ملفات خاصة

 
 
 

عصام زكريا يكتب:

أمير المصري.. مولد ممثل مصرى عالمى

القاهرة السينمائي الدولي

الدورة الثانية والأربعون

   
 
 
 
 
 
 

استوقفنى فيلمان، من الأفلام التى عُرضت آخر أيام المهرجان، يستحقان التفكير فيهما بسبب موضوعاتهما الساخنة، وأسلوبهما الفنى المتناقض فى التعبير عن هذه الموضوعات، الأول بريطانى، والثانى لبنانى.

كيف تصنع فيلمًا كوميديًا عن موضوع كئيب؟

كثيرة هى الأفلام التى تناولت مشكلة اللاجئين فى السنوات الأخيرة، وكثير منها يغلب عليه طابع التعاطف والشفقة على حساب الفن والمتعة الفنية، ولكن ها هو فيلم رائع فنيًا يناقش القضية من منظور كوميدى لا يغيب عنه الجانب الإنسانى، بل تعطيه الكوميديا حسًا راقيًا ورقيقًا يزيده إنسانية.

الفيلم بعنوان «Limbo» من إخراج الأسكتلندى بن شاروك وبطولة المصرى أمير المصرى، والذى يشارك فى المسابقة الدولية لمهرجان «القاهرة». الفيلم سبقت له المشاركة فى مهرجانى «كان» و«تورنتو» الماضيين. فى «كان» لم يعرض بسبب إلغاء الدورة، ولكنه عرض فى «تورنتو» حيث حقق نجاحًا نقديًا كبيرًا.

الفيلم تمت ترجمته فى كتالوج ومطبوعات مهرجان «القاهرة» باسم «التيه»، والحقيقة أن الكلمة الإنجليزية، لاتينية الأصل، لها مرادفات كثيرة ليس من بينها التيه، ومعناها الأصلى، هو الحفرة المحايدة التى ترسل إليها أرواح الأطفال غير المعمدين وفقًا للمعتقدات المسيحية الأوروبية، أو «الأعراف» وفقًا للقرآن الكريم، وهو ذلك السور العالى الفاصل بين الجنة والنار، والمقصود فى الفيلم هو ذلك المكان النائى المنسى على إحدى الجزر الأسكتلندية، الذى يرسل إليه بعض المهاجرين غير الشرعيين إلى بريطانيا، انتظارًا للبت فى أمر هجرتهم: هل يحصلون على الإقامة أم يتم ترحيلهم؟، وعادة ما يستغرق القرار سنوات يظل فيها هؤلاء المهاجرون داخل الحفرة الفاصلة بين الجنة والنار.

فيلم «الأعراف» أو «عالم النسيان» أو أى اسم مناسب غير «التيه»، يدور حول عدد من المهاجرين يتم إرسالهم إلى ذلك المكان المنسى البارد، ويركز الفيلم على شخصية عمر، الشاب السورى الهارب من جحيم الحرب الأهلية، وهو عازف محترف للعود، مثل أبيه، ونعرف من خلال محادثاته الهاتفية أن والديه فرا إلى تركيا، بينما قرر أخوه الأكبر البقاء والمشاركة فى الحرب. و«عمر» معلق فى المكان لا يعرف مصيره، ولا يستطيع أن يعمل أو يرتب حياته فى هذا المكان، وحتى حبه للعزف لم يعد يشعر به، بالرغم من أنه يسحب عوده وراءه فى كل مكان.

فى المشهد الأول من الفيلم نتابع لقطات شبه ثابتة داخل فصل تعليمى، تقوم فيه معلمة، تبدو على ملامحها الجدية الشديدة، بالرقص فجأة على إيقاع أغنية قديمة وتدعو مساعدها للرقص معها، بينما يتطلع إليها ببلاهة عدد من الشباب الذكور من جنسيات إفريقية وآسيوية، وهى تدفع شريكها فى الرقص كلما لمسها، قبل أن تقوم بصفعه فى النهاية، والسؤال الذى توجهه لطلابها هو: ما الخطأ الذى ارتكبه شريكها فى الرقص؟

يخلو المكان بالتدريج لأسباب مختلفة ولا يبقى سوى عمر وشاب باكستانى يظل محافظًا على تفاؤله ومرحه، على عكس عمر الذى يزداد اكتئابًا خاصة بعد أن يكتشف جثة مهاجر زميل كان يحاول الهرب وسط الجليد. ولكن عندما يصل أخيرًا خطاب قبول هجرة زميله الباقى الوحيد، يدرك عمر أن هناك أملًا فى خروجه من حالة اللاوجود واللاعدم هذه.

قدرة المخرج بن شاروك على استخراج الكوميديا من هذه القصة الكئيبة مدهشة، ويساعده على ذلك فريق تمثيل رائع على رأسهم أمير المصرى فى دور عمر، والذى أتصور أنه سيكون بداية مستقبل كبير له فى السينما الأوروبية والأمريكية، لينضم إلى رامى مالك ومينا مسعود كسفراء شباب لفن التمثيل فى مصر.

ويعتمد شاروك على أسلوب اللقطات شبه الثابتة والممثلين الذين يثبتون ردود أفعالهم كما لو كانوا فى صورة فوتوغرافية، باستثناء قليل من المشاهد التى تدب فيها الحركة، مما يرسخ حالة السكون التى تعيش فيها الشخصيات، وحالة اللاحركة التى تغرق فيها هذه المنطقة.

أين سنكون بعد30 سنة؟

فى قسم العروض الخاصة يأتى من لبنان فيلم «عالم التليفزيون» إخراج روبير كريمونا، ليطرح سؤالًا حساسًا ومثيرًا للجدل: ألا توجد وسيلة أمام العالم العربى يتقدم بها إلى الأمام إلا بفتح أبواب الحرية حتى لو كان ذلك يعنى التسامح مع مواد إعلامية تجارية وتافهة؟. يروى الفيلم قصة شاب يعمل مذيعًا تليفزيونيًا لبرنامج يستضيف فيه فتيات «متحررات» يتحدثن عن حياتهن العاطفية والجنسية، ويخترن شبابًا للمواعدة، وهو برنامج يثير استياء المحافظين فى المجتمع اللبنانى، ومنهم عم البطل نفسه، وصحفية تنتمى لعائلة متشددة دينيًا تشن حربًا على البرنامج تتصاعد حدتها على وسائل التواصل الاجتماعى تتسبب فى تخريب حياة المذيع الشخصية والكثير من الفتيات المشاركات فى البرنامج.

