ملفات خاصة

 
 

يعيش صانع البهجة والحكمة والفن العظيم

أكرم القصاص

عن رحيل كاتب السيناريو

وحيد حامد

   
 
 
 
 
 
 

«حبيت أيامى، ومدين لكثيرين وقفوا بجانبى، وساعدونى كى أصل للناس.. عاوز أقول الحمد لله مرارا وتكرارا وأشكر الجميع لأنكم عشاق السينما اللى أنا حبتها بقدر كبير من الإخلاص والتفانى.. أعتقد أنكم ممكن تفتكروا لى أفلام أسعدتكم، وأشكر كل من تعلمت منهم أو علمونى فى مجال التمثيل والإخراج والنقد». 

كأنه كان يقدم وداعا يليق به وهو واقف على قدميه، كل من تابع حديث وحركة الكاتب الكبير وحيد حامد أثناء تكريمه فى مهرجان القاهرة السينمائى الدولى، كان يشعر أنه يقدم وداعا يليق بكاتب أثر فى أجيال عديدة، وصنع مشروعا روائيا سينمائيا يضاهى الأعمال الكبرى فى الأدب، بدا واهنا، لكنه سعيد، يستمد طاقته من السينما التى أخلص لها عقودا طويلة، والدراما التى لم يعرف غيرها

وكعادته، كان حريصا على تأكيد اعترافه بالامتنان لكل من ساعده فى مشواره، «اشتغلت مع نجوم كبار، وأنا عشت فى زمن جميل فيه صلاح منصور، وأمينة رزق، ومحمود مرسى، واشتغلت مع مخرجين كبار، أشكر الراحل يوسف شريف رزق الله، لأنه أصطحبنى معه لمهرجان «كان» لأول مرة فى حياتى، وتعلمت منه الكثير»، وجه الشكر لكل أساتذته، وأولهم  المخرج الإذاعى مصطفى أبوحطب قائلا: «الذى علمنى لغة الحوار»، والمسرحى الكبير سمير خفاجى، ورفيقىّ مشواره، المخرجان سمير سيف، وشريف عرفة، مستكملا: «اشتغلت مع فنانين محترمين منهم، محمود مرسى وأمينة رزق وصلاح منصور وعادل إمام ونور الشريف وأحمد زكى وفاروق الفيشاوى ويسرا ومنى زكى ومنة شلبى، تعاملت مع أجيال مختلفة، راضى عن مشوارى». 

قدم وحيد حامد أكثر من أربعين فيلما، وخمسة عشر مسلسلا تليفزيونيا، ومثلها تقريبا للإذاعة، فضلا عن الخماسيات والسباعيات التى كانت معروفة فى السبعينيات والثمانينيات، وهناك أعمال مسرحية عظيمة، مثل «آه يا بلد»، و«جحا يحكم المدينة»، كل هذا جعل من تكريم المبدع أحد أهم أحداث 2020، ووداعا يليق باسم علامة وفصل كبير فى تاريخ السينما المصرية، واستمرارا لجيل عظيم أخلص للفن ومهمة التنوير، يشكلون إحدى أهم ثروات مصر وقوتها الثقافية والفنية والإبداعية، من سيد درويش لبيرم التونسى، والنديم، ومختار، ومحمد عبده، وطه حسين، والعقاد، وتوفيق الحكيم، ونجيب محفوظ، ويوسف إدريس، وزكريا أحمد، وأحمد رامى، وأم كلثوم، والسنباطى، وعبدالوهاب، ونجيب الريحانى، ومارى منيب، وعبدالحليم، والأجيال التالية من الفنانين والمثقفين. وقد تنبأ نجيب محفوظ، بعبقريته، فى نهاية السبعينيات أن الرواية سوف تتخذ من السينما والتليفزيون مكانا متصدرا، وأن السينما منحت أعماله انتشارا إضافيا، وحيد حامد من بين من تسلموا راية الرواية، وقدم الأدب للسينما والتليفزيون والإذاعة أعمال عظيمة.

بقيت الجمل والحوارات والإفيهات علامات تعيش فى ذاكرة الأجيال. فى كل فيلم علامة من بصمات وحيد حامد، ومن ينسى الجمل المنحوتة فى حوارات فيلم طيور الظلام «البلد دى اللى يشوفها من فوق، غير اللى يشوفها من تحت»، و«أنت فى نعيم بسببى.. وأنت فى أمان بسببى.. أنا خارج قريب.. وأنا كمان خارج»، أو فى «الإرهاب والكباب»: «أنا مش طالب غير إنسانيتى مش عايز أتهان .. مش عايز أتهان فى البيت ولا فى شغلى ولا فى الشارع .. بيتهيأ لى دى مطالب لا يمكن أتعاقب عليها»، والديالوج العظيم على لسان الفنان العظيم عبدالعظيم عبدالحق، أو إفيه «قصة ولا مناظر» فى فيلم «المنسى»، وفى «الراقصة والسياسى»، والحوار الشهير: «أنا بارقص بوسطى وأنت بتلعب لسانك».

يقدم وحيد حامد، فصولا من التاريخ الاجتماعى والسياسى لمصر الحديثة، بكل تعقيداتها ومشكلاتها، مع مخرجين كبار، كان وحيد حامد صاحب مشروع بصرى، وقدم فى كل عمل من أعماله فكرة، وعلامة، رافضا مقولة «الجمهور عاوز كده». 

هناك أعمال تمثل علامات فى تاريخ السينما، بدون ترتيب، منها «طائر الليل الحزين، البرىء، الغول، الراقصة والسياسى، آخر الرجال المحترمين، معالى الوزير، الإرهاب والكباب، المنسى، اللعب مع الكبار، مسجل خطر، طيور الظلام، النوم فى العسل، اضحك الصورة تطلع حلوة، سوق المتعة، محامى خلع، دم الغزال»، كل منها رواية بصرية، بجانب مسلسلات «أحلام الفتى الطائر، سفر الأحلام، الرجل الذى عاد، أنا وأنت وساعات السفر، أوراق الورد، العائلة»، ثم «الجماعة» الذى يمثل قفزة فى الدراما التاريخية

كل فيلم من أفلامه يحمل علامة مائية، أقرب للحامض النووىDNA، جملة، حوارًا، «إفيه»، حكمة، ترك بصمة فى كل فيلم، والكوميديا مع الدراما فى خلطة، وأفلامه تدخل ضمن أفضل أفلام تاريخ السينما، لا يمكن نسيان شخوصه وأبطاله، والإفيهات والحكم والشعارات والأفكار التى تضمنتها الأفلام، «طيور الظلام» يقدم سباقا أقرب إلى النبوءة والمواجهة السياسية الكبرى بين تيارين يتحكمان ويحكمان ويتواجهان، ولا يستغنى كل منهما عن الآخر، الانتهازية والفساد والتطرف، وكيف يتعايشان ويتبادلان الأدوار، يسجل ضمن أحد أعظم الأفلام فى تاريخ السينما، بالمقاييس العالمية، وهناك فيلم «غريب فى بيتى» وكيف امتزجت الكوميديا بلعبة كرة القدم؟ و«الإنسان يعيش مرة واحدة»، وحيد حامد عامل مشترك فى أعمال عظيمة مع عادل إمام، وأحمد زكى، ويسرا، وسعاد حسنى، ونور الشريف، ولبلبة، والمخرجين سمير سيف وشريف عرفة، وحيد حامد صانع النص الذى صنع نجوما وأفكارا.

