كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 

«الأخبار» في «مهرجان البندقية»

شفيق طبارة

فينيسيا السينمائي الدولي السابع والسبعون

   
 
 
 
 
 
 

تتواصل الدورة السابعة والسبعون (حتى 12 أيلول/ سبتمبر) من «مهرجان البندقية السينمائي الدولي» حتى 12 أيلول (سبتمبر). في المسابقة الرسمية، شاهدنا لغاية الآن فيلم «الآنسة ماركس» الذي قارب سيرة ابنة كارل ماركس النضالية والشخصية، بينما أخذنا المعلم الإسباني بيدرو ألمودوفار إلى عوالمه المعتادة. ضمن قسم «آفاق»، عرض شريطه القصير «الصوت البشري» المقتبس من مونودراما (1930) لجان كوكتو. وفي القسم نفسه، قدّم الأخوان الفلسطينيان طرزان وعرب ناصر فيلمهما الحنون والشفّاف عن مدينة تقاوم الاحتلال، لكنّ غزة أيضاً هي مدينة للحب والأحلام بصفتها هروباً من الواقع القاسي والمُضني
البندقية ــ شفيق طبارة

 

####

 

«الآنسة ماركس»: مناضلة نسوية... وعاشقة معذّبة

شفيق طبارة

منذ الطفولة، اعتقدت إليانور ماركس أن أعظم فضيلة هي قول الحقيقة. بهذه القناعة، خاضت الابنة الصغرى لكارل ماركس معاركها الاجتماعية والنسوية في مسيرة حياتية مُضنية. حياة عُرضت في «مهرجان البندقية» ضمن المسابقة الرسمية عبر فيلم «الآنسة ماركس» للمخرجة الإيطالية سوزانا نيكاريللي التي قالت خلال المؤتمر الصحافي: «إنّها شخصية أثرت عليّ كثيراً. امرأة لجأت للمرة الأولى في القرن التاسع عشر إلى الاشتراكية لمعالجة قضية المرأة». وأكدت المخرجة أنها حصلت على عدد كبير من وثائق إليانور الشخصية، مثل رسائلها ودفاترها التي لا تزال محفوظة (معظم الحوارات مستقاة من تلك المصادر). وشدّدت على أن التحدّي الأكبر كان «الاتصال بشخصية حقيقية تبدو في تلك النصوص قريبة جداً منّا وحديثة». «القرن التاسع عشر أقرب مما نعتقد» شدّدت المخرجة التي فازت بجائزة أفضل فيلم في قسم «آفاق» في المهرجان قبل ثلاث سنوات عن فيلم «نيكو، 1988».

إليانور (رومولا غاراي) كانت تُسمى توسي، وُصفت بأنها «أشجع» بنات كارل ماركس الثلاث. هي التي حملت إرثه. ذكاؤها وطبيعتها القتالية جعلاها الشخص الأنسب لإبقاء شعلة والدها الفكرية حية. هي التي ناضلت من أجل حقوق العمال، والمساواة بين الجنسين، وتكافؤ الفرص في التعليم والعمل والاقتراع، وكذلك كانت ضد عمالة الأطفال. مثقفة محبة لشكسبير، وشيوعية حتى العظم، كانت أول من ترجم أعمالاً مثل «مدام بوفاري» إلى اللغة الإنكليزية. نسوية بالفطرة، مناضلة وعاطفية، لكنها اختارت الرجل الخطأ ليكون شريك حياتها. لم تكن إليانور شديدة الوضوح والتصميم في حياتها. يمشي الفيلم على خط سردي مزدوج: حياتها العامة، ونشاطها الفكري والسياسي والنسوي، وعلاقتها مع إدوارد أفلينغ (باتريك كينيدي) الذي هو في الواقع مخادع، غامض، مفلس لم تستطع التخلص منه. وعندما علمت أنّه تزوج سراً من ممثلة شابة، كان الألم أكبر من أن تتحمله، فانتحرت بتسميم نفسها في سنّ الـ 43. يعمل الفيلم على جبهات عديدة: النضال ضد اضطهاد الرجال للنساء، ومن أجل الثورات والتغييرات المطلوبة، وأيضاً صعوبة التأقلم مع الذات والوعي الذي يكشف عن تردّد إليانور في وضع حدّ لعلاقة سامة.

تعرّض الفكر الماركسي للكثير من الانتقادات من النسوية التي أخذت عليه أنّه ركّز على الرأسمالية في أوروبا من خلال عمال المصانع، على حساب المشاكل الاجتماعية والعائلية، مثل الأعمال المنزلية وتربية الأطفال. ولكن ماركس أشار في مناسبات عدة إلى الاضطهاد الذي تمارسه الرأسمالية على النساء، وتحدث عن العبودية الكامنة في الأسرة، واضطهاد المرأة في العائلات البورجوازية. على مدى عقود، حاولت النسوية التوفيق بين النظرية الماركسية ومتطلباتها. فيلم نيكاريللي يخبرنا كيف يمكن لمصالح النساء والطبقة العاملة أن تسير جنباً إلى جنب... لقد فعلتها إليانور.

