ملفات خاصة

 
 

وحيد حامد: الوجه الآخر للمشاغب والبريء داخل الكادر السينمائي

كمال القاضي

عن رحيل كاتب السيناريو

وحيد حامد

   
 
 
 
 
 
 

لم يكن وحيد حامد مجرد كاتب سيناريو مُحترف، فهو السياسي الذي ضل طريقة إلى السينما والدراما والعمل الإبداعي، أحب الأدب وبدأ مشواره الطويل بكتابة القصة القصيرة، ولكنه أعرض عن غواية القصة، ولجأ إلى السينما بوصفها النافذة الأكثر اتساعاً على العالم الخارجي، والوسيلة المتاحة لرؤية المساحة الأوفر من التفاصيل الحياتية والإنسانية، في واقع يموج بالصراعات وتتلاحق فيه الأحداث، وربما لهذا السبب فضل الكاتب أن يبقى داخل الكادر السينمائي، كأحد صُناع الحكايات والصور الدرامية، وصاحب البصيرة السينمائية في الرصد واستشراف المستقبل المتصل بهموم المواطن المصري البسيط.

ترجم فيلم «البريء» للمخرج الراحل عاطف الطيب الكثير من قناعات وحيد حامد السياسية ومشاغباته مع الأنظمة الحاكمة، فلم يتورع عن أن يقدم شهادته التاريخية عن المعتقلات والمعتقلين، إسقاطاً على فترة مُلتبسة ومركبة من التاريخ المصري في ستينيات القرن الماضي، ولأنه قدّم رؤيته بشجاعة ومن غير حسابات للحيطة والحذر، استطاع أن ينفذ من ثقب الإبرة إلى مساحة الحرية المتاحة، فيُعمل أدواته النقدية بكثير من الإتقان والجرأة، ليظل فيلمه الإنساني السياسي الحقوقي علامة مميزة في سجل الإبداع السينمائي المصري.

اللعبة الخطرة

ولأن اللعبة الخطرة كان لها صداها ودويها الجماهيري، فقد ظل مُتمسكاً بها إلى آخر مراحله العمرية، فهو من استخدم العنوان الفلكلوري المُستوحي من حلقات «ألف ليلة وليلة» ليكتب دُرته الثمينة «احكي يا شهرزاد» في فيلم استثنائي مهم يكشف من خلاله تفاصيل حكاياتنا الواقعية في يوميات شهرزاد العصر الحديث، لنرى صنوفاً من الجرائم تفوق في فداحتها ما روته شهرزاد التاريخية في لياليها الألف لشهريار، ذلك المُستبد المغرور قاتل الحسناوات، وهنا يتوجب التوقف كثيراً أمام روعة الاستدعاء التاريخي عند وحيد حامد وكيفية استخدام الرمز في الربط بين ما كان يحدث في الماضي وما يتكرر حدوثه في الزمن المضارع، مع اختلاف الصور والأشكال واتفاق المضامين وطرق التنفيذ في فن ارتكاب الجريمة.

ومن لغة الإسقاط إلى المباشرة، تعددت الأساليب والقضايا، لكن بقيت المعاني واحدة، إذ لا فرق بين ما ذكرناه سلفاً، وما أتحفنا به الكاتب في السياق ذاته عن هموم الوطن والمواطن، فما ورد في فيلم «المنسي» على سبيل المثال من آيات المحن والتعذيب والضرب، لعامل التحويلة في السكة الحديد، وهو الشخصية التي جسدها عادل إمام، لا يختلف كثيراً عن قرائن الذل والهوان والاعتقال في فيلم «البريء» وربما تمتد السلسلة لتصل إلى أفلام أخرى مثل «الإرهاب والكباب» كي تتحدد صور القهر، وتبدو أوضح في دلالاتها، مع ملاحظة اقتران الكباب بالإرهاب، وهو ما يعني الصلة الوطيدة بين الجوع والاشتهاء، ورد الفعل العنيف الموصوم بالإرهاب، وتلك هي فلسفة التوصيف عند وحيد حامد، ككاتب بعيداً عن دوائر الإدانة من عدمها، إذ قدّم في ما لا يزيد عن ساعة ونصف الساعة ما يكفي لإدراك المشكلة وتحديد موطن المرض والارتباط الشرطي بين الفقر والجوع والكسل والبيروقراطية والفساد والاستبداد، وبين العنف والإرهاب والقتل كنتائج حتمية لصراع الحكام والمحكومين.

ويبقى الإبداع الخاص في فيلمي «اللعب مع الكبار» و«النوم في العسل» فهما يمثلان تنويعاً ذكياً على وتر النقد السياسي، ويحملان خصائص الإدانة نفسها، للسياسات والحكومات المتعاقبة، التي تسببت في إصابة الفئات الفقيرة من الشعب بالعجز والخوف والخمول.

ونراه يكرر الثيمة نفسها بما يشبه التأكيد على جوهر الصراع والخلاف والتناقض، في أفلام مثل «طيور الظلام» إذ يرسم في هذا الفيلم تحديداً مشهداً دلالياً خاصاً للكرة بين القطبين المتناحرين داخل أسوار السجن وفي ملعب فسيح، وقد حاول كل منهما أن يسدد ضربة قوية بقدمه في اتجاه الآخر، ولكن في النهاية تذهب الكرة بعيداً عن المرميين، كأنه الإعلان النهائي السلبي للمباراة بغير أهداف، أو فوز لأي من الطرفين. لكن يعود حامد في فيلم «دم الغزال» الذي كتبه إثر محاولة اغتيال الكاتب نجيب محفوظ ليدين العمل الإرهابي بلا مواربة، فيكون قاطعاً في رؤيته حول قضية العدوان على العقول المفكرة، واغتيال الفكر كعلامة مخيفة لسيادة قانون الغابة، وتصفية الحسابات بقوة السلاح، وهي جرأة تُحسب له في حينها، حيث كانت المواجهة على أشدها بين المتطرفين والمثقفين.

ولم يغض الكاتب الراحل الطرف عن مساوئ النظام الحاكم في فترة التسعينيات، وإنما أشار بأصابع الاتهام إلى بعض الرموز، وكانت لا تزال في الحكم وفي كامل قوتها وقسوتها، عبر فيلم «عمارة يعقوبيان» الذي امتلأت أحداثه بالتجاوزات السياسية والأخلاقية، وأماط اللثام عن كل الوجوه القبيحة والشريرة بلا تورع أو خوف، فمن بيع مقاعد البرلمان إلى التواطؤ، تم انتزاع القشرة اللامعة عن المجتمع، فظهرت كل عوراته وفضائحه ولم تبق إلا الحقيقة التي صاغتها يد السيناريست، دليلاً دامغاً على الفساد قبل انقلاب السحر على الساحر.

وفي المنطق الجريء نفسه في إعمال القلم المُبدع للتصحيح والتوضيح، كانت رؤية وحيد حامد كاشفة في فيلم «ديل السمكة» إذ قدّم الواقع المصري من الداخل بحيلة ذكية استخدم فيها مُحصل فواتير الكهرباء، ليكون البطل المكلف بالتسلل إلى داخل الحواري والأزقة والبيوت، ليُنبئنا بما يراه خلف الجدران من أطوار وأسرار، فيُضاف الفيلم إلى قائمة الأعمال المهمة في ملف الكاتب الكبير. وتأتي الرؤية الفلسفية متناغمة مع طبيعة الكتابة السياسية في فيلم «سوق المتعة» فيضيء وحيد كعادته المناطق المُعتمة والغائرة في الجوهر الإنساني، ويضع يد المشاهد على نقطة الضعف الأساسية في الكائن البشري، وهي الحرية التي إذا ما سُلبت منه تحول إلى مريض نفسي يستعذب القهر ويتعايش معه، بل يستمتع به، وهي قمة الغرابة والسقوط في براثن الوحدة وجلد الذات.

