ملفات خاصة

 
 
 

«ليمبو».. أمير المصرى.. «المصرى» جدًا!

طارق الشناوي

القاهرة السينمائي الدولي

الدورة الثانية والأربعون

   
 
 
 
 
 
 

البداية مِسك بفيلم (الأب)، وأمس كان ختامها مسكًا مع آخر أفلام المسابقة الرسمية (ليمبو)- التيه- الفيلم بريطانى الجنسية، إخراج بن شاروك، وبطولة النجم المصرى أمير المصرى.. صفقنا له كثيرًا بعد نهاية العرض، ليس للأمر علاقة بـ(الشوفينية) المقيتة، أقصد الانحياز المرضى لكل من ينتمى للوطن دون منطق أو وجه حق، انحيازى لأمير له أسبابه الموضوعية، حقًا أطال أعناقنا ونحن نرى هذا الفنان يقفز فوق الحدود ويقدم تلك المساحات الضاربة فى العمق والشاعرية والهمس من فن الأداء، أمير يؤدى دور شاب سورى يطلب حق اللجوء، يعيش فى قرية أسكتلندية تحت سطوة العزل، تقدم بطلب اللجوء للسلطات البريطانية، والأمر يتعلق قطعًا بإجراءات أمنية قاسية.. الشاب عازف عود، وتلك اللمحة تتيح للشخصية النفاذ لعمق المشاعر بأداء منغم وكأنه ممسك بالريشة، أمير مثل هؤلاء العازفين الاستثنائيين الذين لا يشعرونك بصوت احتكاك الريشة بالوتر، تستمع للأنغام دون شوائب الصنعة، وصل أمير إلى أعلى درجات التماهى.

القضية السورية متشعبة ومتعددة الأوجه، وعدد من المهرجانات تبدو أنها لا تراهن سوى على بشار الأسد، وتتبنى ما تنتجه مؤسسة السينما السورية باعتباره المعبر عن إرادة الشعب، رغم أن كل ما تُقدمه المؤسسة يعبر أساسًا عن توجهات السلطة، وبخاصة فى تلك السنوات التسع الحرجة عندما طالب الشعب بالحرية فكان الرد هو القتل والاعتقال والدمار، ولايزال الرجل يحكم قبضته على تفاصيل ما تبقى من الدولة، بقاؤه فى الحكم لايزال مرتبطًا بعدد من المعادلات التوافقية عالميًا، صُبت فى توقيت ما لصالحه.. وعلى الجانب الآخر هناك مخاطر تحيط بالدولة من الجماعات الإرهابية، مما جعل المشهد السورى معقدًا على الوجهين، ومهما كانت زاوية الرؤية، هناك مخاطر محدقة بالإنسان السورى وهو يتطلع للحياة.

المأزق الذى تعيشه المهرجانات: لمن تنحاز فكريًا وفنيًا؟!.. لدينا سينما تعبر عن المعارضة الشريفة التى ترفض بشار بقدر ما ترفض التدخل الأجنبى، وقبل كل ذلك الحكم الدينى، أيضا لا يمكن إغفالها.

مهرجان القاهرة حسم الموقف عندما اختار الفيلم الذى لا يختلف عليه أحد سياسيًا، لأنه يراهن أولًا على الإنسان.

يقدم معاناة الشعب السورى من قسوة السلطة، ومن تربص الآخرين بهم، ومن لهيب التيار الدينى الذى لا يتوقف عن التآمر ضد الشعب. السيناريو الذى كتبه المخرج يقدم تلك القيمة الفكرية من خلال التواصل بين أمير المصرى وأهله فى سوريا، الخيط الرفيع الذى اجتازه المخرج بنعومة وألق أنه لا يعلن تعاطفه مع فصيل سياسى، فقط ينحاز للإنسان.

السينما التى تتناول الشأن السورى تأتى إلينا وهى تحمل غالبًا جنسية أوروبية تتبع جهة الإنتاج، حتى لو قدمها مخرج سورى، مثل الفيلم التسجيلى الطويل (إلى سما) الذى كان مرشحًا فى العام الماضى لأوسكار أفضل فيلم أجنبى، ووصل للترشيحات النهائية، يُدين حُكم بشار، إلا أنه لا يمكن أن نتهمه بالانحياز أو العمالة لأنه يستند إلى وقائع، ورغم ذلك فإن ما قدمه الفيلم البريطانى (ليمبو) هو رؤية إنسانية، لا تقدم موقفًا مباشرًا يلقنه لك المخرج، ولكنه يحرك بداخلك السؤال عمن دفع سوريا إلى هذا الطريق المظلم!.

الشريط يميل فى كل تفاصيله المرئية والمسموعة إلى خلق حالة من الوحشة والخوف والترقب، والأسئلة التى تطرح، والنغمات التى يعجز الوتر عن عزفها.

أمير المصرى هو عنوان كل هذه التفاصيل، البعض يقول إنه أجاد نطق اللكنة السورية، كما أجاد الحديث بالإنجليزية، وهى تبدو لى اختصارًا مخلًا جدًا بالحقيقة، أمير أجاد الإحساس والتعبير، بل التماهى مع الشخصية.. وإذا كان لدينا مائة فنان يقدمون لهجة أو لغة مغايرة للغتهم سينجح من بينهم عشرة فى إتقانها، ومن بين العشرة سينجح واحد فقط فى إتقان التعبير. وأمير المصرى هو هذا الفنان الواحد. ساءنى جدًا وصفه فى بعض المراجع بأنه فنان له جذور مصرية، وربما أوافق على مضض أن نصف نجومنا العالميين، رامى مالك ورامى صبرى أو مينا مسعود، بأنهم قدموا أعمالهم خارج مصر، بينما أمير المصرى مصرى جدًا جدًا، بدأ حياته الفنية وهو دون العشرين بمصر، ويحمل جواز سفر مصريًا ورقمًا قوميًا مصريًا، فلماذا تطلق عليه المراجع توصيف مصرى الجذور، بينما الجذر والفرع وقبل كل ذلك العمق والإحساس مصرى قُح؟!.

