كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 

يوميات مهرجان فينيسيا (8)

الكشف عما وراء تحفة فيلليني

أمير العمري

فينيسيا السينمائي الدولي السابع والسبعون

   
 
 
 
 
 
 

ما أدت إليه الحركات النسائية الغاضبة التي ظهرت خلال السنوات الأخيرة مثل حركة “أنا أيضا” Mee too هي أنها كرست فكرة خاطئة تماما وسطحية بل وأراها أيضا مدمرة للمهرجانات السينمائي، وهي فكرة ضرورة تخصيص نسبة بارزة من الأفلام التي أخرجتها نساء. وهو نوع من التعصب المضاد الذي أدى في الواقع العملي، إلى وجود عدد كبير من الأفلام “الرديئة”. وهو ما تبدى بوضوح في أفلام مسابقة مهرجان فينيسيا السينمائي الـ 77.

من أكثر الأفلام دلالة على هذا الخذلان على سبيل المثال، الفيلم الفرنسي “العشاق” للمخرجة نيكول جارسيا. هذا عما آخر مكرر في السينما الفرنسية بوجه خاص عن العلاقة العاطفية الملتهبة التي لا تخبو بين شاب وفتاة، الشاب موزع مخدرات، والفتاة تؤهل نفسها للعمل في هجمة نزلاء الفنادق، أي أن كلاهما من المهمشين: الفتاة ستنجو من المستنقع عندما تتزوج من رجل أعمال يأخذها الى العالم في رحلات أعمال ومتعة، في جزر الموريشيوس وجنيف وغيرها من الأماكن السياحية، لكن قلبها لايزال ناك مع ذلك الشاب الذي يتورط في جريمة قتل ويهرب ويتخلى عنها بمنتهى النذالة. وسيظل هذا الشاب يعود إليها، حتى في أقاصي الأرض، كما تعود إليه وتخون زوجها معه، بالمصادفات القدرية كثيرة جدا في هذا السيناريو المفتعل الذي ينتخل اسم فيلم فرنسي آخر للوي مال من عام 1958، كان في الحقيقة شديد الاختلاف عن فيلمنا هذا المترهل الذي يمتليء بالمفارقات المصطنعة والتواءات الحبكة المتوقعة التي تنتهي نهاية معروفة سلفا.

الأفلام الإيطالية الثلاثة في المسابقة ضعيفة المستوى، ولا تثير موضوعاتها أي اهتمام رغم أن أحدها وهو الفيلم التسجيلي الوحيد في المسابقة بعنوان “نوتورنو” (أو “الليل”) للمخرج جيافرانكو روسي، يتناول موضوعا يدور في المنطقة الحدودية بين سورية والعراق وتركيا: ويقدم شهادات عما فعله تنظيم داعش بالأيزيديين والأكراد وغيرهم، ولكن من خلال أسلوب مصطنع لا يثير سوى الشعور بالملل، فهو يفشل في سبر أغوار الموضوع، أو تقديم جديد يكشف عما خفي أمره علينا، بل ويمكنني القول دون أي مبالغة أن غيره سواء من الأفلام التسجيلية أو حتى من نوع الريبورتاج التليفزيوني، قدم تلك الأحداث بشكل أكثر إشباعا.

هذا طبعا رغم الضجة الإعلامية الهائلة التي أحيط بها هذا الفيلم الذي استقبله النقاد بصيحات الاستهجان ومع ذلك لن أندهش إذا ما حصل على إحدى جوائز المهرجان، فهذا المخرج يضعون عليه آمالا كبيرة في إيطاليا منذ فوز فيلمه “نار في البحر” بجائزة مهرجان برلين، وكان عن اللاجئين في جزيرة لامبيدوزا، لكنه كان أفضل كثيرا من هذا الفيلم الذي قيل إن مخرجه قضى ثلاث سنوات في تصويره!

فيلم “الأخوات ماكالوسو” للمخرجة الإيطالية إيما دانتي، المستند الى رواية أدبية يعرفها الايطاليون، عمل باهت لا يقدم رؤية ما حول أي قضية، بل مجرد سرد متخم بالحوارات والمشاجرات بين أربعة شقيقات، يشعرن بالألم بسبب ما وقع في الماضي عندما قتلت شقيقتهن الخامسة بسبب اهمال احداهن. ثرثرة إيطالية، وموضوع منزلي، محلي تماما لا يتجاوز حكايته الى تقديم فلسفة ما أو نظرة اجتماعية أكثر عمقا بل حتى الشخصيات بدت كلها كريهة- شكلا ومضمونا وسلوكا- على نحو يدعو للقرف!

لكني استمتعت بالفيلم التسجيلي “الحقيقة وراء لا دولشي فيتا” للمخرج جيوسيبي بيدرسولي. هذا الفيلم يروي للمرة الأولى بالوثائق ومعظمها رسائل متبادلة بخط اليد وعقود موقعة وتسجيلات، قصة إنتاج فيلم “الحياة اللذيذة” (لا دولشي فيتا) لفيديريكو فيلليني.. كيف بدأت، وكيف سارت، والخلافات الشديدة التي اندلعت بين أطراف الإنتاج، ثم بين منتجي الفيلم ومخرجه فيلليني.

