ملفات خاصة

 
 
 

علي الكشوطي يكتب:

فيلم "عنها" والتحرر من قيود كذبة السينما النظيفة

القاهرة السينمائي الدولي

الدورة الثانية والأربعون

   
 
 
 
 
 
 

لسنوات طويلة كذب صناع السينما "كذبة وصدقوها" واقنعوا بها نجوم ونجمات السينما في مصر، فمع المد الوهابي وانتشار التدين الشكلي، غابت مشاهد الرومانسية والحب والقبلات من الأفلام المصرية مثلما غاب ارتداء المايوه، لتصبح أفلامنا المصرية التي تربي عليها الوطن العربي كله "شبهه" لما تحتويه من مشاهد قبلات أو ارتداء النجمات المايوهات، وحاول الكثير من المخرجين التخلص من قيود تلك الكذبة إلا أنه كان هناك جيلا كاملا من النجمات والنجوم ممن صدقوها .

بالأمس شارك فيلم "عنها" للمخرج إسلام العزازي بالمسابقة الدولية لمهرجان القاهرة السينمائي، وهو الفيلم الذي تحرر بالكامل من قيود ما يسمي بالسينما النظفية، لنشاهد مشاهد حب ورومانسية وقبلات علي الشاشة، الهدف بكل تأكيد ليس مشاهدة القبلات والمشاهد الرومانسية فمواقع الانترنت تعج بمواقع البورنو، ولكن الاحتفاء يجب أن يكون بالتحرر من تلك القيود التي عانت منها السينما المصرية، والتي أحدثت خلل في السياق الدرامي للعديد من الأعمال، والتي كان يتحايل عليها المخرج بالإشارة فقط لما يريد أن يقول.

ربما جرأة عزازي في طرح أفكاره علي الشاشة هو ما دفعه للاستعانة بممثلات جدد أو غائبين عن الشاشة، نظرا لأن الكثير من النجمات تخشي تقديم تلك المشاهد إما تصديقا لكذبة السينما النظيفة أو لتخوفهن من الانتقادات وهو بكل تأكيد ما ضرب في صميم المهنة فالممثل أو الممثلة يجسدون شخوص أخري ولا يظهرون بشخصياتهم الحقيقية بل يتلبسون شخصيات العمل وينقلونها للمشاهد بمشاعرها واحاسيسها.

الفيلم يضم الكثير من عناصر التميز ومواطن الجمال أولها تصميم المناظر لمهندس الديكور القدير أنسي أبو سيف والذي قدم مجهود واضح جدا في المشاهد وديكور المنزل لفترة الثلاثينات وتصميم الملابس والذي قدمته مني التونسي والتصوير السينمائي لعبد السلام موسي جميعهم قدموا مشاهد بديعة علي مستوي الصورة.

ربما هناك بعض الهنات للمخرج إسلام العزازي منها بعض المشكلات في الصوت فصلاح عباس واحمد مالك كل منهما لم يكن هناك وضوح لحوار كل منهما في المشاهد، إضافة إلي أن هناك بعض الكلمات التي أدخلت علي الحوار لا تتناسب مع مفردات فترة الثلاثينات أو وجود كلمات هي من مفردات تلك الفترة لكنها اقحمت علي الحوار فظهرت بوضوح وكأنه سياق الجملة ليس سياقها المضبوط.

ربما يختلف أو يتفق المشاهد مع ما قدمه العزازي في سياق الفيلم من رموز أو إشارات أو حتي القصة رغم انسانيتها ورغم القاءه الضوء علي معاناة امرأة مع الفقد خاصة مع زوجها والذي قتل وكأنه انتزع من حياتها عنوة وهو ما تركها فريسة للذكريات تنهش فيها ولاحتياجاتها كامرأة جمعتها علاقة بزوجة مغايرة للعلاقات التقليدية، فالعوز للمشاعر وللأحاسيس بمعناه الحسي واحتياجها لما كان يقدمه من دور كزوج وعاشق قدمته الممثلة ندي الشاذلي بقدر كبير من الجودة، بينما قدم العزازي فدوي عابد في دور مميز أيضا ويحسب للمخرج إعادته للفنان صلاح عباس الذي ربما تتفق أو تختلف علي أداءه لكن مشاهده مع ندي الشاذلي هي الأجمل، ولكن ما حذف من الفيلم ربما الأفضل، ولا نستطيع أن ننسي توجيه التحية للمنتجة دينا فاروق علي دورها كمونتيره في الفيلم وانتاجها للعمل وتحمسها لتقديم عمل مغاير وجرىء.

 

####

 

علي الكشوطي يكتب:

New Order محاكاة لواقع مرفوض ومصير محتوم

شهد مهرجان القاهرة السينمائي في دورته الـ 42 ، في القسم الرسمي خارج المسابقة عرض الفيلم المكسيكي New Order، للمخرج ميشيل فرانكو، وهو الفيلم الذي توج بجائزة لجنة التحكيم الكبرى من مهرجان فينيسيا، والعمل الذي يعتبر واحد من أهم كنوز مهرجان القاهرة السينمائي ورغم أنه خارج المسابقة، إلا أن الحضور الجماهيري الذي شهده الفيلم هو جائزة في حد ذاته.

قدم المخرج ميشيل فرانكو والذي تولي أيضا مهمة تأليف العمل، محاكاة لواقع مرفوض ومصير محتوم نتيجة غياب العدل واتساع الفجوة بين الغني والفقير في البرازيل، مستخدما الدراما السواء والأحداث الصادمة المتلاحقة التي حبست أنفاس الجمهور منذ أول مشهد من الفيلم.

استخدم ميشيل إيقاع سريع للعمل وطريقة سرد لا تنبئ أبدا بما سيحدث في مشاهد الفيلم واحد تلو الأخر وهو ما جعل الصدمات تتوالي علي الجمهور الذي بدا له وكأنه فيلم رومانسي راصدا علاقة حب وهيام بين عروسين في حفل بمنزلهما ينتظران وصول القاضية لعقد قرانهما في المكسيك ورغم الأجواء والمشاعر الجميلة بين الطرفين وحالة الثراء الفاحش التي تظهر فيها عائلة العروسين لم يكن يتخيل المشاهد أن تنقلب الأحداث إلي هذا الكم من العنف والأحداث المتلاحقة، حيث اعتمد فرانكو علي تقديم المشاهد الصادمة التي تنعكس علي المشاهد وكأنه يتلقى ضربات في كل انحاء جسده بكل قوة ولا يستطيع صد أي منها وهو ما يجعل المشاهد في حالة انفعالية لا تقل عن الحالة التي يعيش فيها أبطال الفيلم.

