ملفات خاصة

 
 
 

ادفع.. تترشح لـ"أوسكار"!

بقلم: أسامة عبد الفتاح

جوائز الأكاديمية الأمريكية للفيلم

الدورة الثالثة والتسعون

   
 
 
 
 
 
 

** أسرار حملات المنتجين الأمريكيين بملايين الدولارات لجذب انتباه أعضاء أكاديمية فنون وعلوم السينما إلى أفلامهم

تبدأ، يوم الجمعة المقبل، المرحلة الأخيرة من التصويت على ترشيحات جوائز أوسكار 2021، وتستمر حتى الثلاثاء المقبل، على أن تُعلن الترشيحات النهائية في 15 مارس الجاري، فيما يُقام حفل توزيع الجوائز يوم 25 أبريل المقبل، متأخرا عن موعده الأصلي نحو شهرين بسبب ظروف انتشار فيروس كورونا.

وكانت الدفعة الأولى من القوائم القصيرة لترشيحات الأوسكار قد أُعلنت في 9 فبراير الماضي، وشملت تسع فئات: الأفلام التسجيلية الطويلة، والتسجيلية القصيرة، والفيلم الدولي (الفيلم الناطق بلغة غير الإنجليزية سابقا)، والماكياج وتصفيف الشعر، والموسيقى التصويرية، والأغنية الأصلية، وأفلام الرسوم المتحركة القصيرة، والأفلام الروائية القصيرة، والمؤثرات البصرية.

وكما أشرت هنا من قبل، شهدت القوائم القصيرة العديد من المفاجآت، كما كشفت المعلومات الواردة من الأكاديمية الأمريكية لفنون وعلوم السينما، التي تمنح تلك الجوائز سنويا، والتقارير والتحليلات الصحفية التي صاحبت الإعلان عن القوائم، عن أسرار كثيرة وحقائق ربما تنال من مصداقية مسابقة الأوسكار نفسها، وأواصل – في السطور المقبلة – تسليط الضوء عليها.

والمعروف أن أعضاء الأكاديمية الذين لهم حق التصويت عددهم يقترب من تسعة آلاف عضو مقسمين إلى 17 فرعا منها الإخراج والتمثيل والتصوير والمونتاج والسينما الوثائقية.. إلى آخره. ويصوت الأعضاء المنتمون إلى كل فرع على ترشيحات، ثم جوائز، الفرع الخاص بهم. وفي نفس الوقت، هناك فئات عامة يصوت عليها الجميع، مثل فئتي أفضل فيلم والفيلم الدولي، ولا يصوت كل الأعضاء على كل الفئات إلا بعد إعلان الترشيحات النهائية، أي عندما يكون المطلوب اختيار فيلم أو سينمائي واحد من بين خمسة ترشيحات، ومن بين عشرة في فئة أفضل فيلم فقط.

وبما أن الولايات المتحدة تنتج نحو 700 فيلم سنويا، وكلها مؤهلة للمشاركة في جميع الفئات إذا عُرضت تجاريا ولو لأسبوع واحد، فضلا عن نحو 90 فيلما متقدما من جميع أنحاء العالم لفئة الفيلم الدولي، فإن الأفلام المؤهلة للمشاركة لا تحظى بمشاهدة جميع أعضاء الأكاديمية، لأنه من المستحيل أن يشاهد أي عضو نحو 800 فيلم، خاصة أن كلا منهم له عمله الخاص وليس بينهم متفرغ لهذه المهمة.. لذلك فإن الأكاديمية تكتفي باحتساب أصوات من يحققون حدا أدنى، غير معروف، من مشاهدات الأفلام المشاركة، ولم تعلن الأكاديمية أبدا عن نسبة هذا الحد الأدنى.

ويعني ذلك ببساطة، كما أشرت من قبل، أن هناك أفلاما لا يشاهدها سوى عدد قليل من الأعضاء لا يكفي لاحتساب أصواتهم، أي أنها لا تحظى بفرص متساوية مع المنافسين، ولا تخضع لتحكيم عادل على أسس سليمة موضوعية.. وفي نفس الوقت، فإن الأفلام التي تصل للترشيحات النهائية لا تتمتع بتأييد أو موافقة جميع أعضاء الأكاديمية، بل بنسبة محدودة منهم استطاعت أن تحقق الحد الأدنى المطلوب من المشاهدة من حيث الكم، لكنها أبدا لم تحقق الحد المطلوب من حيث الكيف، والذي يضمن مشاهدة كل الأفلام التي تستحق من الناحية الفنية بغض النظر عن العدد.

وإزاء تلك الحقائق الثابتة، يلجأ منتجو وصناع الأفلام الأمريكية، وبعض صناع الأفلام العالمية المتقدمة لفئة الفيلم الدولي، لوسيلة ثابتة بدورها للتأثير على أعضاء أكاديمية الأوسكار الأمريكية ودفعهم لمشاهدة أفلامهم حتى تأخذ – على الأقل – حقها من التقييم، حيث يشنون حملات تتكلف ملايين الدولارات للفت أنظار أعضاء الأكاديمية والدعاية لأعمالهم.

وعلى سبيل المثال، تقول الصحيفة الأمريكية المهمة وواسعة الانتشار "وول ستريت جورنال" إن شركة "نتفليكس" العملاقة أنفقت 100 مليون دولار في حملتها للدعاية لأفلامها بين أعضاء الأكاديمية في موسم أوسكار 2020، وأسفرت الحملة عن ترشيح اثنين من أفلامها، هما "الأيرلندي" و"قصة زواج"، في القائمة النهائية لفئة أفضل فيلم، فضلا عن عدد من الترشيحات في الفئات الأخرى.. والمعروف أن مجرد الترشيح يضمن بيع الأفلام بأفضل الأسعار في مختلف الوسائط، ناهيك عن مميزات الفوز بطبيعة الحال.

