كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 

«الشرق الأوسط» في مهرجان «فنيسيا الدولي» (5)..

من فينيسيا إلى الأوسكار: أيام الخيارات الأخيرة

فنيسيا: محمد رُضا

فينيسيا السينمائي الدولي السابع والسبعون

   
 
 
 
 
 
 

التجوال بين أفلام مهرجان فينيسيا السابع والسبعين (من الثاني إلى الثاني عشر من سبتمبر / أيلول) يطرح أسئلة عديدة حول من يستحق الجوائز التي ستختتم الدورة أعمالها بها. ما هويّته؟ ما نوعه؟ ما هي مميّزاته؟ لماذا هو وليس فيلماً آخر؟

هذه الأسئلة التي ليس مفترضاً بلجنة التحكيم، التي ترأسها هذه السنة كيت بلانشِت، أن تقدم تبريرات لكيف اتفقت على منح الأفلام الفائزة جوائزها أو لماذا لم تمنح أياً من الأفلام الأخرى تلك الجوائز. هذا عادي جداً كما هو عادي أن لا نعرف ما هي الأفلام التي لم تنتخبها لجنة الاختيار في مهرجان فينيسيا ولماذا. هناك، حسب الصحافة الإيطالية، ما يزيد على 1500 فيلم تم تقديمه واللوائح هي ملك المهرجان وليست للإعلام العام.

مع اقتراب نهاية الدورة ترتفع الأسئلة المتعلقة بالجوائز وتسارع الممثلة الأسترالية - الأميركية كيت بلانشِت وجهازها من المحلّفين بعقد الاجتماعات التي تبدأ بالاستعراض العام ثم الحذف التدريجي قبل الوصول لتأليف اللائحة التي سيتم انتخاب الفائزين منها.

لجنة التحكيم هذه السنة تتألف، لجانب بلانشِت، من المخرجة النمساوية فيرونيكا فرانز، والمخرجة البريطانية جوانا هوغ، والروائي الإيطالي نيكولا لايويا، والمخرج الألماني كرستيان بتزولد، والممثلة الفرنسية لودفين سانييه، وكان من المفترض اشتراك المخرج الروماني كريستي بييو في هذه اللجنة إلا أنه اعتذر قبل نحو أسبوعين من بدء المهرجان، فتم على الفور انتخاب الممثل الأميركي مات ديلون بديلاً له.

- السباق بدأ

سؤال الجوائز ليس وحده الذي يطفو في أجواء الدورة، هناك أيضاً السؤال الذي بات تقليدياً حول ما هي الأفلام التي ستُعرض هنا وتنطلق للمشاركة في سباق الأوسكار المقبل.

بعد «روما» قبل عامين الذي انطلق كالسهم من عروضه في الدورة الخامسة والسبعين حاملاً جائزة أفضل فيلم إلى الترشيحات الرسمية لجوائز الأوسكار، تأكد دور فينيسيا في حشد الطاقات المحتملة لتشكيل بعض أفلام ووجوه الجوائز الأميركية.

«روما» لألفونسو كوارون لم يكن الفيلم الوحيد الذي قطع المسافة ما بين فينيسيا وهوليوود. هناك أفلام أخرى فعلت ذلك من بينها «لالا لاند» لداميان شازيل (2016)، و«وصول» لدنيس فيللنييف (2016)، و«مولد نجمة» لبرادلي كوبر (2019) و«بيردمان» لأليخاندرو إيناريتو (2014).

هذه السنة يتحدّثون منذ الآن عن فيلم «ليلة في ميامي» للممثلة المتحوّلة للإخراج لأول مرّة ريجينا كينغ: دراما مثيرة للاهتمام عن الليلة التي اجتمع فيها الناشط السياسي مالكولم أكس والملاكم محمد علي والمغني جيمس براون والمغني سام كوك سنة 1964. رجينا ليست غريبة على الأوسكار إذ سبق لها وأن فازت به في سباق أفضل ممثلة مساندة عن دورها في «لو أن بيل ستريت يستطيع الكلام».

