ملفات خاصة

 
 
 

"حد الطار" مفارقة درامية مبنية على بيع الفرح وشراء الموت

إنجي سمير

القاهرة السينمائي الدولي

الدورة الثانية والأربعون

   
 
 
 
 
 
 

الفيلم السعودي يتوج بجائزتي لجنة التحكيم الخاصة وأفضل ممثل في مهرجان القاهرة.

استطاع فيلم “حد الطار” أن يشقّ طريقه بجرأة كبيرة إلى ما تحت الغطاء الاجتماعي في الأحياء الشعبية داخل المملكة العربية السعودية، والتي تعرّضت لسطوة بعض الهيئات الدينية المتشدّدة طيلة السنوات الماضية، ما أفرز تشوّهات عديدة في تعاملات المواطنين، وجسّد القائمون على الفيلم هذا التناقض عبر قصة حب بين شاب يعمل والده كمنفذ لأحكام إعدام ويُطلق عليه “السيّاف”، وابنة مغنية الأفراح أو ما يُعرف في دول الخليج بـ”الطقاقة”.

القاهرةعُرض الفيلم السعودي “حد الطار” لأول مرة في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الـ42 التي اختتمت مساء الخميس، وتوّج بجائزة لجنة التحكيم الخاصة “صلاح أبوسيف” كما فاز بطله فيصل الدوخي بجائزة أفضل أداء تمثيلي في المسابقة.

وأراد أصحابه تسليط الضوء على القيمة الاجتماعية التي اكتسبها ابن “السيّاف” من والده باعتباره منفّذا للحدود الشرعية، وبين فتاة ترتبط بوالدتها لكنها ترفض أن تكون منبوذة مثلها، لأن عملها يقتصر على الغناء في الأفراح والطرق على الدفوف.

ويحاول الفيلم الذي أخرجه السعودي عبدالعزيز الشلاحي، المقارنة بين ماض اجتماعي، في نهاية التسعينات من القرن الماضي، وكانت فيه العادات والتقاليد طاغية على كل مناحي الحياة، وبين ما هو مأمول في المستقبل جراء الانفتاح السعودي على العالم، واتخاذ الرياض جملة من الإجراءات التي صبّت في صالح دعم حرية المرأة ومنحها حقوقها كاملة.

وحرص الشلاحي في الفيلم على رصد التناقض الحاصل في مشاعر أبطاله بين التمسّك بالحب والنضال من أجل الحفاظ عليه، وبين الاستسلام للعادات والتقاليد بالرغم من كونها مدمّرة لأحلامهم، في مفارقة اجتماعية مبنية على بيع الفرح وشراء الموت، وطرحَ سؤالا مهما، حول أيهما يمكن أن يتخلى عن أحلامه في مقابل أن يصبح عالمهما مكانا أفضل؟

عبدالعزيز الشلاحيعنوان الفيلم "حد الطار" مرتبط بشخصية السياف ومغنية الأفراح

السياف والمغنية

قال مخرج الفيلم عبدالعزيز الشلاحي، لـ“العرب”، إن مشاركته في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي كانت بمثابة تكريم لكل طاقم العمل، فهذه الدورة استثنائية، وشاركت فيها أفلام محدودة العدد، قياسا بالدورات السابقة، وهو ما منح الفيلم فرصة أكبر للظهور وتسليط الأضواء على أحداثه، الأمر الذي تحقّق بالفعل بعد أن جرى اختياره لافتتاح مسابقة “آفاق السينما العربية” وتتويجه بجائزتين.

وأوضح أن عنوان “حد الطار” ليس له علاقة بحد السيف، لكنه اقتبس من كلمتين مرتبطتين بشخصية السيّاف ومغنية الأفراح، فكلمة “حد” تعني تنفيذ الأحكام، و”الطار” يعني الطبل، مؤكّدا أن أحداث الفيلم جاء بعضها من وحي خيال المؤلف، لكن هناك مواقف شبيهة جسّدها الفيلم تحدث يوميا، وهي واقع يومي للمواطنين.

وواجه الشلاحي العديد من التحديات أثناء تصوير الفيلم في بعض مناطق العاصمة السعودية الرياض، تمثلت في صعوبة العمل أثناء فصل الصيف لارتفاع درجة الحرارة، إذ أن غالبية المشاهد كانت خارجية، وتضمّ أعدادا كبيرة من العاملين والفنيين والممثلين الذين تغلبوا على تلك الصعوبات لأجل خروج العمل إلى النور.

