ملفات خاصة

 
 
 

ان تكون مهاجرا وقلبك مع الوطن

بقلم :ماجدة موريس

القاهرة السينمائي الدولي

الدورة الثانية والأربعون

   
 
 
 
 
 
 

حين كان يسمع صوت أمه في التليفون، كان يتبدل الي كائن آخر، عيناه تمتلئان بالحنين، وصوته يهدأ وهو يسألها كيف يجهز اكلاتها الجميلة، ولا يترك السماعة إلا حين يسمع صوت ابيه يتهمه بالهروب ويطلب منه نقود!. أنه «عمر» الشاب السوري بطل فيلم «التيه» الفائز بالجائزة الذهبية لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي الفيلم انتاج بريطانيا للمخرج بن شاروك، أما بطله فهو الممثل المصري الموهوب «سعيد المصري» والذي لا يمكنك ان تفرق بينه وبين اي شاب سوري في اللهجة تحديدا فالملامح هي هي، ولكن سعيد، او عمر، يعيش حالته تماما بأسلوب يأخذنا كمشاهدين الي المأساة التي يعيشها أخوتنا السوريون في وطنهم، وخارجه الان، فعائلته تشتت بين تركيا حيث ذهب ابويه، واسكتلندا حيث ذهب هو مع اغراب غيره الي جزيرة رملية قاحلة يستقبلون فيها طالبي اللجوء، اما شقيقه الاكبر نبيل، فقد فضل البقاء في بلده، ليحارب، وليجد الشاب نفسه مع ثلاثة غيره في المأوي، يتم ترحيل أثنان منهما من الافارقة، ليظل وحده مع آخر، عربي له اسم فارسي«فرهاد» يسعي جاهدا لاستغلال آلة العود التي حملها عمر معه من سوريا في دفعه للعزف والارتزاق منها، بينما يراها«عمر» مصدر عذابه، وضياع حلمه بأن يكون فنانا مشهورا في بلده، ويفشل في العزف، ولكنه يتمسك بالامل وبعوده، ويرفض اي عروض للعمل بشكل غير قانوني، حتي تأتيه البشري اخيرا بعودة أبويه للوطن، فتنفك عقدته، ويذهب سعيدا للعزف امام جمهور أسعده بفنه وأبداعه أنه فيلم يطرح قضية طرحت مرارا في افلام أخري سبقته، ولكن السينما هي فن الرؤية المختلفة، والقدرة علي اكتشاف الجديد في المشهد الانساني، وهو ما استطاعه المخرج الذي كتب فيلمه ايضا بمهارة معبرا عن عذاب بشر آخرين يهربون من بلادهم لاسباب مختلفة، وقد لا يصمدون ويرحلون من بلاد الهجرة، او يصمدون مثل عمر ولا يمكن هنا أغفال أهمية عناصر التصوير«نيك كوك » والمونتاچ «كارل دولار ولوسيا زوشيت» ولا الاداء الجيد لكل ممثلي وممثلات الفيلم وعل رأسهم البطل أمير المصري.

اليسا وفيليكس قصة تهمنا

يتقابلان معا عبر الموبايل، وعن طريق احد الالعاب يتعارفان، ويستجيبان معا لأوامر المسؤل عن اللعبة التي تتضمن خمسين خطوة، تصل بهما في النهاية الي الموت انتحارا أنها لعبة «الحوت الازرق» التي روعت العالم منذ سنوات قليلة وتركت ضحايا في بلاد عديدة منها مصر، وفي هذا الفيلم المكسيكي «٥٠أو موتان يجتمعان علي الشاطئ» يحاول المخرج الاسباني «خورجي كوتشي» تقديم صرخة تحذير لنا جميعا من خلال الفيلم الذي كتبه واخرجه ويدور حول المراهقان «اليسا» و«فيلكس»، اللذان أنشغل كل منهما بنفسه وبموبايله لان عائلته مشغولة عنه، اليسا امها مشغولة بتجهيزات زواجها الجديد، بينما يعاني فيلكس من حالة عدم وفاق منزلي، ويتعارف الاثنان عبر زمالة اللعبة وخطواتها، وتسعي هي اليه، وتسحبه الي صداقة تنمو خطوة خطوة مع تعليمات اللعبة، وهنا يأخذنا الفيلم مع مخرجه كوتشي ومصوره چوزيه كازيلاس الي رحلة فنية تقترب كثيرا من الواقع لندرك من المشاهد والحوارات والشوارع والبيوت كيف خلقت اللعبة الآتية عبر الموبايل عالما آخر للفتي والفتاة، مواز للعالم الحقيقي، وكيف دفعتهما لارتكاب جرائم في حق مجتمع اصبحا يكرهانه لدرجة التجرؤ علي قتل الآخرين وقتل النفس، وكيف وصلا الي قرب الانتحار مع غفلة الاهل والمجتمع الفيلم حصل علي جائزة نجيب محفوظ لأفضل سيناريو في المهرجان.

المؤتمر وكلام قديم في القلب

هل من الممكن ان يحتفظ اي منا بذكرياته كما هي لسنوات طويلة ام انها تؤرقه وقد تثور عليه حين يراجعها حديث الذكريات هو فكرة هذا الفيلم «المؤتمر» الحاصل علي الجائزة الفضية للمهرجان للمخرج الكاتب إيڤان آي تفردوفسكي، روسي، ولكن الانتاج دعمته ثلاث دول اخري، ويدور حول اجتماع دعت اليه سيدة نجت من حادث هجوم ارهابي علي احد مسارح موسكو من سنين، تأخد المرأة تصريحا بأقامة «مؤتمر» وليس اجتماع! وترسل للجميع، الناجين، واهالي الضحايا، ولا يحضرون جميعا بالطبع، لكن الذكري تعصف بمن حضروا، وايضا النسيان، وتأخذ الكل لحظات من تذكر الماضي مشوشا بالرؤي الخاصة فيبدأ الخلاف، وتتصاعد الاتهامات، وتصل الي اعترافات يدين فيها بعضهم البعض بقسوة فيلم يلعب فيه التصوير دورا مهما لكن الدور الرئيسي للمونتاچ في متابعته لكل هذه الانفعالات من قبل ممثلون وممثلات تجمعوا معا ليقدموا الماضي والحاضر وحيث ابتعد المخرج تماما عن الاستعانة بالارشيف المصور للحادثة، وقد، حصلت بطلة الفيلم ناتاليا كاڤينكوڤا علي جائزة التمثيل النسائي بالمناصفة مع نجمتنا الهام شاهين، وكلاهما قدمت دورها بفهم عميق له، وبراعة كبيرة في التعبير عن كل مفرداته.