وتشمل الحملات المقصودة: تنظيم العروض الخاصة للأعضاء الذين لهم حق التصويت، وتوفير اسطوانات الـ"دي في دي" الخاصة بالأفلام وبموسيقاها التصويرية وأغنياتها لهم، وإرسال الإيميلات وكافة أنواع الرسائل الأخرى لهم، وتنظيم حفلات الاستقبال والعشاء للدعاية للأفلام، ونشر الإعلانات في الصحف والمجلات المؤثرة التي تصل للأعضاء، ووضع اللوحات الإعلانية في أماكن سكنهم وتجمعاتهم، وغيرها من وسائل الدعاية، وعلى رأسها بطبيعة الحال: العلاقات والاتصالات الشخصية.

وكما هو واضح، فإن ذلك كله يكلف الكثير من المال، كما يرفع لجوء شركات الإنتاج لمستشارين متخصصين في حملات الأوسكار من فاتورة تلك الحملات، حيث يتقاضون مئات الآلاف من الدولارات مقابل خبراتهم واستشاراتهم فيما يخص الوسيلة الصحيحة للدعاية والوصول إلى الأعضاء.

ولمن يمكن أن يتساءل: لماذا يتقاضى المستشارون كل هذه الأموال في حين أن وسائل الدعاية معروفة، أقول إن حملات الأوسكار معقدة للغاية، ولا تقوم أبدا على الإلحاح على جودة الفيلم أو ترديد أنه جيد الصنع، بل تعتمد على التأكيد على أنه "كان لابد من صناعته" لأهمية قضيته أو مضمونه في هذا التوقيت تحديدا الذي يكثر فيه الحديث مثلا عن قضية سياسية أو اجتماعية بعينها، وبالتالي فلابد من فوزه أو على الأقل ترشيحه، وحبذا لو كان يدافع عن حقوق المرأة أو الملونين أو المثليينوالمختلفين جنسيا.

كما أن هؤلاء المستشارين يحددون الشريحة المستهدفة من الأعضاء لحملة كل فيلم وفقا لميول وانتماءات هؤلاء الأعضاء الفكرية والفنية والسياسية والجنسية، فالحملة التي تصلح لأعضاء بعينهم قد لا تصلح لغيرهم، ويمكن معرفة تلك الميول والانتماءات بسهولة من خلال تحليل قاعدة بيانات أعضاء الأكاديمية الأمريكية، وهذا بدوره يكلف الكثير من المال.

ولكي يكون الأمر واضحا، فإن جوائز الأوسكار ليست للبيع، ولا يمكن "شراؤها" بشكل مباشر أو فج، وأعضاء الأكاديمية ليسوا مرتشين، كما أن قوانين ولوائح الأكاديمية نفسها تمنع بشكل قاطع دعوة أو مطالبة أعضائها بالتصويت لأفلام محددة، وما تسمح به هو تلك الحملات التي تلفت النظر لأفلام بعينها وتدعو الأعضاء لمشاهدتها بدلا من أن تُستبعد لمجرد أن أحدا لم يشاهدها مهما كان مستواها الفني.

والخوف أن يتراجع معيار الجودة الفنية، عاما وراء الآخر، أمام سطوة ونفوذ المال والعلاقات والاتصالات، وأن تُظلم أفلام مهمة ومتميزة لمجرد أن صناعها "فقراء" أو لا يملكون العلاقات العامة والخاصة الكافية.

 

جريدة القاهرة في

03.03.2021

 
 
 
 
 

"نومادلاند".. أرض ميعاد مزيّفة

محمد صبحي

في خطابها الوجيز عقب فوز فيلمها "نومادلاند"(*) بجائزة "غلولدن غلوب لأفضل فيلم"، الإثنين الماضي، قالت السينمائية الأميركية الصينية، كلوي تشاو (1982)، إن "الفيلم في جوهره هو رحلة حج من خلال الحزن والشفاء.. لكلّ من مرَّ بهذه الرحلة الصعبة والجميلة في مرحلة ما من حياته، هذا الفيلم لكم". هذه الكلمات الرقيقة تلخّص كثيراً حال الفيلم، وما يمكن استخلاصه منه، وحتى طريقة التعاطي معه

في ثالث أفلامها الروائية الطويلة، تواصل كلوي تشاو حديثها عن الأساطير الأميركية، الغربي منها تحديداً. في فيلمها الأول، "أغانٍ علّمني إياها أخي" (2015) تعاملت مع الحالة البائسة المعاصرة للهنود الأميركيين، وفي ثاني أفلامها، "الراكب" (2017)، انغمست في حياة رعاة البقر ومسابقات الروديو، مختارة ان يكون بطل الفيلم راعي بقر لم يعد بمقدوره امتطاء حصانه، وفي "نومادلاند" تذهب البطولة لامرأة (فرانسيس مكدورماند) فقدت كلّ ما حدّد حياتها في السابق، لتعيش في شاحنتها، بعيداً من مظاهر الحضارة الحديثة، وتنغمس في البرية والطبيعة، من دون أن تستطيع الفهم ما إذا كان هذا الاختيار قد أُملي عليها بذريعة الرغبة في العزلة أم كنتيجة للظروف الاقتصادية وانهيار السوق الأميركي في أعقاب الأزمة العالمية في 2008. وبذلك، تنظم الأفلام الثلاثة، بطريقة ما، ثلاثية فيلمية غير رسمية حول الأساطير المؤسِسة للولايات المتحدة وتفكّكها الحتمي، وراهن انحلالها الجلي، وإن كان ذلك يأتي في محاولة - يائسة أحياناً – لإبقاء تلك الأساطير على قيد الحياة من جانب أبطالها المختارين، الذين، مثل المخرجة، رغم كل شيء، يؤمنون بفكرة أميركية تماماً حول وعد الحرية وعيش المرء لحياته كما يريد.

