كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 

الوثائقيّ الثالث عن السجون اللبنانيّة بعد «12 لبناني غاضب» و«يوميات شهرزاد»

زينة دكّاش: يوميّات «الجنون» في «البيت الأزرق»

رسالة البندقية/  شفيق طبارة

فينيسيا السينمائي الدولي السابع والسبعون

   
 
 
 
 
 
 

البندقية | «لبنان عندو مرض نفسي، بيأثر على صحيح النفس». هذه هي رسالة تليجي لوزير الداخلية. هو يريد أن يكون وزيراً للسعادة. وتليجي هو أحد المساجين المحكومين بالمؤبّد في سجن رومية. مجرمٌ يعاني اضطراباً نفسياً، لم يُحاكَم كما يحاكم أقرانه في لبنان، ولم يوضع في المبنى المخصّص لهم.

مبنى السجناء الذين يعانون من الاضطرابات النفسية/ العقلية في سجن رومية يسمّى «المبنى/ البيت الأزرق»، يفصل فيه هؤلاء عن السجناء «الأصحاء» ويمنعون من التواصل معهم.

في لبنان، يُحاكم مرتكب الجرائم الذي يعاني من خلل نفسي وفق قانون عقوبات صادر عام 1943، ينصّ على أنّ هؤلاء المساجين «المجانين»، «الممسوسين»، «المعاتيه» كما يسميهم، يتم حجزهم في مأوى احترازي لحين ثبوت شفائهم.

فيلم زينة دكاش الجديد «السجناء الزرق» الذي يُعرض ضمن مسابقة Final Cut في «مهرجان البندقية السينمائي الدولي»، يغوص في قصص هؤلاء المحكومين في «البيت الأزرق». ينقل حصص التدريب التي قام بها السجناء «العاديون» لينقلوا ويتلبّسوا الشخصيات الحقيقية للسجناء الزرق (بعض السجناء يعرفون شخصياً هؤلاء الذين يسكنون في «البيت الأزرق») في مسرحية «جوهر في مهب الريح» التي عُرضت في «سجن رومية» عام 2016. إنّه الوثائقي الثالث لدكاش عن السجون اللبنانية بعد عملَيها «12 لبناني غاضب» و«يوميات شهرزاد».

حميمية هي كاميرا زينة، قريبة جداً من وجوه المساجين وأياديهم، تكاد تمسّهم لكنها لا تخترق خصوصيتهم. هذه هي لعبة الكاميرا التي تخترق الحاجز بيننا وبينهم، لكنهم يبقون هناك في رومية... مساجين لا يمكن أبداً أن نصل إليهم. يحمل الوثائقي إلينا أفكارهم، تنقل زينة صوت من يتعذّر سماعهم. أفكارٌ خام، تخرج بدون «فلتر»، أفكارٌ حقيقية وصادقة. هم بشر لا شيء لديهم ليخسروه. «مجرمون» تنجح زينة في تقريبهم منّا، جملهم البسيطة تضعهم على حافة قلوبنا.

هم يريدون أن يخبروا قصصهم التي لم يرد أحدٌ يوماً سماعها. سيبقون سجناء لحين ثبوت شفائهم! لكن لا أحد يعبأ بتتبّع أحوالهم، لا القضاة الذين مثلوا أمامهم، ولا الأطباء الذين مرّوا عليهم. حتى الشفاء هنا كلمة كاذبة. لا يمكن لأحد أن يشفى. حالهم تستقرّ فقط، هذا هو الشفاء بالنسبة إليهم، وهذا ليس كافياً ليستعيدوا حريتهم. هم محكومون إذن بالسجن المؤبد، ولو قيل عكس ذلك. على أحد جدران السجن الأزرق، كُتبت جملة «العدالة الاجتماعية حلم الأنبياء»، وهذا تماماً ما يعانون منه. يقول طأطأ إنّه لا يحب أن يتكلم كثيراً، لأنه تعوّد منذ الطفولة ألا يتكلم، يتمنى اليوم لو أنه يقول أكثر. يبوح: «أنا وصغير، أهلي ما غنّجوني». يخبرنا قصة «البيسكليت»، ويغازل زينة برقيّ: «الجنس اللطيف بيطلعش منن كلام بشع». في مشهد ثانٍ، نراه على الشباك يراقب مدينته من أعلى، ثم يقول: «بيروت مدينة عالفاضي». في مشهد آخر، يخبرنا بأنه يجب أن تُخفض مدة عقوبتهم: «لبنان ظالم شوي، مبارح بالليل طفت على أميركا، نزلولي المدة أربع سنين».

