كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 

يوميات مهرجان فينيسيا الـ77  (1)

أمير العمري- فينيسيا

فينيسيا السينمائي الدولي السابع والسبعون

   
 
 
 
 
 
 

لم يكن في حسباني أنني سأذهب مرة أخرى الى مهرجان فينيسيا السينمائي المهرجان الذي حضرته للمرة الأولى عام 1986 أي منذ 34 سنة. أمر لا يصدق كيف جرت السنون وذبل العمر. لكنه القدر. فقد كنت أظن أن هذا المهرجان السينمائي الكبير لن يقام هذا العام بعد تفشي الوباء القاتل خاصة بعد أن كانت إيطاليا قد قفزت لتحتل مكانا بارزا في عدد الإصابات وعدد الضحايا، قبل أن تتفوق عليها بريطانيا – حيث أقيم- وتفوقها عددا وضحايا. والحقيقة أنني كنت قد قمت بحجز الإقامة وتذكرة الطائرة مبكرا جدا أي منذ ما قبل ظهور كورونا، فعادة أقوم بترتيب الحجوزات بعد انتهاء الدورة مباشرة. وكنت أود أن يكون فينيسيا المحطة الأخيرة لي أوجع من خلالها مهرجانات السينما الأوروبية بعد 34 عاما، باعتبار فينيسيا كان المهرجان الأول الكبير الذي احضره.

ولكني كنت قد استعوضت الله على ما دفعته وقلت لنفسي إن الخسارة ليست أكبر مما سبق أن خسرته كثيرا ومازلت أخسره بمعدل سريع يوميا خاصة في ظل الانهيار الاقتصادي الحالي القائم في كل مكان. والبعض يرى أن الخسارة المالية مجرد سوء حظ. ربما. لا أعرف. أما المفاجأة فقد تمثلت في أن المهرجان العريق قرر أن يقيم دورته الـ 77 مهما كلف الأمر. لا من خلال الانترنت وما يسمونه الواقع الافتراضي بل على الأرض كما كان دائما، مع فرض بعض الإجراءات الملزمة للجميع.

شاء القدر إذن أن أقرر الذهاب الى فينيسيا رغم كل شي في أول خروج حقيقي لي من العزلة منذ انتشار الوباء، فهذه هي المرة الأولى التي أمر بتجربة السفر منذ عودتي في فبراير من مهرجان برلين الى لندن. هي عزلة لم أكن ابدا معتادا عليها، فأسفاري كثيرة بغض النظر عن مهرجانات السينما، فأنا أسافر عادة ما بين 8 9 مرات سنويا. ولكني اضطررت في الفترة الأخيرة للتقوقع في انتظار أن تتحسن الأجواء. لكنها تحسنت قليلا فقط. وإن ظلت المخاطر في عودة هجوم الفيروس قائمة ومتوقعة.

طائرة الخطوط البريطانية المتوجهة من لندن- هيثرو الى فينيسيا، كانت كعادتها في كل سنة، ممتلئة عن آخرها بالمسافرين. رفضت هذه الشركة وغيرها الالتزام بترك مقاعد شاغرة بين المقاعد المشغولة، فالتصق الجميع ببعضهم البعض. لكن الطريف أنهم أصروا على أننا أثناء خروجنا من الطائرة نبقي على مسافة مترين بين كل راكب وآخر وهي مهزلة بمعنى الكلمة، كما جعلونا نغادر الطائرة على دفعات!

في مطار ماركو بولو- فينيسيا، وجدت أنهم أغلقوا الطريق البديع الذي كان قد أنشيء حديثا جدا، من داخل المطار الى محطة القوارب البحرية التي تنقل المسافرين من المطار الى الجزر المختلفة التي ينزلون فيها. لماذا؟ الإجابة كلمة واحدة فقط: كورونا. وهي إجابة غير مقتنعة، فلا أفهم العلاقة بين طريق مكهرب (ممرات كهربائية متحركة) منظم رائع ومتسع، وبين أن يرغمونك على الخروج الى الطريق القديم خارج المطار في العراء، تحت وهج الشمس. ربما لاعتقادهم أن الشمس تقتل الكورونا، أو أن الهواء يبعد الفيروس. طبعا الالتزام بالكمامة فرض واجب. والجميع يرتدونها مع استثناءات قليلة للغاية. سيكون هذا أول مهرجان سينمائي بالكمامات. ومازلت أود أن أعرف كيف سنتمكن من مشاهدة الأفلام بالكمامات على الوجوه طول الوقت!

المشكلة أن القوارب أو الحافلات البحرية ممتلئة عن آخرها، والصفوف ممتدة كما كانت العادة. أين هذه السياحة التي ماتت واختفت كما قيل وتردد طويلا وكذلك عن معاناة أهل المدينة من قلة العمل ووقف أحوالهم؟ ربما يكون المهرجان هو السبب في ذلك الانتعاش. لكن حتى طبقا لما هو معروف من عدم مجيء الأمريكان والصينيين والهنود والإيرانيين بل وغيرهم كثيرين أيضا من بلدان الشرق الأوسط وافريقيا، مازلت مندهشا من وجود مثل هذا الزحام في اليوم السابق على افتتاح المهرجان وهو عادة يوم هاديء. وانا عادة أفضل الحضور قبل يوم من بداية المهرجان للراحة والاستعداد ولكونه يكون عادة أكثر هدوءا من اليوم الأول الذي يشهد زحاما شديدا في العادة، في كل شيء.. في الطيران المطارات والقوارب والوقوف في صفوف للحصول على البطاقات التي تكفل مشاهدة العروض.. الخ

في محطة جزيرة الليدو المسماة (سانتا ماريا اليزابيثا) حيث انتهت الرحلة البحرية من المطار بالحافلة الصغيرة المائية، زحام ربما أكثر من العام الماضي. لا أعرف هل هؤلاء من المصطافين الذين يأتون من أنحاء إيطاليا الى هذه الجزيرة الساحرة نظرا لجمال وهدوء شواطئها، أم من “زبائن” المهرجان. لكن المعروف أن المهرجان قلص هذا العام من عدد الضيوف حتى يمكن أن يشغل قاعات العرض السينمائي بخمسين في المائة فقط من طاقتها. أي أنه بين كل مقعد وآخر سيكون هناك مقعد خال. كما أن باب الحجز للأفلام كان قد فتح قبل يومين وأصبحت القاعدة فتح الباب قبل 72 ساعة بالضبط من موعد عرض أي فيلم حتى يمكنك أن تحجز لك مقعدا لمشاهدة الفيلم عبر موقع خاص متصل بموقع المهرجان، والهدف من هذا، القضاء على الصفوف الطويلة سواء أمام شبابيك حجز التذاكر للجمهور العام، أو صفوف النقاد والصحفيين الذين يتزاحمون لمشاهدة العروض الخاصة التي تقام لهم قبل العرض العام للأفلام. وقد تمكنت بالفعل من حجز تذاكر العروض لليومين القادمين وجاري العمل على اليوم الثالث..