لا تفتقر تشاو إلى المنطقية، وهي أيضاً قادرة على إيجاد قصة مثيرة للاهتمام وموقع أحداث لافت في كل مرة. ما يعوزها فعلاً هو متعاونين موثوقين، وأولاً وقبل كل شيء كاتب سيناريو ومونتير (قامت بمونتاج وكتابة سيناريو الفيلم بنفسها)، يمكن أن تتواصل معهم وتهيّئ قصصها بشكل أفضل، بدلاً من الانتهاء بها إلى التيه في ذهابٍ وإياب ملتبس، بلا بوصلة حقيقية. من هذا المنظور، يمتلك "نومادلاند" فصلاً أخيراً مُمّلاً وخاملاً من فرط تكراره وضياعه في المشهديات الطبيعية الشاسعة، بما يمثّل إهداراً غير مفهوم لما استثمره في بدايته المثالية عن عالم "سكان المقطورات" ومنبوذي الحلم الأميركي. التحوّل إلى تصوير الفضاءات والأشجار والفراشات وثور البيسون، يبدو أكثر ملاءمة لقناة "ديسكفري"، حيث لا مكان لبقية الفيلم بالطبع. حتى يبدو الفيلم في نهايته، كعمل شبه وثائقي عن الأميركيين البيض العاطلين عن العمل، الذين تعلّق المخرجة حول أعناقهم إكليلاً من وعود الحرية واليوتوبيا المزيّفة في تصريحاتها العامة، تماشياً مع أيديولوجية الحلم الأميركي.
هكذا، تعود أسطورة الروّاد المستكشفين الأوائل - كما تقول أخت البطلة، في مرحلة متأخرة من الفيلم – مثلما تعود الاستعارات الكلاسيكية عن حياة الرُحَّل الأميركيين المعاصرين، ممن يعيشون في بيوتٍ متنقلة وحياتهم على/وفي الطريق دائماً وأبداً. البداوة والترحال المفروضان على بعض الأميركيين، كما يخبرنا الفيلم في بدايته، أملَتهما تداعيات الأزمة الاقتصادية، كما حدث في وقت الكساد الكبير في ثلاثينيات القرن العشرين، وانتهى الأمر بأفراد وعائلات مُشرَّدة تعيش في بيوت/مقطورات بعدما أسقطهم "السيستم" من حساباته. لكن، بدلاً من التفكير في هذا الموضوع، حيث كان يمكن على سبيل المثال أن تتّخذ نموذجاً مثلما في ملحمة سينمائية من طراز "عناقيد الغضب" (1940) لجون فورد عن رواية لجون شتاينبك، تلجأ تشاو إلى الحياة الداخلية لبطلتها، وتخبرنا أنه في الواقع، إذا أرادت، كان بإمكانها الحصول على منزل ثابت، لكنها لا تجد في داخلها رغبة بذلك، بسبب مشاعر وروابط فقدتها ولن تعود أبداً. تعيش على الذكرى، وتدفع شبح الموت بخوض التجارب والتخفّف من الأحمال، على طريقة الرهبان الفرنسيسكان
.

وفي "نومادلاند"، نفقد أيضاً الوجود المادي/الجسدي الذي كان الميزة الأكثر إثارة للاهتمام في فيلمها السابق. فمع الحفاظ على كتابة تتنقل بين الوثائقي والروائي، وهي سمة تميّز كل أفلام المخرجة، لدرجة أن الممثلة فرانسيس مكدورماند تتناغم جيداً مع الممثلين المساعدين (وأغلبهم رُحَّل حقيقيون يعيشون في عرباتهم)؛ تكسر تشاو التوازن هذه المرة، بعد افتتاحية ممتازة، لصالح روايتها الخاصة لموضوعها المأخوذ في الأصل عن كتاب لجيسيكا برودر من العام 2017 بعنوان "نومادلاند: البقاء على قيد الحياة في أميركا في القرن الـ21"، ووضع خطابات "مُدخَّنة" في أفواه الشخصيات، تصبح أقل تصديقاً مع تقدُّم الفيلم. مثلاً، في أحد المشاهد المزعجة، ثمة مُعلّم أبيض عجوز بلحية بيضاء يتحدث عن "استبداد الدولار"، وسطوة السوق، ثم يقول "إن تيتانيك تغرق بالفعل"، ويريد توفير "أكبر عدد ممكن من قوارب النجاة".

وبإهمال الطبيعة الجسدية، يغوص الفيلم تائهاً في بحر رمال رمزي: ديناصورات (مستنسخة في ساحة صحراوية، ثم يتكرر ذكرها مرات عديدة)، أفعى ضخمة، تمساح مهيب، مناظر طبيعية لامتناهية للأراضي الوعرة، أشجار أقدم عُمراً من الولايات المتحدة، بحر هائج وصخور، وأحجار أزلية نرى العالم من فجواتها؛ كل شيء يتراكم ويتكرر كما في بطاقات بريدية لا تتحول أبداً إلى تسلسلات/متواليات يمكن التشييد عليها، يتبع بعضها بعضاً بلا استمرارية سردية - ولكن رمزية فقط – لتقول أشياء عن الخلود والطبيعة الشاسعة، من ناحية، وأشياء عن الشيخوخة وضآلة الإنسان من ناحية أخرى.

والنتيجة؟ خطاب إنساني على صورة جميلة داخل قصة ضعيفة، بلا حبكة، بلا دراما، "آرتي بوفيرا" لا يطوّر فَنّ الفيلم بل يأخذه إلى الوراء. والمؤسف أن يأتي ذلك من سينمائية واعدة حقّقت، من قبل، إحدى التحف السينمائية الصغيرة في القرن الجديد، لتتبعه بفيلم أشبه ما يكون بماء الورد، يتدفق بعيداً من دون ترك أي أثر، في حين أن ممكنات محتملة لصناعة فيلم أجمل وأفضل كانت حاضرة على الدوام في تفاصيل قصة البطلة، والصعوبات الحقيقية التي كان من الممكن أن تواجهها لم تؤخذ في الاعتبار أبداً. لم تنجح كلوي تشاو في تحقيق قفزة نوعية، على الأقل إخراجياً، وبدلاً من ذلك حققت قفزة كبيرة على المستوى الدولي، بالتتويج بجوائز مهمة. في المقابل، وقعت تشاو في الفخّ المألوف لسينماها حتى الآن: كتابة هشّة وصعوبة تشريح موضوعها، مع انسياق مزعج لـ"شَعْرنة" صورها على طريقة تيرانس ماليك.