الفيلم هو تجسيد للصراع بين العقل والشعور، إليانور فتاة مصممة على الأفكار الثورية والنسوية ولكنّها هشة في المجال العاطفي، غير قادرة على تحرير نفسها. كتاباتها خالدة مثل كل كتب النضالات من أجل التحرر وحقوق والإنسان. هذا التطرف في الصراع تحوله المخرجة الإيطالية من الأحرف إلى السينما، وتنفجر غاراي في تقديم الشخصية مع موسيقى البانك التي تبدو غير مناسبة للأجواء ولكنها متناغمة تماماً مع الطاقة التي تضيء الروح المضطربة لإليانور. يبدأ الفيلم بموت كارل ماركس (فيليب غرونيغ)، وبخطاب وداعي تلقيه ابنته، وأيضاً يبدأ بتحررها من الثقل الهائل والضخم لشخصية والدها.

حازمة هي نيكاريللي في عكس صورة إليانور القوية، الاشتراكية والناشطة، وهي تصرخ في الرجال «النساء لم يعدن عبيد الرجال»، كما صورتها وهي تلقي الخطابات النارية. هي امرأة هضمت جيداً النظرات الاقتصادية والسياسية لوالدها، وفي الوقت نفسه محاصرة بعلاقة حبّ حزينة ومخيبة للآمال. الصراع الحقيقي للفيلم هو بين البيئة التقدمية والفكرية التي وُلد وترعرع فيها كارل ماركس، والصعوبات الحقيقية للتغيرات البشرية الداخلية والخاصة التي تجسّدها إليانور. كيف يمكن أن نحدث ثورة من دون وعي كامل بالعلاقات الحقيقية بين الناس أو من دون تغيير جذري في واقع النساء المضطهدات؟ في «الآنسة ماركس»، ستبقى إليانور عالقة في هذا السؤال.

على الرغم من قوة الفيلم والإنتاج الضخم، إلا أنه لا يوجد خطأ أكبر من امتلاك مواد مناسبة وعدم معرفة كيفية استخدامها، أو استعمالها بطريقة غير مناسبة. حياة إليانور ماركس تستحق التعمق أكثر، لمتابعة تلك المُثل التي حركت والدها وجعلتها واحدة من المتحدثين باسم الاشتراكية التي وُلدت وترعرعت في ظلها. امرأة برجوازية ناضلت من أجل الطبقة البروليتارية، لكنّ هذه العقيدة حصرها الفيلم بخطابات قليلة لم تكن كافية، بل جاءت مخيّبة للآمال قليلاً. على الرغم من أن سينما نيكاريللي قوية ونسوية جداً، إلا أنها أظهرت في معظم الأوقات أن إليانور خاضعة لشريك حياتها. كأنها تخلّصت من نظام «أبوي» متمثل في والدها، وانتقلت إلى نظام ثان يشبه الأول متمثل في أفلينغ، إلى جانب تصويرها في معظم الأوقات على أنها امرأة بائسة وغير واضحة. اختارت المخرجة أن تطغى علاقة الحب المختلّة على المسار الثاني من الفيلم أي النضالات السياسية والاجتماعية، وهذا أمر مفهوم. أظهرت التناقض بين ما تفكر به إليانور وبين حياتها الشخصية، لكنها لم تظهر الحجج والمثل التي كافحت من أجلها. حتى إنّ الفيلم استحال سطحياً، إلى درجة عجزه عن خلق تلك الزوبعة الضرورية لجعل المشاهدين يؤمنون بفكرها. مقدار التبعية والتركيز السيّئ عليها، جعل نوايا السرد عديمة الجدوى وهمّش ما كانت الشابة تريد القيام به.