الفندق الذي اعتدت الإقامة فيه منذ عشرين سنة تقريبا، يشهد حركة، وتغييرات: لم يعد ممكنا أن يكون الإفطار مفتوحا بل عليك أن تطلب من النادل ما ترغب في تناوله وذلك لتجنب الاحتكاك مع الآخرين أو الاقتراب منهم أثناء قيام كل منهم بـ “لهف\” ما يمنه لهفه مما لذ وطاب.. وان كان الأمريكيون المعروفون بالنهم الشديد في تناول الطعام عموما والافطار خصوصا، غائبون بشكل كبير جدا هذا العام لأن أمريكا من الدول التي لا يسمح لمواطنيها بدخول إيطاليا حاليا الا في حالة وجود دعوات خاصة قد يوفرها المهرجان للبعص، ومن يأتي من الدول المسموح لها خارج المجموعة الأوروبية يجب ان يكون حاملا لشهادة تفيد خلوه من الفيروس لم يمض عليها أكثر من 72 ساعة، ثم عليه أن يخضع لتحليل بعد 3 أيام، ثم بعد 3 أيام أخرى. وهو عبء سيدفع أو دفع بالفعل، الكثيرين لإلغاء خططهم لحضور المهرجان. وبالتالي سيغيب عدد من الوجوه التي اعتدنا على رؤيتها منذ سنوات بعيدة ومنها على سبيل المثال الناقد الأسترالي المخضرم ديفيد ستراتون.

هل سيحضر نقاد مجلة فاريتي التي تصدر عادة طبعة يومية خاصة من المهرجان؟ لا أعرف. لابد ان مراسليهم في أوروبا سيكونون حاضرين أما من يأتون من الأراضي الأمريكية فلا أظن.

لم أحصل على البطاقة الصحفية بعد. سيكون هذا صباح غد. لدي وقت كاف. فالعرض الأول الذي أحضره اخترت أن يكون في التاسعة والربع صباحا. وسوف تتضح الرؤية بالتأكيد وإن كانت جولة سريعة في الليدو قد كشفت لي أن الجزيرة ممتلئة عن آخرها بالبشر.. في كل مكان: المقاهي والحانات والمطاعم والفنادق دون أي إجراءات احترازية والواضح انهم طالما يجلسون في الهواء الطلق على الأرصفة فلا حرج من خلع الكمامة. كما أننا لا يجب أن ننسى أن هذه هي إيطاليا وليست ألمانيا أو الدنمارك أو حتى بريطانيا.. حيث القانون هو القانون.

عندما بدأت أتردد على هذا المهرجان في الثمانينات، كان هناك عدد كبير من الصحفيين والنقاد العرب على رأسهم بالطبع، سمير فريد، وكان يأتي عبد أنور خليل وحسن شاه من مصر، وغسان عبد الخالق وقصي صالح درويش من باريس، وعبد الستار ناجي من الكويت، وطبعا عرفان رشيد من فلورنسا، ومحمد رضا (لا أعرف من اين بالضبط فمحمد يغير مكانه بشكل منتظم بدرجة تثير الاعجاب أحيانا، فهو لا يحب الاستقرار في بلد واحد، بل يظل ينتقل من هنا الى هناك. وفي وقت ما ظهرت أسماء جديدة كثيرة واختفى منها من اختفى، ولكن الكثيرين داوموا وواظبوا رغم غلاء الأسعار بدرجة مدهشة هنا خاصة في الليدو. وهو أمر جيد لأن هذه هي طبيعة الأمور، أن تحل الأجيال الجديدة محل الأجيال القديمة.

الآن رحل عن حياتنا معظم الأسماء التي ذكرتها، رحمهم الله جميعا فقد كانوا خير صحبة وأنا شخصيا أحتفظ لهم بذكريات كثيرة جميلة من زمن رائع، زمن حب السينما والاكتشافات الحقيقية.

سيكون حاضرا هنا دون شك عرفان رشيد، ومحمد رضا الذي أخبرني أمس أنه قادم. وغالبا أيضا انتشال التميمي مدير مهرجان الجونة لأنه لن يأت من مصر بل من هولندا التي يسمح لمواطنيها بالدخول دون مشكلة، ولابد أنه سيسعى كعادته وراء اختيار أفلام جديدة لمهرجان الجونة الذي اتهذ قرارا شجاعا ايضا باقامة الدورة رغم الأوضاع القائمة في العالم.. من المؤسف بالطبع أن اخواننا في مصر لن يتمكنوا غالبا من الحضور بسبب بقاء مصر مع غالبية دول الشرق الأوسط في قائمة الدول المحظور دخول مواطنبها الى الاتحاد الأوروبي في الوقت الحالي.

في المهرجان 3 أفلام طويلة من فلسطين وتونس والمغرب وفيلم قصير من الجزائر. أتوقع حضور مخرجي هذه الأفلام بطرقهم الخاصة علما بأن مواطني تونس والجزائر والمغرب مسموح لهم بدخول الاتحاد الأوروب أما فلسطين فربما يكون الأخوان طرزان مخرجا فيلم “غزة حبي” قادمان من فرنسا أو يحملان جنسيات أجنبية. لا أعرف.

