كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

رحيل شويكار..

كسرت النمط التقليدي للممثلة الكوميدية

هشام أصلان

عن رحيل البرنسيسة

شويكار

   
 
 
 
 
 
 

صغيرًا، وفي حدود الوعي البسيط لصبي، لطالما تساءلت، كلما رأيت شويكار، لماذا اختارت فؤاد المهندس، وهو ليس واحدًا ممن يتمتعون بالمواصفات المعروفة للوسامة، في زمن رأى أعلى سقف لتلك المواصفات، وامتلأ بوجوه لـ"جانات"، وفتيان شاشة، من قبيل رشدي أباظة، وعمر الشريف، وأحمد رمزي، وشكري سرحان، وغيرهم.

الوعي المحدود للسن المبكرة لم يفهم أبدًا أن أحدًا من هؤلاء لم يتمناها. المؤكد أنها هي من تركت الجميع واختارت فؤاد المهندس، الذي هو بالنسبة لأبناء جيلي "عمو فؤاد"، الرجل الجميل الذي يضحكنا، ولا يمثل أي نموذج من الرجال تتطلع إليه الفتيات. أفكار كهذه لم تأت إلى الذهن إلا مدفوعة بتقدير كبير لمستوى الجمال الذي عليه تلك السيدة، صاحبة الاسم الثابت في أية قائمة لا تتجاوز الخمسة أسماء لأجمل وجوه التاريخ السينمائي.. صحيح، كم امرأة أجمل من شويكار رأتها السينما العربية؟ ماتت هذا الأسبوع، وحزن الجميع لرحيلها.

لم يذهب الانبهار بجمال شويكار أبدًا. ما تغير هو النظرة لفؤاد المهندس. وبعيدًا عن الكلام المعتاد حول أن جمال الإنسان لا يقف عند حدود ملامحه الشكلية، سأعرف، في وعي لاحق، كم هو فنان عظيم، وسأحبه أكثر من أي ممثل كوميدي جاء في تاريخ السينما المصرية. ليس ذلك فقط. سأرى أنه كان على درجة لافتة من الأناقة، ولا يخلو من وسامة، وإن كانت غير تقليدية.

"منذ لحظة رحيلها، لم يتحدث عنها أحد بمعزل عن علاقتها الشهيرة بفؤاد المهندس، وكيف طلبها للزواج بينما كانا يمثلان مشهدًا في مسرحية من دون أن يسمعه الجمهور"

مهلًا، لا أعرف إن كان من سوء حظ شويكار، أم حسنه، ذلك الارتباط الشرطي بين اسمها واسمه، حتى أنك في معرض الكلام عن رحيلها لا تستطيع عدم الاسترسال في سيرته. منذ لحظة رحيلها، لم يتحدث عنها أحد بمعزل عن علاقتهما الشهيرة، وكيف طلبها للزواج بينما كانا يمثلان مشهدًا في مسرحية من دون أن يسمعه الجمهور، مرورًا بعدد كبير جدًا من أفلام  ومسرحيات قاما ببطولتها، ونميمة لا يعرف أحد مدى حقيقتها حول أنها تسببت في انفصاله عن زوجته الأولى، وهو الكلام نفسه الذي يتعارض عن حميمية علاقتها بأولاده من تلك الزوجة، حتى أن أبرز الصور التي نشرتها الصحافة المصرية من تغطية تشييع جنازتها، كانت لابن الزوجة الأولى للمهندس، وهو يؤم الصلاة على جثمانها، وتسجيلات فيديو معه يصف فيها كيف كانت رمانة ميزان العائلة.

والمدهش في قصة شويكار وفؤاد المهندس هو علاقتهما بعدما انفصلا، كزوجين، أو في الحياة الفنية، ذلك أن العلاقة لم تقف عند حدود الصداقة التي تحدث في كثير من الأحيان بين المنفصلين، بل كانت علاقة محبين. دائمًا ما كانا يتحدثا عن بعضهما في اللقاءات التلفزيونية، أو الصحافية، كما يتحدث محبان عن بعضهما، حتى إنه لم يكن يخجل من الحديث بشيء من الغزل المنفتح المغلف بالدعابة، يسألونه "إيه أكتر حاجة حبتها فيها؟". يجيب: "رجليها حلوة". صعب ألا تحب امرأة رجلًا يصفها هكذا علنًا، ولو من باب الدعابة.