الإبداع الخاص

ويبقى الإبداع الخاص في فيلمي «اللعب مع الكبار» و«النوم في العسل» فهما يمثلان تنويعاً ذكياً على وتر النقد السياسي، ويحملان خصائص الإدانة نفسها، للسياسات والحكومات المتعاقبة، التي تسببت في إصابة الفئات الفقيرة من الشعب بالعجز والخوف والخمول. ويأتي الإبداع الدرامي مُختلفاً ومغايراً عند صاحب المسيرة الفنية المديدة، حيث يتنوع في الشكل والتفاصيل، ما بين السياسي والاجتماعي والإنساني، وفق ما ورد في مسلسلات، «أحلام الفتى الطائر» و«العائلة والجماعة» و«سفر الأحلام» وكلها محطات رئيسية جديرة بالإشارة، وتستحق أن تكون هي الأخرى علامات فسفورية مضيئة على طريق الابتكار والتميز، ومشوار العمر الطويل الذي امتد إلى 76 عاماً من السعي والمثابرة والشغب.

كاتب مصري

 

القدس العربي اللندنية في

03.01.2021

 
 
 
 
 

وحيد حامد.. راوي المنسيين

محمد عبدالرحمن

يظل وحيد حامد، واحدًا من المبدعين الذين استطاعوا أن يحولوا الورقة والقلم إلى صورة، وجسدوا بأقلامهم مشاهد من حياتنا، فعل ذلك بحرفية ونفذها بصدق ومشاعر خالصة، واستطاع أن يعبر بمضمونها عما يجول في حياة الكثير منا، كانت أفلامه تنبض بالحياة، كل مشهد وكل صورة تحكى حكايات تمثلنا تمامًا، قصص حبنا الفاشلة، أمالنا المبعثرة، أحلامنا المفقودة، والتي لم تتحقق.

في عالم وحيد حامد كان كل شيء مختلفًا، ومعنى آخر غير الذي تدركه العقول في الوهلة الأولى، معاني تجسد الأماني الكامنة في داخلنا، ولعل "حامد" الذي عاش منسيًا لسنوات، استطاع أن يجسد هموم المنسيين والمهمشين في المجتمع، هؤلاء الذين فاتهم قطار الحياة ولم يصلوا إلى ما تمنوه، ولم يحققوا أبسط ما يتمناه أي إنسان "عادى"، فعاشوا في تلك الحياة مهملين منسيين، ورحلوا دون يتذكرهم أحد.

ويبقى أكثر أفلام "حامد" التي استوقفتني كثيرًا وجعلتني أغوص أكثر في عالمه الخاص، وتأكدت منها عن صدق ما يكتبه ويعبر عنه، فيلمه الشهير "المنسي" الذي جسد لنا من خلاله جانبًا مهما من المعاناة الإنسانية، ورسم لنا بقلمه همومًا وأحلامًا عن حياة البسطاء.

يحكى وحيد حامد في "المنسي" حياة عامل تحويلة نساه المجتمع، مهمش مكانيًّا واجتماعيًا، يعاني من الملل ورتابة الحياة، مر شبابه دون تحقيق شيء، يعمل في وظيفة لن تمكنه من تحقيق نفسه أو أحلامه، لكنه دائمًا ما حاول نسيان همومه بالخيال والتفكير في عوالم بعيدة التحقيق، ورغم أن بطله "يوسف" يعلم أنه أصبح عاجزًا عن تحقيق أحلامه وأن الحياة تجاوزته ربما إلى الأبد، وغرق في رتابتها، إلا أنه لم يفقد رضاه، ولم يفقد الإنسانية الكامنة بداخله.

بطل الفيلم "يوسف" الذي جسده الزعيم عادل إمام، عبر عن أجيال كثيرة، ربما جيل الثمانينات الآن يشعر بها، فكثيرا من أبنائه يعيشون نفس مرارته، فهو الشاب الذي تجاوز الثلاثينيات ولم يحقق شيئا، فاته قطار الحياة بكل ما تحمل الكلمة من معاني، حتى المجتمع نفسه أصبح يتعامل معه من هذا المنطلق، فإن رشح له إحداهن ليتزوجها رشحوا له ما لا تناسبه لا على مستوى الجمال أو الفكر أو الحالة الاجتماعية، وكأنه أصبح مضطرا لقبول أي شيء.

"يوسف" أيضًا كان مثالاً لهؤلاء الذين يعيشون الحياة "ببراءة الأطفال وطموح الملائكة" كما قال "المحفوظ" في "الحرافيش" فهو لم يتخلى عن "غادة" الفتاة التي استنجدت به، كان بطلا ربما لم يدافع عنها فقط بمبادئ البسطاء، ولا عن كرامته التى تفقده الحياة كل يوم معنى من معانيها، ولكن أيضا عما تبقى من روحه الطيبة، رغم كل ما يحيطه من إحباط وملل، لكنه حين جاءت لحظة الفراق وطالبته بأن يستمر معها تراجع وعاد إلى صفوف المنسيين، أولئك الذين لا يملكون رفاهية الرحيل عند الشعور بالألم، ليعود إلى حياته وأحلامه يستقبل همومه بكل رضا.

في النهاية رحل وحيد حامد، لكنه سيبقى وسيعش أبدا بما تركه لنا من أعمال وأثر خالد في الوجدان، وسيظل دائما صاحب "المتعة"، وأحد هؤلاء الذين أخلصوا للفن والإبداع وعبروا عنه بصدق ونبل.

 

####

 

الروايات الأدبية فى أعمال وحيد حامد

أحمد إبراهيم الشريف

رحل عن عالمنا أمس السبت، الكاتب والسيناريست الكبير وحيد حامد، عن عُمر يناهز 77 عاما، بعد أن وافته المنية فى العناية المركزة، بأحد المستشفيات إثر أزمة صحية اضطرته قبل أيام لدخول المستشفى.

والكاتب الكبير وحيد حامد من مواليد 1 يوليو عام 1944، وهو كاتب سيناريو مصرى، عرف بتقديمه لأعمال مهمة ولمؤثرة فى تاريخ السينما، كما عمل مع عدد من المخرجين، منهم سمير سيف، شريف عرفة، وعاطف الطيب.

بدأ بكتابة القصة القصيرة والمسرحية فى بداية مشواره الأدبى، ثم اتجه إلى الكتابة للإذاعة المصرية، فقدم العديد من الأعمال الدرامية والمسلسلات، ومن الإذاعة إلى التليفزيون والسينما حيث قدم عشرات الأفلام والمسلسلات.

وعن علاقته بالكتاب الكبار، نجد مثلا أن وحيد حامد قدم سلسلة من الأعمال المهمة، ومنها على سبيل المثال «فتوات بولاق»، وهو الفيلم المأخوذ عن رواية «حكايات حارتنا» للكاتب الكبير نجيب محفوظ من إخراج يحيى العلمى، أنتج فى عام 1981 وهو من بطولة فريد شوقى، ونور الشريف وبوسى، وتدور أحداث الفيلم فى عالم الفتوات داخل إحدى الحارات الشعبية فى مصر، مع انضمام «محروس» لأعوان المعلم «عباس» فتوة حى بولاق، يتعرض لاختبار قاس يجعله يترك الحارة ويهرب، وخلال هربه يكتشف خيانة حبيبته وصديقته، فيقرر العودة والانتقام من الجميع.

كما قدم وحيد حامد «ملف سامية شعراوى»، والفيلم من إنتاج 1988 وهو مأخوذ عن قصة للكاتب وجيه أبوذكرى، من إخراج نادر جلال وبطولة نادية الجندى، وفاروق الفيشاوى وكمال الشناوى، وتدور أحداثه حول سيدة تفشل فى الحصول على معاش زوجها الضابط الذى استشهد فى حرب اليمن، وذلك لأنهما متزوجان عرفيا، وتتعرف خلال رحلتها على العقيد أشرف الدسوقى، وتتزوجه، حيث تتغير حياتها بعد ذلك.