■ ■ ■

مساء أمس أُطفئت أنوار الدورة الـ 42، وبالقطع، شاب المهرجان أخطاء تنظيمية، عدد منها مجانى، لا يمكن سوى أن نرصدها وعلى محمد حفظى وفريق العمل تلافيها فى الدورات القادمة، وفى نفس الوقت أتمنى ألا يصبح الهدف هو اغتيال التجربة برمتها بالنفخ فى الأخطاء حتى تحجب الإنجازات.. رأيت البعض يوزعون الغنائم من الآن على حساب اسم مصر، المهرجان حقق قفزات عالمية لا يمكن إنكارها، الأوبرا صارت أقرب إلى عُرس عاشته مصر ثمانية أيام وليال، ولولا الاحتراز القاسى لامتدت ومضات هذا العرس لنرى القاهرة منورة بمهرجانها، المهرجان صار حقًا على خريطة العالم.

نعم.. هناك شوائب مثل (أيام القاهرة للصناعة)، وهى أهم إضافة للمهرجان يجب تلافيها فى الدورات القادمة، بحيث لا يصبح أحد الرعاة له يد فى هذه التظاهرة التى تشع فى روح المهرجان وتكسبه قوة وقيمة وعمقًا، كما أن تنظيم الدخول للأفلام بحاجة إلى قواعد أكثر مرونة، مع يقينى أننا نعمل تحت سطوة 50% فقط من الطاقة الاستيعابية للصالات بسبب كورونا، كما أن مستوى الأفلام المرتفع داخل وخارج المسابقة مما زاد عدد من يقفون على باب الدخول، تنظيم عروض العاشرة صباحًا فى أكثر من سينما للإعلام والصحافة للأفلام المهمة أظنه حلًا بسيطًا ينهى تمامًا هذه المشكلة.. يستحق حفظى وفريقه أن نقول لهم «أحسنتم» بدلًا من أن نرى الكراسى يتم تجميعها من الآن، حيث بدأت ساعة استعداد التحطيم (الكلوب)!!.

tarekelshinnawi@yahoo.com

 

####

 

أمير المصرى: كنت محظوظًا بدور «عمر» فى «LIMBO»

كتب: محمود زكي

فى دور اللاجئ الذى يعانى من احتلال بلده والخروج منه وتجسيده شخصية صاحب رسالة وقضية إنسانية استطاع الفنان أمير المصرى أن يحقق نجاحا كبيرا بشخصية «عمر» فى فيلم «LIMBO»، أو «التيه» الذى عرض لأول مرة فى مهرجان القاهرة السينمائى الدولى، ووضع بطله ضمن القائمة العالمية للنجوم الشباب بالعالم فى اختيارات «بافتا» للنجوم الصاعدين، كما ينافس أمير المصرى على الجائزة مع النجم المخضرم أنتونى هوبكنز، والنجوم كوزمو جارفيس، سوبيه دريسيو، ريز أحمد.

النجاح الذى لقيه الفيلم دفعه للمشاركة فى العديد من المهرجانات السينمائية الدولية مثل «كان» السينمائى، ومهرجان القاهرة السينمائى الدولى، حيث نافس فى المسابقة الدولية، بجانب حصوله على جائزة لجنة تحكيم الشباب من مهرجان سان سباستيان السينمائى. «أمير» كشف لـ«المصرى اليوم» عن كواليس الدور والفيلم، وعن تعرضه لضغوط جسدية وعصبية خلال تقديمه شخصية «عمر» اللاجئ، وحبه للسينما وتسليط الضوء على قضية اللاجئين العرب فى أوروبا ومشاركته فى أهم المهرجانات العالمية.

وتحدث «أمير» لـ«المصرى اليوم» حول مشاركته الثالثة بأحد الافلام الغربية وللمرة الثانية بمهرجان القاهرة بعد فيلمه «دانيال» العام الماضى.. وإلى نص الحوار:

■ حدثنا عن كواليس اختيارك لأداء شخصية «عمر» اللاجئ؟

عند قراءتى السيناريو قلت لوكيل أعمالى يجب أن نقوم بهذا الدور، وبعد ذلك عملت اختبارا للدور ولكن الإنتاج نشر الورق مع كثير من الفنانين فى هوليوود، وكان هناك ترشيح للدورلأحد الفنانين بدون ذكر اسمه وهو محترف جدا، ولكن بعدما أجريت اختبارات للشخصية كانوا حريصين جدا على أن أقدم دور «عمر» البطل لأن المخرج كان يبحث عن أفضل ممثل ييستطيع أن يؤدى هذه الشخصية بطريقة مناسبة للفيلم وللأحداث.

■ كيف كانت كواليس تصوير فيلم «LIMBO»؟

الفيلم تم تصويره خلال شهر فى اسكتلندا فى جزيرة اسمها يولست، وهى كانت شبيهة بالصحراء وكان بها بشر لا يتجاوزون أكثر من ألفى شخص، والجزيرة بها حيوانات أكثر من البشر هناك، ولم يكن بها أشجار وكان الهواء شديدا جدا، وعمرى ما حسيت ببرد قارص مثل هذا، وكنت حريصًا على تقديم الدور بملابس خفيفة، والإنتاج كان يطلب منى أن أرتدى ملابس تحت الجاكت، ولكن كنت مصرًّا على أن أحس بالأوقات أو الأحداث التى شعر بها هؤلاء اللاجئون.