فينيسيا لا يفعل ذلك وحده. مهرجانات عدة من بينها صندانس ونيويورك وتورونتو وبرلين وكان يشتركون في الحملة الواضحة (وإن لم تكن رسمية) لتوفير أفلامها الفائزة أو حتى تلك التي لم تفز ومن فيها من ممثلين ووراءها من صانعين إلى حلبات الأوسكار.

- الفائدة هنا متبادلة

العديد من أفلام المهرجانات هي أفلام نوعيّة لا يمكن للأوسكار إغفالها. في المقابل، يستفيد المهرجان إعلامياً حين يُشير الإعلام إلى أن «روما» عُرض في فينيسيا أو أن «بارازايت» عُرض في «كان» أولاً وهكذا.

على الجانب الآخر من الأتلانتِك أعلنت أكاديمية العلوم والفنون السينمائية أول من أمس (الثلاثاء) إدخال تعديلات كبيرة كشروط لقبول الأفلام الأميركية في مسابقاتها. الغاية منها ضمان توسيع رقعة الصورة العرقية والجنسية للمتسابقين. وهذه التعديلات تصيب الأفلام ذاتها كمواضيع وكممثلين وكإنتاج كما المواضيع التي ستطرحها وذلك بدءاً من عام 2024.

على سبيل المثال، على الوجوه المرشّحة أن تشمل ممثلين آسيويين ولاتينيين وأفرو - أميركيين وشرق أوسطيين ومواطنين أميركيين أصليين. لا يعني أن كل فيلم عليه أن يفعل ذلك ليدخل السباق، لكن الأمر سيتم بالنظر إلى النسبة التي عليها أن تكون مرتفعة عن السنوات الماضية والحالية حيال تقديم هذه الأعراق.

وكمثال آخر، فإن الطاقم الذي يشترك في صنع كل فيلم على حدة عليه أن يتألف من 30 في المائة من هذه الفصائل: نساء، أعراق مختلفة، مُثليين وذوي الاحتياجات البدنية الخاصة.

 

####

 

تيلدا سوينتون لـ«الشرق الأوسط»: خلال عزلة {كورونا} فكرت في وضع العالم

فنيسيا: محمد رُضا

> لم تكن دورة هذا العام من مهرجان فينيسيا زاخرة بالوجوه كالمعتاد.

بالطبع العديد من السينمائيين الذين أمّوا المهرجان جاؤوا بمعيّة أفلامهم، لكن هناك العديد ممن لم يحضر. المصوّرون التأموا مجدداً، في كل مساء، لالتقاط وصول الممثلين والمخرجين، لكن تم استبعاد الجمهور بسبب الكورونا. العديد من الضيوف الذين ساروا فوق ذلك البساط الأحمر ارتدوا الكمّامات. تيلدا سوينتون ارتدتها وسخرت منها في الوقت ذاته. وعندما غادرت الليدو قبل يومين لم تحفل بارتدائها إلا حين وصولها إلى المطار عائدة إلى هيثرو، لندن.

قبل ذلك، احتفى بها المهرجان بعرض فيلم حققه بدرو ألمودوفار بعنوان The Human Voice من بطولتها وحدها. صحيح لم يكن فيلماً طويلاً، بل امتد لنحو نصف ساعة فقط، لكنها كانت شبه وحيدة فيه وظهرت في 99 في المائة من لقطاته. مستوحى من مسرحية قصيرة للفرنسي جان كوكتو ويدور حول امرأة تعد نفسها لاتصال هاتفي من الرجل الذي أحبّته لأربع سنوات بعدما غادر المنزل فجأة راغباً في قطع العلاقة بينهما.

ثم احتفى بها المهرجان مرّة ثانية بمنحها جائزة شرف خاصة عن كل أدوارها. جائزة تستحقها بالفعل كونها واحدة من أفضل المواهب العالمية.

لكن ما عدا ذلك لازمت سوينتون فندقها (آكسالسيور) وأجرت مقابلات قليلة واحدة منها كانت هذه المقابلة التي كان عليها أن تبدأ وتنتهي في عشر دقائق. في بال هذا الناقد أن عشر دقائق أفضل من لا شيء. وفيما يلي نص الحوار:

·        «الصوت الإنساني» يبدو، ولو جزئياً، كما لو كان مناسباً لحالة العزلة التي تمر بنا بسبب الكورونا.

