ملفات خاصة

 
 
 

وحيد حامد: لا أتنازل عن قناعاتى كي لا أسقط ..وجمهورى يحبُّنى|حوار

حاورته: آيات الأمين - تصوير: محمد عنان

القاهرة السينمائي الدولي

الدورة الثانية والأربعون

   
 
 
 
 
 
 

«أنا حبيت أيامي» عبارة التقطها الناس من كلماته المؤثرة التى قالها فى حفل تكريمه بمهرجان القاهرة السينمائى فى دورته الثانية والأربعين، لم يكن يعلم وهو يقولها أنها ستصبح الأكثر تداولا بين أبناء جيل عاش على أفلامه..هو أيقونة السيناريو، فى مصر والعالم العربى، المبدع وحيد حامد ، الذى منح السينما دفئها، ورشاقتها، وصورتها المعبرة عن واقعنا، كان يرى فينا ما لم نستطع أن نصفه عن القاهرة وشوارعها.

فى حوار خاص لـ « نصف الدنيا » تحدث « الفلاح الفصيح » وحيد حامد ، فتح لنا قلبه.. وإلى نص الحوار.

·        هذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها تكريمك من قِبل مهرجان القاهرة السينمائي الدولي فقد سبق تكريمك في عام 1991 كأفضل سيناريست.. كيف كان وقع جائزة الهرم الذهبي التقديرية هذا العام؟

أنا سعيد بهذا التكريم وأشكر كل من هنأني، أما عن الاختلاف بين التكريمين فهو في فرق المرحلة العُمرية، التكريم السابق كنت أكثر شبابا.

·        تمُر على الإنسان اللحظات الصعبة أثناء تكريمه فيتذكر المواقف الصعبة التي مر بها في حياته.. فما اللحظة التي طرأت في ذهنك وقت تسلمك جائزة التكريم؟

رحلتي كانت مسيرة طويلة، وفي لحظة تكريمي خطر في ذهني عام 1970، وقتها كنت قدمت مسرحية «آه يا بلد» ووزير الثقافة في ذاك الوقت كان الدكتور ثروت عكاشة هو من كرَّمنى، فلا أعرف لماذا أتت في ذهني تلك اللحظة وتذكرتها وقت تكريمي هذا العام؟

·        خلال ندوة تكريمك بمهرجان القاهرة السينمائي هذا العام قام الناقد الفني طارق الشناوي بإدارة الندوة وأصدر كتابا بعنوان « وحيد حامد .. الفلاح الفصيح » ماذا يمثل لك هذا اللقب؟

هذا لقب لا أستطيع أن أنكره إطلاقا، أنا أتيت من عُمق الفلاحين،أنا فلاح وأهلي فلاحون، وهذا فخر كبير لي.

·        أكثر من 80 عملا فنيا من توقيع وحيد حامد ودائما ما يقولون إن عُقد الدراما سبع فهل وحيد حامد اخترع عقدة ثامنة؟

حياتنا تغيرت وكل حقبة زمنية بها الجديد ودائما ما كنت أحاول أن أجدد وأطور من أدواتي ورؤيتي فأحوال الناس أشبه بمعادلات الكيمياء إذا وضعنا مكونا على مكون ينتج مكونا جديدا، وهو ما يفعله الكاتب، بناء على قراءات عدة للمشهد.

·        أخيرا أصبحت هناك أعمال سينمائية يتم تحويلها إلى أعمال تليفزيونية إذا اخترت أحد أعمالك لتحويله فماذا سيكون اختيارك؟

الدراما كلها حزمة واحدة، ولو أحببت أن أحول عملا دراميا من التليفزيون إلى السينما فسأختار مسلسل «أحلام الفتى الطائر».

·        ومن تختار ليقدمه؟

أختار الفنان كريم عبدالعزيز فهو ممثل موهوب.

·        أنت صانع للنجوم ولست مؤلفا فقط كما أنك تعيد إحياء النجم بتوليفتك الخاصة فكيف ترى الممثل في 2020؟

في عصرنا هذا الرؤية اتسعت وأصبح هناك ممثلون كُثر وجميعهم موهوبون.

·        نُشِرت لك في بداية رحلتك مجموعة قصصية روائية مطبوعة بعنوان «القمر يقتل عاشقه» هل من الممكن أن تُعيد التجربة بإصدار عمل روائي مطبوع من تأليفك؟

ولم لا؟ حاليا لا يوجد مشروع قائم ولكن أود أن أعيد هذا بكل تأكيد إذا أتتنى فكرة يوما ما.

·        وهل هناك مشروع روائي تحضر له حاليا؟

هناك مشروع عن رواية بعنوان «المماليك»، هي رواية جيدة ومتحمس لهذا المشروع كثيرا.

