ملفات خاصة

 
 
 

قراءة لاحتمالات موسم الجوائز الساخن

مقارنة بين توقعات «الأوسكار» وترشيحات «الغلوبز»

هوليوود: محمد رُضا

جوائز الأكاديمية الأمريكية للفيلم

الدورة الثالثة والتسعون

   
 
 
 
 
 
 

مساء يوم غد، الثالث والعشرين من هذا الشهر، تتم آخر عمليات التصويت بالنسبة لأعضاء «جمعية مراسلي هوليوود الأجانب»، تمهيداً لحفلة منح جوائز «الغولدن غلوبز»، في الثامن والعشرين من الشهر ذاته. هذا في الوقت الذي نحن فيه على بُعد نحو ثلاثة أسابيع، من إعلان الترشيحات الرسمية لجوائز الأوسكار التي ستقام في الخامس والعشرين من مارس (آذار) 2021.

وفي عام مضى، وآخر حاضر بتبعاته، يقترب الخطّان المتوازيان من بعضهما أكثر من أي وقت آخر. الأفلام التي تجري في سباق كل من الجائزتين الكبيرتين غالباً ما كانت واحدة، كذلك الشخصيات السينمائية في شتّى مجالات العمل؛ من الإخراج إلى كتابة السيناريوهات والموسيقى وشتى التصنيفات التي تشهدها سباقات الممثلين.

لكن هذه السنة لا يوجد مفر من ظهور معظم الأفلام في قائمة «غولدن غلوبز» من دون تكرارها في قائمة «الأوسكار»، ومن المستبعد ألا تأتي النتائج ذاتها متقاربة. كل هذا في عام ثريّ بالأعمال المُستحقّة، رغم الوباء المعروف الذي فرض على صناعة السينما حول العالم (بما فيها من إنتاج وتوزيع وعروض ومهرجانات) ظروفاً غير مسبوقة.

- عام المرأة

يتضح ذلك أكثر من سواه في سباق أفضل الممثلات الرئيسيات لدى كل من «الأوسكار» و«غولدن غلوبز». وفي الأساس، موسم الجوائز هذا العام هو موسم نسائي بالدرجة الأولى. يتضح ذلك من قوّة المتنافسات في هذه المسابقة وكذلك، وفي حالة غير مسبوقة أخرى، في سباق «غولدن غلوبز» لأفضل مخرج الذي يشهد وجود ثلاث مرشّحات من أصل المرشحين الخمسة.

المرشّحات هن رجينا كينغ، عن «ليلة في ميامي»، وكلوي زاو عن «نومادلاند»، وإميرالد فَنَـل عن «امرأة شابّة واعدة». أما المرشحان الباقيان، فهما ديفيد فينشر عن «مانك»، وآرون سوركِن عن «محاكمة شيكاغو 7».

الغالب هنا هو أن تفوز سيّدة بـ«غولدن غلوب أفضل مخرج»، وأن يقع الاختيار على كلوي زاو عن فيلمها «نومادلاند». هذا الفيلم، كما سبق أن قدّمناه هنا، عمل ممتاز، لكن تحقيقه ليس أسهل على صانعه من تحقيق «ليلة في ميامي» أو «مانك». ما آخذه بعين الاعتبار هو أن هناك عدداً لا بأس به من الأعضاء من ذوي أصول جنوب آسيوية، كمحال كلوي زاو (ذات الأصل الصيني).

الأكثر من ذلك، نجد أنه لولا الالتزام بخمسة مرشحين في مسابقة «أفضل مخرج» في جوائز «غولدن غلوبز» وجوائز «الأوسكار»، لحفلت المسابقة بأسماء أخرى. فصوفيا كوبولا قدّمت «أون ذا روكس» مذكّرة بوميضها السابق عندما قدّمت «مفقود في الترجمة» الذي منحها «أوسكار أفضل سيناريو»، وترشيحها الوحيد حتى الآن لـ«أوسكار أفضل مخرج».

واستقبل المجتمع السينمائي جيداً فيلم كيلي رايشارد «بقرة أولى»، وفيلم إليزا هيتمان «أبداً نادراً أحياناً دائماً». لكن مَن فاز بترشيحات «غولدن غلوبز» في مجال الإخراج غالباً ما سيجد نفسه مرشّحاً لخوض منافسة أخرى مع رفاقه حين إعلان ترشيحات الأوسكار في السباق ذاته.

أما بالنسبة لأفضل الممثلات، فإن المرجح أكثر من سواه انتقال اللائحة التي أعلنتها «جمعية مراسلي هوليوود الأجانب» بكاملها إلى لائحة «أكاديمية العلوم والفنون السينمائية». إن لم يكن بكاملها فبغالبيتها على الأقل.

الممثلات اللواتي نتحدث عنهن هنا هن فيولا ديفيز عن «مؤخرة ما ريني السوداء»، وأندرا داي عن «الولايات المتحدة ضد بيلي هوليداي»، وفرنسيس مكدورمند عن «نومادلاند»، وكاري موليغن عن «امرأة شابة واعدة» وفنيسا كيربي عن «أشلاء امرأة».

إذا ما أسدلت الأكاديمية ستارتها على أي منهن، فإن البديل النسائي جاهز: هناك كيت ونسلت عن «أمونايت»، وميشيل فايفر عن «مَخرج فرنسي»، وزندايا عن «مالكولم وماري»، وحتى صوفيا لورِن عن «الحياة قُدُماً».

لا ننسى أن جائزة أفضل ممثلة أولى مزدوجة الشأن بالنسبة لـ«غولدن غلوبز»، فهناك مسابقة أخرى للممثلات في الأفلام الكوميدية والموسيقية. وبطلات هذه المسابقة هن آنا تيالور - جوي عن «إيما»، وروزمند بايك عن «أهتم كثيراً»، وميشيل فايفر عن «مَخرج فرنسي»، وكيت هدسون عن «موسيقى»، وماريا باكالوفا عن «فيلم بورات اللاحق».

عادة لا تنتقل الممثلات الكوميديات بصورة غالبة إلى ترشيحات «الأوسكار»، لكن كل من هدسون وفايفر تتبوآن الاحتمالات الأعلى، إذا ما بحث أعضاء الأكاديمية عن بديلات للممثلات المذكورات آنفاً.

- احتمالات رجالية

المقارنة تختلف أكثر بالنسبة للممثلين الرجال. في لائحة «غولدن غلوبز» لأفضل ممثل رجالي كوميدي هناك اسم واحد قد يتكرر في لائحة «الأوسكار»، وهو للهندي دف باتل، عن دوره في «التاريخ الشخصي لديفيد كوبرفيلد». الباقون إما لا حظ ملموساً لهم، أو أنه محدوداً جداً. هؤلاء هم ساشا كووَن عن «فيلم بورات اللاحق»، وآندي سامبرغ عن «بالم سبرينغز» (فيلمان من المستبعد أن نراهما في قائمة ترشيحات «الأوسكار» النهائية) ولين - مانويل ميراندا عن «هاميلتون»، ثم جيمس كوردون عن «حفل التخرّج».

وكما هو الحال بالنسبة للقائمة النسائية في سباق الأفلام الدرامية، نجد أن الممثلين الرجال الخمسة المرشحين لـ«غولدن غلوبز» مرشّحون أيضاً للأوسكار. إن لم يكن الطاقم بأكمله، فأربعة منهم على الأقل. هؤلاء الخمسة أساساً هم طاهر رحيمي عن «الموريتاني»، وريز أحمد عن «صوت المعدن»، (مسلمان لأول مرّة في القائمة ذاتها في ترشيحات «غولدن غلوبز») وأنطوني هوبكنز عن «الأب» (الأكبر سناً في تاريخ هذه الترشيحات بالنسبة لـ«غولدن غلوبز») وغاري أولدمن عن «مانك»، وشادويك بوزمَن عن «مؤخرة ما ريني السوداء».

إذا فاز بوزمن، فإنه سيكون أول ممثل أسود يفوز بتاريخ «غولدن غلوبز». أما إذا فاز الفرنسي طاهر رحيمي أو ريز أحمد بـ«غولدن غلوبز»، فسيكون ثاني ممثل مسلم يفوز بها بعد عمر الشريف الممثل العربي الراحل؛ فاز مرّتين الأولى سنة 1964 عن دوره المساند في «لورنس العرب» (إنتاج 1963)، والثانية سنة 1966 عن دوره الرئيس في «دكتور زيفاغو» (إنتاج 1965)، وكلا الفيلمين من إخراج ديفيد لين.

إذ قد نجد هذه الحقيبة تنتقل بالكامل تقريباً إلى سباق أوسكار أفضل ممثل، تطالعنا حقيقة أن الممثل الأفرو - أميركي دلروي ليندو (الذي أغفلته ترشيحات «غولدن غلوبز») لديه فرصة أفضل مع لائحة «الأوسكار». بالتأكيد سيغفل الأوسكار عن ضم واحد (على الأقل) من قائمة «غولدن غلوبز»، ما قد يتيح للممثل دلروي دخول السباق الأوسكاري.

