ملفات خاصة

 
 
 

فيلليني يطل في مهرجان القاهرة احتفاء بمئويته ويذكّر بحب السينما

4 أفلام للمخرج الإيطالي الساحر الذي بنى عالماً يتجدد باستمرار

هوفيك حبشيان

القاهرة السينمائي الدولي

الدورة الثانية والأربعون

   
 
 
 
 
 
 

واحدة من أجمل لحظات افتتاح الدورة الـ 42 من مهرجان القاهرة السينمائي تجسّدت في الشريط الذي عُرض على سبيل الاحتفاء بالمخرج الإيطالي فيديريكو فيلليني (1920 - 1993). الشريط الذي جمع مَشاهد من أفلام المعلّم سمّرنا إلى كراسينا، ذكّرنا لماذا نحب السينما، لماذا نحن هنا مجدداً في أسوأ الظروف الصحية، ولماذا يجب العودة إلى الصالات. فيلليني هو السينما في أبهى تجلياتها، والشريط الذي أعده المهرجان للاحتفاء بمئويته، مع الموسيقى التي صدحت عالياً في الخلفية، كان كفيلاً في جعلنا نعي كم الشاشة تفتقد لفنّان مثل فيلليني. إحساس عبّر عنه المخرج يسري نصرالله جيداً عندما قال بما معناه إن صاحب "ثمانية ونصف" هو حلم كلّ سينمائي وكابوسه في آن معاً، إذ يخاف تقليده، وهو في أي حال عصيّ عليهم.

أربعة أفلام تُعرض لفيلليني في القاهرة وهي مناسبة للعودة إلى مسيرة هذا العملاق الذي لم يتكرر في تاريخ السينما الإيطالية في العقود الثلاثة الأخيرة. 27 سنة مرت منذ رحيله المبكر نسبياً، ولا يزال حضوره المتوهج عالقاً في البال. فهو، على غرار هيتشكوك، يُعتبر المخرج الذي برز باعتباره "النجم الأوحد" في أفلامه، حدّ أن هذه النجومية ذهبت به أحياناً إلى سحب البساط من تحت أقدام ممثّليه، ليصبح بطل أفلام فيلليني هو فيلليني نفسه!

حياته المهنية بدأها فيلليني رساماً على الطلب وانتهى به الأمر في تلك المرحلة "كاريكاتيريست" لنجوم الأفلام في سينما فولغور في مسقطه ريميني، من تلك الكاريكاتيرات التي تُعلَّق عادةً في واجهات الصالات. هكذا كان احتكاكه الأول بالسينما. هناك شاهد كوميدياته الأولى، من باستر كيتون إلى لوريل وهاردي فالإخوة ماركس، وكل المجموعة التي كانت الفاشية تسمح بها لخلوها من الخطاب السياسي. كان والداه يريدانه محامياً، طبيباً أو كاهناً، لكن فيلليني حلم بالصحافة، متأثراً بصورة الصحافي في الأفلام الأميركية الذي كان يروق له أسلوبه الـ"مدفوشة إلى الخلف" في اعتمار القبّعة.

الساحر الحنون

فيلليني ساحر كثير الحنان، لكنه "ساحر كذّاب" أولاً، كما كان يحلو له التعريف عن نفسه. من خلال أفلام اقتربت من السيرة الذاتية، مباشرة ومواربة، منح الانطباع بأنه يستعيد ذكرياته، لكن كل ما فعله هو اختراع تلك الذكريات التي نسبها إلى عالم أوسع من ذلك الذي جاء منه. فالبقعة الجغرافية التي ولد فيها وترعرع (ريميني، الساحل الشرقي لإيطاليا، في عشرينيات القرن الماضي وثلاثينياته) على ارتباطه العضوي بها وعشقه لها، لم تتسع له ولأحلامه. عبر جعلِ الذكريات المرتبطة بالعالم أجمع، ذكرياتِه هو، سكن العالم في أفلامه، حيث الحلم الذي لطالما شكّل مصدر الهام (مصدر الإلهام عنده عالم غنيّ في ذاته). وما أفلامه سوى تذكير مستمر بأن الحلم هو وطن الإنسان الأهم، يعيش فيه ريثما يتحقق. "طفولتي، آمالي، نوستالجيتي، أحلامي، كلها اخترعتها تقريباً، فقط لأنال متعة التمكن من روايتها"، اعترف فيلليني بلا حرج ذات مرة قبل رحيله. 

أحدٌ لم يستطع تحديد ذلك العالم الغرائبي الباروكي وتقليده الذي يُسمّى اليوم "عالم فيلليني". السرّ ربما في رؤيته للأشياء تقوم على اعتبار الفنّ محاولة لاختراع النظام انطلاقاً من الفوضى، فوضى العالم والمشاعر. لكن حتى هذا النظام كان عند فيلليني، في لحظة انتقاله إلى الشاشة، هباء بهباء، وهماً بوهم... وفي هذا الأخير تحديداً وجد العش الدافئ لسينماه المترجحة دائماً بين الخيال والواقع، طمعاً ببلوغ حقيقة فيللينية ما.

