ملفات خاصة

 
 

كيف قدم وحيد حامد شخصيات المرأة على الشاشة؟

الشيماء أحمد فاروق

عن رحيل كاتب السيناريو

وحيد حامد

   
 
 
 
 
 
 

توفي الكاتب الكبير وحيد حامد عن عمر يناهز 76 عاما، صباح اليوم السبت، في العناية المركزة بأحد المستشفيات، إثر تدهور حالته.

طرح حامد في أعماله، سواء على شاشة السينما أو التلفزيون قضايا مختلفة وموضوعات متنوعة، اجتماعية وسياسية ورومانسية، وحصلت الأعمال التي تحمل أفكارا سياسية وتتعلق بقضايا الإسلام السياسي على صيت واسع، ولم تكن شخصية المرأة في كتاباته على الهامش أو ذات دور تكميلي يمكن الاستغناء عنها أو تقليص مشاهدها، وعلى الجانب الآخر لم يقدم نموذجا واحدا لها، بل تعددت الوجوه وفق توظيف درامي منضبط في سياقه.

لم تكن لتوضع فتيات الليل في كتابات حامد اعتباطا أو للجذب فقط أو تقديم مشاهد ساخنة، كما يصفها البعض، لكن السياق الدرامي للعمل يحكم بوجود الشخصية بسمات معينة، وفق المساحة التي تسير فيها العملية التمثيلية، ونتأكد من هذا التوظيف أن شخصية فتاة الليل اختلفت من عمل لآخر فلم تكن أكلشيه أو نمط معين توضع لتقوم بعمل جمالي أو إغراء.

سلوى شاهين في "كشف المستور"

سلوى شاهين، نبيلة عبيد، لم تكن فتاة ليل بالمعنى التقليدي، بل تحمل خلفها ملفا من نوع خاص، لأن عملها كان لخدمة جهاز أمني قوي في فترة مراكز القوى، فكان يتم استغلال جمالها في الإيقاع بالشخصيات الهامة وذات المناصب الكبرى، وبعد أن تعتزل سلوى هذا العمل وتتزوج يعاودون الاتصال بها لتقديم خدمة من نفس النوع، ويتم تهديدها بتسجيلات مصورة قديمة؛ حتى تستجيب لطلب، وعندما تحاول أن تعترض وأن تكشف الحقيقة تتعرض للقتل.

هند في "الإرهاب والكباب"

تظهر الفنانة يسرا وسط مجموعة من المحتجزات على ذمة قضية مخلة بالشرف، لكنها ترفض استقواء المحقق معها وإجباره لها على الإمضاء ضمن أقوال تفيد بممارستها الدعارة في شقة، وتتمسك بأقوالها إنها لم تفعل ذلك، ويتضح في سياق الفيلم بعد ذلك أنها لا تمتهن الدعارة بصورتها المعروفة، ولكنها تكتفي بالجلوس مع الزبائن في مطاعم الفنادق وما شابه ذلك، وهذه التفصيلة التي تحدث في البداية من علاقتها المتوترة مع زميلاتها والمحقق، هي المبرر الدرامي للشخصية في أن تنضم للبطل ومن معه من المسلحين في الفيلم.

أحلام في "سوق المتعة"

يمكن اعتبار اسم البطلة في الفيلم، أحلام، وجسدت الشخصية إلهام شاهين، دلالة على جانب من شخصيتها، فهي فتاة ليل، لكنها ذات شروط خاصة كما تعرف نفسها، تعمل موظفة في مكتب نهاراً، ولكن عملها الأساسي يختلف تماماً عن هيئتها الصباحية، تتمنى أن تتزوج وتقول: "سوق الجواز بقى يصعب على الكافر"، فقد وصلت 30 عاما ولم يتقدم أحد لها، ففكرت بطريقة مادية لكي تجد شخصاً مناسباً، فتجهز نفسها وتجمع مبلغا لشراء شقة؛ لكي توفر على الزوج نصف المسافة كما تقول، منطق مختلف يقدمه الكاتب وحيد حامد للشخصية، التي كانت هذه المقدمة عن حياتها مبرراً درامياً للسياق الذي ستتجه إليه أحلام فيما بعد وارتباط البطل بها والوقوع في حبها.

لم تكن فتيات الليل هن بطلات وحيد حامد الوحيدات، بالعكس كانت الشخصيات الأخرى البسيطة هن الأكثر استحواذاً في أغلب كتاباته، منذ أولى أعماله في الدراما التلفزيونية، قدم نماذجا للفتاة المكافحة، على سبيل المثال وليس الحصر، شخصية عفاف في مسلسل "أحلام الفتى الطائر"، وهي فتاة ريفية جامعية تقف مع أمها وأخيها الصغير ضد شخص ذو نفوذ يستقوي عليهم ويجبرهم على التخلي عن أرضهم، وأماني في مسلسل "سفر الأحلام"، التي تأتي من بلدها في دلتا مصر بحثاً عن فرصة عمل وتحقيق ذاتها في مدينة القاهرة وتواجه كثير من الصعوبات.

أما لشاشة السينما، كثرت النماذج النسائية المتنوعة، حيث قدم لنا حامد شخصية الممرضة في فيلم "غريب في بيتي"، بطولة سعاد حسني، والطبيبة التي تعاني من الاكتئاب في "الإنسان يعيش مرة واحدة" للفنانة يسرا، وبائعة الخضرة الفقيرة في "الهلفوت" للفنانة إلهام شاهين، صاحبة كشك لبيع المجلات في "اضحك الصورة تطلع حلوة للفنانة ليلى علوي.

