ملفات خاصة

 
 
 

صراع عربي على «أوسكار أفضل فيلم دولي»!

بقلم: مجدي الطيب

جوائز الأكاديمية الأمريكية للفيلم

الدورة الثالثة والتسعون

   
 
 
 
 
 
 

اليوم تُعلن «القائمة المُختصرة» فهل تصمد أفلام فلسطين والأردن ومصر وتونس والمغرب ولبنان أم تنتصر الأكاديمية للسينما السودانية فقط ؟

• «داعش» تُزيد أسهم «مفاتيح مكسورة» و«الرجل الذي باع ظهره» .. وجدار العزل العنصري يُثير الخوف على مصير الأردني «200 متر» !

جاء الإعلان عن قائمة الأفلام الروائية الطويلة، التي تقدمت بها 93 دولة، ورأت أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة، أنها مؤهلة للنظر فيها، ومن ثم المشاركة في الجولة التمهيدية، والتصويت عليها، وصولاً إلى القائمة المُختصرة، التي قرر مجلس إدارة الأكاديمية توسيعها من 10 إلى 15 فيلمًا، تمهيداُ لإعلانها اليوم الثلاثاء، ليُغلق الباب أمام الشائعات، التي أثيرت حول إلغاء حفل توزيع جوائز الأوسكار رقم 93؛ حيث أكدت مصادر داخل الأكاديمية أن الحفل سيقام في الخامس والعشرين من أبريل المُقبل، بدلاً من موعده الثابث في الثامن والعشرين من فبراير، على مسرح دولبي الشهير، في مدينة لوس أنجلوس الأمريكية، والذى يتسع لما يقرب من 3400 مقعد وضيف.

وفي تعريفها للفيلم المؤهل للمنافسة، في فئة الأفلام الروائية الدولية، التي تتنافس على جائزة «أوسكار أفضل فيلم دولي»، وهي التسمية الجديدة لفئة «أفضل فيلم أجنبي»، قالت أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة إنه «الفيلم الروائي الطويل (أكثر من 40 دقيقة)، الذي يتم إنتاجه خارج الولايات المتحدة، بمسار حوار غير إنجليزي في الغالب (أكثر من 50٪)»، ولفتت الأكاديمية إلى أنها المرة الأولى التي تشهد المسابقة مشاركة مملكة ليسوتو ودولتي السودان وسورينام، ووصفتهم ب «الوافدين» !

هنا «داعش» !

جاءت المشاركة العربية، في مسابقة «الأوسكار»، هذا العام، كبيرة، ومتنوعة، الأمر الذي يشي بأن المنافسة ستحتدم بينها، في حال وصولها إلى «القائمة المُختصرة»، قبل أن تحتدم مع غيرها من الأفلام العالمية؛ فإضافة إلى السينما المصرية، التي يمثلها فيلم «لما بنتولد» (110 دقيقة)، إخراج تامر عزت، عن سيناريو كتبته نادين شمس (لكل منا حياة تؤثر فيها النشأة، المعتقدات، الثقافة، والطموح، يُشكل مسيرة ثلاث شخصيات، يدهسها الواقع، فتواجهه أملاً في الخلاص من قيوده، من دون تنازل، وبحثاً عن أفضل الخيارات التي تُحقق طموحهم، وتُجنبهم خسارة أعز الناس لديهم) تُراهن السينما التونسية على «الرجل الذي باع ظهره» (تونس / 104 دقيقة)، سيناريو وإخراج كوثر بن هنية (الشاب السوري، ابن مدينة الرقة، الذي أجبرته الأوضاع غير المستقرة في وطنه، إلى النزوح إلى لبنان، وعانى البطالة، والحلم المُجض بالارتباط بحبيبته، فما كان منه سوى أن باع جلده .. ونفسه، وصار سلعة يتداولها الناس)، وإذا كانت «داعش» قد شكلت جزءاً من اهتمام المخرجة التونسية، فإنها كانت الشاغل الأكبر بالنسبة للمخرج اللبناني جيمي كيروز في فيلمه «مفاتيح مكسورة» ( 110 دقيقة)، الذي كتب له السيناريو مع إيلي فومبي (عازف بيانو في مكان ما بالأراضي العراقية والسورية، التي احتلها إرهابيو «داعش»، الذين حظروا أشكال الترفيه، وعلى رأسها الموسيقى، وعندما تحطم البيانو الخاص به، فشل في إصلاحه، لأن التنظيم حرم الموسيقى، واتجه تفكيره إلى بيعه، من أجل تدبير المال اللازم للهرب إلى أوروبا ليصبح موسيقياً). أما السينما المغربية فيمثلها في مسابقة «أوسكار أفضل فيلم دولي» فيلم «معجزة القديس المجهول» (100 دقيقة)، إخراج علاء الدين الجم، الذي اختار الكوميديا السوداء كمدخل للحديث عن الواقع القاس للحياة في قرى المغرب، والأوضاع المتباينة، والتابوهات المجتمعية (لص يفر من ملاحقة الشرطة، عقب سرقة بعض المال، ويقوم بدفنه في مكان آمن بمنطقة صحراوية، بعد ما بناه على شكل قبر، وبعد القبض عليه، ثم خروجه من السجن، يكتشف أن "القبر" تحول إلى ضريح لقديس مجهول).

أكثر من حصان أسود

حتى لحظة كتابة هذه السطور، لم تكن أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة، قد أعلنت «القائمة المُختصرة» للأفلام، التي تُصارع للفوز بأوسكار «أفضل فيلم دولي»، لكن الأمر المؤكد أن الفيلم السوداني الطويل «ستموت في العشرين» (103 دقيقة)، إخراج أمجد أبو العلا، الذي كتب السيناريو مع يوسف إبراهيم (في قرية ذات توجه صوفي، يتنبأ شيخ صوفي بأن «مُزمل» سيموت في سن العشرين، ويتكدر والده، ويرحل عن القرية، بينما تُفرط الأم «سكينة» في العناية به، وحمايته، حتى يبلغ التاسعة عشرة من عمره)، سيمثل نقطة تحول تاريخية، للسينما السودانية العريقة، التي شهدت تأسيس أول وحدة لإنتاج الأفلام عام 1949، وعقب استقلال السودان عام 1956، وصل عدد دور العرض إلى 30 داراً، وبعد ثورة 25 مايو 1969، تم تدشين مؤسسة الدولة للسينما، ورغم التأميم وصل عدد دور العرض إلى 55 داراً، بالإضافة إلى سيارة سينما، ووحدتين للوسائل السمعية البصرية، إلا أن إنتاج المؤسسة اقتصر على السينما التسجيلية دون الروائية، ومع ظهور جيل السينمائين السودانين الشباب؛ مثل أمجد أبو العلا وصهيب قسم الباري، وتصدرهم منصات توزيع الجوائز في المهرجانات العالمية، ومشاركة السينما السودانية، لأول مرة، في مسابقة «الأوسكار»، بدا وكأن السينما التي تعثرت طويلاً، تنفض عن نفسها غبار وتراب السنين، وهو حال السينما الفلسطينية، التي تتواجد في مسابقة «أوسكار أفضل فيلم دولي»، بفيلم «غزة مونامور» (87 دقيقة)، الذي شارك الشقيقان عرب وطرزان ناصر، في كتابته، وإخراجه، ليقدما فيلماً إنسانياً، رقيقاً، لا يخلو من شجن، ولا تلمح فيه، باستثناء مشهد واحد ساخر، ذرة سياسة، أو مسحة خطابة ( الصياد الستيني «عيسى»، الذي يعثر على تمثال في البحر، يكون سبباً في ملاحقة الأمن الفاسد، والمرتشي، له، لكنه يعيش على أمل أن تحبه «سهام»، التي تحيك ملابس النساء في السوق).