من طفولته، لا يكشف فيلليني الكثير، مكتفياً بالقول إنه يعيد تركيب أجزاء منها متى يشاء، ولا شك في أنه كان جاداً حين أصرّ على أن الفيلليني الذي هو عليه ولد في الثانية والعشرين، وقبل ذلك لم "يكن شيئاً سوى حياة طويلة من الحضانة". بلوغ العمر ذاك، كان مفصلاً بالنسبة إليه، ففيه التقى جولييتا ماسينا فاقترن بها طوال خمسين عاماً وإلى اليوم الأخير من حياته حين حمله المرض إلى سرير الموت في أحد مستشفيات أومبرتو. هي قبالة الكاميرا وهو خلفها، شكّلا واحداً من أشهر الـ"كوبلات" في السينما.

كان والدا فيلليني من البورجوازيين المثقفين واستطاعا أن يؤمّنا لابنهما يسر العيش بعيداً من حياة الشارع التي كانت تفضي في تلك المرحلة إلى كلّ أنواع الجنوح والتيه والخطايا. في سنوات اليفاع تلك، ثلاثة أشياء اقتحمت لاوعيه: الحياة العذبة في الريف، الكنيسة الكاثوليكية والفاشية. وتصديقاً لكلام فرنسوا تروفو "كلّ شيء يأتي من الطفولة"، فالتصدي واضح في عمله لبنيات اجتماعية جامدة كانت تطلب من الفتى الذي كانه آنذاك طاعة عمياء، وتنظّم حياته العملية والروحية وفق طقوس وأحكام مسبقة.

هذا الذي كان يعتبر نفسه إنتاج لقاء بين ثقافة الحوض المتوسط والثقافة الغربية، روى للناقد الإيطالي جيوفاني غراتزيني فصلاً من صباه، حين كان لا يزال تلميذاً في مدرسة سان فنسان للراهبات: "لا يمكنني القول كمّ كان عمر الراهبة السمينة. أذكر فقط أنها كانت تحضنني، تعصرني، تحفّ جسدها بي، تفوح منها رائحة قشارات البطاطا، نتانة مرق الخضر، وذاك الطيب النموذجي الذي تحمله ملابس الراهبات. ذات يوم، فيما كانت تحتضنني قوياً جداً مثل بينوكيو صغير في جسدها القوي والحار، شعرتُ برغبة، بدغدغة في طرف الأنف لم أستطع تفسيرها، بيد أنها كانت عنيفة حتى كاد يغمى عليّ. أعتقد أنها كانت إثارتي الجنسية الأولى، لأنني ما برحتُ إلى اليوم أملك قليلاً من الضعف حيال رائحة قشارات البطاطا".

أشكال متكورة

أغلب الظن أن شهيته للأشكال النسائية المكوّرة التي نصادفها (أهي فعلاً مصادفة؟) في كلّ أفلامه، متأتية من هذه المداعبة الأولى التي ظلت تلازمه طوال حياته. أما سبب إيثاره أنواع البشر المضحكين فناشئ من كونه كان يلتقيهم لدى جدته خلال أيام العطل المدرسية، وصاروا في ما بعد أشكاله المفضّلة إلى حين تحوّلهم كائنات "فيللينية" تطل برأسها، سواء دعت الحاجة إليها أم لا. فيلليني ذو الشخصية الصلبة والمندفعة، كان واحداً من الذين عرفوا كيف يوظفون مخيلتهم الطافحة لنقل بيئة كاملة إلى الشاشة، مستنبطاً التضادات التي يقوم عليها المجتمع. أجادَ كما لا أحد من قبله تضخيم الأشكال والأفعال، وهذا أيضاً نجده في امتدادات طفولته، في زمن لقائه الأول بالسيرك الذي أشبع لاحقاً جوهر أحلامه. شعر فيديريكو الصغير بصدى مثير، نبوئي وحدسي، حين وضع قدميه للمرة الأولى في الجوف العملاق، النابض، الرطب والهادئ، لخيمة سيرك "بيارينو". شعر كما لو أنه في بيته في ذاك الفراغ المسحور.

فيلليني من الأوائل الذين تطرقوا إلى فيلم السيرة (وإن مفتعلاً أو تكاذباً) مع "فيتيللوني" (1953) الذي وضع فيه كلّ ما كان سيصنع روحيته في السنوات اللاحقة: مقاربة مملوءة بالحنين إلى ماض يتسرب بين الأصابع فيما الحاضر يبقى ماثلاً في ذكرياته المرة/ العذبة، اصطدام البيئة بالسلطة الحاكمة، إلخ.. صوّر فيلليني مجموعات شبابية تمضي وقتها في فعل لا شيء.