·        من واقع خبرتك الطويلة كيف يكسب الكاتب القارئ؟

المصداقية هى الطريق الوحيد حتى يعبر الكاتب الحقيقى إلى وجدان القارئ، فلو كذب الكاتب مرة على جمهوره فسوف يخسر كثيرا، وعموما أن تكسب قارئا أمر صعب، ولكن خسارته سهلة لأن الكاتب عندما يفرط فى مبادئه ويتنازل عن قناعاته يسقط من نظر القارئ وينصرف عنه.

·        كنت من أوائل المؤلفين الذين قدموا السباعيات والخماسيات ومؤخرا تمت العودة إلى هذا الاتجاه في تقديم المسلسلات كيف ترى هذا؟

الفكرة في الأصل كانت موجودة وهي ليست بدعة وسعيد بعودتها بكل تأكيد مع عصر السرعة الذي نعيش فيه.

·        وما سبب اختفائها من وجهة نظرك؟

اختلاف ذوق الناس.

·        وما أحب مشهد لك قُمت بكتابته من أعمالك؟

أعمال كثيرة أحبها، سأتذكر منها مثلا مشهد رياض الخولي وعادل إمام في حديقة الأورمان بفيلم «طيور الظلام».

·        وما أصعب مشهد كتبته؟

في رأيي لا يوجد مشهد سهل ومشهد صعب، مثلا المشاهد الصغيرة هي الصعبة لكن المشاهد التي يوجد بها جهد تعتبر سهلة، فكل المشاهد التي لا يوجد لها «لازمة» صعبة، وكذلك المشاهد «الكِمالة» التي لا فائدة لها أيضا أعتبرها مشاهد صعبة.

·        وما أكثر عمل فني أخذ وقتا منك في تحضير كتابته؟

فيلم «ملف في الآداب» أخذ مني وقتا في كتابته أكثر من سنتين.

·        قدمت العديد من المسرحيات فما أحب مسرحياتك إليك؟

أتذكر منها مسرحية «آه يا بلد»، و«سهرة في دار الأحلام»، و«سبعة تحت الشجرة»، و«كباريه»، «جحا يحكم المدينة»، كل من هذه الأعمال لها ذكرياتها الخاصة معي.

·        وما أكثر عمل مسرحي واجهت صعوبة في عرضه رقابيا؟

مسرحية «جحا يحكم المدينة» واجهت صعوبة مع الرقابة شديدة وقتها.

·        دائما الجمهور يشعر في أعمالك بأنه أحد أبطال العمل ويرى نفسه إحدى شخصياته، كيف حققت المعادلة الصعبة بين أن يكون العمل تجاريا وينال إعجاب النقاد ويحصد جوائز أيضا في المهرجانات؟

لا أحسبها هكذا، أن تكون قريبا من الناس نعمة كبيرة أحمد ربنا عليها، أنا أخذت من الجمهور المحبة وبالتالي لم أكن يوما غريبا عنهم.

·        ومن المخرج الذي تتمنى التعاون معه؟

المخرج يعد شريكا في العمل وجزءا كبيرا جدا من نجاح أي عمل فني وبالتالي تكون له بصمة كبيرة وبكل تأكيد أحب أن يجمعني عمل بالمخرج داود عبدالسيد، ولكن المشكلة أن داود دائما يكتب سيناريوهاته لنفسه.

·        المخرج مروان حامد الذي ينطبق عليه المثل الشعبي «ابن الوز عوام» عندما ترى النجاح الذي يحققه فماذا تكون نصيحتك له؟

ضاحكا.. مروان هو الذي ينصحني وأنا أتعلم منه.. كل شىء.. فهو إنسان ملتزم ويحترم نفسه والآخرين، وهو موهوب حقا، والذى قام بترشيح مروان لإخراج فيلم «عمارة يعقوبيان» كان عماد الدين أديب.

·        الآراء السياسية للمبدع دائما تكون عنصرا شائكا وقد تجعله يخسر جزءا من جمهوره كيف ترى هذا الأمر؟

«ياما خسِرنا ناس» هناك قاعدة مهمة تلخص كل شىء «كلمة الحق دائما مظلومة».

·        وما القضية التي تؤرق وحيد حامد حاليا وتتمنى أن يتخلص العالم منها؟

زحف التيار السلفي على المجتمع.

·        وكيف يكون الحد من هذا الزحف من وجهة نظرك؟

يجب أن تكون الدولة هي الراعي الرسمي للحد من هذا الزحف، دور القوة الناعمة وحده لن يكون كافيا.

·        وكيف ترى مصطلح الـ«trend» الذي أصبح سائدا في وقتنا هذا؟

أنا لا أفهم هذه القضية ولا أريد أن أفهمها.

