ملفات خاصة

 
 
 

ادعوكم للمشاهدة بمهرجان القاهرة

الفيلم الإيرانى (لا يوجد شر)

بقلم: د.وليد سيف

القاهرة السينمائي الدولي

الدورة الثانية والأربعون

   
 
 
 
 
 
 

في الدورة رقم 70 من مهرجان برلين السينمائي والتى اقيمت فى فبراير 2020، ذهبت جائزة الدب الذهبي لأفضل فيلم إلى لا يوجد شرThere is no Evil للمخرج الإيراني محمد رسولوف، الذي لم يتمكن من حضور المهرجان أو استلام الجائزة بسبب صدورعقوبة ضده بالسجن مع إيقافه عن صناعة الأفلام من قبل الحكومة الإيرانية، وهو غياب معتاد لفنانى السينما الإيرانية عن استلام جوائزهم فى مهرجانات دولية عديدة ولنفس الأسباب.

على الرغم من معوقات الرقابة ومحدودية الإمكانيات إستطاعت السينما الإيرانية أن تفرض نفسها على ساحة السينما العالمية بقوة منذ أكثر من عقدين، بل أصبحت تتمتع بخصائص محددة وشخصية فريدة مؤثرة، فى ظل هذه الاجواء حصد فنانون إيرانيون جوائز دولية يصعب حصرها بدءا من التسعينات منهم جعفر بناهى الحاصل على الكاميرا الذهبية فى مهرجان كان 1995 عن فيلمه البالون الأبيض والنمر الذهبى لمهرجان لوكارنو 1997 عن فيلم المرآه وكذلك المخرج مجید مجیدي الذى وصل للترشيحات النهائية للأوسكار فى عام 1998عن فيلمه أطفال الجنة )..

لا شك أن السياسة تلعب دورها فى الانتصار للسينما الإيرانية المعارضة إلى حد كبير، ولكن المؤكد أيضا أن الأفلام الإيرانية التى تفوز بالجوائز تمتلك عن حق الحيثيات التى تبرر للجان التحكيم منحها لها، لهذا مازالت السينما الإيرانية تواصل إنجازاتها و نجاحاتها ليظل الفيلم الإيرانى فى معظم الأحوال منافسا خطيرا فى مختلف المسابقات الدولية للمهرجانات الكبرى.

يتكون فيلم لا يوجد شر من أربع قصص لكل واحدة عنوان وأبطال خاصين بها، فتبدو لأول وهلة كل واحدة منفصلة عن الأخرى، وقد تعتقد أن الرابط بينهم فقط أنهم جميعا يتعرضون فى أحداثهم لواقعة رئيسية تتعلق بأحكام الإعدام، ولا يمنعك هذا بفضل أسلوب السرد وقوة القصص الأربعة من أن تواصل المشاهدة باستمتاع لفيلم تقترب مدة عرضه من الثلاث ساعات، لكنك سوف تتكشف مع نهاية الفيلم أن هناك رابطا دراميا أيضا من خلال أحد الشخصيات يربط بين الحكايات.

فى القصة الأولى نتعرف على حشمت كزوج ورب أسرة طيب وإبن وفى لأمه العجوز وإنسان على درجة عالية من الهدوء والرقة، نتابعه فى طقوسه وتفاصيل حياته اليومية حتى نصل إلى لحظة التنوير القوية حين نكتشف أنه يعمل فى تنفيذ أحكام الإعدام وهى مهنته التى يبدو أنه يمارسها بقلب بارد، وهذه المفاجأة الصادمة لا يجاوزها فى قوتها سوى نهاية الجزء الرابع وهى نهاية الفيلم ككل.

وتدور القصة الثانية وهى بعنوان افعلها فقط عن محنة المجند الشاب بويا الذى يطلب منه أن يفعل ما يخالف مبادئه بتنفيذ حكم الإعدام رميا بالرصاص فى مسجون، ورغما عن خطورة الأمر فهو ينجح فى الهروب من معسكره بمساعدة حبيبته وينتهى الجزء بهما يسيران فى الطرقات وهما يغنيان.

أما القصة الثالثة بعنوان عيد الميلاد فهى التى يغلب عليها الطابع الميلودرامى حيث يتحول حفل خطوبة إلى محزنة حين يكتشف الخطيب أن الرجل الذى انتهى من تنفيذ حكم الإعدام عليه توا قبل طقوس تغسيله هو معلم خطيبته الحكيم الطيب، فهل تغسل مياه النهر ما تقترفه يداه يوميا من قتل

والرابعة بعنوان قبلنى عن فتاة تبتعد عن أهلها لاستكمال دراستها ولكنها تفاجا فى منحى ميلودرامى جديد بوالدها الحقيقى الذى عاش هاربا منذ رفض أن يساهم أثناء خدمته العسكرية بتنفيذ حكم الإعدام فى أحد رجال المعارضة ولنكتشف نحن أيضا أنه بويا بطل القصة الثانية.

على الرغم من الملامح الميلودرامية والطابع المباشر فى الطرح كإدانة واضحة ومؤكدة لحكم الإعدام الذى يناله فى الفيلم، غالبا معارضون سياسيون فى بلد لا تؤمن بالديمقراطية، لكن يظل التميز فى الأسلوب المراوغ فى السرد، والمعالجة الدرامية المبتكرة، والأسلوب الدائرى فى السيناريو الذى اشتهرت به السينما الايرانية حيث تأتى النهاية لتعود بك إلى نقطة البداية ولتكتشف الارتباط الوثيق بين الأحداث أو القصص التى لم تكن تتوقع أن يربطها رابط.

وكذلك فى تناول المسألة من زاوية مرتكب فعل تنفيذ الإعدام وليس ضحيته لنتعرف على الأثر النفسى لهذا الفعل عليه قبل التنفيذ، كما أن الرؤيا تمتد لتشمل تبعات القرار على المحيط القريب بالضحية وتتسع أكثر لتتجاوز حدود الأسرة والقرية والمدينة لتطرح تأثيرات أكثر وأشمل عن الآثار المجتمعية بوجه عام وعن الواقع المزرى للمواطن الإيراني الذى يعانى من الظلم والقهر وافتقاد الحرية بصفة دائمة في ظل استبداد الدولة وتنكيلها بالمعارضين، وفى تجاهل تام لمفهوم الحرية الفردية باعتبارها حق أصيل لكل إنسان.

