كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

ماجدة موريس تكتب:

شويكار التي ضحكت علينا

عن رحيل البرنسيسة

شويكار

   
 
 
 
 
 
 

أصابتنا حمي الحنين الي الماضي «الفني» بعد وفاة الفنانة شويكار طوب صقال، الممثلة الجميلة والكوميديانة الكبيرة، وسادت صفحات السوشيال ميديا حالة من ارتفاع المشاعر التي غلب عليها أمران، الأول هو فقدان واحدة من فاتنات السينما اللواتي أسعدنا جمهورا عريضا بجمالهن، الي جانب أعمالهن الفنية وتحديدا أدائهن في المسرحيات الكوميدية، أما الأمر الثاني فهو طلب الرحمة والمغفرة لها، والحقيقة أن هذه الحالة من الشجن وتذكر الجانب الاهم من حياة الراحلين عشناها قريبا جدا مع رحيل فنانتنا رجاء الجداوي في الشهر الماضي، وهو ما لم يحدث مثلا مع رحيل الفنان سمير الاسكندراني،وبعده بيومين الفنان سناء شافع، وكلاهما سبق شويكار الي العالم الآخر بأيام قليلة، وكلاهما قامة فنية كبيرة، وتاريخ كبير له أهمية خاصة، ومع ذلك لم يحظيا بهذا الشغف والحزن الشعبي لوداعهما وحين عدت الي تاريخ ثلاثتهم، وجدت ان التأثير الاهم لشويكار لم يكن لانها كانت أمرأة جميلة، تنتمي لأصول أرستقراطية ولها طلة ساحرة علي الشاشة والخشبة، ولكن لانها أجتهدت كثيرا، وتعبت وهي تتعلم كيف تحترم جمهور جاء ليشاهدها وهي تمثل مع المعلم فؤاد المهندس وبفضل اجتهادها، أصبح هذا الجمهور يأتي من اجلها أيضا وبفضل برنامج عثرت عليه مساء امس الاول علي شاشة «ماسبيرو زمان» أعترفت شويكار للاعلامية القديرة سامية الاتربي بما يجب ان نعرفه عن رحلة شقائها للوصول إلينا.

أنا وليلي مراد

«حين جئت إلي القاهرة من الاسكندرية مدينتي،بحثت عن ليلي مراد التي كنت أعشق صوتها وأفلامها» هكذا بدأت رحلة شويكار مع الفن بعشق ليلي مراد قبل ان تقترب من عالمها بالفعل حين بدأت العمل في التمثيل وتعرفت علي الممثل الكبير فؤاد المهندس، وارتبطا في الحياة والفن وهنا تعترف بأن رحلتها معه تتماهي مع رحلة ليلي مراد مع أنور وجدي، وأيضا انفصال كليهما عن رفيق الحياة، واستمرار العمل، بعد ان تحولت إلي فنانة محترفة أيا كانت الظروف قدمت في مسيرتي ١٤فيلما مع فؤاد المهندس، وغنيت بناء علي طلب وتشجيع سيد مكاوي، بل إصراره، وكانت النتيجة مذهلة ،إذ بدأت البنات تقلدني في أغاني المسرحيات، خاصة مسرحية «أنا وهو وسموه» مع المهندس التي غنيت فيها له من ألحان عبد الوهاب «حاتعيش عمر وتموت عمر»، وايضا أغنية «العتبة جزاز».