كل عمل من أعمال وحيد حامد، رسالة فى تاريخ المجتمع والحياة المصرية، خاصة للطبقة الوسطى، وعبر بالرواية فوق أسوار الأمية، ليحل معادلة المزج بين المتعة والفرجة والتشويق والرسالة الثقافية.

وحيد حامد صانع البهجة والحكمة والفن الراقى، قدم للجمهور ما يحتاجه من أجل التنوير والفن، المتعة والتفكير من دون وعظ ولا ادعاء، كل عمل علامة تعيش فى وجدان ووعى الجمهور، وتستمر ويمكن مشاهدتها أكثر من مرة، وهو أساس الفن الإنسانى العظيم. نعم رحل، لكنه يعيش بفنه العظيم.

 

اليوم السابع المصرية في

03.01.2021

 
 
 
 
 

عمرو أديب: وحيد حامد سدد للإخوان ضربات فى مقتل

كتب أحمد عبد الرحمن

قال الإعلامى عمرو أديب، إن الكاتب الكبير وحيد حامد سدد للإخوان ضربات في مقتل، مردفا:"الإخوان شمتانين في وفاة وحيد حامد ويدعون أنه يسئ للمسلمين".

وأكد خلال تقديمه برنامج "الحكاية"، على فضائية "MBC مصر"، أن وحيد حامد كان يضرب المتطرفين في مقتل، حيث أنه كان جريئا ولم يكن يخاف

وتابع: " الحمد لله عملنا تكريم لوحيد حامد في مهرجان القاهرة السينمائى، فهو قامة كبيرة وعظيمة، وحيد حامد بدأ يكتب الجزء الثالث من مسلسل "الجماعة"، مناشدا الشركة المنتجة أن تجد كاتب جيد لاستكمالها.  

واستكمل أديب: "اللى عمل فيلم كويس وكتب رواية كويسة وأغنية جميلة ماماتش، اللى مات فقط اللى ملوش تأثير، إنما وحيد حامد لم يمت، الراجل ده قلمه كان رصاص، وجرأة وشجاعة وحيد حامد تظل مدرسة "، موجها رسالة للجماعة الإرهابية: "معندكمش نخوة ولا احترام للوفاة، كأن الموت عقاب، ما عندكم ناس ماتوا، عمرنا ما شمتنا في وفاة حد عندكم".

كان الكاتب الكبير وحيد حامد الكبير وحيد حامد، رحل عن عالمنا فجر يوم السبت، عن عُمر يناهز 77 عامًا، بعدما وافته المنية فى العناية المركزة بأحد المستشفيات إثر أزمة صحية اضطرته قبل أيام لدخول المستشفى.

يُذكر أن وحيد حامد من مواليد يوليو 1944 فى مركز منيا القمح بمحافظة الشرقية، وأقام بالقاهرة منذ العام 1963 لتبدأ رحلته الفنية التى أضافت عشرات الأعمال المهمة إلى سجلات السينما والدراما، أبرزها أفلام: طائر الليل الحزين، وغريب فى بيتى، والبرىء، والراقصة والسياسى، والغول، والهلفوت، والإرهاب والكباب، واللعب مع الكبار، واضحك الصورة تطلع حلوة، وسوق المتعة. ومسلسلات: البشاير، والعائلة، والدم والنار، وأوان الورد، والجماعة.

ولاقت أعمال المؤلف وحيد حامد إعجابا من كافة المحافل المحلية، والدولية و حاز عنها على عدة جوائز، وآخرها في  فى 2020 حاز جائزة الهرم الذهبى التقديرية لإنجاز العمر من مهرجان القاهرة السينمائى الدولى فى دورته الـ 42.

 

####

 

إياد نصار ومحمد إمام وتامر حبيب ينعون وحيد حامد بكلمات مؤثرة

ذكى مكاوى

يواصل النجوم التعبير عن حالة الحزن، بعد فقد الكاتب الكبير وحيد حامد خلال ساعات مبكرة من فجر أمس السبت، بعدما خلّف صدمة كبيرة فى قلوب محبيه ممن تعلقوا بأعماله طوال سنوات، حيث حرص أكثر من فنان أيضا على المشاركة فى نعى الكاتب الراحل مؤخرا، مثلما حصل مع الفنان محمد إمام والفنان إياد نصار، بالإضافة إلى المؤلف تامر حبيب.

فقد نشر الفنان محمد إمام صورة لبوسترات أعمال الكاتب الراحل، وكتب: "لو هختار أعمل فيلم، من أفلام زمان.. كنت هختار أى فيلم كتبه وحيد حامد.. وداعاً أستاذ وحيد".

محمد امام على انستجرام

فى حين كتب الفنان إياد نصار عبر "إنستجرام": "صاحب الفضل الأكبر.. كل كلمات لا تكفى.. سأدعي لك في كل صلاة.. في جنات الخلد إن شاء الله.. لا حول ولا قوة إلا بالله.. وداعا وحيد حامد".

أما المؤلف والسيناريست تامر حبيب فكتب: "مفيش كلام يتقال فى فراقك.. هاتوحشنى قوى".

يُذكر أن وحيد حامد من مواليد يوليو 1944 فى مركز منيا القمح بمحافظة الشرقية، وأقام بالقاهرة منذ العام 1963 لتبدأ رحلته الفنية التى أضافت عشرات الأعمال المهمة إلى سجلات السينما والدراما، أبرزها أفلام: طائر الليل الحزين، وغريب فى بيتى، والبرىء، والراقصة والسياسى، والغول، والهلفوت، والإرهاب والكباب، واللعب مع الكبار، واضحك الصورة تطلع حلوة، وسوق المتعة. ومسلسلات: البشاير، والعائلة، والدم والنار، وأوان الورد، والجماعة.

ولاقت أعمال المؤلف وحيد حامد إعجابا من كافة المحافل المحلية، والدولية، وحاز عنها على عدة جوائز، وآخرها فى 2020 حاز جائزة الهرم الذهبى التقديرية لإنجاز العمر من مهرجان القاهرة السينمائى الدولى فى دورته الـ42.

 

####

 

أشرف زكى: وحيد حامد اقتحم ملف الإخوان ودافع عن وطنه بـ"الجماعة".. فيديو

عمار محسن

قال نقيب الممثلين الدكتور أشرف زكى ناعيا رحيل الكاتب الكبير وحيد حامد إن العظماء لا يرحلون لأن أعمالهم خالدة والمبدع والفنان لا يموت، حيث كان المخرج الراحل محبا لوطنه ويدافع عن وطنه في أعماله بداية من مسلسل "العائلة" وكان أول من تنبأ بظهور الإخوان في المجتمع، وتناول تفاصيل ذلك الملف الشائك في مسلسله "الجماعة".