يبدأ الفيلم بموت كارل ماركس وبخطاب جنازة ألقته ابنته

سوزانا نيكاريللي مخرجة واضحة للغاية في ما تسعى اليه وتحكيه وتصوّره. هي مباشرة من دون زخرفة، ودقيقة في حركة الكاميرا واختيار الممثلين. أظهرت الكلمات الحقيقية التي قالتها إليانور، ووجّهتها مباشرة إلى المشاهد. شاهدنا الشابة تستهلكها النضالات السياسية والنقابية، رأيناها جنباً إلى جنب مع عمال الموانئ والغاز الذين لا تكفيهم أجورهم لعيش حياة أسرية سليمة. رأيناها مع نساء يبحثن عن مكان لهن واحترام وتقدير. رأيناها مع كثيرين، ولكن دائماً وحيدة أو مع إدوارد أو في انتظاره. قالت المخرجة: «مع التناقض الواضح بين البعدين العام والخاص، فإن قصة إليانور ماركس تفتح هاوية على تعقيد الردود البشرية وعلى هشاشة الأوهام وسموم بعض العلاقات الرومانسية. تعني حياة إليانور الحديث عن موضوعات حديثة جداً إلى درجة أنها لا تزال ثورية حتى اليوم، بعد أكثر من قرن. في الوقت الذي أصبحت فيه قضية التحرر مركزية أكثر من أي وقت مضى، تحدد قصة إليانور جميع الصعوبات والتناقضات: أنا أعتقد أنه من الملائم أكثر من أي وقت محاولة فهم بعض سمات العصر الذي نعيش فيه».

تصريح واضح وحقيقي ولكن هذا ما لم نره في الفيلم، الذي غرق في التناقضات الكبيرة لهذه المرأة. صوّرها كأنها تعيش في جسدين وروحين. هناك شيء خاطئ في الفيلم، تعليمي إلى حدّ ما. أدارت نيكاريللي دفة الشريط إلى حيث تبرع، وهذا ذكاء منها ودقيق. قدمت القصة بأناقة ورومنسية. لكنّنا كمشاهدين أردنا أن نرى إليانور ماركس بعمق أكبر، وأن نعرف عنها أكثر من ذلك بكثير. هناك طاقة مكبوتة في الفيلم، على الرغم من بعض الانفجارات الموسيقية التي ذكرناها. اقتصر الشريط على السمات الأساسية لشخصية كنّا نتمنى رؤيتها في خضم الانتفاضات البروليتارية، ونضالها الشرس في المناقشات والاضطرابات الطبقية التي دافعت عنها. لا يمكن اعتبار الشريط سيئاً، لكنه نسخة باهتة لامرأة لا نعرف عنها في نهاية الفيلم أكثر مما كنا نعرفه في مستهلّه. فيلم بحاجة إلى نضج أسلوبي لا يجعلنا نأسف إذا قلنا بأنّه ليس فيلماً ثورياً حقيقياً.

 

####

 

بيدرو ألمودوفار لن يُزعج كوكتو بعد اليوم

«الصوت البشري»: مونولوج الحبّ المهجور

شفيق طبارة

عاد المخرج الإسباني بيدرو ألمودوفار! بعد عرض فيلمه «ألم ومجد» في «مهرجان كانّ» السنة الفائتة، يمكن اعتبار رجوعه إلى «البندقية» بادرة امتنان تجاه المهرجان الذي منحه قبل عام جائزة الأسد الذهبي عن مجمل أعماله. صوت ألمودوفار واضح دوماً، وتصريحاته حادّة دائماً. خلال المؤتمر الصحافي لفيلمه الجديد القصير «الصوت البشري» (30 د) الذي يُعرض ضمن مسابقة «آفاق» في البندقية، صرخ المعلّم الإسباني: «السينما هي الترياق»، موضحاً أنّه «فور انتهاء الحجر، بدأت بتصوير هذا الفيلم، وفي الشهر المقبل سأبدأ بتصوير الفيلم التالي». وطالب بفتح الصالات السينمائية لأنّه «على الرغم من عدم اليقين الذي يحيط بنا، علينا أن نستمر في صناعة الأفلام، وفي الذهاب إلى السينما. الذهاب إلى السينما يعني بدء مغامرة. عليك أن ترتدي ملابسك، وتخرج، وتلتقي بأشخاص، وأخيراً تدخل مكاناً تشارك فيه مشاعرك، أمام شاشة كبيرة، محاط بالغرباء. إنّها تجربة أساسية على المستوى البشري».

تمنح تيلدا سوينتون الشخصية هشاشةً كبيرةً وفي الوقت نفسه قدرةً هائلة على القتال من أجل نفسها

ما نراه في شريط ألمودوفار الجديد، ليس مسرحياً تماماً ولكنه أيضاً ليس سينمائياً تماماً. هو تقاطع بين الاثنين. يصعب تحديده من حيث النسبة أو هيمنة الأول على الثاني. إنّه الفيلم الأول لألمودوفار باللغة الإنكليزية، مقتبس من مونودراما لجان كوكتو عُرضت للمرة الأولى قبل تسعة عقود. ألمودوفار مخلص جداً للنص الأصلي، حيث تتلقّى شخصية على شفير الجنون (لا نعرف اسمها وتؤديها تيلدا سوينتون في الفيلم) مكالمة من حبيبها السابق، الذي قرّر تركها. تشرع معه في الحديث عن حالتها النفسية في الأيام التي تلت رحيله. خلال الحديث، تتنقّل بين الكثير من الحالات المزاجية والنفسية. مونولوج كوكتو (لا نسمع حديث وصوت الحبيب) الذي قدّمه روبيرتو روسيليني في «الحب» (1948)، كان مرجعاً لألمودوفار لسنوات: كان مصدر إلهام لفيلم «نساء على حافة الانهيار العاطفي» (1988)، ولعب دوراً مهماً في فيلم «قانون الرغبة» (1987). ولأنه قدّمه كما يريد في فيلم كامل، قال ممازحاً: «أعتقد أنني لن أزعج نص كوكتو بعد اليوم».