هو الممثل الأبرز في فيلم سبايك لي «Da 5 Bloods» الذي غاب عن ترشيحات «غولدن غلوبز» كأفضل فيلم وكأفضل مخرج، لكنّ لديه احتمالاً كبيراً في دخول قائمة أوسكار أفضل فيلم. إذا ما فعل سيكون هناك ثلاثة أفلام على الأقل من بطولة وإخراج أفرو – أميركيين، هي «دا فايف بلودز» و«ليلة في ميامي» و«يهوذا والمسيح الأسود»، وإن لم يكن هذا الأخير، فإن البديل متوفر عبر «الولايات المتحدة ضد بيلي هوليداي» و«مؤخرة ما ريني السوداء». في هذا المجال (الذي سيتسع كالعادة لتسعة أو عشرة أفلام) هناك أفلام أخرى تقود الاحتمالات حالياً مثل «نومادلاند» لكلوي زاو، و«ميناري» للي أيزاك تشانغ، و«صوت المعدن» لداريوش ماردر، و«الأب» لفلوريان زَلر، و«مانك» لديفيد فينشر.

- عنقود العنب

هذا ما ينقلنا إلى مسابقة أفضل فيلم أجنبي- عالمي.

المقارنة بين القائمتين، تلك المعلنة لجوائز «غولدن غلوبز» والمُحتملة لـ«الأوسكار» تختلف في أكثر من وجه:

«غولدن غلوبز» رشّح الفيلم الفرنسي «كلانا» (عن علاقة عاطفية بين امرأتين بالغتين) والإيطالي «الحياة قُدما» (عن امرأة يهودية وفتى مسلم يتعايشان) والغواتيمالي «للورونا» Llorona (عن جنرال ديكتاتوري لاتيني سابق مشبع بالعنصرية)، والدنماركي «دورة أُخرى» (عن لقاء بين رجال يكشف كل منهم عن أسراره تحت وابل من الشُرب)، ثم «ميناري» وهو فيلم أميركي (حول عائلة كورية)، لكن حواره كوري في الغالب.

بينما لا تمانع الأكاديمية ضم «ميناري» لمسابقتها الرئيسية؛ كونه إنتاجاً أميركياً، فإن الخمسة الأكثر احتمالاً حتى الآن (كنا نشرنا قائمة «شورت ليست» أطلقتها الأكاديمية قبل أسبوعين تضم 15 فيلماً أجنبياً) هي التالية:

«دورة أخرى» (الدنمارك)، و«للورونا» (غواتيمالا)، و«كلانا» (فرنسا)، و«أنا لم أعد هنا» (المكسيك)، و«كيوفاديس، عايدة؟» (بوسنيا). حين كتابة هذه الكلمات تسعى جهات سينمائية تونسية لدفع فيلم «الرجل الذي باع ظهره» لكوثر بن هنية إلى هذه الترشيحات ممثلاً (ولأول مرّة) تونس. وهذا ما سيرفع من شأن احتمالاته لحد مرموق. مهرجان «آسيا وورلد فيلم فستيفال» في لوس أنجيليس سيعرضه قبل أسبوع من نهاية التصويت على جوائز «الأوسكار» موزّعاً الدعوة على أعضاء الأكاديمية، ليساهم في رفع حظوظ هذا الفيلم لديها.

كل ما سبق يشبه عنقود العنب؛ كل حبّة تقود إلى الأخرى، وفي النهاية هناك الحبّة الأخيرة، واسمها هنا «أوسكار أفضل مخرج». إذ ذكرت قائمة المخرجين المتنافسين في سباق غولدن غلوبر (زاو، سوركن، كينغ، فينشر وفَنل)، ومع احتمال تكرار بعض هذه الأسماء في قائمة «الأوسكار»، فإن العامل الأساسي لقائمة «الأوسكار» لا يستمد ترشيحاته من «غولدن غلوبز»، بقدر ما يستمدها من جائزة مهمّة أخرى تمنحها «جمعية المخرجين الأميركية». هذا لكون معظم أعضاء هذه الجمعية هم أعضاء الأكاديمية ما يضمن تكرار الترشيحات وتكرار النجاحات أيضاً.

تصويت جمعية المخرجين بدأ في الثامن عشر من هذا الشهر وفي التاسع من الشهر المقبل سيتم إعلان الترشيحات الرسمية للجمعية وبدء التصويت النهائي. هذا تمهيد لإعلان النتائج في الحفل الذي سيتم في العاشر من أبريل (نيسان). وهذا قبل 15 يوماً من إعلان نتائج سباق الأوسكار... وقت كافٍ لكي يعيد المخرجون المنتمون إلى جمعيتهم وإلى الأكاديمية ما صوّتوا له.

المرجّح أوسكارياً (وبالنسبة لجمعية المخرجين أيضاً) حتى الآن ترشيح المخرجة كلوي زاو عن «نوماندلاند» ولي إيزاك تشانغ عن «ميناري»، وديفيد فينشر عن «مانك»، ورجينا كينغ عن «ليلة في ميامي». في الصف التالي من الاحتمالات قد نقرأ أسماء آرون سوركِن عن «محاكمة شيكاغو 7» (كان سوركِن فاز بـ«أوسكار أفضل سيناريو» سنة 2010 عن «ذا سوشال نتوورك» الذي أخرجه منافسه الحالي ديفيد فينشر).

بول غرينغراس ربما لديه حظ لا بأس به، ولو محدوداً، عن «أخبار العالم»، كذلك حال فلوريان زَلَر عن «الأب»، وشاكا كينغ عن «يهوذا والمسيح الأسود». هذا من دون أن ننسى أن سبايك لي لديه حظ قوي في أن يكون أحد الخمسة الأقوى ترشيحاً عن «دا فايف بلودز».

هذه لن تكون القراءة الأخيرة في هذا الموسم الساخن. حال يقترب موعد حفل «غولدن غلوبز» سنتوقف عن الأعلى حظاً في نيل الجوائز. ثم سنلقي نظرة فاحصة أخرى، حين تُعلن الترشيحات الرسمية للأوسكار في الشهر المقبل. وما بين الاثنين ستطالعنا نتائج عديدة ذات أهمية، من بينها جوائز جمعية المصوّرين الأميركيين، وجوائز «بافتا» البريطانية.

 

الشرق الأوسط في

21.02.2021

 
 
 
 
 

رغم صعوبات الجائحة على صناعة السينما:

أفلام فى طريقها إلى «الأوسكار»

كتب آلاء شوقى

كان تأثير جائحة «كورونا» كبيرًا على صناعة السينما، بداية من انقطاع إنتاج الأفلام، إلى إغلاق دُور السينما فى جميع أنحاء الولايات المتحدة، بسبب القيود المفروضة على التجمعات العامة، مما أثر بدوره على حفل توزيع جوائز «الأوسكار» الـ(93)، المقرر عقده فى أبريل 2021، أى بعد شهرين من ميعاده الأساسى، لتصبح المرة الرابعة فى تاريخ «الأوسكار»، التى يتم فيها تأخير ميعاد الحفل؛ وذلك لتمديد فترة الأهلية للأفلام الروائية التى يمكنها المشاركة حتى 28 فبراير.

هذا بالإضافة إلى تعديل معايير الأهلية ليؤخذ فى الاعتبار الأفلام التى تم عرضها مباشرة على المنصات، بدلًا من إصدارها فى دُور العرض، إذ كانت تفرض شروط المشاركة فى المسابقة أن يكون الفيلم قد عُرض قبل إعلان الترشيحات- على الأقل- فى دار عرض واحدة ولمدة سبعة أيام فى لوس أنجلوس.

ورُغم قساوة العام الماضى؛ استطاعت بعض الأفلام أن تثبت جدارتها، ويتوقع لها الكثير من الصحف والمجلات والمواقع السينمائية أن تصل إلى ترشيحات «الأوسكار» هذا العام.. ونرصد فى السطور التالية أهم هذه الأفلام.

 The Trial of the Chicago 7

قد تدخل «نتفليكس» بقوة، عبر هذا الفيلم، إلى قاعة «الأوسكار»؛ لتنافس على جائزة «أفضل فيلم». والذى تدور قصته حول محاكمة سبعة أشخاص، بسبب تهم مختلفة تتعلق بالتآمر، إثارة الشغب، التعدى على قوات البوليس والانتفاضة ضد المؤتمر الديمقراطى لعام 196 8.

وقد كان رد الفعل النقدى للفيلم إيجابيّا جدّا، ناهيك عن كونه يتحدث بصورة شبيهة عن اللحظة التى تعيشها الولايات المتحدة الآن من مظاهرات مناهضة للشرطة، رُغم أن أحداث الفيلم تدور عام 1968.

وقد يتنافس كل من الممثلين: «ساشا بارون كوهين، وفرانك لانجيلا، ومارك ريلانس، ويحيى عبدالمتين الثانى، وإدى ريدماين، وجيريمى سترونج» على جائزة «أفضل ممثل مساعد». ومن المتوقع أن يترشح الفيلم أيضًا إلى جائز أفضل سيناريو أصلى، ومونتاج، بالإضافة إلى جائزة «أفضل مخرج» لـ«آرون سوركين».

 Nomadland

الفيلم المرشح والأوفر حظًا فى الوقت الحالى لجائزة «أفضل فيلم». وهو مقتبس عن كتاب بالاسم نفسه، نشر عام 2017، من تأليف «جيسيكا برودر». وتدور قصته حول امرأة تجاوزت الستين عامًا، تقرر مغادرة بلدتها فى رحلة عبر الغرب الأمريكى، بسبب الركود الذى حدث فى عام 2008، وكيف تسبب فى فقدان الكثير من المواطنين الأميريكيين لمصادر رزقهم ليصبحوا من الرُّحَّل،الذين يعيشون فى عربات الكارافانات، ويبحثون عن عمل مؤقت.