·        بذكر الـ«trend» هل من الممكن أن يكون الفنان الموقوف من قبل نقابة المهن الموسيقية والممنوع ذكر اسمه صحفيا «....» موجودا ضمن شخصيات وحيد حامد لسيناريو له في يوم من الأيام؟

لا..وهناك أمور تكون دون أسباب «هي مرة وخِلصِت».

·        وما العمل الفني الذي جذبك أخيرا لرؤيته كاملا؟

أغلب الوقت أحب أن أتابع أعمال منصة نيتفليكس، وشاهدت أخيرا فيلما سهّرني حتى الساعة الثانية صباحا أعجبت به وهو فيلم أمريكي بعنوان 24.

·        وما العمل الفني العربي الذي نال إعجابك مؤخرا؟

تابعت مسلسل كاملة أبوذكري «بـ 100 وش» جميل.

·        أخيرا كلمة منك لمحبيك؟

الحمد لله أطلب من ربنا التوفيق لكل الناس.

 

بوابة الأهرام المصرية في

17.12.2020

 
 
 
 
 

مهرجان القاهرة السينمائي يتحدى فايروس كورونا

ويعرض نخبة من أفضل الأفلام السينمائية

كاظم مرشد السلوم

نجح القائمون على السينمائي بعقد الدورة الثانية والأربعين له، مختارين أفضل الأفلام السينمائية التي تابعها الجمهور بشغف كبير، وأفتتح عروضه بفلم « الأب « للمخرج فلوريان زيلر ، وبطولة النجم الأسطورة أنتوني هوبكنز، لتستمر العروض بأفلام عديدة عربية وعالمية.

السينما العربية كانت حاضرة بقوة في هذه الدورة بأفلام مثل، حظر تجول، عنها، غزة مونيمار، عاش يا كابتن، خريف التفاح، ع السلم، حد الطار، ميلوديا المورفين، نحن من هناك، واحدة كدا، حنة ودر، من يحرقن الليل، إضافة الى مجموعة مختارة من الأفلام الروائية والوثائقية القصيرة، يتقدمها الفلم المصري الفائز بالسعفة الذهبية لمهرجان كان السينمائي « ستاشر « للمخرج سامح علاء.

العديد من نجوم السينما والنقاد والصحفيين حضروا الى المهرجان من خارج مصر، مشاركين في التحدي الكبير، وكان لهم حضور فاعل في تغطية فعاليات المهرجان، والمشاركة في الندوات العديدة التي عقدت، وشهدت ندوة السيناريست الكبير وحيد حامد حشدا من الحضور.

ربما تكون المشكلة الوحيدة التي واجهت المهرجان هي مشكلة التذاكر، خصصوا للأفلام المهمة، والتي أشار اليها الكثير من الإعلاميين، لكن إدارة المهرجان نجحت في الغلب عليها بفتح منافد أخرى عديدة لقطع التذاكر.
كادر المهرجان، خصوصا المتطوعون منهم، كان لهم الدور الكبير في تطبيق إجراءات السلامة والتباعد الاجتماعي، حيث كان هناك متابعة واضحة لارتداء الكمامات الواقية، داخل صالات العرض ، وخارجها، يرافقهم فريق إسناد صحي وفرته وزارة الصحة المصرية، حيث كانت الكوادر الصحية متواجدة على مدار الساعة وطيلة أيام المهرجان، واختتموا هذا الجهد الكبير ، بتوفير واجراء فحص ال pcr مجانا لجميع ضيوف المهرجان ، للاطمئنان على سلامتهم
.

ختامها مسك كما يقولون، إذ شهد حفل الختام الإعلان عن الأفلام الفائزة بجوائزالمهرجان ، التي توافقت مع معظم التوقعات التي توقعها من شاهد أفلام المهرجان، بعض الأفلام حصلت على تنويه من المهرجان لأهميتها، فيما لم تحصل أفلام أخرى على جوائز ليس لكونها أفلام غير جيدة ، لكن أي مهرجان يضع مجموعة محددة من الجوائز ، ولا يمكن للجميع ان يفوزوا بها.

وارى ان الفوز الأكبر كان لمن تحدى وقرر ان تعقد هذه الدورة من المهرجان رغم تخوف أو تشكيك البعض، مبارك للجميع نجاح هذه الدورة، منظمين ومشاركين وجمهور.

 

####

 

«الاب« ايقونة هوبكنز المرعبة

تجربة مشاهدة صعبة وقاسية لكنها ممتعة

خالد محمود

ما اقصى ان تفقد إحكام قبضتك على واقعك .. ان تتوه من مفردات حياتك ولا تشعر بشيء اخر .. تلك الصورة القاسية والمثيرة دراميا ، يدخلنا فيها فيلم «الاب « The Father للفرنسي فلوريان زيلر وبطله البارع انتونى هوبكنز التي يستحق عليها بحق جائزة الأوسكار لتميز أدائه فى شخصية صعبة هي مفتاح حياة بدون حياة ، لرجل يعيش مخاوف من الخرف او الزهايمر الذى ربما تطاردنا في احد الايام .