الجدار العازل .. وبوكو حرام

منافسة حامية بالفعل؛ خصوصاً بعد دخول السينما الأردنية، والسعودية، السباق؛ بفيليمين ربما يكون لهما تقديراً لدى المُحكمين؛ أولهما الأردني «200 متر» (96 دقيقة)، سيناريو وإخراج أمين نايفة، الذي يتناول قضية غاية في الحساسية لدى الأكاديمية (الأب الفلسطيني المحروم من زوجته، وأولاده، بسبب الجدار العازل، الذي مزق شمل الفلسطينيين)، بينما يتخذ الفيلم السعودي «الموازين» (74 دقيقة)، الذي كان يحمل في السابق عنوان «سيدة البحر»، تأليف وإخراج شهد أمين، من الفولكلور ذريعة للتنديد بالسلطة الأبوية، والمجتمع الذكوري، الذي لا يعترف بالمرأة («حياة» - لاحظ الإسم - فتاة قوية الشخصية، والإرادة، تعيش في قرية صيد فقيرة، ترفض الانصياع للتقاليد السائدة التي تأمر كل أم بالتضحية بواحد من أطفالها لمخلوقات بحرية غامضة، ومتوحشة، ما يُعرضها لعقاب مجتمعي، وأسري).

بالطبع لا تنحصر المنافسة في السينما العربية، لكنها تطول سينمات أخرى، أهمها بالنسبة لنا السينما الأفريقية، والآسيوية، التي تسعى لتقديم نفسها، بقوة، كما فعلت السينما السنغالية؛ عبر فيلم «والد نافي» (108 دقيقة)، سيناريو وإخراج مامادو ديا، الذي يرصد، بوعي، كيف ينجرف مجتمع صغير ببطء نحو التطرف (صراع بين إمام مسجد مستنير، وشقيقه المرتبط بجماعات متطرفة، ومرشح لمنصب عمدة بلدة صغيرة في شمال شرق السنغال، بسبب رغبة ابن صاحب المال والنفوذ في الاقتران بإبنة عمه «نافي»، قبل أن يتضح أنه صراع ديني وأيديولوجي؛ يُدرك رجل الدين المعتدل خلاله أن شقيقه يسعى لنشر الفكر الإسلامي المتطرف، لإخضاع البلدة لسيطرته بنفوذ المال والترهيب)؛ فالمخرج السنغالي يسلط الضوء، بجرأة، على قدرة نفوذ المال المقترن بالإرهاب، على تغيير معالم الحياة، في بقعة نائية، وتقديم نسختين مختلفتين من الإسلام. ويبدو أن قضية التطرف الديني، تمثل هاجساً لدى مخرجي القارة السمراء؛ بدليل فيلم « The Milkmaid» (نيجيريا / 2020 / 136 دقيقة)، تأليف وإنتاج وإخراج ديزموند أوفبياجل، الذي يفضح تغلغل الجماعات المتطرفة، في في جنوب الصحراء الكبرى، (تعيش «عائشة» المعتدلة مع والدتها وشقيقتها «زينب»، التي تتعرض للاختطاف على يد جماعة «بوكو حرام»، المتطرفة، ما يجبرها على مواجهة المتطرفين الدينيين، في محاولة لتحديد مكان أختها المفقودة). أما فيلم «Toorbos» (جنوب أفريقيا / 2019 / 120 دقيقة)، إخراج رينيه فان روين، فيتناول ظاهرة اقتلاع سكان آخر غابة في جنوب أفريقيا، في ثلاثينيات القرن العشرين.

غير أن أطرف ما كشفت عنه القائمة المُطولة للأفلام المرشحة لأوسكار «أفضل فيلم دولي»، أنها تضمنت فيلم رعب ماليزي بعنوان «روح» (83 دقيقة)، إخراج وكتابة الأمير إزوان (تنقلب أحوال عائلة عندما تخبرهم فتاة صغيرة غريبة برسالة أو نبوءة مخيفة مفادها أنهم جميعًا سيموتون بحلول اكتمال القمر) .

 

جريدة القاهرة في

09.01.2021

 
 
 
 
 

أبطال فيلم «يهودا والمسيح الأسود» يكشفون لـ«القدس العربي»

كيف تخترق «أف بي آي» المنظمات وتدمرها من الداخل

حسام عاصي

لوس أنجليس – «القدس العربي» : أطلقت شبكة نتفليكس نهاية العام الماضي فيلم «محاكمة السبعة في شيكاغو» حيث طرح أحداث محاكمة سبعة من قياديي الحركات المناهضة لحرب فيتنام، الذين اتهموا بالتحريض على العنف ضد الشرطة، خلال مؤتمر الحزب الديمقراطي، للتصديق على مرشحهم في الانتخابات الرئاسية عام 1968.

تلك التهم وجهت أيضاً لزعيم حزب «الفهود السود» بوبي سيل، رغم أنه لم يكن موجوداً في شيكاغو عند وقوع تلك الأحداث. آنذاك ساعده في الدفاع عن نفسه في المحكمة نائبه، رئيس فرع «الفهود السود» في شيكاغو، ابن الـ 21 عاماً فريد هامتون.

وفي أحد مشاهد المحكمة منتصف الفيلم، يستشيط سيل غضباً عندما يُعلن عن مقتل هامتون خلال اشتباكات مسلحة مع عناصر من مكتب التحقيقات الفدرالية (أف بي آي) حسب تقارير الصحف، التي صرحت أن قوة تكتيكية تابعة لـ«أف بي آي» داهمت شقته فجر الرابع من ديسمبر/كانون الأول عام 1969 وتعرضت لإطلاق نار منه وزملائه، فقتلته وقتلت أحد رفاقه، واعتقلت الآخرين، الذين أصيب العديد منهم بجراح خطيرة.

لكن «الفهود السود» أنكروا ادعاء «أف بي آي» والشرطة، مؤكدين أن ثمانين طلقة أُطلقت عليهم، بينما لم يُطلق من جانبهم إلا طلقة واحدة، وأن هامتون قُتل بطلقتين في رأسه، بينما كان نائماً بجانب زوجته الحامل.

ورغم أن تحقيقات مستقلة أثبتت طرح «الفهود السود» إلا أن المحكمة أدانت زملاء هامتون الناجين بإطلاق النار على رجال الأمن، وحكمت عليهم بالسجن.

تواطؤ مكتب «أف بي آي»

لكن تم إطلاق سراحهم عندما كشفت وثائق سرية، سُرقت من مكتب «أف بي آي» في بنسلفانيا، أن الجهاز جند لصاً لمساعدته في الوصول الى هامتون وتخديره وحراسه قبل مداهمة شقته، وبناء على تلك الوثائق يتابع فيلم «يهودا والمسيح الأسود» أحداث عملية اغتيال هامتون، الذي يجسده البريطاني، دانييل كالويا، على يد «أف بي آي».

«كلما تحدثت إلى أحد من شيكاغو خلال تحضيري للدور كانوا يذكرونه بأسمى درجات التقدير، وما زال حضوره ماثلاً فيهم حتى الآن» يعلق كالويا.