وهكذا فالأحداث تخرج عن أسوار السجون لتنطلق فى القرى والمدن والصحارى الواسعة، وحيث يلعب المكان بمختلف شخوصه وبتنوعاتها دورا أساسيا فى الحكاية، فتضفى على الصورة حالة من التنوع وتمتد بها إلى آفاق تتسع وتتسع تكشف عنها الصورة بجلاء فى مشاهد نهارية بإضاءة قوية تضيف إلى مصادرها الطبيعية لتزيدها إشراقا، وفى مشاهد خادعة تعبر عن الجانب المشرق من الحياة قبل الكشف عن الوجه الآخر المظلم والسوداوى .

يمثل فيلم لا يوجد شر السينما الايرانية بامتياز والتى تكشف فى العديد من افلامها لنا عن معين لا ينضب من الإبداع الجميل ومن القدرة على تقديم حكايات وموضوعات مبتكرة أو أفكار قديمة بمعالجات جديدة، سينما تقترب من الإنسان وتتغلغل فى عمق مشاعره وأحاسيسه كما تعبر الصورة عن جمال الأشياء والأماكن رغم بساطتها ودون الإعتماد على أى تقنيات معقدة أو أساليب مبهرة ..إنه جمال الحياة والكون والمخلوقات والإنسان.

مما لاشك فيه أن هناك دروس كثيرة فى التجربة السينمائية الإيرانية على وجه الخصوص فى أفلامها ذات الطابع النقدى والإنسانى التى تبحث عن إبداع اصيل و صادق ومعالجات مبتكرة و فى انتهاج اساليب الإنتاج قليل التكلفة التى استفادت بشدة بإمكانيات الكاميرات الرقمية مبكرا، واعتمادا على مواهب فنانين تطورت قدراتهم سريعا بفضل فرص اتيحت لهم مبكرا فى مجال الفيلم من خلال مؤسسات أهلية تدعم ما يتجاوز 1000 فيلم قصير سنويا لشباب يقدمون أعمالهم الأولى وفى إدراك شعبى متقدم لدور الفن وقيمته.

 

الـ FaceBook في

06.12.2020

 
 
 
 
 

إيمان كمال تكتب:

القاهرة السينمائى الـ42 دورة «الأمل»

(الأمل) هو شعار الدورة الـ42 لمهرجان القاهرة السينمائى الذى بدأ فعالياته فى الثالث من ديسمبر ويستمر حتى اليوم العاشر، وبين تخوف من إلغاء الدورة أو استمرارها عاش القائمون على المهرجان أشهر من القلق بسبب الوضع العام الذى يمر به العالم بسبب (كورونا)، لكن فى النهاية.. لم ينقطع الأمل، ولا الدأب والعمل على المهرجان لنصبح على موعد مع مجموعة كبيرة من الأفلام المميزة، والمشاركة المصرية القوية لأول مرة منذ سنوات طويلة بالعديد من الأفلام، أو الحلقات النقاشية المهمة، والندوات وغيرها من الفعاليات المختلفة.

الرهان بدأ بمهرجان الجونة السينمائى الذى انطلق فى أكتوبر الماضى ليعيدنا للحياة السينمائية بعد ركود دام لأشهر طويلة، والإسكندرية السينمائى لدول حوض البحر الأبيض المتوسط فى نوفمبر، وتستمر حالة الانتعاشة مع القاهرة السينمائى لننتصر للحياة والسينما.

 

الفجر المصرية في

06.12.2020

 
 
 
 
 

محمد قناوي يكتب :

«غزة مونا مور».. الحب في خريف العمر

من حسن حظي أنني افتتحت مشاهداتي لأفلام مهرجان القاهرة السينمائي في دورت الـ 42 المقامة حاليا بالفيلم الفلسطيني" غزة مونا مور"؛ من تأليف وإخراج التوأمان طرازان وعرب ناصر وهو إنتاج فلسطيني فرنسي ألماني برتغالي مشترك ومن بطولة سليم ضو وهيام عباس وميساء عبدالهادي وجورج إسكندر ومنال عوض؛ وهو الفيلم الذي تم ترشيحه لتمثيل فلسطين في الدورة 93 لجوائز الأوسكار في فئة أفضل فيلم دولي ؛ وأثناء مشاهدتي له وجدت نفسي أمام عمل سينمائي رائع بكل المقاييس؛ فيلم يستخدم البساطة في لغته السينمائية يقدم حكايات وأحداث يعيش بعضها أوكلها أهلنا في غزة في ظل حصار من العدو الإسرائيلي وجبروت النظام الحمساوي الذي يحكم القطاع منذ عدة سنوات؛ السياسية ربما تكون غير حاضرة بشكل مباشر في احداث الفيلم ولكن في كل مشهد ومع كل حكاية تجدها مؤثرة علي حياة البشر الذين يعيشون في القطاع؛ الفيلم يستحق أن يمثل السينما الفلسطينية في الترشح لجوائز الأوسكار في فئة أفضل فيلم دولي؛ كما انني أتوقع أن يتردد اسم "غزة مونا مور" بين الفائزين بجوائز المسابقة الدولية للمهرجان أو المنافسة بقوة علي جائزة  أفضل فيلم عربي في المهرجان.

 "غزة مونا مور "هو الفيلم الروائي الثاني التوأمان طرزان وعرب ناصر بعد فيلم "غزة حبيبتي" والذي مثل السينما الفلسطينية أيضا في الترشح لجوائز الاوسكار في فئة أفضل فيلم  دولي قبل عدة سنوات ؛ ويبدوا أن غزة تحتل المساحة الأكبر في قلب الأخوين "طرزان وعرب"؛ ففيلمها الثاني "غزة مونامور"يتناول الانسان في غزة ؛ مثلما حدث في "غزة حبيبتي" فيقدما في فيلمها الجديد  قصة حب رقيقة بين أرملة تعيش مع ابنتها المطلقة وبين رجل في الستين من عمره يعيش وحيدا؛ ولا يدخل حياته سوي شقيقته المتطفلة والتي تريد أن تزوجه بأي شكل وبأي طريقة ؛ واتخذ السيناريو من قطاع غزة الخاضع لسلطة حركة حماس، مسرحا لأحداث هذه القصة؛ ورغم القسوة التي تتعامل معها سلطة حماس الحاكمة في القطاع الإ أن الأخوين "طرزان وعرب"يريدا أن يقدما رسالة وهي أن الحب لا يزال هو الشيء الوحيد الممكن في ظل عالم جنوني.