يروي الفيلم القصة من وجهة نظر المنتج الإيطالي جيوسيبي أماتو (المعروف باسم بيبينو)، فهو بطل القصة وليس فيلليني، وهو في الحقيقة أحد أهم المنتجين في تاريخ السينما الإيطالية، وكان أيضا قد عمل كممثل في السينما الصامتة ثم كمخرج ومنتج، وهو الذي كان وراء تشجيع فيتوريو دي سيكا على أن يصبح مخرجا بعد أن كان ممثلا فقط، وفي الفيلم نرى دي سيكا يتحدث معه ويتذكر كلاهما كيف سارت علاقتهما. وكان “بيبينو” بحسه السينمائي الخاص الوحيد الذي أبدى حماسا لإنتاج فيلم فيلليني الطموح بعد أن رفضه عدد كبير من المنتجين الذين عرض عليهم السيناريو، وتشككوا في إمكانية أن يحقق أي نجاح بسبب غرابة موضوعه وبنائه.

كان المنتج الإيطالي الكبير دينو دي لورانتيس قد تعاقد مع فيلليني للعمل لحسابه لمدة 4 سنوات وكان السيناريو بالتالي من ملكيته، لكنه لم يتحمس لإنتاجه بسبب ميزانيته الكبيرة، كما اختلف بشدة مع فيلليني الي رفض الاستعانة بنجم من السينما الأمريكية، ولاحت الفرصة له عندما اقتنع المنتج أنجلو ريزولي بإنتاجه فعرض على دي لورانتيس التنازل له عن فيلم “الحرب الكبرى” مقابل الحصول على “الحياة اللذيذة”. لكن ريزولي اشترط عدم تجاوز 400 مليون ليرة كميزانية للفيلم.

ما سيحدث بعد ذلك ونتابعه من خلال الممثل الذي يقوم بدور بيبينو، وكذلك من الرسال المتبادلة، أن فيلليني سيمض بكل جنونه، ويتجاوز أيام التصوير والميزانية التي ستقفز تدريجيا لتنتهي الى 800 مليون ليرة وهي أكبر ميزانية في تاريخ السينما الإيطالية في ذلك الوقت. وستنشأ خلافات عنيفة بين ريزولي وبيبينو، فالأول يحمل الثاني مسؤولية تشجيع فيلليني على المضي قدما في مشروعه المجنون، رغم أن الثاني حذر فيلليني كثير. وجراء الضغوط سيصاب بيبينو بنوبة قلبية تلو أخرى، وستقضي عليه التجربة تماما بعد أن يرفض ريزولي أن يدفع له حصته كاملة من الإنتاج، ولكنه كان واثقا من نجاح الفيلم، وهو ما سيحدث بالفعل بشكل كبير ويحقق أكبر أرباح يحققها أي فيلم من أفلام فيلليني. لكن بيبينو سيموت متأثرا بمتاعبه الصحية عام 1964.

يظهر في الفيلم مارشيللو ماستروياني يتحدث عن الفيلم وعن تجربته في العمل مع فيلليني، كما تظهر الممثلة الإيطالية التي عملت مع فيلليني في فيلمين هما “جوليتا والأرواح” و”8 ونصف”، كما يستخدم المخرج مواد الأرشيف لمقابلات مع فيلليني، ويعرض أجزاء نادرة من التصوير في الديكورات التي شيدت خصيصا للفيلم في مدينة السينما الإيطالية خاصة ديكور شارع فيا فينتو الشهير في روما الذي هو قلب أحداث الفيلم.

من عالم فيلليني إلى عالم المستقبل القريب في المكسيك كما في الفيلم المكسيكي “النظام الجديد” للمخرج مايكل فرانكو، وهو أحد أفضل أفلام المسابقة الرسمية. والحقيقة أن الفيلم لا يقول لنا ان ما نشاهده أحدث متخيلة قد تقع في المستقبل بل يقدمها كما لو كانت تحدث اليوم. وهو يبدو كما لو كان نبوءة لما يمكن أن يحدث في مصر في أي وقت قريب، حيث يهاجم المهمشون والفقراء من الطبقات الدنيا، طبقة الأثرياء ويقتحمون قصورهم الفاخرة ويستولون على كل ما فيها ويقتلون أصحابها في مجزرة بشعة. ولكن هناك أيضا قوة أساسية في السلطة تقف وراء هذا العنف. لكن هذا موضوع المقال القادم فالفيلم عمل كبير يستحق مقالا مستقلا.

 

موقع "عين على السينما" في

10.09.2020

 
 
 
 
 

أفلام روسية في البندقية: غوص في الماضي لمعالجة قضايا الحاضر

سامر إلياس

تكشف عروض ثلاثة أفلام روسية جديدة في مهرجان البندقية للسينما هذا العام، عن أن أحداث التاريخ السوفييتي والروسي، لا تزال مصدراً مهماً للمخرجين الطامحين إلى تشريح الواقع الحالي عبر إسقاطات تاريخية لأحداث مفصلية مؤلمة في البلاد، وعرض حبكات قديمة، في بلد لا يزال يبحث في عصر الحداثة عن هوية جامعة وأساليب تفكير تختلف عن أساليب الماضي من دون جدوى.

كما تكشف الأفلام الجديدة عن تشابه المشاكل في بلد شاسع يحتل سدس اليابسة، وضرورة البحث عن طريق موحد للخلاص ينقذ البلاد من خطر السقوط في الهاوية وتكرار المآسي السابقة.