وقدم «حامد» سيناريو لفيلم «نور العيون» 1991 وهو مأخوذ عن قصة قصيرة للكاتب الكبير نجيب محفوظ، للمخرج حسين كمال، بطولة فيفى عبده، وعادل أدهم، ومحمود الجندى، تدور أحداث الفيلم حول فتاة صغيرة ترى مقتل والدها أمام عينيها، وتتعرض لعديد من المصاعب طوال حياتها حتى تستطيع الثأر لأبيها من قاتله.

كذلك قدم حامد «رغبة متوحشة»، والفيلم من إنتاج 1993 مأخوذ عن مسرحية بعنوان «جريمة فى جزيرة الماعز» للكاتب الإيطالى أوجوبتى، تم تقديمها أكثر من مرة فى أعمال سينمائية مختلفة على مستوى العالم، والفيلم من إخراج خيرى بشارة، بطولة نادية الجندى ومحمود حميدة، وتدور أحداث الفيلم حول سيدة تهرب من القاهرة بسبب سجن زوجها، وتنتقل للإقامة فى مكان ناءٍ بمنطقة صحراوية مع ابنتها المراهقة وشقيقة زوجها، حتى يطرق صديق زوجها بابها وتنقلب حياتهن رأسا على عقب.

كما قدم فيلم «عمارة يعقوبيان»، وهو من إنتاج 2006 وهو مأخوذ عن رواية تحمل نفس الاسم للكاتب الروائى علاء الأسوانى، ومن إخراج مروان حامد، شاركت فى بطولته مجموعة كبيرة من النجوم، وتدور أحداثه فى منطقة وسط البلد بالقاهرة والتركيبة السكانية والاجتماعية المتباينة لتلك المنطقة.

وقدم كذلك فيلم «قط وفار»، وهو من إنتاج 2015 مقتبس من قصة قصيرة للكاتب عبد الرحمن فهمى، من إخراج تامر محسن، بطولة محمود حميدة، محمد فراج، وسوسن بدر، وتدور أحداث الفيلم حول حمادة الفار الذى يعمل كعامل نظافة فى مؤسسة صحفية، ويدخل فى صراع مع وزير الداخلية عباس القط، عندما يريد دفن والدته التى تربطها صلة قرابة بالوزير، وذلك رغما عنه.

ومن أعمال وحيد حامد السينمائية: «طائر الليل الحزين، وفتوات بولاق، وغريب فى بيتى، والبرىء، وأرزاق يا دنيا، والراقصة والسياسى، والإنسان يعيش مرة واحدة، والغول، وأنا وأنت وساعات السفر، ومعالى الوزير، وآخر الرجال المحترمين، والهلفوت، والإرهاب والكباب، المنسى، واللعب مع الكبار، وديل السمكة، وعمارة يعقوبيان».

 

####

 

حلمى النمنم:

من يهاجمون وحيد حامد يملكون "بذاءة" معروفة

كتب أحمد إبراهيم الشريف

قال الكاتب الصحفى حلمى النمنم، وزير الثقافة السابق، لم أفاجأ من هجوم البعض على "طيور الظلام" على الكاتب الكبير وحيد حامد، فهم يملكون "بذاءة" معروفة، ولم نعد نفاجأ من تصرفاتهم.

وأضاف النمنم، خلال لقائه مع الإعلامى عمرو عبد الحميد، فى برنامج "رأى عام" المذاع عبر قناة TeN، إن جماعات الإرهاب لا تعرف شيئا عن حرمة الموت، ولديهم سادية وعجز، وبالتالى يجب ألا نلقى لهم بالا.

وتابع "النمنم": وحيد حامد له عالمه الخاص، وكان لديه أمران؛ الأول أن عينه على المجتمع، كما أنه يمنح الفرد حقه ويناقش قضاياه، وفى الوقت نفسه لديه استشراف لما يحدث فى المجتمع، ومن ذلك ما حدث فى طيور الظلام دليل قوى على ذلك، والفيلم الآخر هو فيلم الإرهاب والكباب، حيث يرى أن الروتين من الممكن أن يدفع المواطن البسيط للانفجار، فهو يذكرنا بما حدث فى 25 يناير 2011.

وقال حلمى النمنم، إن الوعى لا يمكن الحديث عنه بشكل مطلق، فلدينا وعى فردى للمواطن، وهناك وعى مجتمعى أو وطنى، وهو ما عمل عليه وحيد حامد طوال الوقت، والفكرة أن المجتمع يكون مشغولا بقضاياه، والوعى يتشكل بالإعلام والسينما والمواد المقروءة، والأحزاب والسياسة والكتب.

 

####

 

خبير بالحركات الإسلامية يكشف

أسباب هجوم الإخوان على وحيد حامد وشماتتهم فى وفاته

كتب أحمد عرفة

قال إبراهيم ربيع، الخبير في شؤون الحركات الإسلامية، إن جماعة الإخوان هاجمت الكاتب وحيد حامد، وشمتت في وفاته لأنه من أوائل من كشفوا حقيقة جماعة الإخوان وتسترهم على الدين واستغلالهم للدين من أجل تحقيق أهدافه.

وأضاف الخبير في شؤون الحركات الإسلامية، في تصريحات لبرنامج المواجهة، المذاع على قناة إكسترا نيوز، إن الجماعة لها جناح دعوى يدلس ويتستر بالدين، وجناح إعلامى يروج الشائعات والأكاذيب، وجناح اقتصادى يمتلك المؤسسات والتمويل وجناح عسكرى للردع.

وأوضح الخبير فى شؤون الحركات الإسلامية، أن جماعة الإخوان تستبيح أعراض الناس والموت وهيبة الموت، حيث تقوم الجماعة بتكوين كائن إخوانى مشوه يكون كل شيء لديه مستباح في سبيل تمكين التنظيم من أهدافه، موضحا أن ركن الكذب داخل الإخوان هدفه نشر الشائعات والتدليس .

ولفت الخبير في شؤون الحركات الإسلامية، إلى أن من أوائل من كشفوا حقيقة الإخوان وإرهابهم هم فرج فودى الذى قامت باغتياله، ووحيد حامد، الذين قاموا باغتياله معنويا، موضحا أن مسلسل الجماعة فضح التنظيم واستغلاله للدين وإرهابه، وهو ما جعل الجماعة تهاجم وحيد حامد.

 

####

 

حلمى النمنم:

على البرلمان تشريع قانون يجرم التكفير ومعركتنا مع الإخوان مستمرة

كتب أحمد إبراهيم الشريف

أكد الكاتب الصحفى حلمى النمنم، وزير الثقافة السابق، إننا نخوض معركة ضد الإرهاب، وإن على مجلس النواب الجديد أن يشرع قانونا يجرم تكفير أى مواطن، وهناك قضايا لا تحل إلا بالقانون؛ لأن التكفير بمعنى ما هو تحريض على القتل، ونحن نعيش فى دولة يحكمها القانون، وبالتالى يجب وجود ما يمنع التطاول على المفكرين.

وقال حلمى النمنم، خلال برنامج رأى عام، الذى يقدمه الإعلامى عمرو عبد الحميد، على قناة TEN، إن وحيد حامد رحل، لكن هناك آخرين مثله يدافعون عن هذا البلد، وخروج الإخوان من مصر، دليل قوى على أن هناك تيارا مستنيرا وقف ضدهم، فقد ففشل الإخوان رغم المساندات الخارجية، ورغم أن الأموال الكثيرة.

وأشار حلمى النمنم، إلى أن كتب فرج فودة انتشرت أكثر بعد اغتياله، وكتب طه حسين واصلت انتشارها بعد موته، وما حذر منه فرج فودة تحقق، وما نادى به طه حسين تحقق.

وقال حلمى النمنم، إن من يعلن إلحاده فحسابه على الله، سبحانه وتعالى، أما من يجرح مشاعر المتدينين، فهذا يجب أن يطبق عليهم قانون ازدراء الأديان.

وتحدث عن صناعة الوعى مؤكدا، أن المسئول عن صناعة الوعى مؤسسات كثيرة، منها: الإعلام، والتعليم، والمؤسسات الثقافية، والمؤسسات الدينية، التى عليها عليها دور كبير.