 

الأهالي المصرية في

16.12.2020

 
 
 
 
 

دورة 42 لمهرجان القاهرة.. أين الدولة بمنظومة الإنتاج السينمائي؟

وائل سعيد

كانت فترة الحظر السابقة - والمرتقبة مع الموجة الثانية- تميمة الحظ الرابحة لبعض القطاعات، كالشركات الطبية، ومنصات المُشاهدة الرقمية، وخصوصا بعد أن ارتفعت معدلات الاستهلاك على نحو مخيف، أتاحت الترويج لهذه المنصات لأن تكون بديلا -مستقبليا- عن عروض الأفلام الحية في ظل الموجات المتتالية لغلق قاعات السينما عالميًّا، أو تشغيلها بنصف قوتها في أحسن تقدير.

ما تخوضه السينما في الفترة الراهنة، يذكرنا بصراع قديم نشب بداية الستينيات مع ظهور التلفزيون، حيث ظن البعض أن باستطاعته مزاحمة السينما طالما استطاع الوصول إلى الجمهور في عقر داره، لكن الفن السابع انتصر في هذه المعركة، وفي المعركة التالية التي كانت أقل حدة، حين أغرق "الفيديو كاسيت" السوق السينمائية المصرية في الثمانينيات.

ربما لم تحسم المعركة الطويلة بعد، إلا أن ثمة ضربة احترافية أحرزتها السينما في الجولة التي تمت مؤخرا على مدار تسعة أيام، خلال فعاليات الدورة الـ 42 لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي من 2 إلى 10 ديسمبر/كانون الأول، بدءا من نسب الحضور المرتفعة وشيوع لافتة "كامل العدد Sold out"، والتي أطلق النقاد والصحافيون على الفعالية بسببها "دورة السولد أوت".

الصورة أكبر من الحياة

في كتابه الشهير "فن الفرجة على الأفلام" يُقارن جوزيف م. بوجز بين فرجة قاعة السينما ومشاهدة المنزل عبر جهاز تلفاز 19 بوصة، وبرغم أن المقارنة عقدت منتصف التسعينيات، قبل ظهور شاشات العرض العملاقة وأنظمة الـ "هوم سينما" الحديثة، إلا أن الفكرة لا تزال حاضرة إلى الآن: "الأحداث الجارية على شاشة جهاز التلفزيون بعيدة بكثير، محبوسة في أمان شاشة 19 بوصة، غير قادرة على تهديدنا بحق، على جذبنا إلى حافة كراسينا المريحة، في دار العرض، الصورة أكبر حجما من الحياة".. لذلك استجاب جمهور المهرجان لمعايشة الصورة الأكبر المفتقدة منذ شهور، والولوج لعالمها كأحد العناصر المكونة؛ رغم تهديدات الموجة الثانية للفيروس والتفاصيل الكثيرة للإجراءات الاحترازية المتبعة. 

بلغت حصيلة التذاكر المباعة 30 ألفا بفارق 10 آلاف لصالح الدورة السابقة، التي قدمت 150 فيلما من 63 دولة، فيما شارك هذا العام 85 فيلما من 40 دولة، مع 200 ضيف سينمائي من مختلف البلدان. على جانب آخر، قدمت الدورة السابقة 35 فيلما في عروضها العالمية الأولى، وبلغ الرقم هذا العام عشرين فيلما.

لم تبتعد كثيرا هذه الدورة عن سابقتها، رغم ظرفها الاستثنائي، من ناحية الكم، أما من ناحية الكيف؛ فقد نالت الكثير من الأفلام المعروضة استحسان النقاد وصناع السينما ومحبيها، ما جاوز 30 فيلما تقريبا، تنوعت موضوعاتها محتفية بما هو إنساني في المقام الأول، وتعددت طرق التناول والأساليب الفنية ما بين شباب ومخضرمي السينما.

ثمة خطوة هامة في تاريخ المهرجان تم اعتمادها الدورة السابقة من أكاديمية فنون وعلوم الصورة المتحركة، لتكون أفلامه المنافسة مؤهلة للاشتراك بجوائز الأوسكار، الأمر الذي تحقق هذا العام مع أكثر من فيلم.

أفلام
لا جدال في أن مُشاهدة الأفلام هي الحدث الأهم في أي فعالية سينمائية، لأجل هذا تقام المهرجانات حول العالم، وهنا يجب الإشادة بفريق البرمجة هذا العام بمشاركة المكتب الفني للمهرجان، حيث تنوعت الأفلام بين التسجيلي والروائي الطويل والقصير، ووسط هذا العدد الجيد من الأفلام تقف المتابعة حائرة، وبعيدا عن مضمار التنافس؛ فالسباق حتما يقبع في مكان آخر كثيرا ما تخطئه لجان التحكيم.

50 أو حوتان يجتمعان على الشاطئ

في عام 2018 انتبهت وسائل الإعلام إلى لعبة جديدة تؤدي الي الموت، عقب انتحار نجل البرلماني المصري حمدي الفخراني بسبب لعبة الحوت الأزرق، ويستعيد الفيلم المكسيكي تلك اللعبة ويُدخلنا مباشرة لمستوياتها المختلفة وعنفها الدفين.

من أجل الاشتراك في اللعبة عليك أن تتمثل روح "الحوت الأزرق" الذي يعيش غالبا وحيدا أو في صورة ثنائية فقط، ويعتبر الرقم "50" هو أكبر عدد تجمع تم تسجيله لهذه الحيتان، لذلك تعتمد اللعبة على 50 مستوى تؤدي في النهاية إلى انتحار اللاعب، كما قد تفعل بعض هذه الحيتان في ظاهرة غير مفهومة بإلقاء نفسها للشاطئ حتى تجف.