من سنيدة إلي صانعة كوميديا

أهم اعترافاتها كان عن أهمية المرأة الممثلة في مصر في تقديم فن الكوميديا، وأهمية الاعتراف بهذا من قبل بقية العاملين في الفن،واولهم المنتجون، «في بداياتي في المسرح كنت أري ان المسرحيات تكتب للرجال، واحنا الستات لدينا لطف، وقبول ،لكن البطولة لهم، تكتب كما يحبون، واصبح حلم حياتي ان أكون من النوع الاول، أي ان أكون ست، ولكنها تقدر تقوم بكل المواقف التي تضحك الناس، ويفضل شكلها حلو برضه، وهنا علينا ان نتوقف عند الجملة الاخيرة التي عبرت عن نظرة كانت سائدة للممثلة الكوميدية وهي انها ليست ڤيديو او جميلة وانما «ماكينة كلام يثير الضحك مثل ماري منيب ونبيلة السيد وغيرهما من ممثلات الكوميديا المصريات» تحقق حلمها بعد دور «تحية» في مسرحية «حواء الساعة١٢» واصبحت المسرحيات تكتب لها منذ «سيدتي الجميلة» المأخوذة عن فيلم امريكي شهير،«برهنت ان الست ممكن تشيل مسرحية وممكن تضحك الناس» وتعترف شويكار ايضا أن هذه الخطوة وجدت معارضين كثيرين لم يصدقوا ان الممثلات في مصر يقومون بالدور الاول لتحريك العمل «برغم وجود عدد غير قليل من نجمات الكوميديا في السينما والمسرح منذ بداياتهن» لكن المنتج سمير خفاجي «صاحب فرقة الفنانين المتحدين»، والمهندس،أقتنعا بقدراتها، ولأول مرة في مصر يقدم المسرح وقتها«نهاية السبعينات»، رواية ست «حسب تعبيرها» شويكار قدمت ايضا أدوارا غير كوميدية، في أفلام عدد غير قليل من المخرجين الكبار مثل حسن الامام، وحسام الدين مصطفي، وصلاح ابو سيف، وخالد يوسف ورصيدها التراچيدي حافل بأدوار مهمة لكننا كجمهور لم نتجاوز مرحلتها التي سكنت قلوبنا بالمحبة وهي تملأ المسرح بالبهجة، وتغني أغانى ساخرة مثل أنت اللي قتلت بابايا وغيرها لتدفعنا الي المشاركة في حفلها الخاص كشخصية زرعت نفسها بداخلنا بعد ان اجتازت كل الاختبارات الممكنة.

 

الأهالي المصرية في

19.08.2020

 
 
 
 
 

شويكار.. الاقتراح المنصف

سمير شحاته

أثارت الفنانة شويكار اقتراحا قبل سنوات لم يعيره أحد اهتماما. عرض عليها رئيس مهرجان سينمائى تكريمها.. قالت اكتفيت، لدى دولاب ملئ بالحديد والورق (التماثيل وشهادات التقدير). واشترطت ان يتضمن التكريم جائزة مالية.. خرج رئيس المهرجان ولم يعد!!

شويكار مستورة ماديا، لم تتقاض معاشها النقابى أبدا، فضلت تركه لمن يحتاجه من أعضاء نقابتها، وأن كان معاشا ضئيلا وغير كريم لأى فنان.. الجائزة المالية بالتكريم مهمة للفنانين الكبار المقعدين عن العمل.. الفنان لايفصح عن معاناته وضعفه، لتظل صورته براقة لدى جماهيره.

فى هوليوود دفع الاحتياج البعض لبيع جوائزهم مثل أوسكار أفضل فيلم "اتفاق جنتلمان" لجريجورى بيك بيع بنصف مليون دولار. وإذا حاول أحد فنانينا بيع جائزته، فلن تزيد قيمتها المادية عن قيمة نياشين أحمد مظهر بفيلم (الأيدى الناعمة) طبق بسبوسة وكوز ذرة!

يمكن تفادى اى انكسار للفنانين بتفعيل قانون حق الأداء العلنى.. لكن لاتوجد جدية لدى وزارة الثقافة ولا النقابات الفنية لاسترداد هذا الحق الضائع.