والسؤال الذى يطرحه الفيلم من خلال مدير المحطة التى يعمل بها المذيع، ثم على لسان المذيع نفسه: علينا أولًا أن نتخيل كيف سنصبح بعد ثلاثين عامًا من الآن، لو أطلقنا الحريات، ولو رحنا نطاردها كما نفعل الآن؟

الفيلم ذكّرنى بحياة الأمريكى لارى فلينت التى تحولت لفيلم شهير بعنوان «الشعب ضد لارى فلينت»، وهو إعلامى تخصص فى إصدار مجلات تحتوى على صور ومواد جنسية وتسخر من رجال الدين والسياسيين خلال سبعينيات القرن الماضى، وهو ما عرضه لثورة غضب داخل الولايات المتحدة ورفع عشرات الدعاوى القضائية ضده وقيام أحد المتشددين دينيًا بإطلاق النار عليه مما أدى إلى إصابته بالعجز، ولكن لارى فلينت لم يتراجع وواصل رفع دعاواه المضادة حتى وصل إلى المحكمة الدستورية العليا التى كان عليها اتخاذ قرار تاريخى بتعديل الدستور، وإضافة نص يكفل حق المواطنين فى التعبير وحمايتهم، ولعلهم كانوا يفكرون وقتها فى مستقبل أمريكا بعد ثلاثين عامًا.

بالمناسبة لارى فلينت لم يزل حيًا، وظهر فى برنامج تليفزيونى منذ عامين عرض فيه عشرة ملايين دولار لأى مواطن يدلى بمعلومات تؤدى للإطاحة بالرئيس السابق دونالد ترامب.

فيلم «عالم التليفزيون» بسيط فى صنعته، مباشر التعبير، صورته تعج بالحركة والحديث كما لو كان برنامجًا تليفزيونيًا، والمخرج نفسه صنع فيلمه السابق مستخدمًا كاميرا الهاتف المحمول فقط، ولكن الغريب أن هذا الأسلوب متناسب مع موضوع الفيلم وطريقة عرضه التى تشبه برنامجًا تليفزيونيًا يطرح الأفكار المتباينة، ويترك للمشاهد اتخاذ رأى وقرار فيها.

 

####

 

لماذا تطارد الفضائح مخرجى الأفلام المصرية؟

عصام زكريا

استكمالًا لما بدأته بالأمس حول الأفلام المصرية المشاركة فى مهرجان «القاهرة»، والتى تمثل جانبًا آخر من النشاط السينمائى المستقل، مختلفًا عما تغرق فيه صناعة السينما المصرية منذ عقود، أضيف اليوم فيلمين مصريين عرضا، أمس الأول، وهما الفيلم الروائى القصير «ستاشر» للمخرج سامح علاء، المعروض خارج المسابقة، والحاصل على السعفة الذهبية لأفضل فيلم روائى قصير من مهرجان «كان» الأخير، والفيلم الروائى الطويل «عنها»، للمخرج والمؤلف إسلام العزازى المشارك فى المسابقة الرسمية.

مسلسل فضائح الأفلام

قبل الحديث عن الأفلام يصعب أن يتجاهل المرء كم الشائعات والفضائح التى تلاحق الأفلام المصرية المشاركة فى المهرجان: «ستاشر»، متهم بأنه حصل على جائزة «كان» بسبب تناوله السلبى لظاهرة النقاب، لأن بطل الفيلم يرتدى النقاب ليستطيع رؤية جثة حبيبته الميتة. ومخرج فيلم «عنها» تلاحقه منذ أيام اتهامات بالتحرش بالممثلات وغيرهن، وقبلها اتهمته واحدة بسرقة فكرة فيلمه منها، علمًا بأنها اعتادت توجيه الاتهامات لكثيرين قبله بأنهم سرقوا أعمالها. وفيلم «عاش يا كابتن» الذى كتبت عنه متهم بأنه «مسروق» من مخرج آخر اسمه مكتوب ضمن عناوين الفيلم بصفته «مخرج الوحدة الثانية». ليس هدفى هنا مناقشة مدى صحة هذه الاتهامات، ولكن لتوضيح أن مناقشة الأعمال الفنية وتحليلها ونقدها ليست لهما علاقة بما يدور خارج الأفلام أثناء صنعها، ولا علاقة لذلك بمدى صحة بعض هذه الاتهامات أو زيف بعضها الآخ.
«
ستاشر» أو «خمستاشر» مراهق يتجمعون على الشاطئ

«ستاشر» فيلم بسيط يدور فى خمس عشرة دقيقة، حول مراهق يتحايل لمشاهدة وجه حبيبته المنتحرة قبل تشييع جثمانها إلى المقبرة. دون كلمات تقريبًا، سوى جملة للأم فى البداية، وأصوات المعزين المحيطة فى الجزء الأخير من الفيلم، يقدم سامح علاء فيلمًا روائيًا قصيرًا نموذجيًا، فى قصته المكثفة، وشخصياته المحدودة، وقدرته على نقل شحنة نفسية وفنية هائلة خلال أقل قدر ممكن من الزمن، وهو بجانب ذلك يطرح قضية خطيرة على مستوى العالم حاليًا، هى نفسية ومشاعر مراهقى اليوم، الذين يصعب أو يستحيل السيطرة عليهم وترويضهم، مثل مراهقى الأجيال الماضية، وهو أمر بدأت تنتبه إليه المجتمعات والحكومات، ويمكن أن تكون قد لاحظت كم الأفلام الأمريكية التى تنتج الآن سنويًا عن المراهقين. وقد كتبت أمس عن الفيلم المكسيكى «٥٠ أو حوتان يجتمعان على الشاطئ» الذى يدور عن انتحار المراهقين والتأثير المدمر لألعاب الإنترنت.

مخرج «ستاشر» سامح علاء، يدرك هذه القضية بشكل عفوى وفردى، فقد قام من قبل بصنع فيلم بعنوان «خمستاشر» عن المراهقين أيضًا، وربما يكون الآن مشغولًا بصنع فيلم «سبعتاشر»!

والسؤال: هل «ستاشر» يستحق السعفة الذهبية لمهرجان «كان» أم أن السبب هو تناوله لموضوع النقاب، كما أشاع طفيليات المواقع الاجتماعية؟ وهل يعنى ذلك أنه أفضل فيلم روائى قصير صنع فى مصر؟

حتى نجيب عن السؤال الأول يجب أن نشاهد كل الأعمال التى شاركت فى المسابقة المذكورة أولًا، وأن نجلس مع لجنة التحكيم التى اختارته لنعرف مبرراتها، ولكن من واقع خبرتى فى مجال الأفلام القصيرة، يمكننى أن أقول إن «ستاشر» فيلم ممتاز، ومن النوع الذى يحصد الجوائز عادة، وشائعات النقاب ما هى إلا نتاج عقول مريضة أو مغرضة. أما بالنسبة للسؤال الثانى فهو بالتأكيد ليس أفضل فيلم قصير صنع فى مصر، ولكن موضوع الجوائز هذا حظوظ وظروف. مارتن سكورسيزى مثلًا لم يحصل على الأوسكار عن أروع أعماله وأكثرها أصالة، وحصل عليها بفيلم «الراحلون» المقتبس عن فيلم كورى. ويوسف شاهين حصل على جوائز كبرى عن فيلمى «الاختيار» و«المصير»، ولم يحصل أو يشارك فى مهرجانات كبرى بأفضل أعماله مثل «العصفور» أو «الاختيار».