الفيلم الذى افتتح به مهرجان القاهرة السينمائي دورته ال42 ، يستند إلى عمل مسرحي لنفس المخرج يبدأ كدراما بسيطة قبل ان تسبح بعمقها ، أنتوني الذى يعانى من الخراف يبلغ من العمر 80 عامًا تقريبًا ، وقد جاءت ابنته آن ( أوليفيا كولمان ) لتعتني به ، وشجعته على عدم طرد شخص جلبته إلى شقته ليقوم برعايته ، مثلما فعل مع الآخرين، حيث لن تتمكن آن من القدوم كل يوم لأنها ستنتقل إلى باريس وتحتاج الى ضمان سلامته أثناء غيابها ، وتفقد تلك الابنة صبرها مع والدها والذي يتلاشى ادراكه بشكل متزايد ليس فقط بما بعانيه ولكن بمن حوله من بشر وزمن ويصبح أفراد عائلة «الأب» مجهولي الهوية في نظره، لا يستطيع التعرف عليهم، في حين يظهر غرباء على نحو لا يمكن تفسيره في شقته اللندنية، ويرى المشاهد مع الشخصية الشقة نفسها تبدو وكأنها تتحوّل. ويرفض السماح لمن يرعاه بالعناية به .

بينما يحاول أنتوني فهم ظروفه المتغيرة ، يبدأ في الشك في أحبائه وعقله وحتى نسيج واقعه، أصبحت الحياة مصدرًا للارتباك المزعج دائمًا ، وفي صورة بارعة تبدو كلوحة مسرحية ، يروي الكاتب والمخرج فلوريان زيلر القصة من زاوية عينيه بينما نصبح نحن مشوشين بعد ان نتوحد مع تلك المأساة .

في السيناريو المحكم بطريقة سرده والاداء الباهر نجد وجدان أنتوني يتساءل عن طبيعة وجوده لأن ابنته أصبحت فجأة شخصًا آخر في صور معبرة عن الحالة الذهنية المرعبة لشخص مصاب بالخرف ، وكيف يعيش كل يوم بالصدمات المفاجئة ، وكيف أنه من المستحيل السماح لشخص آخر بفهم ما يمر به. نحن في الغالب في مكان واحد محدود ولكن نظرًا للطبيعة المتغيرة باستمرار لمحيط أنتوني ، جعلنا المخرج نتكيف دون ملل مع الحكاية ، بل و بشكل مثير للإعجاب ، حيث تجري الأحداث كلها في شقة الرجل (الضخمة) ، لكنها ليست خانقة لأن الحوار المتلألئ والواقع المتغير يبقيان الأمور تتحرك

اعترف إنها تجربة مشاهدة صعبة وقاسية لكنها ممتعة فى الوقت نفسه ، حيث لم نتشبع فقط بالشكل الروائي المذهل للقصة ، لكن هناك ايضا أداء قوى للغاية وبشكل لا يصدق ،يمكن وصفه ب « المرعب « من هوبكنز ، وارى انه لا يوجد ممثل آخر يمكن ان يتغلب عليه فى سباقات الجوائز الكبرى هذا العام ، فكم شاهدنا أنتوني وهو يحاول أن يشرح بعقلانية لنفسه ومن حوله ما يجوب بخاطره في أكثر لحظات الفيلم حبكة ، فعالمه يتغير لكنه ظل صامتًا ، مدركًا أن أي محاولة للتساؤل عما استيقظ عليه لن تجد اجابة، كما يضفي على شخصيته في الفيلم طابعاً ذكياً ومرحاً وجذاباً، كما عندما يحاول التقرّب من ممرضته الشابة لورا «إيموجن بوتس».

لم نشعر ابدا انه شخصية درامية على الشاشة ، وكأنه عالم حقيقي يعيش به ، فقد اجاد هيلر المخرج وكاتب السيناريو ايضا بمشاركة كريستوفر هامبتون ، في وصول الرسالة الاولى وهى ان الاب حكاية ميؤوس منها بضعفه وعواطفه بعد ان مزقه شيء لا يستطيع التحكم فيه ، وتأثيره لا يُنسى.

