأن الافتتاح في الموعد المحدد، وهو 30 سبتمبر، سيكون ممكناً نظراً للتقدم في حملات التلقيح ضد فيروس كورونا في كاليفورنيا وانخفاض عدد الإصابات.

من الآن وحتى موعد افتتاحه، سينظم المتحف عدداً من الأنشطة الافتراضية، منها نقاش يضم فنانات طبعن تاريخ الأوسكار، كصوفيا لورين وووبي غولدبرغ ومارلي ماتلين وبافي سانت ماري.

 

الـ The Independent  في

11.03.2021

 
 
 
 
 

المشهد

عُقدة الأوسكار

بالم سبرينغز (كاليفورنيا): محمد رُضا

يتلمّس المرء بين القراء حبّهم للأخبار السينمائية كافّة وحرصهم على متابعة موسم الجوائز ومنصّته العليا المتمثّلة بالأوسكار. هذا طبيعي لأنهم، من بين كل الهوايات الأخرى، أحبوا السينما والأفلام ويتوقون للمرحلة التي سيتم للجان التحكيم وأعضاء المؤسسات الاقتراع وانتخاب الأفضل.

طبيعي أيضاً أن يكون هناك من لا يهتم. الجمهور مشارب وأذواق وبعضهم ينتقد البعض الآخر الذي يتابع الأوسكار وباقي الجوائز في المحافل المختلفة (مهرجانات، مناسبات سنوية) على أساس أنها جوائز مُسيّسة أو أنها جوائز مختارة سلفاً ومتفق على نتائجها أو أنها دعاية للأفلام الفائزة.

هذا الوضع يبقى طبيعياً إلى حد ما وهو يسود في حياتنا كل ميدان آخر: هناك مؤيدون ومعارضون. لكن ما هو إشكال كبير هو موقف النقد العربي (عموماً وليس كليّاً) حيال هذه الجوائز. هناك من يلغيه من الوجود ويحاول التقليل من قيمته، وهناك من يعتبر أنه صاحب منصّة أعلى وأهم من الأوسكار ذاته.

أما الجمهور فعليه أن يبحث عند سواه عن أخبار الجوائز وليس عنده. والجمهور (عموماً كذلك) سعيد بذلك، لأن آخر ما يودّه من قراءة المقالات السينمائية ما يُعارض شغفه ولهفته.

الحال أنه من الممكن جداً أن يبقى الناقد جادّاً وأن يتعامل ومتطلّبات الجمهور المختلفة وأذواقهم المتعددة في الوقت ذاته. أنت تكتب في صحيفة والصحيفة تريد المتخصص لكنها لا ترغب في تجاهل السواد الأعظم.

النقد ليس كرسياً يمتطيه المرء ليدلي منه بصوته على هواه. والأوسكار وباقي الجوائز ليست مجرد حفلات سعيدة ونتائجها بالتأكيد ليست مرتّبة. إنها جادّة وحرّة وتحفل بالأفلام التي تستحق. هي قريبة بينما النقد هو البعيد.

 

الشرق الأوسط في

12.03.2021

 
 
 
 
 

معاناة قطاع الثقافة بفرنسا تطغى على حفل توزيع جوائز سيزار السينمائية

"وداعا أيها الأغبياء" يحصد أغلب جوائز سيزار السينمائية الفرنسية.

باريس – عكست حفلة توزيع جوائز سيزار السينمائية الفرنسية صرخة القطاع الثقافي المتضرر بشدة جراء الجائحة، ورغبة القائمين على هذه المكافآت الفرنسية الموازية لجوائز الأوسكار الأميركية في الاحتفاء بالتنوع.

واستأثر فيلم "أديو لو كون" (وداعا أيها الأغبياء) للمخرج ألبير دوبونتيل، بحصة الأسد من الجوائز، حيث حصد سبع مكافآت في الحفلة التي أقيمت الجمعة بنسختها السادسة والأربعين على مسرح الأولمبيا في باريس، بينها الجائزة الأبرز عن فئة "أفضل فيلم" التي حصدها ألبير دوبونتيل البالغ 57 عاما للمرة الأولى في مسيرته.

وحصل العمل الكوميدي للممثل والمخرج الذي كان من أبرز نجوم السهرة رغم تغيبه عنها، أيضا على جائزة سيزار أفضل مخرج وأفضل ممثل في دور ثانوي (نيكولا مارييه)، كما حصد جائزة الفيلم المفضل لدى التلامذة الثانويين.