وأوضح الشلاحي أنه تعرّض لأزمات أخرى وقت اختيار فريق العمل من الممثلين، وبحث عن وجوه جديدة وفنانين لديهم خبرات يمكنهم التماشي مع طبيعة شخصيات الفيلم، إضافة إلى جلسات العمل المطوّلة التي عقدها مع أبطاله للخروج بمحتوى فني جيد، وهو ما كان سببا في استمرار فترة التصوير لأكثر من ثلاث سنوات.

ويعدّ الفيلم السعودي “حد الطار” ثاني تجارب الشلاحي السينمائية الطويلة، بعد تجربته في فيلم “المسافة صفر”، الذي نال جائزة الفنان محمود عبدالعزيز لأفضل إنجاز فني في الدورة 35 من مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط، العام الماضي.

وعبّر الشلاحي عن سعادته بحصول الفيلم على جائزتين في المهرجان، قائلا “الحمد لله، ها نحن نتوّج بجائزتين في أعرق مهرجان عربي بعد أن تلقى الفيلم العديد من ردود الفعل الإيجابية من الجمهور والنقاد على حد السواء عند عرضه”، مشيرا إلى أن تواجد الفيلم على رأس مسابقة “آفاق السينما العربية” مثل إنجازا للعمل في حدّ ذاته، والتتويجان دعّما هذا التقدير للفيلم وطاقمه.

وهو ما ذهبت إليه أيضا بطلة العمل الفنانة السعودية أضوى فهد، والتي وصفت مهرجان القاهرة بـ”كان العرب”، واعتبرت أن الاحتفاء الإعلامي العربي بالفيلم وتتويجه في المهرجان سيساعدانها كثيرا من أجل قطع أشواط أخرى في مشوارها الفني.

وكشفت في تصريح لـ”العرب”، أن الفيلم يسلّط الضوء على فترة زمنية مرّت بها المملكة قبل 20 عاما، ويحاكي قصة رومانسية في إحدى المناطق الشعبية التي تعدّ جزءا مهملا في الرياض، وتشكّل العادات والتقاليد الحد الفاصل في كل التفاصيل الحياتية اليومية داخلها.

واعترفت بأنه كان من الصعب المشاركة في بطولة فيلم يطرح فكرة جريئة قبل سنوات، لكن الانفتاح الحالي كان دافعا مساهما في أن توافق عائلتها على خوض تجربة التمثيل.

وأشارت إلى أنها واجهت بعض الصعوبات لإقناع عائلتها بالمشاركة في فيلم روائي طويل، حيث أنها شاركت من قبل فقط في أحد المسلسلات القصيرة.

وتابعت قائلة “والدي ووالدتي قاوما فكرة العيش بعيدا عن الأسرة، لكن في أول أيام المهرجان تلقيت رسائل دعم عديدة منهما أكّدا فيها على فخرهما واعتزازهما بالرسالة التي قدّمتها، لكن ذلك لم يمنع من تعرّضي لانتقادات متكرّرة من المجتمع المحيط بي، ومواجهة أسئلة عديدة حول كيفية قبولي العمل في مجال التمثيل، وأتصدّى بشكل دائم لتلك الانتقادات وأثق في قدراتي وأركّز في هدفي نحو الوصول إلى القمة”.

الحد الفاصل للتقاليد

أضوى فهدالفيلم يحاكي قصة رومانسية في منطقة شعبية مهملة بالرياض

لفتت فهد في حديثها مع “العرب” إلى أن تعريف المواطنين بحقوق المرأة الطبيعية بعيدا عن التزمّت وإغلاق المجتمع يردّ الاعتبار إلى جميع النساء، ويؤكّد على أن المواجهة بالأساس مع العادات والتقاليد لا تمسّ العقائد الدينية السائدة.

وذكرت أن الدين لا يمنع المرأة من قيادة السيارة، كما أن العقيدة الإسلامية لا تربط حصول المرأة على حقوقها عن طريق الرجل فقط، فقد كرّم الدين المرأة وجعلها مثل الرجل في نواح كثيرة، ومثلما تميّز الرجل بقدرات جسدية وفكرية ونفسية، تم تمييز المرأة بقدرات جسدية وفكرية ونفسية مثله.

ويقترب ما ذهبت إليه الفنانة السعودية من رسالة الفيلم الأساسية، والتي تركّز على أن قبول تمتّع السيّاف بمكانة وتقدير ممّن حوله لا ينبغي أن ينال الفنان ما هو أقل، منه، ليكسر الفيلم إحدى المحرمات التي يُصعب الاقتراب منها في المجتمع.