شويكار أحد أعمدة العصر الذهبى لمسرح الستينيات. أحدثت تغييرا جوهريا.. كان الرجل محور المسرحيات، وهى جعلت المرأة ندا له خاصة بمسرحية (سيدتى الجميلة) التى اقتبسها خصيصا لها سمير خفاجى عن مسرحية جورج بارنارد شو. عثر عبدالمنعم مدبولى على مفتاح شخصيتها الكوميدية فى سحر صوتها ومساحاته وتلوينه ودلعه ونغماته، علمها نطق الكلام كأنها تأكل حاجة حلوة. واستغل الكاتب الساخر أحمد رجب أخطاءها اللغوية ومزجها بكوميدية نص فيلمه (شنبو فى المصيدة). كانت هذه الافلام ضرورية رغم سطحيتها للترفيه على الناس بعد نكسة67 فتفوق بالايرادات علي أفلام مهمة مثل (شئ من الخوف) و(الرجل الذى فقد ظله). وبذكاءها اتجهت لأفلام مماثلة (دعاء المظلومين) و(طائر الليل الحزين) و(الكرنك) و(السقا مات) وهى من بين الأفضل بتاريخنا السينمائى.

 

الأهرام اليومي في

19.08.2020

 
 
 
 
 

شويكار.. قائدة التمرد على «النمط»

محمد بهجت

لم تكن شويكار التى رحلت عن عالمنا قبل أيام مجرد نجمة جميلة خفيفة الظل ذات حضور خاص، وإنما كانت ظاهرة فنية متفردة. فقبلها كانت نجمات الكوميديا يقدمن أدوارا نمطية متكررة مثل العظيمة مارى منيب فى دور الحماة المزعجة أو السيدة المتصابية، وزينات صدقي العانس الباحثة عن الزواج، ووداد حمدى الخادمة المستغلة خفيفة الظل.

وكانت النجمات الجميلات يشاركن فى الأفلام الكوميدية دون أن يشاركن فى صنع الكوميديا أو منافسة الرجال فيها. فميمى شكيب، وتحية كاريوكا تقاسمتا البطولة أمام نجيب الريحانى وتنوعت البطلات أمام إسماعيل ياسين بين ماجدة، وهند رستم، وزهرة العلا، وأخريات ولكن دون أن يتسببن فى صنع الضحك.

ولهذا تعد أول فنانة عربية صارخة الجمال تقود تمردا على الأدوار النمطية وتنجح فى أداء الأدوار الكوميدية وتصنع علامات فارقة لاسيما على خشبة المسرح بمشاركة زوجها ورفيق كفاحها فؤاد المهندس . ولم يكن قبل شويكار من يقدم هذا الشكل، إلا فنانات عالميات مثل دوريس داى الأمريكية. تنوعت أدوار شويكار تنوعا مدهشا. فهى ابنة الحسب والنسب وأبوها «كائد طابية» من عائلة البيرقدار كاف فى مسرحية «أنا فين وأنت فين». وبنفس درجة الإقناع والتألق تقدم شخصية «صدفة بعضشي» النشالة التى تسعى لتعلم « الإتيكيت » أو «الكتاكيت» على حد تعبيرها لتتمكن من النشل فى الأوساط الراقية. وهى شديدة الإقناع فى الزى الأبيض كطيف الملائكة فى «حواء الساعة 12». وهى أيضا ربيبة الملاهى الليلية، «الست أوسة» بنت «بيسة» بنت «عزيزة اللذيذة» فى «إنها حقا عائلة محترمة».

كل أدوارها على خشبة المسرح تحمل تألقا خاصا، وتشعر معها بالطاقة الإيجابية التى يولدها الشغف بفن المسرح والحب لزميل العمل والصديق والزوج فؤاد المهندس وهى حالة نادرة من التلاقى الفنى والكيميائى الخاص. فشويكار على شاشة السينما من غير فؤاد المهندس أقل وهجا وتأثيرا، رغم إمكاناتها الفنية الكبيرة وقدرتها على تجسيد الأدوار الكوميدية والتراجيدية بمنتهى الإتقان.وكذلك يفقد فؤاد المهندس قدرا كبيرا من بريقه وتألقه عندما يعمل بمفرده، وحتى بعد انفصالهما ظل الود والزمالة الفنية هو الغالب على علاقتهما. ففى مسرحية «سك على بناتك» يصنع صوت شويكار الفواصل الساحرة بين المشاهد عن طريق اتصالها بالتليفون فى شخصية «مدام عصمت».