لخص ميشيل فرانكو نتيجة استمرار حالة الثراء الفاحش والفقر المدقع وغياب العدل والمساواة داخل المكسيك، حيث سرد فرانكو السيناريو المتوقع للاستمرار في الحياة بهذا الشكل حيث يرصد فيلمه ثورة الجياع ممن عاشا في فقر مدقع علي عالم الأثرياء مستخدمين اللون الأخضر كنوع من التعبير عن ثورتهم وهو اللون الذي يميز علم المكسيك، فتقوم الجما هير الغفيرة من الفقراء باجتياح حياة الأثرياء مستوليين علي كل ما يملكون تاركيهم إما جثث هامدة أو مصابين، وما ذا الحال سواء هو ما رصده فرانكو من تواطئ من قيادات الجيش المكسيكي ممن استغلوا الموقف لخطف عدد من أبناء الأثرياء ويطالبون بفدية.

يقود القدر بطلة الفيلم العروس لتكون واحدة من ضحايا هذا التواطئ لتفتح فصل جديد في ذالك الواقع المؤلم ويكشف فرانكو من خلالها جانب من فساد السلطة التي من الأساس تتواجد لحماية المواطنين، إلا أنه فيما يبدو حرص فرانكو أن يكشف أوجه الفساد في كامل الدولة وما يتوقعه إذا استمر الوضع علي ما هو عليه.

المميز في العمل هو أن فرانكو أظهر الشخصيات من لحم ودم، كشخصيات تحمل أوجه ودرجات مختلفة ما بين الخير والشر، فيما عدا جنرالات الجيش ممن كان القتل والاغتصاب والتعذيب هو أسهل الأدوات التي يستخدموها ليس تجاه الثائرين وإنما تجاه الضحايا المختطفين ويطالبون بفدية لعودتهم إلا أن الحقيقة أنهم لا يعودوا ابدا فمن يدفع فديته يقتل هو الأخر حتي لا يفضحهما.

قدم العمل نموذجين نموذج من الأثرياء وهي "ماريان" والتي جسدت دورها نايان جونزاليز نورفيند العروس التي تحمل في داخلها الرحمة ولا تزال تحتفظ بإنسانيتها، ونموذج لعامل ووالده العاملة في منزلها كنموذج من الفقراء بالمجتمع المكسيكي، والحقيقة هي أن فساد الدولة لن يفرق بينهما كضحايا للمجتمع، فبعد كشف اختطاف العروس من قبل قيادات الجيش الفاسدة تم قتلها وتلفيق التهمة للعامل الذي يعمل في منزلها ثم اعدمت والدته باعتبارها شريكة في الجريمة.

 

####

 

علي الكشوطي يكتب:

فى حب "الغولة" إلهام شاهين المتعطشة للتمثيل

استطاع فيلم حظر تجول للمخرج أمير رمسيس أن يروي عطش النجمة إلهام شاهين، فعلي ما يبدو أن إلهام كانت لديها طاقة تمثيل كبيرة منذ يوم للستات وتفجرت تلك الطاقة بتجسيدها شخصية فاتن في الفيلم، ربما شخصية فاتن هي الأكثر مساحة للتعبير عن مشاعر غول التمثيل إلهام شاهين التي أكلت من حولها، فهي الأم التي قتلت زوجها من أجل الحفاظ علي ابنتها وهي الضحية التي عاشت في السجن أجمل سنوات عمرها رافضة أن تكشف عن سرقتلها لزوجها، الأمر الذي يجعل من ابنتها شخص جامد المشاعر تجاهها ولا يتعاطف أبدا معها أو يتسامح علي فعلتها.

"بتمثل بأيديها ورجليها" تلك هي المقولة التي تنطبق علي إلهام التي استغلت كل حواسها لتعبر عن مضمون الشخصية، قماشة شخصية فاتن "الهام شاهين" كانت كفيلة أن تمنحها المساحة للتعبير عن الشخصية، وتنقل بين أوجهها المختلفة فمرة تري علي الشاشة الوجه الكوميدي ومرة الوجة الرومانسي، وفي أحيان أخري تلك المرأة المقهورة التي تخفي داخلها سر يضعها دوما تحت وطئة الخائنة، فالجميع يلمح لكونها قتلت بسبب أنها تحب رجل آخر رغم أن الحقيقة هي أنها كانت تحمي ابنتها من أب اعتاد أن يتحرش بابنته جنسيا، حيث رصد الفيلم دخولها علي زوجها لتجد طفلتها في حضنه مجردة من ملابسها فلا تجد أمامها سوي السكين لتتخلص من حياته وتخفي عن ابنتها سر قتلها للأب.

تاريخ شخصية فاتن وخلفياتها بالفيلم منحت إلهام الفرصة لتتنقل ما بين الكوميديا والدراما ففي لحظة تبكيك وفي لحظة أخري تضحكك وهو ما جعل الشخصية غنية ويعود ذلك لمؤلف الفيلم ومخرجة الذي كتب تفاصيل شخصية فاتن بطريقة تجعل إلهام أمام تحدي جديد لشخصية لم تقدمها من قبل.

تفرد إلهام في تقديم الشخصية بكل دفواعها وانفعالاتها كان في مقابله الفنانة أمينة خليل ابنة فاتن "ليلي" التي قدمت شخصية الأبنة الكارهة لأمها بسبب قتلها لوالدها والتي تعيش في حيرة ما بين الكره والتسامح، لتقدم أمينة تلك الشخصية المتوترة دوما القلقة التي تنفعل بسهولة وتهدأ بسهولة أيضا.

يحسب للمخرج أمير رمسيس فتحه ذلك الملف الشائك وربما مايشعر به المشاهد من انفعالات نتيجة تحرش الأب الجنسي بابنته يكون فرصة لإلقاء الضوء علي تلك القضايا وتحويلها إلي رأي عام مثلما سبق وقام فيلم 678 ، فيما يحسب أيضا للمخرج أمير رمسيس والمنتج صفي الدين محمود جلب الفنان الكبير كامل الباشا لتقديم شخصية يحيي التي أضافت الكثير للفيلم، ويعتبر وجوده ساحة جديدة من ساحات التمثيل التي تضاف له إضافة إلي جولاته التمثيلية في السينما والمسرح.