وقال بطل العمل، فيصل الدوخي، والمتوّج بجائزة أفضل أداء تمثيلي في الفيلم عن شخصية دايل ابن منفّذ أحكام الإعدام “السيّاف” الذي يقع في غرام شامة ابنة مُغنية الأفراح “الطقاقة”، إن السينما السعودية تتصاعد بشكل إيجابي في السنوات الأخيرة، وتتغيّر بشكل كبير، لكن هناك حاجة إلى المزيد من الجهد والعمل ليصل القائمون على تقديم المحتويات الفنية في السعودية إلى مستوى أفضل من الاحترافية.

وأوضح لـ”العرب”، أنه ظل يحضّر للشخصية فترات طويلة، وبذل مجهودا مضاعفا للوصول بشكل احترافي إلى المشاهد العربي، وأن فوزه بجائزة أفضل أداء تمثيلي إلى جانب فوز الفيلم بجائزة لجنة التحكيم الخاصة في المهرجان، هو تتويج له ولطاقم العمل ككل على الجهد المبذول، كي يخرج العمل بتلك الصورة.

وأضاف “المشاعر مختلطة والتعبير صعب بصراحة، أحمد الله وأشكر فضله على هذا التتويج الذي طالما حلمت به.. واجهت ظروفا صحية صعبة مع بداية تصوير الفيلم، جراء إصابتي بميكروب في المعدة، غير أني تخطيت الأزمة بدعم من فريق العمل الذي أهدي الجائزتين إليه ولكل من آمن بي وعلى رأسهم المخرج عبدالعزيز الشلاحي”.

وانعكست حالة الاهتمام السعودي بالفن والإبداع مؤخرا على الزخم الذي حقّقه الفيلم خلال عرضه في مهرجان القاهرة، وبدا أن إقامة مهرجانين داخل المملكة، وهما البحر الأحمر بمدينة جدة، وأفلام السعودية بالدمام، ساهمت في خروج مشروع فيلم “حد الطار” إلى النور، بما يدعم التوسّع في إنتاج هذا النوع من الأعمال التي تغوص في تفاصيل المجتمع، وتزيح الستار عن التشوّهات التي تركتها بعض العادات.

كاتبة مصرية

 

العرب اللندنية في

12.12.2020

 
 
 
 
 

الأفلام العربية تحقق فوزاً مستحقاً في ختام «القاهرة السينمائي»

«حد الطار» السعودي يقتنص جائزتين

القاهرة: انتصار دردير

أكد سينمائيون مصريون وعرب أن الجوائز التي حصدتها الأفلام العربية بحفل ختام الدورة الـ42 لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، كانت مستحقة، لجودة أفكارها وطريقة معالجتها، وكانت من أبرز هذه الأفلام الفيلم السعودي «حد الطار» للمخرج عبد العزيز الشلاحي، الذي اقتنص جائزتين مهمتين بالمهرجان.

وشهدت دورة هذا العام نجاحاً لافتاً وسط حضور جماهيري كبير، وإجراءات احترازية مشددة مع تصاعد نسبي لإصابات وباء «كورونا» في مصر، حيث ألغى رئيس المهرجان إقامة الحفلات المعتادة للضيوف تجنباً للزحام الذي تشهده.

ووفق نقاد، فإن إدارة المهرجان نجحت في تقديم أفلام مميزة للجمهور في مختلف المسابقات، حيث تم عرض 83 فيلماً من 48 دولة، من بينها 20 فيلماً في عرضها العالمي الأول، و7 أفلام في عروضها الدولية الأولى، و52 فيلماً في عرضها الأول بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ونجح ملتقى القاهرة في تقديم دعم للأفلام العربية بلغ قيمته 250 ألف دولار لأفلام قيد التطوير وما بعد الإنتاج.

وشهدت «السجادة الحمراء» حضوراً مكثفاً للنجوم طوال أيام المهرجان، في استعراض لافت للأزياء، وظهرت النجمات بإطلالات تباينت بين الجرأة والنعومة، واحتلت الممثلة رانيا يوسف كعادتها «ترند» أكثر الإطلالات جرأة، بينما ظهرت إلهام شاهين بإطلالة ناعمة ليلة عرض فيلمها «حظر تجول»، وظهرت كل من ليلى علوي ويسرا بإطلالات مميزة.