وكان فؤاد المهندس يعرف عنها أنها سريعة التأثر وأن حالتها النفسية تنعكس بكل وضوح على أدائها على خشبة المسرح . وعندما كانوا يعرضون «سيدتى الجميلة» فى الإسكندرية، علمت شويكار بأن شركة «الفنانين المتحدين» تنوى التعاقد مع إحدى نجمات السينما اللامعات بأجر يفوق أجرها بكثير، وذلك رغم نجاحها. وأحست فى داخلها بالغضب دون أن تتكلم وأسرت إلى فؤاد المهندس أنها لن تستمر فى العرض بعد الانتهاء من موسم الصيف السكندري. وأبلغ فؤاد صديقه المنتج سمير خفاجى بقرار شويكار، واتفقا على أن يتم تصوير المسرحية فى الإسكندرية حتى لا يضيع هذا العرض من ذاكرة المسرح المصري. وبالفعل جاءت كاميرات التليفزيون وسألت شويكار بقلق، فقالوا لها هذه بروفة تصوير وسوف يتم التصوير فى القاهرة بعد العودة على الديكور الأصلى الأكثر فخامة وتم التصوير فعلا بالديكور البديل وعندما عرفت بالأمر ابتسمت ببساطة ونسيت غضبها فى لحظة كأنه لم يكن، وهى على المستوى الإنسانى، شديدة الرقة والرقى، فأبناء فؤاد المهندس من زوجته الأولى لا ينادونها إلا بـ «ماما شوشو». وأصر أكبر أولاده محمد أن يؤم صلاة الجنازة على زوجة أبيه التى لم تشعره لحظة بأنها زوجة أب. أما السينما فقد بدأت معها قبل أن يكتشفها عبدالمنعم مدبولى ويقدمها للمسرح. وكانت بداية عملها من خلال صداقتها بالنجمة القديرة لبنى عبدالعزيز، وتحكى شويكار فى برنامج «حبيب الملايين»، كيف ساعدتها لبنى فى أول الطريق وعرضت إعارتها بعض فساتينها للظهور على الشاشة. وقبلت أن تكون فى دور مواز لها فى فيلم «غرام الأسياد». وقدمت أدوارا متنوعة منها الزوجة المغلوبة على أمرها فى « أمير الدهاء »، والسيدة الأرستقراطية المستغلة فى «أدهم الشرقاوي»، والزوجة الشرسة المتطلعة للثراء فى «أرض النفاق»، والعاشقة المنحرفة فى «دائرة الانتقام»، والفتاة المتفرنجة التى لا تجيد نطق اللغة العربية فتقول لازمتها الشهيرة «انت اللى قتلت بابايا»، وهى ليست اللازمة الوحيدة التى تبقى فى الــذاكرة. كما ستبقى علامة تحول لقدرة السيدات على الإبداع فى الكوميديا خاصة على خشبة المسرح وكأشهر ثنائى كوميدى فى تاريخ الفن المصرى مع فؤاد المهندس .
نقلا عن صحيفة الأهرام

 

بوابة الأهرام في

19.08.2020

 
 
 
 
 

اللحظات الأخيرة في حياة شويكار: مستشفى رفض استقبالها بسبب كورونا

كتب: خالد فرج

كشف مصدر مقرب من الفنانة شويكار، لـ"الوطن"، تفاصيل الأيام الأخيرة في حياة الراحلة.

وقال المصدر إن شويكار أصيبت قبل وفاتها بـ 3 أيام بمغص شديد في منزلها، فاتجهت شقيقتها إليها وعرضت عليها اصطحابها لأحد الأطباء، إلا أن الفنانة الراحلة رفضت هذا المقترح، وأبلغت أختها أنها تعاطت عدداً من الفيتامينات بشكل متعاقب، وربما أن هذا التصرف هو ما تسبب لها في هذا المغص المفاجئ.