كما كانت شخصية حنان، في فيلم دم الغزال، التي قدمتها منى زكي، نوعا مختلفا من النساء التي قدمهن حامد، فغالباً ما تكون الشخصية رافضة أو قوية أو مشاغبة، لكن هذه كانت خاضعة وضعيفة ومستسلمة لكل الآراء التي يحركها من خلالها من حولها، وهذه الصفات مناسبة جدا لفتاة يتيمة متوسطة التعليم تعيش في رعاية أصدقاء والدها، فذلك الخوف خلق منها شخصية مهزوزة تستكين لمن يقررون أمرها في كل مرة، وتعيش حائرة بين الطبال الذي يتحول إلى متطرف والحرامي.

وتتشابه معاناة حنان مع بثينة، فهي تعاني من تحول حبيبها إلى شخص متطرف، ويشتركان في الفقر، وقهر الظروف لهما، فتجد نفسها تعمل في محال وتقع تحت ضغوط استغلال أصحابها الذين ينظرون لجسدها، ثم يتم توظيفها للإيقاع برجل للحكم عليه في قضية مخلة بالشرف من قبل أخته، لكنها تحبه بسبب شخصيته التي تشعرها بآدميتها.

 

####

 

ودع الجميع في آخر ظهور له.. وحيد حامد ألقى كلمته الأخيرة بالقاهرة السينمائي

أحمد فاروق:

قبل شهر واحد، منح القدر الكاتب الكبير الراحل وحيد حامد مشهد وداع حضره بنفسه في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، وسط جمهوره وأصدقاءه ومحبيه، ليسمع في حياته كلمات الثناء والحب الصادقة، والشعور بالامتنان لكل كلمة كتبها في أعماله الباقية.

"حبيت أيامي"، كانت الجملة الأكثر تأثيرا في كلمة الكاتب الكبير وحيد حامد، خلال تكريمه بجائزة الهرم الذهبي التقديرية لإنجاز العمر، في حفل افتتاح الدورة 42 لمهرجان القاهرة السينمائي 2 ديسمبر الماضي.

ورغم حالة الحفاوة الكبيرة من الحضور الذين استقبلوه بكل الحب والامتنان وقوفا بتصفيق حار امتد لدقائق، إلا أن الكثيرين منهم شعروا أنها كانت أشبه بكلمة وداع وليست مجرد تعبير عن فرحة بالتكريم، الذي استحقه عن مسيرة امتدت لأكثر من 5 عقود، قدم خلالها للجمهور المصرى والعربى أكثر من 40 فيلما وحوالى 30 مسلسلا تلفزيونيا وإذاعيا، استطاع معظمها أن يجمع بين النجاح الجماهيرى والنقدى، فحصدت الجوائز فى أبرز المهرجانات محليا ودوليا، واختير منها فيلمان فى قائمة أفضل 100 فيلم فى تاريخ السينما المصرية بالقرن العشرين، هما: «اللعب مع الكبار» إخراج شريف عرفة، و«البرىء» إخراج عاطف الطيب، وذلك فى استفتاء شارك فيه العديد من النقاد المصريين، تحت إشراف الكاتب الراحل سعد الدين وهبة، الرئيس الأسبق لـ«القاهرة السينمائى»، خلال الدورة 20 من مهرجان القاهرة السينمائي.

لم تكن كلمات الوداع حاضرة في لحظة تسلم وحيد حامد للتكريم فقط، وإنما أيضا كانت واضحة في بيان الإعلان عن تكريمه الذي أصدره المهرجان 25 أغسطس الماضي، والتي لخص حامد فيها تجربته قائلا: «منحت الكتابة كل الإخلاص، فلم أكتب حرفا إلا وكنت مقتنعا به تماما، وأيقنت منذ اللحظة الأولى أن شفرة التعامل مع الناس هى أن تكون صادقا معهم، فلم أخدعهم قط».

وحيد حامد الذي اعتاد أن يكتب أعماله وسط الناس على نيل القاهرة وليس في مكتب مغلق، حرص أيضا على أن يعيد الفضل في النجاح والتأثير الذي حققته إلى الجمهور نفسه، فقال: «كنت ولا أزال ابنا مخلصا للشارع المصرى، أعرفه جيدا ولست بغريب عنه، فعلى مدار رحلتى مع الكتابة، كنت أحصل على أفكارى من الناس، ثم أعيد تصديرها إليهم فى أعمالى، لذلك سعادتى تكون كبيرة عندما يقابلنى أشخاص تجاوزوا الخمسين من عمرهم، ويقولون؛ إنهم تربوا على أعمالى، حينها فقط أشعر أننى لم أقصر، وقدمت شيئا طيبا للناس».

ولأنه كان يشعر ربما أن تكريمه في المهرجان سيكون اللقاء الأخير مع الجمهور، فكان شكره لإدارة المهرجان عنه، أيضا بكلمات وداع، فقال: «دائما ما كان يكفينى جدا حب وتقدير الأصدقاء والزملاء وكل من وجد فى أعمالى شيئا أحبه.. شكرا لأنكم قدّرتم مشوارى الطويل والمرهق فى حب الوطن وحب الكتابة».