تلقى أداء بطلة الفيلم «فرانسيس مكدورماند»، الحائزة على جائزة «الأوسكار» مرتين، استحسانًا كبيرًا من النقاد، ومن المتوقع أن تترشح لجائزة «أفضل ممثلة»، كما حاز الفيلم على إشادة واسعة على السيناريو والإخراج، مما يرفع نصيب مخرجته «كلوى تشاو» للترشح لجائزة «أفضل مخرج»، وأفضل سيناريو مقتبس، بالإضافة إلى أفضل تصوير سينمائى، وأفضل مونتاج.

يُذكر، أن الفيلم قد نال جائزة «الأسد الذهبى» فى مهرجان فينيسا السينمائى الأخير، كما فاز بجائزة «الجمهور» فى مهرجان تورونتو.

 Mank

تفضّل الأكاديمية دائمًا الاحتفاء بالأفلام التى تمجد ذكريات هوليوود، لذلك فإن منافسة دراما المخرج «ديفيد فينشر» عن كاتب السيناريو «هيرمان جيه مانكيفيتش»، الذى فاز بجائزة «الأوسكار» إلى جانب «أورسون ويلز» عن فيلم (Citizen Kane- المواطن كين)، هى تكريم لواحد من أعظم الأفلام الأمريكية على الإطلاق.

أكد معظم النقاد فى العالم، أن الفيلم قد يترشح بقوة لجائزة «الأوسكار»؛ نظرًا لكونه نقدًا لاذعًا لنظام استوديوهات هوليوود فى الماضى، إذ يسلط الضوءَ من خلاله على تقييم سياسات هوليوود فى الثلاثينيات، وأوائل الأربعينيات من خلال عيون «مانكيفيتش»، وهو يعافر لإنهاء فيلم (المواطن كين).

من المتوقع أن يترشح الفيلم أيضًا لجوائز: أفضل مخرج، ممثل «جارى أولدمان»، ممثلة مساعدة «أماندا سيفريد»، سيناريو أصلى، تصوير، تصميم أزياء، مونتاج، مكياج وتصفيف شعر، موسيقى، تصميم مناظر وصوت.

 Minari

يروى الفيلم السيرة الذاتية لكاتبه ومخرجه «لى إيزاك تشونج»، وتدور أحداثه حول عائلة كورية جنوبية، تنتقل إلى «أركنساس» خلال الثمانينيات لإنشاء مزرعة، وتحقيق ما يُعرف بـ«الحلم الأمريكى».

ومن المتوقع أن يترشح الفيلم أيضًا، لجوائز: أفضل مخرج، ممثل «ستيفن يون»، ممثلة مساعدة «يون يوه-جونج»، سيناريو أصلى، وموسيقى.

 One Night in Miami

تستند قصة الفيلم إلى مسرحية كتبها «كيمب باورز»، تحكى قصة «كاسيوس كلاى»، قبل أن يصبح «محمد على»، واحتفاله مع أصدقائه «مالكوم إكس، وجيم براون، وسام كوك»، بعد فوزه على «سونى ليستون» فى بطولة العالم للوزن الثقيل..وهى قصة خيالية عن ليلة واحدة اجتمع فيها هؤلاء الأيقونات لمناقشة أدوارهم فى حركة الحقوق المدنية والاضطرابات الثقافية فى الستينيات.. الفيلم هو التجربة الإخراجية الأولى فى السينما للنجمة السمراء «ريجينا كينج».

ومن المتوقع أيضًا أن يترشح الفيلم لجائزة «أفضل ممثل» «كينجسلى بن أدير»، و«ممثل مساعد» «ليزلى أودوم جونيور»، وأفضل سيناريو مقتبس.

 First Cow

فيلم درامى من إخراج «كيلى ريتشاردت»، استنادًا إلى رواية (The Half Life) للكاتب «جوناثان ريموند». تحكى قصة الفيلم حياة طباخ ماهر يسافر إلى الغرب، وينضم إلى مجموعة من صيادى الفراء فى ولاية «أوريجون»، ولم يجد صداقة حقيقية سوى مع مهاجر صينى. وسرعان ما يتعاون الاثنان فى عمل ناجح.

تم عرض الفيلم لأول مرة فى العالم فى مهرجان تيلورايد السينمائى فى 30 أغسطس 2019، وتم اختياره أيضًا للتنافس على جائزة «الدب الذهبى» فى قسم المسابقة الرئيسية فى مهرجان برلين السينمائى الدولى، كما فاز بجائزة «أفضل فيلم» فى حفل توزيع جوائز دائرة نقاد السينما فى نيويورك لعام 2020.

 Never Rarely Sometimes Always

فيلم درامى من تأليف وإخراج «إليزا هيتمان». كان العرض الأول له فى مهرجان صندانس السينمائى فى 24 يناير 2020، وقد فاز بجائزة «الدب الفضى» للجنة التحكيم فى مهرجان برلين الأخير.

وتدور قصة الفيلم حول رحلة لفتاتين من ريف بنسلفانيا إلى نيويورك حتى تتمكن إحداهما من إجراء عملية إجهاض. كان الفيلم أحد أكثر الأفلام التى نالت استحسانًا نقديّا فى هذا العام، مع الإشادة بأداء «سيدنى فلانيجان» كمراهقة تتطلع إلى إنهاء حَمْلها، وقد يكتسب سيناريو «إليزا هيتمان» قوة فى سباق أوسكار لأفضل سيناريو أصلى.

 The Father

شارك فى كتابته، وأخرج هذا الفيلم «فلوريان زيلر»، استنادًا إلى مسرحيته (Le Père)، التى عرضت عام 2012، وقد تلقى الفيلم استحسان النقاد الذين أشادوا بأداء النجم «أنتونى هوبكنز»، لذلك من المتوقع أن يترشح لجائزة «أفضل ممثل»، بالإضافة إلى المخرج أيضًا، بعد أن استطاعا رسم صورة تعاطفية مدمرة للخرف، مدفوعة بأداء متميز، وتصوير فنى مبهر، إذ تدور قصة الفيلم حول مُسن يعانى من فقدان الذاكرة، ويحاول التعامل وفهم ما يدور حوله.

من المتوقع أن يترشح الفيلم أيضًا لجائزة، «أفضل ممثلة مساعدة» لـ«أوليفيا كولمان»، «سيناريو مقتبس»، و«مونتاج».

 

مجلة روز اليوسف في

24.02.2021

 
 
 
 
 

أبناء الشمس «Sun Children»

الفيلم الإيراني المرشح لأوسكار 2021 للأفلام الدولية

هادي ياسين

عام 1997 قدم المخرج الإيراني « مجيد مجيدي « فيلماً عظيماً ، بفكرة بسيطة و بأدوات سينمائية عادية ورؤية إخراجية واقعية و ممثلين أطفال غير محترفين ، هو درّبهم على التمثيل ، و هو فيلمٌ سرعان ما اكتسب شهرة في الأوساط السينمائية ، حتى أن بعض المدارس راحت تدرسه في أمريكا و اليابان ، و ترشح للأوسكار كأفضل فيلم أجنبي ، ذلكم هو فيلم ( أبناء السماء ) الذي أوصل السينما الإيرانية لأول مرة الى الأوسكار .

الآن عاد « مجيدي « ليقدم فيلماً جديداً بعنوان ( أبناء الشمس ) هذه المرة ، و الذي ترشح الى القائمة القصيرة من ترشيحات جائزة أوسكار 2021 كأفضل فيلم أجنبي في الدورة 93 . و خلال السنوات بين فيلمي ( أبناء السماء ) و ( أبناء الشمس ) قدم المخرج ستة أفلام أخرى ، أكسبته سمعة عالمية و بات يُحسب حسابه في قائمة المخرجين المتميزين على مستوى العالم ، و هو يحتل الآن الصدارة على مستوى السينما الإيرانية الى جانب مخرجين إيرانيين متميزين .

فيلم ( أبناء الشمس ) لا يشبه فيلم ( أبناء السماء ) ، ولكنهما من عجينة واحدة ، فكلاهما يعتمد فكرة بسيطة غير مطروقة ، و كلاهما تم إخراجه بذات طريقة « مجيد مجيدي « الواقعية ، ولكنها الواقعية التي لا تلامس الواقع بل تتغلغل فيه و تخرج بواقع مصنوع سينمائياً . و لكلا الفيلمين إختار المخرج أبطاله من الشارع ، و هو الأسلوب الذي ابتكرته السينما الإيطالية التي تأثرت السينما الإيرانية بها كثيراً . ولكن « مجيد مجيدي « لم يعمد الى ذلك مع الكبار ، فجميع ممثلي أفلامه الكبار هم محترفون في السينما الإيرانية ، إنما مارس هذا الأسلوب مع صبيان أطرياء ، خامات صافية ، درّبهم على يديه و حقنهم بسحر السينما فخرج منهم بممثلين أنداد للممثلين الكبار المحترفين ، و لعل صورة الصبي « مير فرخ هاشميان « و الصبية « بهاره صدّيقي « اللذين مثلا دور الشقيقين ( علي ) و ( زهرا ) في فيلم ( أبناء السماء ) مازالتا عالقتين حتى اليوم في أذهان مشاهدي ذلك الفيلم بأدائهما الباهر الذي لا يُنسى .. رغم مرور نحو ربع قرن على تاريخ إنتاج ذلك الفيلم .