وأقيم حفل الختام بمسرح مفتوح بدار الأوبرا المصرية بحضور وزيرة الثقافة د. إيناس عبد الدايم، التي قامت بتسليم جائزة «الهرم الذهبي» لأفضل فيلم (أكبر جوائز المهرجان)، وتوج بها الفيلم البريطاني «ليمبو» أو «التيه» للمخرج بن شاروك، وبطولة الممثل أمير المصري، كما فاز الفيلم بجائزة الاتحاد الدولي للنقاد «فيبرسي»، وحصل أيضاً على جائزة هنري بركات لأفضل إسهام فني.

فيما تسببت جائحة «كورونا» في غياب عدد كبير من صناع الأفلام الفائزة بجوائز بالمهرجان، فقاموا بتسجيل مقاطع مصورة، تم عرضها أثناء توزيع الجوائز، من بينهم مخرج فيلم «ليمبو» الذي تمنى أن يكون فيلمه قد رصد رحلة مهمة يدفع البشر ثمنها من أجل الهجرة، وأبدى الممثل جوليان فرجوف المتوج بجائزة أفضل ممثل في المسابقة الدولية عن فيلم «دروس اللغة الألمانية» سعادته الكبيرة بالجائزة، بينما فاز بجائزة «الهرم الفضي» لأفضل فيلم (لجنة التحكيم الخاصة) فيلم «مؤتمر»، وهو إنتاج كل من روسيا وإستونيا والمملكة المتحدة وإيطاليا.

ومنحت لجنة تحكيم المسابقة الدولية تنويهاً خاصاً للفيلم الفلسطيني «غزة مونامور» للأخوين عرب وناصر طرزان، واعتبر رئيس لجنة التحكيم أن هذا الفيلم يعد بداية لانطلاقة كبيرة للسينما الفلسطينية.

وأكدت الفنانة إلهام شاهين، عقب إعلان فوزها بجائزة أفضل ممثلة عن دورها في فيلم «حظر تجول» للمخرج أمير رمسيس، التي تقاسمتها مع الروسية ناتاليا بافلينكوفا بطلة فيلم «مؤتمر»، أن هذه الجائزة التي توجت بها تمثل دفعة معنوية كبيرة لها للأمام، وأن الفيلم أعاد لها الثقة في إمكانية تقديم أفلام مهمة.

وحقق الفيلم الوثائقي «عاش يا كابتن» لمخرجته مي زايد في أولى تجاربها نجاحاً مبهراً، حيث توج بجائزة «الهرم البرونزي» لأفضل فيلم بالمسابقة الدولية، كما فاز بجائزة «إيزيس» لأفضل فيلم مصري يطرح قضايا المرأة، وقدرها عشرة آلاف دولار، وحصل أيضاً على جائزة يوسف شريف رزق الله (الجمهور) وقدرها 15 ألف دولار، وصعدت المخرجة لتسلم الجوائز بصحبة عشر فتيات من أبطال فيلمها الذي شاركت في إنتاجه مصر وألمانيا والدنمارك، وأعلنت زايد التبرع بجائزتها المالية لصالح تطوير مركز تدريب الفتيات بالإسكندرية التي تنتمي إليها.

وقالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، «الفيلم كان بمثابة حلم كبير لديّ، وأبطال الفيلم كانوا ملهمين لي بدرجة كبيرة، وأنا سعيدة ليس للجوائز فقط، بل لأنني نجحت في تسليط الضوء عليهن، وعلى إصرارهن لأنهن يستحققن كل تشجيع».

وفي مسابقة «آفاق السينما العربية»، فاز الفيلم السعودي «حد الطار» للمخرج عبد العزيز الشلاحي بجائزتين، هما «جائزة صلاح أبو سيف» (لجنة التحكيم الخاصة)، وجائزة أفضل أداء تمثيلي للفنان فيصل الدوخلي، ويطرح الفيلم قصة حب بين ابن سياف وابنة مغنية أفراح شعبية في مفارقة مبنية على بيع الفرح، وشراء الموت، كما حصل الفيلم السعودي القصير «من يحرقن الليل» للمخرجة سارة مسفر على تنويه خاص من لجنة تحكيم مسابقة «أفلام الغد».

وحصدت السينما اللبنانية ثلاث جوائز مهمة، فقد فاز فيلم «تحت السماوات والأرض» للمخرج روي عريضة بجائزة «سعد الدين وهبة لأفضل فيلم عربي»، كما فاز الفيلم الوثائقي «نحن من هناك» للمخرج وسام طانيوس بجائزة أفضل فيلم غير روائي، كما فاز أيضاً بجائزة أفضل فيلم عربي مناصفة مع الفيلم الفلسطيني «غزة مونامور».