طوال حياته، كره فيلليني السياسة وما يرتبط بها. عندما سأله جيوفاني غراتزيني "كيف في مقدورك النأي عن السياسة والاهتمام بها؟”، كان رده صريحاً: "لستُ فرداً سياسياً، ولم أكن يوماً. السياسة والرياضة تسببان لي حالة من الفتور واللامبالاة. الأصدقاء، المجتمع الراهن، الفقر الأخلاقي، من المفترض أن يحرضوني على تبني مواقف إيديولوجية حاسمة. لكن، عندما يعني ذلك الدعوة إلى الفعل، النشاط العملي، الانضمام إلى التجمعات والمشاركة في المناقشات والمسيرات والمجابهات وإصدار البيانات، فإن الانخراط في ذلك العالم المنظّم والمنضبط، بما يحتويه من مجادلات ومناظرات واجتماعات، يعيدني ثانية إلى المنطقة المحايدة. ربما هو فعل طفولي غير مسؤول، لكنني مع ذلك أحتفي بهروبي من الخطر عن طريق الاستغراق الكلي في الشيء الوحيد الذي يثير اهتمامي: تحقيق الأفلام".

 

الـ The Independent  في

09.12.2020

 
 
 
 
 

ماجدة موريس تكتب :

جاجارين كان هنا

وقفت الجموع التي جاءت من كل مكان وعيونها تتجه ناحية المبني السكني العملاق، بل المجمع الذي احتل هذه المنطقة من العاصمة، باريس، والذي شهد حيوات كل هؤلاء الناس الواقفين الآن ليشهدوا نهايته بعدما قررت السلطات هدمه، وفجأة، تتذكر «يارا» «حسام» أن «يوري» غير موجود، وأنه قد يكون بداخل المجمع الذي سوف يهدم، وفورا يخرج الاثنان من بين المحتشدين جريا الي الداخل، والي تضاريس المكان حيث شقة يوري التي رفض تركها، حتي مع رحيل أمه الي سكن جديد، وظل وحده لا يفارقه حلمه القديم، والمتجدد، بأن يبقي في حوزة «جاجارين» وحلمه بأن يذهب للفضاء يوما مثله، وهو الذي سمي علي اسمه وعاش حياته يحلم به، ويخترق الشاب والفتاة المكان المحاصر بسلطات الأمن، وتقودهم معرفتهم به إلى شقة يوري فلا يجدانه وانما يكتشفان وجوده مقيدا بمعدات وأجهزة وبذلة تشبه ما يرتديه رواد الفضاء وملقيا، منهك القوي، علي البناية بعد أن تمكن من الصعود، وتتعالي صرخاتهما فرحا، ويتسابق الكثيرون من المحتشدين في الشارع للصعود لرؤية الشاب الجميل الذي كان أخلصهم للمكان الذي أواهم واحتوى حياتهم بكل ما فيها، وفِي لقطات مذهلة، وموجعة، تأتي الأوامر لهم بالابتعاد، لنري علي الشاشة عملية هدم ونسف المجمع، الذي كان، ومعه ذكريات مرحلة تاريخية مرت بها فرنسا سياسيا في علاقتها بروسيا التي كانت أول من اطلق رائدًا للفضاء وهو«يوري جاجارين» في ستينيات القرن الماضي، وتكريما له أطلقت الحكومة الفرنسية وقتها اسمه علي مشروع سكني جديد لمن لا يقدرون علي أسعار المساكن، وجاء «جاجارين» بنفسه ووضع حجر الأساس في احتفال كبير عام 1963 كما في المشهد الأول لهذا الفيلم الرائع الذي عرض مساء الاثنين ضمن أفلام المسابقة الرسمية لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الثانية والأربعين، والتي تنتهي مساء الغد، وأهمية هذا الفيلم هنا في جمعه مابين الواقع والخيال، وبين قضية بدأت من التوافق السياسي، وتطورت لتمس حياة البشر الاجتماعية إلي ان تعود السياسة لتفسد هذه الحياة او تحاول قطعها وهو ما حدث مع سكان مشروع «جاجارين»، الذين عاشوا علي هذه الذكري، «وهذا هو الجزء الواقعي في الفيلم، ومعه قرار الإزالة بعدما رأي المختصون ان المجمع لم يعد صالحا للحياة وقرروا هدمه»، أما ما قدمه الفيلم من خلال المخرجان «فاني لياتار» و«چيرمي ترول» فهو البحث عن الناس في هذه القصة، وماذا فعلوا، وكيف تأثروا بالسكن في مشروع باسم أشهر نجوم العالم وقتها، وكيف سمي أحدهم ابنه علي اسمه وكبر الطفل ليحلم بأن يصبح بطلا، وبأن يخدم من حوله وأن يتحول لأيقونة محبة وتعايش. أن ابطال هذا الفيلم غير الفكرة التي طورها مخرجاها من فيلم تسجيلي قصير عام 2014 الي فيلم روائي طويل بعد سبع سنوات هم الممثلون الشباب الذين عبر من خلالهم المخرجان عن مرحلة من التعايش جمعت بين كل ألوان وخلفيات البشر في هذا المجمع السكني، وقربت بينهم، حتي بعد التباعد وقرار الهدم «ومن هنا جاءت أهمية هذا الفيلم الذي شارك في كتابته مع مخرجيه «بنجامين شيربت» واستطاع مصوره «ڤيكتور سيجين» ان يقدم صورة حية نابضة بكل المعاني علي المستويين العام والخاص، وأيضا «دانيال دايمون» المونتير الذي اجاب عن أسئلتنا كمشاهدين بمرونة فائقة وهو ما رفع درجة التفاعل مع الفيلم وأبطاله «الذين لا نعرفهم وليسوا من أهل الشهرة» الي أقصي درجة، وبدا الإعجاب الكبير به موازيا للتصفيق وحضور الندوة لسماع المخرجين واكتشاف المزيد من التفاصيل عنه أنه فيلم عن قضية عامة، لكن الانسان هو هدفه الأساسي وهذا ما استطاع مخرجاه التعبير عنه وبجدارة.