«عنها».. لوحات تصنع فيلمًا

ينتمى فيلم «عنها» لفن الصورة أكثر مما ينتمى للأدب.. بمعنى أن المرجعية هنا ليست للحكاية والحوار، ولكن للتصوير وتصميم المناظر والألوان. والحركة هنا لا تخضع للحدث، ولكن للعلاقة التى تتغير وتتوالد طوال الوقت بين المرئيات.

يدور الفيلم خلال أربعينيات القرن الماضى حول امرأة اسمها درية، تلعب دورها ندى الشاذلى، فى أداء مميز، تنتمى للأرستقراطية المصرية، متزوجة من طبيب ناجح، يربط بينهما حب عاطفى وشهوانى شديد، يقتل ذات يوم فى عمل إرهابى غامض، حيث يقال إن المقصود كان شخصًا آخر ضالعًا فى الحياة السياسية، ولكن شقيق درية يلعب دوره أحمد مالك، يخبرها بأن الاغتيال لم يكن خطأ، بل كان انتقامًا مقصودًا من زوجها، لتورطه مع الملك والحكومة فى أعمال ضد الثوار. ولكنها ترفض اتهامات أخيها، وتظل فى حالة حداد وحزن ومحاولات لإيذاء نفسها طوال الوقت، وحيدة إلا من خادمتها المخلصة، تلعب الدور فدوى عابد، حتى يعود أخوها مرة أخرى، فتطلب منه هذه المرة أن يحكى لها كل ما يعرفه عن زوجها، فى إشارة إلى استعدادها لوداع الماضى أخيرًا.

هذه هى الشخصيات والحكاية، ولا تتعب نفسك فى البحث عن معرفة المزيد. نحن لم نر حتى عملية الاغتيال، ولا الزوج إلا فى مشهد البداية فقط مع درية فى غرفة النوم، بل نحن لا نخرج من البيت طوال مدة الفيلم، محاصرين داخل حزنها وجنونها وعدم قدرتها على الخروج.

حاول أن ترسم، أو تتخيل، لوحة لدرية، وللبيت الذى تعيش فيه، وحاول أن تجسد مشاعرها فى مجموعة من الصور.

هذه الصور ليس عليك أن ترسمها، ولكن أن تحييها أمامك على الشاشة وتحركها وتبث فيها دراما، مستعينًا بأداء الممثلين وبالموسيقى وبحركة الكاميرا.

هذا هو ما يفعله إسلام العزازى فى «عنها»، والسؤال هل هذا يكفى لصنع فيلم؟ بالمعنى التقليدى للسينما الروائية السائدة لا، ولكن كتجربة بصرية شعرية فهو ليس وحيد نوعه، وهناك أعمال كثيرة تشبه فيلم «عنها»، أتذكر منها تحفًا فنية وأفلامًا غيرت مسيرة السينما العالمية.

يبقى أن أقول إننى قرأت سيناريو فيلم «عنها» خلال مشاركته فى إحدى المسابقات، وهو ثلاثة أضعاف الفيلم الذى شاهدته، حيث يحتوى على قصص وشخصيات أخرى ومشاهد تخيلية تتقاطع مع القصص، ولكن يبدو أنه كانت هناك استحالة إنتاجية لتقديمه كاملًا، وبالفعل نحن أمام ربع أو ثلث فيلم، أو جزء أول من ثلاثية يمكن أن تكتمل قريبًا. ومن الجيد أن المونتيرة والمنتجة دينا فاروق تحمست له فشاركت بشركتها وموهبتها الكبيرة كمونتيرة فى ضبط الفيلم وبث الحياة فيه.

 

الدستور المصرية في

10.12.2020

 
 
 
 
 

توابع عقاب المخرج المتهم بالتحرش

طارق الشناوي

بدايةً، لا أتشكك فى حق أى إنسان فى أن يكتب على صفحته وقائع حتى لو كان لها مذاق الاتهامات طالما يملك الأدلة القانونية.. ربما بالفعل ما ذكره صحيحا.. وطالما استخدمت توصيف «ربما»، فإن الوجه الآخر للصورة أننى لا يمكن أن أدين إنسانًا بسبب «ربما».

أكثر من سيدة اتهمت مخرجًا له فيلم فى المسابقة الرسمية لمهرجان القاهرة السينمائى الدولى بالتحرش، وذكرت كل منهن واقعة أو أكثر، وعلى الجانب الآخر استوقفنى توقيت النشر الذى يسبق بساعات قليلة من لحظات ذروة السعادة التى يعيشها المخرج الشاب فى أول أفلامه الروائية، وهو يرى مشروعه الأول يدخل إلى التنافس مع عدد من أهم الإنجازات السينمائية فى عام الجائحة والمسابقة.. بالفعل، هذا العام به العديد من الأفلام الرائعة، وفيلم المخرج - المتهم الذى لم تثبت إدانته - بينها.. الذى يدفعنى لتجهيل اسمه فى المقال أن البيان الرسمى للمهرجان صُدر دون تحديد، المنطق الأدبى يفرض علىّ ألا أذكر اسمه رغم أن العديد من المواقع الصحفية كتبت اسم المخرج والفيلم، ولكنى ملتزم فقط بمنطوق البيان وتَعمُّد ألا يحدد من هو المتهم، وأشار البيان المنشور على الصفحة الرسمية للمهرجان إلى أنه لو ثبت التحرش فسوف يلغى فيلمه من المسابقة.. وكلنا نعلم أن المهرجان سينهى فعالياته مساء اليوم، فكيف يلغى؟، وهل يوجد فى العالم كله جهاز قادر على إثبات الإدانة أو البراءة فى لحظات؟. كنت أرى- ولا أزال- أنه لا يجوز للمهرجان إصدار مثل هذا البيان، لأنه يطيح بأول مبادئ العدالة، كثيرًا ما نردد الكلمة فى كل الأدبيات، وهو بالمناسبة تطبقه كل الدول: (المتهم برىء حتى تثبت إدانته)، الأمر لم يزد على كونه حتى هذه اللحظة اتهامًا، ولم يتحول بعدْ إلى حتى بلاغ للشرطة، والمقولة القانونية المعمول بها فى العالم كله أيضًا (براءة مذنب خير من إدانة برىء)، وهو ما يتم توصيفه قانونًا (الشك يفسر لصالح المتهم). من المعروف أن (الأحكام تُبنى على الجزم واليقين لا على الشك والتخمين)، الذى حدث هو أن الشك ولو افترضنا حتى أنه صحيح بنسبة 99% فلا يتم الأخذ به، لأنه يضرب العدالة فى مقتل، حيث توجد فى الحدود الدنيا نسبة 1%. لا تقطع الشك باليقين.