ولد هامتون في ضواحي شيكاغو عام 1948، وبعد تخرجه من المدرسة الثانوية بمرتبة الشرف عام 1966، درس القانون ليستخدمه كوسيلة دفاع ضد الشرطة.

وفي الوقت نفسه أصبح ناشطاً في الجمعية الوطنية للنهوض بالملونين، حيث أظهر قدرات قيادية فطرية، ما أسهم في حشد الآلاف من الشباب من أجل تحقيق تغيير اجتماعي من خلال التنظيم المجتمعي والنشاط السلمي. «دافعه كان حبه للناس» يعلق كالويا. «وهذا يبين أن من كان له مثل هذا الحب الكبير والعميق يمكنه فعل أي شيء وفي أي سن كان.»

لكن تدريجياً صار هامتون ينجذب الى نهج حزب «الفهود السود» الذي نشأ في ظل عجز منظمات الحقوق المدنية عن تحسين وضع السود الإقتصادي والاجتماعي والسياسي في الولايات المتحدة، وحمايتهم من عنف الشرطة، التي قتلت المئات منهم. وقد استلهم الحزب نهجه من الزعيم المسلم مالكولم أكس، الذي لم ينبذ استخدام العنف في الدفاع عن السود.

فحمل أعضاؤه السلاح وتصدوا للشرطة في معارك دموية، وهو ما جعله في نظر البيض، حزباً إرهابيا. واستهدفه «أف بي آي» في حملة شرسة لتدميره وتصفية أعضائه من خلال مشروع «كوينتليبرو» السري، الذي هدف لمراقبة واختراق وتشويه سمعة المنظمات السياسية والتحري عنها.

«أمريكا كثقافة هي أفضل من قام بالدعاية التحريضية» يقول مخرج الفيلم شاكا كينغ «الفكرة التي صُوّرت أنها منارة الاستقامة الأخلاقية، التي يجب على العالم أن يتعلم منها، بينما يوجد تمييز عنصري فيها وتمكنوا من إقناع الناس أنني كأسود أمثل الخطر. وعندما لم يتمكنوا من إقناع الناس بذلك قتلوا وأمعنوا في القتل.»
وفي عام 1968، انضم هامتون للحزب، وبعد تسلمه زمام رئاسته في العام نفسه، نجح في توحيد جميع حركات وعصابات الملونين، تحت شعار واحد. وأسس حركة «اتحاد الرينبو». لكن فعاليات حركته لم تقتصر على التصدي للشرطة، بل ضمت خدمات صحية وتربوية وثقافية في حارات الملونين وتقديم وجبات فطور للأطفال، ما أثار مخاوف رئيس «أف بي آي» جاي إدغار هوفر، الذي وصفه بـ»المسيح الأسود» وكلف أحد عملائه وهو روي ميتشل، بتصفيته. «قبل ظهور الإنترنت لم نكن نعرف كل هذه المعلومات» يقول كينغ «كل ما كنا نسمعه عن الفهود السود كان مصدره «أف بي آي» وما تنشره الصحف.»

التدمير من الداخل

من أجل اختراق الحزب والوصول الى هامتون، يجند روي لصاً أسود يدعى ويليام أونيل، للعمل لصالحه مقابل إعفائه من السجن بعد أن قبض عليه وبحوزته بطاقة ضابط أف بي آي مزيفة.

«كل حركات السود تم اختراقها من قبل الإستخبارات الأمريكية في الستينيات بهذه الطريقة من أجل تقويض طموحاتها» يقول لاكيث ستانفيلد، الذي يجسد دور أونيل «بالنسبة لي كان صعباً تقمص شخصية أونيل، نظراً لمشاعري تجاهه. لكن دأبت على معالجة تلك المشاعر وتخطيها، لأن المسألة لا تتعلق بي ولا بمشاعري إزاء ما يقوم به، بل هي أن أقوم بسرد القصة بصدق وشفافية.» ينضم أونيل لـ«الفهود السود» وسرعان ما يحظى بثقة هامتون، الذي يعينه رئيساً للأمن. فيأمره روي باستغلال المنصب لإثارة الفتن داخل الحزب وارتكاب جرائم باسمه، من أجل تلطيخ سمعته وتبرير استهداف «أف بي آي» له.

«في ذورة نشاط الحزب كان شائعاً أن تجد في صفوفه من لا يمثلون مبادئه» يقول ستانفيلد «كان منهم مثيرو شغب زرعتهم الحكومة لكي ينفذوا أنشطة إجرامية من أجل إظهار الحزب كمنظمة إجرامية.

هامبتون كان في العشرين من العمر ورفاقه كانوا شباباً مراهقين، ممن لم تكن لديهم أدنى فكرة أن الحكومة تركز أبصارها عليهم لتتحرى عن نشاطهم في حركة حقوق مدنية. في اعتقادي أنهم كانوا مرتبكين. من الواضح أنهم كانوا يجهلون مقدار الرقابة الذي سلطت عليهم، فكانوا يرحبون بكل من كان مندفعاً في قضية خدمة الشعب والدفاع عنه. في ذلك الوقت كان أمراً عصياً الكشف عن دوافع المنتسبين الخفية. وكان شريط الأحداث سريعاً ما جعل أمر التمييز عسيرا.»

الفيلم لا يقدم أونيل كشرير، بل كضحية لابتزاز السلطة، التي تعرض لها كثيرون غيره من الأمريكيين السود، ودفعتهم الى خيانة قياداتهم وارتكاب جرائم بحقهم. فكثير من الزعماء السود، مثل مالكوم أكس، قتلوا برصاص ذويهم الذين جندوا على يد السلطات.

«رغم أن طموحه كان مختلفاً، أونيل ربما لم ينج من وقع حقيقة كلمات هامتون عليه، لأنه كان يتفوه بالحق مثل المسيح في الإنجيل ولهذا أريق دمه. فاجتاحه صراع بين إحساسه وواجب تأدية ما تبتغيه مهمته. كان هناك صراع داخلي وأردت أن أسعى إلى إشهار ذلك بالقدر الذي أستطيع.»

فعلاً، في عام 1990، عبر أونيل عن شعوره بالندم حيال ما ارتكبه بحق هامتون في لقاء صحافي قبل أن يقدم على الإنتحار. ذلك اللقاء ساعد ستانفيلد في فهم شخصية اونيل والتماهي معه. «أدركت أن الأمر كان أعمق مما نراه» يعلق ستانفيلد. «لم يكن مجرد واش أو شخصاً سيئاً.» بعد مرور أكثر من عقد على مقتل هامتون، توصلت السلطات الأمريكية إلى تسوية مع عائلته والضحايا الآخرين ودفعت لهم تعويضات قدرها مليون وثمانمئة وخمسين ألف دولار، لكنها رفضت الاعتراف بالذنب، مصرة على أن هامتون كان إرهابيا وخطرا على أمن الدولة، مستندة الى خطاباته التي كان يناشد فيها جمهوره بقتل الخنازير البيض. لكن كالويا يرفض هذا التبرير.

«قتلوه لأنه كان أسود، وكان يؤمن بمؤهلاته ويؤمن بشعبه وبتحرير شعبه» يعلق كالويا «قد يكونون تمكّنوا من الارتكاء على تلك الحجة، وقد فعلوا. ولكني أتساءل عن سبب استخدامهم لتلك العبارة كمبرّر وهو كان تحت أنظارهم. فلطالما تنصتوا عليه وراقبوه وهو لم يتجاوز بعد عقده الثاني. أشعر أن قدرته على توحيد الناس حوله هو ما شكل الحد الفاصل وليس ما قاله أو فعله.»