إذا كان فيلم "الراكب" مثيراً للإعجاب، فهذا أيضاً لأننا كنا نخشى على حياة البطل. هنا، على الرغم من أنها تعيش بطريقة محفوفة بالمخاطر، إلا أن البطلة لا تبدو أبداً في خطر. لذلك يبدو "نومادلاند" فرصة عظيمة ضائعة، فكرة رائعة ألقيت بعيداً، حيث حتى إمكانية التصوير في مستودع "أمازون"، عملاق الشحن والتجارة، لم تحرّك ساكناً في داخل المخرجة، المنسحبة باهتمامها إلى دواخل بطلتها أكتر من اهتمامها بتثمير الإمكانات التي تحت يدها.

(*) فاز الفيلم مؤخراً بجائزة غلودن غلوب لأفضل فيلم وأفضل إخراج. في أيلول سبتمبر الماضي، بدأ مسار التتويج، بفوزه بجائزة الأسد الذهب في "مهرجان البندقية السينمائي"، لتصبح أول مخرجة تفوز بهذه الجائزة منذ حصول صوفيا كوبولا عليها في العام 2010. كما فاز الفيلم بجائزة اختيار الجمهور في "مهرجان تورونتو السينمائي". الآن، تبدو حظوظه وفيرة للتتويج الكبير في ختام موسم الجوائز بجائزة أوسكار التي لم يعلن بعد عن ترشيحاتها الرسمية.

 

المدن الإلكترونية في

03.03.2021

 
 
 
 
 

نجوم الأوسكار لم ينقذوا «التفاصيل الصغيرة»

كتب جيهان الجوهرى

عندما أجد اسمين بحجم «دنزل واشنطن»، و«جاريدليتو» بالمقطع الدعائى لفيلم «التفاصيل الصغيرة» فهذا بمثابة وعد من صناع الفيلم أننى سأشاهد فيلمًا جيدًا خاصةً أننا أمام بطلين لهما رصيد محترم من النجاحات وجوائز الأوسكار بأفلامهما السابقة، وعندما يكون «رامى مالك» بجوارهما فهذا يؤكد توقعاتى تجاه الفيلم، خاصة أن الأخير كسر الدنيا بنجاحه فى فيلم «بوهيمان رابسودى»، الذى جسّد من خلاله شخصية المغنى الإنجليزى الشهير «فريدى ميركورى»، واقتنص جائزة الأوسكار لأفضل مُمثل منذ عامين من أسماء بحجم كريستيان بيل، وفيجو مورتينسين، وبرادلى كوبر.

وقتها تم الاحتفاء به بشكل جيد خاصةً أن دوره بهذا الفيلم أبرز حجم موهبته بشكل أفضل من الأعمال التى سبق وشارك فيها، سواء بالسينما أو التليفزيون، لذلك عندما شاهدته  بجوار «دنزل واشنطن» و«جاريد ليتو» توقعت مشاهدة مباراة فى الأداء التمثيلى بين ثلاثة أسماء لهم جاذبية ورصيد مع الجمهور، لكن للأسف ما شاهدته جاء على عكس التوقعات. تساؤلات؟

قصة فيلم «التفاصيل الصغيرة» باختصار تدور في التسعينيات، بين اثنين من المحققين أحدهما مُخضرم فى عمله، دينزل واشنطن «ديك»، يعمل فى كاليفورنيا، ويهتم كثيرًا بالتفاصيل الصغيرة بالقضايا التى يحقق بها، جمعته الظروف بـمُحقق شرطة شاب  رامى مالك «باكستر»، ويتعاونان للقبض على جاريد ليتو «سبارما»، وهو قاتل متسلسل، ضحاياه من الفتيات.. إذًا نحن هنا أمام فيلم ينتمى لعالم الجريمة  والتشويق، والمفروض أننا نجد قدرًا مُحترمًا من المتعة الفنية على الشريط السينمائى تتلاءم مع نوعية الفيلم، لكن للأسف السيناريو والحوار الذى كتبه مخرج الفيلم فى ذات الوقت خصم من رصيد جودة العمل الفنى بشكل عام، وجعله فى «منطقة رمادية»، فهو ليس بالجيد وليس بالسيئ، لتخرج منه وأنت غير سعيد بمشاهدته.