الغريب أن إدارة المهرجان رغم أنها لم تسحب الفيلم من المسابقة إلا أنها ألغت الندوة التى كانت قد أعلنت عن إقامتها قبلها بأربع وعشرين ساعة، أسوة بكل أفلام المسابقة.. وحتى تنضبط القراءة الصحيحة للمقال، أنا لا أدافع عن شخص لم أره إلا مصادفة مساء أمس الأول، ولكنى أدافع عن مبدأ، أرى أن التهاون فى تطبيقه سيضعنا جميعًا مع الأيام فى مأزق، لو واجهتنا اتهامات من نفس الكأس أو غيرها.

من المؤكد والبديهى أن الانتهاكات الأخلاقية لا تموت بالتقادم، ولدينا المخرج العالمى رومان بولانسكى يقترب من التسعين وأدين فى قضية اغتصاب قاصر فى نهاية السبعينيات بالولايات المتحدة الأمريكية، والفتاة القاصر أصبحت جدة، بل سامحته أيضا على تلك الجريمة النكراء، لكن الوجدان والضمير لم يسامحه، ولا أيضا القانون، لأن تنازل الضحية لا يعنى التغاضى عن العقوبة.. وهكذا صار اسمه ترقب وصول فى العديد من العواصم، وكثيرا ما يتم استبعاده من التكريم فى اللحظات الأخيرة فى أكثر من المهرجان، هو فقط يُستبعد كشخص، ولكن أفلامه تُعرض، وعدد كبير منها حصد أيضا الجوائز، لأنه مطلوب جنائيا، بل مُدان بحكم المحكمة، إلا أنه حصل على جائزة (سيزار) الفرنسية التى تماثل الأوسكار الأمريكى ثلاث مرات، كما أنه حصل مرة على الأوسكار الأمريكى عن أهم أفلامه (البيانيست) عازف البيانو، وأخرى عن (بافتا) البريطانية. فى كل مرة لم يتوقف احتجاج المجتمع المدنى- وليس فقط كما يتبادر للذهن أن المنظمات النسائية تعترض- المجتمع كله، رجاله قبل نسائه، يعلنون الغضب، لأن هناك إدانة موثقة، ولكن ما قبل التوثيق يجب أن نتحرى الدقة فى كل التفاصيل.

مثلًا النجم الفرنسى العالمى (آلان ديلون) الذى تم تكريمه قبل نحو عامين بجائزة إنجاز العمر (السعفة الذهبية) فى مهرجان (كان) سبق وأن تعرّض لاتهامات بالتحرش والعنف ضد المرأة، وقال وقتها النجم الوسيم: «هن اللاتى تحرشن بى». ودافعت إدارة المهرجان عن اختيارها، وقال تيرى فريمو، المدير الفنى للمهرجان، إنها مجرد اتهامات، وبعضها وصل بالفعل لساحة القضاء، ولكن لم تنته إلى أحكام قاطعة.. وذهب البعض وهم يحملون لافتات أحاطت قصر المهرجان تطالب بإلغاء تكريمه، وظل المهرجان على موقفه ملتزما بالقانون.

(السوشيال ميديا) صارت تحكم وتتحكم فى القرارات، لأن البعض يخشى من ثورة عارمة تلتقطها بعدها كما تعودنا الفضائيات والمواقع الصحفية وتصبح قضية رأى عام.. المأزق أعلم أنه خطير ويتجاوز مساحة مقال فى جريدة، ويجب أيضا أن نأخذ فى الحسبان أن جرائم التحرش، لأنها بطبعها أو بنسبة غالبة تتم فى دائرة محدودة، وغالبا لا يتجاوز حضورها الطرفين، ليصبح الإثبات صعبًا إن لم يكن مستحيلا، ورغم ذلك فإن براءة مذنب خيرٌ من إدانة برىء، وهذا هو السياج الذى يحمينا جميعًا.

التحرش ليس فقط بالجسد ولا موجَّه فقط ضد النساء، ولكن عدم تنفيذ القانون هو تحرش ضد العدالة.

tarekelshinnawi@yahoo.com

 

####

 

وحيد حامد: شخصيات أفلامي حقيقية «أخدتها من الناس»

وحيد حامد: الزيادة السكانية طحنت الناس وخنقتهم

كتب: وليد مجدي الهواري

أعرب الكاتب الكبير وحيد حامد، عن تكريمه في مهرجان القاهرة السينمائي، قائلًا: «رأيت الرسالة التي أديتها في عيون الشباب أثناء تكريمي»، موضحًا أنه لم يكن يعلم أنه له تأثيرًا كبيرًا بهذا الشكل، قائلًا: «كنت مُخلصًا طوال الوقت في عملي».

وأضاف «حامد» في أول لقاء تلفزيوني مع برنامج «يحدث في مصر» الذي يُقدمه الإعلامي شريف عامر، على شاشة «إم بي سي مصر» اليوم الخميس، أنه بدأ الكتابة في الصحافة بسبب وجود مشاكل لا يمكن الصبر عليها، خاصة وأن الأفلام قد تتسغرق أشهر في إعدادها، مشيرًا إلى أنها لم يتقاضى أي أجر من الصحافة، قائلًا: «لم أتقاض أجرًا على أي مقال صحفي كتبته».

وعبر «حامد» عن حبه للسينما قائلًا: «السينما معشوقتي»، مؤكدًا أنه كان حريصًا طوال الفقت على ألا تُمثل أفلامه رأيه فقط، كما أن شخصيات أفلامه حقيقية، قائلًا: «شخصيات أفلامي حقيقي وأختها من الناس وأنا ابن الشارع ونشأت في قرية بسيطة ولم انفصل عن الناس أبدًا».

وأعرب «حامد» عن انزعاجه الشديد من «الزيادة السكانية، قائلًا:»نعيش زمن الزحام وثقافة الزحام البشعية التي تسيطر على الناس«، موضحًا أن»الزيادة السكانية طحنت الناس وخنقتهم«، مشيرًا إلى أن جيله عاش حياة حرة بها ثقافة حرة ومفتوحة بلا تعصب أو ادعاء ديني كاذب، قائلًا:»الإنسان لو بطل يحلم عمره بيقصر«.

وأكد «حامد» أنه ليس لديه مصدر رزق سوى قلمه، مشيرًا إلى أن مسلسل أحلام الفتى الطاير كان نقطة تحول في مسيرته الفنية بسبب النجاح الكبير الذي حققه.

 

####

 

وحيد حامد: صراعي الأكبر مع الرقابة كان عند منع «الغول» و«البريء» و«الراقصة والسياسي»

أحد العمال هو من اقترح اسم فيلم "الإرهاب والكباب".. التيار الديني "جرجرنا للخلف"

كتب: وليد مجدي الهواري

كشف الكاتب الكبير وحيد حامد، كواليس تصوير فيلم «الإرهاب والكباب»، مؤكدًا أن التصوير بدأ دون الاستقرار على اسم الفيلم، وأن أحد عمال الإضاءة هو من اقترح اسم «الإرهاب والكباب».