أما الخيبة الأكبر خلال الأمسية فكانت لإيمانويل موريه الذي خرج خالي الوفاض، رغم ترشح فيلمه "لي شوز كوندي لي شوز كونفيه" (ما نقول وما نفعل) في ثلاث عشرة فئة، كذلك الأمر مع فرنسوا أوزون عن "إيتي 85" (صيف 85) المعتاد على الترشح من دون الفوز.

وعلى صعيد التمثيل، فقد فاز الممثل الفرنسي من أصل تونسي سامي بوعجيلة بجائزة أفضل ممثل، عن دوره كأب يحاول إيجاد متبرع بالكبد لابنه في فيلم "بيك نعيش" للمخرج التونسي مهدي البرصاوي.

وفازت لور كالامي بجائزة أفضل ممثلة عن دورها كمتنزهة تتنقل مع حمار في فيلم "أنطوانيت دان لي سيفين".

خطوة نحو التنوع

تُوّج بوعجيلة بجائزة أفضل ممثل هذه السنة بعدما نالها العام الماضي الممثل الفرنسي من أصل مغربي رشدي زيم، الذي ترأس نسخة هذا العام.

وقال الممثل لدى نيله الجائزة عن دوره في فيلم "بيك نعيش"، "لطالما ساد انطباع لديّ بأن الأدوار هي التي تختارنا لا العكس".

ومع سلسلة أدوار لافتة في العقود الثلاثة الماضية، انتزع بوعجيلة تقديرا كبيرا في الأوساط السينمائية. وقد نال جائزة أفضل أداء تمثيلي في مهرجان كان السنيمائي عن دوره في فيلم "بلديون" للمخرج رشيد بوشارب سنة 2006. كما فاز بجائزة سيزار أفضل دور ثانوي في فيلم "لي تيموان" لأندريه تيشينيه (2007)، ثم تُوّج أخيرا بجائزة أفضل ممثل ضمن مكافآت "أوريزانته" في مهرجان البندقية السينمائي عن دوره في "بيك نعيش" سنة 2019.

وبعد تلقيه اتصالا من وكيل فني في باريس، حصل على أول دور له سنة 1991 بشخصية شاب واسع الحيلة من الضواحي في فيلم "لا تون" لفيليب غالان.

وقد واجه صعوبات في مسيرته في العاصمة الفرنسية، إذ يقول إن ملامحه العربية كانت تحصره في أدوار محددة بما يحول دون تقدمه خلافا لزملائه في المهنة.

وساد ترقب كبير في الأوساط السينمائية للحدث هذا العام، خصوصا لرصد التنوع في أسماء الفائزين، بعد انتقادات في هذا المجال في السنوات الماضية.

وافتتح زيم الأمسية الجمعة بالتأكيد على أن "المهنة تتغير".

وظهرت ملامح التغيير منذ الجوائز الأولى في الحفلة، مع فوز الممثلين "الأسودين" جان باسكال زادي وفتحية يوسف، بجائزتي أفضل ممثل وممثلة واعدين.

وزادي هو مؤلف ومشارك في الإخراج (مع جون واكس) وبطل فيلم "تو سامبلومان نوار" (أسود ببساطة) الكوميدي الذي يتصدى للتنميط العنصري. وحقق العمل الذي يتمحور بحسب زادي على "الإنسانية قبل أي شيء"، نجاحا كبيرا في الصالات السينمائية.

ويرتدي هذا الخيار رمزية كبيرة لجوائز سيزار، أبرز المكافآت للسينما الفرنسية التي واجهت طويلا اتهامات بنقص الشفافية في معاييرها، وأثارت جدلا واسعا العام الماضي بتتويجها رومان بولانسكي رغم الاتهامات المساقة ضده بالاغتصاب.

وتكرّس التنوع في الجوائز مع منح فتحية يوسف التي لا تزال في سن الرابعة عشرة، جائزة أفضل ممثلة واعدة عن فيلم "مينيون" الذي يتمحور حول المراهقة في باريس بين تقاليد عائلة سنغالية فيها تعدد زيجات، وعصر شبكات التواصل الاجتماعي.

غير أن المناصفة بين الجنسين لا تزال بعيدة المنال في ظل استمرار هيمنة الرجال على سجل الجوائز.