■ حدثنا عن صعوبات دور «عمر».

الشخصية التى ألعبها هى لعمر، شاب موسيقى، وكان لازمًا أن أتعلم الموسيقى على آلة العود، واستمررت لمدة شهرين أتعلم من الموسيقار خيام علامى، وكان يأتى إلى منزلى ما يقارب الأربع مرات خلال الأسبوع، وكنت أرجع بعد التصوير لأكمل باقى الحصص التدريبية، وهذا كان شيئا متعبا جدا بالنسبة لى، كنت بشتغل فى اليوم أكثر من ١٨ ساعة، ولكن الحمد لله كان الفيلم ممتعا والقصة مهمة وأحببتها؛ لذلك كنت دائما «شايف نفسى محظوظ بالدور ده».

■ كيف يسلط الفيلم الضوء على قضية اللاجئين؟

قصة الفيلم تسلط الضوء على مشكلة اللاجئين فقط ولا تتكلم بشكل عام عن الأمور السياسية، ولكن

الفيلم يركز على اللاجئ أكثر ممن يساعده، والمخرج كان يركز الكاميرا على «عمر» فقط، وكيفية تحقيق كل قراراته بنفسه وهذا أكثر فيلم قد يكون تناول أوضاع اللاجئين.

■ وكيف ترى مشاركتك بفيلم «LIMBO»، التيه، بمهرجان القاهرة السينمائى الدولى؟

كنت حريصا جدا على أن يعرض الفيلم فى مهرجان من أهم المهرجانات فى إفريقيا والعالم، وهو مهرجان القاهرة السينمائى الدولى، كما أن الفيلم دخل مهرجانات أخرى وفاز بجوائز بها، ولكن بالنسبة لى هذا المهرجان من أهمها لى وإلى قلبى، لأننى تابعت عرض الفيلم مع أهلى وأصدقائى بالوسط الفنى وهذا الإحساس أفضل شىء لى، وشرف كبير لى أن أشارك بفيلم بريطانى وأنا بطله ويعرض فى بلدى مصر، وهذه ثانى مشاركة لى بمهرجان القاهرة السينمائى الدولى بعد فيلم «دانيال» العام الماضى.

■ صف لنا شعورك بعد نجاحك فى اختبارات فيلم «LIMBO».

فوجئت حين وصلنى الإيميل بأنى فزت فى اختبارات تقديم الشخصية، وكنت واحدا من خمسة فنانين من أهم الممثلين بهوليوود، وكان الترشيح من شركات الإنتاج والمخرج وكل طاقم العمل.

■ وكيف ترى نفسك وسط فنانى الثقافات الغربية؟

أنا من أصول عربية، وأتمنى أن أرفع رأس شعبى وأنا خارج بلدى، ودائما أقدم أعمالًا قريبة من قلبى وفخور بأننى أمثل بلدى وأصل لهذه المكانة الكبيرة وسط عدد كبير من الفنانين الأجانب وسعيد أنهم شافوا أن عندنا قدرات مثلهم من المستقبل، وأن الفنانين العرب يستطيعون التمثيل خارج بلادهم، وأن عندنا إمكانيات ومواهب كثيرة مثلهم.

■ بعد تجاربك كيف ترى الاختلاف بين السينما المصرية والغربية؟

الاختلاف بين خارج وداخل مصر بسيط جدا، احنا شغلنا حلو ومهم جدا والورق أحلى ولدينا مواهب أفضل من خارج مصر أمام وخلف الكاميرا، ولكن دائما الجدول والوقت أهم من كل الشغل، والفرق أن فى الخارج جدول العمل يكون موجودا قبل التصوير بشهر، والفلوس فى الإمكانيات تكون أكثر، وشىء مثل هذا يجعل بلدنا أفضل لأننا نعمل بتكلفة وإمكانيات أقل وبيخرج شغل عال جدا مقارنة بالإمكانيات.

■ ما الذى يميز السينما الغربية؟

أكثر ما يميز السينما الغربية الخصوصية الشديدة، فى مواقع التصوير، لعدم تسريب أحداث وكواليس الأعمال، لذلك هناك نظام والتزام.

■ هل تحب السينما العربية أكثر أم الغربية؟

ركزت تواجدى على الأفلام الغربية أكثر من العربية، لأن عدد الفنانين العرب الذين ينتمون إلى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا هناك قليل جدا، والفرص كانت متاحة لى أكثر بالعالم الغربى.

■ هل يواجه الفنانون العرب صعوبات خلال مشاركتهم بالعالم الغربى؟

من النادر حصول فنان من أصول عربية على جائزة الأكاديمية البريطانية لفنون السينما والتلفزيون «بافتا» والتى فزت بها، لأن تقبلهم للعرب صعب جدا، ورغم تواجد أعداد من الممثلين، فإننا نتعب جدا لإقناع المنتجين والمخرجين بأدائنا وموهبتنا، فهى تعد منافسة صعبة لأننى كنت ضمن أفضل خمسة فنانين بريطانيين مرشحين للدور.