العروض الصحفية ستبدأ غدا صباحا قبل الافتتاح الرسمي في المساء. كيف سيكون أول مهرجان يقام في ظل الوباء. علينا أن ننتظر ونراقب، وبالمناسبة سيحضر غدا في الافتتاح ٨ مديرين لأكبر المهرجانات الأوروبية: كان وفينيسيا وبرلين وكارلو فيفاري ولوكارنو وروتردام وسان سباستيان ولندن، سيقفون على المنصة ويعبرون معا في كلماتهم عن تضامنهم مع السينمائيين حول العالم في هذه الفترة العصيبة ويؤكدون اصرارهم على الاستمرار في دعم صناعة السينما وفن السينما. فالحياة لا يجب أن تتوقف. ولعل الحكمة التي خرجت بها من مشوار اليوم هي أنك ليس من الحكمة أن تظل في حالة انتظار قد يطول الى الأبد. بعد أن أصبح من الواضح كما يؤكد العلماء، أننا يجب أن نتعايش مع الفيروس. وربما يجب أن نقتبس شعارا لنا من عنوان فيلم ستانلي كوبريك الشهير “كيف تعلمت أنا أكف عن القلق وأحب القنبلة” How I Learned to Stop Worrying and Love the Bomb (1964) بعد أن نجعله: “لقد توقفت فعلا عن القلق وتعلمت أن أحب الفيروس”!

 

موقع "عين على السينما" في

01.09.2020

 
 
 
 
 

«ناجون» يتنقّلون بأقنعة وجل مطهّر: «البندقية» تتحدّى كورونا

شفيق طبارة/ البندقية |

جزيرة الليدو الصاخبة المطلة على الشواطئ الرملية والبحر الأدرياتيكي الأزرق... يحجّ إليها كل عام النجوم والنقاد والصحافيون والمخرجون وكل مَن يعمل في صناعة السينما والجمهور الشغوف بها. لكن هذه السنة، ليست هي نفسها، مطاعمها مقفلة، ساحاتها فارغة. ورغم درجة الحرارة المرتفعة التي تلامس الثلاثين درجة مئوية، نشعر ببرودة البندقية ونسمع هواء البحر الذي يتنقل بين قنوات المياه والشوارع التي كانت قبل سنة تعجّ بعشاق السينما. تستقبل الجزيرة هذا العام «ناجين» يتنقلون بأقنعة، مع جل مطهّر، يضمنون المسافة الاجتماعية المحددة ويقيسون درجة حرارتهم بشكل متكرر. وسط حالة عدم اليقين التي تسود العالم والسينما، وعد المنظمون بمهرجان آمن.

ليست المرة الأولى الذي يواجه فيها بينالي البندقية تحديات. لقد نجا عميد المهرجانات السينمائية من العديد من التقلبات والمشاكل على مدار تاريخه الطويل، منذ دورته الأولى عام 1932، من بينها الضغوط السياسية خلال الحرب العالمية الثانية والاحتجاجات الطالبيّة في الستينيات وغيرهما... الدورة السابعة والسبعون (2 حتى 12 أيلول/ سبتمبر) خاصة بسبب جائحة كورونا التي شلّت العديد من المهرجانات العالمية وأهمها «كانّ». إنها إشارة قوية وغير عادية في مثل هذه اللحظة إلى دوران عجلة صناعة السينما مجدداً، وتضامن كبير في ظلّ الوضع الدراماتيكي التي تعيشه الصالات في إيطاليا كما بقية العالم. في حالة الطوارئ التي يعيشها الكوكب، يعد «البندقية» أول حدث سينمائي دولي كبير، يعود في مواعيده المحددة، بنسخة استثنائية، وامتثال كامل للتدابير الصحية. إنها لحظة أساسية لوضع ليس فقط الفن السابع في بؤرة الاهتمام، ولكن أيضاً صناعة السينما بأكملها، ومعها مركزية التجربة السينمائية في الصالة والعلاقة الأساسية مع جمهورها.
تُفتتح الدورة السابعة والسبعون من «مهرجان البندقية» غداً الأربعاء، في مناخ يتسم بالخوف من تفشي الوباء. جمهور قليل، عديد من الأفلام من أوروبا وقليل من النجوم على السجادة الحمراء. في حين كان قدوم نجوم هوليوود وأفلامها يشكّل القوة النارية في المهرجان، فإن قيود السفر المستمرة، تعني أن معظم هؤلاء لن يحضروا، إلى جانب ممثلين ومخرجين من الصين والهند وأميركا الجنوبية
.

على مدى عشرة أيام، ستصبح ليدو البندقية المرجعية الأساسية لعالم الثقافة والفن السابع، من خلال قبول التحدي المتمثل في إقامة أول حدث دولي في خضم الوباء. لهذا حدّد المنظمون والمدير الفني للمهرجان ألبيرتو باربيرا بروتوكولاً لاستقبال النجوم والمخرجين والضيوف بهدف منع العدوى، لأن منطقة البندقية تسجل زيادة مقلقة في الحالات الجديدة. للوصول إلى جزيرة «ليدو» حيث يقام المهرجان، تم ترتيب تسعة مداخل مزوّدة بأجهزة مسح حراري. كل شخص تبلغ درجة حرارته 37.5 أو أكثر، لن يتمكن من الدخول. فحوصات الفيروس متوافرة طوال أيام المهرجان على نفقته، وأي شخص بنتيجة إيجابية سيتم عزله. كما تم استحداث مراكز صحية ومستشفيات، فيما طُلب من الحاضرين تجنب الأنشطة السياحية. سيتم تطهير جميع صالات السينما ووسائل النقل بانتظام، مع تقليل عدد المقاعد في صالات العرض، وكذلك في غرفة الصحافة والمؤتمرات الصحافية. السجادة الحمراء ستكون بدون جمهور، فقط للمصورين الذين يجب عليهم الحفاظ على المسافة المناسبة بينهم.

الأقنعة إلزامية في جميع المناطق الخارجية، وأثناء صفوف الدخول، وفي الصالة والمؤتمرات الصحافية. الجل المطهّر سيكون متاحاً للجميع في كل مكان. يوضح حجم هذه الإجراءات أن إدارة المهرجان على استعداد لتجنب سيناريو كارثي من شأنه أن يحول الليدو الأسطوري إلى بؤرة للعدوى.