وأكد أن الحالة الصحية للكاتب الكبير تدهورت وتم نقله لأحد المستشفيات منذ 10 أيام بعد تعرضه لأزمة قلبية، فضلاً عن معاناته من متاعب بالرئة، دخل بسببها غرفة العناية المركزة خلال الثلاثة أيام الأخيرة قبل وفاته.

وعن تكريمه قال نقيب الفنانين إن الوسط سيجهز لتكريمه بداية من وزيرة الثقافة حيث نقدم التكريم الذى يليق بتاريخه الكبير.

وكان آخر ظهور للكاتب الكبير كان في إحدى ندوات مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، والذى تم تكريمه في افتتاح دورته الـ42، " لإنجاز العمر، لمسيرته المهنية الممتدة الكبيرة وقدم أكثر من 40 فيلما، وحوالي 30 مسلسلا تلفزيونيا وإذاعيا.

 

####

 

كيف وثق وحيد حامد تكفير سيد قطب للمجتمع فى الجماعة..

تعرف على التفاصيل

كتب :محمد إسماعيل

وثق الكاتب الكبير الراحل وحيد حامد فى مسلسل "الجماعة" بدقة التاريخ السرى لجماعة الإخوان الإرهابية، وكان لافتا أن بعض المشاهد التى جاءت فى المسلسل كانت ترجمة حرفية لبعض ما ورد فى مذكرات قادة وزعماء الإخوان.

ولعل أبرز مثال على ذلك النص الذى كتبه وحيد حامد فقد حاول أن ينهى حالة الضبابية حول شخص سيد قطب، وطبيعة فكره، فاستعرض كيف صاغ أفكار "جاهلية المجتمع" و"الاستعلاء بالإيمان" و"العزلة الشعورية" من خلال النقاش داخل مستشفى السجن بين محمد فهيم، "الذى أدى دور سيد قطب بإتقان شديد" ومحمد يوسف هواش وكيف نفى تهمة التكفير عن نفسه فى مواجهة عمر التلمسانى، لكن هناك مشهدا ذا دلالة عندما رفض سيد قطب أداء صلاة الجمعة، بحجة غياب الخلافة، وأهمية المشهد أن التكفيريين فقط هم من يرفضون أداء صلاة الجمعة.

سند هذه الواقعة يرجع إلى ما رواه على عشماوى فى كتابه «التاريخ السرى للإخوان المسلمين» حيث روى فى صفحة 209 عن لقائه بسيد قطب: «وجاء وقت صـلاة الجمعة، فقلت له -أى لسيد قطب-: دعنا نقم ونصلى وكانت المفاجأة أن علمت-ولأول مـرة- أنه لا يصلى الجمعة، وقال: إنه يرى- فقهياًـ أن صلاة الجمعة تـسقط إذا سقطت الخلافة، وأنه لا جمعة إلا بخلافة، وكان هذا الرأى غريباً»، ولكنى قبلته لأنه- فيما أحسب- أعلم منى.

 

####

 

أبرز قضية.. رحيل الكاتب الكبير وحيد حامد عن عمر ناهز 76 عامًا

كتب أيمن رمضان

تتناول برامج التوك شو يوميًا مجموعة من القضايا والموضوعات المهمة التى تخص الشأن الداخلي والقضايا العالمية، وكانت أبرز هذه القضايا التى عرضت ببرامج مساء السبت، هى رحيل الكاتب الكبير وحيد حامد ، الذى وافته المنية فجر السبت،عن عمر ناهز 76 عامًا، فى العناية المركزة بأحد المستشفيات إثر أزمة صحية اضطرته قبل أيام لدخول المستشفى.

عبر نجوم الفن عن حزنهم الكبير لفقد أحد أعمدة الفن المصرى والعربي بعد رحيل الكاتب والسيناريست الكبير وحيد حامد، الذى وافته المنية فجر اليوم السبت، عن عُمر يناهز 77 عاما، بعد صراع مع المرض وحرص عدد كبير من النجوم علي واداع الكاتب الكبير  بكلمات مؤثرة.

نعى الكاتب الصحفي خالد صلاح، رئيس مجلس إدارة وتحرير "اليوم السابع"، الكاتب والسيناريست الكبير وحيد حامد، وكتب خالد صلاح، فى تدوينه عبر حسابه بموقع "فيس بوك": "فقدت مصر ركنا من أركان قوتها الناعمة وسيفاً مرفوعاً على الجهل والتطرف والإرهاب ، فقدت مصر قلباً نابضاً بالوطنية وقلماً لم يبصر سوى الحق كما يراه وكيفما يراه لا يخشى إلا الله ولا يبتغي إلا  كلمة سواء تجتمع عليها الأمة. فقدت مصر وحيد حامد. وفقدناه نحن أستاذاً ومعلماً وملهماً وصديقاً. وليرحم الله كل الأحبة".

كما نعى الفنان أشرف زكي نقيب المهن التمثيلية، الكاتب والسيناريست الكبير وحيد حامد، حيث نشر زكي صورة له عبر حسابه بموقع "انستجرام"، معلقا عليها قائلا: "وداعا يا من علمتنا وأسعدتنا".

 

####

 

أفضل مداخلة..

إلهام شاهين تكشف آخر كلمات ورسالة الراحل وحيد حامد

كتب أيمن رمضان

تستقبل البرامج التليفزيونية الحوارية، المعروفة إعلاميًا ببرامج الـ"توك شو"، فى فترة المساء، يوميًا، العديد من التصريحات ذات الأهمية، حيث تتضمن أهم القضايا التى تشغل بال المواطنين والرأى العام، محليًا ودوليًا، من عدة مسئولين، ومواطنين عاديين، لمناقشتها، وطرح مقترحات لحلها، والعمل عليها، ويرصد "اليوم السابع" أفضل مداخلة جاءت بهذه البرامج ليقدمها لقرائه ومتابعيه، حيث تأتى أفضل مداخلة:" إلهام شاهين تكشف عبر تليفزيون اليوم السابع آخر كلمات ورسالة الراحل وحيد حامد".

قالت الفنانة إلهام شاهين، إن الراحل وحيد حامد ساهم فى تشكيل وعى الكثير من الأجيال وليس جيل واحد، مضيفة أن الكثير من الفنانين تعلموا من فنه وكتابته وتأثروا به كثيراً.

وأضافت الفنانة إلهام شاهين، خلال التغطية الخاصة بتلفزيون اليوم السابع، والتى قدمتها الزميلة شروق وجدى، وأعدها الزميل أحمد حسنى، أن الراحل وحيد حامد خلال آخر لقاء له بمهرجان القاهرة السينمائى، اجتمع بعدد من الفنانين، مستطردة: "قالنا فى آخر لقاء بنا، خلى بالكم من نفسكم، خلى بالكم من نفسكم، حسيت إنه فعلا بيودعنا"، مؤكدة أن ندوته بالمهرجان كانت مظاهرة حب عظيمة من قبل محبيه.

وأشارت إلى أن فيلم سوق المتعة كان أول فيلم فى تاريخ السينما المصرية ينظم له حفلات منتصف الليل، نظراً لنجاحه الشديد، خاصةً أنه عرض فى أوقات بعيدة عن الأعياد، وأرسى قاعدة جديدة فى السينما، موضحة أن فيلم "الهلفوت" ظل يعرض فى السينما لمدة سنة كاملة.