فعلاً، بعد اغتيال هامتون، توقفت الأنشطة الاجتماعية والتربوية في حارات السود في شيكاغو، وحل محلها معاركُ دمويةٌ بين عصابات تجارة المخدرات للسيطرة عليها، ما زالت مشتعلة إلى يومنا هذا.

أما دانييل كالويا، فقد نال مؤخراً ترشيحين لجوائز الـ»غولدن غلوب» ونقابة الممثلين لأفضل أداء عن تجسيده دور هامتون، ويتوقع أن يرشح أيضا للأوسكار.

 

القدس العربي اللندنية في

10.02.2021

 
 
 
 
 

إيمان كمال تكتب:

معركة «لما بنتولد» فى الأوسكار

مع الإعلان عن الأفلام السينمائية التى تمثل دولاً عربية مختلفة فى مسابقة الأوسكار 93 لأفضل فيلم أجنبى فى الدورة التى تم ترحيلها لتكون فى الخامس والعشرين من أبريل بدلا من شهر فبراير بسبب فيروس كورونا، شعرت بالإشفاق على فيلم «لما بنتولد» والذى تم اختياره ليمثل مصر كونه الأفضل فى ظل عدم وجود خيار آخر أفضل منه، وعلى الرغم من جودة الفيلم الذى أخرجه تامر عزت ومن تأليف نادين شمس وإنتاج معتز عبدالوهاب، وهنا لا أقلل إطلاقا من قيمة العمل، لكن على الجانب الآخر هناك أفلام عربية قوية استطاعت أن تحقق نجاحات عالمية مثل فيلم «ستموت فى العشرين» والذى وضع مخرجه السودانى أمجد أبو العلا كواحد من المخرجين الواعدين فى إفريقيا، والفيلم حصل على جائزة أسد فينسيا ونجمة الجونة الذهبية، كما حصل على العديد من الجوائز والإشادات عالميا.

ويطرح الفيلم سيطرة فكرة الموت على إحدى القرى شبه المعزولة فى السودان وسلطة علماء الدين القوية عليها، وسطوة العادات والتقاليد فى تشكيل طبيعة البشر فى تلك القرية، وعلى النقيض نرى الطبيعة الساحرة، فيصبح البطل «مزمل» هو النموذج الذى يسير على النقيضين والذى يخاف من أن تنتهى حياته بعد نبوءة وفاته فى العشرين من العمر، ورغبته القوية فى الحياة.

المفارقة أيضا هو وجود فيلمين عن القضية الفلسطينية، الأول يمثل الأردن وهو فيلم «200 متر» للمخرج أمين نايفة، والذى اختار أن يتناول القضية بشكل إنسانى بعيدا عن الشعارات السياسية من خلال بطل الفيلم الذى يحول بينه وبين عائلته جدار عازل، فنعيش مع البطل معاناته ومحاولاته للوصول لابنه بعد دخوله المستشفى، فالمخرج اختار أن يعبر عن الوجع الفلسطينى هذه المرة ببُعد إنسانى، بعيدا عن الأفلام التى تتناول القضية بشكل نمطى، كما برع الممثل على سليمان فى تجسيد الشخصية، ويمثل فلسطين فيلم «غزة مونامور» من إخراج الأخوان ناصر، والذى يتطرق أيضا لمعاناة الشعب الفلسطينى بشكل مختلف من خلال الحياة اليومية تحت الحصار فى قطاع غزة، كل ذلك من خلال قصة حب بين البطل وجارته، ويحمل الفيلم العديد من الإسقاطات السياسية لكن بطريقة هزلية.

وتنافس المخرجة التونسية كوثر بن هنية بفيلمها «الرجل الذى باع ظهره» والذى رصدت من خلاله المعاناة السورية بعد الحرب وإجبار السوريين على ترك وطنهم من أجل الحفاظ على حياتهم، من خلال الشاب سام الذى يعيش فى لبنان ويحاول الانتقال إلى أوروبا من أجل لقاء حبيبته فلا يجد وسيلة إلا أن يقبل أن يتحول جسده إلى عمل فنى حى، ومن هنا يحصل على تأشيرة للسفر.

حصل الفيلم على العديد من الجوائز من مهرجان فينسيا السينمائى ومهرجان السينما المتوسطية بمدينة باستيا الفرنسية، ومهرجان الجونة السينمائى، وتشارك فى بطولته الممثلة العالمية مونيكا بيلوتشى والممثلان السوريان يحيى مهاينى وديا إليان.

معاناة مختلفة وقضية مختلفة فى فيلم «مفاتيح مكسرة» والذى يمثل لبنان، والذى يتناول معاناة الحرب والتطرف من خلال موسيقى سورى يعيش فى قرية منكوبة فى بلده ويحاول الخروج منها ولا يجد وسيلة إلا أن يبيع البيانو الخاص به،، لكنه يعانى بسبب وجود قوى متشددة بدأت تمنع الموسيقى، فيوقعه حبه للموسيقى فى حيرة، فهو غير قادر على العزف، وغير قادر أيضا على مغادرة المنطقة المنكوبة التى يعيش فيها، والفيلم إخراج جيمى كيروز وبطولة عادل كريم وبديع أبوشقرا.

وأفلام أخرى تمثل الوطن العربى فى «الأوسكار» استطاعت أن تحقق صدى عالمى ليس فقط بالقضية والفكرة المتناولة لكن أيضا بالإبداع فى التصوير والإخراج والعناصر الفنية المميزة، وهو ما جعلنى اشعر بالشفقة والغيرة على السينما المصرية التى أتمنى أن تعود للريادة كما كانت، وتقدم أفلاما تستحق المنافسة ليس لأنها أفضل المتاح لكن لأنها بالفعل «الأفضل».

emankimo1937@gmail.com

 

بوابة الفجر المصرية في

10.02.2021

 
 
 
 
 

الفيلم التونسي "الرجل الذي باع ظهره" في القائمة القصيرة لـ"أوسكار" 2021

(رويترز)

أعلنت "أكاديمية فنون وعلوم السينما" الأميركية المانحة لجوائز "أوسكار"، يوم الثلاثاء، القائمة القصيرة للأفلام المتنافسة على جائزة أفضل فيلم أجنبي، وضمت 15 فيلماً من بينها "الرجل الذي باع ظهره" للمخرجة التونسية كوثر بن هنية، وإنتاج Tanit Films وميتافورا للإنتاج.

وكتبت المخرجة عبر "فيسبوك" باللغة الإنكليزية: "نعم فعلناها... وصلنا إلى القائمة المختصرة لـ(أوسكار) 2021. شكراً لكل من أحب (الرجل الذي باع ظهره)".

الفيلم بطولة السوري يحيى مهايني والفرنسية ديا ليان والبلجيكي كوين دي باو والإيطالية مونيكا بيلوتشي، وشارك خلال عام 2020 في مهرجانات سينمائية عدة، سواء التي أقيمت على أرض الواقع أو افتراضياً، ومنها "مهرجان البندقية السينمائي" في إيطاليا و"مهرجان الجونة" في مصر.