الحوت الأزرق هو أكبر كائن حي على وجه الأرض، من هنا جاء المعادل النفسي في اللعبة والفيلم. واضع اللعبة كان طالب علم نفس، يستطيع أن يأتي بالمعادل "الحوت" بالصورة التي يتمناها اللاعب بأنه أكبر وأهم من كل المحيطين، الأمر الذي جسده ببراعة المخرج المكسيكي خورخي كوتشي، حين استعان بشابين من الهواة "خوسيه أنطونيو- كارلا كورونادو" رُشحا لجائزة أحسن ممثل وممثلة، قاما بأداء انفعالات الشابين المتباينة والعنيفة بمشاعر بكر حافظ على إيقاع التصاعد الدرامي، ولم يخلُ في نفس الوقت من إشكاليات الوقوف الأول أمام الكاميرا؛ إلا أن هذا الارتباك – إن وجد- خدم عفوية اللحظة التي يقرران فيها إنهاء حياتهما.

سيطرت المشاهد العنيفة على الدراما في تغييب واضح للأبوين اللذين لم يظهرا طوال الفيلم سوى بالصوت أو من الخلف. شارك الفيلم في المسابقة الدولية وحصد جائزة نجيب محفوظ لأحسن سيناريو، كعرض أول في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. 

في "غزة مونامور" الفيلم الفلسطيني للأخوين ناصر، يُعاد تكييف مأساة "سانتياغو" في العجوز والبحر، بتضفيرها برحلة عيسى الناصري، على نحو عبثي لا يخلو من الفكاهة والتهكم، في لوحة مليئة بالمنمنمات، بطلها "عيسى– سليم ضو" المخرج والممثل الفلسطيني بمشاركة هيام عباس، لصُنع ملهاة إنسانية  - رهيفة – لوجه من وجوه القضية الفلسطينية.  فاز الفيلم بجائزة أفضل فيلم عربي مناصفة.

الفيلم الإيراني "لا يوجد شر" للمخرج محمد رسلوف، رحلة حول مفهوم الشر مع السلطة القامعة التي تحول بمنهجيتها المخيفة منفذي الإعدام من الموظفين البسطاء إلى قتلة وهم يظنون أنهم ينفذون الأوامر، برع رسلوف من خلال أربع قصص في رسم صورة مقبضة للواقع الإيراني المعاش، بأداء بالغ الرهافة يطرح نموذجا حداثيا للديستوبيا بمشاركة الممثل إحسان مير حسيني، المميزة للغاية.

خلاف الجوائز ومصائرها

قد يندهش البعض حين يسمع أن سباقا سينمائيا ضم الممثل العالمي أنتوني هوبكينز والممثلة المصرية إلهام شاهين، وفازت الأخيرة فيه بجائزة أفضل ممثلة مناصفة عن دورها في فيلم "حظر تجول" لأمير رمسيس. وبعيدا عن تقييم الفيلمين، سلبا أو إيجابا؛ إلا أن هوبكينز في الأب The father  استطاع نقل الحالة الشعورية المتبدلة لأب يعاني من مرض الزهايمر، ببراعة منقطعة النظير، بمجرد أن يلتفت أو يفتح بابا، كان يتبدل كلية من حالة إلى أخرى. الانتقال السلس والمنطقي جعل الرجل الثمانيني يتحرك بانسيابية لاعب باليه ثلجي، وتحديدا ثلجي؛ حيث كان خط الدفاع الوحيد تقريبا لتطاير ثلوجة الإخراج والنص في وجوه المشاهدين، فاستحق بجدارة لقب السير، سواء فاز بالأوسكار أو لم يفز، يكفيه أن يمكث في منزله سعيدا، مع قطه وموسيقاه وملابسه الزاهية، حيث يُتابعه ملايين المعجبين، ويتفاعل معهم من وقت لآخر. 

عودة المائدة المستديرة

التحديات التي تواجهها صناعة السينما موضوع حلقات النقاش التي تمت ضمن برنامج أيام صناعة السينما بالشراكة مع بعض شركات الإنتاج. العنوان مؤكد؛ فضفاض وكبير وتم طرحه مئات المرات في محاولة لحل هذه التحديات المستمرة، إلا أن الوضع الراهن مؤكد أيضا يستلزم طرحا من نوع آخر لا بد وأن يتخطى فكرة "الشو" أو تكرار ما تم. أظن أن عودة مثل هذه المناقشات المفتقدة في المهرجانات تُعد خطوة أولى للبحث عن سُبل العلاج. وتجدر الإشارة هنا إلى عودة المناقشات في صورة بث حي عبر المنصات الإعلامية ومنصات المهرجان، الأمر الذي تماشى مع الظرف الحالي وفي ذات الوقت كان أحد الحلول العديدة التي اتبعتها الدورة لسد فجوة برنامج هذا العام عن البرامج السالفة.

أدارت الحوار المُذيعة اللبنانية ريا أبي راشد على غرار ما كانت تقدمه الإعلامية سلمى الشماع، مستضيفة عبر ثلاث حلقات مجموعة من صناع السينما، تم تقسيمهم إلى ثلاث مستويات "إنتاج – إخراج – سيناريو"، وكان من الطبيعي أن تبدأ أولى الموائد المستديرة من الإنتاج؛ العنصر المُتحكم في ميلاد الفيلم من عدمه.

أشارت ماريان خوري – المنتجة والمخرجة- إلى هيمنة الرجل على مجال الإخراج، ومدى تخوف المنتجين من المخاطرة بميزانيات ضخمة لأفلام من إخراج سيدات. وكان هناك رد من محمد حفظي – سيناريست ومنتج- يوضح تجربته الشخصية في تعامله مع أكثر من مخرجة، كما بلغ عدد الأفلام المشاركة لمخرجات هذا العام 21 فيلما.

اشترك في النقاش المنتجون هشام سليمان، أحمد بدوي، هاني أسامة، وشاهيناز العقاد، وأكد الجميع أن التحدي الأكبر الذي يواجه عملية الإنتاج ودورة رأس المال هي القرصنة الإلكترونية في المقام الأول، ثم تأتي قلة عدد دور العرض بما يتناسب مع أعداد الجمهور، على جانب آخر تبقى مشكلة "التذكرة" وثمنها المرتفع على الطبقات الأغلب أحد أهم التحديات التي تواجه الصناعة.

