كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 

علا الشافعى تكتب:

نادية الفن

عن رحيل سيدة الأداء الرفيع

نادية لطفي

   
 
 
 
 
 
 

نادية لطفى.. هى الأنبل والأكثر تمرداً فى بنات جيلها.. كان من السهل أن تستسلم لكونها «شقراء» الشاشة، وواحدة من الجميلات، فالعائلة والمدرسة الألمانية التى تخرجت فيها، أسهمتا بشكل كبير فى تشكيل عقل واعٍ، وإنسانة صاحبة شخصية ملهمة، كانت تدرك منذ اللحظة التى خطت فيها أولى خطواتها الفنية منذ أن اكتشفها المنتج الكبير رمسيس نجيب، بدءاً من الانتشار وتقديم أفلام تجارية خفيفة، وصولاً إلى مرحلة الاختيار، ليس ذلك فقط، بل وصولاً إلى أفلام تحمل حساً تجريبياً مع حسين كمال، وشادى عبدالسلام.

ملكت نادية لطفى روح وقلب مغامرة وفارسة، فهى فنانة شديدة الموهبة، تألقت فى الكثير من الأدوار المميزة، التى لا تزال عالقة فى الأذهان، وأثبتت من خلالها قدرتها على التلون فى الأداء والانتقال من شخصية إلى أخرى لتتمرّد على ملامحها الشقراء، خصوصاً أن البعض كان يحاول حصرها فى نوعية أدوار بعينها، إلا أنها رفضت أن تكون مجرد وجه جميل، فالشاشة مليئة بالجميلات من بنات جيلها، لذلك انتصرت «نادية» لموهبتها ووعيها بتلك الموهبة وضرورة العمل على تنميتها، لذلك لم تكتفِ بتقديم الميلودراما فقط، بل نوّعت بين أدوارها بحرفية ومهارة شديدتين وعرفت جيداً اللحظة التى يجب أن تتوقف فيها عن تقديم الأدوار الخفيفة أو الكوميدية، مما أهّلها للوصول إلى النجومية فى وقت أقصر من فتيات جيلها بفترة الخمسينات والستينات».

وبالنظر إلى الكثير من أدوارها المختلفة ندرك جيداً أن من تقدم شخصية «زوبة العالمة» فى رائعة نجيب محفوظ «قصر الشوق»، و«ريرى» فتاة الليل فى «السمان والخريف»، أيضاً لنجيب محفوظ، «ومادى» فى «النظارة السوداء» لإحسان عبدالقدوس و«نانى» فى «المستحيل» للمخرج حسين كمال، و«زينة» فى فيلم «المومياء»، بحضورها المهيب الآسر مع المخرج شادى عبدالسلام، لم تكن مجرد ممثلة صاحبة موهبة متفرّدة، بل هى صاحبة رؤية، وتملك وعياً بضرورة أن يحمل مشوارها الفنى محطات متميزة يتوقف عندها صناع السينما والنقاد وجمهورها من المتابعين. وقد كان لها ما أرادت، حيث صنعت بأسلوبها مكانة خاصة جداً بين نجمات جيلها، والمفارقة أن تلك النجمة ذات الصيت الواسع، التى كانت تتصدّر «الأفيشات»، بعد نجاحها الكبير فى فيلم «النظارة السوداء»، ودور الفارسة «لويزا» فى «الناصر صلاح الدين»، وهو ما وضعها فى مقدّمة النجمات الشابات، فإنها لم تكن ترفض الظهور فى أفلام نجوم آخرين كضيفة شرف، وأحياناً فى لقطات عابرة صامتة دون كلمة حوار واحدة، حيث ظهرت فى فيلم أقرب إلى البرنامج الغنائى التليفزيونى، بعنوان «القاهرة فى الليل»، وكان ظهورها فى لقطة صامتة، حيث ظهرت بلا أى جملة حوار، وهى تتصفّح بعض المجلات مع ليلى طاهر، بينما تغنّى «صباح» «الراجل ده هيجننى». واقتصر ظهورها على لقطات متقطعة أثناء الأغنية.