 

####

 

إلهام شاهين فى حوارها مع علي الكشوطي على تلفزيون اليوم السابع:

أتمنى أن يغير فيلم "حظر تجول" القوانين الخاصة بالتحرش الأسرى .. والبطلة كان لازم تحصل على البراءة لقتل زوجها المعتدى على ابنته الطفلة

كتبت سارة صلاح

استضاف الزميل علي الكشوطي علي تلفزيون اليوم السابع النجمة إلهام شاهين للحديث عن فيلمها حظر تجول المشارك في مهرجان القاهرة السينمائي بدورته الـ 42، وهو الفيلم الذي يشارك فى المسابقة الدولية، وتدور أحداثه فى إحدى ليالى خريف 2013 خلال فترة حظر التجول فى مصر، حول (فاتن) التى تخرج من السجن بعد 20 عاما لتجد ابنتها (ليلى) غير قادرة على تجاوز الماضى والعفو عنها، وليس فى ذهنها سوى أن والدتها قتلت والدها، فى المقابل نجد رفض تام من (فاتن) للإفصاح عن سبب الجريمة، مما يضع الابنة فى صراعٍ ما بين عقلها الرافض للأم وقلبها الذى يميل لها تدريجيا، وهو الفيلم الذي قام بتأليفه وإخراجه أمير رمسيس، ويشارك في بطولة الفيلم مع إلهام شاهين، كل من أمينة خليل، وأحمد مجدي، وعارفة عبد الرسول، ومحمود الليثي، بمشاركة الفنان الفلسطينى كامل الباشا.

قالت إلهام شاهين في حوارها إنها تتمني أن يغير فيلم "حظر تجول "، قوانين زنا المحارم لأنها تري أن فاتن شخصيتها بالفيلم كانت يجب أن تحصل علي براءة وليس 20 عاما سجن.

وأشارت إلهام خلال لقاءها إلي أن الفيلم سيفتح الكثير من الملفات المتعلقة بذلك الأمر وسيكون هناك الكثير من النقاشات حول الفيلم بعد عرضه بدور السينما يوم 17 ديسمبر.

وأضافت إلهام أن المخرج أمير رمسيس لم يطلب منها أن تكون في هذه المرحلة العمرية المتقدمة، حيث أن سيناريو الفيلم يقول أن شخصية فاتن عمرها 50 عام فقط، ولكنها شعرت أن الشخصية يجب أن يكون شكلها متقدم في العمر لأنها مؤمنة بأن الهم والحزن والقهر يجعل الإنسان شكله متقدم في السن عن عمره الحقيقي.

واستكملت إلهام شاهين أن ابتعاد الناس عنها وعدم زيارتهم لها في السجن جعلها في حالة اكتئاب شديد حتي أن ابنتها "ليلي" وتجسدها" أمينة خليل ابتعدت عنها، ولذلك كان تري أن الظهور فى سن أكبر من عمرها الحقيقي سيكون أمر واقعي، وأنها شعرت أن هذا الكبر في السن سيرسم شخصية فاتن التي يرتبط بها الجمهور سواء من خلال التجاعيد التي تظهر علي وجهها أو شعرها الأبيض والأسود، معتبرة أن شكل وشخصية فاتن فى الفيلم غريب وغير معتاد.

وأوضحت إلهام شاهين أن هناك الكثير من الأفلام غيرت بعض القوانين، وأمنيتي أن يغير الفيلم القوانين فيما يتعلق والتحرش العائلي.

وأضافت إلهام شاهين في حوارها علي تلفزيون اليوم السابع، أنها لم تكن تعلم أنها ممنوعة من مقابلة أمينة خليل والتي كانت تجسد دور ابنتها في الفيلم، وكان كلما تطلب من المخرج أمير رمسيس أن يجمعها بها في بروفة للعمل علي الشخصيات، كان يقول لها أن أمينة مشغولة ، أو سافرت.

وأوضحت إلهام شاهين أنها تخيلت أنها لا تريد مقابلتها أو أنها بالفعل مشغولة ولديها سفريات، ولكن في أخر يوم تصوير اعترف لها أمير رمسيس بأنه من كان يتحجج ويمنع مقابلتها لأمينة خليل لأنه كان يريد أن يكون هناك إحساس بالغربة بينهما، ولم يكن يريد أن يشعر المشاهد أن عينينا اعتادا رؤية بعضنا البعض ليكون الإحساس صادق علي الشاشة.

واختتمت إلهام شاهين حوارها أنها تشعر أن طريقة عمل المخرج أمير رمسيس تشبه الراحل يوسف شاهين، فلديه نفس الطريقة في الكلام والحركة داخل اللوكيشن فهو محب للممثل ودؤوب في عمله وطوال الوقت يحافظ علي الجو العام للكواليس ويبدي ملاحظاته في أذن الممثل وبهدوء فبينهما الكثير من الأمور المشتركة.

 

اليوم السابع المصرية في

09.12.2020

 
 
 
 
 

"حظر تجوّل".. حبيسو الدار والوحدة والأسرار

رولا عادل رشوان

السِّرّ هو البطل الرئيس، وبعد مشاهِدَ قصيرةٍ ندرك الخيط الأول..

تظهر "فاتن" على الشاشة بعد عشرين عاماً قضتها خلف الأسوار عقاباً على قتلها لزوجها.. تبدو حرّةً أخيراً بعد عقدين.. يملأ قلبها ذلك الشغف الشديد، والرجاء الأكثر من حارّ في أن تلقى ابنتها الوحيدة "ليلى"، وتأمل أن تُغلِّب الفتاة مشاعرها في لقائهما المرتقب، وأن ترحِّبَ بأمِّها التي امتنعت عن زيارتها طوال الأعوام الطويلة الماضية، بدافعٍ من الزيارة الوحيدة التي هجرتها بعدها، وهو رفض الأم الإجابة عن سؤالها الوحيد، آنذاك: لماذا.. ما دافع هذه الجريمة؟!

تصمُتُ الأم في كل مرّةٍ يتكرر فيها السؤال، تداري دموعها وتنفرد بنفسها، كما فعلت وتفعل على الدوام، لكنها، ورغم ذلك، وخاصةً في سنواتها الأخيرة، تبدأ رحلتها في اجترار الذكريات، وهنا يتداعى "الفلاش باك" في مشهدٍ طويلٍ نُشاهده مُقطّعاً على طول مدة الفيلم، وتلاحُق أحداثه أو تفرُّقها، في ملاحقةٍ لوعدٍ يبدو خفيّاً في كشف السر، نهاية المطاف.