إن صنع فيلم يعتمد على مسرحية يمثل تحديًا كبيرا لتركيزه على رجل عجوز مقيم في المنزل يتأرجح عبر الزمن والذاكرة بطرق تثير الدهشة. لكن فلوريان فى اول افلامه وهوبكنز تمكنا بحرفية كبيرة من خلق اجواء سينمائية متفردة ، حيث قام المخرج بتكييف مسرحيته ليوحي بأن الفيلم يحزرنا من تدهور العقل والاستعداد للأسوأ مثلما حدث لرجلنا العجوز والذى جسد روح الشخصية باقتدار وقوة مذهلة مع كل ايماءة ونبرة صوت وادق وميض للعين

حاول « الآب « ان نرى العالم بالطريقة التي يراها ، ولا نعرف على وجه اليقين ما هو حقيقي غير حقيقي مما يجعلنا مرتبكين مثل بطل الرواية الذى يخوض معركة خاسرة مع فقدان الذاكرة

الفيلم يضع الجمهور في مكان رجل يخونه عقله بقسوة. مثل أنتوني ،يفقد ببطء المزيد والمزيد من ذكرياته ، وحتى الذكريات التي لديه تائهة . ويبقى الجمهور غير متوازن مع تأسيس الفيلم لحقيقة المشهد مما يوضح بشكل مؤلم كيف تصبح الحياة مع التقلبات المزاجية غير المنتظمة لأنتوني صعبة ومرهقة بالنسبة إلى ابنته آن ، حيث يتعاطف الفيلم مع آن بقدر ما يتعاطف مع والدها.

أداء هوبكنز الايقوني ظل مصدرا للإلهام بوصوله الى اعماق لم يرها سوى القليل من ، رجل فخور للغاية في حالة حرب مع نفسه يعرف أن ما يحدث غير طبيعي لكنه لا يفهم كيف يصحح المصير

مع بناء الفيلم ، تتطور شخصيته ببطء مع الخوف الذى نراه في النهاية يتفوق على أنتوني مخلفًا فوضى ربما تبكي معها وكأنها لحظة حاسمة لهذا الممثل الكبير.

ولم يكن أنتوني الوحيد المتميز والمؤلم بينما ايضا كان طاقم الممثلين الداعمين ومنهم أوليفيا كولمان ، التى نسجت قوتها من كونها كيف تظهر لغة جسدها الألم والعذاب عند مشاهدة والدها ينزلق منها ، أوليفيا ويليامز ، إيموجين بوتس ، روفوس ستيويل ، وللموسيقى أيضاً دور أساسي في « الاب «، والتى قدمها الملحن الإيطالي لودوفيكو ايناودي

الفريق كله كان مدهشا في تقديم تلك القصة بشراستها وهو ما يجعل تلك السينما رائعة.

 

الصباح الجديد العراقية في

17.12.2020

 
 
 
 
 

"عاش يا كابتن": فيلم سينمائيّ مؤثِّر برؤيةٍ نسويةٍ هادئة

محمد جابر

حالة من الحفاوة الملحوظة نالها الفيلم الوثائقي المصري "عاش يا كابتن"، لمي زايد، مع عرضه في المسابقة الرسمية للدورة الـ42 (2 ـ 10 ديسمبر/ كانون الأول 2020) لـ"مهرجان القاهرة السينمائي الدولي"، قبل فوزه، بشكل غير مُفاجئ، بـ3 جوائز: الهرم البرونزي لأفضل عمل أول أو ثاني لصانعه، و"إيزيس" لأفضل فيلم مصري يُبرز قضايا المرأة، وجائزة الجمهور.

يتناول الفيلم ساحة تدريب شعبيّ في الإسكندرية، حيث يُدرِّب كابتن رمضان، لسنين طويلة، بطلات رفع الأثقال المصريات، وأبرزهنّ ابنته نهلة رمضان، الفائزة ببطولة العالم للناشئين، والتي نافست على ميدالية أولمبية في رفع الأثقال، في "أولمبياد 2004 ـ أثينا" و"2012 ـ لندن".

يبدأ الفيلم بنصّ مكتوب عن نهلة، وإلهامها بطلات أخريات؛ وتسير أحداثه مع زبيبة (13 عاماً)، التي تتدرّب في الساحة، ويُنتَظر منها تحقيق الكثير في المستقبل القريب. الفيلم يتابع رحلتها ورحلة كابتن رمضان والساحة الشعبية أيضاً، في 4 أعوام كاملة استغرقها التصوير.

أسباب عدّة تميّز "عاش يا كابتن"، وتعتبره استثنائياً في هذه المرحلة من واقع السينما المصرية، بدءاً من اختياره "كيف يحكي؟"، بمتابعته الحياة اليومية لشخصياته، من دون أيّ تدخّل أو ظهور لمخرجته أو لأحد صنّاعه، ومن دون حديثٍ مباشر، ولو عابراً، بين شخصياته والكاميرا. أمرٌ صعبٌ للغاية، لكنّه خيار فني مُلائم، يمنح الفيلم اختلافاً واضحاً. هناك الشخصيات نفسها، ودورها في الأثر الذي تتركه في المُشاهد، وتحديداً كابتن رمضان، العجوز النشيط، والمتحدّث الدائم، وسليط اللسان الذي لا يهدأ، والباحث عن دعمٍ من الدولة لتحسين الوضع المؤسف للساحة الشعبية، التي يديرها ولا يكترث بها أحد ("محدش بيقولنا إزيكم"، بحسب تعبيره)، رغم تخريجها الدائم بطلات في رياضة رفع الأثقال.