"كلنا عراة"

سلسلة من الأدوار اللافتة

شكّلت الأزمة الصحية بطبيعة الحال عنوانا رئيسيا في الحفل، الذي شهد مرات عدة إطلاق صرخات للتعبير عن معاناة قطاع الثقافة المترنح جراء تبعات الجائحة.

وصدمت الممثلة الفرنسية كورين ماسييرو، الحضور والجمهور في الحفل، بعد أن خلعت كامل ملابسها وظهرت عارية، مع عبارات "احتجاجية" على جسدها.

وظهرت الممثلة الكوميدية خلال تقديمها جائزة أفضل ملابس بزي ملطخ بالدم مستوحى من قصة "جلد الحمار"، فنزعته وتعرت بالكامل على المسرح كاتبة عبارة "لا مستقبل من دون ثقافة" على بطنها.

وقالت أمام الحفل "كلنا الآن عراة"، في خطوة أرادت من خلالها إيصال رسالة دعم للعاملين في قطاع العروض الفنية والثقافية، الذين باتوا بأكثريتهم من دون عمل بسبب الجائحة.

وقال المخرج ستيفان دوموستييه لدى حصوله على جائزة أفضل اقتباس عن فيلمه "لا في أو براسليه" (الفتاة ذات السوار)، متوجها إلى وزيرة الثقافة روزلين باشلو "أطفالي يمكنهم الذهاب إلى (متجر الملابس) زارا لكن ليس إلى السينما… هذا غير مفهوم! نحتاج إلى إرادة سياسية لكي تواصل السينما تطورها، عليكم تحمل هذه المسؤولية كوزيرة".

وكانت باشلو حاضرة لكن خارج قاعة الحفلة التي أقيمت بحضور عدد محدود من المشاركين، بسبب التدابير الصحية. وهي حرصت عند وصولها على توجيه "رسالة أمل" قائلة "نحن نحضّر مع القطاع ظروف إعادة فتح صالات" السينما.

 

####

 

متحف الأوسكار: معروضات تعكس العنصرية وضعف تمثيل الأقليات

المتحف سينظم عددا من الأنشطة الافتراضية إلى حين افتتاحه في سبتمبر 2021.

لوس أنجلسمن المتوقع أن يتضمن المتحف المنتظر لجوائز الأوسكار في لوس أنجلس معروضات تعكس "التاريخ الإشكالي" للإنتاج السينمائي بهوليوود، من العنصرية التي شابت فيلم "ذهب مع الريح" إلى الجدل الأخير في شأن ضعف تمثيل النساء والأقليات.

واستلزمت ترجمة فكرة هذا المتحف المخصّص للفن السابع نحو قرن، وكان من المفترض أن يكون عام 2017 موعد افتتاح المبنى الذي صمّمه المهندس المعماري الإيطالي رينزو بيانو. لكنه تأخّر أكثر من مرة، وزاد انتشار فايروس كورونا المستجد في السنة الماضية من تأخير موعد افتتاحه. ومع ذلك باتت المباني جاهزة، وحدّدت إدارة المتحف شهر سبتمبر 2021 موعدا لافتتاحه.

وتولّت الممثلة لورا ديرن التي حصلت على جائزة أوسكار لأفضل ممثلة في دور ثانوي العام الماضي مرافقة الصحافيين خلال جولة افتراضية نظمت لهم، أخيرا، في المتحف الواقع في غرب لوس أنجلس.

وقالت الممثلة “لن نتظاهر بتجاهل القصة الإشكالية”، في إشارة إلى وسم “أوسكارز سو وايت” المتعلق بالنقص في تمثيل الفنانين السود، وضعف حضور النساء، والطريقة التي تعامل بها منظمو الأوسكار مع الممثلة السوداء هاتي ماكدانيال عام 1940.

ولم تتمكن ماكدانيال التي كانت أول فنانة سوداء تحصل على جائزة الأوسكار عن دورها في فيلم “ذهب مع الريح” من حضور العرض الأول للفيلم بسبب لون بشرتها. وخلال احتفال توزيع جوائز الأوسكار، لم تتمكّن من دخول فندق “أمباسادور” الذي كان يمارس الفصل العنصري إلاّ بعد تدخل المنتجين، وكان عليها الجلوس على طاولة منفصلة بعيدا من الممثلين الآخرين في الفيلم.