وأكد حلمى النمنم، أن قول الحقيقة له ثمن، وحتى القبول بالعبودية لها ثمن أيضا، وانتهى بقوله أحب القول إن مصر بها الكثير من صنَّاع الوعى، والدليل، على ذلك أن هناك محاولات كبيرة حدثت لإسقاط مصر، ومع ذلك استطاع هذا البلد أن يقاوم كل ذلك وأن يستمر.

وأؤكد، أن المعركة مستمرة مع الظلاميين وستطول، خاصة  بعد التغيرات السياسية التى حدثت فى العالم.

 

####

 

لماذا شمتت جماعة الإخوان الإرهابية فى وفاة وحيد حامد؟..

خبير يوضح

كتب:محمد إسماعيل

موجات من الشماتة عكستها تغريدات الإخوان وأنصارهم على خبر وفاة الكاتب الكبير وحيد حامد، حيث تم توجيه اتهامات للرجل تصل إلى التكفير

من ناحيته قال هشام النجار الخبير فى شؤون الجماعات الإسلامية، إن وحيد حامد رحمه الله كان واحدا من أهم من تصدوا لأفكار جماعة الإخوان وفضح تسترهم بالدين لتحقيق أغراضهم الدنيئة من خلال القلم والكلمة والفن ولهذا كرهه الإخوان ومن على شاكلتهم. 

وأشار إلى أن الإخوان يضعون صنفين من البشر فى مقدمة أعدائهم التاريخيين الصنف الأول من يكبح مشروعهم فى السلطة ويحول بالوسائل السياسية، والمناورات التكتيكية التى تراوح بين ما هو أمنى وما هو سياسى لإفشال مخططاتهم المتعلقة بالاستيلاء على الدولة المصرية ورهنها لمشروعهم ولذلك تجد أن أعدى أعداء الإخوان رجل كعبد الناصر والسادات والرئيس السيسي. 

وأضاف، "والصنف الثانى هم من يقومون بتعرية أفكار ومناهج الإخوان وكشف حقيقتهم للناس وبيان أنهم أبعد ما يكونون عن الالتزام الدينى الصحيح المخلص لوجه الله كما يعرفه المصريون، وكما أنزله الله على نبيه صلى الله عليه وسلم وإنما يستخدمونه ويطوعونه ويحرفون نصوصه لخدمة أطماعهم وهو ما أنتج نسخة مشوهة مسيسة للإسلام يحملها أناس يرتكبون كل ما ينهى عنه الإسلام من الكذب والخداع والاختلاس والتزييف وسفك الدماء البريئة وإرهاب البشر..".

وتابع: "هذا هو ما اجتهد فى توضيحه وحيد حامد عبر عشرات المقالات والأفلام والمسلسلات الناجحة جماهيريا.. ولذلك يكنون له بعضا شديدا كما يكنون ذلك لكل كاتب ومفكر ومثقف اجتهد فى بيان الحقائق للناس فى حين بذل الإخوان قصارى جهدهم لتغييب تلك الحقائق واخفائها حتى يتمكنوا من خداع أكبر عدد ممكن بهدف مساندتهم فى تنفيذ مخططاتهم التى لا تنصر وطنا ولا إسلاما إنما فى حقيقتها هدم الاوطان وتشويه للإسلام العظيم". 

وأوضح أن هذا كله يوضح مكانة الكاتب والمفكر وأهمية دوره فى التصدى لهذه الأخطار ووحيد حامد كان فى مقدمة الصفوف محاربا متمرسا لا يشق له غبار متمكنا من حرفته وعالما متعمقا بإشكاليات هذا الملف الشائك وهو ما مكنه من طرح أعمال فكرية وفنية فى غاية الأهمية ستظل أحد أسلحة الشعب المصرى والعربى فى معركة الفكر والوعى ضد جماعات الزيف والخداع وراغبى المال والشهرة والسلطة على حساب الاوطان وعلى حساب الدين الإسلامى الحنيف.

 

اليوم السابع المصرية في

03.01.2021

 
 
 
 
 

لمصر لا لوحيد حامد | إلى أي مدى أوجعهم الراحل؟ وأي مصر يريدون؟ | مينا منير

مينا منير

يبدو أن إحدى مكتسبات مرحلة ما بعد 2013 في مصر هي قدرة الدولة على التعاطي مع الواقع السياسي الخارجي والداخلي معًا، بقدر من المهارة نجحت بها في تجريد معارضيها من أسلحتهم الأخلاقية والاجتماعية التي ظنوا يومًا أنهم يمتازون بها على غيرهم.

إحدى ملامح ذلك هو إعطاء قدر من حرية الحركة لكياناتٍ قادرة فقط على إثبات صحة خطاب الدولة عنها. فكلما أعطت الدولة قدرًا من تلك الحرية المحسوبة لهؤلاء ازداد وضوح قبحهم للدرجة التي بات معها كتابة تاريخ العشر سنوات الأخيرة رهنًا لذلك التكتيك الذكي. كيف؟

إحدى شواهد هذه المناورة السياسية لعقل الدولة هو تركها لحركة محرري موقع إلكتروني يخوضون ويجولون يمينًا ويسارًا من داخل مصر كما من خارجها، بحرية أثارت أحيانًا ريبة زملائهم من “الثوريين”.

قد يقول البعض أن مصر حجبت بالفعل ذلك الموقع، لكن هناك فوارق بين أن تقتل كيان وأن تتركه يشهد لك بحماقته المنظمة بعد أن جردته من أسنانه، فيتلاعب أمامها بذنبه ليرى الجميع أنه قبيح وأنه، في نفس الوقت، يخدم خطاب الدولة دون دراية منه بذلك.

هنا نتساءل: حينما تركوا لما هم عليه، كيف ظهر قبحهم، وقبح ما يمثلونه؟

عن أي مصر يتحدثون؟ 

منذ زمن ونحن نشهد الخلافات التي تدب بين الإسلاميين في قضية الترحم على المسيحي، والفنان والمثقف، وغيرهم من هذه الفئات التكفيرية في معتقدهم.

الفترة السابقة أيضًا حملت لنا نفس الخطاب، لكن هذه المرة ممن يتمسحون في مفهوم الليبرالية “التي أتحدى إن قرؤوا في أمرها شيئا”.

هؤلاء الذين رفعوا لواء الحرية قسموا الكون إلى فسطاطين، تمامًا كما فعل الأب الروحي لحلفائهم سيد قطب حينما رأى العالم دارين: دار الإسلام ودار الكفر. أما فسطاطا الثوريين فكانا فسطاط النقاء الثوري، وفسطاط “الدولجية”، وهو فسطاط يشمل كل من لا يسبح بحمد خياراتٍ سياسية لم تكن حقيقة تدشينها عبر منابر إمارة قطر صدفة.

لكن السؤال الأهم هو: بين هذين الفسطاطين أين تقع مصر؟ كُتاب الموقع الإلكتروني حسموا موقفهم تباعًا، سواء من خلال صفحاتهم الشخصية أو من الموقع نفسه: فكل مثقفي وفناني مصر الذين أثروا حياتنا، ولم ينتهِ بهم الحال في الدوحة، هم بالضرورة في فسطاط الضلال.

رأينا كُتاب الموقع على صفحاتهم الشخصية يتشفون في وفاة فاتن حمامة، أحمد راتب، عمر الشريف وغيرهم من أعمدة الثقافة والفن في مصر ممن فقدناهم في العِقد الأخير. المفاخرة والاستعلاء بهذا الأمر جاء من “نشطاء” في حقوق الإنسان. بل امتد الأمر إلى الأحياء مثل محمد منير وعمر خيرت الذين فقدوا صك الغفران الثوري بسبب إحيائهم لحفلاتٍ ومناسباتٍ وطنية.

تشابهت قلوبهم 

فإذا قمت بتفريغ مصر من كل معالم الفن والثقافة، ستدرك أننا أمام حالة تفسر التواؤم بين كُتاب الموقع وأشباهه من جانب، ومنظري الفكر القطبي.