شهدت ساحات المهرجان، يوم الاثنين الماضي، عرض ثلاثة أفلام روسية للمرة الأولى أمام الجمهور. إذْ عُرِض فيلم "الرفاق الأعزاء" المشارك في المسابقة الرئيسية للمخرج أندريه كونتشالوفسكي، و"مؤتمر" للمخرج إيفان تفردوفسكي، وفيلم "صائد الحيتان" للمخرج فيليب يورييف، والذي يخرج عن الإطار التاريخي، ويقدم قصة مجتمعية عن أحلام الروس البسطاء، ونظرة المجتمع لها.

وبعد نحو ستة عقود على مشاركته الأولى في المهرجان بدور في فيلم "طفولة إيفان" للمخرج السوفييتي أندريه تاركوفسكي، يقدم كونتشالوفسكي فيلمه الجديد بالأبيض والأسود والمستوحى من أحداث تاريخية تعود إلى عام 1962، أي إلى ذات الفترة التي شهدت خروجه إلى الساحة العالمية.

وتدور أحداث "الرفاق الأعزاء" في نوفوتشركاسك، جنوب غربي روسيا، التي شهدت يومي 1 و2 يونيو/حزيران 1962 أحداثاً مأساوية ظلت سرّاً من أسرار الدولة حتى نهاية ثمانينيات القرن الماضي. المدينة الصغيرة شهدت إضرابات عمالية واسعة احتجاجاً على ارتفاع أسعار المواد الغذائية بنحو 30 في المائة، مع خفض الأجور وزيادة ضغط العمل ضمن ظروف قاسية، ما تسبب في تنظيم عمال مصنع القطارات إضرابا وتظاهرات أخذت في التصاعد بعد كسبها تأييد سكان المدينة. وقامت السلطة السوفييتية بقمعها بقوة، لأنها رأت في ذلك نقطة انطلاق لثورة ضد النظام الاشتراكي، ما تسبب في سقوط 26 قتيلاً و87 جريحاً، إضافة إلى الحكم بحبس أكثر من مائة محتج لمدة عشر سنين، بعد صدور أمر من الزعيم السوفييتي نيكيتا خورتشوف بفعل كل ما يلزم لكسر الإضراب ومنع الاحتجاجات، وإرسال عناصر من الجيش بمدرعاتهم إلى المدينة.

ويقدِّم "المحارب القديم" لـ كونتشالوفسكي الأحداث وفق حبكة تاريخية تعكس الصراع بين الشخصيات الرئيسية، وهي مفتشة لجنة المدينة "لودميلا سيمينا"، الممرضة السابقة في الخط الأمامي على الجبهة أثناء الحرب العالمية الثانية، والمؤمنة بقوة بأفكار الشيوعية والنهج الستاليني، وصديقة ضابط الاستخبارات في المدينة التي تجد نفسها في الجبهة المعاكسة لمعتقداتها الأيديولوجية ومثلها الأعلى الرفيق جوزيف ستالين. فضمن عائلتها تنشط ابنتها ذات الثمانية عشر عاماً في صفوف المحتجين. كما أن والدها المتحدر من قوازق الدون يخفي آراءه المعادية للشيوعية طويلاً، ويحتفظ بأيقوناته المسيحية في صندوق في البيت. ويجد الفرصة في إظهارها أخيراً إلى العلن بسبب الإضرابات، ويحض حفيدته على الاحتجاج. ويرى المخرج المخضرم أن شخصية "لودميلا" تعيش صراعاً كبيراً، خاصة بعد فقدان ابنتها في الأحداث، رغم أنها ساهمت بنشاط في قمع المحتجين على السلطة السوفييتية. ويصور أوضاعها النفسية بعدما وُضِعَت أمام تبني خيارات صعبة متناقضة، بين خيار التحول إلى صورة بطلة الأسطورة الإغريقية القديمة "ميديا" أو مواجهة مصير الأسطورة الإغريقية الأخرى "أنتيغون".

ورغم الانتقادات الموجهة للمخرج بسبب اختياره مواضيع تاريخية للهروب من الواقع الذي يضم صوراً لا تقلّ قسوة، فإن الفيلم يُظهر أن كونتشالوفسكي (مواليد 1937) لا يزال في حالة إبداعية نشطة، ويتابع باهتمام تحولات الحياة الروسية. ويرى نقاد كثيرون أن "إسقاط مأساة نوفوتشركاسك مباشرة على الاحتجاجات والقمع اليوم ليس واضحاً بشكل جلي"، لكن الفيلم يوضح أن "المعايير المزدوجة اليوم تشبه المعايير المزدوجة لموظفي الحزب الشيوعي في الحقبة السوفييتية".

أحداث "نورد أوست" المأساوية

وضمن برنامج الأفلام الإبداعية عُرض فيلم "مؤتمر" للمخرج إيفان تفردوفسكي، ويتطرق أيضًا إلى واحدة من أكثر الصفحات المؤلمة في التاريخ الروسي، وهي الهجوم الإرهابي على مسرح دوبروفكا، جنوب شرقي العاصمة موسكو في عام 2002. ولا يزال تعامل السلطات لإنقاذ الرهائن من قبضة إرهابيين ينتمون إلى حركات متطرفة في الشيشان قضية جدلية، مع تحميل أسر بعض الضحايا البالغ عددهم 120 شخصاً السلطات مسؤولية وفاتهم، لأنها لم تؤمّن الحماية أولاً، ولأنها ركزت على موضوع قتل الإرهابيين أساساً، وليس إنقاذ المحتجزين، وذلك بعد استخدامها غازاً مجهولاً حتى اليوم، تسبب في قتل الإرهابيين وعدد كبيرٍ من المدنيين الذين احتجزوا لعدة أيام أثناء حضورهم عرضاً لمسرحية "نورد أوست" الموسيقية