عادة ما يكون «مهرجان البندقية» بوابة هوليوود وأفلام الأوسكار. يقتحمه المخرجون بأفلامهم الأميركية. لكن السينما العالمية ابتعدت كثيراً عن هوليوود، وها هي اليوم في البندقية تتضمّن فقط فيلمين هوليووديين. يتميز المهرجان بعدد يفوق المعتاد من المخرجات النساء ولائحة مميزة من الأفلام الفنية وأفلام المؤلف، والأفلام الوثائقية لمخرجين كبار أمثال آبل فيرارا، فيديريك وايزمان، وأورسون ويلز، فيما غابت كلياً أفلام «البلوكباستر». أما فيلم الافتتاح، فهو إيطالي («الروابط» لدانيال لوتشيتي) وهو ما لم يحدث منذ زمن (أكثر من 10 سنوات)، وكذلك فيلم الختام («لقد عدت» لستيفانو مورديني). 60 فيلماً تشارك في خمس فئات مختلفة، و15 فيلماً قصيراً، بالإضافة إلى مسلسل تلفزيوني. يكرّم المهرجان هذه السنة المخرجة الصينية آن هوي رائدة «الموجة الجديدة» في هونغ كونغ، والممثلة الأسكتلندية تيلدا سوينتون، اللتين ستحصلان على «جائزة الأسد الذهبي لإنجاز العمر».

المسابقة الرسمية

18 فيلماً في المسابقة الرسمية (عروض عالمية أولى) تتنافس على «جائزة الأسد الذهبي»، ثمانية منها من توقيع مخرجات نساء أي ما نسبته 44 في المئة. هذا ارتفاع تاريخي. في تاريخ المهرجان، فازت أربع نساء فقط بـ«جائزة الأسد الذهبي» وهن: ميرا ناير، مارغريت فون تروتا، آنييس فاردا وصوفيا كوبولا عام 2010. لجنة تحكيم المسابقة الرسمية ترأسها الممثلة الأسترالية كايت بلانشيت، علماً أنّه حدث تغيير مفاجئ في أعضاء لجنة التحكيم بعد قرار المخرج الروماني كريستي بويو بعدم الحضور وتعيين الممثل مات ديلون مكانه. لم توضح إدارة المهرجان سبب قرار بويو، ولكن يُحكى بأنّ المخرج الروماني صرّح قبلاً بأنّه من «غير الإنساني» ارتداء قناع خلال مشاهدة الأفلام.

يواصل المخرج الأذربيجاني هلال بيداروف إنتاجه الغزير، ففي أقل من ثلاث سنوات أخرج سبعة أفلام. فيلمه «بين الموت» ينافس للمرة الأولى في مهرجان كبير وعلى «الأسد الذهبي». شريطه يأخذنا في رحلة يوم واحد مع الشاب دافود الذي يبحث عن عائلته «الحقيقية»، ولا يدرك أن الحب يكمن في المكان الذي عاش فيه دائماً. للمرة الأولى أيضاً، ينافس المخرج الإيراني المخضرم مجيد مجيدي في البندقية. «أطفال الشمس» عُرض للمرة الأولى في «مهرجان فجر» الإيراني أوائل هذا العام وحاز ثلاث جوائز منها أفضل فيلم وأفضل سيناريو. يحكي الشريط قصة علي البالغ 12 عاماً وأصدقائه الثلاثة، الذين يعملون بجدّ للبقاء على قيد الحياة وإعالة أسرهم، ويرتكبون جرائم صغيرة لكسب المال بسرعة... إلى أن تحدث معجزة، حين يُعهد لعلي بالبحث عن كنز مخفيّ تحت الأرض. أما المخرجة الهندية شاينتانيا تامهاني التي بدأت مسيرتها في البندقية عام 2014 وفازت بجائزة أفضل فيلم في مسابقة «آفاق فينيسيا» و«جائزة أسد المستقبل» عن فيلمها الأول، فتعود بـ «التلميذ» عن شاراد الذي كرّس نفسه ليصبح مطرباً كلاسيكياً.

المخرج الياباني كيوشي كوروساوا يقدّم أول دراما تاريخية في «زوجة جاسوس» الذي تدور أحداثه خلال الحرب العالمية الثانية، وينصب فيه التركيز على زوجين عاديين يكافحان للتغلب على انعدام الثقة والبقاء مخلصين لبعضهما. المخرجة الألمانية جوليا فون هاينز، تحضر للمرة الأولى في البندقية بفيلم «وغدا العالم بأسره» الذي يتركز حول متظاهرة شابة مناهضة للفاشية في ألمانيا تقع في الحب بعد سلسلة عنيفة من الهجمات الإرهابية العنصرية.

إليانور الابنة الصغرى لكارل ماركس، هي من بين أوائل النساء اللواتي ربطن موضوعات النسوية بالاشتراكية، شاركت في معارك العمال وكفاحهم من أجل حقوق المرأة وإلغاء عمالة الأطفال. في عام 1883 قابلت إدوارد أفلينج وتحطّمت حياتها في قصة حب عاطفية ولكن مأساوية. هذه القصة تقدمها المخرجة الإيطالية سوسانا نيكياريللي في فيلم «الآنسة ماركس».

عاموس غيتاي، المخرج الإسرائيلي المثير للجدل، الذي ينتمي إلى الموجة النقدية في السينما الإسرائيلية، ودائم الحضور في «البندقية» يعود اليوم الى الجزيرة ليقدم «ليلة في حيفا».

«بدوي» للمخرجة الصينية كلوي تشاو، يقدّم الغرب الأميركي مرة أخرى، بقصة من بطولة فرانسيس ماكدورماند بدور فيرن الذي تحزم أمتعتها وتنطلق في الطريق لاكتشاف الحياة خارج المجتمع التقليدي، كبدو رحّل في العصر الحديث. المخرج الروسي المخضرم أندريه كونشالوفسكي، دائم الوجود في البندقية منذ ما يقرب الـ 60 عاماً. أجدد أعماله نقد ومواجهة للنظام السوفياتي. «الرفاق الأعزاء!» مستوحى من مأساة حقيقية تعود إلى عام 1962، عندما فتح الجيش السوفياتي النار على عمال مصانع البناء الذين نظموا احتجاجاً في الشارع.