 

####

 

"اتكلمى إنتى مش على رأسك بطحة"

إلهام شاهين توضح دعم وحيد حامد لها أيام الإخوان

كتب أحمد حسنى

قالت الفنانة إلهام شاهين، إن الفن فقد شخصية قيمة لا تنسة، وسيظل حياً رغم رحيل جسده، موضحة أنها تعلمت من كواليس أفلام " الهلفوت"، و"سوق المتعة"، مؤكدة أن وحيد حامد له تأثير في وجود اسم إلهام شاهين.

وأضافت الفنانة إلهام شاهين، خلال التغطية الخاصة بتلفزيون اليوم السابع، والتي قدمتها الزميلة شروق وجدى، وأعدها الزميل أحمد حسنى، أنها تعلمت من الراحل وحيد حامد، الصدق والشجاعة والثقة بالنفس، مشيرة إلى أنه أيام حكم الإخوان، كان وحيد حامد سنداً وحامى لها، مستطردة:" كان بيقولى اوعى تسكتى إنتى مش على رأسك بطحة، إنتى صح، فكنت بستمد منه قوتى الأيام دى".

وأشارت شاهين، إلى أن وحيد حامد قريب من الناس بشكل كبير، ويمتلك وعى وثقافة كبيرة للغاية، فيجيب على سؤال بحجة وبراهين، نظراً لثقافته الكبيرة.

 

####

 

أخت السندريلا تكشف:

وحيد حامد كان يعتزم كتابة فيلم عن سعاد حسنى

زينب عبداللاه

كشفت جيهان عبد المنعم أخت سعاد حسنى عن أنها اتفقت مع الكاتب الكبير وحيد حامد قبل وفاته على كتابة سيناريو فيلم عن حياة السندريلا.

وقالت أخت سعاد حسنى فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع": "أكتب قصة حياة السندريلا منذ مولدها حتى وفاتها خاصة الجانب الاجتماعى من حياتها والذى لا يعرفه أحد وتحدثت مع الكاتب الكبير وحيد حامد قبل وفاته وعرضت عليه كتابة سيناريو للقصة بعد انتهائى من الكتاب لتحويلها إلى فيلم سينمائى وأبدى ترحيبه الشديد وأكد أنه يتشرف بكتابة قصة حياة السندريلا"

وتابعت أخت السندريلا: "للأسف رحل الكاتب الكبير قبل أن ينتهى من كتابة القصة وهو أمر محزن وخسارة للوطن".

وأوضحت: "كان وحيد حامد خير من يكتب هذا السيناريو وبعد وفاته أقع فى حيرة فى اختيار من يقوم بهذه المهمة الكبيرة، خاصة أن الكتاب يحوى الكثير من المفاجآت والمعلومات التى لا يعرفها أحد عن سعاد وعن شخصيتها وحياتها الخاصة"

وأشارت جيهان عبد المنعم إلى أنها أخت السندريلا من الأم قائلة: "إحنا  6 وسعاد اللى مربيانا لأنها عاشت مع أمى هى وشقيقتيها كوثر وصباح بعد طلاق أمى من كمال حسنى والد سعاد وكان عمر السندريلا وقتها 3 سنوات ورباها أبى حتى وصلت لسن 14 سنة"

وأوضحت: "والدى عبد المنعم حافظ كان مفتشًا فى التربية والتعليم وكان إبراهيم سعفان مدرسًا وزميلاً له فى المدرسة قبل احترافه الفن، واستعان به والدى لتعليم سعاد القراءة والكتابة، كما كان والدى صديقًا لعبد الرحمن الخميسى، وهو الذى عرف سعاد به لتقوم ببطولة فيلم حسن ونعيمة".

وقالت أخت السندريلا: "كان فرق السن بينى وبين سعاد 15 سنة، وكانت تعاملنا كأبنائها وتصطحبنا لشراء ملابس العيد وكانت ترتبط بنا بشكل كبير".

وأكدت أخت سعاد حسنى أن مسلسل السندريلا الذى عرض بالتلفزيون كان مليئا بالأخطاء، وأغفل العديد من المعلومات عن الحياة الحقيقية لسعاد حسنى لذلك قررت تكتب كتاباً تصحح فيه هذه الأخطاء وتسلط الضوء على الحياة الاجتماعية والإنسانية التى لا يعرفها أحد عن السندريلا، مؤكدة أن هذا الكتاب يختلف عن الكتاب الذى ألفته شقيقتها جنجاه وحمل عنوان: "سعاد ..أسرار الجريمة الخفية" والذى ركز على جريمة قتل السندريلا فقط.

وتابعت: "وحيد حامد قاللى لما تخلصى القصة هاتيها ده شرف ليا"

أما عن رؤيتها للفنانة التى يمكن أن تكون بطله لهذا العمل فقالت أخت السندريلا :" مش شايفة أى ممثلة يمكن أن تقوم بدور سعاد ، ومنى زكى مستبعدة تماما، خاصة بعد قيامها بدور سعاد فى المسلسل الذى يحوى أخطاء عن حياتها وأرى أنها فشلت فى تقديم شخصية السندريلا"

 

####

 

100 مجموعة قصصية..

"القمر يقتل عاشقه" هتاف المنسيين فى حكايات وحيد حامد

كتب محمد عبد الرحمن

بدأ الكاتب والسيناريست الكبير وحيد حامد مسيرته الإبداعية بكتابة القصة القصيرة والمسرحية فى بداية مشواره الأدبي، ثم اتجه إلى الكتابة الدرامية والسينمائية فقدم العديد من الأعمال الدرامية والمسلسلات.

نشر له الشاعر صلاح عبد الصبور، مجموعته القصصية الأولى "القمر يقتل عاشقه" في عام 1971، في سلسلة "كتابات جديدة " التي قدمت يحيى الطاهر عبد الله وأقرانه.

وبعد أن تم إصدار المجموعة ذهب الكاتب الكبير وحيد حامد وقتها إلى الكاتب الكبير يوسف إدريس الذى يعتبره هو والأديب نجيب محفوظ والكاتب المفكر عبد الرحمن الشرقاوى، أساتذته الذين رأوا فيه الموهبة وفكره إلا أن الكاتب يوسف إدريس، نصحه بالكتابة في مجال الدراما، وهو ما فعله ونجح فيه.

وبحسب كتاب "التيارات المعاصرة في القصة القصيرة في مصر" للدكتور أحمد الزغبى، فإن وحيد حامد فى قصته (القمر يقتل عاشقه) يطرح مأساة الإنسان المسحوق اجتماعيا، والمعدم ماديا، الذي أودى بحياته في نهاية المطاف، فبطل القصة لا يجد له مكانا في هذا العالم وكانه دخيل عليه، ويمتاز طابع القصص بالرمزى، فالأحداث التى يستحضرها الكاتب مهما كانت أسطوريتها إلا أنه يرمز من خلالها إلى قضايا مختلفة من حياتنا.