الفيلم يعرض المأساة من جانب معاناة "نتاليا" التي اختارت الابتعاد عن دنياها، وقصدت ديراً بعيداً للصلاة والعيش، وبعد 17 عاماً قررت العودة مرة أخرى لتنظيم أمسية تذكارية للناجين الذي عاشوا ساعات عصيبة بين الحياة والموت. ويظهر تأثير السلطة الشمولية في القضايا صغيرة عندما يصر مدير المسرح على أن عقد استئجار المبنى هو لعقد مؤتمر، وليس من أجل تنظيم أمسية تذكارية، انطلاقاً من أنه ليس ضرورياً إثارة ذكريات ماضٍ مؤلم، إذْ يسارع الأشخاص العاديون إلى نسيانه في أسرع وقت ممكن.

ويطول حديث الناجين عن ذكرياتهم في الأمسية إلى ما بعد منتصف الليل، ليظهر حارس أمن في القاعة للمطالبة بخروج المشاركين، وفي البداية عبر النصائح، ثم بوقاحة صريحة، وأخيراً، يطردهم بدعم من قوات الأمن من المبنى بعد قطع الكهرباء. وفي هذا المتسع من الوقت يتبادل الحضور شهاداتهم وذكرياتهم حول ما حصل، وكيف عملوا على نسيان الأحداث المأسوية طوال سبعة عشر عاماً، وما هي الكلفة التي دفعوها للتخلص من الصدمة النفسية الكبيرة، والمكاشفات حول الضمير والذاكرة والنسيان. وتتحدث "نتاليا" في الفيلم عن معاناتها الطويلة رغم صلواتها الدائمة للتخلص من عقدة الذنب بعد نجاتها من الحادث وفقدانها زوجها وابنيها الذين لم يستطيعوا مغادرة المسرح

المخرج الشاب (30 عامًا) يكشف عن معاناة أبطاله في فيلم لم يحصل على تمويل من وزارة الثقافة، كما هي العادة في الأفلام التي تتطرق إلى أوضاع مؤلمة من وجهة نظر لا تتبنى الرؤية الرسمية. الفيلم الذي لم يركز كثيراً على الخطف ينتهي بغموض ومرارة، ضمن أجواء لا تفتح على إمكانية المصالحة أو بناء عقد اجتماعي جديد للتغلب على العقبات. ويسجل للفيلم طرحه للحدث المؤلم في التاريخ الروسي بهدوء ومن دون هيستيريا، ضمن التزام المخرج بمبدأ الاهتمام الأخلاقي في جميع القضايا حتى السياسية منها.

 

####

 

جيانفرانكو روسّي: «ليل» ممتدّ من لبنان إلى العراق!

رسالة البندقية/  شفيق طبارة

البندقية | لم يصوّر المخرج الإيطالي جيانفرانكو روسّي مشاهد المعارك، ولكنّ الجروح التي خلّفتها الحرب يتردّد صداها في كل زاوية، داخل وخارج اللقطة. «ليل» (Notturno) وثائقي يحكي عن عالم وبشر يعيشون في ليل دائم، أي في المناطق الحدودية بين لبنان وسوريا والعراق وكردستان. ثلاث سنوات أمضاها المخرج الإيطالي مع الأشخاص الذين يعيشون حيث ينتهي شيء ويبدأ شيء آخر. في الشرق الأوسط، حيث أمضى روسّي سنوات عدة التقى خلالها ببشر يعيشون في مناطق حرب، ولكنه رغب في سرد قصص وشخصيات على هامش الصراع. بقي بعيداً عن الخطوط الأمامية. ذهب إلى حيث يحاول الناس إصلاح حياتهم. نقل الحياة اليومية إلى من يعيشون على طول الحدود التي تفصل الحياة عن الجحيم. صدى الحرب هنا. شعرنا بوجودها القمعي في المباني المهدّمة، في قصص الأطفال، في بعض رسائل «الواتس آب» المرعبة التي تبعثها امرأة سجينة عند «داعش»، في طلقات الرشاشات التي تُسمع من بعيد. تُظهر كاميرا روسّي عالماً اجتماعياً يعيش في بؤس شديد، ندوبه ظاهرة. عمالة الأطفال متفشّية. الرجال والنساء الذين نجوا من الحرب والإرهاب يحملون مأساتهم ولا يمكنهم التفكير في المستقبل. في هذا العالم، لا مجال حتى للغضب. مكان مجنون، ومواقف لا تُصدق تبدو عادية جداً لمن يعيشون هناك. وعلى الرغم من كل شيء، هناك بوادر أمل صغيرة: في منزل صغير يقوم الأولاد والبنات بواجبهم المدرسي على الأرض، في التمثيل المسرحي الذي يقدمه معالج في المصحّة النفسية، حيث يثبت الفن مكانه السياسي. في مونولوجات مرضى المركز الصحي، التي تتحدث عن الأحلام الفاشلة لذلك الربيع العربي... عن التعصّب الديني الذي ذبح كل شيء.