■ ماذا عن خطواتك المقبلة؟ وما تحلم به؟

عندى مسلسل على عدة قنوات عالمية، ولدىّ مسلسل «the one» العام المقبل على نتفليكس، والعملان إنتاج مشترك بين أمريكا وبريطانيا، وأجسد شخصية باسم «بنجامين» فى المسلسل الثانى، وأحلم بتقديم أعمال تُخلد فى تاريخ السينما، وأرغب فى أن أستمر وأمثل أدوارا إنسانية تتكلم عن الواقع وحاجات حقيقية، وهو ما حققته فى «LIMBO»، وأتمنى استكماله وزملائى أيضًا.

 

####

 

ختام دورة الـ«SOLD OUT» في مهرجان القاهرة السينمائي

كتب: ريهام جودة

بينما لملم مهرجان القاهرة السينمائى أوراق دورته الـ42، واصل المهرجان تقديم فعالياته بحضور النجوم وصناع السينما وضيوف المهرجان، إلى جانب محبى السينما ودارسيها في كل مكان، الذين لم يؤرقهم سوى صعوبة الوصول إلى «تذاكر» وحجزها، رغم أن كثيرا من المقاعد تظل محجوزة وخاوية مع عروض الأفلام والندوات، في ظاهرة باتت ملفتة خلال الأيام الأخيرة من المهرجان وصولا إلى الختام، الخميس.

شكاوى رواد المهرجان من الاضطرار إلى الوقوف كثيرا أمام شباك التذاكر للحجز، وربما انتهاء الأمر دون تحقيق الهدف المنشود تصاعدت، خاصة مع تأثير فيروس كورونا في فرض نسب حضور محددة لعروض الأفلام والندوات لتحقيق التباعد الاجتماعى حفاظا على رواد المهرجان، الذي رفعت حجوزات أفلامه هذه الدورة شعار «SOLD OUT» خاصة في أفلام المسابقة الدولية والأفلام العربية التي اضطرت إدارة المهرجان لتقديم عروض إضافية لها لم تكن في جدول عروض الأفلام الأول، خاصة مع الإقبال على مشاهدتها، ومنها «حظر تجول» و«واحدة كدة» و«غزة مونامور» و«التيه» LIMBO، وربما كانت إدارة المهرجان بحاجة إلى التعاون مع دور عرض تجارية إضافية لاستيعاب الحضور الكبير والراغبين في الاستمتاع بأشهر الأفلام التي عرضها المهرجان، خاصة مع تقديم عدد من العروض الأولى للأفلام، ومع تراجع عروض الأفلام التجارية في دور العرض السينمائية بسبب كورونا منذ أسابيع.

«كورونا» الذي كان وراء تقليص فعاليات الدورة الـ42، دفع لغياب عدد من صناع السينما وقصّرت مشاركتهم في المهرجان على التواجد «أون لاين»، فحاور المخرج مروان حامد زميله الفلسطينى هانى أبوأسعد عبر تطبيق «زووم»، وأرسل المغربى محمد مفتكر، مخرج فيلم «خريف التفاح» المشارك في مسابقة آفاق السينما العربية، رسالة للجمهور والنقاد الذين شاهدوا فيلمه، معتذرا عن عدم استطاعته مشاركتهم العرض في القاهرة.. وكتب بها جملا مؤثرة «سلام حار للجميع.. أعتذر كثيرا لعدم قدرتى على الحضور بينكم لأسباب قهرية لم أستطع التغلب عليها، فلمصر والقاهرة والسينما المصرية مكانة كبيرة في قلبى، نحن المخرجون العرب أبناؤها شئنا أم أبينا، صنعتنا، أحببناها اختلفنا معها، انطلقنا منها وعشقناها، إنها أمنا».

وكما احتضنت مصر صناع السينما طوال أيام المهرجان رغم كورونا، فإن إدارة المهرجان حرصت على ألا يتسبب «كورونا» في مزيد من التباعد الاجتماعى بفعل الفيروس، فكان محاولة تقديم دورة مليئة بالأفلام الجيدة والعروض الأولى في الشرق الأوسط، إلى جانب التمثيل المشرف للسينما المصرية بأكثر من فيلم، سواء كان روائيا طويلا، أو وثائقيا أو قصيرا، منها «حظر تجول»، «عاش يا كابتن»، «ع السلم»، «حنة ورد» و«الحد الساعة خمسة» وغيرها.

امتازت أفلام المهرجان بالتنوع وإطارها الإنسانى، سواء كان علاقة الإنسان بالإنسان أو حتى بعناصر الطبيعة من حوله، ممثلة في بيئة مناخية وجغرافية وحيوانات وغيرها، لقد أصبح الإنسان منذ أزمة «كورونا» هو الهدف الذي نحاول أن نحافظ عليه، وأن ترصده السينما، حتى لو من وراء «كمامات» وضعها رواد السينما وصناعها، في زمن عز عليه التواصل البشرى المباشر.

وحتى الأيام الأخيرة فقد شهد حفاظ عروض الأفلام على جاذبيتها لرواد المهرجان وحرصهم على متابعتها، مثل الفيلم الصينى «أنيما» للمخرجة تساوجن- لنج، الذي عرض في المسابقة الدولية في عرضه العالمى الأول، والذى تناول رحلة صيد عائلية، يسقط خلالها الأخ الأصغر «لينزى» في كهف دب برى، فيضطر الأخ الأكبر «توتو» أن يقتل الدب، وهو ما يعتبر من المحرمات في عُرف قبيلة إيونكى، ليقضى بقية حياته ملعونا منبوذا، محروما من نعم الحياة.