و"فاتن" هي الشخصية المحورية، التي جسَّدَتها الفنانة القديرة إلهام شاهين في الفيلم الروائي المصري "حظر تجول" للمخرج أمير رمسيس ومن تأليفه، بينما جسّدت الفنانة أمينة خليل دور ابنتها "ليلى"، في الفيلم الذي تدور أحداثه فترة "حظر التجوّل" الذي فُرِضَ على البلاد العام 2013.

قويّة دون "ليلى"

 تبدو "فاتن" هنا في صورةٍ مغايرةٍ للصورة المنكسرة التي تظهر عليها شبيهاتها في أعمال سينمائية سابقة، عالجت نفس القصة بالكاد، كالدور الذي جسَّدَتْهُ شادية في فيلم المرأة المجهولة"، مثلاً، بحيث رفضت الإفصاح عن السِّرّ، وتمسَّكَت بالـ"خَرَس" خياراً أساسيّاً، دون ضعفٍ تُبديه عيونُها أو هزيمة مُنْكَرة ترضى بقضائها.

على النقيض.. تظهر "فاتن" كامرأةٍ قويّةٍ، لا يعذّبها سوى السِّرّ الذي لا يمكن أن تبوح به، وتتحمل في سبيل سرّيَّتِه حتى عار "الخيانة"، تنفيه عن نفسها ولا تخجل من أن تتحدث عن تجربتها وراء الأسوار، وسام شرف ترفعه وتبدو متباهيةً به طوال الوقت والأحداث، حتى عند حديثها مع حفيدتها الصغيرة.. لا تخبّئ "فاتن" شيئاً، لا تخجل حقاً، فقد أضحى واضحاً أن السجن علَّمَها كيف تتجاوز مآسيها، وأن الهوان درَّبَها على كيفية التعامل مع "العار" بسخريةٍ لا يفهمها الآخرون.

كوميديا غير مُقْحَمَة

ويمكن القول بأن أمير رمسيس نجا من فخٍّ أصيلٍ، يقع فيه المؤلف أحياناً بمحاولاته اقتطاع بعض ضحكاتٍ تبدو نشازاً في إطار تلطيف الجو العام للفيلم، المبني على المأساة واستحضارها، فلم يقع في فخِّ حشو بعض الكوميديا. بالفعل كان الأمر في "حظر تجوّل" مختلفاً، فجاءت الكوميديا في محلّها، وأَسَرَتْ ضحكات الجمهور في القاعة حيث العرض بالفعل، ودون افتعال، بحيث اعتمدت "الفقرات الخفيفة" في الفيلم على كوميديا الموقف، ولم تبدُ مقحَمَةً، وبالتالي لم تُشَوِّه المشهد العام، أو تتسبب في قطع للفيلم، بل كانت إضافةً مهمةً له، خاصةً على مستوى تتابع المَشاهِد.

دورٌ بسيطٌ ولكن

في دورٍ بسيطٍ على مستوى الحيّز لا يتعدى مشاهد قليلة، يظهر الممثل الفلسطيني كمال الباشا في تجربته السينمائية الأولى مصريّاً، كطيفٍ يحكي قصةً متداخلةً في الأحداث، لكنها تحمل بُعْدَها ومأساتها الخاصّين، فـ"يحيى" هذا، جارٌ لـ"فاتن" يحمل ويتحمّل "عار الخيانة" هو أيضاً، فحين قتلت "فاتن" زوجها، كانت التقاليد هي الحاكم الذي يعزو التهمة في جرائم القتل على الفور إلى شُبهة الشرف.

يرحّب الجار بـ"فاتن" بعد عودتها، وتشكره في كلماتٍ رقيقةٍ على تحمُّلِهِ الهوان بينما لم يكن أبداً طرفاً.. تتواصل مشاهد الباشا (يحيى)، الذي صار الجميع يتجنَّبُهُ في المكان كوباء، وإن كان يشكِّل مرآةً لحياة "فاتن" خاصةً خلف الأسوار، هي وحدةٌ فَرضَها القَدَر ولم يخترها هو، لكنه لم يعد يعبأ بالطامعين فيه حتى، لذا لم يهتم أن يعترف لـ "فاتن" بحبِّهِ.. يكتب لها الخطاب ويتركه يحترق بعدها كما احترقت أيامه

ربما كان حظُّ "فاتن" خلف الأسوار أفضل قليلاً، فقد وجدت هناك من يدعمها أو يتقبّلها، فالجميع هناك يعلمون أن الكل أشرار، ولكنهم مسلَّحون بنقطة نورٍ ما مضيئةٍ داخل أرواحهم.

السِّرّ.. غير الخفي

تتدخل الفطرة فاعلاً بالأحداث، فتتذكر الفتاة ما تفتقده في العلاقة التي لم تكتمل أبداً، وتبدأ رحلتها مع"الفضفضة".. وتتبادل الأم وابنتها أحاديثهما الحميمة، كما لو أن شيئاً ليس بالصدور.. وفي "مفاجأة" متوقَّعَة، ولو بنسبةٍ قليلةٍ، ينكشف السِّرّ، بعد أن تزايدت الإشارات الخفيّة إليه في المشاهد السابقة، وتدعّم ذكرى السر الذي انكشف، ألاعيب اللا وعي التي عبثَتْ بذاكرة الابنة التي شهِدَت الواقعة بالفعل، غير أنها كانت قد اختفت من ذاكرتها تماماً.. اندملت الذكرى لقسوتها ولم يظهر منها بعد سنين طوال سوى ملامح مبهمة راودتها في حلمٍ قصيرٍ، لم تُدْرِك منها شيئاً، ولم يحفّزها فيما يبدو سوى رغبتها الدفينة في أن تصدّق أحاسيسها التي تأبى أن تطلقها صريحةً على شفتيها، بأن السبب لا بُدَّ وجيهٌ، وأمها لا بُدَّ تحمل صكّ البراءة وإن أصرّت على إخفائه

تظهر الأم على مدار الفيلم في دور "المخلّص" حامل الذنب، المصلوب الذي تحمّل لأجل أحبابه، بينما لا تدّخر جهداً في الاصلاح، لا لتكفّر به عن ذنوبها، وإنما انتصاراً لفطرتها التي تقف لها خير شفيع.

أخرُجُ من القاعة مستمتعةً بخفَّة الفيلم، مدركةً أن الحياة يلزمها شيءٌ من"المعافرة"، فهي طاحنةٌ في كل الأحوال.. وبينما يتبادل الجميع أدوار الجناة والضحايا، نجد أن الاستسلام ليس أبداً الاختيار المناسب، وربما لا يجب أن يكون أبداً خياراً أيضاً.