مقدمة أوبرالية تفتتح الفيلم، نرى سوينتون تتجوّل في مستودع معدات صناعية، تشتري فأساً، وتعود إلى شقتها برفقة كلبها (كان كلب حبيبها) إلى بيت مزخرف بني داخل مستودع صناعي. من خلال الشرفة المليئة بالزهور، نرى جداراً خرسانياً. أقسام المنزل مصنوعة من الخشب الرقيق. الداخل هو كَون ألمودوفار الذي لا يمكن أن نخطئه. وفي الخارج كأننا أمام كواليس مسرح. مخلصاً لأسلوبه وتاريخه، يقدم ألمودوفار فيلماً مع ممثلة واحدة: ترتدي سوينتون الأسود النفاث، والأحمر العاطفي والأزرق الكوبالت، بالإضافة إلى رداء شرقي منقوش. قد تبدو كأنها لعبة هوية لشخصية متعدّدة الأوجه. امرأة ألمودوفار هنا هي امرأة قابلة للكسر، والألم، وضعفها مكشوف لكنّها لا تسلب كرامتها.

الغضب، اليأس، الشعور بالهجر والألم... هذه هي المشاعر السائدة في فيلم «الصوت البشري»

الغضب، اليأس، الشعور بالهجر والألم... هذه هي المشاعر السائدة في فيلم «الصوت البشري». مشاعر راوغنا بها المعلم الإسباني. مراوغة بين الداخل والخارج، بين الألوان الباردة والدافئة، بين الخيال والواقع، وبصورة سينمائية حيث يجيد المخرج وضع كل شيء في مكانه. ديكور الفيلم لا يختلف كثيراً عن ديكور فيلمه «ألم ومجد». يبدو كأنّه شخصي تماماً كفيلمه السابق. كل هذا يولّد تعاطفاً كبيراً تجاه الشخصية التي تمنحها سوينتون هشاشةً كبيرةً وفي الوقت نفسه قدرةً هائلة على القتال من أجل نفسها. يتم تقديم جميع المراحل المختلفة للانفصال العاطفي بشكل مثالي بواسطة: اليأس والألم والألم الجسدي، ثم الغضب، عدم القبول، الذي تتبعه محاولة عودة، وتبادل الذكريات، والصور، والأصوات. نعيش كلّ هذا عبر ردود أفعال شخصية فقط. سوياً مع الكلب، المهجور أيضاً والمستعد للبدء من جديد بجانب ذلك المخلوق الغريب الذي لا يمكن التنبؤ به. الفيلم استعارة مثالية لماهية الحياة، البحث الأبدي عن شريك لا يتحقّق بالبحث، بل بالترحيب به.

 

####

 

شريط يصوّر المدينة من زاوية التفاصيل اليومية والإنسانية

طرزان وعرب ناصر: «غزة يا حبّي»

شفيق طبارة

غزة بالنسبة إلى الأخوين طرزان وعرب ناصر ليست مدينة حرب دائمة. يمكن للمرء فيها أن يحب، أن يحلم، أن يتخيل، ويعيش كباقي البشر. يجيد المخرجان الفلسطينيان اللعب على مشاعر المشاهدين، بخاصة عندما ينقلان مشاعر الشخصيات على الشاشة. منذ فيلمهما الأول «ديغراديه» (2015 ـــ عرض ضمن «أسبوع النقاد» في «مهرجان كانّ»)، عرف الأخوان كيفية نقل حياة الفلسطينيين اليومية في غزة (خصوصاً النساء) إلى الشاشة الكبيرة ببساطة وواقعية وفكاهة وعبث ورشة جنون الحبّ.

فيلمهما الجديد «غزة مونامور» (غزة يا حبّي) الذي يُعرض ضمن مسابقة «آفاق» في «مهرجان البندقية» يختلف قليلاً عن باكورتهما. شريطهما الثاني الطويل يحمل خصائصهما كمخرجين بالطبع. لا تزال البساطة والواقعية موجودتين، والعبث والجنون مع كل مشهد، والأحلام بصفتها هروباً من الواقع في مدينة مثل غزة. لكن الجديد هو الطعم المرير والوحدة والحزن على الرغم من الفكاهة.