هناك انجذاب كبير إلى كابتن رمضان، وتعليقاته اللافتة للانتباه، والطريقة "الخشنة" والحادّة التي يعنِّف بها الشابات أثناء التدريب، أو في مباريات البطولات، قبل مصالحتهنّ بحنانٍ أبوي لا يوصف. في المقابل، تبرز زبيبة كنقيضٍ له. فرغم أنّها بطلة الفيلم، يندر أنْ تتكلّم. مع ذلك، تُعبّر عيناها وملامحها عن كلّ شيء. متابعة رحلتها ومباريات البطولة المُختلفة التي تُشارك بها، تورِّط المُشاهد معها ببطء، مع استمرار الأحداث، بل مع كل "رفعة" جديدة، ناجحة أو لا.

الجاذبية الاستثنائية للشخصيات لم تظهر إلّا بقدرة صنّاعه أنفسهم، في الفترة الطويلة للتصوير (4 أعوام) ـ التي أنتجت نحو 300 ساعة، كما قالت مي زايد بعد عرضه ـ على محو أيّ حاجزٍ بين الشخصيات والكاميرا. لا شعور، ولو للحظةٍ واحدة من مدّة العرض، بأنّ هناك كاميرا وتصويراً، أو افتعال أيّ حديث أو ردّ فعل. هناك صدق في معاينة حياة الشخصيات كما هي، وهذا أحد أكبر المنجزات التي يُمكن لفيلمٍ وثائقي تحقيقها، مانحاً "عاش يا كابتن" لحظاتٍ سينمائية عدّة، مؤثّرة للغاية.

العنصر المهمّ الأخير في تميّز الفيلم عائدٌ إلى المونتاج (زايد والمونتيرة سارة عبد الله)، الذي استغرق العمل عليه، بحسب المخرجة أيضاً، عاماً ونصف عام، لتحقيق بناءٍ درامي واضح للـ300 ساعة درامية المتناثرة، ما يجعل المونتاج الـ"بطل" التقني الرئيسي للفيلم، في سرديّته وبنائه العام، المتمحورين حول بطولات رفع الأثقال، التي تشارك فيها زبيبة، وحول أدائها فيها، وتمارينها اليومية السابقة عليها، وعلاقتها بكابتن رمضان، وعلاقة الأخير نفسه بالصبايا الأخريات، كما بالدولة والمسؤولين، وبالموت أيضاً، الحاضر منذ البداية.

يتميّز المونتاج أيضاً في التقطيع داخل المشهد الواحد، وخلق شعور بمشاهدة فيلمٍ روائي لا وثائقي، بما يتّفق مع خيارات مي زايد وطموح الفيلم، وهذا تحقق بجودة كبيرة.

"عاش يا كابتن" مؤثّر ومهمّ ومختلف، يطرح رؤية نسوية للعالم من دون ضجيج، لأنها خارجة من قلب الشارع، ومن حياة يومية لأناسٍ عاديين. لكنّها، بفضل سينمائيين موهوبين وأعوام مديدة من العمل، تظهر أجمل وأكثر درامية من أيّ حكاية مصنوعة.

 

العربي الجديد اللندنية في

17.12.2020

 
 
 
 
 

محمد فراج فنان مصري يستكشف قدراته النقدية في القاهرة السينمائي

إنجي سمير

الممثل محمد فراج يكشف لـ"العرب" أنه اكتسب العديد من المهارات والأساليب السينمائية من خلال مشاهدة الأفلام وتقييمها لأنها تدعم اختياراته المستقبلية.

شارك الفنان المصري محمد فراج ضمن لجنة تحكيم أسبوع النقاد في الدورة الثانية والأربعين لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، لتكون تجربة جديدة، تمثل استكشافا لقدراته النقدية بعد أن أثبت موهبته كفنان يستطيع التنقل بين الأدوار المختلفة التي يختارها بعناية فائقة، في السينما والتلفزيون، وحقّق فيها نجاحا لافتا في الحالتين.