في هذا الفيلم الجديد ، إعتمد « مجيدي « ذاتَ الطريقة ، فالتقط أبطاله من الشارع ، و هم من الصبية الباعة المتجولين ، و قد جاء بهم بكامل قيافاتهم الفقيرة و ملامحهم التي لم يقترب منها المكياج أبداً . هؤلاء الصبية لم يكونوا من الطبقة الفقيرة حسب بل من الطبقة المسحوقة .

المخرج « مجيد مجيدي « يدرك تماماً بخبرته و علمه السينمائي أن موضوع فيلمه الذي كتبه بنفسه لا يمكن أن يكون ممثلوه إلا من ذات البيئة التي يعيش فيها أبطاله ، لذلك اختارهم و التقطهم بعناية من الشارع ، وبالذات الفتى « روح الله زماني « الذي حمل ثقل بطولة الفيلم بكاملها ، و هو يمثل دور « علي « ، فأدهش الجميع بتمثيله ، و هو الذي يقف أمام الكاميرا لأول مرة و لم يفقه من التمثيل شيئاً و ربما لم تطأ قدماه عتبة دار سينما يوماً .. و لو خطأ ً.

منذ المشهد الأول ، ندرك أن أبطال قصة الفيلم صِبية مُستغَلون ، و هم متهيؤون للقيام بأي عملٍ يُكلّفون به ، فهم يعملون في ورشة تصليح السيارات ، و في هذا المشهد نجد أن صاحب الورشة قد جاء بهم الى مرآبٍ كبير للسيارات الحديثة لسرقة إطارات السيارت ، و من هذا المشهد نجد أن الفتى « علي « يضطلع بدور قيادي في المجموعة ، فهو فطن و ذو نباهة و ذكي و سريع البديهية و صاحب مبادرة ، و لعل المخرج قد اختار « روح الله زماني « لهذا الدور لتوفر كل هذه الخصال في شخصيته الأصلية .. خارج الفيلم .

لا ينطوي الفيلم على تصاعد درامي في أحداثه ، إنما تتخذ الدراما من النمو الأفقي مستوىً لها ، فالأحداث تمحورت حول فعل مركزي يتسع أفقياً ، و كلما اتسع إزداد انشداد المُشاهد ، حتى يصل الى شد الأعصاب ، و أحياناً الى الخوف .

يبدأ خيط الفيلم بالتوجه نحو مركزيته ، من حدث بسيط ، عندما يرسل « هاشم « مساعده للإتيان بالفتى « علي « ، و « هاشم « ( الذي لعب دوره الممثل « علي نصريان « ) مُربي طيور ، و مصلّح أدوات كهربائية ، و سنعلم أنه مروج مخدرات أيضاً و أنه ألقى ـ ذات يوم ـ كمية منها في المجاري عن طريق فتحة سطحية ، ربما عندما داهمته السلطات .

عندما جاء « علي « جاء خائفاً و معه حمامة كان قد سرقها من « هاشم « الذي لم يهتم بها ، بل عرض عليه عرضاً كبيراً حين طلب منه أن يسجل ، هو و رفاقه ، في مدرسة ( خورشيد ) ، و هي مدرسة تؤوي المشردين و تستعين بالتبرعات . هدفُ « هاشم « هو أن ينزل « علي « و رفاقه الى قبو المدرسة و حفر الجدار باتجاه المقبرة للعثور على ( كنز ) مدفون تحتها ، و من هنا تبدأ محورية الفيلم التي تحول كل الأحداث الى هوامش تتسع حولها .

حصل الفيلم على الجائزة الثانية من مهرجان البندقية الإيطالي السينمائي الدولي في دورته السابعة والسبعين لعام 2020 ، فيما حصل « روح الله زماني « على جائزة « مارسيللو ماسترياني « كأفضل ممثل شاب ، ولكنه لم يستطع الحضور بسبب إصابته بفايرس ( كورونا ) حينها ، غير أنه بعث برسالة مصورة الى المهرجان شاكراً إدارته على منحه الجائزة ، و أضاف : ( أوجه شكري و إمتناني الى المخرج مجيد مجيدي الذي غير مسار حياتي كلياً ) و تمنى أن تنتهي مآسي الأطفال المشردين و العاملين في الشوارع و أن يعيش جميع الأطفال حياة تليق بالطفولة.

 

الصباح الجديد العراقية في

24.02.2021

 
 
 
 
 

أول فيلم تونسي يدخل منافسات الأوسكار

صناع «الرجل الذي باع ظهره» لـ«القدس العربي»:

نبحث عن اللاجئ وإنسانيته وبحثه عن الكرامة

حسام عاصي

لوس أنجليس – «القدس العربي» : الفيلم التونسي «الرجل الذي باع ظهره» للمخرجة كوثر بن هنية، واحد من عشرة أفلام بعثتها الدول العربية لمهرجان الأوسكار هذا العام، وقد أدرج مؤخراً في القائمة المصغرة المكونة من خمسة عشر فيلماً للمنافسة في فئة أفضل فيلم عالمي. وليصبح أول فيلم تونسي يحقق ذلك، ربما بسبب ارتفاع عدد أفلام القائمة المصغرة من تسعة إلى خمسة عشرة لأول مرة، منذ تأسيس جائزة أفضل فيلم بلغة أجنبية عام 1955، بالإضافة إلى مشاركة كل أعضاء أكاديمية علوم وفنون الصور المتحركة الأمريكية البالغ عددهم عشرة آلاف، والذين شاهدوا الأفلام على منصة الأكاديمية الالكترونية، بدلاً من لجان مكونة عادة من نحو مئتي عضو يشاهدون الأفلام في صالات العرض في لوس أنجيلس.

تدور أحداث «الرجل الذي باع ظهره» بداية الثورة السورية عام 2011، ويحكي قصة سام علي، شاب سوري من الرقة مغرم بفتاة ارستقراطية تدعى عبير، ويرغب في الزواج منها. لكن حديثه عن الحرية يسفر عن اعتقاله وزجه في السجن، فيخسر عبير، التي تُزوج للسفير السوري في بلجيكا وتسافر معه الى هناك.
ينجح سام في الهرب من السجن الى بيروت، حيث يتردد إلى المعارض الفنية ليقتات من موائد الطعام المجانية هناك، ويحدثُ أن يُكشف أمره مرة في عرض لفنان أمريكي شهير.

دخول الدول الأوروبية

وعندما يدرك الفنان أن سام لاجىء، يعرض عليه أن يقوم بوشم تأشيرة الشنغن على ظهره، وهي تأشيرة دخول الدول الأوروبية، مقابل جلوسه في المتاحف لعرض ظهره أمام الجمهور. فيوافق سام على العرض طمعاً في لقاء عبير في بلجيكا.

وفي أوروبا، لا يعامل سام كلاجىء، بل يصبح مشهوراً، يقيم في الفنادق الفخمة ويؤم الحفلات الصاخبة ويحتسي الشمبانيا ويأكل الكافيار. لكنه سرعان ما يدرك أنه فقد حريته، التي قاوم من أجلها في سوريا. فعوض أن يسلط الفن الضوء على محنته، حوّله الى سلعة تعرض أمام الناس للترفيه والبيع والشراء في المزادات العلنية.

«بالنسبة لي، توجد الكثير من التناقضات والغرابة في القصة» تقول كوثر. «كانت لدي رغبة في متابعة إحساس هذا الشخص، سام، وأن أساعد المشاهد في فهم خلفيته وإنسانيته، وبحثه عن كرامته المهدورة. العملية أعمق من مجرد استغلال، فالمشهد يستحضر لدينا ذاكرة سيئة، وهي الذاكرة الاستعمارية والحدائق التي كان المستعمرون يعرضون فيها الناس، إذ بداية القرن الماضي كانت فرنسا وألمانيا وجميع الدول الأوروبية يأتون بالناس من أفريقيا وأمريكا الجنوبية ويعرضونهم على أنهم أناس متخلفون وغير متحضرين. والفكرة من هذا العمل الفني هي تذكير الأوروبيين بما فعلوه. ولذلك تجد هذا الجانب الاستغلالي والاستعماري والنظرة الدونية للأشخاص الموجودين على الجانب الآخر، غير الجيد، من العالم».

من المفارقات أن كوثر استلهمت شخصية سام من شخصية أوروبية حقيقية وهو السويسري، تيم شتاينر، الذي وافق على رسم الفنان التشكيلي البلجيكي ويم ديلفو لوحة على ظهره، وقام بالجلوس في صالات عرض عالمية كعرض حي لفترة محدودة كل عام، مقابل حصوله على ثلث ثمن المبيع، فضلاً عن التزامه سلخ جلده عقب موته، ومنح اللوحة لشاريها الألماني. وفي تلك الحالة، شتاينر، الذي أيضا يمارس فن الوشم، كان شريكا في المشروع على المستوى الفني والتجاري.