رمسيس لـ "المنصة"

وفي تصريحٍ خصَّ به "منصة الاستقلال الثقافية"، قال المخرج والمؤلف أمير رمسيس، في ردٍّ حول تأجيل عرض الفيلم ليكون عرضُهُ الأول ضمن فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي الدولي بدورته الحالية الثانية والأربعين، يقول: بعيداً عن الدور الذي قد يلعبه عرض الفيلم في المهرجان بتسويقه أو الترويج له، فإن هذا العرضَ تقديريٌّ في الأساس، ويشكِّل خصوصيةً بالنسبة له، لكون هذا التقدير يأتي من مهرجان بقيمة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، لافتاً إلى أن ثمة حالة افتتان تُغالِبُهُ تجاه مهرجان القاهرة السينمائي منذ كان طالباً في معهد السينما، حيث كان يتنقل بين قاعات العرض، منبهراً في الأفلام والندوات، دورة بعد الأخرى، هو الذي سبق وأن عُرِضَ أول أفلامه الطويلة "آخر الدنيا" في المهرجان منذ ما يقارب خمسة عشر عاماً، لذلك فهو يشعر برابطٍ قويٍّ بل وشخصيٍّ بالمهرجان.

وأضاف رمسيس: ردود الفعل التي وصلتني من المشاهدين للفيلم قبل عرضه رسمياً كانت إيجابيةً للغاية، وآمُلُ أن يحقق النتائج المرجوة عند عرضِهِ الرسميّ الأول في المهرجان.

وعن الصعوبات التي واجهته خلال التصوير، قال رمسيس إن معظَمَها قد يتلخَّص في قصة الفيلم التي لا تبدو تجاريةً بالقدر الكافي، ولكن، ومن خلال التعاون مع منتجين متحمّسين للفكرة، خرج الفيلم إلى العلن، ناهيك عن صعوبة تصوير فيلم تدور أحداثُهُ في زمن "حظر التجول" العام 2013، وهو ما تطلّب ظروفاً خاصةً للتصوير، كأن تكون الشوارع خاليةً تماماً وقت ظهور الشخصيات فيها، خاصةً في أوقات مختلفة من الليل والنهار، حيث كان التصوير في مناطق مزدحمة، لافتاً إلى أنه أحياناً تم السيطرة على الشوارع ببناء أماكن خاصة للتصوير تتناسب وزمن المعالجة، التي وإن كانت قريبةً زمنياً فهي بعيدةٌ بصريّاً، علماً "أننا كنّا قد انتهينا من تصوير الفيلم قبل شهر من بداية فرض حظر التجول لأغراض الوقاية من جائحة كورونا في مصر.. ربما حينها كان خلو الشوارع سيفيدنا أكثر، ولكنها ترتيبات قدرية، ومن حسن الحظ أننا تمكَّنّا من تحقيق رؤية الفيلم كما ينبغي رغم العراقيل التي ذكرت".

إلهام شاهين

وكانت الممثلة المصرية القديرة إلهام شاهين، وفي تصريحاتٍ لوكالة أنباء "رويترز"، أشارت إلى أن الفيلم يناقش إحدى أبرز القضايا المسكوت عنها اجتماعيّاً ويخجل الناس من طرحها كما تخشى الأعمال الفنية طرحها بوضوح، ألا وهي "زنا المحارم"، أو ما يطلق عليه في دول أخرى "سِفاح القُربَى". 

وقالت بعد العرض العالمي الأول للفيلم في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي: لأول مرة نتكلم عن زنا المحارم، نتحدث بالطبع على استحياءٍ شديدٍ لأننا لا نستطيع جرح مشاعر الناس، لكن المهم أن الرسالة وصلت، هو من بين الموضوعات المسكوت عنها ونخجل من مناقشتها سواءً في الحياة العادية أو على الشاشة أو في الإعلام".

وأضافت: أعتقد أن فيلم "حظر تجوّل" سيفتح هذه الملفات، وسيثير مناقشات كثيرة، وكذلك سيُعيد التذكير بضرورة تغليظ العقوبات لمثل هذه الأنواع من الجرائم.. لا يسعى الفيلم وراء الفضائح، لكنه يتطلع إلى إيجاد حلول.. نهدف إلى إصلاح المجتمع والتعامل بجدّية مع مشاكلنا الواقعية.

وعن تأديَتِها دور الأم قالت إلهام شاهين: منذ قرأتُ السيناريو عرفتُ أن الدور جديد ومختلف، لأنني لم أجسِّد مثل هذه المشاعر من قبل على الشاشة، مضيفةً: بعد الانتهاء من قراءة السيناريو كاملاً، والتعرف على باقي الأبعاد والشخصيات والقضية التي يناقشها بمنتهى الجرأة تحمَّسْتُ للعمل جداً.

جدير بالذكر أن فيلم "حظر تجول" من تأليف وإخراج أمير رمسيس، وبطولة: إلهام شاهين، وأمينة خليل، وأحمد مجدي، وعارفة عبد الرسول، ومحمود الليثي، بمشاركة الفنان الفلسطيني كامل الباشا، كما يشهد الفيلم ظهوراً خاصاً للمخرج خيري بشارة، وللفنان أحمد حاتم.

وكان مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، أعلن منذ فترة التحضير لفعالياته المهمة، عن اختيار الفيلم الروائي المصري "حظر تجوّل" للمخرج أمير رمسيس للمشاركة في المسابقة الدولية بالدورة 42، وذلك في عرضِهِ الأول للجمهور المصري، وكانت تلك هي العودة الأولى لرمسيس للمشاركة في المهرجان منذ عرض فيلمه "آخر الدنيا" عبر مسابقة الأفلام العربية في العام 2005، علماً بأن رمسيس سبق وأن شارك في لجان تحكيم عدد كبير من مهرجانات السينما، ويعمل حالياً بمنصب المدير الفنّي لمهرجان الجونة السينمائي الدولي.

 

منصة الإستقلال الثقافية في

09.12.2020

 
 
 
 
 

يورى جاجارين.. أحلام الشاب الطائر!

طارق الشناوي

الزحام على مهرجان القاهرة فاق كل التوقعات، وهى ظاهرة قطعًا إيجابية وتصب لصالح الإدارة، تدعونا جميعا لكى نتوقف أمام هذا القدر من الجاذبية الذى حققته الأفلام والفعاليات التى شاهدناها فى السنوات الثلاث الأخيرة، والتى طبقا للأرقام الموثقة، أربعة أضعاف ما كان يحدث فى السنوات العشر الأخيرة.