تدور أحداث الفيلم حول "عيسى "الرجل الستيني والذي يقدم دوره الفنان " سليم ضو" ويمتلك مركبا قديما يصطاد به السمك في مساحة الصيد المحدودة قبالة ساحل غزة والتي لا تتجاوز الثلاث ألاف ميل بحري ويبيع السمك الذي يصطاده ، ويقع"عيسي"في حب جارته في السوق سهام الأرملة وتلعب دورها الفنانة"هيام عباس" ، يحاول التصريح لها بحبه ولكن خجله الذي يشبه خجل المراهقين لا يعطيه الشجاعة الكافية ؛ فيحاول اختلاق المبررات للقائها والتعبير لها  بالحب بالنظرات مرة والتلويح مرة اخري لكن قبل أن يتمكن من اخبارها بحبه واثناء رحلة الصيد اليومية التي يقوم بها يعثر على تمثال للإله أبوللو إله الشمس عند الإغريق مما يوقعه في مشكلة مع سلطة حماس التي تصادر التمثال وتحاول بيعه لمتحف دولي عقب مصادرته من الصياد، لكن المتحف يخبرهم أن التمثال ينقصه جزء ما، والجزء المقصود من التمثال هو العضو الذكري المنتصب الذي كسره عيسى أثناء محاولاته إخفاء التمثال في دولاب ملابسه ؛ ومن الواضح أن الفيلم مقتبس عن قصة حقيقية حدثت بالفعل في غزة عام 2014، حيث عثر أحد الصيادين على تمثال أثري إغريقي في البحر، وقامت حركة حماس بمصادرة التمثال، ثم بدأت المنظمة بالبحث عن مُشتر للتمثال، أملاً منهم لإيجاد حل للمشاكل المادية التي تواجهها البلاد، ولا أحد يعرف ما حدث بعد ذلك للتمثال.

الفيلم قدم ببساطة الصعوبات التي يواجهها سكان قطاع غزة في حياتهم اليومية ؛ ولكن الاخوين طرزان وعرب ناصر نجحا في تقديم الفكاهة واضفاء جوا رومانسيا علي الاحداث مما خفف من حدتها ؛ وقد لعبت الموسيقي التصويرية دورا محوريا في التعبير عن شخصيات الفيلم وحالاتهم النفسية وقدت تنوعت الموسيقي بين العربية القديمة والموسيقي الاوربية بالإضافة الي الي موسيقي الفيلم التي صنعت خصيصا من اجله.

 

بوابة أخبار اليوم المصرية في

06.12.2020

 
 
 
 
 

أمير العمري: «فيلليني» من أكثر السينمائيين الأوروبيين قرباً للثقافة العربية

محمد طه -  أحمد السنوسي

أصدر مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، كتاب "فيديريكو فيلليني.. سينما السحر والأحلام" بمناسبة الاحتفال بمئوية ميلاد المخرج الإيطالي الشهير فيديريكو فيلليني، خلال فعاليات الدورة 42 التي تختتم الخميس المقبل.

وقال مؤلف الكتاب الناقد السينمائي أمير العمري، إن "فيلليني" كان من أكثر السينمائيين الأوروبيين عموماً قرباً منا نحن أبناء الثقافة العربية، من عشاق السينما والمهتمين بها. فهو بمزاجه المتوسطي، مثلنا، يحب الألوان الصريحة القوية، والصور التي تزخر بالحركة والحيوية والحياة.

 كما يؤمن بالسحر والروحانيات والوجود اللا مرئي للأشياء، ولديه شعور راسخ بأننا لسنا وحدنا في هذا العالم، ويرى أن القوانين الصدفة منطقها الخاص، لكن من دون أن ينحو نحو الفوضوية فكراً.

وأضاف "العمري"، أن "فيلليني" أيضاً، يرى أن السينما، أي ما نعتبره من الخيال، يمكن أن تكون بديلاً للعالم (الواقعي)، لكنه لا يعتقد أن الفيلم يجب أن يكون امتداداً للواقع، وهو لم يكن ينطلق في عمله من خطة صارمة دقيقة، أو سيناريو تفصيلي دقيق محكم يحدد خطواته، بل كان يميل إلى ترك مساحة ما للارتجال، إلا أنه ليس في الحقيقة ارتجالاً فوضوياً، بل استلهام فني من الحالة الذهنية والشعورية التي يجد الفنان نفسه يعيشها، مع نفسه ومع المكان ومع الممثلين.

وتابع "العمري": كان فيلليني يصنع أفلاماً للمتعة، لمتعته الشخصية ورغبته في إمتاع المشاهدين، ولكن ليس معنى هذا أن أفلام فيلليني مجرد أفلام للتسلية على غرار أفلام هوليوود التقليدية، بل هي أفلام مركبة، تعكس أيضاً الكثير من أفكاره الفلسفية، ورؤيته الخاصة للعالم. لذلك فهو فنان سينمائي بالمعنى الكامل لهذا التعبير، ونموذج مثالي للمخرج- المؤلف، الذي يعبر عن أفكاره الخاصة من فيلم لآخر، ولهذا سنجد الكثير من الأفكار تتكرر في أفلامه، فمصادرها واحدة.

وأوضح "العمري"، أن فيلليني انطلق من "الواقعية الجديدة" أي من عمله ككاتب سيناريو لعدد من أهم أفلام تلك الحركة في الأربعينيات الماضية، أشهرها "روما مدينة مفتوحة" لعميد الواقعية الإيطالية روبرتو روسيلليني، لكنه سرعان ما ابتعد عنها في أفلامه الأولى، مفضلاً التركيز على الشخصيات، وفحص "الفردية الذاتية"، وعلاقة الفرد بالعالم، في عذابه وبحثه عن "الخلاص" غالباً بمفهوم ديني مرتبط بنشأة فيلليني الكاثوليكية، إلا أن فيلليني كان أيضاً متمرداً عظيماً على الكاثوليكية، على المؤسسة الدينية، ومناهضاً لسلطة رجال الدين.