ينتمي جيانفرانكو روسّي إلى المدرسة الإيطالية في صناعة الأفلام الوثائقية. هذه المدرسة التي قدّمت على مدى العقد الأول من القرن العشرين، مساهمة أساسية في تغيير ماهية الفيلم الوثائقي وما يمكن أن يفعله. المدرسة الإيطالية تُدخل في الوثائقي تقنيات السرد القصصي للسينما الروائية. والنتيجة صور موثّقة حقيقية ولكن تمّ تجميعها وتركيبها واستخدامها لتحكي قصصاً من خلال المشاهد أكثر من الكلام أو وضع أحد أمام الكاميرا للحديث. على الرغم من أن جيانفرانكو روسّي غير معروف جداً خارج أوروبا، إلا أنّه من بين أربعة أفلام أنجزها، فقد حصل على جائزة الأسد الذهبي في «البندقية» عام 2013 عن فيلم Sacro GRA (أول وثائقي يربح جائزة في «البندقية»). كما حصل على الدب الذهبي في «مهرجان برلين» عام 2016 عن فيلم «حريق في البحر» (وضع الحياة الخطيرة للمهاجرين العرب في البحر على خلفية الحياة العادية لسكان جزيرة صقلية). واليوم ينافس بفيلمه الخامس على جائزة الدب الذهبي من جديد.

شاعرية هي أفلام روسّي. بعضهم ينتقده بدعوى أنّه يتخطّى القانون والأخلاق ويستغل من هم بحاجة إلى نقل واقعهم في أفلامه من أجل المتعة الجمالية البحت. ولكن روسّي ينقل الحقيقة، والحقيقة مرّة. وإن كان بعض أصحاب البشرة البيضاء، لا يمكن أن يصدقوا أن ما يحدث أمامهم هو شيء حقيقي، فالمشكلة عندهم وليس في أفلام روسّي. «ليل» هو عن الحروب الأهلية المستمرة والديكتاتوريات الشرسة والغزوات والتدخل الأجنبي، كل ذلك حتى نهاية «داعش».

تعمّد روسّي مراوغتنا. لا يمنحنا طريقة لمعرفة أين نحن أو المكان الذي يصوّر فيه، ومن هم هؤلاء الأشخاص وماذا يفعلون. لا تعليقات ولا معلومات تساعد على فهم ما نراه على الشاشة، معظمها قصص تُروى من خلال الصور. والهدف خلق شعور موحّد في المجتمع، ولو أنّها من دول مختلفة. الروايات والقصص تتخطّى التقسيمات الجغرافية، ما يحدث على الحدود بين لبنان وسوريا هو نفسه ما يحدث بين سوريا والعراق. في كل مكان علامات عنف ودمار. ولكن في المقدمة هناك الإنسان، في فيلم مضيء في هذا التاريخ المظلم. كلّ الناس ينتمون إلى مجموعة واحدة، أولئك البعيدون عن الجبهة ولكنهم يعيشون في ظل حروب مستمرة وحداد.

لمسة روسّي ظاهرة طوال الفيلم. في الطبيعة، هناك مشاهد فظيعة، ولكن المشاهد الأخيرة، ربما تكون أقوى لحظات الفيلم. عندما نفهم أنّ الأطفال في المدرسة شاهدون على أشياء فظيعة حصلت أمام أعينهم. الأطفال المصابون بصدمات نفسية هم قنابل موقوتة. نحن لا نسمع القصص ولا روسّي يدع الأطفال يخبروننا عن تلك الفظائع. بدلاً من ذلك، يصفعنا بالرسومات التي خطّها هؤلاء الأطفال والمعلقة على جدار المدرسة، كجزء من الديكور. جزء من واقع يرونه كل يوم، يكشف ما رأوه من دون أن نراه ونسمعه. رسومات منمنمة ملوّنة بالدم والأسلحة والموت.

 

الأخبار اللبنانية في

11.09.2020

 
 
 
 
 

يوميات مهرجان فينيسيا (9) فضح “النظام الجديد

أمير العمري

الظلم والتفرقة الطبقية والقهر الاجتماعي، عوامل كامنة تم التحذير منها مرارا وتكرارا، ليس فقط في بلدان أمريكا الجنوبية، بل في بلدان الشرق الأوسط أيضا وفي مقدمتها مصر ذات المائة مليون نسمة، بينهم أكثر من 40 مليون تحت خط الفقر بسبب السياسات العامة منذ عقود.

وجود طبقة تتمتع بالثراء الشديد والحصانة لن يكون كافيا لمنع اجتياحها وتدمير ممتلكاتها وقتل أفرادها بدم بارد، واختطاف آخرين والمطالبة بفدية.. وممارسة أبشع أنواع التعذيب عليهم والاعتداء الجنسي على بناتهم بل وشبابهم أيضا.

هذه الصورة القاتمة القاسية هي ما نراها في الفيلم المكسيكي الكبير “النظام الجديد” New Order للمخرج مايكل فرانكو، الذي عرض ضمن مسابقة مهرجان فينيسيا الـ 77، منافسا بقوة على “الأسد الذهبي” وغيره من جوائز المهرجان العريق.

إنه دون شك، أكثر أفلامه الستة طموحا، وفيه يصور باستخدام الكاميرا المحمولة معظم الوقت، “ديستوبيا” مرعبة تدور في المستقبل القريب في المكسيك، يكشف عن جانب جديد من الموضوع كلما تعمق فيه، ينحرف بالحبكة، يضع الشخصيات أمام مصائرها الغامضة، يجعل المتفرج طرفا في الفيلم، حيث لا يمكنك أن تدير وجهك لثانية واحدة، فأنت أيضا أصبحت متورطا، سواء كضالع ضمن المذنبين أو في أوساط المتمردين.