وأضاف قائلاً: "تضاعفت الآلام على شويكار في اليوم التالي مباشرة، لتقرر شقيقتها نقلها إلى أحد المستشفيات للاطمئنان عليها، وهناك تسلل الشك إلى نفوس الأطباء في إصابة الفنانة بفيروس كورونا، حيث خضعت لتحاليل الفيروس لتظهر النتيجة سلبية، ولكنهم رفضوا استقبالها بدعوى وجود أكثر من حالة مصابة بالفيروس داخل المستشفى".

وتابع: "جرى نقل شويكار إلى أحد المستشفيات بمنطقة الدقي، ليتبين إصابتها بتسمم في الدم إثر انفجار المرارة، لتدخل في غيبوبة استمرت ساعات قبل أن تفيض روحها إلى بارئها".

وكانت الفنانة شويكار رحلت عن عالمنا، الجمعة الماضية، بعد انفجار مرارتها داخل أحد المستشفيات الخاصة في منطقة الدقي بالجيزة.

 

الوطن المصرية في

19.08.2020

 
 
 
 
 

شويكار.. سيدة المعادلات الصعبة

بقلم: أسامة عبد الفتاح

** جمعت باقتدار بين النجاح في السينما والتألق على المسرح، وبين التوهج في الكوميديا والتميز في الأدوار التراجيدية المركبة

وتتوالى غيابات، ليس فقط من نعتبرهم قامات وعلامات في تاريخنا الفني، ولكن أيضا من يُعدون رموزا لمصريتنا وشخصيتنا الفريدة، وآخرهم شويكار، (1935 – 2020)، التي رحلت في 14 أغسطس الحالي في هدوء يليق بمن عاشت للفن وحده، واحترمته فاحترمها، ولم تثر يوما مشكلة "نجومية" تتعلق باسم أو ترتيب على أفيش أو تتر، ولم نسمع يوما أنها تصارعت على دور مع أخرى، بل لم تعتبر نفسها أبدا نجمة، وكانت تدهش الجميع ببساطتها وتواضعها قبل موهبتها وإمكانياتها الفذة كممثلة "شاملة" إن شئت وصف من تجيد التمثيل والغناء والرقص والاستعراض دون جعجعة أو دعاية ودون أن تطلق على نفسها أي وصف أو لقب مجاني.

شويكار هي سيدة المعادلات الصعبة بامتياز، جمعت باقتدار بين التوهج في الكوميديا، والكوميديا الفارص، وبين التألق في الأدوار التراجيدية الصعبة، من شخصيات بسيطة لاستكمال المثلث الدرامي الشهير "الزوج – الزوجة – الحبيبة أو العشيقة أو الغريمة" في أعمال مثل فيلم ضربة البداية "حبي الوحيد" (1960) وأفلام "غرام الأسياد" (1961) و"الزوجة 13" (1962) و"عروس النيل" (1963)، إلى قمة مبكرة ومفاجئة ولافتة للغاية في فيلم "الباب المفتوح" (1963)، حيث أدت دورا صعبا يُعد معادلا موضوعيا للبطلة: ابنة الخالة التي تجبرها والدتها على أن تتزوج رجلا لا تحبه ولا يتناسب معها مما يؤدي لسقوطها في هاوية الخيانة، ويكون مصيرها جرس إنذار للبطلة لكي تتجنب نفس المصير.

وتتوج تجسيدها الشخصية بمونولوج صعب وطويل أدته باقتدار رغم أنه أمام نجمة راسخة مثل فاتن حمامة، والحقيقة أنها لم تكن أقل رسوخا، وقادت المشهد وكأنها صاحبة خبرة طويلة وليس ثلاث سنوات فقط، حتى وصلت إلى جملة "وانتي يا ست يا صاحبة المبادئ.. آديكي حتتجوزي جوازة زي جوازتي.. قوليلي بقى حتعملي إيه؟"، والتي تُعد نقطة تحول في الفيلم، ومفتاحا يقود البطلة إلى طريق الخلاص في النهاية.