تلك هي مصر كهيكل مُفرغ من كل أعمدته التي شكلته هويته، لتصير مصباً لبديل يخشاه حتى مواطنو دول أوروبية مثل سويسرا وهو بديل الـ woke culture الذي يتميز بمفردات الإلغاء والاستعلاء الآتية من خلف المحيط الأطلنطي.

إنها نفس الحالة الدخيلة التي تدعو في بريطانيا لتفريغ المناهج من ذكر شيكسبير واسحق نيوتن، وهدم تمثال وينستون تشرشل لأنهم “عنصريون”.

هكذا هي الحالة الاجتماعية التي تجلت يوم الثاني من يناير، بينما ينعي الملايين من المصريين وفاة أحد أعظم كتابهم في التاريخ الحديث، والذي أثرى الثقافة المصرية والعربية بأعماله الخالدة، وحيد حامد، حينما نشر الموقع الإلكتروني كاريكاتيرًا يَظهر فيه المصريون كبلطجي ضخم الجثة يحاول أن يسحق صوتًا بريئًا لفتاة ثورية تهين وحيد حامد وتصفه بالنفاق، مُستخدمةً المرادف الخادش البذيء الذي يعرفه المصريون في لهجتهم العامية (معـ**).

كحال الإخوان ممن يحتفلون بموت الرجل الذي عراهم على مدار عقود، لم يسيطر الموقع الإلكتروني على شهوة الشماتة في وفاة الرجل، حتى خرج بمثل هذا القبح في أقل من 24 ساعة على وفاته، دون مراعاة لأي حرمة أو قيمة.

ولعل السؤال هنا: إن كان الصراخ بمقدار الألم، فما هو حجم الألم الذي أحدثه حامد لهؤلاء؟

لمصر لا لوحيد حامد 

فقدنا وحيد حامد بالجسد فقط، ولكنه سيظل بيننا رمزًا خالدًا بما قدمه، فلن تضيره شماتة بائسة مثل هذا، إلا أن الحقيقة التي نجحت هذه الشرذمة في تأصيلها هي ذكاء الخيارات التي انتهجتها الدولة في التعاطي مع فريقهم.

باحث بجامعة لوزان - سويسرا

 

####

 

بروفايل | مونولوج وحيد حامد الأبدي.. البحث عن أحلام أبعد من الخيال | مصطفى ماهر

مصطفى ماهر

«مكانك مش في القصة والرواية.. مكانك في التلفزيون» 

كثيرًا ما أطلق المبدعون نبؤات كبيرة تجاه مواهب شابة، أغلبها يسقط فريسة للنبؤة ولا يستطيع تحقيقها.. لكن تلك العبارة التي قالها الأديب يوسف إدريس مبصرًا موهبة الشاب الذي أستوقفه ليعرض عليه مجموعته القصصية “القمر يقتل عاشقه” كانت لحظة ظاهرة فنية بلا مثيل في كتابة السيناريو السينمائي والدرامي.. الشاب كان وحيد حامد الذي صعد بنبؤة الأستاذ لأبعد من الخيال.

من منيا القمح في الشرقية المصرية إلى مبنى الإذاعة والتليفزيون “ماسبيرو في وسط العاصمة، بدأ مشوار وحيد حامد الفني. فمن خلال قصته “طائر الليل الحزين” ومن تلك اللحظة الأولى، خطف الأنظار إليه سريعًا. القصة نجحت في شكلها الإذاعي مع عادل إمام ليقدمها محمود عبد العزيز كعمل سينمائي، فيجمع عمل واحد من كتابته منذ البداية عملاقين في السينما المصرية: الساحر والزعيم!

عراف الواقع.. الحوار في أعمال وحيد حامد 

لكل كاتب صفة تميز أعماله، البعض يخلق شخصيات لا يمكن نسيانها. آخرون يصنعون حبكة مثيرة، وغيرهم يهتم بالمغزى والعبرة من الحكاية. كل هذه العناصر تجتمع في أعمال وحيد حامد بالمناسبة، لكن ميزته الأعظم كانت في “الحوار”.

كل عمل يلمع بمقطع حواري لا يمكن نسيانه أبدًا. ربما يتجاوز الفيلم نفسه، ويصبح مادة فنية في ذاتها. سخرية لاذعة عن واقعنا المصري الصعب منذ السبعينيات، أو نبوءة عجيبة بأحداث مستقبلية، أو سردًا عميقًا لأحداث تاريخية.

وبداخل الحوار عبارة تُحفر في عقل المشاهد للأبد. هل يمكن أن تنسى وجه أحمد زكي في “اضحك الصورة تطلع حلوة” وعينيه موزعة بين الحزن والصبر:

«كلمة أنا بحبك عقد.. اللمسة عقد.. النظرة عقد.. الوعد بالجواز دا أكبر عقد» 

أو في “الراقصة والسياسي” على لسان نبيلة عبيد، في واحد من الجمل الحوارية التي تحولت لمثل على لسان الناس:

«إيه حكاية رقاصة.. رقاصة.. ما احنا الاتنين زي بعض يا عبدالحميد.. كل واحد فينا بيرقص بطريقته.. أنا بهز وسطي وأنت بتلعب لسانك» 

وبالطبع العبارة الذهبية من “طيور الظلام” الذي كان نبؤة بكل معنى الكلمة للصراع بين الحزب الوطني وجماعة الإخوان:

«القانون زي ما بيخدم الحق بيخدم الباطل.. واحنا ناس الباطل بتاعنا لازم يكون قانوني» 

اللعب مع الكبار 

من الصعب جدًا تحديد السيناريو الذي تجلت فيه أعلى مراحل إبداع وحيد حامد من بين 40 عملًا فنيًا شارك فيه. بعضهم يرون البرئ؛ كونه “الأكثر جرأة” بعدما أثار جدلًا حين حذفت نهايته بعد عرضه على وزير الداخلية ووزير الدفاع وقتها. البعض يضع “طيور الظلام” في مقدمة أعماله لقدرته على تجسيد الواقع السياسي المصري في قالب فني فريد.

 لكنني أرى أن سيناريو “اللعب مع الكبار” هو ذروة أعمال وحيد حامد على أكثر من مستوى:

اللعب مع الكبار هو السيناريو الوحيد الذي فاز بجائزة عالمية فريدة من نوعها في أعمال وحيد حامد “أحسن سيناريو من مهرجان فالينسيا” بعدما نجح النص في إبهار لجنة التحكيم والتغلب على أعمال فنية من بلاد مختلفة لها باع طويل في السينما العالمية.

بساطة الفيلم وأحداثه التي يغلب عليها الطابع الكوميدي أوهمت البعض بأنه أحد أعمال عادل إمام الكوميدية، رغم أن طبيعة الحكي في الفيلم قائمة على التصاعد التدريجي من أحداث بسيطة وصولًا للتوتر التام في نهايته المصحوبة بشكل مأساوي تكشف رمزية الحدث البسيط.

الأحلام.. التي يراها مواطن بسيط ويرويها لظابط كبير، فتتحقق بشكل كامل في الواقع، مما يضع الظابط الذي يقوم بدوره حسين فهمي، في حيرة كبيرة.

رمزية الأحلام هي تعبير عن حلم المواطن العادي في واقع خالٍ من الفساد، وكل أحداث الفيلم من مناقشات ومطاردات هي تعبير عن الخوف؛ الخوف من الشفافية والمواجهة داخل المحتمع حول الصواب والخطأ الذي يقع فيه المسؤول السياسي.

في أحد مشاهد الفيلم، يحكي حسن بهلول للظابط، أحد أحلامه بلغة الإشارة، لا لشيء إلا أن أحد أعضاء الحكومة ظهر في حلمه، ولا توجد بلاغة فنية للتعبير عن مجتمع خائف أكثر من إشارات حسن للظابط بأحداث الحلم، التي تكشف فساد هذا المسؤول.

لكن للأحلام حدود! 