حول "السينما التقليدية وسينما المنصات" ومدى تداخل مفردات جديدة كمنصات العروض الرقمية في العملية السينمائية مع التغير الحالي لذوق ووعي الجمهور؛ دار الجزء الخاص بنقاش صاحب التوقيع الأخير للفيلم- المخرج. يتبني يسري نصر الله فكرة الحفاظ على الجمالية الفنية مع مواكبة المفردات الجديدة، فيما تؤكد هالة خليل على حتمية المواكبة، ضاربة مثال التصوير بالديجيتال وكيف تم التصدي له طويلا من قبل التقليديين.
في حين نفى السيناريست تامر حبيب صحة مقولة "أزمة ورقة" المتداولة عبر سنين – ويقصد بها ندرة النصوص الجيدة- موضحا أن السيناريوهات كثيرة ومتراكمة في مكاتب الإنتاج، ولكن المنتجين يكتفون بمجموعة من كُتاب السيناريو تم اختبار أعمالهم بالفعل، لذلك فالدائرة مغلقة لا يستطيع اختراقها إلا ذوو حظ عظيم. اشترك في النقاش زينب عزيز، مصطفي صقر، كريم يوسف وهاني فوزي، وناشد الأخير المنتجين بأهمية تفعيل الخيال إزاء قراءة النصوص الجديدة المقدمة من الشباب.

أسفرت الموائد في النهاية عن العديد من النقاط التي يجب بحثها بشكل أوسع، إلا أن هناك بعض العوامل تم الإجماع عليها - مع مراعاة تعدد الجنسيات- على رأسها، غياب دور الدولة الواضح داخل منظومة الإنتاج السينمائي، خاصة مع تغيير الرؤية والاستراتيجية للعملية الإنتاجية بما يتوافق مع معطيات الاقتصاد الجديدة، بداية من الإنتاج المشترك وإنتاج المنصات، ومرورا بالإنتاج المستقل وأشكاله المتشابكة، في حين تكتفي الحكومات بجمع الضرائب ووضع القوانين التي تبقى حبرا على ورق!

 

ضفة ثالثة اللندنية في

16.12.2020

 
 
 
 
 

مى زايد: «عاش يا كابتن» يكشف للعالم دور المرأة المصرية القوى

حوار ــ أميرة أنور عبد ربه

كان فوز البطلة المصرية نهلة رمضان بالميدالية الذهبية فى بطولة العالم لرفع الأثقال بكندا مصدر إلهام لها قبل احترافها العمل بال سينما كونها فتاة تلعب رياضة تقتصر فقط على الرجال، ومن هنا جاءت فكرة المخرجة مى زايد ل فيلم ها الوثائقى « عاش يا كابتن » الذى أرادت به التعرف بشكل أعمق على عالم وتفاصيل حياة هؤلاء الفتيات الصغار، ومدربهن الراحل رمضان عبد المعطى والد البطلة . ال فيلم عرض فى مهرجان القاهرة ال سينما ئى فى دورته الـ42 وحصد 3 جوائز هي: إيزيس والجمهور والهرم البرونزى وحصل من قبل على جائزة اليمامة الذهبية فى مهرجان دوك لابيتزغ الألماني، ورشح للتأهل فى مسابقة الأوسكار . «الأهرام» أجرت حواراً مع المخرجة مى زايد تحدثت فيه عن الصعوبات التى واجهتها خلال الـ 6سنوات التى صورت فيها ال فيلم فإلى الحوار:

·        لقد ضربت 3 عصافير فى فيلم واحد وانتزعت 3 جوائز مهمة من مهرجان القاهرة ال سينما ئى فهل كنت تتوقعين ذلك؟

تضحك وتقول :بصراحة لم نتوقع أبدا وهو ما ظهر علينا فى أثناء تسلم الجائزة الأولى فلم أحضر كلمة أقولها ولقد شعرت بارتباك كبير ولكننا سعدنا كثيرا بتلك الجوائز ، فهى مجهود تعب سنوات والحمد لله . وتضيف: تلك الجوائز لها قيمة ومهمة بالنسبة لى لأنها من مهرجان بلدى وكنت أتمنى أن يشاهده الجمهور المصرى ويتفاعل معه ويتعرف على عالم هؤلاء الفتيات اللاتى لا يتاح لنا معرفتهن عن قرب والصعوبات التى يعانين منها والظروف القاسية التى يتدربن فيها و«زبيبة» بطلة إفريقيا فى رفع الأثقال وكابتن رمضان نموذجان قريبان ومشابهان لنا .

·        قلت إن فوز نهلة رمضان ببطولة رفع الأثقال بكندا سبب إلهامك وتقديمك فكرة فيلم « عاش يا كابتن » فكيف بدأت الحكاية؟

بالفعل عندما كان عمرى 18 عاما فازت نهلة رمضان ببطولة كندا ولم يكن لى أى علاقة بالإخراج حيث كنت أدرس الهندسة ولكنى تأثرت بها كثيرا مثل كثير من الأسر المصرية وتأثرى كان بفكرة كونها فتاة تلعب وتتمرن فى الشارع وتصل للعالمية وهى فى سن الـ15، فكانت أيقونة بالنسبة لى وظل حلم تقديم مثل هذه النماذج بداخلى إلى أن تعرفت على كابتن رمضان من خلال مخرج الوحدة الثانية عمروش بدر وشاهدت كيف يدرب الفتيات فى الشارع ويخرج بطلات فتيات مثل نهلة بإمكانات بسيطة ومحدودة ومن هنا قررت تقديم فيلم « عاش يا كابتن » .

·        كيف كان رد فعل كابتن رمضان عبد المعطى مدرب رفع الأثقال فى أثناء المقابلة الأولى معه لعرض فكرة ال فيلم عليه؟

منذ اللحظة الأولى كان بابه مفتوحا للجميع ولجميع الفتيات اللاتى يرغبن فى التدريب وكان لا يتقاضى أجرا عن ذلك بل ينفق على المكان من أمواله وفى بداية تعارفنا اعتقد أننا صحفيون وشرحنا له الموقف وبأننا نصور فيلم ا ونريده يتعامل بشكل طبيعى وأثناء التصوير كان الأمر غريبا له وللفتيات ولكن مع الوقت والسنوات الـ6 التى استغرقها تصوير ال فيلم تناسوا أن هناك كاميرا.