من أجواء البذخ والرخاء والاسترخاء، الى أجواء الصخب والعنف. فهذا فيلم عن العنف الطبقي حينما يصل إلى ذروته. ويشعر المشاهد بالرعب والتوتر، فأسلوب البناء والسرد في الفيلم يصاعد من توترنا، مع كل ما نشهده وكأننا أمام أحد أفلام الرعب غير أنه عمل واقعي تماما، وكل شيء فيه مبرر وواضح ومفهوم.

في البداية، حفل زفاف كبير داخل أحد قصور البورجوازية.. رجل من كبار المهندسين المرتبطين برجالات السلطة، يزوج ابنته الشابة “ماريانا” لمهندس معماري شاب. الجميع يلهون ويرقصون ويتناولون الشراب. الجو شديد الجمال والعذوبة. الفتاة جميلة رقيقة كالنسيم، والشاب طاووس صغير.

هناك هجوم يقع في بداية الفيلم على مستشفى. رجال مسلحون يهاجمون المستشفى ويلوثون الجدران بالصبغة الخضراء. لكن لا أحد من بين رجال النخبة الاجتماعية الذين يحضرون حفل الزفاف، يعير اهتماما للفوضى القائمة في الخارج. هنا يحضر الوزراء وكبار المسؤولين وبينهم “فيكتور” رجل المهام الصعبة المرتبط بدوائر السلطة. الجميع ضالعون في شبكة مصالح واحدة، هي شبكة الفساد الذي يحكم في المكسيك. وحتى والد العروس “ايفان” يدفع رشاوى ضخمة للوزير لتسهيل الحصول على المشاريع التي لا تخدم سوى “الطبقة العليا”.

يحضر حارس البوابة يخبر سيدة القصر، والدة العروس ان “رونالدو” على البوابة يريدها في كلمة. من هو رونالدو؟ هو رجل مسن، كان يعمل من قبل في القصر خادما مع زوجته “ليزا” التي ترقد الآن بين الحياة والموت تحتاج لاجراء عملية جراحية عاجلة في القلب. ولكنه لا يملك من ثمن العملية (200 ألف بيزو) سوى 50 ألف فقط. الأم تتردد.. ترتبك ثم تعود وتمنحه مبلغا صغيرا تقول إنه كل ما استطاعت جمعه!

خزانة الأسرة داخل غرفة النوم تمتليء بالمال والشيكات التي انهالت على ماريان كهدايا الزفاف. لكن القاضي الذي سيعقد القران لم يصل بعد. شقيق ماريان (دانيال) يرفض أن يمنح رونالدو شيئا بل يأمر بطرده. لكن ماريان القلب الرقيق في العائلة تصر على أن تأتيه بالمبلغ المطلوب أي 150 ألف. لكنها تكتشف أن أمها قامت بتغيير أرقام الخزانة، وقد غادر رونالدو محبطا. تقرر ماريان أن تأخذ بطاقتها المصرفية وتصحب معها في سيارتها الحارس المخلص “كريستيان” ابن “مارتا”.

بعد انصرف ماريان وكريستيان مباشرة، يقع الهجوم الوحشي المدمر على القصر.. مجموعات من المسلحين يقفزون من فوق الأسوار. لم تمنعهم القوات. ولم يتصد لهم أحد بل إن كبير الحراس ينضم إليهم. إنه أحد المتواطئين. يشهر سلاحه، ويبدأ الجميع مسلسل العنف والابتزاز والسرقة والنهب والقتل وسفك الدماء.  كل شيء في القصر يتم نهبه أو تدميره، بل ويرغم المسلحون “إيفان” رجل العائلة، على تحويل عدة ملايين من حسابه فورا، ويرضخ هو بعد أن يقتلون زوجته أمام عينيه. كما يقتلون أيضا زوجة الابن “دانيال”. وتنتشر الجثث في كل مكان. لكن الخادمة المخلصة “مارتا” تتمكن من البقاء على قيد الحياة رغم مقاومتها للمسلحين. وهي تتصل بكريستيان، تسأله عن ماريان، فيروي لها ما وقع. تطلب منه عدم العودة الآن إلى القصر. وفيما بعد، ستذهب للبحث عن ماريان لدى ابنها كريستيان وتتعرض معه لمحنة شاقة.

قوات الجيش جاءت متأخرة وقامت بسد الطرق. لن تتمكن ماريان من الوصول الى منزل المرأة المريضة “ليزا”. جندي وجندية سيأخذان ماريان من كريستيان ويأمرانه بالبقاء في منزله، بدعوى أنهما سيقومان بتوصيلها. لكنها ستمر بالجحيم نفسه، فستجد نفسها داخل معسكر اعتقال وضعوا فيه آلاف الأشخاص من أبناء الطبقة العليا. تعذيب وتنكيل واغتصاب وتجريد من الملابس وشتائم قذرة وضرب وحشي يعود للقرون الوسطى.. ثم تصويرهم أمام الكاميرا وهم يرجون أهاليهم الاستجابة لما يطلبه الخاطفون ودفع الفدية المالية المطلوبة.