وعما حققته السينما اللبنانية من جوائز، برغم كل الظروف، قال إلياس خلاط رئيس مهرجان «أيام بيروت» لـ«الشرق الأوسط»، «الأفلام التي مثلت لبنان هي أعمال رفعت رأسنا، سواء كانت خارج المسابقة، أو بمسابقة آفاق السينما العربية، فقد أعطونا شيئاً جديداً، فقدم وسام عالم الهجرة غير الشرعية، وأضاف كثيراً للفيلم، ووحد الوجع بين السوري واللبناني، وجاء روي مميزاً في تجربته، ما يجعلنا نفتح صفحة جديدة للسينما اللبنانية تشبه في رأيي مرحلة المخرج الكبير مارون بغدادي».

ويؤكد خلاط أن فوز الأفلام العربية بكل هذه الجوائز كان مستحقاً، مشيراً إلى أن الدورة الـ42 لمهرجان القاهرة السينمائي تفوقت على كافة الدورات السابقة بسبب الاختيارات المميزة والواعية للأفلام.

 

الشرق الأوسط في

12.12.2020

 
 
 
 
 

إلهام شاهين عن فوزها بجائزة "القاهرة السينمائي": مش بشبع جوايز

شاهين: فزت بالجائزة مع ردود أفعال الجمهور في أول يوم عرض للفيلم

كتب: محمد خاطر

أوضحت الفنانة إلهام شاهين، أن جائزة أفضل ممثلة بالدورة الأخيرة من مهرجان القاهرة السينمائي عن فيلم "حظر تجول"، جائزة هامة جدا بالنسبة لها، وكانت فرحانة للغاية وقت تسلمها، قائلة "فرحت جدا بجايزة أحسن ممثلة، وكل ما باخد من جوايز مبشبعيشي، وكل جايزة ليها طعم جديد وجميل".

وأضافت "شاهين"، خلال مداخلة هاتفية مع برنامج "المساء مع قصواء"، المذاع على شاشة "TeN"، أن مهرجان القاهرة السينمائي هو الأهم بالنسبة لها من أي مهرجان أخر في الدنيا، وأن جمهورها كل العرب من كل مكان في العالم، لكن جمهورها الأساسي هم المصريين، وهو ما تهتم به بالدرجة الأولى، وأن ينجح الفيلم في مصر في الأساس.

وأوضحت أن مشاركة الفيلم في المهرجان، يمثل تكريما للفيلم في حد ذاته، دون أية جوائز، فهو يمثل قيمة للفيلم أن يقع عليه الاختيار للمشاركة بهذا المهرجان.

وأشارت إلى أنها شعرت بأنها فازت بالجائزة ليس في يوم الختام فقط، ولكن يوم العرض الأول للفيلم بالمهرجان، فرد الفعل من الجمهور كان أكثر من رأئع، وفاق كل توقعاتي، فالناس كانوا يبكون من قلوبهم، وبعدها يضحكون من قلوبهم أيضا، ثم يصفقون من كثرة الضحك، فالفيلم كان له تأثير على الجمهور في كل لحظة.

وأكدت "شاهين"، أن الفيلم يحمل فكرة جديدة تماما، وقضية جديدة، لم يتطرق لها أحد من قبل، قائلة "ده اللي حقيقية نقول عليه محدش عمله قبل كدا، قضية شائكة جدا، محبيش اتكلم عليها كتير، لأننا بنخجل منها، وقضة مخزية جدا، ممكن تتسبب في مشاكل كتيرة، واننا نكفر بكل القيم الأنسانية والإخلاقية.

فيلم "حظر تجوال"، من تأليف وإخراج أمير رمسيس، وشارك في بطولته إلى جوار الفناة إلهام شاهين، كلا من أمينة خليل وأحمد مجدي ومحمود الليثي وعارفة عبدالرسول واخرون.

 

الوطن المصرية في

12.12.2020

 
 
 
 
 

عبد العزيز الشلاحي: الاهتمام بالتفاصيل وراء نجاح فيلم «حد الطار»

عبر المخرج السعودي عن فخره بتمثيل المملكة في «القاهرة السينمائي»

القاهرة: داليا ماهر

قال المخرج السعودي عبد العزيز الشلاحي إنه يعيش حالة من السعادة بعد فوز فيلمه «حد الطار» بجائزتين في الدورة الأخيرة لمهرجان القاهرة السينمائي، معرباً عن فخره بتمثيل المملكة في «مهرجان عريق مثل مهرجان القاهرة، ومحافل فنية دولية أخرى»، إذ استطاع عمله ترك بصمة مميزة بين الجمهور والنقاد. وأكد في حواره مع «الشرق الأوسط» أن جودة الأعمال السينمائية السعودية وأفكارها المميزة مكنتها من الوصول إلى مرتبة مميزة في المحافل الدولية.