قبل يوم واحد من ندوة تكريم الكاتب الكبير وحيد حامد التي أقيمت بعد 4 أيام من حفل الافتتاح يوم 6 ديسمبر، انتشرت أخبار عن عدم استقرار حالته الصحية، وروجت شائعات بأنه ربما لا يستطيع الحضور، ولكن الناقد السينمائي طارق الشناوي الذي تولى إدارة الندوة، أكد أن "حامد" حريص على لقاء الجمهور ومحبيه في المهرجان، لتقام الندوة بالفعل في موعدها وتشهد حفل توقيع الكتاب الذي أصدره المهرجان بمناسبة التكريم، وحمل عنوان "وحيد حامد.. الفلاح الفصيح"، بحضور عدد كبير من نجوم الفن الذين تعاون معهم وحيد حامد وتلاميذه ومحبيه.

لم تكن ندوة وحيد حامد في مهرجان القاهرة تقليدية، بدءا من الإقبال الاستثنائي وغير المسبوق، والتي لم تشهده ندوة لمكرم من قبل، فقبل يوم من انعقادها نفدت التذاكر المخصصة للحضور، رغم أن القاعة تتسع لـ700 شخص. كان قد سبقها حالة من الحشد الكبير من أصدقاءه ومحبيه على مواقع التواصل، فالجميع اتفق بدون ترتيب على أن يكون تكريم وحيد حامد في مهرجان القاهرة مهيبا واستثنائيا.

رسم هذا اللقاء البسمة على وجه وحيد حامد، ومنحه شحنة جديدة من الأمل للاستمرار في الكتابة بعد حالة الحب الكبيرة التي شهدها خلال الندوة فقال للحضور: "أنتوا ادتوني عمر جديد.. الاستمرارية مكنتش متوقعها.. لكن أنا سعيد بالحب اللي أنا شايفه، وبالدعم اللي أنا شايفه. أنا كنت شديد الإخلاص للكلمة اللي بكتبها.. مفيش كلمة كتبتها إلا وأنا حاطط في ذهني الناس اللي أنا عايش وسطهم، ودا اترد لي في الآخر بالحب اللي أنا شايفه".

استغل الكاتب الكبير وحيد حامد، طاقة الحب التي عاشها في مهرجان القاهرة، وعاد إلى معسكره ليستكمل ما تبقى في الجزء الثالث من مسلسل "الجماعة"، لكن القدر لم يمهله، ليغادر الحياة بعد شهر واحد من تكريمه، ويكتب مشهد النهاية الذي يودعه فيه جمهوره ومحبيه أيضا ولكن هذه المرة بالدموع وكلمات الرثاء.

 

####

 

وحيد حامد يرحل قبل أن يحقق حلم الجزء الثالث من مسلسل الجماعة

إيناس عبدالله:

واجه الكاتب الراحل وحيد حامد مشاكل عديدة أثناء كتابته الجزء الثالث من مسلسل "الجماعة"، آخر الأعمال الدرامية التي اتفق عليها.

وقال وحيد، قبل رحيله: "حتى هذه اللحظة، لدي مشكلة كبيرة في الجزء الثالث من (الجماعة)؛ نظرًا لخطورته، الله أعلم هيطلع شكله إيه، لا أستطيع أن أقول كيف سيخرج وماذا سأفعل به، وبالفعل بدأت أكتب فيه، لكن أقول لك (تعبير واضح) هو كتابة غير مستقرة".

وشرح وحيد لجمهور أنه يجد صعوبة بالغة في كتابة حلقات المسلسل، رغم إلحاح المخرج محمد ياسين عليه في الانتهاء من كتابة الحلقات حتى يتسنى له قراءتها، ومن ثم بدء تحضيراته للعمل.

وقال إنه أحيانا تصيبه هذه الحالة، ثم تمر لطريقها مرور الكرام. وأكد أنه طوال مشواره لا يتعاقد على عمل إلا بعد الانتهاء من كتابته كاملا، حتى لا يكن مدفوعا من قبل المنتج للإسراع في كتابة الحلقات بوقت أسرع مما يحتاج؛ لذا فهو لم يكن ملتزما بأي مواعيد لتسليم أعماله إلا بعد أن ينتهي بنفسه من كتابتها مهما استغرقت من وقت.

يُذكر أن وحيد حامد من مواليد يوليو 1944 فى مركز منيا القمح بمحافظة الشرقية، وأقام بالقاهرة منذ العام 1963، لتبدأ رحلته الفنية التى أضافت عشرات الأعمال المهمة إلى سجلات السينما والدراما، أبرزها أفلام: (طائر الليل الحزين، وغريب فى بيتى، والبرىء، والراقصة والسياسى، والغول، والهلفوت، والإرهاب والكباب، واللعب مع الكبار، واضحك الصورة تطلع حلوة، وسوق المتعة). ومسلسلات: (البشاير، والعائلة، والدم والنار، وأوان الورد، والجماعة).

ولاقت أعمال المؤلف وحيد حامد إعجابًا من كل المحافل المحلية والدولية، وحاز عنها على عدة جوائز، وآخرها في 2020 حاز على جائزة الهرم الذهبي التقديرية لإنجاز العمر من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي فى دورته الـ42.

بدأ في كتابة القصة القصيرة والمسرحية فى بداية مشواره الأدبي، ثم اتجه إلى الكتابة للإذاعة المصرية، فقدم العديد من الأعمال الدرامية والمسلسلات، ومن الإذاعة إلى التليفزيون والسينما حيث قدم عشرات الأفلام والمسلسلات.