 وقد أفصح عن ذلك في معظم أفلامه. وكان ذلك التمرد ليس فقط على سلطة الكنيسة التي كثيراً ما وضعت العراقيل في وجهه واعترضت على أفلامه، بل كان موقفاً متمرداً من "المؤسسة" بشكل عام. ورغم أن فيلليني كان دائماً ينأى بنفسه عن الخوض في السياسة، ويجد نفسه في ذلك وحيداً بين الغالبية العظمى من المخرجين الإيطاليين في عصره، إلا أنه كان يسبب الإزعاج لكل من اليمين واليسار.

فاليمين أزعجته جرأة فيلليني في تصوير الجسد البشري، والتدهور الأخلاقي لدى الشريحة العليا من البورجوازية، إلى جانب هجومه المستمر على الفاتيكان وطبقة الكهنة بوجه عام. أما اليسار فقد أغضبه عدم التزام فيلليني بقضايا الطبقة العاملة، وهو ما اعتبروه عجزاً عن التماهي مع شخصيات أفلامه من تلك الطبقة، مفضلاً الوقوف على مسافة منهم، يراقبهم ويرصد ردود أفعالهم، دون أن يتخذهم رموزاً لطبقتهم الاجتماعية، كذلك اتُهم من قبل بعض نقاد اليسار، بالإغراق في "الشكلانية" كونه يتلاعب كثيراً بالوسيط السينمائي.

ويميل في الكثير من أفلامه للغموض، وربما أيضاً، كما كان يرى الناقد الماركسي الإيطالي الشهير جويدو أريستاركو، أن تصويره لرغبة أبطال أفلامه في الخلاص ينطلق من المفهوم الديني وليس المفهوم "العلماني"- على العكس من زميله ومعاصره، أنطونيوني، كما لم يكن يستند إلى أرضية الانتماء الطبقي.

وعلى الرغم من ذلك ظل فيلليني أشهر وأهم أبناء جيله من المخرجين الإيطاليين جميعاً، داخل إيطاليا وخارجها، بسبب نجاحه في خلق أسلوب خلاب، ساحر، يعتمد على التداعي الحر، وعلى استدعاء ذكريات الماضي، من الطفولة، يربطها بالحاضر، ويستند إلى أرضية قوية من التحليل النفسي.

واعتُبر بالتالي أهم مخرج "حداثي" في السينما الإيطالية بعد الحرب العالمية الثانية. كان فيلليني يخلق لغة سينمائية جديدة، موازية للأدب الجديد والشعر الحر، يتخلى تماماً عن السرد الخطي التقليدي والبناء المحكم الذي يتصاعد الى الذروة ثم يختتم بحل العقدة، بل يميل إلى تفكيك الفكرة، وإعادة تركيبها بطريقة لا تخضع للمنطق البسيط المباشر التقليدي، بل لما يشعر به الفنان الذي يقوم بعمليتي التفكيك والتركيب.

يشير الناقد أمير العمري في كتابه، إلى أن سينما فيلليني تستند دائماً على عدة عناصر أو دعائم يمكن تلخيصها في العلاقة مع الذكريات، الأحلام، السيرك، المدينة (ريميني بلدته الأصلية، وروما التي عاش فيها طويلاً).

وأخيراً علاقته مع المرأة، ونظرته الخاصة إلى الجنس. ولابد أننا سنلاحظ هنا غياب عامل السياسة والجدل السياسي رغم أن إيطاليا التي أخرج فيها فيلليني أهم أفلامه في الخمسينيات والستينيات، كانت تشهد تحديات كبيرة، مشوبة بالتقلبات السياسية والاجتماعية بعد زوال الطفرة الاقتصادية التي شهدتها البلاد في النصف الثاني من الخمسينيات، وحتى منتصف الستينيات، ثم دخولها النفق المظلم للإرهاب في السبعينيات. ولكن فيلليني لم يكن بعيداً عن هذه المتغيرات، فهو سيلمسها على نحو ما، في أفلامه، ولكن من خلال أسلوبه الخاص الذي يعتمد على نفس العناصر التي ذكرتها فيما سبق.

 

####

 

نيللي كريم وأسر ياسين يكشفان دور السينما في التوعية بمخاطر الاتجار بالبشر

أحمد السنوسي

على هامش فعاليات الدورة الـ42 لمهرجان القاهرة، اقيمت جلسة نقاشية تحمل عنوان «هل تساهم السينما في التوعية بمخاطر الاتجار بالبشر»؟ ادارتها مريم فرج مديرة المسئولية المجتمعية في MBC  تحت رعاية اللجنة التنسيقية لمكافحة ومنع الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر وشارك في الندوة كل من محمد حفظي رئيس مهرجان القاهرة والسفيرة نائلة جبر رئيس اللجنة الوطنية لمكافحة الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر كذلك لوران دي بوك رئيس بعثة منظمة الهجرة الدولية في مصر وكريستينا البرتين الممثل الإقليمي المعني بالمخدرات والجريمة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بالإضافة للنجمين آسر ياسين ونيللي كريم.

وأكد الفنان اسر ياسين أن قضية الاتجار بالبشر من الموضوعات الخطيرة التي تؤلمنا جميعا وتؤلمني أنا بشكل شخصي خاصة أن لدي أولاد ولا أسطيع اتصور أنهم يتألموا والفن عليه دور كبير في التوعية بالقضية لكن يكون ذلك بدعم الجهات المعنية بالدولة بجانب المنظمات الحقوقية.

وكشفت نيللي كريم أنها قبل 10 سنوات مهتمة بقضية أولاد الشوارع وهذا جعلها شغوفة أنها تساهم في حل هذه القضية التي وصفتها بالخطيرة فوجدت أن هذه المشكلة متشعبة والفرد لوحده لن يفعل شيء لكن تحتاج لمؤسسات وجهات كثيرة.

وأشارت «نيللي» أن الأرقام الساخنة التي يتم نشرها والخاصة بالتوعية بالقضية تكون خلفها جيش من العاملين يحاولوا تأدية واجبهم ومساعدة الحالات قدر المستطاع وهذا لمسته في حالات حقيقية كثيرة كانت شاهدة عليها.