مؤكد فى كل الدنيا يجب أن نترقب الأزمة، وأهم عوامل النجاح لأى مشروع يأتى من توقع حدوث الأزمة، يجب أن يملك صاحب المشروع القدرة على الإلمام بفن إدارة الأزمة، إذا فاته توقعها، مثلًا الإقبال على عدد من الأفلام كان يجب من البداية التحسب له بإقامة عروض خاصة للصحفيين والنقاد فى حفل الساعة العاشرة صباحا، تسبق عرض الفيلم مساء، وربما لم نر ذلك سوى فى فيلم (عنها)، وكان ينبغى أن يطبق فى أفلام عديدة أخرى مثل (غزة مونامور) أو (حظر تجول) أو (أوندين).. وغيرها.

تنبه المهرجان مثلًا قبل ندوة الكاتب الكبير وحيد حامد إلى أن المكان المعد مسبقًا لإقامة الندوة سيضيق بمن فيه، كما أن الزحام على الأبواب سيفسد التكريم.. جاء قرار رئيس المهرجان بنقله إلى المسرح المفتوح، الذى أقيم عليه حفل الافتتاح، لينزع فتيل قنبلة الكارثة قبل حدوثها، وكان قرارًا صائبًا لأن المسرح على اتساعه ضاق بعشاق ومريدى وحيد، والطوابير للذين لم يتمكن المسرح من استيعابهم أكثر من قدرة كل مسارح دار الأوبرا، وهكذا جاء تكريم وحيد حامد بهذا الحشد الجماهيرى الضخم، ومرت الأزمة بسلام، لأن هناك من تحسّب لها، حتى من لم يستطع الدخول، تفهم الموقف بأنه خارج عن إرادة الإدارة.

الإجراءات الاحترازية تطبق بدقة، ومن المؤكد أنها خصمت الكثير من المتعة.. وبات الزحام بدلًا من اعتباره ظاهرة إيجابية صرنا نتحسب له ونعمل له ألف حساب. من البديهى أن يحدث قدر من التوتر بين الجميع ونحن نتعامل مع عامل مؤثر سلبى جدا «الإقبال الجماهيرى»، إلا أنه بعد الجائحة صار هو العدو اللدود، لأنه التربة الصالحة لهذا الوباء، ومن الواضح أن كثرة عدد المصابين بعد مهرجان (الجونة)، رغم شراكة وزارة الصحة بأكثر من 100 من رجال الصحة الشرفاء، دفعت الدولة للتشدد أكثر وأكثر، حتى إن هناك من يتابع أثناء المشاهدة المسافة اللازمة بين المتفرجين ويتأكد من وضع الكمامة، وله الحق فى إيقاف العروض لو وجد مخالفة.

وسيبقى أيضا الحديث الذى كثيرا ما يتردد عن دعوات الافتتاح والختام، وبالطبع هناك أسماء مهم جدا تواجدها من كبار السينمائيين والفنانين، وهو ما نلاحظه مع أول دورة للمهرجان عام 76، أى قبل 44 عاما.. الشكوى من التجاهل، ولا أظنه متعمدا، ولكن الاحتجاج لن يتوقف لأن مصر بتاريخها العميق وبنجومها فى التمثيل والإخراج والتصوير والمونتاج والكتاب وغيرها تدفعنا إلى الفخر، متع الله الجميع بالصحة والعافية.

هذا العام أيضا فقدنا العديد من الكبار مثل محمود يسن وماجدة ونادية لطفى وشويكار ورجاء الجداوى ومحمود رضا والمخرج سمير سيف وحسن حسنى وجورج سيدهم وغيرهم ممن منحونا الكثير، ولا تزال الشاشات تنطق بإبداعهم وهم أحياء يرزقون فى وجداننا، وأعتقد أن إدارة المهرجان حريصة على أن تكرمهم فى حفل الختام، ووضعت ذلك مسبقا فى الحسبان.

ملحوظة: لا أعلن معلومات مؤكدة ولكن أتحدث عن توقعى. هذا العام ستجد لجنة التحكيم أنها فى مأزق بسبب كفاءة لجان الاختيار والبرمجة داخل المهرجان، مجموعة من الموهبين يقودهم حفظى، ويشاركهم فى الاختيار، وتطبق قواعد الديمقراطية بكل تفاصيلها، وتنجح فى برمجة كل هذا العدد الضخم من الأفلام المهمة، بينها الفيلم الرائع الذى شاهدته مساء أمس الأول (جاجارين).

الفيلم فرنسى الجنسية بينما جاجارين روسى، ولا أستبعد أو بالأحرى أعتقد جازمًا أنه لن يخرج خاوى الوفاض مساء الغد عند إعلان الجوائز.

يورى جاجارين رائد الفضاء اخترق حاجز الشيوعية (الاتحاد السوفيتى) سابقا، فهو لا يقيده مكان ولا توجه سياسى، ومنذ عام 61 عندما صعد بسفينته للفضاء حتى رحيله 68، وهو محل تقدير من العالم كله، والغريب أن من صعد للفضاء الخارجى بصاروخ يلقى حتفه وفى نفس الشهر مارس أيضا بعد 7 سنوات فى حادث طائرة هيلكوبتر.

الطيار الروسى الذى صار أيقونة، وزار العديد من دول العالم ومنها مصر، كما أن الكثير من مواليد عام 61 أطلقوا عليهم اسم يورى جاجارين، وهو اسمه كاملا، وهكذا يخترق الحب والتقدير كل (التابوهات).

الفيلم يقدم فى البداية مشهدا توثيقيا لرائد الفضاء الروسى وهو يضع حجر الأساس لهذا المنتجع الفرنسى الذى حمل اسم (جاجارين) كنوع من الاعتراف بإنجاز هذا الرجل، وكما جاء فى تعليق الفيلم أن الحزب الشيوعى عندما تولى الحكم فى فرنسا قرر دعوة جاجارين لوضع حجر الأساس للمبنى الضخم وأيضا للحديقة المجاورة له.

قطعًا فى تلك السنوات التى أعقبت الحرب العالمية الثانية وخاصة فى الستينيات، كانت الدول تتشدد فى الاعتراف بأى إنجاز، إلا إذا كان التوجه السياسى يحميه، لاشك أن بعض الشخصيات قفزت فوق هذا الحاجز، منها جاجارين.