زينة لا تمهّد. تدخلنا منذ المشهد الأول في روح الفيلم. تبدأ بمعادلة رياضية (معظمنا لا يعرف جوابها)، لكن عيتاني الذي كان أستاذ رياضيات ولغة عربية يسكت قليلاً، يفكر، يفرك رأسه. الكاميرا على عينيه... يخبرنا بالجواب الصحيح. هو الذي يقول إنّه يستطيع أن يتزوج الآن لأنّ لديه المال: «معي أربعة آلاف ليرة». البداية مثالية لفيلم تتضح معالمه ورؤيته برويّة وهدوء.

تنتقل الكاميرا بعدها إلى سجين ثان. هو هنا منذ 85 سنة، واليوم عمره: «شي 130 أو 140 سنة»، هذه حسبته!

ننتقل إلى طفيلي الراقي والمؤدّب. يقول إنّ مشكلته الفصام. يخبرنا قصة «القمبز». هو يحب فرقة «بينك فلويد» وجو داسّان. يهدي والده أغنية فيروز «نطرونا كتير ع موقف دارينا» على «صوت لبنان»، «بلعب زهر كل يوم، امرار بربح انا امرار حالي» يقول أحدهم.

قد يضحكنا ما يقولونه، وبالفعل ضحكنا، لكن فجأة بعد الضحك، تهزّنا الفكرة الأكبر. «الدنيا صورة وغرفة وحدة، بس يلي بيمشي عالعمى بفكرها دنيا كبيرة وواسعة». هذا كلام خرج من فم هؤلاء الذين يقول عنهم القانون إنّهم «ممسوسون ومعاتيه». لعل ما يصف الحالة الكبيرة هي مقولة المخرج الياباني أكيرا كوروساوا المكتوبة في الغرفة التي يتدرب فيها السجناء «العاقلون» على مسرحيتهم «في عالم مجنون، فقط المجنون هو العاقل».

تُجلسنا زينة بكاميراتها الثابتة مع المساجين، نستمع إليهم، تكاد تطاولنا رائحة سجائرهم المشتعلة معظم الوقت. نعيش معهم، نعود بالزمن إلى طفولتهم، ثم قصص التحول المؤثرة على مجرى حياتهم، ننتقل إلى شبابهم. هنا لا تفاصيل كثيرة ولا أسرار كبيرة، بل بوح وأفكار ممزوجة بحميمية فقط. يغمرنا الفيلم بمشاهدة وصورة، وننتظر القصة التالية، ننتقل إلى داخل الفيلم وزمنه. زينة تكسر الحواجز وتنقلنا إلى عالم غريب لا نعرفه. تجربة جريئة تم تنفيذها بإتقان. اكتشفنا الشخصيات واللحظات التي غيّرت مصيرها.

فيلم تمتزج فيه زينة مع المساجين في خلفيتها كمعالجة نفسية من خلال الدراما، لتذيقنا الطعم الحلو والمر والدافئ لمشاهدها الثابتة. لا مفرّ من العالم الذي تُدخلنا فيه زينة. عالم يبثّ الروح ويضفي الكثير من الإنسانية. نلمس الغلاف، ثم نقلب الصفحات برويّة لنشاهد صورة تلو أخرى وندخل فصلاً تلو آخر. الصورة تتحدث عن نفسها، بلغتها الخاصة ورمزيتها الفائقة، فنلمس هالة إلهيّة وصوفية، وخاصة في مشاهد المسرحية ومشاهد التدريب والرقص. وجوه المساجين غامضة. نهاراً تضيء الشمس الوجوه ونبصر سخطها ولا مبالاتها في وجه ما يحدث لها.

لا تبخل علينا زينة، توازن فيلمها، لا تدعنا نبكي، لا تستغلّهم. نضحك معهم تارة، وطوراً تنهمر الدمعة، ولكن سرعان ما تمسحها زينة بمشهد من التدريب والمسرحية. مشاهد التدريب، نرى فيها شغف المساجين «العاديين» بنقل قصص رفاقهم الذين لا يعرفون عنهم الكثير إلا من خلال فيديوهات عرّفتهم زينة عبرها إليهم، ليلبسوا شخصياتهم.

يخبرنا السجناء في مبنى المحكومين بقصة «المبنى الأزرق». يخيّل إليهم أنّهم مكان أقرانهم المرضى، محكومون بالشفاء. يخبروننا قصة زوادة، الجالس بينهم، والذي حين يسأل عمن يتحدثون ويجيبونه باسمه، يهزّ رأسه بعبثية. عبثية تشبه عبثية الحياة والسجن ووهم الحرية وأكذوبة الجنون.