لا يعرف عيسى (سليم ضو) كيف يعلن حبه أو يغوي سهام (هيام عباس). هو الذي يدّعي أنه كان «دونجوان» عصره. اليوم يبلغ الستين. ليس في حياته سوى الأسماك التي يصطادها ويبيعها وبالكاد تغطي نفقاته. يشعر بالكآبة إلى حد ما، مع عدد قليل من الأصدقاء. هو ساذج بعض الشيء، درويش ومتواضع، روحة حرة وعاطفي. سهام، عكسه: أرملة تعيش مع ابنتها الطالبة والمطلقة، خيّاطة في متجر صغير لملابس النساء، تعيش بالقليل، ولكنها راضية بحياتها وعملها الشاق، بينما يكافح عيسى كل يوم للخروج للصيد وما يحمله من مخاطر في غزة. في أحد الأيام، يعلق في شبكته تمثال برونزي أصلي للإله اليوناني أبولو بقضيب بارز ومنتصب. التمثال يدفع عيسى لمغازلة سهام، بطريقة محرجة بعض الشيء. ولكن التمثال يجلب معه أيضاً المشاكل. عليه الآن إخفاء الكنز عن أعين القريبين والشرطة، والتعامل مع سهام والمجتمع و«حماس»، في هذه المدينة التي لا يمكن لأحد التنبؤ بما يمكن أن يحدث فيها بعد ساعة.

عنوان الفيلم رومانسي، وواضح في تحيته لتحفة آلان رينيه «هيروشيما... يا حبي» (1959). مثل هيروشيما، مدينة الحرب، تتحول غزة، المدينة التي لا نسمع فيها إلا عندما تتعرض للقصف، إلى مكان رومانسي للغاية. يقدم الأخوان صورة خاصة جداً عن هذا الكون الصغير. الناس العاديون هم أبطال العمل. علامات الموت والحصار والعنف والحرب حاضرة في الخلفية، في أصوات وألوان الانفجارات، وصوت الراديو والتلفزيون وزي «حماس». على الرغم من أن فكرة الفيلم العريضة هي «أن الحب يمكن أن يتغلب على أي شيء، ويتجاوز المآسي البشرية»، وخاصة في المشهد الأخير الذي يقف وحده متميزاً عن الفيلم كله، إلا أن الشريط يحافظ على توازنه. هناك مكان لكل شيء: الفكاهة والسخافة والعبث واليأس والرتابة. نجح الأخوان في تجنّب الوقوع في العاطفة السهلة أو رثاء الفقر والحرب والموت باعتبارها مهد المشاعر الحقيقية، ما جعل الفيلم يبتعد عن منطقة إثارة الشفقة أو الإفراط في الشاعرية. هو صورة جديدة لغزة اليوم من وجهة نظر الأخوين ناصر... غزة التي تنتفض في وجه الإسرائيليين، وأيضاً ضد التشدّد والقواعد الصارمة التي تفرضها «حماس». الشريط تحية للاختلاف، يدين المجتمع المتشدد الذي ينظر إلى النساء نظرةً رجعيةً (فيلمهما الأول كان يدور حول الفكرة نفسها تقريباً لكنّه قدّمها بطريقة أكثر وضوحاً).

تجنّب الأخوان العاطفة السهلة أو رثاء الفقر والحرب والموت

يحمل الفيلم الكثير من الضحك، ليس من دعابات، بل من لحظات عبثية مثل النساء «العفيفات» اللواتي تجلبهن الأخت لأخيها للزواج، وعري التمثال في مدينة تحرّم العري، ورمزية القضيب المنتصب لعيسى، وأيضاً رمزية بحث السلطات عنه بعد انفصاله عن التمثال. يخلط الأخوان العادي بالعبثي، والحلو بالمر في شريط يبحث عن الحب في اللاشيء، عن الشعر في عدم اليقين، عن الحياة حتى لو لم يتبقَّ منها شيء، عن البساطة الحقيقية للروح البشرية، عن أبسط الرغبات التي هي أكثرها أهميةً. الفيلم ليس تحفة فنية، ولا عملاً سينمائياً ضخماً، لكنّه صادق، نبيل، حنون وشفاف، مليء بالإيماءات وآلاف الأشياء الصغيرة التي تكوّن ما نسمّيه الحياة.

 

الأخبار اللبنانية في

07.09.2020

 
 
 
 
 

المخرج الإسبانى بيدرو ألمودوفار:

لا يجب أن يبقى الناس «مسجونين» فى منازلهم بسبب «كورونا»..

والسينما هى العلاج

كتب: ريهام جودة

اجتذبت مشاركة المخرج الإسبانى الشهير «بيدرو ألمودوفار» فى الدورة الـ77 لمهرجان فينيسيا السينمائى الدولى الأضواء واهتمامات الإعلام، فصانع أفلام «Pain and Glory» و«Volver» تواجد من أجل الترويج لفيلمه القصير وأول عمل له باللغة الإنجليزية «The Human Voice»، وهو من بطولة «تيلدا سوينتون» التى كرمت بمنحها جائزة الأسد الذهبى عن مجمل إنجازاتها خلال حفل الافتتاح.