وفيلم “ذهب مع الريح” أُنتِج في العام 1939 عن رواية مارغريت ميتشل بالعنوان ذاته، وهو من بطولة كلارك غيبل وفيفيان لي، وفاز بثماني جوائز أوسكار، كما اختاره معهد الفيلم الأميركي ليكون الرابع في قائمة الأفلام المئة الأميركية الأفضل في القرن العشرين، وحتى عام 2006 أصبح الفيلم ثاني أعلى الأفلام إيرادا في تاريخ السينما الأميركية.

وكذلك سيتناول متحف الأوسكار المضايقات التي تعرّضت لها الممثلة المنتمية إلى السكان الأصليين للولايات المتحدة ساشين ليتلفيذر، التي حضرت بدلا من مارلون براندو عندما رفض جائزة الأوسكار عام 1973 للتنديد بمعاملة السلطات الأميركية السكان الأصليين. وتتطرّق معروضات المتحف حتى إلى مسألة تولي ممثلات أوروبيات تأدية شخصيات صينية في فيلم “الأرض الطيبة” عام 1937.

وقال مدير المتحف بيل كرامر “لم نشأ محو الأفلام والفنانين واللحظات التي قد تكون محرجة. أردنا أن نواجهها ونضعها في السياق الذي حصلت فيه من خلال معرضنا الدائم”.

وسيضم الموقع الذي تقرب مساحته من 28 ألف متر مربع، بينها مساحات عرض تبلغ 4500 متر مربع، مجموعة من الآثار الهوليوودية التي استخدمت في الأفلام، بينها على سبيل المثال لا الحصر، حذاء جودي غارلاند الأحمر الشهير في “ساحر أوز” ورداء دراكولا الذي ارتدته بيلا لوغوسي في الفيلم العائد إلى العام 1931.

وفي المتحف أيضا صالة سينما تتّسع لألف مقعد وتقع داخل كرة عملاقة من الزجاج والفولاذ والخرسانة أقيمت على جانب المتحف.

وسيكون سبايك لي وبيدرو ألمودوفار من بين المخرجين الأوَل، الذين طلب منهم المتحف تنظيم معارض مؤقتة مخصّصة للمخرجين الآخرين.

سبايك ليأتمنى أن تتعرّف العقول الشابة والجميلة إلى السينما من بوابة المتحف

وقال لي “أريد أن أرى حافلات مدرسية صفراء مركونة في صفين أمام المتحف، وأتمنى أن تتعرّف هذه العقول الشابة والجميلة إلى السينما”.

وفي الجناح المخصّص لتاريخ جوائز الأوسكار، سيُعرض 20 تمثالا صغيرا هي جوائز الأوسكار التي نالتها أفضل الكلاسيكيات الصامتة مثل “شروق الشمس” (1927) لفريدريك ويلهلم مورناو أو لأفلام حديثة كـ”ضوء القمر” (2016) لباري جينكينز.

وستخصّص صالات عرض أخرى لإبراز دور جميع الجنود المجهولين الذين يساهمون من وراء الكاميرا في بث سحر السينما، ومنهم خبراء التحريك ومصففو الشعر وفنانو الماكياج، وسواهم.

ويسلّط أحد الأقسام الضوء على الأزياء الشهيرة، كذاك المستوحى من أفريقيا الذي ارتدته الممثلة داناي غوريرا في الفيلم الشهير “النمر الأسود” (2018).

وعلقت الممثلة قائلة “إن وجود زي أوكوي (وهي الشخصية التي تؤديها) في متحف الأكاديمية أمر قويّ جدا، لأن تاريخ هوليوود لا يشبه فريق النمر الأسود”.

ويحضر في قسم آخر من المتحف مجسم القرش “بروس” الذي روّع السابحين في فيلم “جوز- الفك المفترس” قبل نحو نصف قرن.

والقرش “بروس” الذي قيل إنه سُمي تيمّنا باسم بروس رامير، محامي المخرج ستيفن سبيلبرغ، معلق على علو تسعة أمتار من أرضية الطبقة الثالثة من المتحف.

والمجسم البالغ طوله ثمانية أمتار ويزن أكثر من نصف طن والمصنوع من الألياف الزجاجية هو آخر نسخة أعدّت للوحش البحري لتصوير الفيلم الشهير العائد إلى العام 1975، ويتجاوز عرض فكيه مترا ونصف المتر. وقد تم إدخاله المتحف من النافذة باستخدام رافعة بعدما تعذّر تمريره عبر أبواب المصعد.