وأضافت «نيللي» مؤكدة أنها عندما قدمت مسلسل «سجن النسا» قبل سنوات كان في ذهنها حالة وشخصية واحدة لها ظروف حياة مختلفة تواجة مشاكل في حياته ولم يكن في ذهني القضية ومن هنا انقلبت الحدوتة لقضية.

من جانبه، أكد محمد حفظي أن قضية الاتجار بالبشر موجودة من زمان في السينما المصرية وتم مناقشتها في العديد من الأفلام حتى لو كان المصطلح جديد علينا وأنه يري ان تقديم القضية ومناقشتها علي الشاشة لابد أن تكون بشكل درامي أكثر منه توعوي بمعنى أن المباشرة في تناول القضية في السينما لن يكون في صالحها وأعطى مثل بفيلم «كفر ناحوم» للمخرجة اللبنانية نادين لبكي والذي ناقش قضيتين مهمين هما قضية اللاجئين وأطفال الشوارع وقام ببطولته طفل من اللاجئين السوريين الذي تغيرت حياته تماما بعد هذا الفيلم وهنا كان ذكاء المخرجة

 

####

 

خيرى رمضان لوحيد حامد: «حبينا حياتنا علشان أنت موجود فيها»

أحمد السنوسي

قال الإعلامى خيرى رمضان إن الكتاب الكبير، وحيد حامد أسطورة من أساطير مصر، فى الكتابة والابداع، فهو سجل الوجدان المصرى بالكلمة، فهذا الرجل الذى نصحه يوسف إدريس بأن يتجه للسينما والدراما قائلا له:  "مكانك مش فى القصة القصيرة .. ولكن فى ماسبيرو".

وتابع رمضان، وحيد حامد، هو من القوى الناعمة لمصر التى لا تعوض ابدا، وأتذكر هنا نهاية فيلم طيور الظلام الذى تنبأ بكل ما سيحدث، وفى مشهد النهاية، نرى منافسة ثنائية بين فرد من الجماعات المتطرفة ومواطن عادي يحاول كل منهما أن يصل للكرة أولا ليركلها، ومن منا لم يبك فى فيلم البرئ، وأنا أقول له "حبينا حياتنا علشان انت موجود فيها"

من جانبها قالت كريمة عوض، خلال برنامج "حديث القاهرة"، على القاهرة والناس، أن طارق الشناوى كان له كتاب "الفلاح الفصيح"، خلال مهرجان القاهرة السينمائى، واليوم فى فعاليات المهرجان شهد حفل توقيع للكتاب.

وقدم البرنامج تقرير مطولا عن الكاتب الكبير وحيد حامد، استعرض مشواره الفنى، وعمله فى الإذاعة والسينما والمسرح.

 

####

 

آخرها تجاهل تكريم «محمود ياسين».. انتقادات تواجه مهرجان القاهرة

وجيدة عبداللطيف

بعد انطلاق مهرجان القاهرة السينمائي في دورته 42، بعدة أيام تتوجه أصابع الاتهام إلى المهرجان من قبل عائلة النجم الراحل محمود ياسين، ليصبح محور جدل على مواقع السيوشيال ميديا، بعد ان تجاهل رئيس المهرجان «محمد حفظي» تكريم «محمود ياسين».

وعبرت رانيا محمود ياسين، عن غضبها وتشارك جمهورها، بتعليق لأحد رواد السوشيال ميديا، الذي تساءل خلاله عن سر تجاهل إدارة مهرجان القاهرة السينمائي، المنعقد حاليا وحتى ١٠ ديسمبر لوالدها الفنان الراحل محمود ياسين، والذي توفي قبل أسابيع.

وأعادت رانيا، نشر رسالة وجهها حساب على «إنستجرام» باسم عادل إدريس، يتساءل خلاله: «علامة استفهام كبيرة، إزاي مهرجان القاهرة السينمائي يقام هذا العام، وقد غيب الموت عميد السينما المصرية والعربية محمود ياسين، بدون أن تقام هذه الدورة على شرفه، حقيقي شيء لا يصدق».

لكن رانيا محمود ياسين كان لها رأي آخر وكتبت: «الحقيقة إن الناس زعلانة جدا بس والله إحنا ولا فارق معانا التكريم ده وبابي اتكرم مرتين من مهرجان القاهرة السينمائي، بس الناس فارق معاها أوي مشكورين على مشاعركم الحلوة، تكريم بابي النجم محمود ياسين إضافة لأي مهرجان، شكرا لمشاعركم جمهور محمود ياسين الكبير حبكم له هو أهم وأكبر تكريم».

ليخرج رئيس المهرجان محمد حفظي عن صمته بعد أن تلقي هجمات قوية من الجمهور وانتقاد المهرجان بشدة لتجاهل النجم القدير الراحل «محمود ياسين» وغضب عائلته .

قال حفظي، رئيس مهرجان القاهرة السينمائي، على الانتقادات الموجهة بسبب عدم تكريم الراحل محمود ياسين، الذي توفي منذ أكثر من 40 يوما، في المهرجان.

وأوضح أنه لم يقصد تجاهله، مولكن إدارة المهرجان قررت عدم إقامة تكريم لأي فنان راحل مثلما يحدث في مهرجان الجونة السينمائي، بحيث لا يتم التكرار.

وأضاف حفظي، خلال ندوة مئوية فيليني بمهرجان القاهرة السينمائي: «المهرجان لم ينته حتى الآن، وعدم تكريم محمود ياسين في الافتتاح لا يعني عدم تكريمه في المهرجان»، مؤكدا أن المهرجان ليس الافتتاح فقط.

ليرد الشاب محمود ياسين حفيد الفنان الراحل محمود ياسين، على  تعليق محمد حفظي رئيس مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، على ما طرحه جمهور جده الراحل من تكريم اسمه خلال الدورة الحالية للمهرجان بعد أسابيع من وفاته «لم يكن مناسبا».