وأضاف «حامد» في أول لقاء تلفزيوني مع برنامج «يحدث في مصر» الذي يُقدمه الإعلامي شريف عامر، على شاشة «إم بي سي مصر» اليوم الخميس، أن صدامه الأكبر مع الرقابة كان عند منع فيلم «الغول» ويليه فيلم «البريء» وأيضًا «الراقصة والسياسي»، مشيرًا إلى أن فيلم «كشف المستور» لف على كل الأجهزة الأمنية، قائلًا: «الرقابة على الأفلام كانت مريحة».

وقال «حامد» تعليقًا على أغاني المهرجانات: «الأجيال الجديدة ذوقها اختلف وشايف إنه ذوق فاسد»، مؤكدًا أنه لا يُمكن تسمية الإزعاج والضوضاء، بأنها فن لأن هناك أشياء يتفق عليها الحسن الإنساني، موضحًا أن الفوضى السائدة في الشارع هي أكثر ما يُزعجه، قائلًا: «القانون الحازم الصارم الذي يطبق على الجميع هو الحل لإنهاء الفوضى»، مشيرًا إلى أن الناس لا تشعر بالمشكلة إلا بعد تفاقمها وأكد «حامد» أن من أدخل الـ(توك توك) مصر صنع ثروة، ولم يهتم لفكرة أنه يهدم حضارة، مشيرًا إلى أن تيار الدين السياسي وتيار الرأسمالية كلاهما أضر بالجتمع، والتيار الرأسمالي لم يهتم بالفقراء.

وأوضح «حامد» أن التيار الديني (جرجرنا للخلف) وبعضهم قام بتحريم العلم والمعرفة في بعض الفترات، قائلًا: «لم أشعر يوماً بوجود تهديد لحياتي (قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا)».

 

####

 

انطلاق حفل ختام الدورة 42 لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي

كتب: سعيد خالد

أطلقت وزيرة الثقافة د.إيناس عبدالدايم، فعاليات الدورة 42 لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، على خشبة مسرح we بدار الأوبرا المصرية، دورة تكريم القدير وحيد حامد ومنى زكي، وسط حضور عدد كبير من النجوم وصناع السينما محليًا وعالميًا، مع اتباع كافة الإجراءات الاحترازية، والتباعد الاجتماعي خوفًا من الموجة الثانية لفيروس كورونا.

الدورة التي شهدت نسبة اقبال جماهيري عريض، مقارنة بالدورات السابقة، رغم نسب الاستيعاب الخاصة بالمسارح كافة، وبرنامج أفلام متنوع في كل المسابقات، وشهدت حضور كبير للسينما المصرية بأفلامها خاصة بالمسابقة الدولية التي تضم 3 أفلام مصرية هي «حظر تجول» للمخرج أمير رمسيس، «عنها» للمخرج اسلام العزازي، فيلم عاش ياكابتن لمي زايد، ويتنافسوا مع 15 فيلم أخرين على 7 جوائز.

وكان من بين الحضور نهال عنبر، تارا عماد، سارة عبدالرحمن، ليلى علوي، هنا شيحة، رشا مهدي، نسرين أمين، أروى جودة، الهام شاهين، صبري فواز، محمد العدل، رامي وحيد، نورهان منصور، ريهام عبدالغفور، سيد رجب، لبلبة، منتصر النبراوي، حسام صالح، جومانا مراد، محمد حفظي رئيس المهرجان، هنادي مهنى، أحمد خالد صالح، منال سلامة وابنتها، انجي المقدم، نيللي كريم، جميلة عوض، غادة عادل، محمد فراج، أحمد مجدي، تامر حبيب، دينا فؤاد، ليلى وملك أحمد زاهر، سمية الخشاب، مادلين طبر، يسرا، امير شاهين، د.مجدي صابر رئيس دار الاوبرا المصرية، ساندرا نشأت، الإعلامي عمرو عبدالحميد، سلوى محمد على، عمرو منسى، هالة خليل، شريف رمزي.

بدأ الحفل بعزف السلام الجمهوري، وبعدها عرض فيلم تسجيلي يتضمن مشاهد من الأفلام الصرية والعالمية الشهيرة لمبار النجوم والمخرجين، وبعدها صعدت لخشبة المسرح المطربة السورية الارمنية لينا شاماميان، بمصاحبة المايسترو جورج قلته على البيانو، لتؤكد أن مصر هي قبلة الفنانين العرب نحو الشهرة والنجاح والتي دائمًا ما تفتح ذراعيها لاستقبال كافة المواهب من كل الدول بغض النظر عن جنسياتهم.

قدمت الحفل الإعلامية جاسمين طه زكي، التي رحبت بكل ضيوف المهرجان في دورة استثنائية من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، وأكدت ان الدورة ضمن 90 فيلم من 40 دولة على مدار 9 أيام، تعبر عن ثقافات مختلفة وتؤثر في وجدان الجميع، وطلبت من الحضور تحية لكل عشاق وصناع السينما.وبعدها صعد لخشبة المسرح رئيس المهرجان السيناريست محمد حفظي، ووجه الشكر لوزارة الثقافة ممثلة في معالي الوزيرة ووزارة الصحة على دعمهم المهرجان، ووزارة الداخلية، والسياحة والاثار ودار الأوبرا المصرية، لم نرصد حتى ولو حالة واحدة إيجابية بفيروس كورونا.

وأضاف عام 2020 شهد تحدي كبير على مستوى كل القائمين على الصناعة، تحدو الظروف باستمرار العروض السينمائية ومعايشة الظروف، وان شاء الله نودع الكورونا قريبًا، هذا العام ودعنا قامات كبيرة ولن ننساهم وعلى رأسهم الفنان القدير محمود ياسين، شويكار، ورجاء الجداوي، وسمير الاسكندراني، إبراهيم نصر، جورج سيدهم، المنتصر بالله، نهديهم الدورة 42 لفنهم الذي سيظل مستمر.

وتابع: 85 فيلم في المهرجان يبدو للوهلة الأولى أقل من كل عام، لكن معدل بيع التذاكر تجاوز ال 30 الف تذكرة يعكس تعطش الناس للسينما، والفنانين الذين شاركوا في حضور الفعاليات.

 

المصري اليوم في

10.12.2020

 
 
 
 
 

محمد قناوي يكتب:

مهرجان القاهرة السينمائي يخسر50 ألف دولار بسبب المصالح!

ويستمر تضارب المصالح لدي القائمين علي ادارة ملتقي القاهرة السينمائي وهو أحد الفعاليات المهمة في مهرجان القاهرة السينمائي، هذا التضارب يصل الي حد شبهة الفساد والذي اعتقد أن وزيرة الثقافة د. إيناس عبد الدايم لن يرضيها أن يتحول المهرجان إلى بيزنس ومصالح وعلاقات شخصية، من خلال إطلاق يد مركز السينما العربية وهو مؤسسة خاصة يديرها اللبناني علاء كركوتي صاحب شركة التوزيع السينمائي المعروفة MAD Solutions  والتي تثتأثر بتوزيع أغلب الأفلام في المهرجان وتتعاقد على توزيع عدد الأفلام عقب فوزها بجوائز ملتقى القاهرة السينمائي؛ فقد تسببت تضارب المصالح هذه المرة في خسارة  مهرجان القاهرة السينمائي هذا العام جائزة قيمتها 50 ألف دولار كان يمكن أن يتم تقديمها لأحد المشروعات في ملتقى القاهرة السينمائي؛ فقبل يومين أعلنت جوائز النسخة السابعة من ملتقى القاهرة السينمائي، والذي يقام ضمن أيام القاهرة لصناعة السينما خلال الدورة 42 لمهرجان القاهرة السينمائي والذي تختتم فعالياته مساء اليوم، فقد لاحظت في بيان جوائز النسخة السابعة من الملتقي اختفاء شبكة «osn» من قائمة الرعاة الذين يمنحون الجوائز للمشروعات المتنافسة.