وتحدث «ألمودوفار» فى مؤتمر صحفى بالمهرجان عن فيلمه الجديد وعن صناعة السينما خاصة خلال أشهر العزل بسبب كورونا، وبصحبة شقيقه المخرج والمنتج «أوستن ألمودوفار»، لمناقشة الفيلم، الذى بدأ عرضه مؤخرا فى العاصمة الإسبانية بعد انتهاء الإغلاق وافتتاح دور العرض مع انحسار كورونا.

وقال «ألمودوفار»: «لقد أجبرنا الإغلاق على البقاء فى المنزل وأعتقد أنه أثبت لنا الكثير من الأشياء، لقد أثبت مدى اعتمادنا جميعًا على الخيال»، وتابع «ألمودوفار» متحدثا عن الآثار السلبية للإغلاق خلال كورونا: «فترة سلبية ومقلقة أظهرت لنا أن منازلنا مكان نسجن فيه بطريقة ما، لأننا نستطيع أن نجد حب حياتنا هناك، والعمل هناك، وتوصيل الطعام، ولسنا بحاجة إلى الانتقال من منازلنا للقيام بكل هذا، أجد هذا فى غاية الخطورة».

وتابع: «وجدت الشركات أن بإمكان الناس العمل من المنزل وهو أرخص، لكننى سأعارض هذا الإبعاد القسرى بشىء آخر، لا أرغب فى استمرار هذا السجن فى المستقبل، والترياق السينمائى هو عكس كل هذا».

وأوضح: «السينما تبدأ مغامرة.. الخروج وارتداء الملابس، والسير فى الشارع، واستعادة الحياة الموجودة فى الشوارع، وأن تكون جزءًا من مكان مظلم ومشاركته مع أشخاص لا نعرفهم... كمخرج، أود أن أخبركم أن هذا مهم جدا، فالمقصود من الأفلام أن تُرى بأى وسيلة، ولكن كمخرج ومتفرج، فإن حقيقة أن فيلمًا لى معروضًا فى المسرح، يمكننى سماع أنفاسه من المشاهدين، وهذا يعطى نبضًا لمدى إثارة الفيلم للناس». وتحدث «ألمودوفار» عن المنصات الرقمية وقال «كان لها دور أساسى خلال هذه الفترة، لكن الاتصال الذى تحدثه السينما ونقطة الالتقاء مع المتفرج ضاعت عند عرض الأفلام لأول مرة على Netflix، وحث رواد السينما على دعوة الآخرين إلى دور السينما».

وعن فيلمه الجديد قال: «لقد بدأت هذا الفيلم مباشرة بعد الإغلاق، فى الشهر المقبل، سأبدأ فيلمى التالى لأنه، على الرغم من عدم اليقين من ملامح الفترة المقبلة، يجب أن أستمر فى إنتاج الأفلام، لذلك عليك أن تطلب من الناس الذهاب إلى دور السينما والمسارح، لأن بعض الأشياء لن تكتشف إلا فى الظلام مع أشخاص لا نعرفهم».

وحول تقديم فيلمه باللغة الإنجليزية، أوضح ألمودوفار أنه كتب الفيلم باللغة الإسبانية وترجم بعد ذلك إلى الإنجليزية. «أجرينا قراءتين مع تيلدا سوينتون، لغتى الإنجليزية ليست مثل لغتها، لذلك كانت هناك بعض التعبيرات التى اعتبرتها أكثر صحة، وأعطيتها الحرية الكاملة لتغيير الصياغة»، وتابع: «فى البداية، كان من الصعب بعض الشىء العمل بلغة مختلفة، ولكن بمجرد أن أصبحت الشخصية لها، كان الأمر رائعًا، وكان من الرائع سماعها تتحدث باللغة الإنجليزية بالطبع، إنها لغتها الأم، لكننى لم أسمع بهذه الموسيقى من قبل».

من جانبه قال «أجوستين ألمودوفار» شقيق المخرج ومنتج الفيلم «إن الفيلم كان تجربة ممتازة بشكل أساسى بفضل تيلدا سوينتون»، وتابع: «فى وقت مبكر، كانت اللغة الإنجليزية تمثل مشكلة بعض الشىء، ولكن بعد ذلك، كان لدينا انطباع بأننا كنا نعمل مع شخص كنا نعمل معه إلى الأبد، لذا فقد جلبت التواطؤ الذى هدم جميع الجدران وجعل هذه المشاكل غير موجودة فى نهاية بعض المقاطع، كنا جميعًا نطلق التصفيق لأنها كانت تجربة ممتعة».