وقال محمود ياسين: «محمد حفظي بس أظن أن خانه التعبير في الجمله دي.. محمود ياسين مش مستني تكريم لأن هو الحمد لله اتكرم وهو عايش من الناس ومن الدولة ومش تكريم مهرجان هيزود حاجة حتي لو كان مهرجان كبير زي مهرجان القاهرة وكان أحسن ميردش على الموضوع ده عن إنه يقول مش هنقلد مهرجان الجونة أنا جدي أكبر بكتير من أنه ميتكرمش علشان منبقاش بنقلد مهرجان الجونة».

وأضاف محمود ياسين: «وجود اسم جدي في المهرجان كان هو اللي هيعلي من المهرجان مش العكس.. تاريخ جدي الفني عمره أطول من المهرجانات دي».

وأضاف «عمرو محمود ياسين»: «أنا لا أملك إجابة عن هذا الأمر، وإن كان قد سبق في دورات سابقة، وفي عهد إدارات أخرى أن أهدت إدارة المهرجان دورتها لأسماء نجوم كبيرة رحلوا في نفس العام».

وتابع: «ربما لا تعلم إدارة المهرجان الحالية قيمة محمود ياسين السينمائية، وأنه أحد روادها الذي قدم ما يقارب الـ170 فيلما، وعليه يفترض عندما يرحل عن دنيانا قبل انطلاق المهرجان ببضعة أسابيع أن نرى بالافتتاح شيئا ما، إشارة ما لرحيل أحد أيقونات السينما المصرية والعربية، ولكن البعض يبدو وكأنه لا يعلم أو لا يعرف، أو غير مهتم أو غير مدرك أو أي حاجة».

 واختتم منشوره مدونًا: «عموما اسم محمود ياسين محفور في ذاكرة ووجدان كل محب للسينما، ولكن وجب التعقيب على هذا الأمر بعد أن أثير من خلال محبيه».

من جانب اخر ، علقت الفنانة شهيرة زوجة النجم الراحل محمود ياسين : «ايه الرد الغريب ده عيب والله جه يكحلها عماها».

 

بوابة أخبار اليوم المصرية في

07.12.2020

 
 
 
 
 

حنان أبوالضياء تكتب:

فيلم Shorta يواجه وحشية الشرطة والتوتر العنصرى فى مهرجان القاهرة السينمائى

يبدو أن السينما الدنماركية قررت الخوض بكل قوة فى أزمة التطرف والعنصرية الموجودة فى الدنمارك؛ وها هو فيلم «Shorta» يسير على درب فيلم المخرج الدنماركى من أصول عراقية، علاوى سليم، «أبناء الدنمارك» الذى عرض فى العام الماضى؛ راصدا الصراع المحتدم بين المتطرفين والقوى الأمنية والسياسية والمهاجرين، والتصعيد المتبادل فى البلاد الناتج من حالة الازدراء، والتعصب اليمينى والشعب الذى أصبح يفتقر إلى وجود كتلة متجانسة بين أفراده، ونمو الصوت العنصرى بشكل كبير، وهو الفيلم الذى حاز على جائزة الاتحاد الدولى للصحافة السينمائية «فيبريسى»، فى الدورة الواحدة والأربعين بمهرجان القاهرة السينمائى.

وترجع أهمية الأعمال مثل فيلم «Shorta» المشارك ضمن المسابقة الرسمية لمهرجان القاهرة السينمائى الدولى فى دورته 42؛ إلى أن الدنمارك أصبحت تحتل المرتبة الثانية بعد بلجيكا من حيث عدد المواطنين الذين انضموا إلى القتال فى صفوف داعش؛ وهناك نوع من الحرب الباردة مع العالم الإسلامى على أعقاب نشر صحيفة «يولاند بوستن» الدنماركية لرسوم كاريكاتيرية عن النبى محمد فى 2005. ومن المعروف أن الدنمارك وفرت ملاذاً آمناً للكثيرين ممن تعرضت بلدانهم لأوضاع سياسية واقتصادية صعبة؛ وعلى الرغم من اندماج أغلبية هؤلاء الوافدين بالمجتمع، إلا أن بعضهم ما زال يشعر بالعزلة بسبب تأثير أهله وبقى ملتزماً بأفكارهم، وهذا مهّد الطريق لدخول التيارات المتطرفة؛ فظهر شباب بلحى فى الشارع وفتيات منتقبات وهذا ما أشار إليها فيلم «Shorta» بمشهدين دون حوار. والفيلم أيضاً أشار بشكل مباشر إلى أن الجماعات الإرهابية استثمرت وجود الفراغ الأمنى وعدم معرفة أجهزة أمن هذه البلدان بالاستقطاب الإرهابى.

الفيلم يقدم نموذجا مألوفا من رجال الشرطة وقعوا فى مرمى النيران من الاضطرابات الاجتماعية ويذكرنى هذا بفيلم البؤساء الذى عرض فى مهرجان الجونة 2019 ولا أعرف هل شاهد كاتب السيناريو أندرس أبجيرج كريستيانسن هذا العمل من قبل؛

والذى يبدو أن ثمة خطوط عدة فى الطرح تجمع بين العملين بل أن التصوير السينمائى لجاكوب مولر به نفس النهج فى عدة كادرات؛ ولكن المصور السينمائى جاكوب مولر يخلق إحساسا بالرعب والترقب وكتم الأنفاس باستخدام مزيج من الظلال المظلمة والمغلقة والممرات المهددة ذات الإضاءة الخافتة للمبانى السكنية. والطريف أن بطليه جاكوب هوبرج لومان، سيمون سيرز على النقيض من بعضهما كما فى فيلم البؤساء.

فيلم «Shorta» يواجه وحشية الشرطة والتوتر العنصرى؛ وعرض لأول مرة خلال أسبوع النقاد فى مهرجان البندقية السينمائى. وفى مهرجان تورنتو؛ والفيلم للمخرجين فريدريك لويس وباتريك تشايلد، ويخرجان لأول مرة.

يبدأ الفيلم بمقولة أن كلمة الشرطة هى المصطلح العربى لقوات الأمن نحن هنا فى صدد حكاية عن الصراع بين الشرطة والغاضبين من خلال شخصيتى ضابطى شرطة فى دورية روتينية فى حى فقير عندما وردت أنباء عن وفاة طالب بن جاسى البالغ من العمر 19 عامًا؛ دعا شباب الحى للانتقام، ليجد الضابطان نفسيهما محاصرين فى متاهة من المبانى المحاصرة بالغاضبين الذين يعيشون بالدنمارك، فى مجتمع متعدد الثقافات ولكنه غير متجانس فيما بينه ومنفصل فى تنوعه.