وشاركت أيضاً فى لقطة عابرة فى فيلم «مين يقدر على عزيزة» (1975) من إخراج أحمد فؤاد، وبطولة حسين فهمى، وسهير رمزى، حيث كانت تجلس على مائدة فى «عرض أزياء»، ثم تظهر فى لفتة جانبية لم تستغرق ثوانى قليلة، مع إشارة من مذيع العرض إلى فستان باسم «الإخوة الأعداء» وهو عنوان الفيلم الذى قامت ببطولته قبل ذلك بعام.

ولا ينسى أحد منا حضورها الطاغى أيضاً فى فيلم «أضواء المدينة» من بطولة «شادية»، وإخراج فطين عبدالوهاب، وتحديداً فى مشهد احتفاء بعودة الفنانة شادية إلى التمثيل، حيث دخلت إلى حفلة نقابة السينمائيين ضمن أحداث الفيلم، بصحبة صديقها المخرج حسين كمال، الذى ظلّ طوال اللقطات الصامتة المتفرّقة التى ظهرت فيها على الشاشة، يحاول، من دون أن ينجح، إشعال سيجارة فى يدها، حتى تحوّلت المائدة إلى كومة من أعواد الثقاب التالفة. وينتهى ظهور «نادية» فى المشهد «اللطيف هذه المرة» بإلقائها السيجارة من يدها بعد انتهاء الحفلة.

ذلك الظهور الصامت لنجمة بحجم نجوميتها، هو أمر لافت للغاية ويستحق التساؤل حوله، وكانت هى ترد على هذا الأمر بجملة محدّدة «طقت فى دماغى»، وهو التعبير الذى أشار إليه الناقد السينمائى الراحل أحمد يوسف، حيث قال: «السر الذى اكتشفته نادية لطفى من البداية، أن تعيش حياة الشخصيات التى تقدّمها بكل إقناع واقتناع، ورغبة فى الحياة، لذلك لم تتمسّك «النجمة» بالقواعد الشكلية للنجومية، وهذا ما جعلها دائماً، حتى فى أدوارها القصيرة، تظل مركز الإشعاع الذى تنطلق منه شرارة الصراع الدرامى، أو هى البحر الذى تلتقى عنده الروافد والأنهار، فالنجمة نادية لطفى لم تسيطر أبداً على «الممثلة نادية لطفى»، لذلك ظلّت حرة من أى قيود، ولم تسجن نفسها يوماً فى الأقنعة الفنية التقليدية.

تلك الرؤية حقيقية جداً، وتعبر عن شخصية نادية لطفى الإنسانة والفنانة، فهى لم تكن شخصية تقليدية أو نمطية، بل كانت ترفض الأقنعة والبهرجة المبالغ فيها، وكان الصدق مفتاح شخصيتها والوضوح أبداً لم تعرف المراوغة، ولا ألاعيب النجومية، وأدركت أن بريقها زائف، لذلك كانت من أكثر النجمات اللاتى كن يملكن مرونة فى التعامل مع فكرة الزمن، وضرورة التأقلم، وأكاد أجزم أنها من النجمات القلائل اللاتى ظهرت لهن صور بملابس منزل بسيطة وأنيقة، وماكياج خفيف فى أواخر حياتها، ولم تعتزل الحياة مثلما اعتزلت الفن، بل ظلت على تواصل مع أجيال مختلفة تتابع وتنتقد، وكثيراً ما كانت ترفع الهاتف على من يجيدون فى أدوارهم لتناقشهم وتهنئهم، وبروح تلك المرأة الجدعة، التى تملأها الشهامة التزمت بأدوار حياتية متعدّدة وغاية فى الأهمية، حيث كان دستور حياتها مساعدة زملائها، وكل من يحتاج، ما دامت قادرة على تقديم يد العون لهم.