وفاز «حد الطار» بجائزة صلاح أبو سيف (لجنة التحكيم الخاصة)، وجائزة أفضل أداء تمثيلي للفنان فيصل الدوخلي. ويطرح الفيلم قصة حب بين ابن سياف وابنة مغنية أفراح شعبية، في مفارقة مبنية على بيع الفرح وشراء الموت. كما حصل الفيلم السعودي القصير «من يحرقن الليل»، للمخرجة سارة مسفر، على تنويه خاص من لجنة تحكيم مسابقة «أفلام الغد».

في البداية... قال الشلاحي: «إن مشاركتنا في الدورة الـ42 لمهرجان القاهرة السينمائي، وفوزنا بجائزتين، سيدوّن في سجل نجاحاتنا، فنحن فخورون بتمثيل المملكة، ونهديها هذه الجوائز. كما أحب توجيه شكر وتهنئة خاصة لشريك المشوار الطويل، الكاتب مفرج المجفل».

وقدم الشلاحي منذ بدايته عدة تجارب متنوعة، بينها أفلام قصيرة على غرار «عطوى» و«كمان» و«المغادرون»، كما أخرج فيلماً طويلاً بعنوان «المسافة صفر»، وهو يعرض الآن على شبكة «نتفليكس»، وقد نال عنه جائزة الفنان محمود عبد العزيز من مهرجان الإسكندرية السينمائي في دورته الـ35، التي قال عنها الشلاحي: «هذه الجائزة تعني لي الكثير بصفتي مخرجاً، ولكل فرق العمل، فهم شركاء النجاح».

ويعد المخرج السعودي مشاركته في عدد كبير من المهرجانات الدولية بمثابة إضافة لمشواره، قائلاً: «المهرجانات لا تعني فقط منح الجوائز، وإنما هي عبارة عن اجتماع عالمي لمحبي السينما من مختلف أنحاء العالم، تستطيع من خلالها مشاهدة أفلام مختلفة يقدمها مخرجون برؤية خاصة، وتستطيع التواصل مباشرة مع صناع أفلام من ثقافات أخرى، وهذا ما يميز المهرجانات السينمائية عن غيرها».

وعن كواليس تصوير فيلم «حد الطار»، يقول الشلاحي: «الفيلم تعاون مشترك بيني وبين الكاتب مفرج المجفل، ويعد مشروعنا الثالث في الأفلام، وقد صُور في الرياض عام 2019، خلال شهر يوليو (تموز). واستغرق تصويره قرابة الشهر، وكانت أصعب مرحلة بالنسبة لي هي إيجاد الممثلين المناسبين في هذه البيئة المختلفة البسيطة، إضافة إلى وقت التصوير الذي صادف موسم الصيف الذي يتعارض مع بعض المشاهد التي تتطلب التصوير في الشتاء داخل القصة».

وأضاف: «واجه العمل تحديات وصعوبات كثيرة خلال التصوير، بداية من الفترة الزمنية للفيلم التي تدور خلال سنة 1999، ما تطلب جهداً مضاعفاً لمحاكاة تفاصيل تلك السنة، ولأننا نصور في أماكن حقيقية، وليس استوديوهات، فإن ذلك يتطلب جهداً طويلاً من البحث حتى نحصل على الشيء الذي نريده».

ويثمن الشلاحي تجربة عرض فيلمه ضمن مسابقة «آفاق السينما العربية»، وحصوله على إشادة الجمهور والنقاد، قائلاً: «بالفعل، لحظات لا تنسى، ولن تمحى من الذاكرة، فالجائزة الحقيقية لي تتمثل في شغف الجمهور وسعادته بثقافة الاختلاف، واطلاعه على الفن السعودي».

ويؤكد الشلاحي اهتمامه بالمضمون والتفاصيل، بجانب وضوح فكرة الفيلم وهدفه، مشيراً إلى أن «الفيلم التجاري يختلف عن (فيلم المهرجانات) في طريقة التناول والمعالجة، ففي الوقت الذي تعتمد السينما التجارية على أبطال معروفين أو نوع معين من القصص، فإن أفلام المهرجانات تركز على القيمة الفنية، وربما أحياناً تستطيع تحقيقها كلها في فيلم واحد».