وتتابع الأحداث فى دورية روتينية فى منطقة السكن سفاليجاردين التى تم إنشاؤها خصيصًا لهذا الفيلم، لأنها غير موجودة فى الواقع؛ فلقد تجول المخرجان وأطلقا النار فى مناطق مختلفة من أجل وضع هذا المكان الخيالى معًا؛ والسبب الرئيسى لذلك هو أنهما لم يرغبا فى تحديد الأشخاص، الدنماركيين على الأقل، بمنطقة معينة؛ وهى منطقة تشبه الحى اليهودى الذى يسكنه المهاجرون بشكل أساسى.

وتزداد سخونة الأحداث بتطاير الحجارة والزجاجات فى الهواء، وعمليات إطلاق النار والمعارك اليدوية الوحشية والمتعددة، بل ويلعب كلب دورا فى زيادة مساحة العنف وهجومه الغاضب على بطل الفيلم أندرسن العالق مع فى الأسانسير والذى تلقى من قبل مساعدة طبية غير متوقعة ومقحمة على الفيلم من أم الصبى الذى قبض عليه فى المشاهد السابقة ومارس مع التنمر؛ كوسيلة فنية من المخرجين لطرح وحشية الشرطة والتوتر العرقى والانقسام الاجتماعي؛ الذى بدأ بالمراهق طالب بن حاسى (جاك بيدرسن) وهو يصرخ من قبل الضباط ويصرخ «لا أستطيع التنفس». تم نقله بعد ذلك إلى المستشفى. وهنا نسأل عن سر التشابه بين المهاجر الشاب فى الشرطة الذى مات نتيجة عمل مفترض من وحشية الشرطة، وموت جورج فلويد فى الولايات المتحدة الذى أثار أعمال شغب. وخاصة أن هناك تزامنا زمنيا وشكليا بين الضحيتين. وتتصاعد الأحداث، ويغذيها أنباء وفاة الطالب متأثرا بجراحه؛ وتزداد وتيرة الطرح سخونة مع التخلى عن رجال الشرطة وتركهم لمصيرهم فى المنطقة المحظورة الخارجة عن السيطرة.

ويحافظ الفيلم على زخمه عبر مطاردات وسط غابة خرسانية من الشقق الشاهقة ومواقف السيارات والمحلات التجارية، ويواجه الظابطان اللصوص والحراس المسلحين المتعطشين للانتقام.

ومع استمرار التصاعد الدرامى يقدم المخرجان مزجا ما بين المعارك وسفك الدماء والهروب من الشظايا إلى جانب اللحظات الانعكاسية التى تسمح لأندرسن على وجه الخصوص بالتطور إلى شخصية أكثر تعقيدًا وتناقضًا حيث يجد أرضية مشتركة وحلفاء غير محتملين أثناء كفاحه من أجل البقاء.

الجدير بالذكر أن الفيلم استمر الإعداد له ست سنوات وكان للمعهد الدنماركى للأفلام دور كبير فى دعمه الكامل والحصول على ميزانية مناسبة لإنتاجه. ومخرجاه أكدا أنهما استوحيا الإلهام من حادثة دنماركية، لناشط يسارى شاب تعرض للإيذاء من قبل ثلاثة من رجال الشرطة عشية رأس السنة الجديدة 1992 وتعرض لتلف دائم فى الدماغ وظلت تلك الحادثة المأساوية مخزونة فى وجدانهما لتظهر بعد 30 عامًا تقريبًا.

والسؤال الآن الذى يمكن أن نطرحه من خلال الفيلم رغم أن الدنمارك لم تعش تجربة «الجيتو» الاجتماعى والدينى ولم تعان من الإقصاءات الجماعية ولكن ظل بها مخزون رهيب من المتطوعين للانخراط فى الشبكات الإرهابية؛ فكيف تستطيع تلك الجماعات الدخول إلى عقول هؤلاء وتستقطبهم إلى أجندتها؟.. سؤال يحتاج إلى العديد من الأفلام شبيهة «أبناء الدنمارك» وفيلم «Shorta».

 

####

 

منى زكى: السينما النظيفة عطلتنى كثيراً

كتبت:- بوسى عبدالجواد

·        دخلت الفن بالصدفة.. وأحببت التمثيل من محمد صبحى

·        أحمد زكى حارب لأشارك فى «أيام السادات».. وهذه أحب الأعمال لقلبى

فى أجواء من الحب والدفء تعكس تقدير الجمهور لمشوار الفنانة منى زكى، دارت الجلسة الحوارية التى أقامها مهرجان القاهرة السينمائى بدورته الـ42، على مسرح WE بدار الأوبرا المصرية، بمناسبة تكريمها ومنحها جائزة فاتن حمامة للتميز، وهى الجلسة التى أدارتها الإعلامية اللبنانية ريا أبى راشد.

فى البداية أبدت الفنانة منى زكى سعادتها بالتكريم وبجائزة فاتن حمامة للتميز تحديدا، مشيرة إلى أن سعادتها الكبيرة بالتكريم والجائزة جعلها تنسى التوجه بالشكر لعدد من المخرجين ممن أثروا فى حياتها الفنية، وزوجها الفنان أحمد حلمى، ومحمد حفظى رئيس المهرجان.

وأضافت أنها تستغل فرصة تواجدها فى الندوة، للتوجه بالشكر لكل من المخرجين شريف عرفة، عاطف سالم، وإسماعيل عبدالحافظ، ومحمد خان، على تشكيلهم لها كممثلة، وللسيناريست وحيد حامد ومحمد حفظى رئيس المهرجان محمد حفظى على منحها الجائزة.

وروت «منى» بداياتها مع التمثيل وكيف ولد لديها حب الشغف به قائلة: كنت مبهورة جدا بفيلم الزوجة الـ13، وبخفة دم صُناعه، وأنا باعتبره مثل حكايات شهرزاد، كيف تحمى شهرزاد حبها من نزواته، وأشارت إلى أنها كانت تشاهد المسرحيات العربية على الفيديو.