وقد كانت هذه الشبكة تقدم جائزة قيمتها 50 ألف دولار في مقابل حقوق عرض الفيلم تلفزيونيًا وعلى منصات العرض حسب الطلب من OSN، ولم تعلن إدارة المهرجان أو الملتقى أسباب الانسحاب عن تقديم أكبر جائزة من جوائز الملتقى، وهو ما لفت انتباهي؛ فقمت بالحث والتحري عن أسباب هذا الانسحاب المفاجئ فتبين أن خلافا كبيرا نشب بين شركة التوزيع MAD Solutions «لصاحبها علاء كركوتي» التي تتولي توزيع فيلم «الزقاق» وشبكة OSN بسبب القيمة المبالغ فيها التي طلبتها الشركة الموزعة للفيلم مقابل منح عرضه على الشبكة حيث فوجئ المسئولين في شبكة OSN بالشركة الموزعة تطلب رقما ماليا خياليا وهو ما رفضه مسئولي الشبكة؛ قائلين إنه رغم عدم وجود حرية في اختيار الفيلم الذي يقومون بشرائه ومفروض عليهم «الزقاق» لأنه الفيلم الوحيد الذي شارك في الملتقي في مرحلة ما بعد الإنتاج إلا أنه لدينا الاستعداد في الحصول على حق عرضه ولكن ليس بالقيمة المبالغ فيها التي طلبتها الشركة الموزعة؛ التي أصرت على موقفها؛ مما دفع شبكة OSN للانسحاب مما تسبب في خسارة المهرجان لقيمة الجائزة التي تبلغ خمسون ألف جنيه.

وكنت قد كتبت في مقال سابق يوم 13 نوفمبر الماضي على «بوابة أخبار اليوم» عن تضارب المصالح في إدارة ملتقى القاهرة واتخذت من فيلم «الزقاق» نموذجا لهذه المصالح وقلت إن صاحب مركز السينما العربية الذي يشارك في إدارة ملتقى القاهرة وهو في نفس الوقت صاحب شركة التوزيع لفيلم «الزقاق» الذي دخل المسابقة في فئة مرحلة مع ما بعد الإنتاج وقلت بما أنه المشروع الوحيد وبالتالي لا يوجد منافس له فقد ضمن الفوز مقدما بجائزة الملتقى وقيمتها 10 آلاف دولار؛ وعن إعلان الجوائز قبل يومين حدث ما حذرت منه؛ وحصل مشروع «الزقاق» إخراج باسل غندور من الأردن، ومصر، وفرنسا والمملكة العربية السعودية، على جائزيتن وليس جائزة واحدة؛ الأولى قدرها 10 آلاف دولار مقدمة من باديا - بالم هيلز، والثانية قدرها 10 آلاف دولار مقدمة نيو سينشري؛ وكان يمكن أن يفوز بـ50 ألف دولار التي تقدمها شبكة OSN؛ لولا الخلاف الذي حدث بينها وبين شركة التوزيع MAD Solutions؛ فمن المسئول عن هذه المهزلة التي تسئ لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي؟.

 

بوابة أخبار اليوم المصرية في

10.12.2020

 
 
 
 
 

على الكشوطى يكتب فى حب مهرجان القاهرة وأجواءه وفريق برمجته

حال الأطفال وفرحتهم بالعيد وارتداءهم الملابس الجديدة، هو نفس الحال لمحبي السينما وصناعها وعشاقها ونقادها والصحفيين المعنيين بشئونها في ليالي مهرجانات السينما، لا تقل فرحتهم ابدا عن فرحة "العيال" ممن يستعدون لاستقبال العيد بتحضير الملابس الجديدة ومراقبتها داخل الدولاب والاطمئنان عليها وعلي جاهزيتها من حين لأخر.

مهرجان القاهرة واحد من تلك المهرجانات التي يجعلنا نشعر بنفس تلك المشاعر مشاعر البهجة والفرحة لاستقبال أفلام جديدة من كل انحاء العالم، تحمل رؤي جديدة وتقنيات مختلفة وصورة حلوة وقصص من هنا وهناك، ذلك الزخم الذي يجعلنا في حالة انتشاء ما بين كل عرض وآخر.

أجواء مهرجان القاهرة السينمائي العريق ربما تمتلك خصوصية مختلفة عن باقي المهرجانات فكل مهرجان له طعم ولون وطبيعة مختلفة تميزه، لكن ربما لأن القاهرة بتاريخه يشبه اللوحة الفنية التي كلما مر عليها الزمن كلما زادها العمر قيمة وجمال، لذا نشعر نحن معشر محبي السينما بالغيرة الشديدة كلما ظهر تقصير هنا أو هناك غيرة مشروعة لا تحمل التشكيك ولا التخوين وهو امر صحي ناتج عن حب هذا المهرجان العريق وحب تفاصيله وأجواءه ولكن ربما علي إدارة المهرجان إعادة النظر في السلبيات التي ظهرت سواء في قلة قاعات العرض وما ذاد الأزمة هو قلة اعداد مقاعدها الناتج عن إجراءات السلامة من فيروس كورونا، وهو ما يجنب قطاع كبير من محبي السينما مشاهدة اعمال تستحق المشاهدة ربما وجب علي الإدارة أن تدون السلبيات التي رصدها عشاق السينما والنقاد والصحفيين لعدم تكرارها مرة أخري، سواء استمر الفيروس بيننا أو استطاع العالم التغلب عليه، وهنا لا أطالب المهرجان بصرف مبالغ إضافية لتأجير قاعات أخري وإنما ربما البحث عن راعي يملك مولات أو قاعات سينما تساهم ولو قليلا في تقليل التزاحم علي التذاكر وتمنح فرص أكبر للمشاهدة سيكون أمر جيد خاصة وأن المحب للمهرجان والسينما لا يعكر صفوه سوي أنه يجد صعوبات في حجز الفيلم او مشاهدته وذلك بعيدا عن من يكيلون للمهرجان ويتصيدون السلبيات وربما يريدون المهرجان أن يسير علي هواهم وليس طبقا لرؤية ادارته.