أعطت زينة الحرية للمساجين، من داخل الزنازين كانوا طلقاء. قرّبتهم منّا بطريقة غريبة، وددنا لو نعرفهم أكثر، أحببنا زيارتهم والسؤال عن أحوالهم. الصورة لا تكتمل من دون الصوت، لكنّ المجال السمعي الأكبر ليس للموسيقى الأصلية المستخدمة في الفيلم، بل للأصوات المحيطة والبيئة الطبيعية، وصولاً إلى صوت المياه والأحاديث الجانبية وضجة السجن. تمرّ ساعة من الفيلم ونحن نبتسم ونضحك ونشارك الجميع قصصهم، ثم في آخر 15 دقيقة تصفعنا زينة بالحقيقة، بـ»طقّة» إصبع تعيدنا إلى الواقع. واقعهم الحزين، هم سيبقون هناك إلى الأبد ربما، وسيخبروننا تباعاً بمآسيهم. نغوص في تعقيدات العقل البشري، نكتشف الموازي في أنفسنا ونحاول فهم ما في أنفسهم. نتركهم خلفنا ونتمنى أن لا نفعل. نريد المزيد من قصصهم، نريد معرفة المذنبين فيهم. نتركهم مع كلمات على الشاشة، ومشاهد لمن خرج منهم إلى الحرية.

لعل الفيلم عند عرضه في لبنان قد يُغيّر القانون السيّئ. فعلتها زينة قبلاً، وهدفها في فيلمها الجديد أن تفعلها مرة ثانية، وأن تعالجهم بالفن والدراما. نترك الفيلم مع ابتسامة طأطأ ومشاعر حاسمة وفهم مؤكد، ولكن دوماً مع دفعة صغيرة للتأمل والتفكير.

 

الأخبار اللبنانية في

09.09.2020

 
 
 
 
 

غزة مونامور يحصد على إعجاب النقاد في مهرجان فينيسيا

كتب - أحمد عمرو

حصد فيلم غزة مونامور للأخوين طرزان وعرب ناصر على إعجاب النقاد، وذلك ضمن فعاليات النسخة الـ 77 من مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي.

كما نال الفيلم على تصفيق حاد أستمر عقب نهاية العرض لمدة 5 دقائق، وذلك وسط حضور فريق عمل الفيلم، كما يعد الفيلم هو الوحيد الذي جمع بين المشاركة في مهرجانيّ فينيسيا وتورونتو.

ومن المقرر عرض الفيلم في مهرجان تورونتو السينمائي الدولي ضمن قسم Discovery، ليكون الفيلم العربي الروائي الوحيد المشارك في دورة المهرجان المقامة فيما بين 10 و20 سبتمبر الحالي، وسيحصل الفيلم على 5 عروض خلال مشاركته بالمهرجان.

وتدور أحداث في غزة، حول عيسي الصياد الذي تجاوز الستين من عمره، ويخفي حبه لـسهام التي تعمل خياطة في السوق، ويقرر في النهاية أن يتقدم لها، وفي إحدى رحلات الصيد يعلق في شبكته تمثالاً أثرياً لـأبولو ويقوم بإخفائه في بيته، وتبدأ المشاكل حين تكتشف السلطات وجود هذا التمثال معه.

 

####

 

صور .. ريا أبي راشد تتألق بالأسود من مهرجان فينيسيا الدولي

كتبت - لمياء نبيل

نشرت الإعلامية ريا أبي راشد مجموعة صور جديدة، عبر حسابها الرسمي على موقع تبادل الصور والفيديوهات الشهير "إنستجرام".

وظهرت "أبي راشد" في الصور بفستان طويل ومجسم، يبرز رشاقتها باللون الأسود، من مهرجان فينيسيا السينمائي "البندقية"، في دورته الـ77.

وشهد مهرجان فينيسيا حضور عدد كبير من النجوم والمشاهير، وسط إلتزام كامل بجميع الإجراءات الإحترازية ضد فيروس كورونا، ومنها إرتداء الكمامات والتعقيم والتباعد الإجتماعي قدر الإمكان.

وإنطلق مهرجان فينيسيا السينمائي في دورته ال 77 بحضور عدد كبير من النجوم والمشاهير، ويعتبر أول مهرجان سينمائي عالمي بعد جائحة فيروس كورونا العالمية، وذلك في ظل الإلتزام بجميع الإجراءات الاحترازية.