يتناول الفيلم قصة مهاجر سوري غادر بلده هرباً من الحرب إلى لبنان على أمل السفر منه إلى أوروبا حيث تعيش الفتاة التي يحبها، وفي سبيل ذلك يقبل أن يرسم له أحد أشهر الفنانين المعاصرين وشماً على ظهره، ليتحول جسده إلى تحفة فنية، لكنه يدرك لاحقاً أنه فقد حريته مجدداً بسبب قراره.

ويتنافس الفيلم التونسي في القائمة المختصرة مع أفلام، من إيران وفرنسا ورومانيا والنرويج وتايوان وهونغ كونغ وروسيا وساحل العاج وتشيلي والمكسيك وغواتيمالا وجمهورية التشيك والبوسنة.

يقام حفل توزيع الدورة الـ93 لجوائر "أوسكار" يوم 25 إبريل/نيسان في مدينة لوس أنجليس، ويبث عالمياً عبر شبكة "إيه بي سي" التلفزيونية.

 

العربي الجديد اللندنية في

10.02.2021

 
 
 
 
 

الفيلم التونسي «الرجل الذي باع ظهره» يتنافس على جائزة أوسكار

كتب: حاتم سعيد حسن

أعلنت أكاديمية فنون وعلوم السينما الأمريكية المانحة لجائزة الأوسكار القائمة المختصرة للأفلام التي تتنافس على جائزة أفضل فيلم ناطق بلغة أجنبية والتي ضمت 15 فيلما وجاء من بينها الفيلم التونسي «الرجل الذي باع ظهره» للمخرجة التونسية كوثر بن هنية

وأعلنت المخرجة التونسية عبر صفحتها بـ«فيسبوك»: «نعم فعلناها.. وصلنا للقائمة المختصرة للأوسكار 2021، شكرا لكل من أحب الرجل الذي باع ظهره»، وفقًا لـ«سكاي نيوز عربية».

يذكر أن فيلم «الرجل الذي باع ظهره» عالميًا لأول مرة في الدورة الـ77 لمهرجان فينيسيا السينمائي، كما تم عرضه في افتتاح مهرجان الجونة السينمائي في دورته الماضية.

وقالت المخرجة كوثر بن هنية، إن قصة الفيلم استوحتها من قصة حقيقية لفنان رسم لوحة للعذراء مريم علي ظهر رجل سويدي، وأنها شاهدت هذا العمل الفني وتأثرت به بشكل كبير وظل في خيالها تلك الفكرة ومدي تأثرها به، وأضافت «بن هنية»، خلال المؤتمر الصحفي الذي أقيم لها ضمن فعاليات مهرجان الجونة في دورته السابقة، أن الفكرة تبلورت نتيجة وجود سوريين حولها وبالتالي تنبهت لأن فكرة الرجل الذي باع ظهره من الممكن أن تكون لشاب سوري، وبدأت الفكرة.

وأوضحت أنها اختارت بطل الفيلم يحيى مهايني بعد عمل اختبارات كثيرة للممثلين واستقرت في النهاية على يحيي، مشيرة إلى أن يحيي تطلب منه أن يتحدث الإنجليزية بلكنة عربية، لأنه في الفيلم سوري وتدور باقي أحداث الفيلم في بلجيكا وبالتالي يجب أن يتكلم الإنجليزية.

 

الوطن المصرية في

10.02.2021

 
 
 
 
 

حفل جوائز "أوسكار" سيُبث على الهواء مباشرة في أبريل من عدة مواقع

(رويترز، العربي الجديد)

أعلن منظمو حفل جوائز "أوسكار"، أمس الأربعاء، أن الحفل الذي سيقام في أبريل/ نيسان سيكون بالحضور الشخصي وسيُبث على الهواء مباشرة من عدة مواقع.

وقال متحدث باسم أكاديمية علوم وفنون السينما الأميركية التي تنظم حفل جوائز "أوسكار" في بيان "من أجل تنظيم عرض بالحضور الشخصي كما يرغب جمهورنا العالمي في مشاهدته، مع التكيف مع متطلبات الجائحة، سيُبث الحفل مباشرة من مواقع عديدة، ومنها مسرح دولبي الشهير".

والعام الماضي، أعلن منظمو حفل الأوسكار أن المخرج ستيفن سودربرغ المعروف خصوصا بفيلمه "كونتايجن" سيشرف على النسخة المقبلة من أبرز حدث سينمائي في الولايات المتحدة والذي تأثر جراء تبعات جائحة كوفيد-19.

وقد تسبب وباء كوفيد-19 بتوقف أكثرية الإنتاجات الضخمة في هوليوود منذ الربيع وتبديل مواعيد الأحداث السينمائية، كما أرغم أكاديمية الأوسكار على إرجاء حفل توزيع هذه المكافآت السينمائية الأبرز بنسخته الثالثة والتسعين إلى أبريل 2021، مع تبسيط المعايير التي تتيح للأفلام المنافسة في ظل استمرار إغلاق أكثرية صالات السينما أمام الجمهور.

وفي ديسمبر/كانون الأول الماضي، أفاد تقرير أوردته مجلة "فارايتي" بأن حفل تسليم جوائز الأوسكار لعام 2021 لن يكون حدثا افتراضيا وسيجري تنظيمه كالمعتاد بحضور فعلي.

وأضاف التقرير أن أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة التي تسلم جوائز الأوسكار أجلت حفل تسليم الجوائز إلى 25 أبريل/ نيسان 2021 عندما تفتح دور السينما من جديد في الربيع بما يسمح بمشاركة المزيد من الأفلام في المسابقة.

وعادة ما يقام حفل تسليم جوائز الأوسكار في مسرح دولبي الذي يضم 3400 مقعد في لوس أنجليس. لكن بسبب تفشي جائحة فيروس كورونا لم يتضح بعد عدد من سيسمح لهم بالحضور.

ونقل التقرير عن مسؤول دعاية مطلع على الموقف قوله "الأكاديمية قامت بجولة في مسرح دولبي في الفترة الأخيرة لتفقد جميع الخيارات المتعددة".

 

العربي الجديد اللندنية في

11.02.2021

 
 
 
 
 

الفيلم التونسي "الرجل الذي باع ظهره" يمثل العرب في الأوسكار

المخرجة التونسية استوحت فيلمها من أعمال الفنان ويم ديلفوي الذي رسم وشما على ظهر رجل وعرض العمل للبيع.

تمكنت المخرجة التونسية كوثر بن هنية في خامس أفلامها الروائية الطويلة “الرجل الذي باع ظهره”، الذي يصوّر التلاقي العنيف بين عالَمَي اللاجئين والفن المعاصر، من الوصول إلى القائمة المختصرة للأفلام المتنافسة على جائزة الأوسكار في فئة الأفلام الناطقة بلغة أجنبية، ليكون الممثل الوحيد للعرب في الجائزة العالمية العريقة.

لوس أنجلس – أعلنت أكاديمية فنون وعلوم السينما الأميركية المانحة لجائزة، الأوسكار، مساء الثلاثاء، القائمة المختصرة للأفلام المتنافسة على جائزة أفضل فيلم ناطق بلغة أجنبية، والتي ضمت 15 فيلما من بينها “الرجل الذي باع ظهره” للمخرجة التونسية كوثر بن هنية.

وكتبت المخرجة على صفحتها بموقع فيسبوك باللغة الإنجليزية “نعم فعلناها.. وصلنا للقائمة المختصرة للأوسكار 2021. شكرا لكل من أحب الرجل الذي باع ظهره”.