 

الأهالي المصرية في

09.12.2020

 
 
 
 
 

أمير المصري: قدّمت في فيلم "التيه" صورة مغايرة للاجئين العرب في السينما الغربية

إنجي سمير

الممثل أمير المصري قدم نفسه بقوة في أعمال غربية ضخمة خلال السبع سنوات الماضية متعاونا مع أكبر نجوم السينما العالمية.

يشارك الفنان أمير المصري في فعاليات الدورة الـ42 لمهرجان القاهرة السينمائي، لكنّ حضوره هذه المرة يأتي عن دوره في الفيلم البريطاني “التيه” الذي ينافس ضمن برنامج المسابقة الدولية، ويسلّط الضوء على قصة حقيقية صادفها بن شاروك، مؤلف العمل ومخرجه، تخصّ أحد اللاجئين السوريين الذي ابتعد عن أسرته إلى جزيرة أسكتلندية نائية، في انتظار نتيجة طلب اللجوء لتحقيق حلمه نحو احتراف الموسيقى.

القاهرةابتعد الفنان المصري – البريطاني أمير المصري عن السينما العربية منذ أن شارك ببطولة فيلم “الثلاثة يشتغلونها” مع الفنانة ياسمين عبدالعزيز في العام 2010 ليشقّ طريقه نحو العالمية، وحضر بقوة في أعمال ضخمة خلال السبع سنوات الماضية، وقدّم نفسه إلى الجمهور الأميركي من خلال فيلم “المحارب العربي”، وهو أول فيلم روائي طويل من إنتاج أميركي – سعودي.

وقال المصري في حواره مع “العرب”، إنه تردّد في قبول تجسيد قصة اللاجئين في الفيلم البريطاني “التيه” الذي ينافس ضمن برنامج المسابقة الدولية لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الثانية والأربعين، لأن هناك نظرة أوروبية تركّز على دور الشباب بالمجتمعات الغربية في إنقاذ المهاجرين من الدول العربية، من دون الغوص في تفاصيل آلام هؤلاء المضطرين للهجرة من بلدانهم، وأن الكثير من الأفلام حاولت اللعب على وتر أن هؤلاء يعيشون حياة طبيعية في بلدان اللجوء وهو أمر يتنافى مع الواقع.

ولفت إلى أن مدير أعماله أقنعه بالعمل في الفيلم، إلى جانب مخرجه بن شاروك والذي أولى اهتماما بمشاعر المواطنين الذين أُجبروا على ترك أوطانهم الأصلية، ووجد أنه أمام قصة تجعل المشاهد يضحك ويبكي في الوقت ذاته، كما أن الاهتمام بتفاصيل الحياة اليومية لهؤلاء المهاجرين دفعه لأن يقدّم شخصية عمر الذي ارتبط ببلده الجميل، بالرغم من اتخاذه قرار الهجرة ليظل حاضرا في جميع قراراته المستقبلية.

أمير المصري: نتفليكس ستعرض لي قريبا أولى بطولاتي المطلقة في عمل أجنبي

مشاعر متضاربة

استطاع أمير المصري أن يقنع مخرج العمل الذي بحث عن تقديم ممثل لديه موهبة وإدراك بطبيعة اللاجئين وما يتأثرّون به من مشاعر متضاربة بعد مغادرة بلدانهم، قائلا “بحث المخرج بن شاروك عن وجه يتناسب مع الشخصية ومنذ بداية الأمر كان تركيزه على اختيار شخص موهوب، وليس نجما كبيرا كي تكون لديه الرغبة في تقديم أفضل ما بداخله”.

وقدّم الفنان المصري – البريطاني شخصية عمر، وهو شاب سوري الجنسية عالق في جزيرة اسكتلندية نائية، يحب العزف مثلما يحب سوريا، وينتظر مصير طلب اللجوء الذي يحيل بينه وبين مستقبل شاق وماض معقد وثقيل، ويكشف خبايا نفسية وتفاصيل شخصية أصعب بكثير من البحث عن المأكل والمشرب، ليخرج المشاهد في النهاية بصورة ذهنية متكاملة حول احتياجات ورغبات اللاجئين في غربتهم.

وشارك فيلم Limbo أو “التيه” لأول مرة في مهرجان تورنتو، وعدّ أحد أبرز الاختيارات الرسمية لمهرجان كان السينمائي، كما حاز أيضا على جائزة لجنة تحكيم الشباب من مهرجان سان سباستيان السينمائي الدولي.