الهنغاري كورنيل موندروزو المعروف بفيلم «الرب الأبيض» الذي فاز بجائزة أفضل فيلم في مسابقة «نظرة ما» في «مهرجان كانّ» عام 2014، يعرض في البندقية فيلمه «أجزاء امرأة» عن رحلة امرأة حزينة بعد فقدان طفلها. وبعد فيلمه «ابنة أبريل» الذي حصد جائزة لجنة التحكيم في مسابقة «نظرة ما» في «مهرجان كانّ» عام 2017، وكعادته في الدراما البائسة الذي يقدمها، يعود ميشال فرانكو بجديده «أمر جديد» دراما مثيرة عن حرب بين الطبقات الاجتماعية.

إليانور الابنة الصغرى لكارل ماركس تشكّل موضوع فيلم الإيطالية سوسانا نيكياريللي

سبعة أفلام أخرى تنافس على الأسد الذهبي وهي: «راهبات ماكالوسو» للإيطالية إيما دانتي، و«العالم القادم» للنروجية مونا فاستفولت، و«عشاق» للفرنسية نيكول غارسيا، و«بادرينوسترو» للإيطالي كلوديو نوكي، ووثائقي للإيطالي جيافرانكو روسي بعنوان «ليل» صوِّر ليلاً على مدى ثلاث سنوات على طول حدود سوريا والعراق ولبنان وكردستان، و«لن تتساقط الثلوج مرة أخرى» للبولنديين مالغورزاتا زوموسكا وميشال انغلرت، و«كو فاديس، ايدا؟» للبوسنية ياسميلا زبنتيتش.

«آفاق» وخارج المسابقة والأفلام القصيرة

19 فيلماً تتنافس في مسابقة «آفاق» من دول مختلفة، ومن أبرز الأسماء المخرج الفيليبيني لاف دياز. دائم الحضور في المهرجانات وأحد أهم المخرجين العالميين، فيلمه الجديد (Lahi, Hayop) قصير نسبياً مقارنة بأفلامه السابقة، 150 دقيقة فقط وطبعاً بالأبيض والأسود. الإسباني بيدرو المودوفار يشارك بفيلم قصير (30 دقيقة) بعنوان «صوت الإنسان» مقتبس عن مسرحية جان كوكتو بطولة تيلدا سوانتون. آبل فيرارا يعود بوثائقي جديد خارج المسابقة، والأميركي العظيم فيديريك وازمان بوثائقي «سيتي هول» عن الجهود التي تبذلها حكومة مدينة بوسطن لتقديم الخدمات لمجموعة متنوعة من السكان. الأسطورة الأميركية أورسون ويلز لا يزال ضيف المهرجانات حتى بعد وفاته بخمسة وثلاثين عاماً. «هوبر/ويلز» وثائقي حميمي صوِّر عام 1970 ولم يعرض بين عملاق صناعة السينما والنجم الصاعد آنذاك دينيس هوبر، الذي كان قد أخرج للتو فيلم «إيزي رايدر». في الوثائقي يناقش المخرجان عملية صناعة الأفلام، وتحدي المونتاج وفيلم هوبر الجديد.

زينة دكاش وإيلي داغر: Final cut

فيلمان لبنانيان يشاركان في ورشة عمل Final cut في نسختها الثامنة خلال «مهرجان البندقية 2020». تم اختيار فيلمين من لبنان من أصل أكثر من 50 فيلماً مقدماً و6 أفلام قُبلت للمشاركة في الورشة. ورشة العمل هي لدعم الأفلام في مرحلة ما بعد الإنتاج من أفريقيا والعراق والأردن ولبنان وفلسطين وسوريا. الهدف من المشروع هو تعزيز دور «مهرجان البندقية»، كباني جسور يدعم إنتاج أفلام مستقلة قادمة من أفريقيا والدول العربية. وتختتم الورشة بمنح جوائز عينية أو نقدية للأفلام في مرحلة ما بعد الإنتاج.

الفيلم الأول هو «السجناء الزرق» لزينة دكاش. السجناء ذوو الأمراض النفسية والمرتكبو الجرائم والمحجوزون في سجون لبنان (أغلبهم في المأوى الاحترازي في سجن رومية)، هم المحور الأساسي لهذا الفيلم الوثائقي الذي صوِّر أثناء جلسات العلاج بالدراما التي أقامتها دكاش عامي 2015-2016 داخل سجن رومية. يغوص سجناء رومية «العاديون» في أعماق تجارب أصدقائهم السجناء ذوي الأمراض النفسية ويُعبرون عن صعوبة وضع المريض النفسي المرتكب الجرائم في ظلّ مواد قانون العقوبات الصادر عام 1943 الذي ينص على أن هؤلاء السجناء «المجانين» «الممسوسين» و«المعاتيه» يتم حجزهم في مأوى احترازي لحين ثبوت شفائهم. وكما يعبر أحد السجناء في مشهد من الفيلم: لعلّ أقسى الأقدار وأكثرها ظلماً ذلك الذي يحكم على المريض النفسي حكماً غير معروف الأمد في سجنين: سجن القضبان الخارجي وسجنه الداخلي. هذا هو الوثائقي الثالث الذي تنجزه دكاش من وعن السجون اللبنانية. كلا الفيلمين («12 لبناني غاضب» و«يوميات شهرزاد») حقّقا نجاحاً كبيراً وشكّلا مفتاحاً وعيناً على إصلاح السجون والنظام القضائي في لبنان.
الفيلم اللبناني الثاني هو «جنى» لإيلي داغر. المخرج والفنان اللبناني يقدم في فيلمه الروائي الطويل الأول قصة جنى التي تشق طريقها إلى منزل والديها في منتصف الليل. عودة غير متوقعة بعدما كانت في الخارج وبعيدة لفترة من الوقت. لكن مع عدم وجود خيار، عليها الانغماس مع نفسها في الكامل ومع المدينة التي كانت حريصة على مغادرتها. أعمال إيلي داغر السينمائية تركز على وسائط سردية سمعية وبصرية عدة. عمله يستكشف العلاقة والإمكانات التي يمكن إنشاؤها من خلال اللعب بين الثقافات والتاريخ والخيال. تكون أفلامه امتداداً لاستجواباته، وتتأرجح بين السوريالية والخيال والغموض. فيلمه القصير Waves ‹98 حصد جائزة السعفة الذهبية لأفضل فيلم قصير في «مهرجان كانّ» عام 2015
.