والفيلم بطولة السوري يحيى مهايني والفرنسية ديا أليان والبلجيكي كوين دي باو والإيطالية مونيكا بيلوتشي، وشارك خلال عام 2020 في مهرجانات سينمائية عديدة سواء التي أقيمت على أرض الواقع أو افتراضيا ومنها مهرجان البندقية في إيطاليا ومهرجان الجونة في مصر والذي فاز فيه بجائزة أفضل فيلم روائي عربي.

و”الرجل الذي باع ظهره” هو خامس فيلم طويل في مسيرة بن هنية كتابة وإخراجا، والذي تحاول من خلاله تصوير الوضع السوري عبر رؤيتها الخاصة للأحداث السياسية والاجتماعية عبر قصة شاب سوري اسمه سام علي، ينقش تأشيرة “شينغن” على ظهره بعد هروبه من وطنه سوريا إلى لبنان، حيث يلتقي برسام أميركي يمكّنه من السفر إلى أوروبا.

ويستغل بطل الفيلم ظهره لعرضه في الفضاءات الفنية، حيث يتعرّف على المسوؤلة عن تنظيم هذه المعارض ثريا والدي، التي تجسّدها النجمة الإيطالية مونيكا بيلوتشي في أول ظهور لها في السينما العربية.

وكانت بيلوتشي قد زارت تونس في يوليو 2019 وصوّرت مشاهدها في معرض فني في العاصمة التونسية، وهي التي أعلنت في وقت سابق موافقتها على المشاركة في العمل بعدما شاهدت فيلم بن هنية “على كف عفريت” في مهرجان كان السينمائي في نسخته السبعين.

ويلعب الدور الرئيسي في فيلم “الرجل الذي باع ظهره” الممثل الكندي من أصل سوري يحيى مهايني، إلى جانب الممثلين الفرنسيين ديا أليان وكريستيان فاديم والبلجيكي كوين دي بو والفنانة اللبنانية السورية دارينا الجندي والتونسيين نجوى زهير وبلال سليم.

وتصوّر المخرجة التونسية كوثر بن هنية التلاقي العنيف بين عالَمَي اللاجئين والفن المعاصر، مبتعدة فيه عن انشغالاتها بالشأن التونسي الذي تعوّدت طرحه في جل أفلامها على غرار “على كف عفريت” و”زينب تكره الثلج” و”شلّاط تونس” وغيرها.

وتروي بن هنية في الفيلم قصة سام علي الذي لم يولد “في الجهة المناسبة من العالم”، إذ هو شاب سوري اضطر بعد تعرّضه للتوقيف اعتباطيا إلى الهروب من بلده سوريا الغارق في الحرب، وأن يترك هناك الفتاة التي يحبها ليلجأ إلى لبنان.

كوثر بن هنيةنعم فعلناها.. وصلنا إلى القائمة المختصرة للأوسكار 2021

ولكي يتمكّن سام من السفر إلى بلجيكا ليعيش مع حبيبته فيها، يعقد صفقة مع فنان واسع الشهرة، تقضي بأن يقبل بوشم ظهره وأن يعرضه كلوحة أمام الجمهور ثم يباع في مزاد، ممّا يفقده روحه وحريته.

واستوحت بن هنية فيلمها من أعمال الفنان البلجيكي المعاصر ويم ديلفوي الذي رسم وشما على ظهر رجل وعرض العمل للبيع. وقالت إن “البضائع يمكن أن تنتقل بحرية في العالم ولكن ليس الأفراد”، حتى عندما يتعرّضون لأبشع أشكال الاضطهاد.

وأكّدت بن هنية أنها حين انطلقت في كتابة الفيلم، كانت مهتمة بآلية عالم الفن، فهو في نظرها عالم مذهل بالنسبة لها، ولديها وجهة نظرها الخاصة حول الفن.

وعن ذلك تقول “ماذا يعني الفن المعاصر اليوم؟ ولماذا يقتصر على النخبة. لديك مجموعة من الأشخاص السعيدين والقادرين على دخول هذا العالم الذي تحوّل إلى سوق يستثمرون فيه أموالهم. فهو أكثر وأكبر من مجرد فن. كنت كذلك مهتمة للغاية بمصير أولئك اللاجئين في أوروبا. لذلك جمعت بين الموضوعين اللذين شغلا تفكيري، ممّا أتاح لي فرصة مواجهة هذين العالمين المتباعدين”.

وتضيف “هما نقيضان، لا يجمعهما إلاّ مخيلتك كفنان تروي هذه القصة، فماذا لو أصبح اللاجئ البسيط جزءا من عالم الفن، هل نستطيع فهمه بشكل أفضل لأنه لا يقدّم وجهة النظر الرسمية والمعتمدة؟ هكذا تحدث الأمور، فأنا لا أفكّر بالمواجهة، وإنما أفكّر بالمواضيع التي تشغلني وتشدّني”.

وهو ما أثارته المخرجة التونسية في فيلمها الأخير، حيث قبل بطلها تحويل جسده إلى تحفة فنية كي يتمكّن من السفر إلى أوروبا ومن ثمة تحقيق حريته المحلوم بها، ليدرك في الأخير أنه فقد حريته نهائيا بسبب القرار الذي اتخذه، بعد أن أصبح مجرّد بضاعة بين أيدي سماسرة الفن.

ويتنافس الفيلم التونسي في القائمة المختصرة مع أفلام من إيران وفرنسا ورومانيا والنرويج وتايوان وهونغ كونغ وروسيا وساحل العاج وتشيلي والمكسيك وغواتيمالا وجمهورية التشيك والبوسنة، في غياب تام للأفلام العربية التي رشّحتها بلدانها للمنافسة على المسابقة على غرار الفيلم المصري “لما بنتولد”، و”معجزة القديس المجهول” المغربي، و”ستموت في العشرين” السوداني، و”200 متر” الأردني، و”هليوبوليس” الجزائري، و”مفاتيح مكسورة” اللبناني و”غزة مونامور” الفلسطيني.

ويقام حفل توزيع الدورة 93 للأوسكار يوم 25 أبريل المقبل في هوليوود بمدينة لوس أنجلس ويبثّ عالميا عبر شبكة “إيه.بي.سي” التلفزيونية.

 

العرب اللندنية في

11.02.2021

 
 
 
 
 

«نومادلاند» منافس قوي في موسم جوائز السينما

في التمثيل والسيناريو والإخراج

هوليوود: محمد رُضا

على مدى الأشهر الممتدة من سبتمبر (أيلول) الماضي إلى اليوم، نال «نومادلاند» لمخرجته كلوي زاو 132 جائزة لا مجال بالطبع لتشكيل قائمة كاملة بها هنا، لكنها بدأت بجائزتين في مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي (في ذلك الشهر) واستمر منوالها أسبوعاً وراء أسبوع. في العديد من الحالات نال هذا الفيلم أكثر من جائزة في مناسبة واحدة، مما يفسر العدد المرتفع من الجوائز وما زال مرشّحاً لـ94 جائزة آخرها ما صدر من ترشيحات «غولدن غلوبز» في الأسبوع الماضي.

آخر الجوائز الفعلية أعلنت في حفل افتراضي يوم الأحد الماضي عندما خرج «نومادلاند» بجوائز عدة من «حلقة نقاد لندن». ترشيحات ناقد «الشرق الأوسط» ذهبت إليه في أكثر من خانة بينها خانة أفضل فيلم وأفضل سيناريو مقتبس. الخانة الأولى لهذه القدرة البديعة للمخرجة في دمج أسلوبي الرواية والتسجيل من دون اللجوء إلى ما يُعرف بـ«دوكيودراما»، كما سنتعرّف بعد قليل. والخانة الثانية هي لطريقة كتابتها ما صوّرته لاحقاً بدراية لا تقل إبداعاً.