ويعتبر أمير المصري أن تجسيد شخصية عمر من أصعب الأدوار التي قدّمها منذ بدايته الفنية، واستغرق منه تحضيرا لمدة شهرين، بسبب تعلم اللهجة السورية وإتقانها، إلى جانب خوض تدريبات خاصة للعزف بالعود مع الموسيقار العراقي خيام علامي أسبوعيا، إضافة إلى الجو البارد في الجزيرة النائية، مشدّدا على أن حبه للدور ساعده على تخطي الكثير من الصعوبات التي واجهته خلال التحضير للفيلم أو على مدار فترة التصوير.

وتابع “كنت أبحث عن الوصول إلى نفس الشعور الذي يمتلك اللاجئين، ولديّ يقين بأنني مهما تعايشت مع نفس الظروف المحيطة بهم لن أستطيع الوصول إلى نفس شعورهم الحقيقي نحو ما يحدث حولهم، وعقدت جلسات عمل مطولة مع بعض اللاجئين مرة كل أسبوع، وكانت أهم من أي مرجع، خاصة وأن مصريتي وعروبتي منحتاهم المزيد من الثقة في التحدّث معي بصراحة”.

ولم تنحصر الصعوبات التي واجهت الممثل المصري في التحضير للشخصية فقط، فقد أشار إلى أن اختيار أماكن التصوير في إحدى الجزر النائية في اسكتلندا والتي لا توجد بها إنترنت أو شبكة محمول، جعله يمرّ بتجربة فريدة من نوعها، إذ أنه تواجد لفترات طويلة في جزيرة على بعد 40 كم ولا يتجاوز تعداد سكانها الخمسة آلاف نسمة، ليصبح أول فيلم روائي طويل يتم تصويره في هذه الجزيرة التي كان الوصول لها صعبا.

طريق اللجوء يستدعي الصمت والانصياع للأوامر

خطوات فنية ثابتة

كشف المصري عن تفاصيل وصوله إلى الجزيرة النائية، قائلا “لم يتمكّن فريق العمل من الانتقال دفعة واحدة إلى الجزيرة بسبب صغر حجم الطائرات، كما لم تكن فكرة السفن والعبارات جيدة بسبب ارتفاع منسوب المياه، وعندما انتقلنا من لندن لم تتمكن الطائرة من الهبوط بسبب سوء الأحوال الجوية، وظلت عالقة في الجو إلى أن عادت إلى مدينة غلاسكو الاسكتلندية، واستغرق الأمر 24 ساعة للوصول إلى الجزيرة، وظل حوالي ثمانين شخصا من فريق العمل تحت الأمطار والبرد لمدة ثماني ساعات متواصلة، إلى أن طلب منهم سكان الجزيرة التصوير داخل منازلهم”.

وحظي أداء أمير المصري في الفيلم بإشادات عديدة من نقاد عرب وأجانب واعتبروا أنه نقل طبقات من الصدمة القابعة خلف شخصيته عمر، ليخرج الفيلم متوازنا بين المرح والغضب بفضل الأداء التمثيلي القوي والحضور العاطفي الهادئ الذي عبّر من خلاله عن مشاعر الكثير من الشباب العرب الذين يكتوون بنيران السياسة والحروب.

ودفع نجاح الفنان الشاب أكاديمية “بافتا” البريطانية لفنون السينما والتلفزيون لترشيحه عن قائمة الجيل الجديد للمواهب الصاعدة للعام 2020، ليصبح أول نجم من أصول مصرية ينضم إلى هذه القائمة بعد رصيد حافل من الأعمال الأجنبية.

وولد أمير المصري في القاهرة، لكنه نشأ وتربى في لندن، وأكمل دراسته هناك وتخرّج في أكاديمية لمدا، وحصل على العديد من الجوائز خلال مشواره الفني القصير، وتعاون مع أكبر نجوم السينما العالمية، مثل توم هيدلستون وهيو لوري وأوليفيا كولمان ووودي هارلسون، وقدّم في مصر فيلمين حقّقا نجاحا جماهيريا، وهما “رمضان مبروك أبوالعلمين حمودة” مع الفنان محمد هنيدي، و”الثلاثة يشتغلونها” بطولة ياسمين عبدالعزيز.

الفيلم يروي قصة شاب سوري الجنسية عالق في جزيرة اسكتلندية نائية، ينتظر مصير طلب اللجوء كي يحيا بكرامة

وبالرغم من معاناة العديد من النجوم العرب من العنصرية في اختيار نجوم الأعمال الأميركية والبريطانية، إلا أن أمير المصري ذهب إلى عكس ذلك، مشدّدا على “أن العنصرية لا تظهر أمامنا بوضوح، لكنها تقبع خلف رؤى المخرجين والمؤلفين خلال العمل، فهم يريدون ممثلين يتطابقون معهم في كل شيء، بجانب أن بعض وسائل الإعلام الأجنبية تشوّه صورة الممثلين العرب، ويجد البعض صعوبات جمة في الوصول إلى التجانس المطلوب، ما يتطلب خلق وسائل تواصل دائم مع القائمين على السينما العالمية، ولا أعتقد أن العنصرية يمكن أن تؤخّر نجوميتي”.