الآن اتضح تماما أن الجيش ضالع في الأمر. والجنود يعملون بأوامر من الكبار. سيتم دفع الفدية لكنهم لن يطلقوا سراح ماريان بل سيطلبون المزيد.. الواضح أن هناك انشقاق أ وتمرد داخل مجموعات العسكر، فالجندي والجندية اللذان أحضرا ماريان، يطالبان بنصيب أكبر لذلك فهما يخرجان عن “الانصياع” الواجب للطغمة العسكرية التي تسير الأمور. لذلك سيكون مصيرهما أسود. وماريان شهدت بعينيها ما يحدث والمسؤولين عنه داخل معسكر الجيش، فهل يمكن أن يتركوها تعود هكذا بكل بساطة؟

سيتضح أن كبير القادة العسكريين، صديق فيكتور، هو محرك الأمور. وسيتعرض كريستيان ووالدته لمحنة أبشع وأكثر قسوة. وأما الأب “ايفان” فسيتم ايداعه مصحة خاصة لعلاجه من الجروح التي أصيب بها، وستعين والدة العريس ممرضة خاصة للإشراف عليه، فلابد أن تظل الصلة بين أبناء الطبقة، فهم لا غنى لهم عن بعضهم.  

هذا عمل كبير استخدم فيه آلاف من الكومبارس.. صور في المواقع الطبيعية، كما استخدمت تقنيات الكومبيوتر لتوليد لقطات في أشهر ميادين العاصمة المكسيكية، يعج بالفوضى والسيارات المحترقة والجثث التي تسد الطرق.. الخ.

كاميرا لا تتوقف بل تظل تلهث وراء الشخصيات والأحداث، وموسيقى كلاسيكية تستخدم بحرص لتصعيد الشعور بالصدمة، وتمثيل على أرقى المستويات، ومونتاج سريع يجعلك داخل الحدث، ينقلك من المجال الخاص، إلى المجال العام، وكذلك بين الطبقات، إلا أن الفيلم بأسره يقدم تلك الصورة المرعبة بقدر كبير من الحيادية، فهو لا ينحاز الى من يقتلون ويسرقون ويدمرون، تماما بقدر عدم تعاطفه بالطبع، مع رموز الطبقة المستغلة الفاسدة. إنه يكتفي برسم معالم الصورة وتجسيدها وتقديمها كإنذار لما هو قابل للحدوث في أي وقت طالما استمرت الأمور على ما هي عليه: طبقة تثري وتكتنز الثروة، وطبقة أخرى لا تجد ما تأكله، ومؤسسات أمنية وعسكرية فاسدة تقف وراء الفساد والمفسدين، تحميهم بل وتشترك معهم، لكنها أيضا، تتستر وتقف متفرجة لا تتدخل عمدا، بينما تجري أعمال الخطف والنهب والسلب والقتل، بل تقيم كيانا لا مثيل له سوى في الدولة النازية والفاشية، لممارسة الابتزاز لتحصل بطريقتها الخاصة، على نصيبها من كعكة الفساد التي صنعتها!

إخراج مايكل يتميز بسيطرة كاملة على المشاهد. ولعل المشهد الأول الرومانسي الناعم للحفل الراقص، حفل الزفاف المفترض، يعتبر واحدا من أعظم مشاهد حفلات الزفاف التي عرفتها السينما، بل إنه يقارن فعلا بالمشهد الافتتاحي في “الأب الروحي” ولكن دون أي محاكاة أو اقتباس بل يظل له خصوصيته وملامحه الخاصة. وعندما يقع الهجوم ينتقل الفيلم من الجو الناعم الى الصخب المميت، ويظل يتوغل بنا في تلك الرحلة الجهنمية القاتمة، التي تغيب فيها الروح الإنسانية تماما ويظهر الانسان بكل وحشيته. لكنها وحشية ترد على تلك “الوحشية الناعمة”..

 

موقع "عين على السينما" في

11.09.2020

 
 
 
 
 

ريجينا كينج تصنع التاريخ في مهرجان فينيسيا السينمائي

هيثم مفيد

عرضت الممثلة الحائزة على الأوسكار، ريجينا كينج، قبل أيام، فيلمها الروائي الجديد "One Night in Miami"، في أولي تجاربها الإخراجية، بمهرجان فينيسيا السينمائي الدولي في نسخته الـ77، لتدخل "كينج" التاريخ كأول فيلم تخرجه امرأة أمريكية من أصل أفريقي يتم اختياره في تاريخ المهرجان.

الفيلم مقتبس من مسرحية كيمب باورز التي تحمل الاسم نفسه، ويحكي قصة ليلة واحدة وأربعة أيقونات سوداء: الملاكم كاسيوس كلاي (المعروف باسم محمد على ) والناشط مالكولم إكس والمغني سام كوك ولاعب كرة القدم جيم براون.

ففي فبراير 1964، خرج كلاي منتصرا من مركز ميامي بيتش للمؤتمرات كبطل عالمي للملاكمة للوزن الثقيل. وبالنظر إلى قوانين الفصل العنصري في حقبة جيم كرو، لا يمكن للملاكم البقاء على الجزيرة، ولكن بدلًا من ذلك يقضي الليلة في الاحتفال مع أصدقائه في فندق هامبتون هاوس موتيل في حي أوفرتاون في ميامي.

من جانبها، قالت كينج: "شعرنا أنه يتعين علينا إنجاز هذا الفيلم وعرضه في فينيسيا، لأننا في لحظة قد يكون فيها الناس منفتحين على ما يقوله. نجري محادثات أعمق حول العرق في الوقت الحالي، وأود أن أرى هذه المحادثات تتحرك نحو أشياء قابلة للتنفيذ. ربما يساعد هذا الفيلم في تحريك الإبرة في هذا الاتجاه".