وأكّد كرامر أن متحف الأوسكار لن يفتح قبل أن يسمح الوضع الصحي المرتبط بالوباء بذلك، لكنه شدّد على أن كل شيء بات جاهزا لاستقبال الجمهور.

وأبدى كرامر ثقته بأن الافتتاح في الموعد المحدد وهو 30 سبتمبر سيكون ممكنا، نظرا للتقدّم في حملات التلقيح ضد فايروس كورونا في كاليفورنيا وانخفاض عدد الإصابات.

ومن الآن وحتى موعد افتتاحه، سينظم المتحف عددا من الأنشطة الافتراضية، منها نقاش يضم فنانات طبعن تاريخ الأوسكار، كصوفيا لورين وووبي غولدبرغ ومارلي ماتلين وبافي سانت ماري.

 

العرب اللندنية في

13.03.2021

 
 
 
 
 

الفائزون بجوائز "سيزار" السينمائية: أفضل ممثل لسامي بوعجيلة

(فرانس برس)

نال فيلم "وداعاً أيها الأغبياء"، للمخرج ألبير دوبونتيل، حصة الأسد من جوائز "سيزار" الجمعة، إثر حفلة عكست صرخة القطاع الثقافي المتضرر بشدة جراء الجائحة ورغبة القائمين على هذه المكافآت الفرنسية، الموازية لجوائز "أوسكار" الأميركية، في الاحتفاء بالتنوع.

وحصد الفيلم سبع مكافآت في الحفلة التي أقيمت بنسختها السادسة والأربعين على مسرح "أولمبيا" في باريس، بينها الجائزة الأبرز عن فئة "أفضل فيلم" التي حصدها ألبير دوبونتيل البالغ 57 عاماً، للمرة الأولى في مسيرته.

وحصل العمل الكوميدي للممثل والمخرج الذي كان من أبرز نجوم السهرة، رغم تغيبه عنها، أيضاً على جائزة "سيزار" أفضل مخرج وأفضل ممثل في دور ثانوي (نيكولا مارييه)، كذلك حصد جائزة الفيلم المفضل لدى التلامذة الثانويين.

أما الخيبة الأكبر خلال الأمسية، فكانت لإيمانويل موريه الذي خرج خالي الوفاض رغم ترشّح فيلمه "ما نقول وما نفعل" في ثلاث عشرة فئة، كذلك الأمر مع فرنسوا أوزون عن "صيف 85"، وهو المعتاد الترشح من دون الفوز.

أما على صعيد التمثيل، فقد فاز الممثل الفرنسي من أصل تونسي سامي بوعجيلة بجائزة أفضل ممثل عن دوره كأب يحاول إيجاد متبرع بالكبد لابنه، في فيلم "بيك نعيش" للمخرج التونسي مهدي البرصاوي.

وفازت لور كالامي بجائزة أفضل ممثلة عن دورها كمتنزهة تتنقل مع حمار في فيلم "أنطوانيت دان لي سيفين".

وتُوّج بوعجيلة بجائزة أفضل ممثل هذه السنة، بعدما نالها العام الماضي الممثل الفرنسي من أصل مغربي رشدي زيم الذي ترأس نسخة هذا العام. وساد ترقب كبير في الأوساط السينمائية للحدث هذا العام، خصوصاً لرصد التنوع في أسماء الفائزين بعد انتقادات في هذا المجال في السنوات الماضية.

وافتتح زيم الأمسية الجمعة بالتشديد على أن "المهنة تتغير".

وظهرت ملامح التغيير منذ الجوائز الأولى في الحفلة، مع فوز الممثلين الأسودين جان باسكال زادي وفتحية يوسف، بجائزتي أفضل ممثل وممثلة واعدين.

وزادي مؤلف ومشارك في الإخراج (مع جون واكس) وبطل فيلم "أسود ببساطة" الكوميدي الذي يتصدى للتنميط العنصري. وحقق العمل الذي يتمحور بحسب زادي على "الإنسانية قبل أي شيء" نجاحاً كبيراً في الصالات السينمائية.

ويرتدي هذا الخيار رمزية كبيرة لجوائز "سيزار"، أبرز المكافآت للسينما الفرنسية التي واجهت طويلاً اتهامات بنقص الشفافية في معاييرها، وأثارت جدلاً واسعاً العام الماضي بتتويجها رومان بولانسكي، رغم الاتهامات المسوقة ضده بالاغتصاب.