نادية لطفى ستظل حالة متفرّدة وفريدة فى تاريخ الفن المصرى والعربى، فهى النجمة الموهوبة والمرأة الجميلة ذات السحر الخالص، المرادف الحقيقى لمعنى «الست»، والمثقفة والمهمومة بالوطن والمناضلة ذات الأدوار المتعدّدة المعروفة، والأدوار التى لم يفرج عنها بعد، فهى «نادية الفن» التى لن تتكرر وساحرته التى ملكت القلوب.

 

الوطن المصرية في

05.02.2020

 
 
 
 
 

نادية لطفي "المبدعة" في أعمال نجيب وإدريس وإحسان

كتب: محمد غالب

شاركت الفنانة نادية لطفي في أفلام رائدة في السينما المصرية، حفرت مكانها في قلوب محبيها، وقدمت أدوارا مميزة بأفلام لكبار المخرجين، وجسدت أدوارا في روايات وقصص الأدباء: نجيب محفوظ، يوسف إدريس وإحسان عبد القدوس، بعد تحويلها إلى أفلام سينمائية.

جسدت الراحلة دور "ريري" في فيلم "السمان والخريف"، عام 1967، المأخوذ عن رواية تحمل نفس الاسم لنجيب محفوظ.

"السمان والخريف" من إخراج حسام الدين مصطفى، وكتب السيناريو والحوار له أحمد عباس صالح، شاركها البطولة كل من محمود مرسي في دور عيسى الدباغ، وعبدالله غيث في دور "حسن".

كما شاركت في فيلم "قصر الشوق" المأخوذ عن رواية لمحفوظ، وصدر في ديسمبر 1967، وأدت فيه دور "زوبة العالمة" التي يقع في حبها "السيد أحمد عبد الجواد"، الذي جسد دوره الفنان يحيي شاهين، بينما "زوبة" كانت تحب ابنه "ياسين"، الذي جسد دوره الفنان عبدالمنعم إبراهيم.

فيلم "قصر الشوق" أخرجه حسن الإمام، وكتب السيناريو والحوار له محمد مصطفى سامي، وشارك في بطولة الفيلم كل من آمال زايد في دور "أمينة"، وماجدة الخطيب في دور عايدة شداد، وسمير صبري في دور حسن سليم، وهالة فاخر في دور عائشة عبد الجواد.

وقدمت نادية لطفي عددا من الأفلام الهامة مع رائد القصة القصيرة يوسف إدريس، التي كانت على علاقة صداقة قوية معه، ونتج عنها فيما بعد أعمالا فنية ناجحة منها فيلم "3 قصص" عام 1968، وهو الذي ينقسم إلى 3 حكايات منفصلة، بينما شاركت مع "إدريس" في القصة الثانية من الفيلم، التي تحمل اسم "خمس ساعات" وأخرجه حسن رضا، كتب لها السيناريو والحوار بكر الشرقاوي، وكانت تقوم بدور "سميحة"، شاركها بطولة الفيلم محمود المليجي.

يدور الفيلم حول صراع بين الأطباء الشرفاء وبين الفاسدين من القلم السياسي.

كانت القصة الأولى من فيلم "ثلاث قصص" بعنوان "دنيا الله"، وألفها نجيب محفوظ، وأخرجها إبراهيم الصحن، ومن بطولة ناهد الشريف، أما الثالثة هي "إفلاس خاطبة"، من تأليف يحيي حقي، وإخراج محمد نبيه، وبطولة سميحة أيوب.

وشاركت "نادية" عام 1974، في فيلم "قاع المدينة"، المأخوذ عن قصة ليوسف إدريس، وكتب السيناريو والحوار له أحمد عباس صالح، ومن إخراج حسام الدين مصطفى، وشاركها البطولة محمود ياسين، ونيللي وتوفيق الدقن وجورج سيدهم، وميمي شكيب.

وجسدت أيضا دور "قسمت" في فيلم "على ورق سوليفان" عام 1975، المأخوذ من قصة قصيرة ليوسف إدريس، كتب السيناريو والحوار له كوثر هيكل، وأخرجه حسين كمال، وشاركها البطولة أحمد مظهر، وأبو بكر عزت وليلى طاهر ومحمود ياسين.