 

####

 

أ ش أ: الكاتب وحيد حامد.. رحيل مبدع «الجماعة» و«طيور الظلام»

القاهرة - أ ش أ:

رحل عن عالمنا اليوم السبت الكاتب الكبير وحيد حامد، عن عمر ناهز 76 عاما، بعد صراع مع المرض، إثر تدهور حالته الصحية على مدار الأيام الماضية، بعد تعرضه لأزمة قلبية، فضلا عن معاناته من متاعب بالرئة، الأمر الذي استدعى نقله لغرفة العناية المركزة خلال أيامه الأخيرة بأحد المستشفيات.

ونعى المخرج مروان حامد، والده قائلا، عبر حسابه على موقع فيسبوك، "إنا لله وإنا إليه راجعون.. توفي إلى رحمة الله تعالى أبي الغالي وحيد حامد البقاء والدوام لله وحده"، ومن المقرر أن تقام صلاة الجنازة في مسجد الشرطة بالشيخ زايد بعد صلاة الظهر.

يعتبر الكاتب الكبير وحيد حامد أحد أشهر نجوم الكتابة في مصر والعالم العربي، وتعاون مع كبار نجوم التمثيل والإخراج، وقدم للسينما عشرات الأفلام المتميزة والمهمة، وناقش العديد من القضايا المهمة، وبلغ إجمالي ما قدمه طوال مشواره أكثر من 40 فيلما، وحوالي 30 مسلسلا تلفزيونيا وإذاعيا.

وولد وحيد حامد في 1 يوليو 1944 بقرية بني قريش مركز منيا القمح بمحافظة الشرقية، وتوجه إلى القاهرة عام 1963 لدراسة الآداب قسم اجتماع، وتخرج من قسم الاجتماع بكلية الآداب جامعة عين شمس عام 1967، ليبدأ بالتوازي رحلة البحث عن تحقيق حلمه في كتابة القصة القصيرة والمسرحية، فكانت أول إصداراته مجموعة قصصية بعنوان "القمر يقتل عاشقه"، ولكن فجأة تغير المسار، وتحول الاهتمام لكتابة الدراما بنصيحة من الكاتب الكبير يوسف إدريس، لتنطلق رحلة السيناريست وحيد حامد بين جدران ماسبيرو مطلع السبعينيات، بكتابة الدراما الإذاعية فقدم العديد من الأعمال الهادفة، وبعد ذلك اتجه إلى التليفزيون والسينما، حيث قدم مجموعة كبيرة من الأفلام والمسلسلات الناجحة.

وعمل الكاتب الراحل على تثقيف نفسه وظل سنوات مطلعا على الكتب الأدبية والفكرية والثقافية وزائرا للمكتبات والسينما والمسرح أملا في أن يصبح كاتبا مميزا للقصة القصيرة والمسرح الذي عرفه عن طريق شكسبير.

وتمتع الكاتب الراحل بقدر كبير من الموضوعية والجرأة، وبرع في تقديم أعمال اجتماعية ذات بعد سياسي تناقش قضايا المجتمع، وتعاون مع عدد كبير من المخرجين أبرزهم سمير سيف، وشريف عرفة وعاطف الطيب، وحظت أعماله بإعجاب الجمهور والنقاد، كما حظت بإشادات من مختلف المحافل المحلية والدولية وحاز عنها على العديد من الجوائز.

وبرع الكاتب الراحل وحيد جامد، في كتابة المقال السياسي والاجتماعي في عدد من الصحف ويحظى بجمهور كبير من القراء، كما أشرف على ورشة السيناريو بالمعهد العالي للسينما لمدة 4 سنوات متتالية أخرج منها عددا من أفضل كتاب السيناريو الحاليين.

وكتب الراحل وحيد حامد العديد من الأعمال للسينما منها طائر الليل الحزين، فتوات بولاق، غريب في بيتي، البريء، أرزاق يا دنيا، الراقصة والسياسي، الإنسان يعيش مرة واحدة، الغول، أنا وأنت وساعات السفر،معالي الوزير، بنات إبليس، آخر الرجال المحترمين، الهلفوت، الإرهاب والكباب، المنسي، اللعب مع الكبار، مسجل خطر، الدنيا على جناح يمامة، طيور الظلام، النوم في العسل، اضحك الصورة تطلع حلوة، عمارة يعقوبيان، دم الغزال، واحكي يا شهرزاد.

ومن أبرز ما قدمه وحيد حامد في الدراما مسلسلات شياطين الليل، البشاير، العائلة، الدم والنار، كل هذا الحب، الناس سنة 2000، أوراق الورد، أحلام الفتى الطائر، آوان الورد، الجماعة، وبدون ذكر أسماء.

وفي الدورة الأخيرة من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي حصل السيناريست الراحل على جائزة الهرم الذهبي التقديرية لإنجاز العمر وذلك تقديرا لمسيرته المهنية الممتدة لأكثر من 5 عقود.

ولاقى تكريم وحيد حامد في مهرجان القاهرة السينمائى ترحيبا كبيرا من الفنانين والنقاد، حيث شهدت لحظة تكريمه بكاء العديد النجوم والنجمات مثل يسرا، إلهام شاهين، ليلى علوى، لبلبة، نيللي كريم، منة شلبى، وعلا رشدى، مع تصفيق حار من قبل الحضور بمجرد صعوده على خشبة المسرح.