«العملية تستحضر الذاكرة الجماعية الموجودة، وفي الوقت نفسه إذا كنت تعمل في مجال الفن المعاصر، تتساءل عن الطريقة التي يمكنك التعامل بها مع العمل الفني، وكأنّه نوع من الاستهزاء بتسويق الفن، ففي سوق الفن المعاصر المبالغ خيالية، فهو مكان للاستثمار، ويعتبر أفضل مكان للاستثمار وأحياناً يستخدم لتبييض الأموال. عندما يقوم فنان بهذه العملية، فإنه يقوم بها كاستفزاز لآليات السوق الموجودة. ومن هذا المنطلق، أعجبتني الفكرة لأنها مستفزة وغريبة وبدأت الفيلم من هناك» توضح كوثر، التي جعلت القصة الحقيقية أكثر تعقيداً ومنحتها أبعادا أخرى من خلال تحويل الشخصية إلى لاجئ سوري.

تحويل شخصية القصة الحقيقية الى لاجىء سوري عززت من تركيبها وأضافت لها أبعادا نفسية واجتماعية. فسام يواجه أيضاً استنكار الجمعيات المناهضة لاستغلال اللاجئين السوريين في أوروبا، والتي لا تعتبر عرضه في المتاحف فناً بل استغلالاً لمحنة اللاجئين السوريين وإهانةً لهم. وتحاول إقناعه بالتخلي عن عقده، لكنه يرفض، مصراً على أن ذلك كان خياره. لكن في الوقت نفسه، يبدو واضحاً أن سام في صراع مع نفسه ويشعر أنه باع نفسه للشيطان، ويكذب على عبير حول حقيقة عمله، مصرا على أنه يعمل مع فنان شهير، إلى أن يفضحه زوجها، الذي يجلبها الى المتحف لمشاهدته عارياً أمام الناس.

الفيلم يطرح سام كشخص مستغل على يد الفنان. لكن وضعه لا يبدو مختلفاً عن وضع أي شخص آخر يعمل في مجال الفن ولا سيما الممثل الذي يؤدي دوره. فالممثل أيضاً أداة يتحكم بها المخرج كما يتحكم الموسيقار بأدواته الموسيقية، أو رخام يصقله كالنحات ليخلق منه شخصية أخرى، ويعرّيه عاطفياً وأحياناً جسدياً، ثم يعرضه للملأ على الشاشة. وقد صرح أبرز الممثلين أنهم يهبون أنفسهم وأجسادهم بأكملها للمخرج لكي يحقق فنه كما يشاء، معتبرين ذلك خدمة للفن وليس استغلالا.

لكن كوثر ترفض هذا الطرح مؤكدة أنها لا تتحكم بالممثل بل تتعاون معه على طرح قصة ما. «عندما نختار الممثل نختار من نعلم أنه سيضيف شيئاً على الورق، وبالتالي إنها عملية مشتركة، لقاء بين الممثل والشخصية وهو لقاء أقوم بتوجيهه، لأن الممثل في العادة يمتلك طاقة كبيرة ويحب أن يقدم أكثر مما يلزم. وهناك أمور تخدم الشخصية وأمور لا تفعل ذلك. دوري هو أن أبحث مع الممثل حول لقائه مع الشخصية لكي يفهمها بأفضل طريقة ويجسدها بالطريقة المثلى التي تخدم القصة».

بطل «الرجل الذي باع ظهره» وهو الممثل الكندي – السوري، يحيى مهاينة، يؤكد ما قالته كوثر، مؤكدا أنها لم تفرض عليه أمراً لم يرغبه وكثيراً ما كانت تتشاور معه حول أداء مشهد ما قبل أن تطلب منه أن يقوم به.

«أنا محظوظ بالعمل مع كوثر» يقول مهاينة، الذي فاز بجائزة أفضل ممثل في مهرجان البندقية السينمائي العام الماضي، حيث عرض الفيلم لأول مرة. «أحياناً كنت أطلب منها أن أقوم بأكثر مما تطلب مني وكانت هي تهدئني وتقول لا توجد حاجة لذلك».

لكن مهاينة، الذي يقوم بأول دور بطولي في فيلم طويل، يقر أن استغلال الممثلين ما زال متفشياً، بالرغم من التدابير التي صارت تُتخذ مؤخراً من قبل شركات الإنتاج بفضل بروز حركة «أنا أيضاً».

«ما زلت أسمع من رفيقاتي أنهن يقمن بأفعال غير مرغوبة، مثل التقبيل أو التعري، بالرغم من أنه لا حاجة لها في الفيلم. لكن يفعلن ذلك بأمر من المخرج وتحت شعار خدمة الفن» يقول مهاينة.

«ما يهمني في الحكاية ككل هي طرق الهيمنة؛ من يسيطر على من، ومن يملك القوة ومن يتواجد في موقع هش، ومن المؤكد عندما تكون لاجئاً فأنت في موضع هشاشة وتقبل أحياناً بأمور لا تقبل بها في العادة» تضيف كوثر.

استغلال القوي للضعيف سلوك متفش في كل المجتمعات وفي جميع مجالات الحياة، سواء السياسية أو الدينية أو المهنية أو الفنية، ويتخذ أشكالاً جسدية ونفسية ومادية متنوعة، وكثيراً ما يقبله المستغل من أجل تحقيق غاياته، بينما يدّعي مستغله أنه يريد أن يساعده. وكأن الاستغلال صفقة شرعية تنفع الجانبين على حد سواء. فعبير أيضاً تتعرض للاستغلال عندما ترغم على الزواج من السفير، لكنها، مثل سام، توافق على ذلك الاستغلال لكي تهرب من الواقع السوري المر.

«الحالة الموازية الموجودة كانت مقصودة منذ الكتابة» تعلق كوثر. «ففي الحالات القصوى يظهر معدن الإنسان وتظهر الخيارات التي يضطر للقيام بها».

الاستغلال الجنسي

لكن كثيراً ما لا ينفع الاستغلال المُستغل وخاصة عندما يكون إقصاءً، ويسفر عن أضرار بالغة وعواقب مدمرة، مثل الاستغلال الجنسي، الذي سبرته كوثر في فيلمها السابق، على كف عفريت، من خلال طرح قصة طالبة جامعية حقيقية تتعرض للاغتصاب من قبل رجال أمن تونسيين بعد اعتقالها.

لكن في «الرجل الذي باع ظهره» لم تتطرق كوثر أبداً لآفة الاستغلال الجنسي، الذي تعرضت له الكثير من اللاجئات السوريات، مع أن غاية الفيلم كانت التحذير من استغلال اللاجئين في محنتهم.

«السينما هي قوة إيحائية تعبر عن حالة خاصة» ترد كوثر. «حكايتي فريدة من نوعها وليست حكاية لجوء عادية نمطية، حيث يأخذ اللاجئ قارباً ويعبر به الحدود البحرية، فالحكايات النمطية موجودة بكثرة. ما أحببته هو أن المشاهد من خلال الحكاية الخاصة يمكنه تذكر أمور يعرفها مسبقاً، وهذه هي قوة الإيحاء».

«الرجل الذي باع ظهره» فريد من نوعه، فهو يمزج الدراما والتراجيديا والرومانسية والكوميديا السوداء ليسلط الضوء على قضايا ليست عربية فحسب بل إنسانية، كالهوية والحريات الفردية وأخلاقيات الفن لا سيما مسألة استغلال المستضعفين بدلا من حمايتهم. كما يتميز ببصريات ساحرة تعكس طبيعة الفن الفاتنة والمغرية وتتناسب مع سياقه. فهل يقتنص أول ترشيح للأوسكار لتونس؟ سنعرف الجواب في الخامس عشر من الشهر المقبل.

 

القدس العربي اللندنية في

25.02.2021

 
 
 
 
 

"هدية" فلسطينية إلى "أوسكار" هوليوود: بساطة سرد

نديم جرجوره

فيلمٌ فلسطيني جديد يُدرج في اللائحة القصيرة للأفلام المختارة للتنافس على الترشيح الرسمي لـ"أوسكار" أفضل فيلم قصير، في النسخة الـ93 للجوائز (25 إبريل/ نيسان 2021). "الهدية" (2020) فيلمٌ قصير (25 دقيقة) للفلسطينية فرح النابلسي (مواليد لندن، 1978). اختياره من "أكاديمية فنون الصورة المتحرّكة وعلومها" (لوس أنجليس) يرتكز على تنويع المواضيع والجنسيات الإنتاجية، ويهدف إلى نوعٍ من تقليص الهوّة بين الأكاديمية والتنوّع، في إدارتها ولجان اختياراتها، كما في خياراتها.

لهذا نقاشٌ آخر. "الهدية" بسيطٌ وسلس. تفاصيله مستلّة من يوميات فلسطينية، وحبكته تقول شيئاً من صدام دائم بين ناس البلد واحتلال إسرائيلي للبلد وناسه.