وقصة "مرحبا أيها الموتى" من القصص الرمزية التي اتخذت اللامعقول أسلوبا في بنائها الفني وفى أحداثها وأجوائها، وهى قصة بلد بعث بها الموتى بأعداد هائلة وزحموا الأحياء، فلم تستطيع البلد استيعاب الأحباء الجدد الموتى ويعجز العلم والسياسة والدين عن تفسير هذها الظاهرة.

والكاتب يحاول تجسيد طموح الإنسان وهمومه التي بلغت في قصته حد اللامعقول، إذ يلجأ إلى الرمز حبنا وإلى المونولج الداخلى حبنا آخر، وكثيرا ما يلقى الضوء على الماضى السحيق الذى ساهم في مأساته، وهكذا كانت العناصر الفنية في القصص قد شكلت نصوصا تعبيرية تجاوزت المعقول في أحداثها.

 

####

 

الإرهابية تصدر بيانا تتشفى بوفاة وحيد حامد..

نائب المرشد السابق: فضح التنظيم

كتب كامل كامل

بكلمات تحتوى على التشفى الصريح دون الحاجة إلى أى تفسيرات، نشرت جماعة الإخوان الإرهابية بيانا عبر موقعها الرسمى حول وفاة الكاتب والسيناريست الكبير وحيد حامد، زاعمه أنه – أى وحيد حامد- كان يقدم أعمالا فنية تساند توجهات السلطة، وتنال من خصومها ومعارضيها، الأمر الذى يكشف للجميع شماتة الجماعة الإرهابية فى الموتى.

بدوره أنتقد محمد حبيب نائب مرشد جماعة الإخوان السابق، تصرف جماعة الإخوان الإرهابية، مؤكدا أن بيان الإرهابية ردا من التنظيم على ما كشفه وحيد حامد عن حقيقة التنظيم.

وقال "حبيب": "وحيد حامد كاتب عبقرى واستطاع أن يضع النقاط على الحروف على نشأة الجماعة، وقد فضح فكر الإخوان للمواطن البسيط".

ووثق الكاتب الكبير الراحل وحيد حامد فى مسلسل "الجماعة" بدقة التاريخ السرى لجماعة الإخوان الإرهابية، وكان لافتا أن بعض المشاهد التى جاءت فى المسلسل كانت ترجمة حرفية لبعض ما ورد فى مذكرات قادة وزعماء الإخوان.

ولعل أبرز مثال على ذلك النص الذى كتبه وحيد حامد فقد حاول أن ينهى حالة الضبابية حول شخص سيد قطب، وطبيعة فكره، فاستعرض كيف صاغ أفكار "جاهلية المجتمع" و"الاستعلاء بالإيمان" و"العزلة الشعورية" من خلال النقاش داخل مستشفى السجن بين محمد فهيم، "الذى أدى دور سيد قطب بإتقان شديد" ومحمد يوسف هواش وكيف نفى تهمة التكفير عن نفسه فى مواجهة عمر التلمسانى، لكن هناك مشهدا ذا دلالة عندما رفض سيد قطب أداء صلاة الجمعة، بحجة غياب الخلافة، وأهمية المشهد أن التكفيريين فقط هم من يرفضون أداء صلاة الجمعة.

 

####

 

وحيد حامد والإخوان.. الإرهابية تواصل الشماتة في مؤلف مسلسل الجماعة ببيان يحوى كلمات تشفى.. نائب المرشد السابق: الراحل كشف حقيقة فكر الإرهابية للمواطن البسيط.. وباحث: فضح تسترهم بالدين لتحقيق أغراضهم الدنيئة

كتب كامل كامل – محمد إسماعيل

منذ لحظة إعلان خبر رحيل الكاتب والسيناريست الكبير وحيد حامد، فجر أمس السبت، عن 76 عاما، بعدما وافته المنية فى العناية المركزة بأحد المستشفيات إثر أزمة صحية اضطرته قبل أيام لدخول المستشفى، وقامت اللجان الإلكترونية لجماعة الإخوان الإرهابية بدروها الدنيء، ولم يتوقف الأمر عند اللجان الإلكترونية بل بكلمات تحتوى على التشفي والشماتة الصريحة دون الحاجة إلى أي تفسيرات، نشرت جماعة الإخوان الإرهابية بيانا عبر موقعها الرسمي حول وفاة الكاتب والسيناريست الكبير وحيد حامد، زاعمه أنه – أي وحيد حامد- كان يقدم أعمالا فنية تساند توجهات السلطة، وتنال من خصومها ومعارضيها، لتواصل بهذا البيان الخبيث حالة الشماتة في المؤلف الكبير.

لماذا شماتة الإخوان في وحيد حامد

بدوره انتقد محمد حبيب نائب مرشد جماعة الإخوان السابق، تصرف جماعة الإخوان الإرهابية، مؤكدا أن بيان الإرهابية ردا من التنظيم على ما كشفه وحيد حامد عن حقيقة التنظيم.

وقال "حبيب": "وحيد حامد كاتب عبقري واستطاع أن يضع النقاط على الحروف على نشأة الجماعة، وقد فضح فكر الإخوان للمواطن البسيط".

موجات من الشماتة عكستها تغريدات الإخوان وأنصارهم على خبر وفاة الكاتب الكبير وحيد حامد، حيث تم توجيه اتهامات للرجل تصل إلى التكفير، فلماذا كل هذه الضجة المخالفة للإنسانية؟

التصدى للفكر الإخوانى

وحيد حامد رحمه الله كان واحدا من أهم من تصدوا لأفكار جماعة الإخوان وفضح تسترهم بالدين لتحقيق أغراضهم الدنيئة من خلال القلم والكلمة والفن ولهذا كرهه الإخوان ومن على شاكلتهم، هذا ما قاله هشام النجار الخبير فى شؤون الجماعات الإسلامية، مشيرا إلى أن الإخوان يضعون صنفين من البشر فى مقدمة أعدائهم التاريخيين الصنف الأول من يكبح مشروعهم فى السلطة ويحول بالوسائل السياسية، والمناورات التكتيكية التى تراوح بين ما هو أمنى وما هو سياسى لإفشال مخططاتهم المتعلقة بالاستيلاء على الدولة المصرية ورهنها لمشروعهم ولذلك تجد أن أعدى أعداء الإخوان رجل كعبد الناصر والسادات والرئيس السيسي.

وأضاف، "والصنف الثانى هم من يقومون بتعرية أفكار ومناهج الإخوان وكشف حقيقتهم للناس وبيان أنهم أبعد ما يكونون عن الالتزام الدينى الصحيح المخلص لوجه الله كما يعرفه المصريون، وكما أنزله الله على نبيه صلى الله عليه وسلم وإنما يستخدمونه ويطوعونه ويحرفون نصوصه لخدمة أطماعهم وهو ما أنتج نسخة مشوهة مسيسة للإسلام يحملها أناس يرتكبون كل ما ينهى عنه الإسلام من الكذب والخداع والاختلاس والتزييف وسفك الدماء البريئة وإرهاب البشر."