الفيلم مستوحى من مسرحية لـ«جين كوكتو» مكونة من فصل واحد وبالاسم نفسه «The Human Voice»، حيث تدور الأحداث فى باريس، ويتم تشغيل المكالمة الهاتفية الأخيرة لامرأة مع حبيبها منذ خمس سنوات، والذى من المقرر أن يتزوج امرأة أخرى فى اليوم التالى.

 

####

 

أحمد مالك يتلقى إشادات عن أدائه في الفيلم العالمي The Furnace (صور)

كتب: ريهام جودة

بعد حضوره العرض العالمي الأول لفيلمه The Furnace للمخرج الاسترالي رودريك ماكاي، الذي أقيم يوم الجمعة ضمن فعاليات النسخة 77 من مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي، تلقى الفيلم وبطله الفنان الشاب أحمد مالك إشادات نقدية، الفيلم الذي حظي بعرض كامل العدد، انتهى بدقيقتين من التصفيق، كما حصد إشادة العديد من النقاد.

جاءت ردود الفعل الأولية على مشاركة «مالك» في الفيلم إيجابية، إذ كتب«دايفيد روني» من مجلة «ذا هوليوود ريبورتر» الشهيرة: «كشف الممثل المصري أحمد مالك بأداء مثير للإعجاب لشخصية حنيف الحذر الشريف عن جوانب شديدة الحساسية»، بينما أشاد به الناقد إريك كون من موقع «إندي واير» وكتب:«لعب مالك شخصية حنيف بأسلوب لافت للأنظار يجمع بين الشك والخوف، ينتج عنه صراع داخلي مستمر، وكان من الرائع مشاهدته يتنافس مع شخصية مال الغجري سليط اللسان».

وكان «مالك» قد ظهر في جلسة التصوير التي أقيمت قبل عرض الفيلم، إذ ارتدى بدلة بيضاء تحمل توقيع دار الأزياء الشهيرة «فالانتينو»، كما حضر «مالك» فعاليات اليوم التالي للعرض مرتدياً ملابس من دار أزياء «جوتشي».

تدور أحداث The Furnace حول حمى التهافت على الذهب التي أصابت أستراليا في تسعينيات القرن التاسع عشر، لتنسج حكاية يبحث فيها البطل عن هويته عبر عقبات الطمع والجشع.

يشارك مالك البطولة الممثل الأسترالي الشهير ديفيد وينهام، وبيكالي غانامبار الحائز على جائزة أفضل موهبة شابة في مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي عن دوره في فيلم The Nightengale وتريفور جاميسون وإريك طومسون، ماهيش جادو وأسامة سامي ومن إخراج رودريك ماكاي، وتلقى الفيلم تلقى دعماً إنتاجياً من عدد من الجهات وهي Screen Australia بالاشتراك مع Screen West وLotterywest وصندوق تمويل أستراليا الغربية السينمائي الإقليمي.

مالك الذي سبق أن اختارته مجلة سكرين ديلي في 2017 ضمن قائمة نجوم الغد العرب، أختير مؤخراً لبطولة مسلسل تحقيق المقرر عرضه على منصة WATCH iT، وهو مسلسل من 13 حلقة، من إنتاج شركة أروما (تامر مرتضى)، كما انضم إلى نجوم فيلم كيرة والجن للمخرج مروان حامد والكاتب أحمد مراد، وبطولة النجمين كريم عبدالعزيز وأحمد عز، والفيلم مأخوذ عن رواية 1919 الأكثر مبيعاً.

 

المصري اليوم في

07.09.2020

 
 
 
 
 

إشادات نقدية بـ "مالك" في أولى محطاته الدولية بفيلم «The Furnace» | صور

مي عبدالله

حضر الفنان الشاب أحمد مالك العرض العالمي الأول لفيلمه The Furnace للمخرج الاسترالي رودريك ماكاي، الذي أقيم يوم الجمعة 4 سبتمبر ضمن فعاليات النسخة 77 من مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي.

ونال الفيلم عرض كامل العدد، انتهى بدقيقتين من التصفيق، كما حصد إشادة العديد من النقاد.

وجاءت ردود الفعل الأولية على مشاركة مالك في الفيلم إيجابية، إذ قال دايفيد روني من مجلة ذا هوليوود ريبورتر الشهيرة: «كشف الممثل المصري أحمد مالك بأداء مثير للإعجاب لشخصية حنيف عن جوانب شديدة الحساسية"، بينما أشاد به الناقد إريك كون من موقع إندي واير قائلاً "لعب مالك شخصية حنيف بأسلوب لافت للأنظار يجمع بين الشك والخوف، ينتج عنه صراع داخلي مستمر، وكان من الرائع مشاهدته يتنافس مع شخصية مال الغجري سليط اللسان".