يريد يوسف (صالح بكري) شراء هدية لزوجته نور (مريم باشا)، بمناسبة ذكرى زواجهما. مُصابٌ هو بألمٍ في ظهره. الانتقال الجغرافي في فلسطين المحتلّة يُرافقه تعذيب، جسدي ونفسي، فالاحتلال راغبٌ فيه لمزيدٍ من إذلالٍ ومهانة بحقّ الفلسطينيين. تُرافقه ابنته الوحيدة ياسمين (مريم كنج). عبور حاجز إسرائيلي في الضفّة الغربية ضروريّ. المشكلة تقع هنا. اختزال السرديّة الفلسطينية في مواجهة الاحتلال بحاجز كهذا (يُمكن أنْ يُقام الحاجز في أي مكانٍ آخر في فلسطين المحتلّة) منبثقٌ من تصوير مكثّف لمعنى العبور والمواجهة: لن يحول أيّ حاجز إسرائيلي دون بلوغ الفلسطيني بلده وأرضه، رغم كلّ شيء. أما المواجهة، فجزءٌ أساسيّ من العيش اليومي في البلد المحتلّ.

ألم الظهر يبدو سمة فلسطينية. مصطفى (علي سليمان) مُصابٌ به أيضاً ("200 م." لأمين نايفة. "العربي الجديد"، 4 سبتمبر/ أيلول 2020). الرجلان يمرّان على حاجز إسرائيلي للعبور من منطقة إلى أخرى في بلدهما، ولكلّ واحد منهما سببٌ أو أكثر لعبوره. أشكال المهانة والإذلال تختلف، لكنّ القهر واحدٌ. الرغبة في شراء هديةٍ تُشبه، بشكلٍ ما، تلك التي تعتمل في ذات أبو ليلى (محمد بكري) في "عيد ميلاد ليلى" (2008) لرشيد مشهراوي، رغم أنّ هديته ستكون لابنته ليلى (نور الزعبي) بمناسبة عيد ميلادها، بينما خالد يريدها لزوجته بمناسبة ذكرى زواجهما.

التفاصيل والسياق والأجواء غير متشابهة كلّها بين فيلمي فرح النابلسي ورشيد مشهراوي، لكنّ المناخ العام يكاد يكون واحداً. أبو ليلى يتوه في رام الله (في ساعاتٍ قليلة في نهار أحد الأيام)، فينكشف الفساد والفوضى والقلق. خالد يواجه احتلالاً كي ينتقل في بلده مسافةً قصيرة (ساعات قليلة أيضاً، في نهار أحد الأيام). ألم الظهر قاسٍ. ألا يُقال إنّ المرء يحمل هموم الدنيا على ظهره؟

بعيداً عن إسقاطاتٍ ومقارنات، يروي "الهدية" حكاية بسيطة وعادية. ساعات عدّة تفصل بين خروج خالد وياسمين من منزلهما، وعودتهما إليه محمّلين بأغراضٍ قليلة، وهدية واحدة، وآلامٍ عدّة. المشكلة أنّ خالد عاجزٌ عن تمرير "الهدية"، المشتراة من محل لبيع الأجهزة المنزلية، عبر الحاجز؛ والإسرائيلي يتعنّت في رفضه السماح له بالمرور إلى جانب الحاجز. ياسمين تتحدّى الجميع، وتغلبهم. أيكون في هذا قولٌ يُفيد بأنّ الغلبة لمستقبل آتٍ؟

مريم كنج تؤدّي دور ياسمين بشفافية وعفوية، تجعلانها أقرب من الجميع إلى ذاتِ مُشاهدٍ وروحه. نظراتها أقوى من كلّ كلام. ارتباكها أمام فعلٍ ذاتيّ، تُضطرّ عليه لا إرادياً (عند انتظارها التحقيق مع والدها في "رحلة" الذهاب)، صادقٌ وحقيقيّ. غلبتها حاجزاً إسرائيلياً، بسلاسة طفولية، بسيطة وعميقة. هذا يمنح "الهدية" جانباً فنياً مُشعّاً وحيوياً، فصالح بكري غير مانحٍ شخصية خالد تلك الحيوية الضرورية، التي يُفترض بها أنْ تجمع ألماً جسدياً بقهرٍ نفسي، على ركيزة رغبة متواضعة في احتفالٍ عائليّ، والحسّ الأبويّ يظهر في السياق الدرامي غير مُقنعٍ، بسبب خفّة أداء، أو تبسيطٍ فيه غير مُبرَّر.

مشهدٌ آخر: الصدام الحاصل على الحاجز نفسه، في طريق/ رحلة العودة. هناك ما يشي بنقصٍ في كلامٍ أو أداء أو تصرّف، يحوّل المشهد برمّته إلى تصنّع أدائيّ. هناك افتعال في كلّ شيءازدراء الإسرائيلي، توجيه السلاح إلى خالد، التفتيش، الإمعان في الإذلال، الكلام القليل المتداول بين الإسرائيلي وخالد، حدّة الغضب في ذات والد ياسمين، إلخ. افتعال يُصبح تصنّعاً، بينما غلبة ياسمين للجميع تُنهي المشهد من دون أي ردّة فعلٍ إسرائيلية على الفعل الفلسطيني هذا.

لـ"الهدية" فريق أجنبي، يُترجِم بصرياً نصّ فرح النابلسي وهند شوفاني. الفنيّ والتقنيّ مشغولان بحِرفية غير مبهرة، وغير قادرة على منح النصّ حيوية، مستلّة من غليان حالةٍ وتصرّفات ومسالك وأقوال. التصوير (بونوا شاماي) مكتفٍ بالتقاط ركائز مختلفة لوقائع ومسارات، ويُكمِل التوليفُ (هند شوفاني، بإشراف آن ماري جاسر، بينما يضع عبد الله سادا اللمسات الأخيرة عليه) إنجاز مهمّته، مستنداً إلى المفردات الأساسية للبناء الحكائيّ السينمائيّ.

 

العربي الجديد اللندنية في

26.02.2021

 
 
 
 
 

جوائز "غولدن غلوب" غداً... هذا ما ينتظره المشاهدون والنقّاد

لوس أنجليس/ العربي الجديد

لا يزال تفشي فيروس كورونا يلقي بظلاله على مشهد الفنّ العالمي. وإن كان مخرجون كثر عاودوا نشاطاتهم وعادوا إلى مواقع التصوير في الأشهر الأخيرة، فإنّ حفلات توزيع الجوائز هذا الموسم أيضاً تقام بشكل افتراضي. إذ يقام احتفال توزيع جوائز "غلودن غلوب" يوم غدٍ بالصيغة الافتراضية من بيفرلي هيلز، من دون حضور النجوم، ولا السجادة الحمراء.

لكن دورة هذا العام تبدو شيّقة على كل المستويات، خصوصاً أن ملايين المشاهدين الموجودين في بيوتهم نتيجة الحجر المنزلي، سيتابعون الحدث.

5 نقاط أساسية تبدو بارزة، بحسب وكالة "فرانس برس"، أوّلها طبعاً هي ترشيحات شبكة "نتفليكس". السنة الماضية، حصدت منصة البث الأشهر في العالم 34 ترشيحاً، لكنها فازت بجائزتين فقط. أما هذا العام فعدد الترشيحات لأعمال أنتجتها "نتفليكس" وصل إلى 42 ترشيحاً، أبرزها لفيلم "مانك" للمخرج ديفيد فينشر مع 6 ترشيحات، يليه فيلم The Trial Of The Chicago 7 لآرون سوركين مع 5 ترشيحات.

النقطة الثانية التي ينتظرها المشاهدون والنقاد، هي قدرة كل من أوليفيا كولمان وساشا بارون كوهين على تحقيق "فوز مزدوج"، أي حصول كل منهما على جائزتين. كولمان سبق أن فازت 3 مرات بجوائز "غولدن غلوب" عن  مسلسل "ذا كراون" (2020)، "ذي فيفوريت" (2019)، و"ذا نايت ماناجر" (2017). هذا العام الممثلة البريطانية مرشحة لجائزتين عن مسلسل "ذا كراون" (أفضل ممثلة في مسلسل درامي)، وعن دورها في فيلم "الأب" (أفضل ممثلة في دور مساعد).

زميلها البريطاني، ساشا بارون كوهين، مرشح بدوره لجائزتين: أفضل ممثل في دور مساعد عن دوره في The Trial Of The Chicago 7، وأفضل ممثل في فيلم موسيقي أو كوميدي عن دوره في "بورات سابسيكوينت موفي فيلم".

النقطة الثالثة المهمة في حفل توزيع الجوائز، هي ترشيح أنتوني هوبكينز عن دوره في فيلم "الأب" (فئة أفضل ممثل في فيلم درامي). وفي حال فوزه سيكون أكبر الممثلين سناً الذي يحصل على هذه الجائزة، علماً أنه يبلغ 83 عاماً. وكان الممثل الشهير سبق أن رشّح 7 مرات لجوائز "غلودن غلوب" ولم يفز بأي واحدة منها، فهل يكسر هذا "النحس" هذه السنة؟

نقطة رابعة يجب انتظارها غداً: هل ينجح فيلم "ميناري" في الفوز بجائزة أفضل فيلم بلغة أجنبية، محققاً إنجازاً مماثلاً لفيلم "باراسايت" الذي فاز العام الماضي بجائزة أفضل، وليعود بعدها بأسابيع ويفوز بأوسكار أفضل فيلم؟ الشريط الذي يتناول قصة عائلة أميركية من أصل كوري تنتقل إلى الريف، من إخراج لي آيزاك شانغ.