وتابع: "هذا هو ما اجتهد فى توضيحه وحيد حامد عبر عشرات المقالات والأفلام والمسلسلات الناجحة جماهيريا.. ولذلك يكنون له بعضا شديدا كما يكنون ذلك لكل كاتب ومفكر ومثقف اجتهد فى بيان الحقائق للناس فى حين بذل الإخوان قصارى جهدهم لتغييب تلك الحقائق واخفائها حتى يتمكنوا من خداع أكبر عدد ممكن بهدف مساندتهم فى تنفيذ مخططاتهم التى لا تنصر وطنا ولا إسلاما إنما فى حقيقتها هدم الاوطان وتشويه للإسلام العظيم".

وأوضح أن هذا كله يوضح مكانة الكاتب والمفكر وأهمية دوره فى التصدى لهذه الأخطار ووحيد حامد كان فى مقدمة الصفوف محاربا متمرسا لا يشق له غبار متمكنا من حرفته وعالما متعمقا بإشكاليات هذا الملف الشائك وهو ما مكنه من طرح أعمال فكرية وفنية فى غاية الأهمية ستظل أحد أسلحة الشعب المصرى والعربى فى معركة الفكر والوعى ضد جماعات الزيف والخداع وراغبى المال والشهرة والسلطة على حساب الاوطان وعلى حساب الدين الإسلامى الحنيف.

 

####

 

اليوم السابع ينفرد بأول قصة كتبها الراحل وحيد حامد وأول مقال عنه.. الناقد شعبان يوسف يكشف بدايات "الأستاذ" منذ 55 عاما.. ويؤكد: أحد مؤسسى ظاهرة جيل الستينيات القصصي.. وماذا قالت عنه فاطمة موسى فى "المجلة"؟

ننشر للشاعر والناقد شعبان يوسف، مقالاً عن الكاتب الراحل وحيد حامد، يبين فيه علاقته بفن القصة القصيرة، وعلاقته بيوسف إدريس، وما كتبته عنه الناقدة الكبرة فاطمة موسى.

المناخ:

الجو كان محتدمًا للغاية بين عامى 1964 و1967 فى مصر، صراعات سياسية معلنة ومستترة بين الأجهزة السياسية وبالتالى الثقافية والفنية، لم تتوقف الصراعات بين الأجهزة والتيارات والمؤسسات فقط، بل امتدت للقيادات عامر وناصر، وكانت الحركة الأدبية تعمل على قدم وساق، والأسماء الجديدة الشابة بدأت تبرز، ونشر إبراهيم أصلان ومحمد البساطى وجمال الغيطانى ويحيى الطاهر عبد الله، وغيرهم قصصهم الأولى، وكان يوسف إدريس المسئول الثقافى فى مجلة الكاتب الطليعية، ونشر قصة "المظاهرة" لبهاء طاهرة فى مايو 1964، وقدمها بشكل حماسى بالغ، كذلك قال بأن قصة هذا الشاب بهائية طاهرية جدا، واحتفى بها كما لم يحتف بكاتب آخر، وكان هذا الاحتفاء فى محله، وفى موقعه تماما، بينما قدّم يحيى الطاهر عبد الله فى أغسطس عام 1965 عندما نشر له قصة "محبوب الشمس" بقدر من الريبة والانتقاص من شأن يحيي، ربما لأن قصة يحيى الطاهر عبد الله كانت صفارة الإنذار الأولى لبداية جديدة للقصة القصيرة، ومن ثم كان إدريس يرى بأن يحيى الطاهر كان متعجلا، وهنا خالفه الصواب، لأن يحيى شقّ طريقه بقوة شديدة، وبرع أسلوبه، ولمع بين أبناء جيله كله فى ذلك الوقت، وتفوق على كثيرين، ومن بينهم بهاء طاهر "مرشح يوسف إدريس الأول"، ولكن بهاء طاهر كان مستغرقا فى الكتابة لنقد المسرح، وبالتالى فى إخراج مسرحيات البرنامج "الثانى"، وكانت القصة القصيرة تأتى فى المرتبة الثانية أو الثالثة، ورغم هذا كانت هناك عوامل وحدة وصراع بين كتّاب القصة، الوحدة التى كانت شبه مفروضة على الكتّاب الطليعيين الجدد فى مواجهة الجيل الأسبق، وهيمنته على نوافذ النشر الكبرى، والصراع بينهم على تجويد الكتابة السردية، وفى هذا الجو والمناخ جاء وحيد حامد، الطالب فى كلية الآداب، والذى نجح فى تمرير نشر بعض قصصه وهو فى العشرين من عمره، وكذلك حصل على وظيفة حكومية إلى جانب دراسته الجامعية، حيث أنه كان مغتربا، وبالتالى كان يبحث عن منافذ رزق كريمة، وانعكس كل ذلك على كتابته، وكان قد فاز فى مسابقة قصصية عام 1963.

حكايته مع يوسف إدريس

هناك حكاية يحكيها الكاتب والسيناريست الكبير وحيد حامد، عندما بدأ طريق الكتابة فى منتصف الستينات، وتعرّف على الكاتب والمبدع الذى كان اسمه يهزّ الآفاق، أقصد الدكتور يوسف إدريس، كاتب القصة القصيرة الأول فى مصر والعالم العربى، وبعدما قرأ إدريس بعض نماذج من قصص وحيد حامد، لم يقل له رأيه بشكل مباشر، ولكنه أشار له بإصبعه من نافذة مؤسسة الأهرام قائلا: "هل ترى هذا المبنى الذى أمامنا؟"، وعندما أجاب وحيد حامد بـ"نعم"، قال له إدريس بثقة، وربما بمحاولة للتخلص من أن يقول رأيه بوضوح: "مكانك هناك يا وحيد!".

كان ذلك المبنى الذى أشار إليه إدريس للكاتب الشاب وحيد حامد، هو مبنى الإذاعة والتلفزيون، ولم يكن إدريس يمدح الكاتب الشاب الذى مازال كاتبا مبتدئا للقصة القصيرة، ولكن يوسف إدريس كان يريد أن يقول لوحيد: "أنت لا تصلح لكتابة القصة القصيرة، ولكنك تصلح لكتابة التمثيليات"، وبالطبع كان إدريس ينزّه فن القصة تماما، عن فن السيناريو والتمثيليات والحواديت، ورغم أن الحكاية كانت مجرد موقف عابر، إلا أن وحيد حامد صدقّها وآمن بها، واتجه بالفعل إلى كتابة السيناريو، وكانت النتيجة هذا الانقلاب الذى أحدثه ذلك الفنان الكبير فى فنّ السيناريو، وتبقى حكايته مع فن القصة القصيرة، وكأنها خبر مجهول، ومطوى فى صحائف قديمة، ولا يريد أحد أن يتذكره، رغم أنه كان حدثا هاما فى حينه، ويعتبر وحيد حامد أحد المؤسسين الأوائل لظاهرة كتّاب جيل الستينات فى القصة القصيرة.