ساعات قليلة ويختتم المهرجان فعالياته ويكشف عن جوائزه، ولذا وجب الإشادة بفريق البرمجة الذي امتعنا بالكثير من الأعمال المتميزة ربما البعض منا حرم من مشاهدتها نتيجة نفاد التذاكر وقلة القاعات والظروف التي فرضها فيروس كورونا لكن ذلك لا يمنع ابدا أن فريق البرمجة يستحق الثناء والتقدير، الشكر كل الشكر للناقد أندرو محسن منسق المكتب الفني ومدير مسابقة سينما الغد ومبرمج أوروبا الشرقية وفريق البرمجة مدير مسابقة آفاق السينما العربية رامي عبد الرازق ومدير مسابقة أسبوع النقاد ومبرمج أوروبا الغربية أسامة عبد الفتاح ومبرمج قسم عروض سينما منتصف الليل وآسيا رشا حسني ومبرمج أمريكا الشمالية واللاتينية يوسف هشان ومبرمج إفريقيا آمل ممدوح ومدير المسابقات الفرعية والتكريميات والكلاسيكيات مروة أبو عيش ولا يجب أن ننسي دور الناقد أحمد شوقي نائب المدير الفني الراحل يوسف شريف رزق الله والذي ساهم بالدورة قبل انطلاقها ولكن دوره لم يكتمل بسبب استقالته.

كما يجب الإشادة بالنشرة الصحفية ورئيسها خالد محمود ومديرها سيد محمود والمركز الصحفي والذي يضم أحمد فاروق مدير المركز وهند سعيد مدير الصحافة العربية وناريمان مطاوع مدير الصحافة المصرية وآتى متولى مدير النشرة الإنجليزية والملحق الصحفى الدولى برجيتا بورتيه وفريق المركز شريف عرابي وشهاب عرابي وعبد الرحمن محمد ومدير الصحافة المسموعة والمرئية نيفين الزهيري وفريقها سامح علي ومحمد حسين ومروة محمد واحمد إيهاب وهبة عبد الرحمن ومروة الوجيه وفريق اللقاءات الصحفية والإعلامية حبيب طرابلسي ومنة الله ومدير العلاقات العامة فاتن سليمان ومدير علاقات المشاهير المصريين ميسون والعلاقات الثقافية والدبلوماسية آدم عاطف والفريق التقنى احمد عبد الغني وعبد الرحمن طه ومحمد خالد وعبد الرحمن النجمي وفريق شباك تذاكر المهرجان دانيل فلورز ومدير الاعتماد مصطفي زغلول ومدير السجادة الحمراء أبوزار إكيري والمتطوعين ومنهم فارس قناوى وهانى سمير ومحمود جابر هو الفريق الذى يضم نسبة كبيرة من الشباب الواعد ممن لديهم القدرة علي إدارة مهرجانات كاملة داخل مصر وخارجها لما قدموه من تميز.

 

اليوم السابع المصرية في

10.12.2020

 
 
 
 
 

المخرجون العرب : نحن أبناء السينما المصرية

كتبت- أنس الوجود رضوان

أثبتت التجارب أن السينما المستقلة كان لها تواجد مؤثر داخل مهرجان القاهرة السينمائى، وأخذت حيزاً كبيراً من اهتمام الشباب الأكثر حضوراً، فهى تناقش مشاكله ونجاحاته وطموحاته ولغته، وجعلت صانعيها يتفوقون فى استخدام التقنيات الحديثة التى تتوافر فى أيديهم بعيداً عن البحث  عن منتج أو الانتظار فى طابور المراكز السينمائية لإنتاج أعمالهم، فهى سينما قليلة التكلفة، وأصبحت السوشيال ميديا قاعة عرض لها، فعندما تتحدث الى فريق عمل اى فيلم يؤكدون انهم خرجوا من إطار التقليدية الى عالم العرض الرقمى، وان إقبال الجمهور على أفلامهم  هو تعطشهم الى سينما جديدة خارج الصندوق، والفيلم القصير والتسجيلى الوثائقى سهل الهضم فهو يحمل فكرة بسيطة تشد الانتباه، وتخلق للمشاهد متعة بصرية

كما تربع أيضاً بعض الأفلام الطويلة على طاولة المهرجان  خاصة التى تغوص فى أعماق المجتمع وتخرج منه.

المسكوت عنه، ورغم فيروس كورونا الا أن العروض كلها كاملة وبعض الأفلام نفدت تذاكرها مما جعل محمد مفتكر مخرج الفيلم المغربى «خريف التفاح» يرسل برسالة شكر للمهرجان وجمهوره، وأمله أن تنتهى جائحة كورونا حتى يتمكن من التواجد، واعتذر  لعدم قدرته على الحضور لأسباب قهرية لم يستطع التغلب عليها، فلمصر والقاهرة والسينما المصرية مكانة كبيرة فى قلبه، وقال إننا كمخرجين عرب أبناؤها شئنا أم أبينا، صنعتنا، أحببناها اختلفنا معها، انطلقنا منها وعشقناها، إنها أمنا، فمصر الأمان لنا».

واستشهد مفتكر بكلمة لـ«جون كلود كاريير» عن أزلية السينما وعدم موتها وخلودها... نعم لن تموت السينما، وستظل حية بيننا. قد تموت يوما كصناعة ثقيلة أو كفرجة جماعية داخل قاعات شاسعة تضم المئات من المتفرجين، لكنها لن تموت أبدا كلغة وكتعبير وكإبداع فنى سامٍ سيظل يصاحبنا طوال حياتنا. شخصيا أرى السينما فى كل شيء جميل ومعبر، أراها فى قصيدة وفى لوحة وفى رواية وفى مسرحية وفى تحفة منحوتة وفى قطعة موسيقية وحتى فى نكتة، لم لا؟ فالسينما ليست حكرا على السينما فقط، السينما توجد حيث التعبير الجمالى الصادق. السينما نظرة شعرية للعالم، نحملها معنا منذ الأزل وقبل أن تكون صناعة ضخمة غزت القرن العشرين. ابحث عن السينما بداخلك وأخرجها إلى الوجود قبل أن تجهد نفسك عبثا فى البحث عن الموارد المالية لإخراجها. المال يتبع وليس هدفا لذاته، هو وسيلة فقط وليست غاية. التعبير الصادق أقوى حتى فى جلبه للموارد المالية التى تأتى لخدمة الفيلم لا للاغتناء، فكن صادقا فى تعبيرك الجمالى، يتبعك المال لتحقيقه، فداخل قاعة مظلمة، حيث ينسى الناس كل شيء، ويعم الظلام، هى فقط الأفكار والتعابير الفنية ما نشاهده على الشاشة المضيئة، وليس المال.

وأكد مفتكر أن السينما فن عريق، جذوره ضاربة فى التاريخ، تنبت وتنمو وتحيا فى كل زمان ومكان، خارج أية ظرفية، كظرفية هذا الوباء المفاجئ الذى لم ينزل علينا من السماء ولم يكن أبدا غضبة إلهية كما ظن البعض، بل شيء خلقته آلهة آدمية فصعد إلينا من تحت الأرض حتى اجتاح كل شيء نلمسه. السينما جذور عريقة يجب اكتشافها فينا لا خارجنا لنقول الكثير ونحكى أفراحنا وآلامنا بصدق.