أما النقطة الخامسة والأخيرة، هي قدرة المنظمين على إنجاح حفل هذا العام، وجذب المشاهدين، رغم المسرح الفارغ، خصوصاً أنه في هذه السنة سيتم تقديم الحفل من مدينتين مختلفيتن: لوس أنجليس، ونيويورك، وهو ما سيمنح ممثلين كثرين فرصة تقديم الجوائز بشكل شخصي وليس عبر الشاشة، حتى لو كان المرشحون غائبين. علماً أن مقدمتي الحفل الرئيسيتين ستكونان تينا فِي، وإيمي بولر.

 جمعية الصحافة الأجنبية في هوليوود (HFPA) مؤلفة من 90 عضواً يتحكمون في كل تفاصيل الجوائز: من المرشحين إلى الفائزين

جانب آخر تضيء عليه وكالة "فرانس برس"، وهي اللجنة التي تختار المرشحين والفائزين. فتسلّط الضوء على جمعية الصحافة الأجنبية في هوليوود (HFPA) المؤلفة من 90 عضواً. هؤلاء الأعضاء هم الذين يتحكمون في كل تفاصيل الجوائز: من المرشحين إلى الفائزين، علماً أن عددهم قليل جداً إذا ما قارناهم بالـ10 آلاف عضو المنضوين تحت لواء أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة التي توزّع جوائز أوسكار.

تأسست HFPA في أربعينيات القرن الماضي من قبل مجموعة صغيرة من الصحافيين الأجانب الذين أرادوا تحسين إمكانية وفرص وصولهم إلى هوليوود ونجومها.

طبعاً لا يمكن لأي صحافي أجنبي الانضمام إلى الجمعية، بل يجب بداية أن يعيش هذا الصحافي في جنوب كاليفورنيا، وأن يكون سبق وعمل على عدد من التقارير عن صناعة الأفلام لصالح مؤسسة إعلامية أجنبية لمدة أقلها 3 سنوات. والأهم أنه يجب على كل مرشّح أن يتمكّن من تأمين عضوين حاليين في الجمعية لدعم طلبه. وفور انضمامه إلى HFPA، يجب على الصحافي إنتاج أو كتابة ما لا يقل عن ستة مقالات أو مقاطع إذاعية سنويًا.

معظم أعضاء الجمعية هم مراسلون يعملون بانتظام لمؤسسات إعلامية معروفة، مثل "لو فيغارو" الفرنسية، أو "إل باييس" الإسبانية، أو "ديلي ميل" البريطانية.

 

العربي الجديد اللندنية في

27.02.2021

 
 
 
 
 

الجائحة تخفّف وهج الاحتفالات الباذخة خلال موسم جوائز هوليوود

(فرانس برس)

في العادة، تزخر الأسابيع التي تسبق موسم توزيع الجوائز في هوليوود بالسهرات الراقية وتمتلئ أجنحة الفنادق الفاخرة بمشاهير باحثين عن شراء هدايا فارهة من ماركات عالمية... غير أن سنة 2021 لا تشبه أي عام مضى بسبب جائحة كوفيد-19.

ويوضح المتخصص في الجوائز في مجلة "فاراييتي" المرجعية تيم غراي أن "أي استوديو يطرح فيلماً ينظم مجموعة من الأحداث ويدعو الناس للقاء فرق العمل في الفيلم". ويقول: "هذه الأفلام تصبح مرشحة أكثر جدية لأنها تثير انتباها أكبر"، لافتا إلى أنه لم يذهب إلى أي حدث من هذا النوع هذا العام.

وقد انتعشت آمال القطاع لفترة وجيزة بالعودة إلى الوضع الطبيعي، غير أن الازدياد المتسارع في إصابات كوفيد-19 في جنوب كاليفورنيا هذا الشتاء عطّل إمكان تنظيم سهرات للمشاهير وغيرها من التجمعات التي يلتقي فيها المشاهير والصحافيون وأعضاء لجان تحكيم الجوائز السينمائية.

استغنى القائمون على "غولدن غلوب" عن حفلة الجوائز التقليدية، وهي حدث سنوي بارز في هوليوود، واستعاضوا عنها بحدث افتراضي على أن يتلقى الفائزون جوائزهم في المنزل بسبب كوفيد-19

واضطر المتخصصون في التواصل إلى ابتداع صيغ مبتكرة بعيدا من الفنادق الفخمة في لوس أنجليس، مع تنظيم لقاءات ومقابلات افتراضية مع النجوم عبر الفيديو.

ويقول الخبير في مجلة "ّذا هوليوود ريبورتر" سكوت فينبرغ: "كنت متشددا للغاية وتفاديت المشاركة حضوريا في أي لقاء. وعليّ القول إن الاستوديوهات والقنوات التلفزيونية كانت متفهمة جدا. الجميع اضطروا للتكيف".

واضطر القائمون على جوائز غولدن غلوب إلى الاستغناء عن حفلة الجوائز التقليدية التي تشكل حدثا سنويا بارزا في هوليوود، والاستعاضة عنها بحدث افتراضي سيتلقى خلالها أكثرية الفائزين جوائزهم في المنزل.

ويقول يوجين ليفي نجم مسلسل "شيتز كريك" إن "الحياة تستمر على أفضل نحو ممكن... الحل الوحيد الممكن سيكون إلغاء كل شيء في ما سيبعث برسالة سيئة وسيكون أشبه برفع راية الاستسلام".

وستحافظ جوائز غولدن غلوب على أسلوبها الاعتيادي الخفيف الذي يتسم بعفوية أكبر مقارنة بالجدية التي تطبع حفلة الأوسكار. ويوضح فينبرغ: "سنرى على الأرجح بعض كؤوس المشروب وهو ما كنا لنشهد عليه فيما لو نُظمت حفلة الأوسكار عبر زوم"، إذ إن "حفلة غولدن غلوب تتمايز خصوصا بطابعها الخفيف".

ويُعرف عن أعضاء جمعية الصحافة الأجنبية في هوليوود، وهي الجهة المنظمة للحدث، ميلهم إلى تكريم النجوم حتى أن البعض يأخذ عليهم ما يعتبره تفضيلاً للنجومية على الموهبة في اختيار الفائزين بالجوائز.

لكن كيف سيكون المشهد من دون الحفلة الاعتيادية هذا العام وبغياب النجوم بملابس السهرة؟ يقول بيت هاموند من مجلة "ديدلاين" المتخصصة إن "النجوم لن يكونوا هذه المرة في قاعة بيفرلي هيلتون للحفلات هذه المرة (...) الناس الذين سيشاهدون ينتظرون مشاعر مختلفة أبعد من القول (آمل بأن يفوز مانك)". ويضيف: "أظن أن الجو سيكون قاتما. سيتعين عليهم بذل جهد كبير لتنظيم حفلة مسلية".

اضطر المتخصصون في التواصل إلى ابتداع صيغ مبتكرة بعيدا من الفنادق الفخمة في لوس أنجليس، مع تنظيم لقاءات ومقابلات افتراضية مع النجوم عبر الفيديو

ويبدو أن النجوم أنفسهم تكيفوا مع الوضع. وقد أوضحت أماندا سيفريد وهي المرشحة الأوفر حظا للفوز بجائزة أفضل ممثلة في دور ثانوي عن مسلسل "مانك"، للصحافيين أخيرا (عبر "زوم" طبعا) أنها تعتزم تمضية سهرة الأحد في متابعة حفلة غولدن غلوب من المنزل "مع جميع الأشخاص المهمين" في حياتها "بينهم كلبي".

وأوضح الممثل البريطاني نيكولاس هولت من ناحيته: "بما أن الحفلة تقام في عز الليل، سأكون على الأرجح في السرير مرتديا بزة رسمية من الأعلى وسروالا للنوم".

أما للساعين إلى خرق عالم هوليوود، فإن الوضع الراهن يضيّع عليهم فرصا كثيرة للفت الانتباه ومحاولة تعزيز حظوظهم المهنية. وتقول ناتالي دوبوا التي تنظم في العادة حفلات توزيع هدايا فاخرة في أجنحة الفنادق الفخمة قبيل حفلة غولدن غلوب "عندما نتحدث إليهم، نستطيع تلمس بعض المرارة". وقد اضطرت دوبوا هذا العام إلى الاستغناء عن المناسبات التقليدية التي يتلقى خلالها النجوم هدايا فاخرة ومجوهرات، والاستعاضة عنها بوضع الهدايا في صناديق سيارات المشاهير.

 

####

 

جوائز "غولدن غلوب" قد تكون ليلة للاحتفاء بالمُخرجات ولتكريس "نتفليكس" هوليوودياً

(فرانس برس)

قد تعوّض المفاجآت عن غياب البهرجة الاستعراضية في احتفال إعلان جوائز "غولدن غلوب" الذي يقام مساء الأحد بالصيغة الافتراضية بسبب جائحة كوفيد-19 ويمكن أن يشكل مناسبة للاحتفاء بالمُخرجات ولتكريس صعود "نتفليكس" في مجال الإنتاج السينمائي.

فمنصة الفيديو بحسب الطلب حققت رقماً قياسياً في الترشيحات، إذ استحوذت على 42 منها، وأعمالها تنافس على جوائز أهم الفئات وفي مقدّمها "أفضل فيلم درامي" التي تتضمن لائحة الترشيحات الخمسة اثنان من أشرطتها هما "ذي ترايل أوف ذي شيكاغو سفن" و"مانك".