وأعرب الشلاحي عن فخره بتمثيل السعودية دولياً، قائلاً إنه «شعور جميل يدعو إلى الفخر وأنت في مهرجان دولي عريق مثل القاهرة السينمائي، تُعرض فيه أفلام من دول مختلفة، وأنا وفريق العمل بدورنا نمثل المملكة بفيلم نال رضا وقبول الجمهور».

وعن توقعاته لنوعية الأعمال التي ستكون محور اهتمام صناع الفن في السعودية بعد افتتاح كثير من دور العرض بالمملكة، يقول إن «الأمر يرجع لصناع العمل أنفسهم، ومدى أهمية ما يقدمونه، فأنا أرى أن الموضوعات الواقعية مهمة جداً لطرحها؛ بالفعل نحن لدينا أعمال فنية واقعية جيدة، وأتوقع أن تزدهر أكثر خلال الفترة المقبلة».

ووفق المخرج السعودي، فإنه يحب التركيز على التفاصيل الصغيرة في عمله لأن مضمون العمل يظهر أكثر بتسليط الضوء عليها، مؤكداً أن السينما السعودية استطاعت فرض نفسها خلال السنوات الأخيرة في المحافل الفنية العالمية لجودتها وواقعيتها.

وأرجع الشلاحي نجاحه وحصده للجوائز إلى فريق العمل الذي يعمل معه، قائلاً: «أعد نفسي محظوظاً بعناصر فريق العمل كافة، فهم أساس حصد الجوائز لأننا جميعاً نعمل بحبٍ وتفانٍ»، كاشفاً أنه سيبدأ قريباً العمل على فيلمه الجديد «هوبال».

 

الشرق الأوسط في

13.12.2020

 
 
 
 
 

أمير المصري لـ"العربي الجديد":

"ليمبو" يكسر الصورة التقليدية للاجئ السوري

أجرتها مروة عبد الفضيل

إشادات عدة، سواء من الفنانين أو الصحافيين أو الجمهور العادي، تلقاها الفنان المصري البريطاني، أمير المصري، عن دوره في فيلمه العالمي "ليمبو" الذي عرض، يوم الأربعاء الماضي، ضمن المسابقة الرسمية في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الـ 42، وذلك في عرضه العربي الأول، بعدما شارك في مهرجانات دولية عدة، وحصل على عدد من الجوائز، بينها جائزة الهرم الذهبي لمهرجان القاهرة.

عن كواليس الفيلم والصعوبات التي واجهت طاقم العمل، يتحدّث المصري في هذا اللقاء مع "العربي الجديد".

·        حدثنا عن شعورك بمشاركة فيلمك العالمي "ليمبو" في مهرجان القاهرة السينمائي؟

سعيد جداً بالتواجد من خلال فيلم عالمي في مهرجان بلدي الذي يقام على أرض مصرية، متحدياً كل الظروف التي يمر بها العالم بسبب انتشار فيروس كورونا. ومصر ستظل رائدة وهوليوود الشرق، ومشاهدة الفيلم بين أبناء بلدي وأصدقائي لها مذاق مختلف. المشاركة بفيلم عالمي في مهرجان مصري شيء يجعلني أشعر بالفخر الشديد، خاصة وأن هذه هي المرة الثانية التي أشارك في نفس المهرجان بفيلم عالمي، حيث شاركت الدورة الماضية من خلال الفيلم الدنماركي Daniel مع المخرج نيلز أردين أوبلف، والحمد لله نال أيضاً إشاداتٍ عديدة.

·        هل شخصية "عمر" التي جسدتها هي شخصية حقيقية؟

نعم حقيقية فهي لشاب سوري اسمه بالفعل "عمر" كان قد تقابل مع المخرج. وهو عازف عود يسافر إلى بريطانيا للحصول على حق اللجوء، فيصعب الحصول عليه، ويتم ترحيله إلى جزيرةٍ في إسكتلندا. وقد لفت نظري في القصة أنّها مختلفة عن معظم القصص التي ترصد حياة اللاجئين، والتي تلقي الضوء عادةً فقط على الدور الذي لعبه الأجنبي في حياة اللاجئ، أو أنّ اللجوء حلم، هو ما لم يحدث في القصة، فشخصية "عمر" تحب وتفضل التواجد في بلدها رغم كل الظروف، وهذه هي كانت واحدة من رسائل الفيلم إلى دول أوروبا.