وتضيف مى: لم أحاول الضغط عليهن وكنت أقول لهن إذا لم يشعرن براحة عليهن أن يطلبن منى التوقف وحدث ذلك مرة فى أثناء أول بطولة لزبيبة حيث كانت تشعر بالتوتر وطلبت عدم تصويرها عن قرب .

·        لم تقدمى نموذجا لبطلة حصدت جوائز لكنك اخترت زبيبة الفتاة الصغيرة التى تحلم بالبطولة ورصدت مراحل الرحلة التى مرت بها فهل هذا مقصود؟

كان اختيار زبيبة مقصودا لأنها فتاة صغيرة كان عمرها 14 عاما حتى حصلت على البطولة الإفريقية فى رفع الأثقال فأردنا أن يعرف الجمهور رحلتها عن قرب والصعوبات التى تواجهها فى أثناء التمرين فالبطل الرياضى الذى يملك حلم البطولة طريقه لن يكون مفروشا بالورد ولكن بجهد وتعب كبير وأنا أردت رصد التغيرات الشكلية والسنية والبدنية التى طرأت على زبيبة منذ كان عمرها 14 حتى سن 18 فذلك تأثيره يكون أكبر على المشاهدين.

·        يقع على عاتق مخرج الأفلام الوثائقية مهمة صعبة فى إدارة شخصيات حقيقية مقارنة بفنانين يجسدونها فكيف تجاوزت ذلك فى « عاش يا كابتن »؟

كانت مهمتى الأولى كيفية بناء الثقة مع هؤلاء الفتيات وكابتن رمضان، وتكوينها يعتمد على شعورهن بالاطمئنان والراحة تجاهى وهو الأمر الذى تحقق مع الوقت والسنين وكنا بالفعل نشعر اننا عائلة واحدة وكان أهم ما فى الأمر أنهن يصدقن ويشعرن بما يقمن به .وكنت أتمنى أن يشاهد كابتن رمضان رحمه الله هذا ال فيلم معنا.

·        هل عامل الوقت والزمن الذى تجاوز الـ4 سنوات كان فى مصلحة ال فيلم ؟

أعلم من البداية أن الأمر سيستغرق وقتا طويلا ولكن لم أتخيل أن يستمر التصوير الـ 6 سنوات فعندما بدأت أتابع أسماء من سن 14 كنت أعلم أن أى حلم يحتاج إلى تعب ومجهود سنوات حتى يتحقق ما تريده ولكن مشكلة السنوات الطويلة أنك لابد ان تتوقعى جميع النهايات فهى مفتوحة لأنه يجوز أن تقرر أسماء عدم اللعب فجأة مثلا لذلك فلابد أن تستعدى للبديل طوال الوقت.

·        اختيارك لقصة ال فيلم انحياز صريح للفتيات وتسليط الضوء عليهن خاصة أن رفع الأثقال ترتبط بالرجال فهل تتفقين مع هذا الرأى؟

دائما ما تظهر المرأة والفتاة بأنها مغلوبة على أمرها وهى صورة لا أحبها وغير صحيحة فأنا أردت أن أوضح بال فيلم للجمهور المصرى وللعالم أن دور المرأة قوى ومؤثر فى المجتمع وأنها قوية وقادرة على تحدى الصعاب فى ظل ظروف صعبة وأن رياضة رفع الأثقال ليست مقصورة على الرجال ويكفى أن جميع الإنجازات الرياضية فى السنوات الأخيرة كانت بطلاتها من الفتيات مثل فريدة عثمان ونور الشربيني.

·        ال فيلم يعطى رسالة مباشرة بأن الإنسان يستطيع التغلب على الظروف والصعاب فى سبيل تحقيق حلمه فكيف حول «كابتن رمضان» «خرابة» بالشارع الى مصنع لتخريج بطلات؟

بالفعل هذا ما رغبنا فى توصيله لكل شاب وفتاة فهؤلاء الفتيات كن يتدربن فى الشارع، ويرفعن الأثقال وسط ضوضاء شديدة أمام ميناء الإسكندرية وهو مكان لسير سيارات النقل الكبيرة ورغم ذلك كن فى غاية التركيز للوصول إلى حلمهن وتحقيق بطولات.

·        تركت الهندسة لحبك الإخراج فمن أكثر المخرجين الذين أثروا فيك؟

أعشق سينما محمد خان فهو من المخرجين الذين يمتلكون المعادلة الصعبة فى تقديم فيلم يجمع بين النجاح الفنى والجماهيرى معا فجميع شخصيات أفلامه حقيقية تشعرين بكل تفاصيلها حتى الأدوار الثانوية وتلك هى ال سينما التى أحبها.

·        « عاش يا كابتن » تأهل للمشاركة فى مهرجان الأوسكار ومرشح للحصول على جائزة فماذا تقولين عن ذلك؟

سعيدة جدا بالمشاركة ولكننا تأهلنا فقط ولايزال أمامنا مرحلتان لكى يفوز ب الأوسكار ، وسنعلم النتيجة فى شهر فبراير المقبل وما إذا كان تم اختياره ضمن الـ5 الأفلام المرشحة للوصول لأوسكار أم لا ؟ وأتمنى أن يحالفنا التوفيق فى الحصول عليها.

 

####

 

«سينما الحوادث والأوبئة».. بعيون روسية و صينية

د. مصطفى فهمى

بين الأحداث الحقيقية، وخيال السينما، جاءت بعض أفلام مسابقات القاهرة السينمائي، الذى اختتم دورته الـ42 الخميس الماضي، برؤية مزجت بين التوثيق و الخيال ــ ديكيودراما ــ ليجد مخرجوها مكانا على منصة الجوائز.