 

####

 

"غزة مونامور" يحصد إشادة نقدية واسعة في مهرجان فينيسيا

علاء عادل

نال الفيلم الفلسطيني غزة مونامور للأخوين طرزان وعرب ناصر إشادة نقدية واسعة ضمن فعاليات النسخة 77 من مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي، وتلقى الفيلم تصفيقاً استمر بعد العرض لأكثر من 5 دقائق، وذلك بحضور مخرجي الفيلم وبطليه سليم ضو وهيام عباس، وهو الفيلم العربي الوحيد الذي جمع بين المشاركة في مهرجانيّ فينيسيا وتورونتو هذا العام.

وحصد الفيلم احتفاء النقاد بالصحافة الدولية، فكتب فابيان لوميرسييه من موقع سينيوروب "عمل ثان رائع للثنائي الفلسطيني، جوهرة صغيرة من البساطة -الظاهرية- والذكاء"، وأضاف "أظهر طرزان وعرب ناصر حس دعابة أصيل، ليثبتا بما لا يدع مجالاً للشك من خلال غزة مونامور أن هذه ليست المرة الأخيرة التي يسمع عنهما العالم السينمائي".

وفي موقع هوليوود ريبورتر كتب جوردان مينتزر "يحمل الفيلم لمحات من أعمال جيم جارموش وأكي كاوريسمكي، على الرغم من أنه أقرب إلى طرافة وسيريالية أعمال المخرج الفلسطيني المخضرم إيليا سليمان".

كما كتب جوناثان رومني في موقع سكرين ديلي "إجمالاً هو فيلم بسيط ولكنه مثير للإعجاب للغاية، يرصد حياة عجوز وحيد عنيد، ويثبت أن روح الواقعية الجديدة الإيطالية مازالت تجوب بقوة عالم السينما، ممتزجة بلمحات من الواقعية السحرية والكوميديا السوداء".

ومن المقرر عرض الفيلم في مهرجان تورونتو السينمائي الدولي ضمن قسم (Discovery، ليكون الفيلم العربي الروائي الوحيد المشارك في دورة المهرجان المقامة فيما بين 10 و20 سبتمبر الحالي، وسيحصل الفيلم على 5 عروض خلال مشاركته بالمهرجان.

أحداث الفيلم تدور في غزة، حيث عيسي الصياد الذي تجاوز الستين من عمره، ويخفي حبه لـسهام التي تعمل خياطة في السوق، ويقرر في النهاية أن يتقدم لها، وفي إحدى رحلات الصيد يعلق في شبكته تمثالاً أثرياً لـأبولو ويقوم بإخفائه في بيته، وتبدأ المشاكل حين تكتشف السلطات وجود هذا التمثال معه.

فيلم Gaza Mon Amour من تأليف وإخراج الأخوين ناصر، ويشارك في بطولة الفيلم مجموعة من النجوم هم سليم ضو، هيام عباس، ميساء عبد الهادي، جورج إسكندر، هيثم العمري، ومنال عوض، واختير للمشاركة في سوق برلين للإنتاج المشترك عام 2019.

الثنائي طرزان وعرب ناصر ولدا في مدينة غزة بفلسطين عام 1988، ودرسا في كلية الفنون الجميلة جامعة الأقصى حيث تعلقا بالسينما والرسم. وفي عام 2013، أخرجا الفيلم القصير كوندوم ليد الذي اختير للمنافسة في مهرجان كان السينمائي. وفي العام التالي، أخرجا تجربتهما الروائية الطويلة الأولي ديغراديه الذي شهد عرضه العالمي الأول في مهرجان كان عام 2015، وعُرض أيضاً في مهرجان تورنتو السينمائي الدولي عام 2015، غزة مونامور هو ثاني أفلامهما الروائية الطويلة.

 

الوفد المصرية في

09.09.2020

 
 
 
 
 

بعد اتهامات بانعدام المساواة.. قضايا النساء تتصدر مهرجان البندقية

وكالات

تشكّل النساء ونضالهن من أجل حقوقهن محور عدّة أفلام تشارك في المنافسة على جائزة الأسد الذهبي التي تمنح، السبت، في ختام مهرجان البندقية.  

 ويبدو أن المهرجان الذي انُتقد في السنوات الأخيرة لانعدام المساواة بين الجنسين في خياراته استنهض همّته للدورة السابعة والسبعين مع اختيار ثماني مخرجات من أصل 18 سينمائيا للمنافسة في المسابقة الرسمية.  