 ونظرًا لسوء السيناريو والحوار فقد فشل المتفرج فى فهم ما يحدث أمامه على الشاشة، وبدأت سلسلة تساؤلاته  تتزايد حول شخصيات الفيلم خاصةً دينزل واشطن ذو الكاريزما الطاغية الذى تأثر أداؤه بالكتابة السيئة للفيلم، وبدت شخصيته مليئة بالغموض والتساؤلات  لدى المتفرج، هل هو رجل شرطة شريف أم هو متورط فى ماضٍ سيئ مرتبط بعمله؟ وما الذى دفعه لمساعدة المحقق الشاب رامى مالك فى القضية التى يحقق بها؟ وهل تستره على المحقق الشاب عندما تورط فى قتل متهم برىء أمر منطقى. أم  يريد القول أن «التستر» على الحقيقة أمر واجب على رجال الشرطة لمساندة بعضهم البعض؟. علامات استفهام فرضت عدم تعاطفى مع الشخصية الغامضة التى يجسدها دنزل واشنطن، وتكرر الإحساس بعدم التعاطف مع رامى مالك عندما أطلق الرصاص على «جاريد ليتو» بالقرب من نهاية الفيلم عندما تحدث الأخير عن أسرته كأنه يلوح له بأذيتهم.. ورغم أن «رامى مالك» لعب دورًا أقل من قدراته التمثيلية وموهبته، إلا أن هذا لا يعنى ضعف أدائه التمثيلى للدور  بالعكس، فهو فعل ما عليه لتبقى المشكلة فى الدور نفسه الذى أخفق مالك فى الموافقة عليه مثلما أخطأ المخرج فى اختياره لهذه الشخصية النمطية، المؤكد أن مالك لديه ما دفعه للمشاركة فى هذا العمل وأسبابه قد يكون لها علاقة بمشاركة أسماء بحجم  كُل من «دنزل واشنطن» و«جاريد ليتو» بالفيلم، حتى إذا كان المقابل خروجه من المنافسة فى جوائز الجولدن جلوب والأوسكار بالتبعية لهذا العام، أما  المجرم نفسه «جاريد ليتو» الذى هو فى ذات الوقت ضحية لم أتعاطف معه بعدما اعترف للمحقق الشاب أن لا علاقة له بجرائم القتل التى يحققون بها، ورغم ذلك اعتبر جاريد ليتو هو المستفيد الوحيد من هذا الفيلم المُترهل فى كتابته نظرا لطبيعة الشخصية التى قدمها.

الخطايا السبع

هذا الثالوث بفيلم «التفاصيل الصغيرة» شاهدناه فى منتصف التسعينيات فى فيلم «سبعة» أو الخطايا السبعة «لبراد بيت» في دور المحقق الشاب المُندفع، و«مورغان فريمان» فى دور مُحقق فى طريقه للتقاعد  و«كيفين سبيس» فى دور المُجرم المُحتمل إخراج ديفيد فيتشر، الفيلم مستوحى من خطايا «دانتى أليغييرى» السبع المميتة ومنها الشراهة، الكسل، «الطمع»، الحسد، «الغضب»، «الكبر»، حيث يتتبع القاتل الضحايا الذين يتسمون بهذه السمات ويعذبهم وتنتهى مصائرهم بالقتل العنيف الدموى، سيناريو الفيلم وشخصياته كتبها «أندرو كيفن» بحبكة وحرفية مُتميزة جعلت الفيلم عند عرضه بمنتصف التسعينيات يحصل على رد فعل جيد من الجمهور والنقاد،  لذلك اعتبروه من أهم أفلام التسعينيات التى صُنعت جيدًا وبذكاء، وليس غريبًا أننا نجد كفة  فيلم  «سبعة» رابحة عن فيلم «التفاصيل الصغيرة» على مستوى كل العناصر سواء أمام الكاميرا أو خلفها.

 

صباح الخير المصرية في

03.03.2021

 
 
 
 
 

جوائز غولدن غلوب .. فوز نومادلاند والمخرج الراحل تشادويك بوزمان

متابعة: المدى

توّج فيلم "نومادلاند" الفائز الأكبر في احتفال إعلان جوائز "غولدن غلوب" التي كافأت أيضاً فئات مهمة عدداً كبيراً من الفنانين السود بينهم الراحل تشادويك بوزمان، بعد انتقادات لنقص التنوع في الهيئة التي تختار الفائزين.

ونجح "نومادلاند" الذي يشكّل تحية إلى "الهيبيز" المعاصرين وهم "سكان المقطورات" الذين يجوبون الولايات المتحدة في مركباتهم القديمة، في الفوز بجائزة أفضل فيلم درامي، في حين أصبحت مخرجته الأميركية من أصل صيني كلويه جاو (38 عاماً) ثاني امرأة في تاريخ الـ"غولدن غلوب" تحصل على جائزة أفضل مخرج بعد باربرا سترايسند عام 1984.

وخرج فيلم "مانك" خالي الوفاض من إعلان الجوائز رغم تصدّره الترشيحات، إذ كان حصل على ستّة منها.

وشكّلت الأميركية السوداء أندرا داي المفاجأة بحصولها على جائزة أفضل ممثلة في فيلم درامي عن دورها في "ذي يونايتد ستايتس فرسس بيلي هوليداي". وتقدمت داي على عدد من المنافسات البارزات، بينهن فرانسس ماكدورماند، وهي الممثلة المحترفة الوحيدة في "نومادلاند".

وفاز عدد من الممثلين السود الآخرين بجوائز، بينهم الأميركي تشادويك بوزمان الذي توفي في آب/أغسطس الفائت جرّاء إصابته بالسرطان، إذ مُنح جائزة أفضل ممثل في فيلم درامي عن أدائه في فيلم "ما رينيز بلاك باتم"، آخر عمل له قبل رحيله. وتقدّم نجم "بلاك بانتر" على اسمين من العيار الثقيل هما غاري أولدمان وأنتوني هوبكينز الذي رشح ثماني مرات لم يفز بأي منها.

وفاز أسود آخر هو البريطاني دانيال كالويا بجائزة أفضل ممثل في دور مساعد عن دوره في "جوداس أند ذي بلاك ميسايا"، حيث أدى دور فريد هامبتون، زعيم الحركة الثورية السوداء الذي قتل في كانون الأول/ديسمبر 1969 في عملية دهم نفذتها الشرطة.

ويتمحور الفيلم على جهود هامبتون، زعيم "بلاك بانترز"، للتعبئة ضد عنف الشرطة الذي استهدف السود في ستينيات القرن العشرين، وهو موضوع ما يزال مطروحاً بقوة بعد الاحتجاجات الواسعة التي هزّت الولايات المتحدة العام المنصرم.

وعكست جوائز "غولدن غلوب" الحرص على إبراز التنوع في وقت كانت رابطة الصحافة الأجنبية في هوليوود التي تختار الفائزين عرضة لانتقادات حادة هذا الأسبوع لعدم وجود أي أسود بين أعضائها الـ87.