وأوضح في حواره مع “العرب” أنه وجد صعوبة في الحصول على الأدوار العالمية مع بداية مشواره الفني حتى أثبت موهبته وأضحت هناك ثقة متبادلة بينه وبين بعض المخرجين والمؤلفين، وأنه يُحضر أولى بطولاته المطلقة في مسلسل أجنبي جديد على منصة نتفليكس.

وأكّد الفنان الشاب اعتزازه بكل ما هو مصري وعربي تحديدا على مستوى السينما والدراما، وفي الوقت ذاته ابتعد خطوات كثيرة عن المشاركة في أعمال مصرية سينمائية أو درامية، ويُرجع ذلك إلى رغبته في عدم تكرار نفسه بما يمنحه المزيد من الفرص لاختيار أدواره بعناية، مشيرا إلى أنه اعتذر عن أكثر من عمل لإدراكه بأنه لن يضيف إليه شيئا.

كاتبة مصرية

 

####

 

وثائقيات القاهرة السينمائي ترصد تحقق أحلام الشباب في الداخل والخارج

سامح الخطيب

الفيلمان اللبناني والمصري يوثقان الطموحات الإنسانية من خلال رحلات خاضتها شخصيات سعت إلى تحقيق حلمها في حياة أفضل.

تنتصر الأفلام الوثائقية المعروضة ضمن فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الثانية والأربعين للفعل الإنساني وسعيه الدؤوب نحو التحقّق، موثّقة عبر الكاميرا يوميات شخصيات حقيقية جازفت وثابرت من أجل إثبات ذواتها، فكان لها النجاح رغم صعوبة المسار.

القاهرةبين المجازفة بالهجرة إلى أوروبا بطرق غير شرعية لتحقيق الذات، وبين التحقّق في الوطن عبر ممارسة الرياضة والتفوّق فيها ترصد الأفلام الوثائقية المعروضة ضمن النسخة الثانية والأربعين لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي الطموحات الإنسانية وتوثّقها بحساسية فنية عالية، مثبتة أن لا شيء يقف عائقا أمام إرادة التحقّق.

وضمن هذا السياق يأتي الفيلم اللبناني “نحن من هناك” المشارك في مسابقة آفاق السينما العربية بالمهرجان الذي تختتم فعالياته الخميس.

ويقول مخرج الفيلم وسام طانيوس “عندما علمت بعزم اثنين من أقاربي على الهجرة بطريقة غير شرعية إلى أوروبا، تنامى لديّ هاجس الفقد وسارعت إلى توثيق كل لحظة تالية بالكاميرا علّني أحتفظ بداخلها بشيء من الذكريات إلى أن أصبحت لديّ تسجيلات تكفي لصنع فيلم وثائقي”.

ويتتبّع الفيلم الوثائقي قصة ميلاد المحبّ للموسيقى، وخاصة آلة البوق، والذي يعيش في دمشق ويعمل مدرس موسيقى للأطفال. لكنه يدرك أن بقاءه في سوريا لن يحقّق أي شيء من طموحاته في حياة أفضل سواء اجتماعيا أو فنيا، فيقرّر السفر من خلال الاستعانة بمهرّبي البشر.

وسام طانيوس: في «نحن من هناك» ركزت على رحلة العبور النفسي التي يعيشها المهاجرون

وفي بيروت يقيم شقيقه جميل الذي يعمل في ساحة انتظار سيارات. لكنه هو الآخر يتطلع إلى مستقبل أفضل ولا يريد أن يقضّي بقية عمره لاجئا في بلد آخر، خاصة أن هذا البلد يعاني أيضا من مشكلات اقتصادية وسياسية كثيرة.

وعلى غير المتوقّع في مثل هذه الأفلام عن الهجرة غير الشرعية، يقدّم المخرج اللبناني الشاب تفاصيل المغامرة كاملة عبر البحر المتوسط على الشاشة بالاستعانة بجميل الذي ظل يصوّر الرحلة بدءا من تركيا إلى اليونان ثم إلى مقدونيا ثم صربيا والمجر وصولا إلى السويد.

وبينما استقر جميل في السويد وبدأ العمل في مجال النجارة، امتدت رحلة ميلاد إلى ألمانيا حيث أصرّ على تحقيق ذاته فنيا وبدأ في تقديم موسيقاه الخاصة.

لكن وصول ميلاد وجميل إلى أوروبا وبدء كل منهما حياة جديدة هناك لم يكتبا نهاية سعيدة للفيلم، لأن ما ركّز عليه المخرج هو الثمن الباهظ الذي ظل يدفعه كلاهما مقابل قرار الهجرة وترك الأهل والوطن.