·        ما هي أصعب الكواليس التي مررت بها أثناء التصوير؟

الدور كله صعب، ولا أبالغ إذا قلت إنه أصعب دور قدمته في مشواري. ورغم أنَّه دورٌ قصير، لكن الفن لم يكن بالكيف، فأنا قدمت العديد من الأفلام سواء في مصر أو عالمياً. امتدت عملية التصوير لمدة شهر كامل في الصحراء في جزيرة نائية بإسكتلندا، ومن دون أيَّ اتصال، لعدم وجود شبكة اتصالات أو إنترنت، بجوار ظروف مناخية صعبة وبرد قارس. ولكني كنت سعيداً بذلك، لأني كنت أبحث عن شعور اللاجئين السوريين. وبعيداً عن أجواء التصوير، فالشخصية نفسها كان لها متطلبات عديدة. إذْ أجسِّد شخصية شاب سوري، وكان عليَّ أن أتعلم اللهجة السورية بإتقان شديد، بجوار أن الشاب يعزف على آلة عود، فتعلمت على آلة العود. وكنت أتدرب على العزف أربعة أيام في الأسبوع لمدة شهرين. وأثناء التصوير نفسه كنت أخضع لتدريبات حتى أستطيع الإلمام بكل التفاصيل، لأنه في أغلب الوقت، تعليم العود يحتاج إلى سنوات، وبالتأكد كان شيئاً مرهقاً أن يتم تكثيف التدريس.

أجسِّد شخصية شاب سوري، وكان عليَّ أن أتعلم اللهجة السورية بإتقان شديد، بجوار أن الشاب يعزف على آلة عود، فتعلمت على آلة العود.

·        هل تعرفت إلى لاجئين سوريين على أرض الواقع؟

طبعاً التقيت بالعديد منهم للتقرب من ظروفهم أكثر، والإحساس بمدى شعورهم بالغربة أثناء اللجوء لأي مكان غير بلدهم. وذلك على مختلف الجوانب سواء النفسية أو الاجتماعية. ولكن للعلم فإن لاجئي سورية، رغم ظروفهم القاسية التي فرضها الواقع عليهم لا يتوقفون عن الضحك في محاولة منهم للخروج من أجواء الحزن التي فرضت عليهم.

·        كيف كان ترشحك لجوائز "بافتا" البريطانية كأول فنان من أصول مصرية يترشح لها؟

ترشحت لـ "بافتا" من قبل لجنة تحكيم عالمية، وذلك بعد دوري في فيلم "ليمبو" وترشيح منتجيه لي. ولم أكن أتوقّع إطلاقاً أن يحدث ذلك وأشارك في المنافسة على الجوائز مع أربعة فنانين عالميين، وذلك في قائمة الجيل الجديد للمواهب الصاعدة لعام 2020.

·        هل هناك مشروعات فنية جديدة قريباً؟

لدي ثلاثة أفلام، سأبدأ في الاستعداد لها قريباً.

·        ألم ترغب في الرجوع للتمثيل في مصر، خاصة بعد تقديمك بعض التجارب في بدايتك؟

عرض علي مسلسل في شهر رمضان الماضي وكنت أتمنى طبعاً التواجد في مصر، لكن للأسف كانت هناك أزمة في التنسيق في مواعيد التصوير وبينها وبين أعمالي خارج مصر. وأتمنى ضبط هذه الأمور قريباً، لأنني أتمنى طبعاً التمثيل مع فناني بلدي، فهم فنانون كبار، وأنا أحترم جداً العمل في مصر، فلا أنسى مثلاً، أن دوري في فيلم "رمضان مبروك أبو العلمين حمودة" مع النجم الكبير وأستاذي محمد هنيدي هو سبب معرفة الجمهور بي.

يذكر أن الفنان الشاب أمير المصري هو ممثل مصري بريطاني، حصل على العديد من الجوائز وتعاونَ مع نجوم في السينما العالمية، منهم توم هيدلستون، وهيو لوري، وأوليفيا كولمان، ووودي هارلسون. وُلد في القاهرة ونشأ في لندن، قدّم في مصر فيلمين حققا نجاحًا جماهيرياً كبيراً، هما "رمضان مبروك أبو العلمين حمودة" (2008) مع محمد هنيدي، و"الثلاثة يشتغلونها" (2010) مع ياسمين عبد العزيز. أكمل دراسته في لندن ليتخرّج من أكاديمية LAMDA، ويبدأ مشواره الفني بأعمال مثل Rosewater عام 2014، وبعدها حصل على فرصة البطولة في أعمالعدة ليثبت نفسه أمام الجمهور والنقاد كموهبة بريطانية ناشئة.

 

العربي الجديد اللندنية في

13.12.2020

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004