بدايات الكتابة القصصية

إذن متى بدأ وحيد حامد كتابة القصة القصيرة، نستطيع أن نلتقط الإجابة من مجلة المجلة، وفى عدد أغسطس عام 1966، وكان وحيد قد بلغ توّا الواحدة والعشرين من عمره، إذ أنه من مواليد 1 يوليو عام 1945، فى منيا القمح، وكان مازال طالبا بكلية الآداب، جامعة عين شمس، وكان قد نشر قصصه من قبل فى صحف ومجلات "المحرر" و"الجمهور الجديد"، و"الشبكة"، و"الحرية اللبنانية"، وهذا ما أنبأتنا به مجلة "المجلة" التى كان يرأس تحريرها رفيع المقام الكاتب يحيى حقى، واستطرد محرر "المجلة" فى تعريف الكاتب الشاب بأنه :" فاز بإحدى جوائز نادى القصة عام 1963، وترجمت قصته (التمثال) إلى اللغة التشيكية!، وكان المسرح الحديث سيقدّم له مسرحية (ديك عجوز فى قفص)، كما كان قد شرع بالفعل فى كتابة بعض التمثيليات التلفزيونية، والمدهش أنه كان يعمل_رغم أنه كان طالبا_ بلجنة المساعدات الأجنبية بوزارة الحربية، وهذه وظيفة غريبة جدا فى هذا العمر المبكر.

قصة "الليل"

لم تكن هذه المعلومات منشورة فى المجلة بشكل مجرد، ولكنها كانت مصحوبة بإحدى قصص الكاتب الشاب، وكانت القصة ضمن عدد كامل رصدته المجلة للجيل الجديد، وقد نشر فى ذلك العدد يحيى الطاهر عبد الله وإبراهيم أصلان ومجيد طوبيا ومحمد حافظ رجب وغيرهم، وحظيت كل قصة بنقد رصين لناقد كبير، وكان من حظّ وحيد، الناقدة وأستاذ الأدب الانجليزى الدكتورة فاطمة موسى، والتى قدمت قراءة موضوعية للقصة، وكانت القصة تحمل عنوان "آخر الليل"، وهى تتحدث عن موظف صغير جدا، لا يكاد راتبه يكمل نصف الشهر، وفى آخر يوم من الشهر، تبقى سبعة قروش ونصف، ماذا يفعل بهذا المبلغ، كان بطل القصة يحب السينما، فدخل أحد الأفلام العنيفة، وظل داخل السينما حتى ما بعد منتصف الليل، وعندما خرج من السينما، كانت المواصلات العامة قد توقفت عن العمل، وكان جيبه كذلك خاوى الوفاض، ولا يحمل أى نقود، فاضطر أن يسير على قدميه حتى مسكنه الذى ينزوى فى ميدان السيدة زينب، وفى الطريق صادفته مفاجآت عجيبة للغاية، حتى وصل إلى محل سكنه، حيث كانت مياه المجارى طافحة لدرجة جعلته "يشمّر عن بنطاله"، ورصدت الدكتورة فاطمة موسى ذلك التناقض الذى يبرز فى القصة، حيث إن البطل كان يحلم بجلب هدايا إلى خطيبته، وتراوده أحلام سعيدة كذلك، فى الوقت الذى يغوص فى مياه قذرة، هذا التناقض الرمزى الذى كان يواجه الموظفين بضراوة، وكافة الطبقات الفقيرة التى تدهسها الحالة الاجتماعية.

فاطمة موسى

لم تكن القصة تكرّس كتابة قصة اجتماعية سطحية، بل كان الأديب الشاب يستخدم أساليبه الفنية التى كانت جديدة فى ذلك الوقت، ونستطيع أن نقول بأن تلك الأساليب كانت تعمل على الوقوف أمام القصة الخمسينية، وبالتحديد القصة الإدريسية، لذلك برع وحيد حامد فى استخدام تيار الوعى الذى كان جديدا آنذاك، وكان الجيل الجديد متأثرا بمدرسة الرواية الجديدة الفرنسية، تلك الرواية التى رفع لواءها آلان روب جرييه وكلود سيمون وناتالى ساروت، وراجت أفكار تقنياتهم فى العالم كله، وبالطبع تبناها كتّاب مصريون وعرب، وكان وحيد حامد من أبناء هذه المدرسة الجديدة بامتياز.

وجاء نص المقالة:

مازال موضوع الموظف الصغير يشغل بال كتاب القصة عندنا منذ خرج الرعيل الأول منهم من كم معطف جوجول، على حد تعبير أستاذنا الدكتور حسين فوزى، براتبه الذى بتبخر فى الأيام الأولى من الشهر، وآماله العريضة التى لا تتناسب وإمكانياته المحدودة، وتأنقه بما لا يطابق واقعه الفقير، نموذج صوَّره عديد من كتاب الرواية وخلده نجيب محفوظ فى ذلك الجمع من صغار الموظفين الذى تحفل به قصصه فى مرحلته المتوسطة، حسين وحسنين فى بداية ونهاية، ومحجوب عبد الدايم فى القاهرة الجديدة، وغيرهم كثيرون، إلا أن مثل هذا "البطل ما زال قرة عين القصة القصيرة وخاصة من الشباب – وقد يتخذ أحيانا سمة الطالب الغريب النازح من قرية يعيش بجنيهات قليلة وسط مدينة غنية زاخرة بالمغريات – وقد تختلف نظرة الكاتب إلى هذه البطل من تقمص صريح لشخصيته وتحمل لعب متاعبه على تفاهتها، إلى رثاء له أو سخرية طفيفة من ضيق أفقه وانحباسه فى دائرة – (وهذا نادر ومرتبط غالبا بنضج الكاتب وقدرته على فرض مسافة كافية بينه وبين موضوع قصة) إلا أنهم جميعا يرونه جديرا بالاحتفال، ويتوسمون فى شخصه وفى تجاربه – على فقرها – مادة غنية بالإمكانيات الفنية.

وقد اختار كاتب القصة التى بين أيدينا "لقطة" بارعة فى حياة هذا الشاب الموظف مغامرة فى آخر ليلة فى الشهر، وهى تمثل فى حياته قرار عودة الإحباط التى يتردى فيها بعد فوات الأيام الأولى من الشهر، بينما الغد المرتقب من قمه أماله، ومعقد أحلامه "بذلة كاملة وتليفون لسناء، وجلسة فى كازينو النهر" وهو حلم على تواضعه بعيد المنال قليل التحقيق، فكما أن أول الشهر آت لا ريب فيه، فآخره يتبع أوله بنفس الرتابة والنظام.

وتجربة البطل فى هذه الليلة تؤكد تلك الخصائص التى قدمنا ذكرها: وحدته وعربته والتناقض بين مظهره المتأنق وحقيقة إمكانياته (قميص لينوه وارد من الخارج، وجيب مفلس ليس به إلا خمسة قروش تعريفة وخمس سجائر فرط).

ورحلة آخر الليل ليست مجردة "مشوار" من الجيزة إلى السيدة زينب مشيا على الأقدام لأنه لا يجد اتوبيسا ولا يمكك أجرة تاكسى، ولكنها رحلة من دنيا الأحلام التى يعيش فيها الملايين، فى عالم السينما حيث كل شىء رائع باهر، والبطل قوى ممتاز، والبطلة رقيقة تنتظر نتيجة المعركة فى (صدرها يعلو ويهبط)، والخير ينتصر ابدا والقصة تنتهى بقبلة طويلة رائعة إلى حارة السادات حيث ماء المجارى يغمر الأرض والبطل يضطر إلى خلع حذائه وجوربه والخوض فى الماء حافيا، وزوجان يتشاجران بعد منتصف الليل شجارا روتينيا وجموع الصراصير فى الشقة الصغيرة المتربة.