لم يدرك حسن أن سره العجيب مع الأحلام سيكون له نهاية، وأن سر لعبته الذكية سينكشف في نهاية الفيلم، أمام الهرم الأكبر، أثناء عرض الصوت والضوء، في واحدة من أجمل المونولوجات في السينما المصرية عندما وضع وحيد حامد مقارنة على لسان حسن بهلول بين عظمة أجداده بناة الأهرام، وبين بؤس حياته المعاصرة كمواطن مصري.

يظهر صديق عمره علي، الذي يعمل في شركة الاتصالات، ومن خلال عمله يتنصت على أغلب المكالمات، فيعرف الكثير من المخططات الإجرامية ويبلغها لحسن الذي يرويها للظابط على شكل حلم حتى يحمي صديقه من أي محاكمة

«هو ده الحلم اللي أنا محلمتوش» … «بس أنا هحلم .. هحلم» 

إذا تركت نفسك مع تصاعد أحداث الفيلم وصولًا لتلك الجملة في نهايته، ستصيبك قشعريرة من عبقرية تلك الكتابة، التي جعلتك تصدق في تغيير واقع فاسد من خلال الأحلام، وبجملة واحدة تعود لأرض الواقع بشكل مؤلم مستيقظًا على حقيقة أن “للأحلام حدود” فحسن يكتشف مقتل صديقه بعدما اكتشف أمره 

يلتفت للظابط في غاية الحزن: هو ده الحلم اللي أنا محلمتوش 

ثم يقف صارخاً: أنا هحلم .. أنا هحلم.. 

روح وحيد حامد فارقتنا.. هجرنا لعالم أحلامه، بينما نحن متعطشون أكثر لأعماله السحرية ونبؤاته عن حياتنا بكل ما فيها من ضحك ومأساة.

 

####

 

وحيد حامد | أحلام الفتى الكاتب وكوابيس الواقع المصري | حاتم منصور

حاتم منصور

تلعب الصدف والأقدار دورًا محوريًا في حياة الكبار، والراحل وحيد حامد لم يكن استثناء من هذه القاعدة، فقد حاول أولًا أن يبدأ مسيرته بكتابة القصة القصيرة، قبل أن يغير رأيه ويتجه لكتابة الدراما بفضل نصيحة من الأديب يوسف إدريس.

هل كان سينجح في الأدب لو تجاهل هذه النصيحة؟ لن نعرف إجابة مؤكدة لهذا السؤال. لكن هناك حقيقة بسيطة يصعب إنكارها، وهي أن عدد مشاهدي أي فيلم شهير من تأليفه مثل (الغول – البريء – الإرهاب والكباب – المنسي – طيور الظلام) يفوق بمراحل عدد قراء أنجح قصة قصيرة في تاريخ الأدب العربي.

تفسير هذا النجاح الجماهيري ووزن وحيد حامد الاستثنائي كمؤلف مصري يحتاج ربما للعودة قليلًا إلى الوراء.. تحديدًا إلى أواخر الستينيات.

الهزيمة المريرة أمام إسرائيل عام 1967 تركت جروحًا لا تندمل في ملايين الشباب المصري وقتها. لكن على عكس آلاف وآلاف غيره من هذا الجيل المهزوم، لم يغادر وحيد حامد الأحلام والوعود الناصرية، ويهاجر إلى أحضان التيارات الإسلامي، بل هجر كليهما لمزيد من المراجعات والحس النقدي.

أعماله الإذاعية الأولى، ومنها مسلسل قانون ساكسونيا الذي تحول لاحقًا إلى فيلم الغول، والإنسان يعيش مرة واحدة الذي تحول لاحقا الى فيلم بنفس الإسم، تعكس بوضوح هذا الطابع النقدي المبكر في مؤلفاته.

في قانون ساكسونيا قصة عن الطبقية وتأثير غياب العدالة، وفي الإنسان يعيش مرة واحدة قصة لها أبعادها الفلسفية عن شاب مهزوم يائس وفاقد الرغبة والهوية. وفي الاثنين يمكن أن نلمح الخيوط الدرامية التي ستظل ملازمة لباقي مشوار وحيد حامد.

خيوط مثل:

التشابك بين الحالة المزاجية للمواطن المصري ومجريات السياسة والسلطة حوله.

الصدام الوارد بين طبقات المجتمع بسبب غياب العدالة.

نقد الوعي العام المصري السائد بكل قناعاته وأفكاره، ومنها الأفكار الدينية التي هيمنت تمامًا على هذا الوعي بحلول الثمانينيات والتسعينيات.

تجاهل نظريات المؤامرة الشعبوية المنتشرة وتحميل الغرب كل أسباب فشلنا، والتركيز على تفسير هذا الفشل من منطلق سلوكياتنا.

الضرر والصدام الذي يمكن أن يصنعه مواطنون يائسون ضد دولة أو منظومة غير عادلة، تتجاهلهم وتسحقهم.

العقد الاجتماعي الفاسد الذي يمكن أن يخلقه مجتمع مريض بالأفكار الرجعية، على ضوء غياب دور الدولة.

إذا تجاوزنا استثناءات محدودة جدًا في مشواره، يمكنك تقريبًا أن تربط كل عمل كتبه وحيد حامد، بنقطة أو أكثر مما سبق، ولهذا يمكن القول أنه صاحب مشروع فكري وفني مترابط.

محامي السلطة الاستغلالي الذكي الذي صعد سلم المجد بالفساد والرشوة في طيور الظلام، هو امتداد للعبيط الهلفوت الذي استغل غياب مجرم في منطقته العشوائية، ليطرح نفسه كبديل.

الإرهابي في دم الغزال الذي ارتمى في أحضان الجماعات الارهابية، في محاولة لإضافة معنى ومغزى لحياته الفاشلة، هو امتداد للمحامي الفقير الذي قرر الانضمام لنفس الجماعات في طيور الظلام، ليصعد سلم النجاح، ويتذوق طعم الثراء والتفوق بعد سنوات من الإحباطات المادية والمهنية.

المنسي عامل السكة الحديد، الذي اضطر لممارسة العنف في محاولة لإنقاذ امرأة استنجدت به، هو امتداد لعادل الذي يأس من القانون، ولجأ للساطور ليحقق العدالة بيده في الغول.

حسن البهلول العاطل المحبط في اللعب مع الكبار، الذي يأس من ذاته ويحاول أن يغير أي شيء في حياة الآخرين للأفضل، هو امتداد لهاني اليائس بطل فيلم الإنسان يعيش مرة واحدة الذي استعاد حبه للحياة وللمحاولة، عندما رأى إحباطات ومآسي آخرين.

المصور الفقير في اضحك الصورة تطلع حلوة، الذي يحاول انتشال ابنته من آلام تجربة حب فشلت بسبب الطبقية، هو امتداد للمدرس في آخر الرجال المحترمين الذي يبحث عن طفلة ضاعت منه.

عامل النظافة الفقير في قط وفار الذي اضطر للتصادم مع وزير الداخلية، هو امتداد للعسكري المجند في الإرهاب والكباب الذي اختار المشاركة في أى شيء وكل شيء يمكن أن يعكنن على رئيسه لواء الشرطة وأولاده، على سبيل الانتقام من تعمدهم إذلاله.

والوزير السابق الذي تجاهله الكبار بمجرد خروجه من الخدمة، فقرر أن يساعد المنسي في تنفيذ خطته ويناوله الولاعة، هو امتداد لنفس العسكري السابق الراغب في عكننة الأجواء بأي شكل، لكنه النموذج الانتقامي القادم من طبقة الكبار نفسها هذه المرة!

يمكنك بقليل من التركيز أن تكمل المسار السابق إلى مئات السطور ونقاط الترابط، التي تذكرنا بشخصيات كتبها لها مصداقيتها وثقلها، وتُحركها دوافع مفهومة حتى لو لم نتفق معها.