- هذا صحيح إلى حد. يتوقف في اعتقادي على كيف يُمكن النظر إليه في مثل هذه الظروف، لكن من نواحٍ أخرى هو ليس كذلك. المسرحية في أساسها كُتبت على أن تكون من بطولة شخصية واحدة تعيش وحدها الآن في منزل منفرد تفصح حوارياً عن أزمتها العاطفية بعدما اكتشفت أن حبيبها قرر تركها.

·        متى تم تصوير هذا الفيلم؟

- في يوليو (تموز) هذا العام. كان ذلك أول ما تم رفع الحظر عن السفر إلى مدريد حيث يعيش (المخرج) بدرو (المودوڤار).

·        هل هو من المخرجين المفضّلين لديك؟ وهل كنت مثلاً تنتظرين مثل هذه الفرصة للعمل معه؟

- نعم وإلى حد صعب وصفه. كنت فعلياً أتطلع إلى مثل هذه الفرصة. هو مخرج لديه الكثير من التميّز في أعماله وفي حياته. يستمد من الحياة معظم ما يقوم به من أفلام ودائماً بصدق. إذا ما شاهدت له أفلامه تدرك ما أقوله. ليس من المخرجين المستعدين لخيانة ذاته وتحقيق أي فيلم لا ينتمي إليه.

·        هل تعلمين إنه رفض دعوة هوليوود للعمل فيها؟

- هذا لا يفاجئني. إنه ذلك النوع من المخرجين.

·        هناك توتر متدرج في «الصوت الإنساني» له مصدران: الحكاية ذاتها حول المرأة التي تستعد لمناجاة حبيبها على أمل أن يغيّر رأيه، ولو أنها تدّعي غير ذلك، والمصدر الثاني هو تمثيلك لهذه الشخصية التي تبقينا مشغولين بانفعالاتها. كيف عمدت إلى هذا المنوال من الأداء؟

- قرأت السيناريو أكثر من مرّة وتحدثت مع بدرو الذي كان صاغياً مُثالياً. كونت فكرتي حول هذه الشخصية التي تعيش على الحافة. كان على هذا الفيلم أن يقدّم شخصية امرأة لديها مشاكل مزاجية وعاطفية ربما كانت سبباً فاعلاً في قرار عشيقها الخروج من حياتها. والحال ازداد بعد أن فعل ذلك. أعتقد ليس من الممكن تقديم أي امرأة أخرى في هذا الموضوع. كان عليها أن تكون هكذا. أقصد متوترة وتعيش على الحافة كما ذكرت.

·        هل كان عليك استعادة تجربة خاصّة مررت بها أو إن اعتمادك كان على خلق هذه التجربة؟

- لم أمر بهذه التجربة في حياتي الخاصة. أقصد حياتي استمرت على النحو نفسه قبل وبعد دخول الآخرين فيها. ما تراه على الشاشة هو شغل الممثل على نفسه (تضحك).

·        هل ارتديت وفريق العمل الكمّامات خلال التصوير؟

- عموماً نعم، لكننا حاولنا أن نمارس التصوير بالشكل والجهد العاديين. لم يكن من السهل المحافظة على توصيات جديدة طوال الوقت. لكن كنا جميعاً مرتاحين وواثقين. هذا مهم خلال التصوير لأن كل واحد يعتمد على الآخر وراحته.

·        ماذا فعلت خلال العزلة التي تم فرضها قبل عدّة أشهر؟

- جلست في منزلي وعمدت إلى تفكير طويل في وضع العالم. ليس إنه من الممكن لي ولك أن نغيّر شيئاً بهذا الحجم من التأثير على الحياة التي عهدناها. لكني فكّرت في أننا كثيراً ما نقبل أوجه الحياة كبديهيات. لا نفكّر كثيراً بها إلا عندما تقع الأزمة. كذلك شاهدت الأفلام في البيت وكم شعرت بالأسف لأنني مضطرة وباقي العالم فعل ذلك.