بعد الفقدان

كلوي زاو هي أيضاً منتجة الفيلم (مع آخرين) والتي قامت بتوليفه (مونتاجه) أيضاً بذلك حافظت على رؤيتها ومعالجتها من اللقطة الأولى إلى الأخيرة. وهي اقتبست الفيلم من كتاب غير روائي وضعته الصحافية جسيكا برودر سنة 2017 وروت فيه رحلة امرأة في حاضر داكن لحياة قطاع من الأميركيين فقدوا الحلم الكبير ويعرفون ذلك. هذا، عملياً، في مقابل قطاع، ربما أكبر، فقدوا الحلم ذاته لكنهم ما زالوا يجهلون ذلك.

يتابع الفيلم رحلة امرأة متوسطة العمر فقدت الزوج وفقدت العمل وقررت أن تجوب الولايات المجاورة للولاية التي تنتمي إليها (نيفادا). لم تكن رحلتها سياحية ولا من باب التعويض عن سنوات من العمل في بلدتها الصغيرة ولا حتى للقاء ابنة أو ابن لها يعيشان في بلدة أخرى. كانت، بكل بساطة، رحلة للعيش خارج المنظومة الاجتماعية الكبيرة.

في البداية فكر المنتج بيتر سبيرز، كما قال لهذا الناقد، أن زاو سوف تقوم بعملية اقتباس شاملة تسند فيها للممثلة فرنسيس مكدورمند دور الصحافية برودر:

«هذا كان الخاطر الأول لي ولشركائي عندما قرأت السيناريو الذي بعث به لي وكيل أعمال الممثلة فرنسيس مكدورمند. لكن عندما تعرّفت على زاو وتحدّثنا في العمل تبدّى لي أن المخرجة تنوي الخروج من مجرد نقل ما هو مسرد في الكتاب لتصوير حالة أبعد بكثير».

سرعان ما انضمت فرنسيس مكدورمند إلى العمل كمنتجة لجانب زاو وكلاهما كانا على اتفاق نموذجي منذ البداية. يضيف سبيرز: «لا تنس أن زاو سبق لها أن أخرجت فيلمين أسندت فيهما أدواراً رئيسية لغير محترفين كما الحال هنا».

الحال هنا أن هناك ممثلين معروفين فقط هما مكدورمند في دور المرأة الراحلة فيرن، والممثل ديفيد ستراثرن. الباقون من غير المحترفين وبينهم ليندا ماي وأنجيلا رايز وباتريشا غرير وكارل هيوز. لكن حتى مكدورمند وستراثرن لعبا دوريهما بإنزال الأداء لما دون مستوى الاحتراف لأنه لا يمكن لكليهما (خصوصاً لمكدورمند التي تظهر في كل مشهد من الفيلم بينما دور ستراثرن يحتل نحو خمسة مشاهد فقط) أن تنفصل عن باقي المؤدين بخبرتها وحرفتها إلا على حساب تلك المعالجة التي قامت بها المخرجة.

تضع كلوي زاو خلفية بطلتها خلفها فعلاً. الفيلم لا يبدأ بتوفير مشاهد لإغلاق المصنع الذي كانت تعمل فيرن (مكدورمند) فيه. ولا يهمّها أن تباشر الوضع بحوار بين فيرن وأي شخص آخر لإيضاح ما حدث. كل شيء ينطلق بقرار فيرن ترك البلدة.

الأمر ذاته بالنسبة لزواجها الذي انتهى باكراً. هناك ذكر له لاحقاً لكن لا مشاهد تلج بنا إلى الحاضر أو مشاهد استرجاعية لتبيانه.

البيت ليس منزلاً

ما يبدأ الفيلم به هو الحالة في ساعة مبكرة من يوم ما: لا زوج ولا عمل. تترك بيتها منتقلة إلى حافلة صغيرة (Van) وتقودها في الدروب الصحراوية البعيدة. الحافلة ستشغل البال قليلاً لأنها ليست جديدة ولاحقاً ما سيتطلب الأمر تصليحاً لها، لكن فيرن تصحح أحدهم عندما يفترض أنها بلا بيت (Home) ترد عليها «عندي بيت لكن لا أملك منزلاً»(House) والفارق شاسع لغوياً كما في مفهوم فيرن التي لا تعتبر نفسها شبيهة بالذين يعيشون على الترحال لذاته، بل هي في مرحلة من حياتها قررت لها أن تجول في تلك البُنى المهمّشة من أميركا الكبيرة. تجمع بين رغبة الاطلاع ورغبة العيش ورغبة أن تكون امرأة مستقلّة في المقام الأول.

كل من حولها (باستثناء ستراثرن الذي يؤدي شخصية «جار» في حافلة أخرى منضمّة إلى «مخيم» الحافلات) شخصيات تؤدي حياتها وواقعها من دون تمثيل بمن في ذلك برادي الآتي من مستوطنة للأميركيين الأصليين («الهنود الحمر») يعرف تماماً أن الحياة أمامه كالتي وراءه شبيهة بتلك الأراضي القاحلة حوله. ربما هو أول من توقف عن الحلم الكبير بين من نقابلهم.

هناك شخصية مواطن أصلي آخر في فيلم أميركي حديث هو «دعه يمضي»(Let Him Go) والشخصيتان مشتركتان في إنهما لم يعدا يجدان في أميركا لا الماضي الذي ينتميان إليه، حسب العِرق، ولا المستقبل تبعاً لوعود الحياة والسياسيين. كلا الفيلمان أيضاً رحلة صوب وجه آخر لأميركا. في «دعه يمضي» (أخرجه توماس بيزوكا( عائلة من زوجين يتركان راحة بيتهما إلى حيث يقابلان عائلة أخرى تختلف في كل مبدأ ونحو أخلاقي. هذا الاكتشاف للوجه الآخر هو أفضل وأمضى وضعاً هنا لكن العملين يتحاذيان على هذا النسق وفي الموضوع لا أكثر.

تميّز «نومادلاند» عن أي فيلم آخر هو تميّز نابع من الصلب. ناقدة مجلة «سكرين دايلي»، فيونيولا هاليغن، أصابت الهدف تماماً عندما تعجبت، حال مشاهدتها الفيلم في مهرجان فينيسيا، حول كيف يمكن لفيلم صغير كهذا «توفير مرآة للمجتمع وتلوي الضوء لكي تعكس حياة المشاهدين أيضاً». لكن بالإضافة إلى ذلك هناك مسألة أن هذا الانعكاس لم يكن ممكناً على نحو بالغ التفاعل نفسياً ومجتمعياً لو أن المخرجة سردت الفيلم كحكاية. ليس فقط لأن هناك حكايات عديدة سبق تقديمها حول «الأميركانا» وانعكاساتها، بل أساساً لأن الحكايات الأخرى تقدّم نفسها كنماذج للواقع بينما يتشبّث هذا الفيلم بالواقع.