ولم يتوانَ عدد من المشاركين في إعلان الجوائز الأحد عن انتقاد هذا الواقع بلطف، ومنهم مقدّمتا الاحتفال. وقال مسؤولو الرابطة على مسرح الاحتفال "نحن ندرك أن علينا العمل على ذلك، كما هي الحال مع الأفلام والتلفزيون، فتمثيل السود أمر مهم جداً".

وتستحوذ جوائز "غولدن غلوب" على اهتمام كبير في أوساط السينما الأميركية ويسعى العاملون في هذا القطاع إلى الفوز بها. وهي قد تعزز حظوظ أبرز المرشحين لجوائز الأوسكار، لكنها أيضاً، وعلى العكس، قد تحبط آمالهم.

وتتميز جوائز "غولدن غلوب" بكونها تميز بين "الأفلام الدرامية" وتلك "الكوميدية" خلافاً للجوائز الأخرى كالأوسكار.

وإذا كان ساشا بارون كوهين أخفق في الحصول على جائزة أفضل ممثل مساعد في فيلم درامي عن دوره في "ذي ترايل أوف ذي شيكاغو سفن"، فهو فاز بجائزة أفضل ممثل في فيلم غنائي أو كوميدي عن "بورات سابسيكوينت موفي فيلم" الذي نال ايضاً جائزة أفضل فيلم في هذه الفئة.

وقد صوّر هذا الفيلم في ظروف صعبة، في خضمّ جائحة كوفيد-19، ويتولى فيه الممثل دور صحافي كازاخستاني خيالي ووقح لتسليط الضوء بشكل أفضل على واقع المجتمع الأميركي.

أما عند الممثلات، فمُنحَت الجائزة إلى مواطنته روزموند بايك عن دورها في "آي كير إيه لات".

ونالت الأميركية جودي فوستر جائزة أفضل ممثلة في دور مساعد عن "ذي موريشن"، حيث تؤدي دور محامية شرسة تتولى الدفاع عن موريتاني اتهمته الولايات المتحدة ظلماً بالإرهاب واعتقلته على مدى 14 عاماً في غوانتانامو.

وفاز "ميناري" للمخرج الأميركي لي أيزك تشانغ بجائزة أفضل فيلم بلغة أجنبية، وهو يتناول قصة عائلة أميركية من أصل كوري تنتقل إلى الريف. وكان كثر يرون أن هذا الفيلم يفترض أن يُدرج ضمن الفئات الرئيسة لا ضمن فئة الأفلام باللغة الأجنبية.

وهيمن "ذي كراون" على الفئات التلفزيونية هذا العام مع أربع جوائز. وقد حصدت "نتفليكس" مكافآت أخرى خلال الحفل خصوصاً بفضل أنا تايلور-جوي في "ذي كوينز غامبيت".

واقيم الاحتفال بإعلان الجوائز بالصيغة الافتراضية بالكامل بسبب جائحة كوفيد- 19 التي تأثر بها جنوب كاليفورنيا بشكل كبير. وللمرة الأولى في تاريخ "غولدن غلوب"، نظّم الاحتفال في موقعين هما مكانه المعتاد أي بيفرلي هيلز في كاليفورنيا، وقاعة "رينبو روم" في نيويورك.

 

المدى العراقية في

03.03.2021

 
 
 
 
 

جاين فوندا المكرمة في "الغولدن غلوب": تاريخ من التمرد السياسي

النجمة التي شارفت على  الـ83 تحافظ على مواقفها وتحارب العنصرية والعنف الأسري

هوفيك حبشيان

خلال الحفلة الـ78 لتوزيع الـ"غولدن غلوب" (الكرة الذهبية) أسنِدت إلى جاين فوندا جائزة سيسيل ب. دوميل، فاستغلت هذه المناسبة لتلقي كلمة انتشرت مثل ألسنة النار في وسائل الإعلام العالمية. الممثلّة الأميركية الكبيرة، ابنة أيقونة هوليوود هنري فوندا، أخرجت كلّ ما في جعبتها من مآخذ وانتقادات، هي التي لطالما اشتهرت بتمردها وإصرارها على أن تقول كلمتها وتمشي. لم يخف وهجها حتى مع بلوغها الثالثة والثمانين، ولم تتراجع هذه الحاجة الدائمة لديها للوقوف في وجه الأفكار الجاهزة التي أضافت عليها عدواً آخر هو الاستهلاكية في المجتمع الحديث، إذ ارتدت ثوباً كان سبق لها أن ارتدته في مناسبة أخرى. في حين تشكّل ملابس النجمات وإطلالاتهن حديث الإعلام الأول، اكتفت هي بسحب فستان "قديم" من خزانتها، مصرحة بأنها وعدت نفسها قبل بضع سنوات ألا تشتري ملابس جديدة بعد اليوم. "نحن ننفق الكثير من المال، نشتري الكثير من الأشياء، ثم نرميها. نحاول أن نطور هويتنا من خلال التسوق. علينا أن نتوقف عن هذا”. 

إلا أن نضال فوندا ليس محصوراً في أشياء قد تبدو سطحية أو ثانوية لوهلة أولى. فتاريخها يشهد لسيدة ذهبت أبعد من هذا في اعتراضها على الكثير من الممارسات. فقط في سنواتها الأخيرة، لقد تم توقيفها خمس مرات، آخرها في العام 2019، عندما تظاهرت ضد التغير المناخي. على مدار أشهر في ذلك العام، كانت اعتادت النزول إلى الشارع لإسماع صوتها ولفت النظر في إتجاه قضية تؤمن بها. هناك فيديو يري عناصر الشرطة يضعون أصفاداً على يديها لاعتقالها، تظهر فيه سعيدة. 