ربما أن سنوات ارتباطها العائلي والفني بفؤاد المهندس أخذت المساحة الأبرز والأكثر انتشارًا من حياتها الفنية، غير أن هناك درجة من الظلم في الوقوف عندها، ذلك أن شويكار في مرحلة ما بعد الانفصال ذهبت إلى مناطق أكثر نضجًا، وأدوار سمحت بإظهار إمكانيات تمثيلية مختلفة، وإن كانت أقل كثافة. كانت نموذجًا براقًا للسيدة الأربعينية شديدة الجمال مضبوطة الرصانة، تحتاجها مساحات فنية صغيرة، ولكن مؤثرة، كصاحبة المقهى الذي يجتمع فيه مجموعة الطلبة المثقفين في فيلم "الكرنك"، ودور مثالي للعلاقة بين امرأة خبيرة، وطالب يصغرها بسنوات كثيرة، توفر له مساحة كبيرة من الأمان، ولا تريد منه سوى أشكال الحب، هي امرأة التي تستطيع أن تمنح شابًا خرج لتوه من السجن مشحونًا برغبة الانتقام ركنًا لطيفًا وتصير أحضانها مكانًا وحيدًا للهدوء في فيلم "دائرة الانتقام"، تصلح، أيضًا، لتكون امرأة خمسينية لم يذهب جمالها، فتكون طموحًا لمساعد حانوتي يحب الحياة في "السقا مات"، ثم في مرحلة لاحقة هي إحدى "هوانم غاردن سيتي"، أو فتاة ليل متقاعدة منذ زمن، استُخدمت في عمليات مخابراتية في "كشف المستور".

يتحدث الجميع عن كيف كسرت شويكار النمط التقليدي للممثلة الكوميدية، حيث فنانات الكوميديا لا يتمتعن عادة بالصفات الشكلية لفتاة الأحلام، بينما لم أرها كوميديانة قط. كانت سيدة شديدة الجمال والحضور، خفيفة الظل، وضعتها أعمالها الكثيرة مع فؤاد المهندس في منطقة الكوميديا نظرًا لطبيعة الأفلام التي قدماها، وأعطتها هذه الشراكة حظًا طيبًا في منطقة الانتشار الفني، ربما أن هذا الارتباط أخذ من استقلاليتها، ولكن لا بأس، لم يبدُ أن الأمر كان مزعجًا بالنسبة إليها، لم تظهر في لقاء إلا وتحدثت بحب عن هذه المنطقة. نحن أيضًا لم نشعر بخسارة، على العكس، أحببناهما معًا، وأحببنا كل منهما منفردًا.

 

ضفة ثالثة اللندنية في

18.08.2020

 
 
 
 
 

إنت اللى قتلت بابايا

عزة كامل

كان يشع منها شىء له جاذبية خاصة، لا نستطيع اكتشافه، لكنه يؤثر فينا تأثيرا ساحرا، ويمنحنا الشعور بالعذوبة والجمال، ويغرقنا برائحة الورد، وبعيونها الواسعة الكحلية تأسرنا وتجعلنا نعيش عالمها الشخصى لدرجة أننا نتماهى معه، الشقية، الدلوعة، المتمردة، صدفة حسب الله بعضيشى فى سيدتى الجميلة، وهى البرنسيسة بنت الذوات فى «أنا فين وانت فين» وأوسة الراقصة فى «إنها حقا عائلة محترمة»، فنانة متنوعة المواهب على خشبة المسرح وشاشة التليفزيون وأثير الإذاعة، طيبة وساذجة ومغاوية وشهمة، بنت بلد وارستقراطية، تحسها قريبة منك قرب الأخت أو الخالة أو الصديقة، بسيطة بترفع، أنيقة بغير تكلف، صاحبة أشهر إفيهات «انت الكلب الكبير»، «جدك كان كائد طابية».

إفيهات نرددها وقت الحاجة، وبشكل تلقائى جدا، ونحن نتذكر تعبيراتها وحركاتها وهى تنطقها، جعلت هى وفؤاد المهندس من أفكار عابرة تبدو أنها بلا قيمة شيئا مميزا يجعلك تتسمر أمام الشاشة وأنت تشاهدها باستمتاع وفرح ويغلبك الضحك، ويأتيك صوتها عبر ميكرفون الإذاعة وهى تغنى: «العتبة جزاز والسلم نايلو ف نايلو»، وفى مسلسل «إنت اللى قتلت بابايا»، وفيلم: «شنبو فى المصيدة».