ولا يزال الجدل حول مكانة النساء الذي يتصدّر النقاش العام منذ حملة "#مي-تو"، المناهضة للتحرّش الجنسي يعصف بعالم السينما، ويعجّ مهرجان البندقية بالنساء القويّات والمؤثّرات منذ انطلاق فعالياته في الثالث من أيلول/سبتمبر.    

وتخرج إليانور ماركس ابنة الفيلسوف الشهير كارل ماركس الذي وضع أسس الشيوعية من الظلّ بفضل الفنّ السابع مع فيلم عن حياتها بعنوان "مس ماركس" يشارك في المسابقة الرسمية.

ويشكّل هذا الفيلم الذي يحمل توقيع الإيطالية سوزانا نيكياريلي تحية إلى النضال النسوي، مازجا بين الموسيقى المعاصرة وصور من القرن التاسع عشر ومتأرجحا، مثل بطلته، بين المنطق والعواطف.    

 وكانت الابنة الصغرى لكارل ماركس من أولى الناشطات النسويات اللواتي دمجن النضال من أجل المساواة بين الرجل والمرأة في صراع الطبقات الاجتماعية، وذلك في أواخر القرن التاسع عشر.  

 فإليانور، الفتاة المثقّفة والمتميّزة المولودة في لندن سنة 1855، كانت مقتنعة بالمزايا التحريرية للثقافة والفنّ. وهي انتحرت في الثالثة والأربعين من العمر على خلفية مشاكل عاطفية.  

 وقالت المخرجة إن "قصة إليانور تحمل في طيّاتها مواضيع جدّ عصرية لدرجة أنها لا تزال اليوم تعتبر ثورية... وتبرز الصعوبات والتناقضات" في مسار تحرير النساء.  

منظور نسائي 

 وعلى صعيد التمثيل، تتميّز البريطانية فانيسا كيربي، إحدى نجمات مسلسل "ذي كراون"، بتأديتها الدور الرئيسي في فيلمين اثنين.  

 فهي تلعب في "ذي وورلد تو كام" دور امرأة في أمريكا القرن التاسع عشر تتحايل على زوجها الغيّور لتكون مع عشيقتها (كاثرين واترستون).    

 وفيلم مونا فاستفولد هذا، وهو من الأعمال الأميركية النادرة المشاركة هذه السنة في مهرجان البندقية، يتناول مسألة تحرير المرأة.

وقالت فانيسا كيربي "منذ فترة ليست ببعيدة، لم يكن في استطاعة المرأة أن تقرّر كيف ستمضي يومها ومن ستحبّ".     

 وتشارك الممثلة التي تجسّد شخصية الأميرة مارغريت في "ذي كراون" في المسابقة أيضا بدورها في "بيسيز أوف ايه ويمان" الذي أخرجه المجري كورنيل موندروسو وألّف نصّه مع زوجته كاتيا فيبير.  

 وهي تؤدي فيه دور أم تخسر طفلها عند الولادة، ومشهد التوليد الذي صوّر من زاوية واحدة لمدّة 40 دقيقة جدير بالثناء.  

 ويتساءل الفيلم حول قدرة هذه الوالدة على الانعتاق من قيود المجتمع في وجه زوجها وعائلتها ومعارفها بعد صدمة من هذا القبيل.

وأقرّت كيربي بأن نقل معاناة النساء في هكذا ظروف كان "أمرا هائلا" خلال التصوير.  

 لكن لعلّ الشخصية النسائية "الأكثر قوّة" على شاشات الموسترا هي البوسنية ياسنا ديوريتش التي تؤدّي دور أمّ تحاول جاهدة إنقاذ عائلتها من مجزرة سريبرينيتسا (في تموز/يوليو 1995) في "كوو فاديس، عايدة؟" لياسميلا جبانيتش.    

 وترى المخرجة البوسنية أن الحرب هي "لعبة رجال" وهي أرادت أن تعرضها من منظور نسائي.  

 وحرصت المخرجة الفرنسية نيكول غارسيا هي أيضا على أن تعكس نظرة نسائية لكن في فيلم من نوع آخر هو "آمان" حول مشاكل شابة (ستايسي مارتان) عالقة في علاقة ثلاثية.  

 لكن خلافا لبطلات الأفلام الأخرى، تبدو بطلة هذه القصّة عاجزة عن التحكّم بمصيرها.  

 

بوابة العين الإماراتية في

09.09.2020

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004