وحصل الراحل على العديد من الجوائز طوال مشواره الفني الذي امتد لسنوات منها: جائزة أحسن مسرحية عن مسرحية "آه يا بلد" من وزارة الثقافة، جائزة أحسن فيلم عن "ملف في الآداب" من الوزارة، جائزة مصطفى أمين وعلي أمين عن فيلم "البرئ"، جائزة مهرجان القاهرة السينمائي للسيناريو المتميز، الجائزة الفضية عن فيلم "اللعب مع الكبار" من وزارة الثقافة، جائزة أحسن فيلم "الإرهاب والكباب" من وزارة الثقافة عام 1993، جائزة أحسن سيناريو "المنسي" من جمعية الفيلم، وجائزة أحسن سيناريو "الراقصة والسياسي" عن الجمعية المصرية لفن السينما، عام 1995.

كما حصل على جائزة أحسن فيلم "طيور الظلام" من جمعية الفيلم، عام 1996، جائزة الفارس الذهبي التي تمنحها إذاعة الشرق الأوسط لأفضل كاتب سينمائي من عام 1990 حتى عام 2002 وهي تمنح بناء على استفتاء جماهيري، جائزة أفضل فيلم "اضحك الصورة تطلع حلوة" من وزارة الإعلام وجائزة أحسن سيناريو وأحسن إخراج "جمعية الفيلم، الجمعية المصرية لفن السينما، وزارة الثقافة"، جائزة أحسن سيناريو عن فيلم "معالي الوزير" من مهرجان السينما الإفريقية، جائزة أحسن سيناريو عن مسلسل "الجماعة" من مهرجان القاهرة للإعلام العربي، جائزة نجيب محفوظ عن مجمل أعماله الدرامية التليفزيونية من مهرجان القاهرة للإعلام العربي 2010، جائزة الدولة للتفوق في الفنون من المجلس الأعلى للثقافة، جائزة الدولة التقديرية، وجائزة النيل عام 2012 وهي أعلى جائزة تمنحها الدولة.

 

####

 

بعد رحيله... قضايا شائكة لم تغب عن قلم وحيد حامد

الشيماء أحمد فاروق

توفي الكاتب الكبير وحيد حامد عن عمر يناهز 76 عاما، صباح اليوم السبت ٢ يناير ٢٠٢١بالعناية المركزة في أحد المستشفيات، إثر تدهور حالته، ومن المقرر أن تقام صلاة الجنازة عليه بعد صلاة الظهر بمسجد الشرطة في مدينة الشيخ زايد.

وحيد حامد.. ليس مجرد اسم لمؤلف أو كاتب زخرت السينما والدراما المصرية بإبداعاته، بل لمجرد سماعك لهذا الاسم ستتذكر ذلك الشخص ذي البصمة المميزة في عالم التأليف، وصاحب التاريخ الطويل من الأعمال، التي عبرت عن المجتمع في مراحل مختلفة ومتنوعة، وقام ببطولتها مجموعة من فنانين من أجيال مختلفة أيضا، كسعاد حسني وعادل إمام ومحمود مرسي ونور الشريف وأحمد زكي وممدوح عبدالعليم.... وغيرهم من النجوم الشباب الذين جسدوا ما كتبه في الألفية الجديدة.

في مطلع شهر يوليو عام 1944 ولد المؤلف وحيد حامد، في إحدى قرى الدلتا، بمنيا القمح محافظة الشرقيّة، وحصل على ليسانس آداب قسم اجتماع، ليبدأ في الكتابة منذ أواخر ستينيات القرن الماضي، وكانت انطلاقته مع المسلسل الشهير "أحلام الفتى الطائر" لعادل إمام وعمر الحريري.

اشتهر وحيد حامد بالأعمال الفنية التي تتناول قضايا شائكة تتعلق بالفساد أو السياسة والإرهاب، ولم تكن مسيرة وحيد حامد تتلخص في هذه القضايا فقط، فقد كانت للعائلة وللأحلام وللكوميديا نصياً آخر في عالمه الفني، وبعد إعلان وفاته صباح اليوم نحاول رصد جانباً من هذه الأعمال..

- العائلة والثأر وأشياء أخرى

قدم حامد قصص مختلفة في أعماله سواء السينمائية أو الدرامية، ومن هذه القصص حازت العائلة ومشاكلها وأفرادها على جانب في هذه الأعمال...

في فيلم "آخر الرجال المحترمين"، ناقش قضية الثأر والتعصب في الصعيد، من خلال الفتاة الصغيرة التي ذهبت في رحلة مع زملاءها، فتعرضت للاختطاف، رغم وجود شخصية ملتزمة وحريصة ومليئة بالصفات الأخلاقية مثل "الأستاذ فرجاني" الذي جسد دوره الفنان نور الشريف.

حيث ظن الأهل أن من اختطف الطفلة أعدائهم فيحتدم الصراع بينهم ويكاد يقتل كل منهم الآخر، وقد ناقش قضية الثأر والانتقام مرة أخرى بصورة مختلفة في مسلسله "الدم والنار" من بطولة معالي زايد وفاروق الفيشاوي.

أما العائلة فقد كانت لها نصيب في أعمال فنية مختلفة لوحيد حامد، ومنها في مسلسله الشهير "أحلام الفتى الطائر" الذي تعرض لقصة العائلة المفككة، من خلال شخصية قدمها عمر الحريري، وهو يعمل كاتب ويعاني من علاقته بزوجته فينفصلا ويصاب بمرض نفسي، ونتيجة لأطماع الزوجة تضيع الطفلة ليبدأ في رحلة بحث عنها.

وفي مسلسل "البشاير" من بطولة الفنان محمود عبدالعزيز ومديحة كامل وأمينة رزق، يقدم حامد عائلة ريفية بسيطة، وعلاقتها بالمجتمع الآخر من خلال شخصية الممثلة المدمنة التي تجعلها الصدفة في ضيافتهم.