العرب حاضرون

ثلاثة أفلام عربية طويلة، بالإضافة إلى فيلم قصير سوف تتنافس في مسابقة «آفاق» في المهرجان. المخرج المغربي إسماعيل العراقي يقدم فيلمه «زنقة كونطاكت». حادث سير في الدار البيضاء يشعل علاقة حب بين شخصين يجمعهما الكثير. أما «عزة مونمور» للفلسطينيين طرزان وعرب ناصر، فتدور أحداثه في عزة، في الوقت الحاضر. يقع عيسى البالغ 60 عاماً في حب سهام سراً. مرةً، يعلق في شبكة صيده تمثال قديم لابولو فيخفيه في المنزل. هنا تبدأ المشاكل وخاصة عندما تكتشف حماس وجود هذا الكنز الغامض. وهناك فيلم جزائري قصير (15 دقيقة) للمخرجة مريم مسوارة عن سارة الملزمة باتباع قواعد والدتها التي لا تفهمها تماماً. وأخيراً تشارك التونسية كوثر بن هنية بفيلم «الرجل الذي باع جلده» عن سام علي، الشاب السوري الحساس والمندفع، الذي غادر بلاده إلى لبنان هرباً من الحرب. لكي يتمكن من السفر إلى أوروبا والعيش مع حب حياته، وافق على رسم وشم على ظهره من قبل أحد أكثر الفنانين المعاصرين في العالم شهرة. بتحويل جسده إلى قطعة فنية، سيدرك سام أن قراره قد يعني في الواقع أي شيء ولكن ليس الحرية. تشارك في الفيلم الممثلة الإيطالية مونيكا بيلوتشي.

«200 متر»: ملحمة عن المقاومة الفلسطينية اليومية!

«أيام البندقية» فعّالية مستقلة تجري على هامش فعّاليات «مهرجان البندقية» تحت إدارة فنية جديدة تتولاها غايا فورير. هذه السنة، يشارك «200 متر» للمخرج الفلسطيني أمين نايفة. يحكي الشريط عن مصطفى وزوجته سلوى اللذين يأتيان من قريتين فلسطينيتين لا يفصل بينهما سوى 200 متر. ولكن يفصل بينهما جدار الفصل العنصري. بدأ وضعهما المعيشي التعيس في التأثير على زواجهما السعيد، لكنّ الزوجين يبذلان ما في وسعهما لإنجاحه. كل ليلة يضيء مصطفى ضوءاً من شرفته ليتمنى لأطفاله على الجانب الآخر ليلة سعيدة، ويشيرون إليه بالعودة. ذات يوم، يتلقى مصطفى مكالمة يخافها كل والد، وقد تعرض ابنه لحادث. يندفع إلى نقطة التفتيش حيث يتعين عليه الانتظار في طابور مؤلم ليجد أن هناك مشكلة في بصمات أصابعه ويُمنع من الدخول. يلجأ مصطفى اليائس إلى استئجار مهرب لنقله. أصبحت رحلته التي يبلغ طولها 200 متر رحلة ملحمية بطول 200 كيلومتر.

في حديث لـ «الأخبار» مع منتجة الفيلم مي عودة، صرّحت بأنّ «200 متر» هو فكرة أمين نايفة، لكنّه قصة كل الفلسطينيين لأنّ جميعهم لديهم قصص مع الجدار. قصص صغيرة تحدث كل يوم، تولّد القهر والظلم لهم. هذه الإجراءات الاحتلالية اليومية هي تفاصيل صغيرة، ليست قصص موت ودمار واعتقال، ولكنها قصص تقتل الإنسان على البطيء.

مرحلة إنتاج الفيلم استغرقت وقتاً طويلاً بسبب قلة موارد التمويل، إذ تقول عودة إنّ الأوروبيين لم يكونوا مهتمين لأنّ الفيلم «لا يتحدث عن حماس ولا إسرائيل ولا الحرب. فهي ليست وليمة دسمة للمنتجين الأوروبيين. موّلنا العمل من بعض المبادرات الفردية من أشخاص في إيطاليا والسويد ومساهمة من «الهيئة الملكية للأفلام» و«مؤسسة الدوحة للأفلام» و«الصندوق الثقافي الفلسطيني»».

وتمنّت عودة أن يُعرض الفيلم في كثير من الأماكن وفي فلسطين، لأنّه قدّم مواهب جديدة صاعدة، إلى جانب الممثل علي سليمان الذي آمن بالفيلم وبالمخرج ووضع كل خبرته وثقله التمثيلي فيه. وختمت عودة بأنّ الفيلم هو جواب، «هو حكاية الكثير من الفلسطينيين الذين لا يقاتلون بالسلاح، ولكن يقاتلون بتفاصيل حياتهم اليومية ليصلوا إلى عملهم ومدارسهم وجامعاتهم، ويكملون حياتهم مثل البشر. هم يقاومون ويستحقون أن يعيشوا، ليس مثل بعض الدول العربية التي تبيع الشعارات باسم فلسطين».

 

الأخبار اللبنانية في

01.09.2020

 
 
 
 
 

مهرجان البندقية السينمائي ينظم دورته الـ77 رغم المخاطر

·        أول مهرجان سينمائي دولي يقام منذ بداية الأزمة الصحية العالمية بعد إلغاء أهم المهرجانات العالمية.