إنها البهجة غير المشروطة القادمة من السماء، وتذهلك وهى تنتقل من الكوميديا البسيطة إلى أدوار متميزة وسلسلة، وربما معقدة بأداء ساحر: «زبيدة العالمة» فى بين القصرين، ودور الغانية فى «دائرة الانتقام»، و»عزيزة فى «السقامات» وقرنفلة فى «الكرنك»، وفى شهر رمضان، يستمتع الجميع بالدويتو الذى شاركت فيه فؤاد المهندس فى أغنية: «الصيام مش كده» التى تتناول بشكل فكاهى وكوميدى حجج الرجل مع زوجته والمشاجرات اليومية أثناء الصيام، كانت تبث خلال التليفزيون المصرى على شكل «فيديو كليب» الذى لم يكن يعرف بهذا الاسم آنذاك.

هذه الأغنية التى كانت ومازالت تبث حالة من البهجة والفرح بين الجميع، ونرددها خلفهما: «ياشوشو ! إنت ياست ياللى فى البيت، ياربى الراجل اتجنن خلاص، فى إيه تانى، عايز إيه تانى؟، خرطوشة السجاير محطوطة هنا ليه؟، ما إنت اللى تملى بتحطها هنا، ودورق الميه الساقعة بيعمل إيه هنا؟، وإنت مالك وماله حنشيله من هنا».

أداء ممتع وجميل، وكلمات بسيطة تعكس ما يحدث فى بيوتنا لاختلاق أى شجار أثناء الصيام.

شويكار هى رمز من رموز زمن الفن الجميل والعظيم، الذى مضى برحيلها ورحيل من سبقوها، رحيلها جعل الحزن يستولى علينا، حزن ممزوج بحنين إلى الماضى، وداعا شويكار وشكرا لأنك وهبتى لنا الفرح والبهجة والاستمتاع.

 

المصري اليوم في

18.08.2020

 
 
 
 
 

شويكار.. في حته لوحدها

كتابه احمد حداد

لما بتفتكر الستات او هوانم السينما المصرية بالذات فترة الستينات..

تلاقي ان الستات اربع انواع.. سعاد حسني وفاتن حمامة وشادية وهند رستم وباقي ممثلات الفترة مابيخرجوش عن الاربع انواع دول..

#شويكار كانت نموذج خامس في حتة لوحدها

كانت (غير كونها ست جدا) كانت طفلة جدا.. خلطة الانوثة مع الوش الطفولي.. تقل على تلقائية.. شبه الستات مش بعيدة عنهم بمقاييس جمال بره اطار المانيكانات..

بشكل خاص كل ما كنت بكتب شخصية ست جميلة ف رواية او فيلم وساعات ف القصايد.. كانت بتكون هي النموذج المثالي اللي دايما بتطلع اليه وكاني بشرح شكل الجمال بشكل عام

وان الست تكون حلوة ودمها خفيف.. دي يبقى جمال على جمال.. ما بالكوا في ودنها الموسيقية ورشاقتها ف الرقص والحركة ....

و انها قدرت تثبت انها مش ممثلة مرحلة.. كانت متنوعة وبتقدر تغير جلدها بسهولة مع تنوع الادوار و الازمنة..

برغم ادوارها الكتير اللي ماتتعدش.. بس برضه حاسس ان أول حد حتشوفه ف الجنة هو #فؤاد_المهندس
آنا سامع صوتها من السما "توكا توكا توكا
"

الله يرحمها ويرحم الأيام الحلوة

#وداعا_شويكار

 

الـ FaceBook في

18.08.2020

 
 
 
 
 

ابنة عبدالمنعم مدبولي تنشر صورة نادرة تجمع والدها بـ شويكار

أمل مدبولي: كل الناس الحلوة رحلوا عنا

كتب: حاتم سعيد حسن

نشرت أمل ابنة الفنان الكبير الراحل عبدالمنعم مدبولي، عبر حسابها الخاص بـ"فيسبوك"، صورة نادرة تجمع والدها مع الفنانة الراحلة شويكار.

ونعت "أمل" الفنانة شويكار معلقة على الصورة: "يعني خلاص كل الناس الحلوة رحلوا عنا ألف رحمة نور".

ورحلت الفنانة شويكار عن عالمنا، عن عمر ناهز 85 عامًا، بعد أزمة صحية تعرضت لها مؤخرًا، إذ نعت نقابة المهن التمثيلية برئاسة الفنان أشرف زكي، الفقيدة، وقالت في بيانها: "وفاة الفنانة الكبيرة شويكار، رحم الله الفقيدة وألهم أهلها وجمهورها الصبر والسلوان".

 

الوطن المصرية في

18.08.2020

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004