والبطل رجل ذاق مرارة الغربة ليجني ثروة ضخمة وعندما عاد قرر أن يشتري قطعة أرض زراعية، وأن يقوم بزراعتها بمساعدة زوج أخته، ويعيش هو وأمه وأخته وزوجها سوياً، فتمنح هذه الأسرة للممثلة المشهور معاني جديدة في حياتها هي البساطة والسعادة التي كانت تفتقدهما، وتتجه لتعاطي المخدرات.

وفي مسلسل "العائلة"، أحد أشهر أعمال وحيد حامد في الدراما التليفزيونية، من بطولة مجموعة كبيرة من النجوم، من بينهم محمود مرسي وليلى علوي وعبدالمنعم مدبولي وخيرية أحمد، يناقش من خلال مجموعة من العائلات التحولات الجذرية التي طرأت على المجتمع المصري من الستينيات وحتى الثمانينيات، بالإضافة إلى ظهور الجماعات الإسلامية المتطرفة.

وقدم نموذجاً للعائلة المتوازنة الهادئة، من خلال محمود مرسي وزوجته خيرية أحمد، أيضاً نموذجاً آخر للعائلة غير المتكافئة ونتيجة عدم التكافؤ على الابنة، ليلى علوي، والذي يتسبب لها في ضياع فكري، وأزمة تعرضها لكثير من المشاكل، ثم عائلة البواب المتعاطي، وأبناءه، وزوجته، وما يقوم به من أفعال تدفع الابن للانضمام لجماعة ذات تفكير متطرف.

في مسلسل "سفر الأحلام" من بطولة محمود مرسي، لم يناقش حامد قضية واحدة، بل عدة أمور في قصص مختلفة، من خلال البطل الرجل المسن الذي يخرج على المعاش ويحول منزله إلى بنسيون، فيكون هذا المكان كاشف للقصص البحث عن الأحلام في مدينة القاهرة، وترك الصعيدي والفلاح وغيرهم حياتهم البسيطة للبحث عن فرص تحقق طموحاتهم في عصر الانفتاح.

- الحب له من الكتابة نصيب

أما قصص الحب فلم تكن غائبة من أعمال حامد، فهي بسيطة وحالمة، بداية من "الإنسان يعيش مرة واحدة"، والذي يحكي قصة شاب وفتاة هرب كل منهما من حياته في الزحام نتيجة لمشكلة داخلية، وتجمعهما الصدفة في قطار متوجه إلى السلوم، حيث تعمل هي طبيبة وهو مدرس، وعلى شاطيء البحر تتكون بينهما صداقة تتحول إلى قصة حب تعيدهما في قطار آخر لحياتهما.

ثم الحب الذي ينشأ على كورنيش النيل بين بائعة المجلات والتسالي ومصور بسيط، في فيلم "أضحك الصورة تطلع حلوة"، من بطولة أحمد زكي وليلى علوي، ورغم اختلافهما، فهي كانت تعمل (نشالة) سابقة وكانت متزوجة من رجل يعمل في نفس المهنة، إلا أنه لا يفكر في ذلك، وينجذب لها، بعد تركه لمنزله في السويس ومحل التصوير الذي يملكه، ليعيش مع أمه وابنته في القاهرة، بسبب التحاق إبنته بكلية الطب.

وفي فيلم "ديل السمكة" ومع الحارة الشعبية حيث يحب الشاب البسيط المنتظر لخطاب القوى العاملة، جارته في المنطقة، هو يبحث عن الشهرة والمجد من خلال أشعاره، ويحاول استغلال فرصة عمله كمحصل للكهرباء للوصول لمنازل المطربين، وهي تعمل في "بار" لكي تستطيع الانفاق على أسرتها بعد وفاة والدها، ورغم حبهما، لا ينتهي الفيلم بزواج البطل والبطلة، تختار هي الثراء، وتنتقل لحياة جديدة مع رجل ثري يتكفل بها.

 

####

 

هل عكست أعمال وحيد حامد صوت الدولة في السينما والتليفزيون؟

الشيماء أحمد فاروق

توفي الكاتب الكبير وحيد حامد عن عمر يناهز 76 عاما، صباح اليوم السبت ٢ يناير ٢٠٢١ بالعناية المركزة في أحد المستشفيات، إثر تدهور حالته، ومن المقرر أن تقام صلاة الجنازة عليه بعد صلاة الظهر بمسجد الشرطة في مدينة الشيخ زايد.

كان مهرجان القاهرة السينما الدولي، قد أصدر في دورته الـ 42، كتابا بعنوان "الفلام الفصيح" يتناول حياة الكاتب المصري وحيد حامد، وذلك على ضوء تكريمه بجائزة إنجاز العمر في حفل افتتاح المهرجان بحضور عدد كبير من الفنانين، والكتاب من إعداد وصياغة الناقد الفني طارق الشناوي.

على مدار رحلته الطويلة قدم وحيد حامد للسينما والتلفزيون وللإذاعة أعمالا مختلفة، وعرف عنه تقديم قضايا شائكة، ومناقشة أفكار جريئة سواء سياسية أو اجتماعية، وقد حاول الكتاب تقديم صورة متكاملة عن المبدع على مستويات مختلفة، فقد جمع بين تحليلات لأفلام وكلمات تركها النجوم في حب حامد، بالإضافة إلى حوار طويل أجراه طارق الشناوي مع الفلاح الفصيح كما أطلق عليه.