يميل وحيد حامد دومًا إلى الوضوح في معالجاته. الفاسد في أعماله قد يكون وزيرًا أو عضوًا في الحزب الحاكم (طيور الظلام – معالي الوزير). والإرهابي قد ينتمي مباشرة إلى تنظيم (طيور الظلام – دم الغزال). والمواطن الشريف هو أب بسيط، لا يطلب أكثر من دخل يكفي تعليم أولاده والحد الأدنى من المعاملة الآدمية (الإرهاب والكباب – طيور الظلام). والمجتمع العاجز المحبط، فاشل وعاجز في أكثر أنشطة الحياة إحراجًا عند الفشل، وهو ممارسة الجنس (النوم في العسل).

هذا الوضوح قد يعتبره البعض مباشرة معيوبة فنيًا، لكنه في الحقيقة أهم ما ميز مشوار وحيد حامد، وجعل منه أنجح سيناريست مصري في آخر 40 سنة من الناحية الجماهيرية؛ السهولة وعدم التعالي على المتفرج، أو الاعتماد على لغة سينمائية غير مفهومة وشطحات، تحت ادعاء العمق.

وباستثناء بعض أعماله السينمائية الأولى، يصعب أن تجد في باقي مشواره جمل حوارية فلسفية محشورة على لسان الشخصيات، وغير منسجمة مع مستواها الفكري والتعليمي.

يمكنك قراءة الفقرتين السابقتين مرة ثانية، وأنت تقارن ما قدمه وحيد حامد بما قدمه يوسف شاهين مثلًا منذ الثمانينيات، وستجد الفرق واضحًا. وحيد حامد نجح جماهيريًا وترك علامات سينمائية لا يمل منها ملايين حتى اليوم بفضل بساطتها وصدقها.

وشاهين لم يصل للجمهور، ونجح فقط في عالم الندوات وأساطير النقاد، بفضل سينما سخيفة تدعي العمق، وتستقطب شريحة لا تقل تصنعًا وافتعالًا عنه، تستخدم هذه السينما كشهادة إثبات على امتلاكها حسًا فنيًا رفيعًا، ومختلفًا عن الباقين!

طبقًا لحديث تليفزيوني لوحيد حامد، فنقطة الميلاد جماهيريًا تحققت بفضل مسلسله أحلام الفتى الطائر، الذي قام ببطولته عادل إمام أواخر السبعينات.

والمُرجح أنه أحب طعم هذا النجاح الجماهيري، ولم يرض عنه بديلًا حتى نهاية مشواره، وهذا من حسن حظنا وحظه بالتأكيد.

موسيقى ولقطات من مسلسل أحلام الفتى الطائر

تظل العلامة الأهم في مشوار وحيد حامد هي أنه قدم في الثمانينيات والتسعينيات، دروسًا وقراءات سياسية واجتماعية، لم نعرف قيمتها إلا في وقت متأخر للأسف، وبعد تجارب عملية مريرة وسط طوفان الربيع العربي.

دروسًا مثل:

التيارات الإسلامية طاعون حقيقي وليست فزاعة وهمية تستخدمها الحكومات والأنظمة العربية.

عند درجة معينة من تجاهل السلطة للواقع المشحون، سيميل الملايين إلى أي إجراء غاضب من شأنه إذلال وإهانة هذه السلطة.

البديل الوحيد صاحب الشعبية والقبول للسلطة المعيوبة التي نعرفها، على أرض الواقع، هو السلطة الفاشية الدينية، وهي أسوأ بمراحل.

لم يكن غريبًا على ضوء ما سبق، أن تتحول مشاهد وجمل من فيلم مثل طيور الظلام يعود تاريخ عرضه في 1995 إلى فيديوهات ومنشورات تتصدر السوشال ميديا في 2011 حتى اليوم. وأن يصبح وحيد حامد المولود في الأربعينيات، ضيفًا دائمًا في عالم فيسبوك وتويتر، الذي يخص جيل أحفاده.

ولم يكن غريبًا أيضًا أن يظهر بعد خبر وفاته المحزن، منشورات تهاجمه من فئتين يتسابقان دومًا إلى صدارة أي شيء مرتبط بالضحالة.

فئة الإسلامجية وطيور الظلام التي أفسدت الحياة على مجتمعاتنا، ولا ترى في وحيد حامد حتى اليوم إلا مفتريا يشوههم في أعماله، رغم أنه في الحقيقة لم يقدم إلا نبذة بسيطة عن عيوبهم وتشوهاتهم الحقيقية، وخطورة توليهم السلطة. وهو ما يمكنك أن تجد له مثالًا بسيطًا في منشور كهذا:

وفئة اليسار المصري، التوأم المتماثل للفئة السابقة، الذي توقف نموه العقلي وتجمد به الزمن عند 2011، ولا يزال تعريفه للشرف والنبل في البشر، مرتبط بدرجة مساندتهم للثورات. أما تعريفه للخسة والنذالة فهو مرتبط بدرجة مساندتهم لبقاء الدولة، ورفضهم لتكرار هذه التجارب العبثية. وهو ما يمكنك أن تجد له مثالًا بسيطًا في منشور كهذا:

المثالان السابقان، وهما نقطة في بحر سخافات مماثلة انتشرت على السوشال ميديا من الفئتين بعد وفاة وحيد حامد دافع اضافي لشكر واحترام الراحل، وشهادة اثبات أنه حتى عند وفاته كان قادرًا أن يكشف لنا الكثير والكثير في مجتمعاتنا، وأن يمنحنا قراءة أكثر وضوحًا وأقل ضبابية، لواقع سياسي واجتماعي مأزوم، وأيدلوجيات لا يمكن بأي حال أن تؤسس لمستقبل أفضل، أو أن تساهم في بناء أوطان.

 

موقع "دقائق نت" في

03.01.2021

 
 
 
 
 

ناقد سينمائى: انحياز وحيد حامد كان دائما للمواطن البسيط

كتب-أحمد صلاح العزب

قال الناقد السينمائى رامى عبد الرازق إن الراحل الكاتب الكبير وحيد حامد كان طوال الوقت ينظر إلى الشارع والى المواطن ويده لا تكف عن الكتابة، مشيرا إلى أنه ظل خلال العشر السنوات الأولى يكتب للإذاعة. مشيرا إلى أن انحياز وحيد حامد كان للمواطن البسيط، وظهر ذلك الانحياز فى أعماله التى قدمتها.

وتابع عبد الرازق خلال لقائه فى برنامج التاسعة المذاع على القناة الأولى المصرية والذى يقدمه الإعلامى يوسف الحسينى أن فكرة وعنصر الاحلام كان موجودا فى جميع أعمال حامد سواء السينمائية أو الدرامية، وتجلى ذالك فى فيلم معالى الوزير، مضيفا وحيد حامد كان مولعا بالقطارات والسفر والرحلة.

وواصل عبد الرازق قائلا إنه من الممكن التعرف على عوالم الراحل الكاتب الكبير وحيد حامد من خلال مشاهدة فيلم "الدنيا على جناح يمامة ".

من جانب آخر كان الكاتب الصحفى حلمى النمنم، وزير الثقافة السابق، قد قال لم أفاجأ من هجوم البعض على "طيور الظلام" على الكاتب الكبير وحيد حامد، فهم يملكون "بذاءة" معروفة، ولم نعد نفاجأ من تصرفاتهم.

وأضاف النمنم،، أن جماعات الإرهاب لا تعرف شيئا عن حرمة الموت، ولديهم سادية وعجز، وبالتالى يجب ألا نلقى لهم بالا.

وتابع "النمنم": وحيد حامد له عالمه الخاص، وكان لديه أمران؛ الأول أن عينه على المجتمع، كما أنه يمنح الفرد حقه ويناقش قضاياه، وفى الوقت نفسه لديه استشراف لما يحدث فى المجتمع، ومن ذلك ما حدث فى طيور الظلام دليل قوى على ذلك، والفيلم الآخر هو فيلم الإرهاب والكباب، حيث يرى أن الروتين من الممكن أن يدفع المواطن البسيط للانفجار، فهو يذكرنا بما حدث فى 25 يناير 2011.