وبفضل شغف والد ميلاد وجميل بالتصوير منذ سنوات طويلة استطاع مخرج الفيلم توظيف مادة تسجيلية من أرشيف العائلة في الربط بين حياة الشابين في الحاضر والماضي الذي تركاه في دمشق، حيث ورشة نجارة الأب التي تعلما فيها كل شيء تقريبا عن الحياة.

وظلت ورشة النجارة هي الرمز الذي يختصر معنى الوطن والذكريات في قلب ميلاد وجميل، وكلما أرادا الاطمئنان على عائلتهما بحثا عبر تطبيق خرائط غوغل عن الورشة حتى يتأكّدا أنها لا تزال موجودة ولم تختف من على الخارطة.

وبعد العرض الأول للفيلم في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ضمن فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، أكّد طانيوس أنه ظل يتتبّع مشوار ميلاد وجميل من عام 2015 حتى 2020.

وقال “ساهم ميلاد وجميل في إنجاز الفيلم ليس فقط بظهورهما وقبول توثيق رحلتيهما؛ لكنهما شاركا أيضا في التصوير من خلال لقطات فاجأتني بشكل كبير على متن قارب الهجرة وأثناء عبور الحدود من بلد إلى آخر”.

وأضاف “ربما بدت رحلة جميل تحديدا على الشاشة سهلة ووصل بشكل آمن إلى شواطئ أوروبا، لكن ما كان يعنيني هو التركيز على رحلة العبور النفسي أو النقلة التي حدثت في الحياة بعد الهجرة”.

وأشار إلى أنه بعد استقرار كل منهما في بلد كانت هناك الكثير من القضايا والمشكلات التي يمكن أن يتطرّق إليها الفيلم، لكنه أراد أن يظل معنى الوطن وقيمته هو المحور الرئيسي للعمل.

وغير بعيد عن ثيمة التحقّق، وإمكانية حصوله في الوطن هذه المرة، يتتبّع الفيلم المصري “عاش يا كابتن” للمخرجة مي زايد، والذي يشارك بدوره في المسابقة الرسمية للمهرجان، رحلة لاعبة رفع الأثقال أسماء، ابنة مدينة الإسكندرية، منذ كان عمرها 14 عاما حتى وصلت إلى عمر 18 وتدريباتها والبطولات التي شاركت فيها.

والفيلم يشبه دفتر يوميات للفتاة التي كانت تتدرّب مع زميلاتها بأقل الإمكانيات في أرض خلاء بعيدا عن رعاية أي نادٍ أو مؤسسة رياضية، وتتسارع وتيرته وتهدأ مع أنفاس بطلة رفع الأثقال الصغيرة التي شاركت في بطولات على المستويين المحلي والإقليمي.

كما يسلّط الضوء على تجربة الكابتن رمضان عبدالمعطي مدرب أسماء ووالد البطلة نهلة رمضان، الذي توفي في عام 2017، وإيمانه الشديد بدعم وتأهيل الفتيات ليصبحن بطلات في رياضة كان ينظر إليها حتى وقت قريب على أنها للذكور فقط.

وقالت المخرجة زايد عقب عرض الفيلم في القاعة الكبيرة لدار الأوبرا المصرية بحضور عدد من نجمات السينما، إن التصوير استغرق أربع سنوات جمعت خلالها هي وفريقها نحو 300 ساعة تصوير.

وأضافت “الفكرة في البداية كانت اختيار إحدى الفتيات وتوثيق رحلتها نحو تحقيق حلمها بأن تصبح بطلة رياضية، ولم أكن أعرف على وجه التحديد متى سينتهي الفيلم”.

وتابعت “كابتن رمضان كان أكثر المتحمسين للفكرة، وهو الذي رشّح لنا أسماء لنتابعها لأنه كان يتوقّع لها مستقبلا باهرا، وكاد المشروع يتوقّف بعد وفاته بسبب حالة الحزن الشديدة التي سيطرت علينا جميعا، لكننا فوجئنا بأن الفتيات اتصلن بنا وسألن لماذا لا نأتي.. فعدنا لاستئناف العمل”.

وأشارت إلى أن عملية المونتاج استمرت نحو عام ونصف العام حتى اتفقت هي والمونتيرة سارة عبدالله ومدير التصوير محمد الحديدي على الشكل النهائي للفيلم.

 

العرب اللندنية في

09.12.2020

 
 
 
 
 

محمد حفظي: تنظيم «القاهرة السينمائي» هذا العام تحد كبير

القاهرة: أحمد الروبي

تمكن المنتج والسيناريست محمد حفظي، رئيس مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، من جلب العديد من الأفلام العالمية لدورة هذا العام من المهرجان، 20% منها تعرض للمرة الأولى، وهو ما زاد من ثقله كواحد من أهم المهرجانات في المنطقة

وأكد حفظي أن دورة 2020 استثنائية؛ إذ إنها تعرض عدداً كبيراً من الأفلام المهمة، وعلى الرغم من أن عددها أقل من العام الماضي، فإنها تعد أعمالاً جيدة ومختلفة، وذات جودة فنية كبيرة. مزيد من التفاصيل حول المهرجان في الحوار التالي:

·        إقامة المهرجان في هذا التوقيت على الرغم من إلغاء الكثير من الفعاليات الفنية هذا العام، يعد تحدياً كبيراً، فكيف تمكنتم من ذلك؟

- إقامة النسخة ال42 من المهرجان تعد تحدياً كبيراً؛ لكن الأمر احتاج منا إلى أن نغير في استراتيجيتنا في الاختيار؛ بسبب وجود صعوبة في استقدام العديد من الضيوف من بعض الدول؛ لكن قدر الإمكان حاولنا ألا يؤثر ذلك في جودة المهرجان والأعمال المقدمة فيه، وانتهينا من برمجة الأفلام ومشروعات الملتقى، ثم تواصلنا مع الرعاة بعد أن جاءت موافقة رئاسة الوزراء على إقامة المهرجانات في مصر، إلى جانب أن برجمة الأفلام هذا العام كانت أقل بشكل كبير من كل عام خاصة مع تأجيل عدد من الأفلام إلى العام المقبل، حتى يتسنى لها العرض في المهرجانات الكبرى، كما ركزنا بشكل كبير على إيجاد دعم لملتقى القاهرة السينمائي والمشاريع المختلفة للمهرجان، وقمنا باتخاذ كل التدابير الاحترازية التي تجعل المهرجان يقام بشكل آمن.

·        الإنتاج هذا العام تعرض لضرر كبير.. فكيف تم اختيار أفلام جديدة وجيدة لدورة هذا العام؟

- بكل تأكيد الإنتاج قل بشكل ملحوظ، لكننا حاولنا قدر الإمكان أن نختار أفلاماً جيدة، بالتأكيد العدد أقل من كل عام، لكن من بين الأفلام التي تقدمت للمهرجان تمكنا من اختيار الأفضل، وأنا واثق أن الجمهور الذي يشاهد الأفلام هذا العام يشعر بالسعادة؛ فقد حرصنا على التنوع، والجودة في اختياراتنا.

·        هل فكرة إقامة المهرجان بشكل افتراضي كانت مطروحة على غرار عدد من المهرجانات العالمية؟

- لم أفكر في ذلك على الإطلاق، رغم إقامة بعض الفعاليات «أونلاين» على منصة «ووتش إت»؛ وذلك رغبة في تخفيف الضغط على القاعات.

·        من صاحب اقتراح فيلم الافتتاح «الأب»؟ وكيف كانت كواليس اختياره؟

- أنا من اقترحت الفيلم ليكون ضمن ترشيحات أفلام الافتتاح والتي كانت منحصرة في ثلاثة أعمال؛ لكن اللجنة الاستشارية والفنية للمهرجان وقع اختيارها على الفيلم، فهو جيد جداً، ومن أهم وأقوى أفلام العام، ولا أستبعد أن يكون ضمن ترشيحات «الأوسكار»، إلى جانب أنه فيلم لنجم مهم، وجذب حضور حفل الافتتاح.

·        هناك الكثير من الأفلام في عرضها العالمي الأول، كيف تمكنتم من جلبها في ظل الظروف الراهنة؟

- «القاهرة السينمائي» أصبح من المهرجانات التي لها سمعة جيدة على مستوى العالم؛ لذلك أصبح الكثير من صنّاع الأفلام يثقون في عرض أعمالهم فيه، إلى جانب أننا تمكنا هذا العام من أن تكون نسبة الأفلام التي تقدم في عرضها العالمي الأول تقارب ال20%، وربما لم تكن تلك النسبة موجودة في السابق.

·        هل كان تواجد مهرجان القاهرة هذا العام في ظل إلغاء عدد من الفعاليات الفنية الكبرى عنصر جذب؟

- بكل تأكيد فإلى جانب السمعة الجيدة التي يتمتع بها المهرجان، كان هناك الكثير من الأفلام التي لن تعرض في مهرجانات أخرى؛ لذلك كان المهرجان مقصداً لكثير من الأفلام التي كانت تريد أن يتم عرضها في مهرجانات كبرى مثل القاهرة السينمائي.

·        دائماً كان الحديث عن أزمة وجود فيلم مصري.. وهذا العام نجد مشاركة قوية للأعمال المصرية فهل أسعدك ذلك؟

- يكل تأكيد أسعدني جداً، فنحن العام الماضي حاولنا العثور على فيلم مصري يشارك في المسابقة الرسمية أو حتى خارجها، وبالفعل حصلنا على عمل في اللحظات الأخيرة، لكن هذا العام يشهد تواجد 10 أفلام دفعة واحدة وهذا يحسب للسينما المصرية؛ لكنها أزمة قد نواجهها من عام لآخر، وهذا يرجع إلى أن الإنتاج في مصر غير منتظم.

·        كيف نظم المهرجان حضور الجمهور في ظل جائحة «كورونا»؟

- خفضنا هذا العام الحضور بنسبة 50% من أجل اتخاذ تدابير احترازية توفر مشاهدة آمنة للأفلام، وبكل تأكيد هناك تخوف من قبل البعض من الحضور.

 

الخليج الإماراتية في

09.12.2020

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004