والرحلة بهذا المعنى نموذج مصغر لنمط حياة هذا الشاب فى تأرجحها بين قطبى الحلم والواقع والظاهر والباطن.

على أن ما يصيب القصة خلوها من من الحركة progression وبالرغم من براعة "اللقطة" فهى تنتهى من حيث بدأت، فلم يطرأ على البطل تغير يذكر، ولم يخرج من رحلته بجديد فى نفسه، وقد يقع له نفس الحادث غدا أو بعد عام ويسير فى نفس الطريق ويفكر فى نفس الأشياء ولا فرق بينه واليوم والغد.

وليس هذا عيبا فى حد ذاته لو أن الكاتب قد جعل بيننا وبين البطل من المسافة، ما يسمح بأن نراه فى ابعاده، ونتأمله ككل، ونفهم من تجربته ما لا يفهم فيشرق ذهننا بمعنى للقصة يخرج بها عن مجرد حادث مزيف وقع لموظف مفلس فى آخر الشهر.

وقد صدرت له بعد ذلك عام 1971، مجموعته القصصية "القمر يقتل عاشقه"، وأهداها إلى "جيل من الشبان يسعى بجهد وإصرار.. إلى جيل هو الأمل .. أقدّم (القمر يقتل عاشقه)"، واحتوت المجموعة على ثلاث عشرة قصة، وهى "مجرد قرش، آخر الليل، الخطر، الفرس، وجبة بعد منتصف الليل، الإنسان والدنيا، التمثال، لن يفتر قلبى، باقة الورد، ذكريات فردة حذاء، مرحبا أيها الموتى، القمر يقتل عاشقه، قابيل فى نزهة"، ولاقت المجموعة ترحيبا جيدا، حيث أن نقّادا كبارا كتبوا عنها فى ذلك الوقت، ولكن كان وحيد حامد قد سمع نصيحة يوسف ادريس، وهى الاتجاه إلى كتابة السيناريو، وبذلك أهدانا يوسف إدريس دون أن يدرى، كاتبا عظيما للسيناريو، وهكذا لم نخسر كاتبا للقصة القصيرة، ولكننا كسبنا كاتبا للسيناريو هو مدرسة قدّمت الكثير والثمين للسينما المصرية.

 

####

 

وحيد حامد يودع إلهام شاهين وليلى علوى بتلك الكلمات

سارة صلاح

لم تكن تعلم النجمتان ليلى علوى وإلهام شاهين، أن حديث الكاتب الكبير وحيد حامد لهما فى ندوته بمهرجان القاهرة السينمائى سوف تكون الأخيرة، كأنه حرص على وداعهما، حيث إنه بعد ندوة وحيد حامد، فى مهرجان القاهرة السينمائى اتجهت إلهام شاهين برفقة ليلى علوي إلى كواليس المسرح لمقابلته، وكل ما قاله لهما وكرره: "خدوا بالكم من نفسكم".

رحل الكاتب والسيناريست الكبير وحيد حامد، أمست السبت، عن عُمر يناهز 77 عاما، بعدما وافته المنية فى العناية المركزة بأحدالمستشفيات، وكان آخر ظهور للكاتب الكبير وحيد حامد خلال تكريمه الشهر الماضى بمهرجان القاهرة السينمائى الدولى فى دورته الـ 42، حيث ظهر فى حفل الافتتاح، فضلا عن تواجده فى ندوة فنية أدارها الناقد السينمائى طارق الشناوى، وحضرها عدد كبير من نجوم الفنمنهم يسرا وليلى علوى و إلهام شاهين و أشرف عبد الباقي، جميلة عوض، و تامر حبيب والإعلامية مني الشاذلي، المخرج محمد العدل،السيناريست تامر حبيب، وخالد عبد الجليل مستشار وزيرة الثقافة.

وخلال الندوة قال الكاتب وحيد حامد: "عاوز أقول حاجة مهمة فى ليلة الافتتاح مفروض محضر كلمة عشان أقولها لقيت الأضواء والناسارتبكت وطلعت الكلمة من قلبى زى ما طلعت وفى المشوار الطويل بتاعى اشتغلت مع نجوم كبار زى عادل إمام نور الشريف أحمد زكىوفاروق الفيشاوى، كما أشكر ليلى علوى لموافقتها على دورها  فى مسلسل العائلة  عندها الجرأة أنها تعمل الدور وفنانات كتير رفضته".

وأضاف: "سوق المتعة يشكل عندى أهم الافلام وحيد حامد هو اللى عاش فى زمنكم وأنا شاب باخد من الناس وبدى للناس فى صياغةجميلة و بتطور جملة الحوار ولما اكتب كوميدى أو تراجيدى لم أفتعل".

وتابع:" لما بحس فى تقدم العمر و خايف من الجمود بشتغل مع مخرجين شباب عشان أجدد فكرى و منهم مروان عشان ميزعلش، ولمااشتغلت فى التلفزيون مع إسماعيل عبد الحافظ و محمد ياسين استفدت بالخبرة و الرؤية الجديدة بجددها عندى طوال السنين اللى فاتت".

وأكد وحيد حامد:" الحمد الله أنا مكنش عندى حسابات، ومعملتش حساب لحد أنا كل قرش دخل بيتى وجيبى من قلمى، ولم أكسب أى شئإلا بجهد حقيقى".

 

####

 

جمال سليمان ناعيا حاتم على:

رجل مكافح وحفر اسمه في الأعمال الفنية بماء الذهب

كتب رامى محيى الدين

نعى الفنان جمال سليمان رحيل الكاتب الكبير وحيد حامد والمخرج حاتم على، قائلا: "نعزي أنفسنا في رحيل الكاتب الكبير وحيد حامد وهذا الأسبوع شهد خسارة اثنين من العظماء هما وحيد سيف والمخرج حاتم علي".

وتابع في مداخلة عبر تطبيق زووم خلال برنامج " كلمة أخيرة " والذي تقدمه الإعلامية لميس الحديدي على شاشة ON، حاتم علي كان بالنسبة لي صديق أكثر من كونه مخرج عملت معه في باقة من أجمل أعمالي التفلزيونية  وعلاقتي به سنوات طويلة منذ عام 1975".

وتابع، معرفتي به تمتد إلى معهد الفنون المسرحية حيث كنت معيداً وقتها وكان هو طالب، وعندما تخرج عرفته كممثل ثم كمخرج وتشرفت بعملي معه، هو رجل مكافح حفر اسمه في الأعمال الفنية بماء الذهب عبر أعمال فنية عظيمة سواء في سوريا أو مصر".

وأضاف،"حاتم علي كان راجل بياكل نفسه عشان الناس وشخصية صارمة وصعبة في اللوكيشن ويهتم بأدق التفاصيل لاحترامه للجمهور وخوفه من رد الفعل".

 

اليوم السابع المصرية في

03.01.2021

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004