القاهرةيتطلب اختيار الممثلين الشباب في لجان التحكيم مهارات خاصة للنظر إلى الأعمال المقدّمة بعين نقدية تستطيع أن تفرز بين العمل الذي يستحق الجائزة من عدمه، ودائما ما يجري إسناد تلك المهمة لمخرجين ونقاد ومؤلفين، لكن دخول الفنانين ومشاركتهم في لجان متخصّصة مثلما كان الحال في “أسبوع تحكيم النقاد” الذي أتى على هامش مهرجان القاهرة السينمائي الدولي الأخير، كان دلالة واضحة على أن الفنان لديه رؤى مختلفة من الممكن توظيفها لصالح إثراء العمل النقدي.

وقال الممثل محمد فراج في حواره مع “العرب”، إنه كان سعيدا بتجربة انضمامه لعضوية لجنة تحكيم في مهرجان القاهرة السينمائي، ويراها تجربة قيّمة لأنه شاهد العديد من الأفلام، وعليه أن يختار الأفضل حتى لا يظلم أحدا، ومهمة اختيار أفضل الأفلام صعبة، وتتطلب تواصلا دائما مع العضوين الآخرين للاستفادة من خبراتهم.

وشارك في لجنة تحكيم أسبوع النقاد، كلا من الناقدة الفلسطينية- الأردنية علا الشيخ، والمخرج الصربي إيفان إيكتش، إضافة إلى المصري محمد فراج. ومنحت اللجنة جائزة شادي عبدالسلام للفيلم الصيني “الأفضل لم يأت بعد”، إخراج جينغ وانغ، وجائزة فتحي فرج للفيلم الهولندي “ذهب” من إخراج روجيه هيسب.

محمد فراج: مشاركتي في لجنة تحكيم أسبوع النقاد دعمت اختياراتي المستقبلية

وأوضح فراج لـ”العرب”، أنه اكتسب العديد من المهارات والأساليب السينمائية من خلال مشاهدة الأفلام وتقييمها، وهذا ما كان يريده من التجربة، لأنها تنعكس إيجابا على كيفية اختياره لأدواره المستقبلية، خاصة أن أفلام مهرجان القاهرة اتسمت بالتميز والاختلاف بالرغم من كونها دورة استثنائية، شارك فيها عدد قليل من الأفلام مقارنة بالدورات السابقة.

ونبّه إلى وجود تطوّر في القيمة الفنية للمهرجان جعلته في منافسة قوية مع الفعاليات الفنية العالمية، وأن حرصه سنويا على حضور الأفلام المشاركة ولقاءه العديد من الفنانين الذين قدّمو تلك الأعمال دعما تجربته عبر مشاركته كعضو لجنة تحكيم.

مسيرة حافلة

بدأ فراج حياته الفنية كممثل في مسرح الجامعة في العام 2000، ولديه مسيرة حافلة بالأفلام والأعمال الدرامية والمسرحية، حصل خلالها على العديد من الجوائز، منها، جائزة أفضل ممثل من المهرجان القومي للسينما عن دوره في فيلم “قط وفار”، ومنحته جمعية نقاد السينما المصريين جائزة أفضل ممثل عن دوره في فيلم “الممر”.

ويستعد الممثل المصري لبطولة فيلم “أهل الكهف” مع كل من حسن الرداد ومحمد ممدوح ومصطفى خاطر وأمينة خليل، وهو من تأليف أيمن بهجت قمر وإخراج عمرو عرفة.

ويشارك الفنان المصري في فيلم “الصندوق الأسود” المعروض حاليا بدور العرض السينمائي في مصر، متحديا ظروف انتشار فايروس كورونا التي أجهضت آمال منتجي الأفلام في الحصول على عوائد مالية تغطي نفقاتهم، لكن الفيلم تصدّر قائمة الإيرادات من بين سبعة أفلام أخرى.

وأوضح فراج في حواره مع “العرب”، أن الفيلم كان من المفترض عرضه في إجازة الصيف، لكن كان من الصعب طرحه في ذلك التوقيت نظرا لإغلاق دور العرض بسبب الظروف الصحية، وقرّرت الجهة المنتجة للعمل تأجيله، ما أعطى فرصة للمخرج محمود كامل أن يعمل على الفيلم أكثر في المونتاج والمؤثرات الصوتية، إلى أن جاءت الفرصة المناسبة وجرى عرضه مؤخرا.

وأضاف، أن الجهة القائمة على العمل وجدت في ممارسة الجمهور في مصر لحياته الطبيعية فرصة لأن يحظى بنسب مشاهدات مرتفعة حتى وإن كان ذلك في ظل السماح بدخول 50 في المئة فقط إلى دور العرض، لأن تأخيره أكثر من ذلك كان صعبا، والمهم في النهاية أنه حظي بإعجاب الجمهور والنقاد.