وكان مالك قد ظهر بأناقة لافتة للأنظار في جلسة التصوير التي أقيمت قبل عرض الفيلم، إذ ارتدى بدلة بيضاء تحمل توقيع دار الأزياء الشهيرة فالانتينو. كما حضر مالك فعاليات اليوم التالي للعرض مرتدياً ملابس من دار أزياء غوتشي.

وتدور أحداث The Furnace حول حمى التهافت على الذهب التي أصابت أستراليا في تسعينيات القرن التاسع عشر، لتنسج حكاية يبحث فيها البطل عن هويته عبر عقبات الطمع والجشع.

ويشارك مالك البطولة الممثل الأسترالي الشهير ديفيد وينهام، وبيكالي غانامبار الحائز على جائزة أفضل موهبة شابة في مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي عن دوره في فيلم The Nightengale وتريفور جاميسون وإريك طومسون، ماهيش جادو وأسامة سامي ومن إخراج رودريك ماكاي، وتلقى الفيلم تلقى دعماً إنتاجياً من عدد من الجهات وهي Screen Australia بالاشتراك مع Screen West وLotterywest وصندوق تمويل أستراليا الغربية السينمائي الإقليمي.

ومالك الذي سبق أن اختارته مجلة سكرين ديلي في 2017 ضمن قائمة نجوم الغد العرب، أختير مؤخراً لبطولة مسلسل تحقيق المقرر عرضه على منصة WATCH iT، وهو مسلسل من 13 حلقة، من إنتاج شركة أروما (تامر مرتضى)، كما انضم إلى نجوم فيلم كيرة والجن للمخرج مروان حامد والكاتب أحمد مراد، وبطولة النجمين كريم عبد العزيز وأحمد عز، والفيلم مأخوذ عن رواية 1919 الأكثر مبيعاً، ومن إنتاج شركة سينرجي في واحد من أضخم إنتاجات السينما المصرية، بالإضافة لكونه أهم الأعمال السينمائية المنتظرة على مستوى العالم العربي في 2021.

وأحدث أعمال مالك كان فيلم راس السنة للمخرج محمد صقر وتأليف محمد حفظي، والذي يُعرض على منصة شاهد حالياً، وقبله شارك في بطولة أفلام الصيف (2019) وعيار ناري (2018) الذي أعاد تقديم نفسه بشكل جديد من خلالهما مؤكداً نجوميته كممثل شاب محترف.

 

بوابة الأهرام المصرية في

07.09.2020

 
 
 
 
 

إشادات نقدية لأحمد مالك بفيلم "The Furnace" بمهرجان فينيسيا

هيثم مفيد

حضر النجم الشاب أحمد مالك العرض العالمي الأول لفيلمه "The Furnace" للمخرج الاسترالي رودريك ماكاي، الذي أقيم يوم الجمعة 4 سبتمبر ضمن فعاليات النسخة 77 من مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي. ونال الفيلم عرض كامل العدد، انتهى بدقيقتين من التصفيق، كما حصد إشادة العديد من النقاد.

جاءت ردود الفعل الأولية على مشاركة مالك في الفيلم إيجابية، إذ قال دايفيد روني من مجلة ذا هوليوود ريبورتر الشهيرة: "كشف الممثل المصري أحمد مالك بأداء مثير للإعجاب لشخصية حنيف الحذر الشريف عن جوانب شديدة الحساسية"، بينما أشاد به الناقد إريك كون من موقع إندي واير قائلًا "لعب مالك شخصية حنيف بأسلوب لافت للأنظار يجمع بين الشك والخوف، ينتج عنه صراع داخلي مستمر، وكان من الرائع مشاهدته يتنافس مع شخصية مال الغجري سليط اللسان".

وكان مالك قد ظهر بأناقة لافتة للأنظار في جلسة التصوير التي أقيمت قبل عرض الفيلم، إذ ارتدى بدلة بيضاء تحمل توقيع دار الأزياء الشهيرة فالانتينو. كما حضر مالك فعاليات اليوم التالي للعرض مرتديًا ملابس من دار أزياء غوتشي.

تدور أحداث "The Furnace" حول حمى التهافت على الذهب التي أصابت أستراليا في تسعينيات القرن التاسع عشر، لتنسج حكاية يبحث فيها البطل عن هويته عبر عقبات الطمع والجشع.

يشارك مالك البطولة الممثل الأسترالي الشهير ديفيد وينهام، وبيكالي غانامبار الحائز على جائزة أفضل موهبة شابة في مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي عن دوره في فيلم "The Nightengale" وتريفور جاميسون وإريك طومسون، ماهيش جادو وأسامة سامي ومن إخراج رودريك ماكاي.

 

البوابة نيوز المصرية في

07.09.2020

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004