الفيلم الروسى « مؤتمر »، للمخرج الشاب إيفان آى تفردوفسكى فى عمله الرابع، استحق جائزة الهرم الفضي، بتناوله العملية الإرهابية على مسرح دبروفاكا عام 2002 فى أثناء عرض مسرحية «نورد أوست»، برؤية اعتمدت على شهادة الناجين من الحادث، وخياله كمخرج و كاتب للفيلم، أبرزت الجوانب الإنسانية فى أثناء وبعد الحادث وأثاره على الناجين وأسرهم، من خلال تصوير شديد الواقعية أعطى البعد التوثيقي، أكده أداء الممثلين، ورؤية المخرج السينمائية فى إبراز الأبعاد النفسية و الانفعالية، لنشعر بواقع الحادثة وما بعده، الذى دعمته الموسيقى التى جاءت معبرة بشاعرية عن الشخصيات وأحوالها.

ومن أسبوع النقاد، وضع المخرج الصينى جينج وانج بفيلمه «الأفضل لم يأت بعد»، نفسه ضمن الفائزين، بفوزه بجائزة شادى عبد السلام، كأحسن فيلم.. فالواقع كان بطل عمله، بتناوله حادثة تزوير نتائج تحاليل لفيروس انتشر عام 2003، لإيهام الناس بأنه منتشر بقوة.

من خلال هذا الواقع، يدخل وانج المشاهد إلى مناطق عدة، منها طبيعة عمل الصحفى لكشف الحقائق، برؤية اختلفت عن الأفلام الأمريكية التى تناولته، عصابات المتاجرة بالأمراض، المجتمع الصينى بصورة شديدة الواقعية، تأخذ الشكل التوثيقي.. ليكون جينج وانج بفيلمه الأول، قد قدم صورة جديدة عن سينما الصحافة، برؤية اتسمت بالحياد و الواقعية، ومشاهدة المجتمع الصينى بتفاصيله، لتؤكد السينما الصينية كعادتها تفوقها على هوليوو د، فى المحافل و المهرجانات الدولية، لواقعيتها الممزوجة برؤى سينمائية مميزة، وجمالياتها المعتمدة على الطبيعة بشكل كبير.

هكذا يكشف تفردوفسكى ووانج، أننا أمام اتجاهات جديدة للسينما الروسية و الصينية، للأجيال تعيد قراءة الماضى برؤية إنسانية تمزج بين الواقعية الشديدة و الحياد مع إبراز جماليات الصورة السينمائية ، لتعلن سينما الدولتين ظهور الموجة الشابة لصناع الفيلم الروسى والصيني، باتجاهاتهم الجديدة، التى تأخذ الشكل التوثيقى للتاريخ، بمحاكاة تفاصيله بدقة، من خلال قالب درامى واقعى.

 

بوابة الأهرام المصرية في

16.12.2020

 
 
 
 
 

أمير المصري المتوج بالهرم الذهبي: تطورت كممثل وهذه نصيحة عمر الشريف

عزة عبد الحميد

كان المفاجأة لكل من حضر وشاهد أفلام مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الـ42، ليطل من الصف الأخير أو الأيام الأخيرة في فاعليات المهرجان، مؤكدًا أن ما قدمه من أدوار في السينما المصرية لم يعبر عن كل ما يملك وأنه يحتاج إلى سيناريو يُظهر موهبته الفنية، التي قادته إلى السينما العالمية، وجعلته يتسلم 3 جوائز من مهرجان بلده عن الفيلم البريطاني «Limbo»، إنه أمير المصري.

استلم أمير المصري يوم الخميس الماضي، من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الـ42، جائزة أفضل فيلم، وجائزة هنري بركات لأحسن إسهام فني، كما فاز بجائزة الاتحاد الدولي للنقاد «فيبريسي»، وهذا بعد أن أثبت أمير المصري خلال الفيلم أنه موهبة ناشئة تحتاج فقط، إلى من يتفهمها ويضعها على الطريق الصحيح.

على هامش كل هذا قمنا في «إضاءات» بإجراء هذا الحوار الخاص مع أمير المصري للتعرف على تفاصيل فيلمه «Limbo»، المتوج بالهرم الذهبي، كما تطرقنا أيضًا لمشواره الفني من «رمضان مبروك أبو العلمين حمودة» إلى السينما العالمية.

·        ما تعليقك على حصولك على 3 جوائز في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي؟

تغمرني حالة كبيرة من السعادة، فلم أكن أتوقع أن يحصد الفيلم كل هذه الجوائز، أنا وصناع الفيلم في حالة كبيرة من الانبهار والامتنان تجاه مهرجان القاهرة لتقديرهم مجهودنا وتجربتنا الفنية التي أعتبرها مميزة.

·        هل يختلف كون التكريم من بلدك عن غيرها؟

بالطبع يختلف، فأنا مصري، وكنت أود أن أرى رد الفعل الذي شاهدته مع المصريين، إضافة إلى أن التكريم حين يأتي من بلدك الأم له شعور مختلف تمامًا من الفخر والتقدير الذي حظيت به.

·        كيف جاء اختيارك للمشاركة في فيلم ليمبو؟

جاء اختياري لفيلم «limbo»، من خلال مؤلف ومخرج العمل، البريطاني بن شاروك، وقام مدير أعمالي بعرض الفيلم عليّ، وكنت مترددًا في البداية للموافقة على الفيلم، حتى تعرفت على كافة التفاصيل الخاصة بشخصية «عمر» التي وجدتها لم يتم بها استيلاء الدور الأجنبي على العربي، فعمر شخص قوي وجريء لكنه لا ينسى بلده، فهو لا يحتاج بريطانيا أو يريد البقاء في لندن، لكنه مهموم بالأساس بالعودة لوطنه.

·        ما الذي جذبك للمشاركة في الفيلم؟

على عكس السائد في الأعمال الأجنبية التي تتحدث عن شخصيات عربية، فيظهر كدور ثانوي أو غير أساسي في الأحداث، فأنا أقدم شخصية عربية مؤثرة في الأحداث، وقصة العمل مميزة جدًا وتقوم برواية حياة اللاجئين ومعاناتهم.

·        ما أصعب ما واجهك في فيلم ليمبو؟

هذا الفيلم واجهنا به العديد من الصعوبات والتي كان منها، أنه تم التصوير لمدة شهر في إحدى قرى اسكتلندا التي تميزت بمناخ شتوي قارس، كانت تصل إلى تحت الصفر، وكنت أرتدي الجاكيت طوال اليوم ولكني فضلت أن أعيش المعاناة، كما أن المؤلف ساعدني في أن أعيش داخل المود الخاص بالفيلم، حيث طلب مني أن آتي إلى القرية بالسيارة بدلًا من الطائرة، حتى أشعر بهدوء الرحلة الذي تم تجسيده على الشاشة، كما أن القرية التي قمنا في التصوير بها كانت منعزلة بالفعل، ولا يوجد بها حتى شبكة للمحمول.