خلال مسيرته وقبل رحيله طرح حامد، قضية الإرهاب والجماعات المتطرفة على الشاشتين، السنيما والتلفزيون، من خلال أعمال مثل "العائلة" و"طيور الظلام" و"عمارة يعقوبيان" و"الجماعة" وغيرها، ونتيجة لذلك وصف بأنه رجل الدولة وصوتها في الفن، وكان ذلك أحد الأسئلة الرئيسية التي وجهها له طارق الشناوي في الحوار الوارد في كتاب "الفلاح الفصيح".

في الندوة التي شهدها مهرجان القاهرة في نسخته الأخيرة وجه الشناوي سؤلا لحامد، قائلا: "هناك دائما اتجاهان أحدهما يقول إنك صوت للدولة ويؤكد على ذلك في بعض مواقف وأفكار ترغب الدولة في الترويج لها مثل مكافحة الإرهاب، ورأي آخر يرى أنك صوت مشاغب والنظام أصبح غير راضٍ عنه وأن أغلب أفلامه تدخل في صراعات مع الرقابة، فكيف ترى هذا الناقض؟"

منح السؤال المساحة لحامد بأن يوضح بعض التفاصيل خلف الستار التي لا يطلع عليها الجمهور، فتحدث عن أنه لم يكن أبدا كما يتم وصفه، هو يعبر عن إحساسه بالقضية وليس وفق توجيهات معينة قائلا : "بدأت مشواري في الحرب على الإرهاب من خلال مسلسل العائلة، وتم رفض المسلسل وظل حبيس الأدراج لمدة عامين، وقيل لي إن المسلسل جيد جدا لكن احذف الإرهاب منه ونعمله مسلسل اجتماعي فقط، ورفضت تماما، وقيل لي مباشرة من المسئولين لا نريد أن نغضب الإخوان أو نستفز الجماعات الإسلامية، إذن الدولة كانت رافضة للفكرة وعندما ازدات حدة العمليات الإرهابية والرجل حي يرزق صفوت الشريف، استدعاني وقال لي هات المسلسل اللي عندك، أنا دوري ككاتب وإحساسي هو الذي جعلني أتنبأ بالمشكلة وأكتب عنها في حين أن الدولة وقتها كانت لديها محاذير ولم تدرك أن سلاح الدراما حان وقت تفاعله".

ودافع حامد عن نفسه، قائلا إن هذا الرأي غير صائب تماما، لأنه لم يطرح في فيلم أو مقال أو عمل آخر قضية إلا إذا كانت مرتبطة ارتباطا صميما بمشكلة الوطن ليست مشكلة الدولة، ثم تسائل متعجبا: "كيف أكون رجل الدولة وفي رصيدي فيلم البريء واللعب مع الكبار وملف في الآداب والتخشيبة والنوم في العسل وغيرها.. أحيانا هناك أشخاص تريد التشويش عليك".

عبر الحوار في هذا الجانب عن الحياد الذي حاول التمسك به وحيد حامد، في طرح أشد المواضيع جدلا، كسيرة مرشد الإخوان المسلمين ومؤسس الجماعة حسن البنا، وقص حامد في هذا الصدد بعض المواقف التي سبقت ظهور مسلسل الجماعة، وكيف أنه حاول أن يقدم الحقائق بعيدا عن آرائه الشخصية.

وأضاف أن بعض قيادات الجماعة طلبوا منه اللقاء بعد علمهم بكتابة مسلسل عن تاريخهم، وحاولوا تقديم المساعدة له والمعلومات ولكنه رفض قائلا: "لو أخدت منكم هضطر آخد من خصومكم"، وهو نفسه ما تكرر عندما استدعته الجهات الأمنية بسبب زيارة عصام العريان له، وكان الرد بنفس الجملة عندما عرضت عليه المساعدة وتقديم معلومات له، وأخبرهم أن معه فريق بحث من الأكاديمين والصحفيين المتخصصين.

وأوضح أن الأفكار من رؤية وضمير الكاتب وكون أنها تصادفت مع أهواء الدولة هذا موضوع آخر، "وعندما تقوم الحكومة بعمل شيء جيد أنا لن أكون ضدها لكن في النهاية أنا مستقل برأيي أكتب اللي أنا عاوزه"، على حد تعبيره.

 

####

 

وحيد حامد وأحلام الفتى الحائر بين المسرح والقصة القصيرة والسينما

الشيماء أحمد فاروق

توفي الكاتب الكبير وحيد حامد صباح اليوم السبت ٢ يناير ٢٠٢١ عن عمر يناهز 76 عاما، بالعناية المركزة في أحد المستشفيات، إثر تدهور حالته، ومن المقرر أن تقام صلاة الجنازة عليه بعد صلاة الظهر بمسجد الشرطة في مدينة الشيخ زايد.

وكان مهرجان القاهرة السينما الدولي، قد أصدر في دورته الـ 42، كتابا بعنوان "الفلام الفصيح" يتناول حياة الكاتب المصري وحيد حامد، وذلك على ضوء تكريمه بجائزة إنجاز العمر في حفل افتتاح المهرجان بحضور عدد كبير من الفنانين، والكتاب من إعداد وصياغة الناقد الفني طارق الشناوي.

كتب وحيد حامد مجموعة كبيرة من الأفلام، ولم تكن مؤثرة لكمها الكبير فقط ولكن بما حملته على ألسنة أبطالها، سمعناها تُروى في الإذاعة وشهدناها على شاشتي التلفزيون والسينما، رحلة طويلة قدم فيها "طيور الظلام" و"العائلة" و"كشف المستور" و"دم الغزال" و"الجماعة" والبريء، وغيرها من الأعمال.