كنسيم بارد

نجد فيرن تنتقل من مخيّم لآخر وتعود أحياناً لما تركته تحت مظلة بيئة مشتركة قوامها أناس طيّبون هم مثلها استجابوا لمثل هذه الهجرة وذلك الترحال. لكن معظم هؤلاء هم ضحايا الوعد الذي لم يتحقق والأمل الذي لم ينجل. أما فيرن فلا تعتبر نفسها ضحية حتى وإن كانت بالفعل كذلك. هي ضحية انقلبت على كونها ضحية وأضحت المرأة التي ترفض أن تندثر تحت ثقل الوضع وتختار أن تعيش فوقه ولو بارتفاع بسيط. حين تعود إلى منزلها الخاوي (توم هانكس يعود أيضاً لمنزله الخاوي في «نيوز أوڤ ذا وورلد» الحديث أيضاً) تقرر، وقد أزف الفيلم على نهايته، إنها لم تعد تريده مسكناً. لا يعني لها أي شيء، تماماً كما لا يعني لها الاستقرار في المكان الواحد الذي ربطها ذات يوم بعائلة وعمل.

الحياة التي عاشت عليها اندثرت. انتهت. اختفت. حياتها الجديدة لن تؤدي إلى ما هو أفضل من السابقة لكنها ستضمن لها استقلالها عبر الترحال.

أداء مكدورمند، الذي سيضمن لها ترشيحاً قوياً للأوسكار، تماشى، كما تقدّم، مع متطلبات المعالجة التي اختارتها المخرجة. وهي إذ منحت الكتاب غير الروائي حياة روائية التزمت بالواقع من دون أن تدّعي أنها تقدّم فيلماً واقعياً على أي غرار. ذلك المزج دقيق وشعري ويمر على الشاشة كنسيم بارد مع قليل من الموسيقى والكثير من تصوير جوشوا جيمس رتشردس الذي تعامل مع المناظر الطبيعية بإضاءتها الخاصة داخل وخارج الأماكن. من قاد سيارته من نيفادا إلى أريزونا ومن أريزونا إلى كاليفورنيا سيجد الكثير من مآرب لسيارات - منازل تؤلف بعيداً عن قارعة الطريق بيئات لأمثال فيرن والنماذج التي التقت بها. تنأى بنفسها عنك وأنت تجوب براحة سيارتك ومذياعها وبرّادها الهوائي. لكن أنظر جيداً وتمعّن كيف أن بعض الأميركيين يفضّلون قطع أواصر الحضارة والحاضر للعيش في كنف البادية. إذا لم يمر طريق سفرك بهذه البيئات شاهد «نومادلاند» وسيعطيك المعنى ذاته وأكثر.

 

الشرق الأوسط في

11.02.2021

 
 
 
 
 

فيلم "الرجل الذي باع ظهره".. قدمٌ في الغولدن غلوب وأخرى في الأوسكار

ألترا صوت – فريق التحرير

يواصل فيلم "الرجل الذي باع ظهره" (The man who sold his skin)، للمخرجة التونسية كوثر بن هنية (1977)، إنتاج "Tanit Films" و"ميتافورا للإنتاج"، لفت الانتباه وإثارة الاهتمام محليًا وعالميًا، وسط احتفاءٍ نقدي واسعٍ ومستمر، يُبرهن على تميزه الفني وعمق الحكاية التي يُقدّمها.

يُضيء فيلم "الرجل الذي باع ظهره" على مأساة اللاجئين من زاوية مختلفة، ويستعرض الطريقة التي يتحول عبرها الفرد إلى سلعة

ويعود الفيلم الذي حصد عددًا من الجوائز الإقليمية والدولية، منذ إصداره في نيسان/ أبريل من العام الفائت، إلى الواجهة الإعلامية مُجددًا، عبر حدثين متتالين يتمثلان في وصوله إلى القوائم القصيرة والنهائية للأفلام المشاركة في "الأوسكار" والـ "غولدن غلوب"، إذ أعلنت "أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة" الأمريكية المانحة لـ "الأوسكار"، قبل يوم أمس الثلاثاء، 9 شباط/ فبراير الحالي، ترشيحه إلى القائمة القصيرة لجائزة "أفضل فيلم أجنبي"، ليكون بذلك الفيلم العربي الوحيد الذي ينافس على هذه الجائزة، في الدورة الـ 93 من "الأوسكار".

ويأتي ترشيح "الرجل الذي باع ظهره" للقائمة القصيرة لجائزة "أفضل فيلم أجنبي"، بعد أقل من أسبوعٍ على إعلان "رابطة هوليوود للصحافة الأجنبية"، مشاركته في الدورة الـ 78 من حفل توزيع جوائز الـ "غولدن غلوب" التي ستُقام في 28 شباط/ فبراير الحالي، في تقليدٍ جديد فرضته الإجراءات الاحترازية المتبعة لمواجهة تفشي وباء كوفيد – 19، والتي حالت دون إقامتها في موعدها المعتاد مطلع كانون الثاني/ يناير الفائت.

يُعالِج فيلم "الرجل الذي باع ظهره" مواضيع مختلفة وقضايا إنسانية، منها "اللجوء"، بما ينطوي عليه من تفاصيل وحكاياتٍ مؤلمة، و"الفن المعاصر"، بأزماته وعثراته وواقعه المتأزم. ويربط الفيلم بين هذين الموضوعين عبر حكاية سام علي، الشاب السوري الذي يفر من بلاده وجحيم الحرب الدائرة فيها إلى لبنان، ومنها نحو بلجيكا التي سيحاول الوصول إليها بعد عقده صفقة غريبة مع فنانٍ تشكيلي، تقضي بأن يبيعه ظهره بهدف تحويله إلى لوحةٍ فنية مُتحركة، يستطيع التجول بها في معارض عالمية مختلفة، مقابل مبالغ مالية معينة، تتيح له الوصول إلى بلجيكا.

يُضيء الفيلم الذي شاركت في بطولته الممثلة الإيطالية مونيكا بيلوتشي، على مأساة اللاجئين من زاويةٍ مختلفة محملة بالرسائل والدلالات، تستعرض الطريقة التي يتحول عبرها الفرد إلى سلعة، والكيفية التي يُجرَّد من خلالها من صفته الإنسانية، وهو ما يتجسد بوضوحٍ وبشكلٍ مؤلم لحظة وقوف البطل، سام، أمام الآخرين في المعارض والمزادات العالمية باعتباره لوحة، وليس فردًا بشريًا فقد روحه وحريته بحثًا عن نجاةٍ ستكون مشروطة بـ "النقص".

يُعالِج فيلم "الرجل الذي باع ظهره" مواضيع مختلفة وقضايا إنسانية، منها "اللجوء" بما ينطوي عليه من تفاصيل وحكاياتٍ مؤلمة

وبحسب أحد التصريحات الصحفية لكوثر بن هنية، مخرجة الفيلم، يستمد "الرجل الذي باع ظهره" فكرته الرئيسية المثيرة للجدل، من تجربة الفنان البلجيكي المعاصر ويم ديلفوي الذي رسم على ظهر شخص لوحة فنية، وقام فيما بعد بعرضها في معارض عالمية مختلفة، في خطوةٍ مفاجئة ومثيرة للاهتمام، لكونها تسائل العلاقة بين الفن والبشر، وتسخر بشكلٍ صريح من الفن ومؤسساته وأسواقه وعوالمه، وهو بالضبط ما يفعله الفيلم في جانبٍ منه، إلى جانب اهتمامه ومسعاه بإظهار ما يخسره الفرد في سبيل الحصول على حياةٍ أفضل.

 

موقع "ألترا صوت" في

11.02.2021

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004