باريسيغيب نجوم هوليوود هذه السنة عن مهرجان البندقية السينمائي بسبب جائحة كوفيد – 19، مما يتضارب مع طموحه ليصبح منصة انطلاق نحو جوائز الأوسكار، هو الذي شهد في دوراته السبع والسبعين مرور كبار الممثلين والمخرجين الأميركيين على سجادته الحمراء، كمارلون براندو ومارتن سكورسيزي وروبرت دي نيرو.

وسيكون مهرجان البندقية، وهو أقدم مهرجان سينمائي في العالم، أول حدث سينمائي ذي حجم دولي يقام منذ بداية الأزمة الصحية العالمية، بعد إلغاء أهم المهرجانات، وبينها مهرجان كان، المنافس المباشر له، في مايو الفائت.

وانطلاقاً من أهمية هذا الحدث السينمائي العالمي السنوي، يشارك في افتتاح المهرجان مديرو أكبر ثمانية مهرجانات في أوروبا التي تتنافس سنويا لجذب أفضل الأفلام، بينها مهرجانا كان وبرلين، تعبيراً عن “التضامن مع صناعة السينما العالمية” في خضمّ الأزمة التي تعانيها.

ويتنافس 18 فيلماً على انتزاع جائزة “الأسد الذهبي” التي حازها فيلم “جوكر” لتود فيليبس عام 2019، قبل أن يفوز بعد خمسة أشهر بجائزتي أوسكار، إحداهما جائزة أفضل ممثل لخواكين فينكس. وبين الأفلام المتنافسة في البندقية، واحد فرنسي، وآخر هندي، وأربعة أفلام إيطالية… أما الأفلام الأميركية فقليلة جداً.

وليس في لائحة المتنافسين أيّ من أسماء هوليوود الكبيرة، إذ يقتصر تمثيل الولايات المتحدة على مخرجتين فحسب. فالصينية الأميركية كلويه زهاو، صاحبة الفيلم المستقل “ذي رايدر”، ستقدم في البندقية فيلمها “نومادلاند”، وهو فيلم عن بدوية من العصر الحديث في نيفادا، تؤدي دورها الممثلة الحائزة على جائزة أوسكار فرانسس ماكدورماند، في حين تقدم مخرجة أقل شهرة هي النرويجية مونا فاستفولد فيلم “ذي وورلد تو كوم”.

عودة المهرجان لها ثمنها، إذ ستتخذ إجراءات أمنية وصحية غير عادية ستطبق بصرامة لضمان سلامة جميع المشاركين

ومن خارج المسابقة، يبرز فيلم “وان نايت إن ميامي” من إخراج الممثلة الأميركية الأفريقية ريجينا كينغ، ويتناول بدايات الملاكم كاسيوس كلاي (الذي سيصبح اسمه محمد علي) ومالكولم إكس. وتكمن أهمية الفيلم في تزامنه مع موجة الاحتجاجات والتظاهرات التي تهز الولايات المتحدة ضد العنصرية وعنف الشرطة بحق السود، قبل شهرين من الانتخابات الرئاسية الأميركية.

ومع أن نجمة هوليوودية هي الأسترالية كيت بلانشيت تتولى رئاسة لجنة التحكيم هذه السنة، ثمة اختلاف كامل مع العام الفائت، حين استقطب مهرجان البندقية، إضافة إلى “جوكر”، فيلم الرحلة الفضائية “أد أدترا” للمخرج جيمس غراي مع براد بيت، وفيلم “ذي لاوندرومات” لستيفن سودربرغ.

وإذا سارت الأمور كما هو مخطط لها، سيتيح مهرجان البندقية لعالم السينما متابعة مرور النجوم مجدداً على السجادة الحمراء، وستشهد صالات جزيرة ليدو عودة العروض العالمية الأولى.

لكنّ لهذه العودة ثمنها، إذ ستتخذ “إجراءات أمنية غير عادية، ستطبق بصرامة لضمان راحة البال لجميع المشاركين من دون أي مخاطرة” وفق قول المدير الفني للمهرجان ألبرتو باربيرا.

ولاحظ باربيرا مهندس “قصة الحب” بين مهرجان البندقية وهوليوود في السنوات الأخيرة، أن “بعض الأفلام المهمة ستغيب، إذ تحول دون مشاركتها تدابير الحجر التي لا تزال تلقي بثقلها على برمجة إطلاق الأفلام الهوليوودية المنتظرة”.

وأضاف “لن يتمكن بعض أعضاء فرق عمل الأفلام المشاركة من الحضور، بل سيتاح لهم الإدلاء بمداخلات تبث عبر تقنية الفيديو”.

وأشار باربيرا إلى أن “المكوّن النسائي كان يقتصر إلى الآن على نسبة مخجلة”، آملا بالتأكيد في وضع حد للجدل الذي شهدته الدورات السابقة للمهرجان.

وتعرض الأفلام السينمائية على المنصات الأميركية للبث التدفقي أو الفيديو على الطلب كمنصة “نتفليكس”، وهو ما ينتقده قسم من العاملين في المهنة.

ويندرج مهرجان البندقية في روزنامة المهرجانات التي تسبق موسم الجوائز الإنجلوساكسونية، وكان يُعتَبَر بمثابة “غرفة انتظار” لجوائز الأوسكار، إذ يقام كمهرجان تورونتو في توقيت مثالي في سبتمبر، في حين أن مهرجان كان يقام في توقيت مبكر بالنسبة إلى هذه الجوائز، بينما توقيت مهرجان برلين متأخر، إذ يقام في فبراير.

ومن الأفلام التي عرضت أو نالت جوائز في البندقية قبل أن تفوز بجوائز أوسكار بعد أشهر، “غرافيتي” و”روما” لألفونسو كوارون، و”لالا لاند” لداميان شازيل، و”ثري بيلبوردس” لمارتن ماكدوناه. ولكن هذه السنة، بين القيود الصحية على السفر، وصالات السينما التي أقفلت على مدى ثلاثة أشهر في الولايات المتحدة، باتت لدى شركات الإنتاج هموم أخرى.