المساواة وحقوق المرأة

إلا أن خطابها في أمسية "الغولدن غلوب" يختزل كلّ ما آمنت فيه طوال حياتها: المساواة، التصدي للعنف في حق المرأة، محاربة العنصرية... في كلمتها، تناولت كلّ ما حاولت أن تغيره منذ 50 سنة، وقالت غضبها تجاه قلة التنوع في السينما الأميركية الحديثة، علماً أن إسناد معظم الجوائز إلى فنانين من أصول أفرو أميركية أو آسيوية ينسف الادعاء بأن لا تنوعاً في هوليوود. باختصار، صرحت: "يمكن للقصص أن تغير قلوبنا وعقولنا وتساعدنا في رؤية أنفسنا من منظور جديد، فتمدنا بعنصر التعاطف. لكي ندرك أنه، على الرغم من كلّ الاختلافات، نحن بشر قبل أي شيء. للسينما القدرة على كسر "دفاعاتنا" و"جعلنا نسمع ما نخاف أن نسمعه". ذكرت فوندا العديد من الأفلام كنماذج لقصص "من شأنها أن تغيرنا حقاً حقاً"، وأضافت: "ولكن هناك حكاية نخشى رؤيتها وسماعها تتحدّث عن أنفسنا في هذه المهنة. حكاية تلك الأصوات التي نحترمها ونجلها - وتلك التي نتجاهلها. حكاية مَن يجلس إلى الطاولة ومَن بقي خارج مراكز صنع القرار". بطلة "بارباريللا" تابعت حديثها بدعوة الوسط السينمائي إلى التأقلم مع الواقع ومع "التنوع الذي يظهر بفضل كلّ أولئك الذين قاتلوا في الماضي وأولئك الذين يواصلون المعركة اليوم"، ثم ختمت بالقول: "في النهاية، لم يكن الفنّ دائماً منسجماً مع التاريخ فحسب، ولكنه مهّد الطريق أيضاً. فلنكن قادة!".

فوندا التي لطالما قالت إنها تنتمي "إلى قافلة طويلة من الناس المحبطين والكئيبين في أميركا"، مسنجمة مع قناعاتها خلافاً لكثر يقولون كلاماً لا يطبقونه في حياتهم. أما النجومية فلا تعني لها الكثير. تقولها وتكررها في استمرار. فهي لم تكن يوماً تقيم في برجها العاجي، مع قدرتها على ذلك. في السبعينيات، "تورطت" في موجة الاحتجاجات ضد حرب فيتنام ولا تزال بالاستعداد نفسه لخوض أي معركة تراها عادلة.

سينمائياً، "كلوت" لألان ج باكولا (1971) و"عودة إلى الديار" لهال أشبي (1978) محطتان مهمتان في مسيرتها، إذ فازت عنهما بـ"أوسكار" أفضل ممثّلة. إلا أن "إنهم يقتلون الجياد، أليس كذلك؟" لسيدني بولاك (1969) المقتبس من رواية لهوراس ماكوي كان منعطفاً في مسيرتها. أول فيلم لها "يقول شيئاً"، وتحديداً عن المجتمع الاستهلاكي الأميركي. "كان الناس في تلك الفترة مستعدّين ليموتوا من أجل قطعة من الحلم الأميركي"، تقول وهي تتذكّر ذلك "الفيلم المهم". 

الأب العظيم

لكن، بداياتها في التمثيل أعقد من هذا كله. خلفها تحديات وتعنت. تقول فوندا إنها بكيت يوم فازت بالـ"أوسكار" عن "كلوت"، لأن ذلك حدث قبل حصول والدها على الجائزة المرموقة. وهيبة الأب الممثّل العظيم هي التي كانت منعتها في البداية لتضع قدمها في السينما. والدها كان يعود من العمل ولا تبدو السعادة على وجهه، فتربت على فكرة أن التمثيل مهنة لا تجلب سوى اليأس والكآبة. ولذلك، لم تتشجع في البداية على اقتفاء أثره. تتذكّر: "والدي كان دوماً سيء المزاج. لم أنجذب إلى هذه المهنة، ولم أكن أحبّ أصلاً لا وجهي ولا جسدي، وكنت خجولة. ولكن في المقابل، لم أكن أعرف ماذا أفعل في حياتي. حاولتُ أن أكون سكرتيرة، لكنني طُردت. كنت أعيش في بيت والدي، وكانت زوجته لا تحبّني كثيراً. أمهلتني خمسة أشهر كي أجد مسكناً. فكان عليَّ أن أتدبّر أموري. كنت أعرف ابنة أستاذ التمثيل العظيم لي ستراسبرغ، فاقترحتْ أن يدرّسني. مثّلتُ مشهداً له، فأكّد لي أنني موهوبة. في هذه اللحظة، كلّ شيء تغيّر". 

كان للقائها بالممثلة الفرنسية سيمون سينيوريه في باريس وقع كبير على حياتها كناشطة سياسية. تقول إن هذا اللقاء غيّر مجرى حياتها وشكّل وعيها: "كانت أيار 68. كنت في باريس. كنت حاملاً. المرأة الحامل كالإسفنجة. أشياء كثيرة كانت تحدث في باريس. رأيتُ حتى جنوداً أميركيين هربوا من فيتنام ولجأوا إلى باريس. سيمونّ سينيوريه كانت تأتي لتأخدني إلى تظاهرات يشارك فيها سارتر وبوفوار وغيرهما. هكذا بدأتُ أعي ضرورة معاداة الحرب. عدتُ إلى الولايات المتّحدة كي أصبح ناشطة. قبل هذا التاريخ، لم أكن أهتم بشيء. كم من السهل أن تكون جاهلاً. ولكن عندما تعلم، لا يعود مسموحاً أن تدير ظهرك. فأنا كنت جاهلة عمداً لفترة طويلة". 