وتكرّس التنوع في الجوائز مع منح فتحية يوسف التي لا تزال في سنّ الرابعة عشرة جائزة أفضل ممثلة واعدة عن فيلم "مينيون"، وهو يتمحور حول المراهقة في باريس بين تقاليد عائلة سنغالية فيها تعدد زيجات، وعصر شبكات التواصل الاجتماعي.

غير أن المناصفة بين الجنسين لا تزال بعيدة المنال، في ظل استمرار هيمنة الرجال على سجل الجوائز.

إضافة إلى هذه المسائل، شكّلت الأزمة الصحية بطبيعة الحال عنواناً رئيسياً في الحفل الذي شهد مرات عدة إطلاق صرخات للتعبير عن معاناة قطاع الثقافة المترنح جراء تبعات الجائحة.

ولفتت الممثلة الكوميدية كورين ماسييرو انتباه الحاضرين، إذ ظهرت خلال تقديمها جائزة أفضل ملابس بزي ملطخ بالدم مستوحى من قصة "جلد الحمار"، فنزعته وتعرت بالكامل على المسرح، كاتبة عبارة "لا مستقبل من دون ثقافة" على بطنها.

وقالت أمام الحفل: "كلنا الآن عراة"، في خطوة أرادت من خلالها إيصال رسالة دعم للعاملين في قطاع العروض الفنية والثقافية الذين باتوا بأكثريتهم من دون عمل بسبب الجائحة.

وقال المخرج ستيفان دوموستييه، لدى حصوله على جائزة أفضل اقتباس عن فيلمه "الفتاة ذات السوار"، متوجهاً إلى وزيرة الثقافة روزلين باشلو: "أطفالي يمكنهم الذهاب إلى متجر الملابس (زارا)، لكن ليس إلى السينما... هذا غير مفهوم! نحتاج إلى إرادة سياسية لكي تواصل السينما تطورها، عليك تحمّل هذه المسؤولية كوزيرة".

وكانت باشلو حاضرة، لكن خارج قاعة الحفلة التي أقيمت بحضور عدد محدود من المشاركين، بسبب التدابير الصحية. وحرصت عند وصولها على توجيه "رسالة أمل"، قائلة: "نحن نحضّر مع القطاع ظروف إعادة فتح صالات" السينما.

 

####

 

جوائز "رازي" 2021: ترشيحات أسوأ أفلام وتمثيل وإخراج

لوس أنجليس/ العربي الجديد

أعلنت جوائز "رازي" قائمة ترشيحاتها لأسوأ أفلام، وتمثيل وإخراج، في فعالية سنوية ساخرة انطلقت منذ عام 1980 بشكل معاكس لموسم جوائز هوليوود التي تمنح عادة للأفضل، لا الأسوأ.

ووفق ما نشرته مجلة "فرايتي"، فقد جاءت ترشيحات الأسوأ للدورة الحادية والأربعين لعام 2021، كما يلي:  

أسوأ أفلام:

"365 دايز" 365 Days، و"أبسولوت بروف" Absolute Proof، و"دوليتل" Dolittle، و"فانتاسي آيلاند" Fantasy Island، و"ميوزيك" Music.

أسوأ ممثل:

روبرت داوني جونيور، ومايك ليندل، وميشيل موروني، وآدم ساندلر، وديفيد سبيد.

أسوأ ممثلة:

آن هاثاواي، وكيتي هولمز، وكيت هدسون، ولورين لابكس، وآنا ماريا سيكلوتسكا.

أسوأ ممثلة مساندة:

غلين كلوز، ولوسي هيل، وماغي كيو، وكريستين ويغ، ومادي زيغلر.

أسوأ ممثل مساند:

شيفي تشيز، ورودي جولياني (محامي الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب)، وشيا لابوف، وأرنولد شوارزنيغر، وبروس ويليس.

أسوأ إخراج :

تشارلز باند عن أفلام "باربي أند كيندرا"، وباربرا بيالاوس وتوماس مندس عن "365 دايز"، وستيفين غاغان عن "دوليتل"، ورون هوارد عن "هيلبلي أليجي"، وسيا عن "ميوزيك".

تقدم جوائز "رازي" في دورتها المقبلة، يوم 24 إبريل/ نيسان المقبل، قبل يوم من حفل توزيع جوائز "أوسكار".

 

العربي الجديد اللندنية في

13.03.2021

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004