ما الذى حدث لهذا المنتجع السكانى بعد مضى كل هذه السنوات نحو 60 عاما، ما الذى حدث للسكان وهم متعددو الهويات العرقية والسياسية واللونية ويتحدثون بأكثر من لغة بالإضافة للفرنسية؟!.. الفيلم إخراج مشترك فانى لياتارد وجيرمى تروله. الوثيقة فقط لزرع الحنين والزمن وليس لها أى علاقة بالفيلم سياسيا، التمسك بالمكان والفساد المستشرى وتعدد الدوافع واختلاف البشر، يحلم «يورى» بطل الفيلم بالتماهى مع رائد الفضاء، يزرع فى المبنى صوبا للخضراوات تتماثل مع يمكن أن يجرى فى الفضاء.

التماهى والحلم الذى يعيشه يورى هو معادل موضوعى لكل أحلامنا المجهضة التى عشناها ولانزال مهما اختلف الزمان والمكان، مات جاجارين فى حادث طائرة بينما مات يورى جاجارين وهو يرى أحلامه تتحطم بسبب اغتيال أحلامه.. ولم تنته بعد أحلام «جاجارين»!.

tarekelshinnawi@yahoo.com

 

المصري اليوم في

09.12.2020

 
 
 
 
 

وحيد حامد: أخلصت للكلمة.. وكل قرش دخل «جيبى» من قلمى

كتبت - بوسى عبدالجواد:

بِعت نفسى للناس.. وتحديت الرقابة لظهور أعمالى بالشكل الذى يرضينى

وسط تصفيق النجوم والمشاهير والجمهور العاشق للسينما، وطلاب معهد السينما الذين حرصوا على حضور تكريم الكاتب والسيناريست الكبير وحيد حامد، الذى نال جائزة الهرم الذهبى من مهرجان القاهرة السينمائى بدورته الـ42، بدار الأوبرا المصرية، وهى الجلسة التى أدارها الناقد الفنى طارق الشناوى، صعد الأستاذ خشبة المسرح بمصاحبة نجله المخرج مروان حامد، الذى اضطر للوقوف بضع دقائق حتى ينتهى تصفيق الجمهور الذى وقف له تقديرا لمسيرته الفنية التى شكلت وجدان الكبار والصغار.

بداية أعرب الكاتب والسيناريست الكبير وحيد حامد عن سعادته بالحب والدعم الذى وجده من الجميع خلال تكريمه بمهرجان القاهرة السينمائى الدولى قائلا: «انتم ادتونى عمر جديد واستمرارية ماكنتش متوقعها».

وأضاف خلال ندوته: كنت شديد الإخلاص للكلمة التى أكتبها مفيش كلمة كتبتها إلا وأنا حاطط فى ذهنى الناس اللى عايش وسطهم وده اترد لى فى الآخر الحب اللى أنا شايفه.

وأكد حامد أنه لم يسع طوال مشواره الفنى للشهرة أو المناصب ولكنه اعتمد على نفسه وقلمه. قائلا: أنا كل قرش دخل جيبى من قلمى، ولم أتكسب أى شيء على الإطلاق، الألم بجهد حقيقى، وماكنتش مستنى حاجة من حد، لا عطية ولا منصب، وأنا بِعت نفسى للناس، وعشت وسطهم».

وتحدث حامد عن الكتاب الحاليين، وقال: أنصحهم فى التعامل مع الرقابة بالتحايل عليها، فقد كنت أتجاوز لأنى عارف أنى هتخانق مع الرقابة، وقال: كنت أتجاوز لأنى عارف

أنى هتخانق مع الرقابة فكنت أحط مشهد فى السيناريو مالوش لازمة واحد بيمسك ايد واحدة أو يقبلها وأتخانق عليه يهتموا بالحاجة الفاضية دى. وبالتالى يشعرون أنهم استسلم لهم فيتم حذف المشاهد التى لا أهمية لها وترك المشاهد المهمة.

ونوه حامد إلى فترة عمله بالتليفزيون، وأكد سعادته بالعمل مع أجيال مختلفة منهم إسماعيل عبدالحافظ، ثم مرحلة المخرج محمد ياسين.

وتحدث الأستاذ عن علاقته بزوجته الإعلامية زينب سويدان، بأنها الوتد فى حياته، وعندما اعترض أن نجله المخرج مروان حامد يقوم بتنفيذ أول أفلامه من قصة الاديب الكبير يوسف إدريس، لأنه كان خائفا عليه فشجعته زوجته قائلة: «عليك حراسة هيبقوا اتنين».

 وتمنى حامد أن يكون متواجدا معه فى التكريم كل من عمل معهم مثل الراحل أحمد زكى، ونور الشريف، ومحمود عبدالعزيز، والمخرج سمير سيف، والكاتب رأفت الميهى، والكاتب محسن زايد وغيرهم.

وتطرق حامد عن الجيل الجديد من السينمائيين قائلا: هناك حالة من الاستسهال، من حيثُ الثقافة العامة، فقد بات معظمهم يعتمد على الفيسبوك والانترنت. مؤكدا أن ثقافة الفيسبوك السطحية الجهورية قائمة على الشو وهى التى سوف تتسبب فى تدمير الأجيال الحالية والمتعاقبة. متمنيا أن يستمد الجيل الحالى ثقافته من الكتب والقراءة مثلما كان يحدث فى السابق.

وحرص عدد من نجوم الفن على توجيه كلمة خاصة له، تأتى على رأس المقدمة النجمة الكبيرة يسرا، التى نالت حصة الأسد من رصيد أفلامه، على توجيه كلمة شكر وعرفان للكاتب وحيد حامد قائلة: إننى شرفت وحطيت تاج كبير على رأسى، وكبرت كفنانة وإنسانة بعملى مع الكاتب الكبير وحيد حامد.

وتابعت: «اشتغلت معاك أهم أفلام فى تاريخ السينما المصرية، وأنت مش حتة بس من عمرى ولا من قلبى انت حتة من عمر الفن الأصيل، انت حتة من مصر الجميلة، ربنا يحفظك لينا ويحفظك لمصر لأنك انت أصدق واحد بيحب مصر».

«قيمتك كبيرة مش بس لأنك أثقلت كل الفنانين اللى اشتغلوا معاك، لكنك أثقلت المجتمع وأفدته».. بهذه الكلمات تحدثت الفنانة ليلى علوى، خلال الندوة المقامة لتكريم الكاتب الكبير وحيد حامد، ضمن فعاليات مهرجان القاهرة السينمائى الدولى.