 

####

 

إلهام شاهين لـ الإخوان: الشماتة فى وفاة وحيد حامد منتهى الحقارة

كتب علي الكشوطي

قالت النجمة إلهام شاهين لـ اليوم السابع تعليقًا على الشماتة في وفاة وحيد حامد، من قبل جماعة الإخوان الإرهابية، إن الشماتة فى الموت منتهى الحقارة وأبعد ما يكون عن أى أخلاق أو دين أو إنسانية، مؤكدة أن الشماتين هم هؤلاء قلة قليلة، أما الملايين فى حالة حزن كبير لفقدان الكاتب الكبير المحترم المثقف الراقى.

ودعت إلهام شاهين للكاتب الكبير الراحل وحيد حامد بالرحمة والمغفرة وأن يجعل الله عز وجل مثواه الجنة إن شاء الله، مشيرة إلي أننا سنتذكره دائما بكل الخير.

وكان إبراهيم ربيع، الخبير في شئون الحركات الإسلامية قال إن جماعة الإخوان هاجمت الكاتب وحيد حامد، وشمتت في وفاته لأنه من أوائل من كشفوا حقيقة جماعة الإخوان وتسترهم على الدين واستغلالهم للدين من أجل تحقيق أهدافه.

وأضاف الخبير في شئون الحركات الإسلامية، في تصريحات لبرنامج المواجهة، المذاع على قناة إكسترا نيوز، إن الجماعة لها جناح دعوى يدلس ويتستر بالدين، وجناح إعلامى يروج الشائعات والأكاذيب، وجناح اقتصادى يمتلك المؤسسات والتمويل وجناح عسكرى للردع.

وأوضح الخبير فى شئون الحركات الإسلامية، أن جماعة الإخوان تستبيح أعراض الناس والموت وهيبة الموت، حيث تقوم الجماعة بتكوين كائن إخوانى مشوه يكون كل شيء لديه مستباح في سبيل تمكين التنظيم من أهدافه، موضحا أن ركن الكذب داخل الإخوان هدفه نشر الشائعات والتدليس .

ولفت الخبير في شئون الحركات الإسلامية، إلى أن من أوائل من كشفوا حقيقة الإخوان وإرهابهم هم فرج فودة الذى قامت باغتياله، ووحيد حامد، الذين قاموا باغتياله معنويا، موضحا أن مسلسل الجماعة فضح التنظيم واستغلاله للدين وإرهابه، وهو ما جعل الجماعة تهاجم وحيد حامد.

 

####

 

داعية سلفى يصف وحيد حامد بعدو الأشرار.. ويؤكد: لا استغراب من شماتة الإخوان

كتب كامل كامل

وصف الشيخ أسامة القوصى الداعية السلفى، الكاتب الراحل وحيد حامد بعدو الأشرار، مؤكدا أنه لا استغراب من فكرة شماتة الإخوان من وفاته لأنه – أي وحيد حامد- كان يفضح تطرفهم.

وقال "القوصى" في تصريحات لـ"اليوم السابع":"كان وحيد حامد رحمه الله ممن يحاربون التطرف و الإرهاب و الجهل و الفساد من خلال كتاباته و أعماله فلا استغراب أن يشمت المتطرفون و الإرهابيون و المفسدون في الأرض عند وفاته ظنا منهم أنهم قد استراحوا منه".

وتابع "القوصى": وحيد حامد رحمه الله رغم وفاته مازالت سهام كتاباته تصيب المتطرفين والإرهابيين و المفسدين في الأرض في مقتل والعبرة بذلك لا برحيل الأرواح و الأجساد إلى بارئها فقد كان وحيد حامد فارسا في حياته و لا يزال بكتاباته فارسا رغم رحيله عن عالمنا رحمه الله برحمته الواسعة و أسكنه فسيح جناته و صبرنا و صبركم و أهله و محبيه على فراقه" مضيفا :"وحيد حامد كان عدوا للشر و الأشرار و المفسدين في الأرض و محبي الدما، فلا استغراب أن يشمتوا في وفاته".

 

اليوم السابع المصرية في

04.01.2021

 
 
 
 
 

بداية حزينة لـ2021: رحيل نجمي الزمن الجميل «حامد» و«الرحباني»

كتب: عمرو حسني

لم يمر يومان على وفاة الكاتب الكبير وحيد حامد، حتى فُجع الوسط الفني العربي بوفاة أحد كبار موزعي الموسيقي في العالم العربي، إلياس الرحباني، الذي ساهم بشكل كبير في إثراء التاريخ الفني للمطربة فيروز.

إلياس رحباني: آخر عملاقة الزمن الجميل

وفُجع الجمهور برحيل عملاق الموسيقى اللبناني، إلياس الرحباني، عن عمر يناهز الـ83 عاما، متأثرا بإصابته بفيروس كورونا «كوفيد 19»، وهو الشقيق الأصغر للأخوين الراحلين عاصي ومنصور الرحباني، ومن مواليد عام 1938.

ولد الرحباني في قرية أنطلياس بمحافظة جبل لبنان، شمال العاصمة اللبنانية بيروت، ومتزوج من «نينا» ولديه ولدان «غسان» و«جاد» الرحباني، ودرس الموسيقى في الأكاديمية اللبنانية من عام 1945 حتى عام 1958، ثم المعهد الوطني للموسيقى لمدة عام من 1955 حتى عام 1956، كما تلقى دروسا لعشرة أعوام تحت إدارة أستاذة فرنسيين متخصصين في الموسيقى.

وفاز الرحباني بعدة جوائز، منها مسابقة شبابية في الموسيقى الكلاسيكية عام 1964، وجائزة الثانية في مهرجان لندن الدولي للإعلان في عام 1995، وتم تكريمه من قبل جامعة بارينجتون في العاصمة الأمريكية واشنطن بدرجة الدكتوراة الفخرية في عام 2000.

ولحن الرحباني أكثر من 2500 أغنية ومعزوفة منها 2000 أغنية عربية، كما ألف موسيقى لـ25 فيلما، ومن أشهر أغانيها لفيروز «كان عنا طاحون، وقتلوني عيونا السود، وياي ياي ياناسيني».

وحيد حامد.. صوت الغلابة والمهمشين في السينما

موت مثقف يعني فقدان جزء من تاريخ أمة، خاصة إذا كان هذا الرجل يمثل صوت المهمشين الذين لا ينتمون إلى حزب سياسي أو برلمان أو أي جماعات ضغط مجتمعية، حيث صدم موت الكاتب الكبير وحيد حامد المصريين وجمهوره من المحيط إلى الخليج.

ومنذ يومين فقط كتب نجل حامد أثقل خبر يمكن أن يكتبه الولد، وهو نعيه لأبيه على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» عن عمر 76 عاما.

«حامد» أثرى الدراما العربية والمصرية على مدار 40 عاما، ومن أبرز أعماله مسلسل «الجماعة» الذي تناول نشأة جماعة الإخوان، وكذلك فيلم «اللعب مع الكبار» الذي تناول قصة موظف في سنترال يستمع إلى كلمات كبار في الدولة، ويخبر الأمن بما سيحدث، فيقومون بقتله في نهاية الأمر، وكذلك فيلم «البرئ» الذي حكى قصة مجند برئ لا يعرف شيء ويصطدم مع الجهة التي يعمل فيها ويتحاول الفيلم إلى قصة دراماتيكية.

حامد مولود، في عام 1944 في محافظة الشرقية المعروف عن أهلها الكرن، لذا كان كريما مع المشاهدين ولم يبخل في إظهار معاني جديدة، وكان الجميع ينتظر مسلسله الجماعة الجزء الثالث لكن الموت غيبه قبل أن ينتهي منه، وتزوج حامد من الإعلامية زينب سويدان، وأنجب منها مروان وهو مخرج سينمائي أخرج عدة مسلسلات وأفلام وكليب للمطرب عمرو دياب.

وسجل حامد اسمه في أسماء الفائزين بجائزة النيل للفنون في عام 2012 وتم تكريمه في مهرجان دبي السينمائي عام 2017 وكان آخر تكريم له في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في عام 2020 ليترجل بعدها راحلا.

 

الوطن المصرية في

04.01.2021

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004