وربما السينما هي واحدة من أبرز نعم الحياة الفنية، التي يكافح صناعها والعاملون فيها لتبقى حية، وليبقى جمهورها حيا داخل القاعة المظلمة التي يتابعون خلالها الأفلام، أو كما قال «جون كلود كاريير»، في أحد لقاءاته التلفزيونية، معلنا أزلية السينما وعدم موتها وخلودها «السينما لا تموت»، قد تموت يوما كصناعة ثقيلة أو كفرجة جماعية داخل قاعات شاسعة تضم المئات من المتفرجين، لكنها لن تموت أبدا كلغة وكتعبير وكإبداع فنى سام، كما أورد المخرج محمد مفتكر، مستشهدا بتأثير «كورونا» الذي اجتاح كل شىء نلمسه، وامتد إلى السينما التي لها جذور عريقة يجب اكتشافها فينا لا خارجنا، لنقول الكثير ونحكى أفراحنا وآلامنا بصدق.

وبينما يحكى صناع السينما أفراحهم وآلامهم في الأفلام، كان لمهرجان القاهرة السينمائى جاذبيته في مشاركة النجوم من أعمار وأجيال مختلفة في حلقاته النقاشية وفعالياته المختلفة، وحرص النجوم على متابعة الندوات ودروس السينما، ليس فقط للمكرمين، كما شهدنا الزحام في تكريم الكاتب الكبير وحيد حامد والنجمة منى زكى، لكن أيضا حظى «ماستر كلاس» الروسى ألكسندر سوكوروف، رئيس لجنة تحكيم المسابقة الدولية، بإقبال ومتابعة، وليضرب «القاهرة السينمائى» مثالا أن المهرجان ليس حفلىّ افتتاح وختام تتصدرهما فساتين النجمات، بل فعاليات وأفلام وسينما تستحق الاستمتاع بها وبتفاصيلها.

 

####

 

تكريمات وإطلالات تخطف الأنظار.. أبرز مشاهد ختام مهرجان القاهرة السينمائي (صور)

كتب: وكالات

شهد حفل ختام مهرجان القاهرة السينمائى الدولى في دورته الـ٤٢ والذي اقيم مساء الخميس العديد من الكواليس والمواقف المثيرة لنجوم الفن والمشاهير من مختلف دول العالم وذلك بدار الأوبرا المصرية.

بداية من دعم عدد كبير من نجوم الفن والمشاهير لحفل الختام باطلالات جذابة خطفت الأنظار للفنانات ليلى علوى ،يسرا ،نيللى كريم، دينا فؤاد، درة، لبلبة، غادة عادل، إلهام شاهين، يسرا اللوزي، جومانا مراد ،الاعلامية اسماء رؤوف ممثلة السياحية والأثار.. بالإضافة إلى المنتجة سارة الطباخ، أحمد الفيشاوي الذي قام بتقبيل زوجته بناء على طلب مراسلي الصحف والقنوات الفضائية والذي تصادف مرور الفنان خالد كمال بجوارهما خلال قبلتهما حيث علق قائلا: «انا اسف.. واضح إني جيت في وقت غير مناسب» وسط حالة من الدعابة.

وتواجد محمد فراج وخطيبته بسنت شوقي ،المخرجة ساندرا نشأت ،سمية الخشاب ،رانيا يوسف التي تمايلت خلال مرورها على السجادةالحمراء بشكل استعراضي امام الكاميرات وعلقت قائلة :«شكلكم يفرح».

وحرص الفنان احمد حاتم على الإعلان عن فيلمه الجديد «عاشق» مع المنتج احمد السبكي من خلال ظهور اسم الفيلم على قميص البدله والفيلم من تاليف محمود زهران واخراج عمرو صلاح .

وحضرت الكاتبة الصحفية مني رجب ،الإعلامية سهير جودة والمهندسة رباب عبدالعاطي والشقيقتين ملك وليلي أحمد زاهر.. وغيرهم من الضيوف العرب والأجانب.

كما وجه محمد حفظي، رئيس مهرجان القاهرة السينمائى الدولى خلال حفل ختام الدورة الـ 42 للمهرجان، الشكر لوزارات الثقافة والصحة والسياحة والآثار والداخلية ودار الأوبرا، واللجنة الإستشارية العليا لدعمها الكبير للمهرجان، معلقا: «الحمد لله لا يوجد حالة كورونا واحدة بالمهرجان»، وأضاف حفظي أن هذه الدورة، هي دورة التحديات ونجحنا في أن نتعايش مع الفيروس وإن شاء الله نودع كورونا مع توديع عام 2020.

واختتم المهرجان بتوزيع جوائز الدورة ال ٤٢ حيث فازت الفنانة إلهام شاهين بالمناصفة مع الممثلة ناتاليا بافلينكوفا بجائزة أحسن ممثلة، كما تم تكريم الكاتب المصرى الكبير وحيد حامد والمخرج البريطانى كريستوفر هامبتون بجائزة الهرم الذهبى لإنجاز العمر، فضلا عن تكريم الفنانة منى زكى بجائزة فاتن حمامة للتميز.

وفاز الفيلم البريطاني «التيه- limbo» للمخرج بن شاروك، بطولة الفنان أمير المصري، بجائزة الاتحاد الدولي للنقاد «فيبريسي» وتدور أحداثه حول «عمــر» عــازف شــاب وواعــد، أجبرتــه الظــروف عــلى الابتعــاد عــن أسرتــه الســورية، وهــو الآن معــزول في قريــة أســكتلندية بعيــدة ينتظــر البت في طلب اللجــوء السياسي الــذي قدمه، ومعه مجموعــة ممــن ينتظرون الأمـل مثلـه.