اللافت أن هذا الجمع الفريد بين الكوميديا والتراجيديا استمر طوال مشوارها الفني، ولم يكن لقاؤها مع الكبير الراحل فؤاد المهندس – سينمائيا ومسرحيا – وتكوينهما واحدا من أنجح وأشهر الثنائيات الفنية في تاريخ الفن العربي، إيذانا بنهاية مرحلة البدايات التي أشرنا إليها والاستقرار على الكوميديا، بل راوحت طوال الوقت بين النوعين مثل جميع الممثلين الموهوبين الذين يمكنهم أداء أي دور أو أي لون.

وأبرز مثال على ذلك أنها في العام الذي قدمت خلاله الفيلم الكوميدي "اقتلني من فضلك" والمسرحية الكوميدية "أنا فين وانتي فين"، وأقصد 1965، أقدمت على تجربة سينمائية تحتاج إلى الكثير من الجرأة والشجاعة في فيلم ليس له أي علاقة بالكوميديا هو "الرجال لا يتزوجون الجميلات"، حيث تطلب الدور بعض التشويه لوجهها لتظهر قبيحة معظم وقت العرض، وهو ما لا توافق عليه معظم النجمات السينمائيات الجميلات.

ولا يمكن نسيان أدوارها الإنسانية والتراجيدية المؤثرة في أفلام مثل "الكرنك" (1975) و"دائرة الانتقام" (1976)، الذي وصلت فيه إلى ذروة عالية من الأداء من خلال شخصية "فايزة" المحكوم على حبها بالضياع لأنها تقع في حب رجل مهووس بفكرة الانتقام ومحكوم عليه بالموت.. ويذكر أن هذا الفيلم يُعد ثاني مشاركة لها في تجسيد سيناريو مأخوذ عن رواية "الكونت دي مونت كريستو" العالمية الشهيرة بعد "أمير الدهاء" (1964).

وفي مرحلة لاحقة، كانت قد حققت فيها المزيد من النضج، لابد من التوقف عند فيلم "أمريكا شيكا بيكا" (1993)، الذي صبت فيه عصارة خبرتها لتجسد شخصية "دوسة" التي تحلم بحياة أفضل في بلاد العم سام لكن تنكسر أحلامها على أرض الواقع المرير، وكذلك فيلم "كشف المستور" (1994)، الذي ظهرت فيه كضيفة شرف لتقدم دورا مختلفا تماما لإحدى من كن – خلال عهد بائد – يخدمن الوطن بأجسادهن، أو ببساطة: على السرير.

ومن معادلاتها الصعبة: نجاحها غير المسبوق ولا الملحوق، على الأقل فيما يخص الممثلات، في الجمع بين التألق في المسرح والسينما أيضا، وفي نفس الوقت، وهو ما لم تنجح فيه معظم زميلاتها، حيث كانت نجمات السينما يخشين الوقوف على المسرح بالنظر إلى المجهود الكبير الذي يتطلبه ووقت الالتزام الطويل الذي يحتاجه، وفي نفس الوقت لم تكن معظم نجمات المسرح يحققن النجاح المطلوب على الشاشة الكبيرة، وظلت هي – مع مجموعة قليلة من زميلاتها – استثناء فريدا.

أما أصعب المعادلات التي نجحت شويكار في حلها، فهي "الجمال مع الكوميديا"، حيث كسرت نمط الكوميديانة القبيحة أو المشوهة التي يجب أن يكون في شكلها أو جسمها أو مظهرها الخارجي ما يُضحك، وأثبتت أن الممثلة الجميلة تستطيع أن تنجح في الكوميديا دون الاتكال على الشكل الخارجي وبالاعتماد على الموهبة والأداء التمثيلي الجيد فقط، وهو استثناء آخر لا يضم معها سوى القليلات.

 

جريدة القاهرة في

30.08.2020

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004