وأصبحت السينما، يليها الدراما التلفزيونية، هي منفذ التعبير التي وجه إليها سهام قلمه، فخرجت شخصيات مثل الوزير رأفت رستم في "معالي الوزير" وسيد المصوراتي في "اضحك الصورة تطلع حلوة"، وسلوى شاهين في "كشف المستور"، ويوسف عامل التحويلة في "المنسي" وسونيا سليم في "الراقصة والسياسي"، وغيرها من الشخصيات رسمها حامد ببراعة، ولكن قبل كل هذا التألق الذي حققه في أفلامه، كيف كانت توجهات وحيد حامد الإبداعية؟

بدأ وحيد حامد حياته في البداية ككاتب مسرحي، حيث يقول في كتاب "الفلاح الفصيح": "في فترة السبعينات كنت لسة في البداية وكانت فترة تخبط، وقتها كتبت مسرح وكان في إقبال وحققت نجاح عملت مسرحية آه يا بلد، وعرضت في كل محافظات مصر وأخذت عنها جائزة أحسن كاتب مسرحي من ثروت عكاشة عام 1969، وبعدها عملت مسرحية صقر في بر الأحلام، كنت متودك في المسرح لكن السينما لأ".

ورغم هذا النجاح، وحصوله على إشادة بكونه كاتب جيد من الكاتب المسرحي ألفريد فرج، قرر حامد ترك المسرح، معللا ذلك بأن المسرح ملك للمثل وليس الكاتب.

وقال: "أخدت درس مبكر من المسرح وكان من دواعي إني أهرب منه إني عندما أقدم نصا مسرحيا يصبح بعد ثاني ليلة عرض ملكا للممثل فقلت لا... تلاقي اسمي على الواجهة لكن اللي جوة مش بتاعي فكان لازم أهجر المسرح، لكن السينما ما تم تسجيله لا يُعاد".

ترك حامد المسرح، لكنه شاهد أحلامه تتحق في نجاح الكاتب لينين الرملي، لأنه نفس جيله وكان مناضلا، وقال: "هو حقق في المسرح ما تمنيت تنيت أن أحققه، لكن أنا وجدت نفسي في حتة تانية".

وفي نفس مرحلة التخبط التي سبقت دخوله لعالم السينما بقوة، كتب وحيد حامد في مجال القصة القصيرة، وشارك في مجموعة "كتابات جديدة"، التي أصدرها رئيس هيئة الكتاب، صلاح عبدالصبور حينها، ولقى الكتاب المشاركون حفاوة من النقاد والكتاب، لكن لم يلتفت له أحد لحد كبير.

توجه حامد بكتابته إلى الكاتب المصري يوسف إدريس وطلب رأيه فيما كتب، والتقاه في كافيتريا بجوار مبنى ماسبيرو، فقال له: "انظر خلفك وقل لي ماذا ترى" فقال له:"أرى مبنى التلفزيون"، ورد عليه: "مكانك هناك".

وكانت الأعمال التلفزيونية والإذاعية مسيطرة في البداية على كتابات وحيد حامد، حيث قدم "أحلام الفتى الطائر" و"سبع صنايع" و"أنا وأنت ورحلة العمل" و"أوراق الورد"، في السبعينيات وقدم فيلما واحدا فقط "طائر الليل الحزين" ثم انطلق فيما بعد نحو السينما بقوة.

 

####

 

مات بالعناية المركزة في المستشفى.. تفاصيل وفاة الكاتب وحيد حامد

محمد عباس

توفي قبل قليل الكاتب الكبير وحيد حامد عن عمر يناهز 76 عاما، بالعناية المركزة في أحد المستشفيات، إثر تدهور حالته، ومن المقرر أن تقام صلاة الجنازة عليه بعد صلاة الظهر بمسجد الشرطة في مدينة الشيخ زايد.

وأعلن الخبر ابنه المخرج مروان حامد، حيث كتب عبر صفحته الرسمية على موقع "فيسبوك": "إنا لله وإنا إليه راجعون.. توفي إلى رحمة الله تعالي أبي الغالي الكاتب الكبير وحيد حامد.. البقاء والدوام لله وحده.. تقام صلاة الجنازة في مسجد الشرطة في الشيخ زايد بعد صلاة الظهر".

وكان وحيد حامد قد نقل الأيام الماضية إلى غرفة العناية المركزة في أحد المستشفيات، بعد تدهور حالته الصحية، حيث يعاني من مشاكل في القلب والرئة وتدهور في وظائف الكبد.

يشار إلى أن آخر أعمال وحيد حامد مسلسل "الجماعة 2".

 

####

 

وفاة الكاتب الكبير وحيد حامد عن عمر ناهز 76 عاما

نسمة يوسف

أعلن المخرج مروان حامد، ابن الكاتب وحيد حامد، وفاة والده الكاتب الكبير وحيد حامد، وذلك عبر منشور على صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك".

وقال المخرج مروان حامد: "إنا لله وإنا إليه راجعون.. توفي إلى رحمة الله تعالى أبي الغالي الكاتب الكبير وحيد حامد.. البقاء والدوام لله وحده".

وتابع: "تقام صلاة الجنازة في مسجد الشرطة في الشيخ زايد بعد صلاة الظهر".

 

الشروق المصرية في

02.01.2021

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004