وفي ظل هذا الركود، أرجئ إطلاق كل الإنتاجات السينمائية الكبرى، وفي مقدمها “تينيت” لكريستوفر نولن، الذي أطلق هذا الأسبوع في أكثر من 70 بلدا بعد طول انتظار، وفيلم جيمس بوند الجديد، والجزء التاسع من “فاست أند فوريوس” وكذلك “ووندر وومن 1984”. أما شركة “ديزني” فأعادت توجيه فيلمها “مولان” نحو منصات البث التدفقي، في حين أرجئ احتفال توزيع جوائز الأوسكار إذ سيقام في 25 أبريل 2021.

وشاءت سخرية القدر أن مهرجان كان المنافس لمهرجان البندقية، والذي اضطر إلى إلغاء دورته الميدانية، تمكن من استقطاب إنتاجات هوليوودية إلى برنامجه هذه السنة، بينها الفيلم التحريكي “سول” من إنتاج شركة “بيكسار”، وفيلم “ذي فرنش ديسباتش” لويس أندرسون، اللذان أدرجا ضمن اللائحة الرسمية لمسابقته.

 

العرب اللندنية في

01.09.2020

 
 
 
 
 

قبل ساعات من انطلاقه.. أبرز إطلالات النجمات بمهرجان البندقية السينمائي

نور أيمن

يفتتح غدا مهرجان البندقية السينمائي، ويعيد للبندقية مكانتها الثقافية في أول عرض سينمائي رئيسي لها بعد أزمة فيروس كورونا التي أدت لإلغاء أغلب المهرجانات الدولية، وهناك من استكفى بقيامها افتراضيا.

وستقام النسخة الـ77 للمهرجان بشكل مختلف عن الأعوام السابقة، فهو من أعرق المهرجانات السينمائية بعد مهرجان كان السينمائي الدولي، فيجمع العديد من المشاهير على سجادته الحمراء، ولذلك نقدم لكم أجمل الأزياء التي مرت على سجادته.

أبرز أزياء مهرجان البندقية التي تألقت بها النجمات خلال الأعوام السابقة:

كيت بلانشيت

في العام الماضي تألقت النجمة كيت بلانشيت بفستان أسود مخمل مزين بالريش الأبيض عند الكتفين، وكان تصميم العالمي Armani Prive أما المجوهرات فكانت من الماس من Chopard، حيث لفتت الأنظار بمجوهراتها مع الفستان.

ليدي جاجا

تحرص نجمات هوليود على الظهور بمهرجان البندقية السينمائي بتألق كبير، وأزياء ملفته تتناسب مع أجواء المدينة الساحرة، وكان للعالمية ليدي جاجا إطلالة بارزة بفستان زهري مزين بالريش الذي حمل توقيع دار فالنتينو، والتي تعتبر المفضلة لديها.

هند صبري

وللنجمات العربيات دور أيضا في الظهور على سجادة المهرجان الحمراء، حيث ظهرت النجمة التونسية هند صبري، التي تعتبر أول امرأة عربية تنضم للجنة تحكيم المهرجان في نسخته الماضية، بفستان عصري كلاسيك غير مكلف، وكان اللون الأسود هو المسيطر على معظم طلاتها.

آيرينا شايك

وكانت عارضة الأزياء آيرينا شايك قد تألقت بفستان ذهبي براق صمم خصيصًا لها من دار فيرساتشي، حيث لفتت الأنظار لها به.يذكر أن مهرجان البندقية السينمائي ينطلق من يوم غد الثاني من سبتمبر وحتى تاريخ الـ12 من الشهر نفسه، وهذا المهرجان يعد عودة إيطالية إلى الفن العالمي بعد أن أصبحت أول دولة في الغرب تتعرض لانتقادات شديدة جراء انتشار فيروس كورونا بصورة كبيرة بها.

 

الدستور المصرية في

01.09.2020

 
 
 
 
 

هند صبرى تستعيد ذكريات مشاركتها في مهرجان فينيسيا السينمائى العام الماضى

كتب محمد تهامى زكى

استعادت الفنانة التونسية هند صبرى ذكريات مشاركتها فى فعاليات مهرجان فينيسيا السينمائى الدولى، العام الماضى، مؤكدة أنه كان لها الشرف فى تمثيل العالم العربى خلال المهرجان، متمنية التوفيق لدورة هذه العام خاصة أنها تأتى فى ظل ظروف صعبة وسط تفسى فيروس كورونا الجديد "كوفيد - 19".

ونشرت هند، عبر حسابها على إنستجرام مجموعة صور من مشاركتها فى فعاليات المهرجان العام الماضى، صحبتها بتعليق: "مثل هذا اليوم فى العام الماضى.. كان لى الشرف أن أمثل العالم العربى فى مهرجان فينيسيا السينمائى الدولى كعضوة لجنة تحكيم.. اليوم تنطلق دورة جديدة فى ظروف صعبة.. أتمنى للمهرجان ومنظميه كل التوفيق".

 

اليوم السابع المصرية في

01.09.2020

 
 
 
 
 

انطلاق فعاليات مهرجان فينيسيا السينمائي بفيلم "موليكولي" الليلة

كتب: ضحى محمد

تنطلق الليلة أولى فعاليات مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي بعرض فيلم "موليكولي" للمخرج الإيطالي أندريا، وهو فيلم وثائقي عن فينيسيا أثناء فرض إجراءات الإغلاق لمواجهة فيروس كورونا.

ومن المقرر أن تستمر فعاليات المهرجان رسميًا من 2 حتى 12 سبتمبر الجاري، وقررت إدارة المهرجان إلغاء حفلتي الافتتاح والختام للمهرجان، كما أنه سوف يتم عرض بعد الأفلام خلال مؤتمرات صحفية يتم بثها عبر شبكة الإنترنت.

وفرضت إدارة المهرجان إجراءات أكثر صرامة بالالتزام بقواعد التباعد الاجتماعي أثناء عرض الأفلام وارتداء الكمامات طوال الوقت.

ويضم المهرجان هذا العام 63 فيلما، بينهم 18 فيلما تتنافس على جائزة الأسد الذهبي، بجانب 21 فيلما سوف تعرض خارج المسابقة و19 فيلما في قسم أفاق.

 

الوطن المصرية في

01.09.2020

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004