لكنّ الحذر يبقى واجباً، إذ رغم حصولها على 34 ترشيحاً العام الفائت، لم تنجح "نتفليكس" في الفوز إلا بجائزتين، وأخفقت تالياً في فرض نفسها بين كبار هوليوود.

وتستحوذ جوائز "غولدن غلوب" على اهتمام كبير في أوساط السينما الأميركية ويسعى العاملون في هذا القطاع إلى الفوز بها. وهي قد تعزز حظوظ أبرز المرشحين لجوائز الأوسكار، لكنها أيضاً، وعلى العكس، قد تحبط آمالهم.

معظم النجوم الذين سيفوزون سيكتفون بتلقي جوائزهم افتراضياً من منازلهم

بالنسبة إلى نسخة 2019، كانت لدى لجنة التحكيم التابعة لجمعية الصحافة الأجنبية في هوليوود التي تمنح هذه الجوائز قدرة على الاستشراف: فقد فاز جميع الفائزين بجوائز غولدن غلوب في فئة السينما بجائزة أوسكار بعد بضعة أسابيع، باستثناء موسيقى الأفلام.

ويُعتبَر "ذي ترايل أوف ذي شيكاغو سفن" لأرون سوركين و"نومادلاند" للمخرجة الأميركية من أصل صيني كلويه جاو أبرز الأعمال المرشحة للفوز بجائزة أفضل فيلم، نظراً إلى أنهما يتناولان موضوعين ساخنين مطروحين بقوة راهناً.

ففيلم سوركين يتمحور في قمع الشرطة احتجاجات على حرب فيتنام شهدتها مدينة شيكاغو الأميركية عام 1968، في حين يشكّل "نومادلاند" تحية إلى "الهيبيز" المعاصرين، إذ يغوص في عالم "سكان المقطورات" الذين يجوبون الولايات المتحدة في مركباتهم القديمة.

وتوقع خبير الجوائز في مجلة "هوليود ريبورتر" سكوت فينبرغ أن "تنحصر المنافسة على الأرجح بين هذين الفيلمين". وأضاف "المفاجأة، إذا حصلت، فستكون من فيلم "بروميسينغ يونغ وومان" الذي لا يشبه أي شيء مما رأيناه أخيراً".

وإضافة إلى فيلم التشويق النسوي هذا، يخوض السباق إلى جائزة الأفلام الدرامية شريطا "ذي فاذر" الذي يتناول قصة عجوز يعاني الخرف من بطولة أنتوني هوبكنز، و"مانك"، وهو عمل بالأبيض والأسود للمخرج ديفيد فينشر، يغوص في العصر الذهبي لهوليوود من خلال متابعة إنجاز أورسن ويلز فيلم "سيتيزن كاين" الشهير.

أما في فئة أفضل مخرج، فوُصِفت كلويه جاو بأنها الأوفر حظاً بين المتنافسين على الجائزة، وبينهم امرأتان أخريان هما إيمرالد فينل (عن "بروميسينغ يونغ وومان") وريجينا كينغ (عن "وان نايت إن ميامي").

وحرص خبير الجوائز في مجلة "ديدلاين" المتخصصة بيت هاموند على أن يكون حذراً في توقعاته، إذ "سنرى كيف ستجري الأمور، ففي نهاية المطاف يمكن أن يفوز ديفيد فينشر أو آرون سوركين، الرجلان الأبيضان".

وحتى اليوم، لم تفز أي من النساء بهذه الجائزة، سوى باربرا سترايسند، إذ نالتها عن فيلمها الموسيقي "ينتل" عام 1984.

ولنجم "بلاك بانتر" الراحل تشادويك بوزمان الذي توفي في آب/أغسطس الفائت جرّاء إصابته بالسرطان فرصة جيدة للفوز بجائزة "غولدن غلوب" عن أدائه في فيلم "ما رينيز بلاك باتم"، وهو من إنتاج "نتفليكس" أيضاً. ورأى تيم غراي من مجلة "فراييتي" أنه "أفضل دور له، وبات معلوماً أنه كان يدرك أنه قد يكون آخر ظهور له، لذلك من الصعب مقاومة هذا الأمر".

أما الأبرز بين المرشحات للفوز بجائزة أفضل ممثلة فهي كاري موليغان عن أدائها في "بروميسينغ يونغ وومن"، وتؤدي فيه دور امرأة شابة تروي عطشها للانتقام من خلال ترددها على الحانات وتظاهرها بالسكر لدفع الرجال للكشف عن معاداتهم للنساء.

ومع ذلك، سوف تجد فرانسيس مكدورماند وفيولا ديفيس في "ماي ريني" في طريقها. أما منافستاها الرئيسيتان فهما فرانسس ماكدورماند عن "نومادلاند" وفايولا ديفيس عن "ما رينيز بلاك باتم".

تتميز جوائز "غولدن غلوب" بكونها تميز بين "الأفلام الدرامية" وتلك "الكوميدية" خلافاً للجوائز الأخرى كالأوسكار

وتتميّز جوائز "غولدن غلوب" بكونها تميز بين "الأفلام الدرامية" وتلك "الكوميدية"، خلافاً للجوائز الأخرى كالأوسكار. ومن أبرز الأفلام المرشحة في فئة الكوميديا "بورات 2" مع ساشا بارون كوهين في دور صحافي كازاخستاني، بالإضافة إلى الفيلم الكوميدي الموسيقي "هاميلتون".

كذلك رشح ساشا بارون كوهين في فئة أفضل ممثل في دور مساعد عن فيلم "ذي ترايل أوف ذي شيكاغو سفن".

وللمرة الأول في تاريخ "غولدن غلوب"، سيقام احتفال إعلان الجوائز في موقعين هما مكانه المعتاد أي فندق "بيفرلي هيلز" في كاليفورنيا، حيث تتولى تقديمه الممثلة إيمي بولر، وقاعة "رينبو روم" في نيويورك حيث ينضم إلى زميلتها تينا فاي عدد من المشاهير كمايكل دوغلاس وكاثرين زيتا جونز. إلا أن معظم النجوم الذين سيفوزون سيكتفون بتلقي جوائزهم افتراضياً من منازلهم.

 

####

 

قائمة الفائزين بجوائز "غولدن غلوب"

لوس أنجليس/ العربي الجديد

في ظلّ مشاكل تقنية كثيرة، وزّعت جمعية الصحافة الأجنبية في هوليوود (HFPA) جوائز "غولدن غلوب" في حفل افتراضي قدّمته تينا في، وإيمي بولر، مساء الأحد.

ومن أبرز الأفلام الفائزة في هذه الليلة فيلم "بورات سابسيكوينت موفي فيلم"، و"نومادلاند"، والفيلم الكوري الجنوبي "ميناري". بينما دخلت مخرجة "نومادلاند" كلوي جاو التاريخ بصفتها أول مخرجة من أصول آسيوية تفوز بجائزة أفضل مخرجة، وثاني امرأة تفوز بجائزة لإخراج في تاريخ "غولدن غلوب".

وفي ما يلي قائمة الفائزين في الفئات الرئيسية لجوائز "غولدن غلوب":

*أفضل فيلم درامي

"نومادلاند"

*أفضل مخرج

كلوي جاو عن "نومادلاند"

*أفضل سيناريو

آيرون سوركين "ذا ترايل أوف ذا شيكاغو سفن"

*أفضل ممثل في فيلم درامي تشادويك بوزمان في "ما رينيز بلاك باتم"

*أفضل ممثلة في فيلم درامي

أندرا داي في "ذي يونايتد ستايتس فرسس بيلي هوليداي"

*أفضل ممثل في دور مساعد

دانيال كالوا في "جوداس أند ذا بلاك ميسيّاه"

*أفضل ممثلة في دور مساعد

جودي فوستر في "ذي موريشن"

*أفضل فيلم موسيقي أو كوميدي

"بورات سابسيكوينت موفي فيلم"

*أفضل ممثل في فيلم موسيقي أو كوميدي

ساشا بارون كوهين في "بورات سابسيكوينت موفي فيلم"

*أفضل ممثلة في فيلم موسيقي أو كوميدي

روزاموند بايك في "آي كير إيه لات"

*أفضل فيلم بلغة أجنبية

"ميناري"

*أفضل فيلم تحريك

"سول"

*أفضل مسلسل تلفزيوني درامي

"ذياكراون"

*أفضل ممثل في مسلسل درامي

جوش أوكونور في "ذا كراون"

*أفضل ممثلة في مسلسل درامي

إيما كورين في "ذا كراون"

*أفضل مسلسل موسيقي أو كوميدي

"شيتس كريك"

*أفضل ممثل في مسلسل موسيقي أو كوميدي

جايسن سوديكيس في "تد لاسو"

*أفضل ممثلة في مسلسل موسيقي أو كوميدي

كاثرين أوهارا في "شيتس كريك"

*أفضل فيلم تلفزيوني أو مسلسل قصير

"ذا كوينز غامبيت"

*أفضل ممثل في فيلم تلفزيوني أو مسلسل قصير

مارك رافالو في "أي نو ذا ماتش إيز ترو"

*أفضل ممثلة في فيلم تلفزيوني أو مسلسل قصير

أنا تايلور-جوي في "ذا كوينز غامبيت"

 

العربي الجديد اللندنية في

28.02.2021

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004