·        هل ارتياد صالات السينما هو أكثر ما افتقدتيه؟

- بالتأكيد. افتقدت الشاشة الأكبر حجماً والشعور بهيمنة الفيلم على المشاهدين المنتمين إلى أحوال وقطاعات عديدة، لكنهم في خلال حضورهم الفيلم هم تحت سقف واحد يشتركون في استقبال المعروض. لا بد من العودة إلى صالات السينما. السينما هي هويتنا في صور ومواضيع وحتى عندما لا تكون نستمتع بها أكثر كلما كانت الشاشة أعرض وأكبر.

 

الشرق الأوسط في

10.09.2020

 
 
 
 
 

مجيد مجيدي... ما هكذا ترُوى قصة أطفال الشوارع!

رسالة البندقية/  شفيق طبارة

البندقيةقديم، أبوي، تعليمي، مملّ. هي الكلمات التي تصف فيلم المخرج الإيراني مجيد مجيدي. قلت الكلمات الأربع لصحافي ألماني كان جالساً إلى جانبي. ضيق نفس لازمني طوال مدة الفيلم، ليس بسبب الكمامة على وجهي، ولا من غبار وضوضاء الشوارع حيث يسكن ويعمل الأبطال الصغار في الفيلم. الضيق جاء من الفيلم نفسه، من القصة، من السرد، من التكرار، من عدم المصداقية، والكثافة العاطفية التي حشرها مجيدي في الفيلم.

المخرج الإيراني مجيد مجيدي هو مخرج الأطفال. رأيناه دائماً في أفلامه يقف إلى جانب الصغار («أطفال السماء»، «لون الجنة»، «نشيد العصافير»...)، يدافع عن حقوقهم، يطالب بحق التعليم، يصف حياة الشوارع، وحياة الذين يُجبرون على العمل، ويساند أولئك الذين يتم استغلالهم. موضوع الطفولة تيمة متكررة في سينما مجيدي. وفيلمه الجديد ليس بجديد. «خورشيد» أو «أطفال الشمس» (شارك الفيلم في «مهرجان فجر السينمائي» وربح ثلاث جوائز منها أفضل فيلم وأفضل سيناريو) يشارك في المسابقة الرسمية في «مهرجان البندقية» المقام حالياً.

أخرج مجيد مجيدي أطفالاً من الشوارع من أجل المشاركة في مشروعه الجديد. الفيلم مكرّس لجميع الأطفال الذين يتم استغلالهم من قبل «الكبار» في جميع أنحاء العالم، ولكنه جاء مقيّداً بالعاطفة القوية. الأطفال هم الأبطال، علي (روح الله زماني) ابن الاثني عشر عاماً وعصابته الصغيرة من اللصوص هما قلب الفيلم النابض. يرتبون لأنفسهم وظائف مختلفة، وجرائم صغيرة من أجل الحصول على المال السريع لإعالة أسرهم. أطفال الشوارع هؤلاء تخلى عنهم الآباء والمؤسسات، والدولة غائبة لا تهتم بهم، وغالباً ما تكون انتقامية. فقط المدارس القليلة التي يموّلها المحسنون هي مركز الخلاص وفرصة المستقبل لهم. يصل علي إلى مدرسة من هذه المدارس الواقعة في ضواحي طهران، ويسجل هناك مع أصدقائه. الهدف ليس تعليمياً، بل إنهم في مهمة للعثور على كنز مُخفى في المجارير تحت الأرض، بناءً على طلب رئيس عصابة كبير. في «مدرسة الشمس»، سيتعين على الأولاد التظاهر بأنهم مهتمون باستئناف دراستهم وحفر نفق بالسرّ للعثور على الكنز. من هذا الأساس، يولد فيلم بمعدل خطابي عالٍ، سواء في السرد أم في التمثيل، مع تصوير لامع ونظيف جداً، نسف فيه مجيدي الواقعية. عدم المصداقية يولد فيلماً غير عفوي، مبنياً على نقاط محددة، مكررة، غير مفاجئة، ونادراً ما تكون مثيرة. والنتيجة فيلم لا يكاد يُذكر. في كثير من الأحيان، استغل مجيدي النغمات الميلودرامية، وسقط في نغمة الرمزية المفرطة. فيلم فيه الكثير من الديماغوجية، خامل ومعروف. هل تتذكرون «كفرناحوم» نادين لبكي؟

ماكر، ومصمم بوضوح لاستمالة عواطف الجمهور، يبرز روح الله زماني الصغير كوجود قادر على تحفيز انتباه المشاهد، بفضل وجه قادر فوراً على الإيحاء بهشاشة شخصيته، وفي الوقت نفسه إظهار ذلك الإحساس اليائس بالبقاء الذي يحرك كل أفعاله، خاصة في المشهد الأخير الذي يشبه الولادة الجديدة في مكان ضيق جداً.