أفلام مهرجان القاهرة اتسمت بالتميز والاختلاف بالرغم من كونها دورة استثنائية، شارك فيها عدد قليل من الأفلام مقارنة بالدورات السابقة

ويقدّم فراج شخصية “سيد” المسجل “خطير” أو “هجّام”، والفيلم تدور أحداثه في يوم ومكان واحد، ويتناول جريمة يتورّط فيها أبطال الفيلم الثلاثة محمد فراج ومنى زكي ومصطفى خاطر.

واجه الفنان المصري صعوبات كثيرة أثناء تحضيره للشخصية، لأنها تطلبت أن يقدّم شكلا للمجرم الذي اعتاد ارتكاب جرائم جنائية، قائلا “أردت الوصول إلى شكل المجرم الذي أقدّم شخصيته، وكان لا بد من أن يكون قبيحا ومخيفا في الوقت ذاته، لكن مع ضرورة إبراز حياته الطبيعية مثل الكثير من المجرمين حتى تصل فكرته بشكل مباشر وسلس إلى الجمهور”.

وذكر أنه كان يحلم بالتعاون مع الفنانة منى زكي منذ سنوات طويلة، ليكتب هذا الفيلم أول تعاون بينهما، ويفتح الباب أمام تعاون آخر مستقبلي عبر مسلسل “تقاطع طرق”، مشيرا إلى أنها من أكثر الفنانات اللاتي تعامل معها احترافية.

تقاطع طرق

"تقاطع طرق" هو عنوان مؤقت للمسلسل الذي تأجل عرضه في موسم رمضان المنقضي لعدم انتهاء فريق العمل من التصوير

يجسّد فراج في “تقاطع طرق” شخصية رجل أعمال سلفي “الشيخ إبراهيم” ولديه العديد من المشروعات التجارية داخل مصر، وتكشف حلقات المسلسل علاقته ببطلة العمل منى زكي، وهي مهندسة زراعية اسمها “هنا” وتعمل بإحدى المزارع الخاصة بزوجها، الدور الذي يجسّده الفنان محمد ممدوح، ولديه “منحل عسل” تعمل فيه، ويسمى المنحل باسمها لحبه الشديد لها قبل أن تنقلب الأحداث بسبب خيانتها له.

و”تقاطع طرق” هو عنوان مؤقت للمسلسل الذي تأجل عرضه في موسم رمضان المنقضي لعدم انتهاء فريق العمل من التصوير، ومقرّر عرضه خلال رمضان المقبل، وهو من تأليف وإخراج تامر محسن.

وظهر فراج خلال الفعاليات الفنية الأخيرة مطلقا لحيته بشكل جديد ومختلف تماشيا مع شخصية العمل، مشيرا إلى أنه يجد متعة في التنقل من شخصية إلى أخرى ويرتبط بالعمل الذي يقوم بالإعداد له حتى يستطيع الانسجام مع طبيعة الشخصية حتى وإن كان ذلك على حساب شكله الخارجي الذي يتشكل بحسب ما يقتضي العمل.

الممثل المصري يستعد لتعاونه الثاني مع منى زكي عبر مسلسل “تقاطع طرق” الذي يجسّد فيه شخصية رجل أعمال سلفي

وأشار إلى أن هذه هي المرة الخامسة التي يعمل فيها مع المخرج تامر محسن، وتربطه به علاقة أخوة وصداقة، وهناك توافق فكري مشترك يدعم توالي التعامل معه في أعمال فنية عديدة، وأن حماسه يزيد بالعمل معه، حيث يضعه في كل مرة يعمل فيها معه في قالب مختلف، ليكتشف في نفسه أشياء كثيرة، فكل تجربة في العمل معه تصبح من أمتع الأعمال التي يقدّمها.

ويحرص تامر محسن أيضا على تقديم قضايا اجتماعية واقعية في أعماله وظهر ذلك بوضوح من قبل في مسلسل “تحت السيطرة” وغيرها من المسلسلات.

ولفت فراج، إلى أن هذا ما يحدث بالفعل، فتامر له دائما لمسات في أعماله، وهذا العمل من تأليفه وإخراجه، ويعبّر بشكل كبير عن الواقع وهو دراما اجتماعية تناقش العلاقات الإنسانية بين الشخصيات والعقبات التي يمرون بها وأفراحهم وهمومهم وأحزانهم التي تتشابك مع بعضها.

وأوضح الفنان المصري في حواره مع “العرب”، أن العمل يتّسم بالواقعية ويجسّد حياة غالبية المصريين، وكل الموضوعات التي يتحدّث عنها المسلسل مهمة للغاية، وهناك أشخاص كثيرون يعانون من علاقات سيئة في ما بينهم، ولذلك يظهر علاقات إنسانية بمختلف أشكالها، مثل علاقة الرجل وزوجته في مجتمعاتنا الشرقية، أو في أي مجتمع خارجي.

كاتبة مصرية

 

العرب اللندنية في

18.12.2020

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004