·        سمعنا أخبارًا أن الفيلم كان به مساحة من الارتجال في الحوار… ما تعليقك على ذلك؟

بالفعل كان هناك بعض الحوارات الارتجالية ولكنها تمت في الكواليس، ولكن أثناء التصوير كان كل شيء مُحكم وطبق ما هو متفق عليه، بعد ما دار بالكواليس التي أخرجت في بعض الأحيان شيء جيد.

·        هل تم التصوير أثناء كورونا؟

لا لم يتم التصوير أثناء كورونا، كنا انتهينا من التصوير قبل انتشار الوباء.

·        الفيلم يروي قصة اللاجئين ومعاناتهم.. هل واجهت عنصرية شخصية كونك عربيًا؟

لا، لم أتعرض لذلك، لأن الوسط الفني في الغرب يتم التحكم فيه عن طريق الكاستنج وقدرتك على القيام بالدور من عدمه دون النظر إلى جنسية من يقدمه.

·        كيف أثرت بك زيارتك لعمر الشريف قبل وفاته؟

التقيت الفنان عمر الشريف بباريس، في بداية رغبتي بالدخول لعالم الفن، وطلب مني أن آخذ الكثير من كورسات التمثيل التي تساعدني أن أكون ممثلًا جيدًا، وكانت نصيحته لي، بأنني لن أجد الدعم في هوليوود على عكس مصر، التي أجد بها الدعم فالجمهور المصري يقف إلى جوار نجمه، لكن في أمريكا لن تجد هذا الدعم مطلقًا وستكون وحدك.

·        ما أعمالك المقبلة؟

أنتظر ردود الأفعال على أحدث أعمالي الدرامية المقبلة، فمن المفترض أن يتم عرض مسلسل «Industry» على منصة «HBO» و«BBC»، إضافة إلى تجسيدي دور بطولة في مسلسل بريطاني يحمل اسم «The One»، ومن المقرر أن يتم عرضه على منصة نتفليكس العالمية، لشخصية درامية تدعى «بن جيمين»،وسيتم ذلك خلال العام المقبل.

·        ما شعورك أن الجمهور المصري لا يزال يتذكرك بدورك في فيلم رمضان مبروك أبو العلمين حمودة .. في دور الشاب الثري الكوميدي رغم كل الأدوار التي قدمتها بعدها؟

أشعر أن هذا شيء إيجابي أنني أديت دور وترك أثره مع الجمهور كل هذا الوقت، فلم يشعرني هذا بأي ضيق على العكس تمامًا.

·        موقع IMDB الذي يعتبر أكبر موقع معلوماتي عالمي عن الأفلام يعرفك كممثل بريطاني، كيف تعّرف نفسك؟

أنا بالأساس ممثل مصري وأعمل جاهدًا إلى أن يكون اسمي إلى جانب أسماء كل المصريين الذي وضعوا اسم مصر في الصف الأول أمثال عمر الشريف ومينا مسعود وغيرهما.

·        الناقد البريطاني الشهير بيتر برادشو أعجب جدًا بفيلم Limbo وأعطاه 5 نجوم مكتملة في مراجعته له على موقع الجارديان، وفي مراجعته ذكر أن مركز الفيلم هو الأداء المبهر لك، كيف تطورت كممثل لتصل لهذه المرحلة؟

قمت بالعمل على تطوير أدائي بشكل مستمر وأخذت الكثير من كورسات التمثيل، وتطوير الأداء حتى وصلت إلى هذا المستوى الذي أرى أنه يجب تطويره بشكل مستمر فأنا ما زلت في مرحلة البداية.

·        هل من الممكن أن تعود مرة أخرى للمشاركة في أعمال مصرية، أم أنك قد تخطيت هذه المرحلة؟

بالطبع ليس لدي أي مشكلة للمشاركة في أعمال مصرية، أو أي جنسية أخرى فما يحكم الأمر هو جودة الدور ليس إلا.

 

موقع "إضاءات" في

16.12.2020

 
 
 
 
 

"حظر تجول" فيلم يفضح جرائم الجنس العائلية في مصر

كسر التابوهات للبحث عن حلول للمشكلات الاجتماعية.

هناك الكثير من القضايا المسكوت عنها في العالم العربي، وخاصة القضايا الاجتماعية، وبالأخص منها التابو الكبير ألا وهو الجنس، وهو إحدى المحرمات الثلاث وعنصراها الآخران هما السياسة والدين. وإن كانت السينما العربية قد اقتحمت هذا المسكوت عنه وساهمت في كشفه، فإن أغلبها سقط في الجانب الفضائحي، وهو ما تنبّه إليه مخرج فيلم “حظر تجول” وتلافاه لاحقا.

القاهرة -  يتبادر إلى الذهن حين نسمع عبارة “حظر تجول” أن الفيلم الذي يحمل هذا العنوان يتناول موضوعا سياسيا بامتياز، لكن المخرج أمير رمسيس سعى من خلال عمله الأخير هذا الذي عرض في مهرجان القاهرة السينمائي الثاني والأربعين، إلى إسقاط الفكرة على حظر آخر، هو الحظر الاجتماعي حيث يتناول جريمة ارتكبتها زوجة مظلومة ودفعت ثمنها غاليا.

وتدور أحداث الفيلم بالفعل خلال فترة “حظر التجول” التي عاشها المصريون بعد إسقاط حكم جماعة الإخوان المسلمين في العام 2013، ولكن القصة بعيدة كل البعد عن مجريات الثورة المصرية.

قضية مسكوت عنها

يقول رمسيس “خلال أيام تطبيق حظر التجول شعرت بالاختناق. وقتها فكرت كيف يمكن لي أن أكون موجودا 12 ساعة في مكان مغلق مع شخص لا أريد مواجهته؟”.