ورغــم جديــة موضوعــه وتناولــه قضيتــه بعمــق، لا يخلــو هــذا الفيلــم البديــع والمختلــف مــن لمحــات كوميديــة ســاخرة تفجــر الضحــكات في الوقــت الــذي يثــير وضــع هــؤلاء اللاجئــين التعاطــف والشــفقة وأحيانــا الدمــوع. طــرح ســينمائي متميــز عــلى مســتوى المضمــون والبنــاء الدرامــي ومتفــوق عــلى المســتوى التقنــي في التصويــر والمونتــاج والأداء التمثيــلي مــن جانــب الجميــع، ســواء مســئولي معســكر العــزل أو اللاجئــين.

كما فاز الفيلم الوثائقي المصرى «عاش يا كابتن» بجائزة الهرم البرونزى، بخلاف فوز الفيلم البريطاني «التيه» بجائزة هنري بركات لأحسن إسهام فني.

وفاز أيضا الممثل فيصل الدوخى بجائزة أحسن أداء تمثيلي، بالإضافة إلى فوز الفيلم السعودي «حد الطار» بجائزة صلاح أبوسيف جائزة لجنة التحكيم الخاصة، كما حصد الفيلم الهولندي (ذهب) جائزة فتحي فرج جائزة لجنة التحكيم الخاصة.

وأخيرا فاز فيلم «على طول البحر» بجائزة أفضل فيلم يعالج قضايا الاتجار بالبشر.

شارك في عضوية لجنة تحكيم جائزة الاتحاد الدولي لنقاد السينما (فيبريسي) كلا من؛ الناقد والباحث السينمائي المصري ياقوت الديب، والناقدة السينمائية الأوكرانية، إيلينا روباشيفسكا، والناقد والكاتب والمنتج والمونتير السويدي،أندريس إ. لارسون.

يذكر أن الدورة 42 لمهرجان القاهرة السينمائي، شهدت عرض أكثر من 90 فيلما، من 40 دولة، بينها 20 فيلما في عروضها العالمية والدولية الأولى، كما شهد حفل افتتاحها تكريم الكاتب المصري الكبير وحيد حامد بجائزة الهرم الذهبي لإنجاز العمر، وهي الجائزة نفسها التي منحها المهرجان للكاتب والمخرج البريطاني كريستوفر هامبتون، بالإضافة إلى تكريم الفنانة منى زكي بجائزة فاتن حمامة للتميز.

 

المصري اليوم في

11.12.2020

 
 
 
 
 

النجم أمير المصرى ضيف تليفزيون اليوم السابع بعد قليل

كتب سارة صلاح تصوير حسن محمد

يحل الفنان المصري العالمي أمير المصرى ضيفا على تليفزيون اليوم السابع مع الزميل علي الكشوطي، حيث يتحدث عن فوز فيلمه البريطاني limbo  بـ 3 جوائز من مهرجان القاهرة السينمائي في دورته الـ 42.

واحتفل اليوم السابع بفوز فيلم أمير المصري بـ 3 جوائز، فيما دخل اسم اسمه صباح اليوم الجمعة في قائمة الأكثر بحثاً على جوجل "تريند" بعد فوز فيلمه البريطاني "التيه - limbo" للمخرج بن شاروك، بثلاثة جوائز في منافسات المسابقة الدولية لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الـ 42، التى تم إعلان جوائزها أمس الخميس فى حفل الختام، حيث حصد جائزة أفضل فيلم، وجائزة هنرى بركات لأحسن إسهام فنى، كما فاز بجائزة الاتحاد الدولى للنقاد "فيبريسى".

وعرض فيلم "التيه - limbo" للمرة الأولى بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا فى مهرجان القاهرة، وتدور أحداثه حول "عمــر" عــازف شــاب وواعــد، أجبرتــه الظــروف عــلى الابتعــاد عــن أسرتــه الســورية، وهــو الآن معــزول في قريــة أســكتلندية بعيــدة ينتظــر البت في طلب اللجــوء السياسي الــذي قدمه، ومعه مجموعــة ممــن ينتظرون الأمـل مثلـه.

ورغــم جديــة موضوعــه وتناولــه قضيتــه بعمــق، لا يخلــو هــذا الفيلــم البديــع والمختلــف مــن لمحــات كوميديــة ســاخرة تفجــر الضحــكات في الوقــت الــذي يثــير وضــع هــؤلاء اللاجئــين التعاطــف والشــفقة وأحيانــا الدمــوع.

ترأس لجنة تحكيم المسابقة الدولية، المخرج والسيناريست الروسي الكبير ألكسندر سوكوروف، الذي يعد أحد أبرز المخرجين المعاصرين في روسيا. فيما شارك في عضويتها المخرج والكاتب البرازيلي كريم إينوز، والمخرج الألماني برهان قرباني، والمنتج السينمائي المصري جابي خوري، والممثلة المصرية لبلبة، والكاتبة والممثلة المكسيكية نايان جونزاليز نورفيند، والمخرجة والمؤلفة والمنتجة الفلسطينية نجوى نجار.

يذكر أن الدورة 42 لمهرجان القاهرة السينمائي، شهدت عرض أكثر من 90 فيلما، من 40 دولة، بينها 20 فيلما في عروضها العالمية والدولية الأولى، كما شهد حفل افتتاحها تكريم الكاتب المصري الكبير وحيد حامد بجائزة الهرم الذهبي لإنجاز العمر، وهي الجائزة نفسها التي منحها المهرجان للكاتب والمخرج البريطاني كريستوفر هامبتون، بالإضافة إلى تكريم الفنانة منى زكي بجائزة فاتن حمامة للتميز.