لا يجد مجيدي منفذاً مناسباً للقصة الذي يريد أن يقدمها، حتى الشمس التي هي أساس العنوان لا تجد مكاناً في إطارات الصور، ولا تباين بين الظلام والضوء. عمالة الأطفال، الصداقة، الطفولة والحرية... كل شيء يُروى من قبل المخرج، وهذا ليس فقط لأنه لا يعمّق شخصياته بشكل صحيح، ولكن قبل أي شيء لأنه غير قادر على المغامرة في أحشاء الأرض مع علي. نتأثر فقط بالقدر الذي يتحدث فيه الفيلم عن استغلال الأطفال، وليس لأن هذه القضية يتم تناولها بالفعل والتعمّق فيها. يبدو الأمر كما لو كنا نعرف بالفعل القليل من كل شيء عن «خورشيد». فيلم يقول أكثر مما يمكن أن يظهره. روح المغامرة والكنز وعملية البحث الموجودة في الفيلم تذكّرنا بأفلام المغامرات في الثمانينيات (The Goonies /Stand By me)مع أن لا مجال للمقارنة في الأصل، ولكن هذا فقط لإظهار التناقض بين ما يريد مجيدي أن يقوله وبين ما قدّمه.

فيلم برسالة واضحة وكبيرة إذا سلّمنا بأن الموعظة يصح أن تكون «رسالة» أي عمل فني (السينما والفن ليسا رسالة). «لا تدعوا الأطفال يعملون، فهم لهم الحق في الدراسة!» جملة يمرغها مجيدي بوجهنا طوال الفيلم. إنها حيلة ذكية لتقديم فيلم كهذا، وليست تافهة على الإطلاق. مع ذلك، نسي مجيدي تطويرها. المشاهد بدون مصداقية، بل مضحكة في بعض الأوقات. مثلا يتمكن الأولاد من الخروج من الفصل الدراسي من أجل الحفر تحت الأرض، ما يحدث ضجيجاً جهنمياً، لكن لا أحد يهتم به! فيلم خال من الخيال، كل شيء يمكن التنبؤ به. لا يُسمن ولا يغني من جوع، مناسب لتحريك عواطف الجمهور، من دون طرح أسئلة حقيقية. شتان ما بين فيلم مجيدي والسينما التي تحكي قصص الطفولة بصرامة مختلفة في إيران من عباس كيارستمي وسميرة مخملباف إلى جعفر بناهي.

 

الأخبار اللبنانية في

10.09.2020

 
 
 
 
 

عودة خجولة للمهرجانات الفنية العالمية بعد كورونا

نور عويتي

يبدو أن الرغبة بعودة الحياة الفنية إلى طبيعتها قد بدأت تتغلب على حالة الشلل العام التي فرضتها الإجراءات الوقائية التي أعقبت انتشار جائحة فيروس كورونا. فبعد أن ألغي العديد من المهرجانات الفنية حول العالم في الأشهر الأخيرة، مثل مهرجان "كانّ" السينمائي ومهرجان أفينيون المسرحي ومهرجان مارسيك لموسيقى الجاز وغيرها الكثير؛ ها هي الحياة تعود من جديد لأوصال المهرجانات العالمية، إذْ شهد الأسبوع الماضي انطلاقة الدورة السابعة والسبعين من مهرجان البندقية السينمائي الدولي، والذي يعتبر أقدم مهرجان سينمائي حول العالم، كما احتضنت مدينة نيويورك حفل توزيع الجوائز السنوية "فيديو ميوزك أوورد" بذات التوقيت