وذكرت كينج، أن مهرجان فينيسيا السينمائي لديه تاريخ من التكافؤ بين الجنسين. على الرغم من أن فيلم "One Night in Miami" ليس في المنافسة الرسمية هذا العام، فقد سلط الضوء على الحاجة إلى تكريم المزيد من النساء السود في هذا الحدث العريق.

 

البوابة نيوز المصرية في

11.09.2020

 
 
 
 
 

المغربية خنساء بطمة تفوز بجائزة أفضل ممثلة في «فينيسيا»

كتب: أحمد الجزار

فازت المفنانة المغربية خنساء بطمة، ابنة عم المطربة المغربية المعروفة دنيا بطمة، جائزة أفضل ممثلة في مسابقة آفاق، بمهرجان فينيسيا السينمائي، عن دورها في الفيلم المغربي «Zanka Contact» للمخرج إبراهيم العراقي.

تتمحور قصة الفيلم حول موسيقى الروك.

الفيلم يشارك في بطولته إلى جانب خنساء كل من أحمد حمود، ومراد زاوي.

كما فاز أيضا في المسابقة نفسها، بطل الفيلم التونسي «الرجل الذي باع ظهره» بجائزة أفضل ممثل.

وأسدل الستار، مساء اليوم السبت، على الدورة الـ77 لمهرجان فينيسيا السينمائي، والتي أقيمت وسط إجراءات احترازية مشددة بسبب فيروس كورونا.

 

####

 

الفيلم الأمريكي «Nomadland» يحصد الأسد الذهبي بمهرجان فينيسيا السينمائي

كتب: أحمد الجزار

حصد الفيلم الأمريكي «Nomadland» للمخرجة الصينية كلوي تشاو، جائزة الاسد الذهبي كأفضل فيلم في المسابقة الرسمية بمهرجان فينيسيا السينمائي، خلال دورته الـ77، والتي اختتمت مساء اليوم السبت.

ويعد الفيلم من أبرز الافلام الـ18 التي تنافست على الفوز بهذه الجائزة، وقد عرض الفيلم لأول مرة عالميًا أمس 11 سبتمبر، ضمن أفلام المسابقة.

ويعتبر الفيلم الثالث للمخرجة الصينية (كلوي تشاو) ومن إنتاج وبطولة الممثلة الحائزة على جائزة أوسكار( فرانسيس ماكدورماند)، والذي تتم مشاركته مع عدة مهرجانات دولية أخرى.

وتخوض بطلة العمل النجمة فرانسيس ماكدورماند، رحلة للتعرف إلى النفس، واستكشاف جوهر الكون، حقيقة الإنسان هل هو فكرة.. حلم، أم وهم؟ لتكتشف البطلة أن الحقيقة الوحيدة هي الأرض والصخرة والشمس.

يعتبر مهرجان فينيسيا من أقدم المهرجانات السينمائية العالمية وأكثرها شهرة على الإطلاق، ويقام كل عام في آخر شهر أغسطس وأول شهر سبتمبر، ومن أهم جوائزه الرئيسة الأسد الذهبي «Leone d’Oro» لأفضل فيلم يعرض في المسابقة الرئيسة ويعتبر نيلها هو الخطوة الأكثر حظاً لنيل الجوائز المهمة في المهرجانات الأخرى وعلى رأسها جوائز الأوسكار والتي كانت من نصيب فيلم Joker في الدورة 76 للعام الماضي.

 

####

 

بطل الفيلم التونسي «الرجل الذي باع ظهره» يفوز بجائزة أفضل ممثل في «فينيسيا»

والفيلم يفوز بجائزة أديبو كينج للإدماج

كتب: أحمد الجزارأحمد النجار

فاز الممثل التونسي الشاب يحيى منيحي، بطل فيلم «الرجل الذي باع ظهره»، للمخرجة كوثر بن هنية، على جائزة أفضل ممثل في مسابقة آفاق، بمهرجان فينيسيا السينمائي، في دورته الـ77 والتي اختتمت مساء، اليوم السبت.

كما فاز الفيلم بجائزة أديبو كينج للإدماج، وهي جائزة مستوحاة من مبادئ التعاون الاجتماعي.

قصة الفيلم تدور حول سام على، رجل سوري يحاول الفرار لينضم إلى حبيبته في باريس.

ولكنه يجد نفسه عالقًا في لبنان، ويلتقي صدفة مع فنان أمريكي مشهور، يوفر له طريقة للهرب مقابل أن يبيع له بشرته، حيث يسمح للفنان بتحويل ظهر على إلى عمل فني موشوم.

فجأة، أصبح اللاجئ غير المرغوب فيه والهارب دون أوراق، سلعة ذات قيمة كبيرة في سوق الفن.

الفنان يحيى منيحي يلعب دور على، أما كوين دي بو في دور الفنان الشهير، وأخيرًا مونيكا بيلوتشي في دور ثريا والدي، صاحبة معرض فني راقٍ.

أما مخرجة الفيلم كوثر بن هنية، فقد عرفها محبو السينما كمخرجة وثائقيات، حينما قدمت Le Challat de Tunis 2013

شارك «الرجل الذي باع ظهره» كمشروع في مرحلة التطوير بالدورة الثانية لمنطلق الجونة السينمائي، أثناء دورة المهرجان الثانية، وفاز بجائزة بي لينك برودكشنز وقدرها 10 آلاف دولار أمريكي.

 

المصري اليوم في

12.09.2020

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004