وأضافت: أعمالك أفادت المجتمع وحببته فى حياته ومستقبله وأحلامه ربنا يباركلك ويديك الصحة لو حد بيسألنى أتمنى إيه فى 2021.. أشوف عمل سينمائى لأستاذ وحيد.

وقالت النجمة الهام شاهين، إنها سعيدة بالعمل مع السيناريست وحيد حامد، وفخورة أنها تواجدت معه فى فيلمى البريء والهلفوت.

وأكدت إلهام أن وحيد غيّر قواعد السينما من شدة نجاح أفلامه، ونوهت بأنه كان السبب فى فتح عروض أخرى للأفلام من شدة الإقبال عليها، وأوضحت أن أول جائزة حصلت عليها كانت من فيلم الهلفوت لوحيد حامد.

وحرص السيناريست تامر حبيب، تلميذ وحيد حامد على توجيه كلمة للأستاذ وحيد حامد، ملخصا شعوره تجاهه فى كلمة واحدة «اللى ملوش كبير يشتري له كبير وأنا كبيرى وحيد حامد».

وحضر الندوة لفيف النجوم على رأسهم السيناريست محمد حفظى، رئيس مهرجان القاهرة السينمائى، ويسرا، أشرف عبدالباقى، ليلى علوى، الهام شاهين، بسنت شوقى، جميلة عوض، الإعلامية منى الشاذلى، المخرج محمد العدل، السيناريست تامر حبيب، وصبرى فواز، وخالد عبدالجليل مستشار وزيرة الثقافة.

 

####

 

أمير المصري ينافس أنتوني هوبكنز على جائرة أفضل ممثل في BIFA

كتبت - لمياء نبيل

اختارت منظمة جوائز السينما المستقلة البريطانية "BIFA" النجم أمير المصري في القائمة القصيرة لجائزة أفضل ممثل عن فيلم Limbo، وذلك بعد الأداء الاستثنائي الذي قدمه في الفيلم، ليتنافس على الجائزة مع النجم المخضرم أنتوني هوبكنز، والنجوم كوزمو جارفيس، سوبيه دريسيو، ريز أحمد، النجاح الذي لاقاه الفيلم دفعه للمشاركة العديد من المهرجانات السينمائية الدولية مثل مهرجان كان السينمائي، مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، بجانب حصوله على جائزة لجنة تحكيم الشباب من مهرجان سان سباستيان السينمائي.

ويتزامين ذلك مع العرض العربي الأول لفيلم LIMBO في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي اليوم الساعة 6 مساء في المسرح الكبير حيث ينافس في المسابقة الدولية بالمهرجان.

ويعتبر ذلك الترشيح امتدادًا لسطوع موهبة النجم بالمملكة المتحدة والشرق والأوسط، حيث اختارته مؤخرًا قائمة بافتا "الأكاديمية البريطانية لفنون السينما والتليفزيون" ضمن أفضل المواهب الصاعدة لعام 2020، ليصبح أمير المصري أول نجم من أصول مصرية ينضم إلى هذه القائمة بعد رصيد حافل من الأعمال الأجنبية، حيث قدّم 24 عمل أجنبي، منذ عام 2013.

وقد حاز فيلم Limbo على العديد من الإشادات النقدية، حيث كتبت مجلة Varitey: "لقد آمن المخرج شارلوك بقدرات النجم البريطاني المصري أمير المصري، الذي تمكّن من نقل طبقات من الصدمة القابعة خلف شخصيته، ليخرج بفيلم متوازن ما بين المرح والغضب بفضل الأدا التمثيلي القوي"، وكتبت مجلة Hollywood Reporter "قدم النجم أمير المصري، الموهبة البريطانية المصرية الصاعدة، أداءً عاطفيًا هادئًا في شخصية عمر بفيلم Limbo"، وكتبت The Guardian "الأكثر دراماتيكية في الفيلم هو أداء شخصية عمر، فقد تمكّن أمير المصري من نقل مشاعر الخوف والتردد من العزف على العود في ظل تلك الأزمات".

 

وتدور أحداث فيلم Limbo حول شخصية عمر، شاب موسيقى وله مستقبل واعد، يبتعد عن أسرته السورية إلى جزيرة إسكتلندية في انتظار نتيجة طلب اللجوء، الفيلم يكشف كيف هو مؤثر تعدد الثقافات من خلال معاناة الأمل لأحد اللاجئين.

أمير المصري هو ممثل مصري بريطاني، حصل على العديد من الجوائز وتعاون مع أكبر نجوم السينما العالمية مثل توم هيدلستون، هيو لوري، أوليفيا كولمان ووودي هارلسون، وُلد في القاهرة ونشأ في لندن، قدّم في مصر فيملين حققا نجاحًا باهرًا وهما رمضان مبروك أبو العلمين حمودة والثلاثة يشتغلونها

أكمل دراسته في لندن ليتخرّج من أكاديمية LAMDA، ويبدأ مشواره الفني بأعمال مثل Rosewater (2014)، وبعدها حصل فرصة البطولة في عدة أعمال لثبت نفسه أمام الجمهور والنقاد كموهبة بريطانية ناشئة.

في عام 2016، انفجرت موهبته التمثيلية في مسلسل The Night Manager، حيث تعاون مع النجوم الذين ذكرناهم سلفًا، وفي 2017 تعاون مع النجم وودي هارلسون في فيلمه الأميركي Lost in London، وفي نفس العام قدم مسلسل The State المرشح لجائزة البافتا كـأفضل مسلسل قصير، وبشخصية إبراهيم شارك في المسلسل التليفزيونيTom Clancy's Jack Ryan المُرشّح لـ 3 جوائز إيمز برايم تايم، ثم مسلسل Informer المُرشح لجائزة البافتا كـأفضل مسلسل درامي.

ومن أبرز أعماله بطولته لفيلم المحارب العربي، وهو أول فيلم روائي طويل إنتاج أميركي سعودي، وتعتبر مشاركته في فيلم Star Wars: Episode IX - The Rise of Skywalker أحد أبرز خطواته السينمائية، ويُعرض له حاليًا مسلسل Industry على منصة HBO، وينافس حاليًا بفيلمه Limbo في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، بعد عرضه بـمهرجان كان السينمائي، وحصوله على جائزة لجنة تحكيم الشباب من مهرجان سان سباستيان.

 

الوفد المصرية في

09.12.2020

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004