لكن ذلك لا يعني أن هذه المهرجانات تم إحياؤها بشكل طبيعي، بل كانت مكبلة بالقيود التي تم فرضها لتتماشى مع الإجراءات الوقائية الصحية؛ إذْ أقيمَ حفل "فيديو ميوزك أوورد" بشكلٍ افتراضي، حاله كحال عدد كبير من العروض الفنية التي تم تقديمها في الآونة الأخيرة؛ لكنه تميز عنها جميعاً بأنه بدا كحفل حيّ اكتسح فضاء مدينة نيويورك كاملةً ليلة 31 أغسطس/ آب. وتم عرض فيديوهات الأداء المباشر في سائر أنحاء المدينة؛ ليتمكن المهرجان من خلال ذلك من أن يحافظ على حالته الحية، رغم عدم السماح للجمهور بالوجود في قاعة الأداء.

وبالمقابل، فإن القائمين على الحفل والمشاركين فيه، تمكنوا من استثمار الواقع الجديد المعيش، والذي فرضته جائحة كورونا، لإدخال بعض الإضافات الفنية. فاستحدث المهرجان فئتين جديدتين من الجوائز، هما: "أفضل فيديو موسيقي منزلي"، التي حصلت عليها أغنية Stuck with you لأريانا غراندي وجاستن بيبر، وجائزة "أفضل عرض برفورمانس في الحجر الصحي"، التي حصلت عليه فرقة CNCO. 

وكان شكل الحياة الجديد والطارئ مسيطراً على المسرح، وتجلى ذلك بالأداء الذي قدمته ليدي غاغا التي نالت أكبر عدد من الجوائز في الحفل، إذْ تكوّن عرضها من ثلاث أغنيات بمشاركة أريانا غراندي، وبدت هذه الأغاني تجسيداً لقصة انفجار الوباء والموت والعودة للحياة من جديد، وفي هذا العرض، سيطرت الأقنعة الواقية على الأزياء. وكذلك، قامت دوجا كات التي نالت جائزة أفضل مغنية جديدة، باستحضار شكل الفيروس التاجي بأدائها الحي، لتغني وهي محاطة براقصين يرتدون زي كورونا

أما في ما يتعلق بمهرجان البندقية، فهو فعلياً أول مهرجان سينمائي عالمي يفتح أبواب صالاته السينمائية للجمهور منذ بدء أزمة كورونا؛ لكن فُرض فيه الكثير من الإجراءات الوقائية التي نغصت هذه العودة لصالات السينما، إذْ لم تكن الأجواء طبيعية تماماً. وتُعتبَر عودة مهرجان البندقية السينمائي الحدث الفني الأبرز في الوقت الحالي، كونه المهرجان الذي أقيم للتأكيد على أهمية طقوس السينما وصالاتها في الوقت الذي باتت فيه منصات البث الرقمية تحتل مكانتها، وبدأت بعض الدور قريبة من إعلان إفلاسها؛ فهذه الدورة بدت انتصاراً للسينما التقليدية، وأشبه باعتراض على إلغاء دورها ومكانتها، سواء كان الإلغاء متعمدًا أو غير متعمد، وهو الأمر الذي ساهمت جائحة كورونا فيه بشكل كبير

وفي هذه النسخة من المهرجان التي تنتهي يوم 12 سبتمبر/ أيلول، يتنافس 18 فيلماً على جائزة "الأسد الذهبي"، وهو عدد أقل من المعتاد؛ إذ تم تقليص عدد العروض، كما تم تقليص عدد الجمهور المسموح له بالدخول إلى الصالات، وفُرض على جميع الجمهور العديد من الإجراءات الوقائية المشددة؛ فعلى الأبواب يقف عدد كبير من الحراس ليتأكدوا من ارتداء الجمهور الكمامات ويقيسوا درجة حرارتهم. هذه الإجراءات لم ترق للجمهور الذي قام أفراده بانتقادها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ليذكروا قصصًا حدثت معهم خلال المهرجان اعتبروها غير لائقة، وانتقدوا الإجراءات البيروقراطية التي فرضت بحجة الحفاظ على السلامة العامة.