وأشارت إلى أنها تأثرت بأعمال الفنان محمد صبحى المسرحية، وعندما اقتحمت مجال التمثيل أدركت قيمة التمثيل الذى يجعل الفنان يعيش اللحظة، ويجعله أكثر انفتاحا على العالم من خلال التعايش مع قصص وحكايات عديدة لشخوص مختلفة. مؤكدة أن التمثيل ساعدها على التواصل بشكل أكبر وفعَال مع الجمهور.

 وأوضحت منى أن مهنة التمثيل مهنة عظيمة لأنه جعلها تعيش فى عوالم مختلفة وتشعر بالناس، وأضافت عشت أدوار ناس أخرى وهو ما جعلنى أتواصل وأشعر بالناس أكثر.

 واستطردت أنها بدأت خوض التمثيل من خلال مسرح المدرسة،

حيثُ كان يقتصر دورها حينها على الديكور ومساعدة زميلاتها على تنسيق ملابسهن.

وأكدت أنها اقتحمت باب التمثيل بالصدفة، تحديدا وهى بعمر الـ13 عاما، وذلك عندما أخطرتها والدتها بأن النجم محمد صبحى يرغب فى وجوه جديدة فى أعماله، قائلة إنها ذهبت فقط لرؤية الفنان القدير محمد صبحى، حيثُ كانت مولعة بأعماله المسرحية حينها.

وقالت منى زكى: مع البروفات عند الأستاذ محمد صبحى اكتشفت نفسى كممثلة واكتشفت كيف أخرج مشاعرى، وأضافت: ومن بعدها اتسحرت وندهتنى النداهة وعشقت التمثيل.

وأضافت منى أن تجسيدها لشخصية السندريلا، تأذت من ورائها نفسيا كثيرا، خاصة أن الأخيرة أكثر دلالا، إنما منى بنت مسترجلة بحكم البيئة التى نشأت فيها فهى بنت على رجلين.

وتحدثت عما تغير فى حياة منى زكى بداية من دخولها التمثيل حتى الآن فقالت: شغفى بالتمثيل تضاعف، وخلقى ضاق.

وأضافت أن المخرج هو البوصلة لأى عمل فنى، لأنه هو القادر على تفريغ الموهبة بالشكل السليم.

 وعن الأفلام القريبة من قلبها قالت: اضحك الصورة تطلع حلوة، أيام السادات، احكى يا شهرزاد، تيمور وشفيقة، دم الغزال، ومن المسلسلات: أفراح القبة.

 وتحدثت عن معاناة جيلها فى التمثيل قائلة: جيلى يعتبر من المحاربات كونى لم أعايش رموز وفطاحل الكتاب والمخرجين مقارنة بزمن الأبيض والأسود.

وعن كيفية تطويع الشهرة فى الأعمال الخدمية والإنسانية قالت: بدأت مع اليونيسف حملات للتوعية لأهمية الرضاعة الطبيعية من أجل المناعة والحميمية بين الأم وطفلها وحملة لمنع المأكولات التى تحتوى على المواد الحافظة وحملة أخرى للتربية السليمة والابتعاد عن التربية بالشبشب، والحقيقة أن التعامل بالشبشب مع الأطفال يأتى عن عدم وعى وليس كرها وأنا عمرى ما ضربت أولادى، وحملة أخرى كانت ضد التنمر، وأوضحت منى أن الحملة كانت بسبب ابنتها حيث حكت ابنتها لها عن واقعة تنمر بين طفلتين فى المدرسة.

 وأكدت منى زكى أنها كانت تتمنى مقابلة الفنانة القديرة فاتن حمامة وأنها لم تكن تصدق نفسها عندما اتصلت بها على الهاتف، مشيرة إلى أن فاتن حمامة أثرت فى حياتنا من خلال أدوارها فى السينما واستطاعت أن تقدم لنا مكانة المرأة ودورها المهم فى المجتمع من خلال أفلامها فى السينما.

وتحدثت عن علاقتها بجيلها من الفنانات قائلة: منة شلبى فنانة موهوبة مش عادية حتى الآن لم تأخذ حقها، وياسمين عبدالعزيز صاحبة إطلالة مميزة، وغادة عادل.

وأشارت إلى أنها مفتقدة كثيرا الفنانة حنان ترك سينمائيا، والفنانة صابرين مجرمة تمثيل.

وروت منى زكى، كواليس ترشحها لتجسيد شخصية جيهان السادات وهى صغيرة فى فيلم «أيام السادات» قائلة إنها قامت بعمل اختبار كاميرا ٣ مرات لشخصية جيهان السادات بفيلم أيام السادات ورفضت إلى أن حصلت على الدور وبعدها عقدت جلسات مع السيدة جيهان السادات وكانت غاية فى التواضع والكرم.

 وأوضحت منى زكى أنها نسقت مع الفنانة ميرفت أمين الشكل والطريقة التى تقدم منها الشخصية وأن الدور كان عظيما خاصة أن شخصيتها فى الفيلم هو انها تحب أحمد زكى.

 وأوضحت أنه لا يوجد سينما نظيفة وسينما «مبقعة»، وأن هذا المصطلح أطلقه المنتجون وكانت هى صغيرة وقتها، واقتنعت به، ولكنها اكتشفت بعد ذلك أنه مفهوم خاطئ والمهم كيف ستقدم المشاهد الجريئة، لأن هناك من يقدمها بشياكة وآخرون بفجاجة والأدوار التى رفضتها بسبب فكرة السينما النظيفة وقتها شاهدتها ووجدتها قدمت بشياكة ورقى. مؤكدة أن مصطلح السينما النظيفة عطلها فنيا كثيرا، وجعلها ترفض أدوارا جيدة ستكون علامة فارقة فى مشوارها.

 وعن طقوسها قبل التصوير، قالت: بحب أحط بخور فى الكرفان، وبحب أسمع مزيكا وأنا بعمل مكياج، أما بروفاتى على الدور بيكون قبلها بيوم وأنا فى البيت.

 وأضافت «أنا فيا عيب خطير وهو إنى مش بقول الكلام بالظبط زى ما هو مكتوب فى السيناريو وبحاول أمشيه بنفس المضمون ولكن بقوله بشكل سهل عليا أكتر، ومخرجين كتير بيعدوها لى».

 

الوفد المصرية في

07.12.2020

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004