 

####

 

اليوم السابع يحتفل بفوز فيلم أمير المصرى البريطانى limbo بـ 3 جوائز بمهرجان القاهرة

كتب سارة صلاح تصوير حسن محمد

احتفل اليوم السابع بفوز فيلم الفنان المصري العالمي أمير المصرى البريطاني limbo بـ 3 جوائز من مهرجان القاهرة السينمائي في دورته الـ 42، وذلك بحضور قسم الفن، عمرو صحصاح رئيس القسم والزملاء جمال عبد الناصر وعلي الكشوطي ومحمد زكريا ولميس محمد، وقام أمير المصري بعمل جولة داخل صالة تحرير اليوم السابع للتعرف على طريقة العمل داخل المؤسسة.

ودخل اسم الفنان أمير المصرى صباح اليوم الجمعة في قائمة الأكثر بحثاً على جوجل "ترند" بعد فوز فيلمه البريطاني "التيه - limbo" للمخرج بن شاروك، بثلاثة جوائز في منافسات المسابقة الدولية لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الـ 42، التى تم إعلان جوائزها أمس الخميس فى حفل الختام، حيث حصد جائزة أفضل فيلم، وجائزة هنرى بركات لأحسن إسهام فنى، كما فاز بجائزة الاتحاد الدولى للنقاد "فيبريسى".

وعرض فيلم "التيه - limbo" للمرة الأولى بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا فى مهرجان القاهرة، وتدور أحداثه حول "عمــر" عــازف شــاب وواعــد، أجبرتــه الظــروف عــلى الابتعــاد عــن أسرتــه الســورية، وهــو الآن معــزول في قريــة أســكتلندية بعيــدة ينتظــر البت في طلب اللجــوء السياسي الــذي قدمه، ومعه مجموعــة ممــن ينتظرون الأمـل مثلـه.

ورغــم جديــة موضوعــه وتناولــه قضيتــه بعمــق، لا يخلــو هــذا الفيلــم البديــع والمختلــف مــن لمحــات كوميديــة ســاخرة تفجــر الضحــكات في الوقــت الــذي يثــير وضــع هــؤلاء اللاجئــين التعاطــف والشــفقة وأحيانــا الدمــوع.

ترأس لجنة تحكيم المسابقة الدولية، المخرج والسيناريست الروسي الكبير ألكسندر سوكوروف، الذي يعد أحد أبرز المخرجين المعاصرين في روسيا. فيما شارك في عضويتها المخرج والكاتب البرازيلي كريم إينوز، والمخرج الألماني برهان قرباني، والمنتج السينمائي المصري جابي خوري، والممثلة المصرية لبلبة، والكاتبة والممثلة المكسيكية نايان جونزاليز نورفيند، والمخرجة والمؤلفة والمنتجة الفلسطينية نجوى نجار.

يذكر أن الدورة 42 لمهرجان القاهرة السينمائي، شهدت عرض أكثر من 90 فيلما، من 40 دولة، بينها 20 فيلما في عروضها العالمية والدولية الأولى، كما شهد حفل افتتاحها تكريم الكاتب المصري الكبير وحيد حامد بجائزة الهرم الذهبي لإنجاز العمر، وهي الجائزة نفسها التي منحها المهرجان للكاتب والمخرج البريطاني كريستوفر هامبتون، بالإضافة إلى تكريم الفنانة منى زكي بجائزة فاتن حمامة للتميز.

 

####

 

علي الكشوطي يكتب:

عن الخراف والديك والعصفور وتابوت أمير المصري

"عصفور طل من الشباك وقال لى يا نونو خبينى عندك خبينى دخلك يا نونو خبينى عندك خبينى دخلك يا نونو، قلت له إنت من وين قال لى من حدود السما، قلت له جاى من وين قال لى من بيت الجيران، قلت له خايف من مين قال لى من القفص هربان، قلت له ريشاتك وين قلى فرفطها الزمان".. تلك هى كلمات أغنية الموسيقار مارسيل خليفة زعيم أهل التّيه.. وسفير الأرواح الشاردة لجنة الحالمين، لم يكن اختيار المخرج بن شاروك مخرج فيلم limbo للأغنية من باب مغازلة عشاقها أو ليضفى لمحة عربية على فيلم بريطانى يناقش قضية اللاجئين السورين، لكن لأن أى لاجئ سورى أو من أى بلد أخرى لم ليترك بلده لاجئ لبيت من بيوت الجيران إلا لأن "ريشاته فرفطها" الزمان أو لأنه من القفص هربان ويريد أن "يتخبي" عند "نونو".

المعانى التى تحملها الأغنية تتسق اتساقا وثيقا مع ما يريد تقديمه المخرج بين شاروك فى فيلم limbo، فاللاجئ لا يريد أن يأخذ مكان أى مواطن بريطانى أو سويدى أو ألمانى، فلن يضحى أى لاجئ بحياته ليسافر لبلد لا يعرف فيها أحد ولا يعرف ما الذى سيواجه ليصل أصلا إلى تلك الوجه إلا لسبب وجيه والجميع يعرف حال البلدان التى تحول أهلها إلى لاجئين فى كل دول العالم، وربما تلك الرسالة هى الرسالة الأولى التى يريد طرحها المخرج.

المميز فى فيلم limbo هو ذكاء المخرج فى طرحه للقضية وطريقة السرد، وإدخال المشاهد فى الفيلم وكأن المشاهد يعيش داخل الأحداث يشعر ببرودة الطقس، وبحالة الممل التى يعانى منها اللاجئون انتظارا لقرار قبولهم كلاجئين أو لا.