 

العربي الجديد اللندنية في

10.09.2020

 
 
 
 
 

فيلم «غزة مونامور» يحصد إشادات نقدية في مهرجان فينيسيا السينمائي(صور)

يرصد حياة عجوز وحيدا وعنيدا بطريقة كوميدية

كتب: ريهام جودة

في عرضه العالمي الأول، نال الفيلم الفلسطيني «غزة مونامور» للأخوين طرزان وعرب ناصر إشادة نقدية واسعة ضمن فعاليات الدورة الـ77 من مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي، وتلقى الفيلم تصفيقاً استمر بعد العرض لأكثر من 5 دقائق، وذلك بحضور مخرجي الفيلم وبطليه سليم ضو وهيام عباس، وهو الفيلم العربي الوحيد الذي جمع بين المشاركة في مهرجانيّ «فينيسيا» و«تورونتو» هذا العام.

وحصد الفيلم احتفاء النقاد بالصحافة الدولية، فكتب «فابيان لوميرسييه» من موقع «سينيوروب»: «عمل ثان رائع للثنائي الفلسطيني، جوهرة صغيرة من البساطة -الظاهرية- والذكاء»، وأضاف :أظهر طرزان وعرب ناصر حس دعابة أصيلا، ليثبتا بما لا يدع مجالاً للشك من خلال «غزة مونامور» أن هذه ليست المرة الأخيرة التي يسمع عنهما العالم السينمائي.

وفي موقع «هوليوود ريبورتر» كتب «جوردان مينتزر»: يحمل الفيلم لمحات من أعمال جيم جارموش وأكي كاوريسمكي، على الرغم من أنه أقرب إلى طرافة وسيريالية أعمال المخرج الفلسطيني المخضرم إيليا سليمان.

كما كتب «جوناثان رومني» في موقع «سكرين ديلي»: إجمالاً هو فيلم بسيط ولكنه مثير للإعجاب للغاية، يرصد حياة عجوز وحيد عنيد، ويثبت أن روح الواقعية الجديدة الإيطالية مازالت تجوب بقوة عالم السينما، ممتزجة بلمحات من الواقعية السحرية والكوميديا السوداء.

ومن المقرر عرض الفيلم في مهرجان تورونتو السينمائي الدولي ضمن قسم «Discovery» ليكون الفيلم العربي الروائي الوحيد المشارك في دورة المهرجان المقامة في الفترة من 10 وحتى 20 سبتمبر الجاري، وسيحصل الفيلم على 5 عروض خلال مشاركته بالمهرجان.

أحداث الفيلم تدور في غزة، حيث عيسي الصياد الذي تجاوز الستين من عمره، ويخفي حبه لـسهام التي تعمل خياطة في السوق، ويقرر في النهاية أن يتقدم لها، وفي إحدى رحلات الصيد يعلق في شبكته تمثالاً أثرياً لـأبولو ويقوم بإخفائه في بيته، وتبدأ المشاكل حين تكتشف السلطات وجود هذا التمثال معه.

فيلم Gaza Mon Amour من تأليف وإخراج الأخوين ناصر، ويشارك في بطولته مجموعة من النجوم هم سليم ضو، هيام عباس، ميساء عبدالهادي، جورج إسكندر، هيثم العمري، ومنال عوض، واختير للمشاركة في سوق برلين للإنتاج المشترك عام 2019.

الفيلم إنتاج مشترك بين فرنسا، ألمانيا، البرتغال، فلسطين وقطر.

الثنائي طرزان وعرب ناصر ولدا في مدينة غزة بفلسطين عام 1988، ودرسا في كلية الفنون الجميلة جامعة الأقصى حيث تعلقا بالسينما والرسم، وفي عام 2013، أخرجا الفيلم القصير «كوندوم ليد» الذي اختير للمنافسة في مهرجان كان السينمائي، وفي العام التالي، أخرجا تجربتهما الروائية الطويلة الأولي «ديجراديه» الذي شهد عرضه العالمي الأول في مهرجان كان عام 2015، وعُرض أيضاً في مهرجان تورنتو السينمائي الدولي عام 2015، ويعد «غزة مونامور» ثاني أفلامهما الروائية الطويلة.

 

المصري اليوم في

10.09.2020

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004