وانطلاقا من هذه الفكرة، تطورت لديه فكرة اختيار هذا الزمن بالتحديد لسرد أحداث فيلمه. ويروي الفيلم قصة امرأة سجنت عشرين عاما بسبب قتل زوجها، لكنها لم تفصح لابنتها عن أسباب الجريمة لحمايتها من حقيقة مرة، وهي أن والدها كان متحرشا ويسيء معاملتها.

الفيلم يروي قصة امرأة سجنت عشرين عاما بسبب قتل زوجها لكنها لم تفصح لابنتها عن أسباب الجريمة

ويقول رمسيس إنه بدأ في كتابة السيناريو عام 2017 بعدما تابع في الصحف “مجموعة كبيرة من قضايا متتالية من العنف ضد المرأة في فترة زمنية قصيرة جدا، وكلها يجمعها شيء واحد ألا وهو الصمت”.

ويضيف “قضايا التحرش أو الاغتصاب أو الزنى التي تقع في المجتمع المصري أو العربي ‘المحافظ’ لا تظهر إلا حين تنفجر وتتحول إلى جرائم قتل”. ويرى “أن الفعل نفسه لا يتم تجريمه مجتمعيا بما يتناسب مع حجم الجريمة”.

ويشير مخرج الفيلم إلى أن بين “تلك القضايا التي قرأ عنها كان سعي أم إلى تبرير محاولة ابنها اغتصاب أخته”، مضيفا “هذا الموقف استفزني أكثر من الفعل نفسه. هذا التبرير المجتمعي أصبح سؤالا يؤرقني”.

ولا تزال مواضيع كثيرة متعلقة بالجنس تقع في خانة المحرمات والمسكوت عنها في المجتمع المصري على غرار بقية المجتمعات العربية. وغالبا ما يختار ضحايا انتهاكات فاضحة مثل الاغتصاب أو التحرش الصمت، منعا “للفضيحة” وخوفا من تبعاتها، حيث غالبا ما تتعرض الضحية إلى نظرة قاسية من المجتمع الأبوي والذكوري قد تصل إلى حد تجريمها.

ويقول رمسيس “تصل القضية إلى الشرطة، لأن جريمة قتل حدثت، ويظهر أن بعض الأشخاص كانوا يعرفون أشياء عن القتيل، ولكنهم صمتوا لسنوات. الصمت مثلا كان خيار الجارة التي عرفت أن زوج فاتن يتحرش بابنته واكتفت بمنعه من زيارتهم”.

ويرى المخرج أن ثمة قوانين يجب إعادة النظر فيها خصوصا تلك التي تخص العنف ضد المرأة. ويضيف “لكن في البداية يجب أن نعدّل نظرتنا المجتمعية إلى من هم في الأصل ضحايا وليسوا مذنبين”.

ويضيف “حكم المجتمع على وقائع الاغتصاب يدفع المجني عليه إلى الشعور بالعار، وإلى الخوف والصمت. هذا التواطؤ والتقليل من حجم الجريمة جزء من المشكلة”. ويتابع “المجتمع يدين المجني عليها ويعذر الجاني”.

يشارك الفنان الفلسطيني كامل الباشا في بطولة الفيلم، وهو من بطولة أمينة خليل وأحمد مجدي وعارفة عبدالرسول ومحمود الليثي والفنانة إلهام شاهين التي تجسد شخصية “فاتن” في “حظر تجوّل”، وهي الأم المضحية حتى النهاية. وقد نالت جائزة أفضل ممثلة في الدورة الثانية والأربعين من مهرجان القاهرة السينمائي عن هذا الدور.

إيجاد الحلول

أثار الفيلم عند عرضه في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي الأخير الكثير من الجدل، نتيجة تطرقه لموضوع مسكوت عنه في المجتمعات العربية، وهي قضية زنا المحارم التي يتجنب الكثيرون الخوض فيها في المجتمعات العربية.

أمير رمسيسحكم المجتمع على الاغتصاب يدفع المجني عليه إلى الشعور بالعار والخوف والصمت، فالتواطؤ يقلل حجم الجريمة

وحول الفيلم قالت بطلته شاهين “العمل يناقش إحدى أبرز القضايا المسكوت عنها اجتماعيا ويخجل الناس من طرحها، كما تخشى الأعمال الفنية طرحها بوضوح ألا وهي زنا المحارم”.

وأضافت “لأول مرة نتكلّم عن زنا المحارم، نتحدّث بالطبع على استحياء شديد لأننا لا نستطيع جرح مشاعر الناس، لكن المهم أن الرسالة وصلت، هو من بين الموضوعات المسكوت عنها ونخجل من مناقشتها سواء في الحياة العادية أو على الشاشة أو في الإعلام”.

كما أكّدت أن العمل لا يسعى وراء الفضائح، لكنه يتطلع إلى إيجاد حلول، وقالت “نهدف إلى إصلاح المجتمع والتعامل بجدية مع مشاكلنا الواقعية”.

وعن تأديتها دور الأم، قالت شاهين “منذ قرأت السيناريو عرفت أن الدور جديد ومختلف، لأنني لم أجسّد مثل هذه المشاعر من قبل على الشاشة”.

وذكرت أنها “بعد الانتهاء من قراءة السيناريو كاملا والتعرّف على باقي الأبعاد والشخصيات والقضية التي يناقشها بمنتهى الجرأة تحمّست للعمل جدا”.

وتعتقد الفنانة المصرية المخضرمة أن الفيلم سيفتح العديد من الملفات وسيثير مناقشات كثيرة، كما سيعيد التذكير بضرورة تغليظ العقوبات لمثل هذه الأنواع من الجرائم التي تحدث في الغالب في الصغر ليكون أثرها شديد الوقع على الأنفس عند الكبر.

وتأخر صدور الفيلم أكثر من ثلاث سنوات بسبب انشغال رمسيس بمهامه كمدير فني لمهرجان الجونة السينمائي.

ويخرج الفيلم إلى الصالات المصرية يوم 23 ديسمبر الجاري. وسيشارك في اثنين من المهرجانات السينمائية المقبلة.

ويأمل رمسيس في أن يغير الفيلم “نظرة المجتمع أولا” تجاه قضايا الانتهاكات الجنسية، “حتى يصير في الإمكان مواجهتها قانونيا”.

 

العرب اللندنية في

17.12.2020

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004