انخراطها في النضال السياسي من أجل التغيير والاستحصال على الحقوق المدنيّة أو الوقوف ضد الحرب محل فخر عند فوندا التي تتذكّر كلّ هذا وهي سعيدة بإنجازاتها. تحكي عن رحلة إلى فيتنام لا تزال آثارها ماثلة في وجدانها، وقلبها يعتصر ألماً عندما تذكر حادثة الصورة الشهيرة التي التُقِطت لها وهي في حضن "العدو"، فاعتُبرت خائنة لوطنها. في المقابل، يصعب موافقتها كثيراً على فكرة أن نشاطها النضالي جعل منها ممثّلة أفضل. ألا أننا قد نوافقها على كلامها عندما تقول: "مشكلة الكثير من الممثّلين أنهم يعيشون داخل جدران من الامتيازات. علينا أن نتعلّم أن ننصت إلى الآخرين، هذا أهم شيء اليوم في الولايات المتّحدة. علينا أن نستمع إلى الآخر الذي لا نتّفق معه ونحاول فهم حججه. وإذا كرهنا علينا كره السلوك لا الشخص. وإلا أكلتنا الكراهية".

هذه الفيمينيست التي أحبت الرجال، لم يساهم مرور الزمن في تهدئة معاركها ضد كل أنواع السلطات، إنما في تهذيبها وتنقيتها والحدّ من استعراضيتها. تقول وتكرر إن على الغضب أن يصب على السلوك، لا على صاحبه، حرصاً منها على "عدم التحوّل إلى وحش وهي تحارب الوحوش".

 

الـ The Independent  في

05.03.2021

 
 
 
 
 

"The Crown" يتصدر جوائز Choice Awards..اعرف باقي الفائزين

كتبت : شيماء عبد المنعم

مع دخولنا في موسم الجوائز السينمائي العالمي أقيم حفل توزيع جوائز Critics Choice Awards 2021، بشكل افتراضي مثلما اقيم الجولدن جلوب مؤخرًا، حيث حصل مسلسل العائلة البريطانية المثير للجدل "The Crown" علي جائزة أفضل مسلسل درامي، كما فاز الممثل جوش أوكونر بجائزة أفضل ممثل في مسلسل درامي عن تجسيده دور الأمير تشارلز، بينما فازت الممثلة إيما كورين، بجائزة أفضل ممثلة في مسلسل درامي عن تجسيدها شخصية الأميرة ديانا، وعن جائزة أفضل ممثلة حصلت عليها الممثلة جيليان أندرسون عن دور وزراء بريطانيا مارجريت ثاتشر.

في حين حصلت  النجمةانيا تايلور جوي علي جائزة أفضل ممثلة في مسلسل أو فيلم قصير عن دورها في مسلسل " The Queen’s Gambit"، وحصل الفيلم الذي جمع العديد من الجوائز في كل العالم "Nomadland" علي جائزة أفضل فيلم، وللمرة الثالثة بعد وفاته يحصل الراحل شادويك بوسمان، على جائزة أفضل ممثل عن دوره في فيلم "  Ma Rainey’s Black Bottom ".

وكانت قد حققت Netflix نجاحًا كبيرًا من خلال سلسلتها الرابعة من The Crown، فحسب ديلي ميل أن 29 مليون شخص قاموا بتسجيل الدخول إلى خدمة البث المباشر لمشاهدة أحدث المسلسل الدرامي للعائلة المالكة The Crown، في بداية عرضه 

 

####

 

نجمات حفل جوائز النقاد الأمريكية الافتراضي يتألقن بفساتين جذابة من المنزل.. صور

كتب محمد سعودي

تألقت النجمات إيما كورين وكالي كوكو، وأنجيلا باسيت، وجال جادوت وغيرهن في حفل توزيع جوائز اختيار النقاد لعام 2021 في لوس أنجلوس، فعلى الرغم من انطلاق الحفل افتراضيًا بسبب فيروس كورونا "كوفيد 19"، إلا أن النجمات حرصن على الاحتفال بصورهن من منازلهن ومشاركتها عبر حساباتهن الشخصية على منصات السوشيال ميديا.

وظهر الفنانون من جميع أنحاء العالم تقريبا، بعد أسبوع واحد من إقامة حفل جولدن جلوب، وقد تميزت جوائز اختيار النقاد السنوية بسجادة حمراء افتراضية بمشاركة نجوم الفن عبر الإنترنت، وفقا لما ذكرته صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.

وحصد مسلسل "ذا كراون - The Crown" عدة جوائز في حفل اختيار النقاد الأمريكية، حيث فاز المسلسل الذي يرصد حياة الملكة إليزابيث الثانية منذ الأربعينات بجائزة أفضل مسلسل درامي، كما فاز الممثل جوش اوكونر بجائزة أفضل ممثل في مسلسل درامي عن تجسيده دور الأمير تشارلز، بينما فازت الممثلة إيما كورين، بجائزة أفضل ممثلة في مسلسل درامي عن تجسيدها شخصية الأميرة ديانا.

كما فازت جيليان أندرسون بجائزة أفضل ممثلة مساعدة في الدراما عن تجسيدها شخصية رئيسة وزراء بريطانيا مارجريت ثاتشر مارجريت تاتشر، خلال حفل افتراضي أقيم لتوزيع جوائز اختيار النقاد السنوية في نسختها الـ26.

كذلك، حصدت الممثلة انيا تايلور جوي، جائزة أفضل ممثلة في مسلسل أو فيلم قصير عن دورها في مسلسل "كوين جامبيت -  The Queen’s Gambit"، فيما حصد مسلسل “Normal People”  على على جائزة أفضل مسلسل قصير.

وفاز فيلم (نومانلاند - Nomadland) بجائزة أفضل فيلم، كذلك حصد الفنان الراحل شادويك بوسمان، الذي توفي في أغسطس 2020 إثر إصابته بالسرطان، على جائزة أفضل ممثل عن دوره في فيلم "ما ريني بلاك بوتم - Ma Rainey’s Black Bottom "، حسبما ذكر موقع " deadline".

 

اليوم السابع المصرية في

08.02.2021

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004