كما تقول مخرجة فیلم «عاش یا كابتن»، مى زايد إن المهرجان أعطى لها فرصة لمشاركة الجمهور رؤية فيلمها وفتح حوار مشترك عن عادات وتقاليد الصعيد، ففيلمها يحاول كسر الصورة النمطية عن المرأة المصرية، فهو يقدمها كبطلة تتحدى الظروف لتصل إلى حلمها، فمعظم الأعمال الفنية تتناول المرأة كداعم لبطولة الرجل فقط، وكأن البطولة حكرٌ على الذكور، خاصًة إذا تعلق الأمر بالألعاب الرياضية، فوقع الاختيار على رياضة صعبة كرفع الأثقال.

كما تروى المخرجة المصرية أنها اختارت بطلة الفيلم، لأنها أصغر المتدربين سنًا، فكانت تبلغ من العمر 17 عامًا، حين بدأ تصوير الفيلم فى عام 2014، ليكون بمثابة توثيق للبطولة منذ بدايتها.

وأثبت هشام أمال مخرج فيلم  «ميلوديا المورفين» المغربى أن  مهرجان القاهرة السينمائى من أهم المهرجانات وله شهرته، ودائماً يبحث عن الجديد ، ويقدم نماذج وتجارب الشباب، وأنه سعيد بردود فعل الجمهور المصرى الذواق للفن، وقال إن فيلمه كان مزيجا من فكرتين لعملين منفصلين، وكانت الفكرة الأولى لشخص يعيش فى غرفة مستقلة ويستقبل والده المريض بمرض عضال، وفى ذلك الوقت الذى كان من المفترض أن يعمل فيه على هذه الفكرة كان لديه مشكلة مع شركة الإنتاج، ثم جاءته فرصة لعمل مسلسل سيت كوم، فوجد أن لديه القدرة على كتابة أعمال كوميدية، ووقتها خطرت له فكرة أخرى وقام بالمزج بين الفكرتين.

وأضاف أنه اعتمد فى العمل على رمزيات المشهد فى أن يستلهم ألحانه من آلام البطل، والألم عند البطل كان يتمثل فى رحيل الأم، وهو ما جعل بطل الفيلم يركز على تقديم أعمال تعيش فى الذاكرة لجمهوره، ويظل حادث الطفولة الذى مر به هو العامل الأول فى تكوين شخصيته، وارتباطه الشديد بالمرأة حتى فى ثوبها السادى الراديكالى، فالفن فى بعض الأحيان يكون مبنيا على الراديكالية، مؤكداً أنه عند صناعته هذا الفيلم لم يكن هاجسه أخلاقيا بقدر ما كان هدفه تقديم فكرة جيدة.

المخرجة السعودية سارة مسفر صاحبة فيلم «من يحرقن الليل»، ترى ان مهرجان القاهرة السينمائى سبب رئيسى فى معرفة الجمهور بها، فالسينما المصرية مدرسة كبيرة تعلمنا منها، وفيلمى له صبغة خاصة فهو حياة  الأختين سلسبيل ووسن فى ليلة خطوبة، بعد أن تم رفض طلب إحداهن للذهاب إلى البقالة المجاورة، فنشاهد ما بعد الرفض من تقييد يدفع الأختين لاكتشاف أنفسهن وبعضهن البعض وجوانب ومنحنيات عنيفة لم تخطر فى بالهن قط.

الفيلم تمثيل جنى قمرى وهيا مرعبى، تأليف وإخراج سارة مسفر، منتج جواهر العامرى، منتج مشارك رغد باجيع وخالد معيط، ديكور إيثار با عمر.

 

####

 

أول تعليق لـ محمد حفظي على انتقادات الدورة 42 للقاهرة السينمائي

كتب: - راندا جمعه

علق محمد حفظي رئيس مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الـ42، على كل الانتقادات التي طالت هذه الدورة بدءا من عدم توفر تذاكر الأفلام وتكريم الفنان الراحل محمود ياسين.

وقال محمد حفظي: "دار الأوبرا المصرية متوفر بها 5 قاعات لعرض الأعمال، وبسبب الإجراءات الاحترازية فكل قاعة متاحة بنسبة 50%، لم نستعين بقاعات عرض خارج الأوبرا للحفاظ على الإجراءات الأمنية، وحاولنا حل مشكلة عدم توافر التذاكر بعرض الفيلم أكثر من مرة، ولكن ليست كل الأفلام بسبب الوقت".

أما عن عدم إهداء الدورة 42 من مهرجان القاهرة السينمائي لأحد الفنانين الراحلين هذا العام، قال حفظي: "تغيير اسم الدورة وإهدائها لأي شخص هو أمر استثنائي، ويتم التحضير

له مبكرا، فهذا العام كان التكريم لصالح نجوم على قيد الحياة، أما العام الماضي عند إهدائها للراحل يوسف شريف رزق الله فهو خدم المهرجان 30 عاما ويجب علينا ذلك اعترافا بفضله".

وأكد حفظي أن اختيار المكرمين يتم اختياره وفقا للجنة استشارية ويتم قبل فترة كبيرة من إقامة المهرجان، وهناك الكثيرون ممن رحلوا عن عالمنا هذا العام.

ويشهد حفل الختام اليوم توزيع الجوائز على الأفلام الفائزة في مختلف المسابقات الخاصة بهذه الدورة
واستقبلت دار الأوبرا المصرية، علي مدار 9 أيام، عرض 83 فيلما من 43 دولة، من بينها 20 فيلما في عروضها العالمية والدولية الأولى، بالإضافة إلى 52 فيلما في عرضها الأول بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وكرم في حفل الافتتاح بجائزة الهرم الذهبي التقديرية الكاتب المصري الكبير وحيد حامد، والكاتب والمخرج البريطاني كريستوفر هامبتون، والنجمة منى زكي بجائزة فاتن حمامة
.

وشهد انطلاق المهرجان عرض فيلم The Father" إخراج فلوريان زيلر وذلك في عرضه الأول بالعالم العربي وأفريقيا، والفيلم من إنتاج المملكة المتحدة وفرنسا، ويعد التجربة الأولى في السينما لمخرجه الكاتب الروائي والمسرحي الفرنسي فلوريان زيلر، والذي تحولت كثير من مسرحياته إلى أفلام سينمائية، ومن بينها "الأب" الذي كتب له السيناريو كريستوفر هامتون الحاصل على الأوسكار عن فيلمه "Dangerous Liaisons- علاقات خطرة".

وتدور أحداث الفيلم، حول أب مسن يرفض الاعتراف بتقدمه في العمر، ولا يقبل المساعدات التي تقدمها له ابنته، وتكون المعضلة الأكبر عندما يبدأ شعوره يهتز بالأشخاص والعالم من حوله

 

الوفد المصرية في

10.12.2020

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004