اختار شاروك فريق عمل متميز جعل الفيلم بانوراما لرحلة اللاجئين وما يعانوه من مصاعب، مستخدما خط الكوميديا السوداء للتخفيف من تأثير الواقع المؤلم الذى يعيش فيه هؤلاء البنى آدمين العالقين فى جزيرة يحيطها البحر من كل مكان.

قدم شاروك العديد من الرموز ففى يوم شديد البرودة والثلوج تتساقط يطلب من بطل الفيلم "عمر" ويجسده الممثل أمير المصرى مساعدة أحد المواطنين على تلك الجزيرة فى إنقاذ خرافه ممن انقلب الطقس عليهم فجأة وهم يرعون فى البرارى، ليخرج "عمر" وصاحب الخراف فى طقس شديدة القسوة والبرودة للبحث عن الخراف، فى الوقت الذى تترك بلدانا العربية أولادها لاجئين فى دول الغرب دون السؤال أين وكيف يعيش هؤلاء المواطنين، المشهد جاء كربط ذكى جدا من السيناريو الذى يؤكد أن اللاجئين بالنسبة لبلدانهم ربما لا يرتقون لمنزلة الخراف فلا يبحث عن أحد ويتركون لمصيرهم.

من ذكاء الفيلم ومخرجه هو أن بطل الفيلم "عمر" اللاجئ السورى، هو بالأساس عازف عود وكان له مستقبل كبير فى سوريا قبل أن "يفرفط" الزمان ريشه فيضطر للجوء إلى دولة أخرى، وهو ما جعل مخرج الفيلم يظهر حالة الترابط بين عمر وحقيبة العود التى يحملها، وهى الحقيبة التى صممت على شكل تابوت، يحمله أمير المصرى "عمر" أينما كان أو ذهب، وهو من المشاهد شديدة الذكاء، فاللاجئ مشروع "جثة" إلا فيما ندر، وهو ما أكده الفيلم عندما فقد "عمر" زميله اللاجئ والذى تجمد من البرد، ومن بين أيضا المشاهد الذكية تلك المشاهد التى جمعت "فرهاد" اللاجئ الأفغانى بالفيلم بـ"الديك" الذى تحصل عليه من أحد عشش الفراخ على الجزيرة ليصطحبه للعيش بجواره وتعويض نفسه بالشعور بالحب حتى ولو من "ديك" ليقدم "فرهاد" مجموعة من أجمل المشاهد تلك التى تجمعه بـ"الديك" والذى يشعره بأهميته كانسان ويؤنسه فى أوقات الملل.

اعتمد شاروك على الطبيعة بقسوتها وحلاوتها فى تصوير الفيلم فالعمل أغلبه مشاهد خارجية لهذا الكون الفسيح على الجزيرة والذى يضيق باللاجئين إليه.

الممثل أمير المصرى "عمر" كان قبل سنوات "عود أخضر"، لكن تراكم الخبرات جعلت عوده يشتد وأصبح جذوره ثابتة فى الأرض ليحقق النجاحات، وذلك ليس من باب دعم المصريين فى السينما العالمية، وإنما لأن أمير قدم دور العمر فى هذا الفيلم، استطاع بن شاروك المخرج أن يضعه فى المكانة التى يستحقها ويمنحه المساحة التى يستطيع من خلالها أن يبرز قدراته التمثيلية، لينقل للمشاهد مشاعر واحاسيس "عمر" بسلاسة وبأداء موزون إلى أن يعيد إحياء روحه وينفض الغبار عن عوده ويعزف مقطوعاته بغضب بما يتناسب مع المشاعر التى يكتمها طوال الفيلم داخل صدره، ليقدم أجمل مشاهده وهو يعزف على العود وكأنه يرسم لوحة بديعة.

 

اليوم السابع المصرية في

11.12.2020

 
 
 
 
 

رئيس لجنة تحكيم القاهرة السينمائي يفاجئ لبلبلة بقبلة وحضن وتعلق: دي جوازة؟!

مي جودة | فى حياة المشاهير

فوجئت الفنانة لبلبة وهي تقف على خشبة المسرح في حفل ختام مهرجان القاهرة السينمائي في دورته الـ42 برئيس لجنة التحكيم للأفلام الروائية الطويلة المخرج والسيناريست الروسي الكبير ألكسندر سوكوروفيبدي إعجابه بها.

وسأل المخرج والسيناريست الروسي الكبير ألكسندر سوكوروف عن لبلبة قائلا: "كان هناك واحدة في اللجنة أعجبتني"، وسأل عن اسمها ومعناه ليرد عليه الجميع لبلبلة، ففاجأها بحضن وقبلة على المسرح وأهداها باقة من الورود، لتعلق ممازحة: "دي جوازة، أنا كنت لما ببص له بلاقيه بيضحك ومبسوط".

وجاء المشهد بطريقة عفوية وكوميدية وظهرت كل من الفنانتين يسرا وليلى علوي وهما تضحكان.

ترأس لجنة تحكيم المسابقة الدولية، المخرج والسيناريست الروسي الكبير ألكسندر سوكوروف، الذي يعد أحد أبرز المخرجين المعاصرين في روسيا. فيما شارك في عضويتها المخرج والكاتب البرازيلي كريم إينوز، والمخرج الألماني برهان قرباني، والمنتج السينمائي المصري جابي خوري، والممثلة المصرية لبلبة، والكاتبة والممثلة المكسيكية نايان جونزاليز نورفيند، والمخرجة والمؤلفة والمنتجة الفلسطينية نجوى نجار.

https://www.youtube.com/watch?v=CFbtpDqzcgI&feature=emb_logo

 

موقع "في الفن" في

11.12.2020

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004