وظهرت أيضا الفنانة نادية لطفي، في أعمال مأخوذة من أدب الكاتب إحسان عبدالقدوس، منها فيلم "لا تطفئ الشمس"، عام 1961، الفيلم أخرجه صلاح أبو سيف، وشاركها البطولة نخبة من الفنانين، هم فاتن حمامة، شكري سرحان، عماد حمدي وسميحة أيوب وأحمد رمزي.

وقدمت أيضا دور "مادي" في فيلم "النظارة السوداء"، 1963، المأخوذ عن رواية تحمل نفس الاسم لمؤلفها إحسان عبدالقدوس، وكتب السيناريو والحوار له لوسيان لامبير، وأخرجه حسام الدين مصطفى.

وأبدعت بفيلم "أبي فوق الشجرة"، عام 1969، قصة إحسان عبدالقدوس، وسيناريو حوار سعد الدين وهبة، وإخراج حسين كمال، وبطولة عبد الحليم حافظ، ميرفت أمين وعماد حمدي.

وقدمت دور "زيزي" في فيلم "وسقطت في بحر العسل" عام 1977، قصة إحسان عبد القدوس، وسيناريو وحوار وفية خيري، وإخراج صلاح أبو سيف.

 

####

 

كيف استطاعت نادية لطفي أن تتميز وسط فنانات جيلها؟.. نقاد يجيبون

كتب: كريم عثمان

نجمة لامعة، كلما تقدم بها العمر زاد بريقها، تتلون وتغير جلدها في كل دور تلعبه، رقيقة تارة، وشرسة تارة أخرى، حتى تمكنت الفنانة نادية لطفى أن تصنع لنفسها مكانًا وسط فاتنات جيلها العظيمات.

ولأن لكل شيء نهاية، رحلت نادية لطفي عن دنيانا، أمس الثلاثاء، عقب  صراع طويل مع المرض، بعد أن أثرت السينما المصرية بأفلام ستظل عالقة في أذهان محبيها.

طارق الشناوي عن نادية لطفي: ليست مجرد فنانة 

نادية لطفي لم تكن صورة من أي فنانة،  بحسب ما قال الناقد الفني طارق الشناوي، لافتًا إلى أنها ليست مجرد فنانة تقوم بأدوار مهمة، بل كانت متجاوبة ومبدعة في الحياة وخارج الكاميرا، وهو ما يتجلى واضحًا في مواقفها السياسية خلال الحروب التي دخلتها مصر.

وأضاف "الشناوي" لـ"الوطن"، أنها في طفولتها كانت تسعى جاهدة لمرافقة أي مريض بالعائلة، وخدمته وتقديم اللازم له، وبعد أن كبرت ظلت على الحال ذاته، فكانت إحدى طقوسها هي زيارة المرضى في المستشفيات والتخفيف عنهم.

وأشار الناقد الفني إلى أنها في أصعب أوقات مرضها، كانت من أوائل الفنانون خلف المؤلف سمير خفاجة والفنانة مديحة يسري والفنان جميل راتب، والفنان جورج سيدهم، حيث أقامت للأخير حفلا لعيد ميلاده في العام قبل الماضي، لتتفانى بأكثر درجات العطاء في أوج مراحل المرض.

وتابع: "لا نستطيع تصنيف نادية لطفي بعدد أعمالها كسائر الفنانين، لكنها كان لها رصيد كبير لدى الجمهور في الوطن العربي بمواقفها السياسية، كما كانت آخر رئيسة لجمعية الحمير، التي أقيمت في ثلاثينات القرن الماضي، وهي جمعية للرفق بالإنسان وليس الحيوان، وشغلت منصب رئيس الجمعية، بسبب عملها الدائم وتواجدها المستمر في المساجد والكنائس والمستشفيات، وأي مكان يوجد به بسطاء".

ماجدة خير الله: إحساساها نابع من داخلها وخرجت من الباب الكبير

طيلة مشوارها الفني أصرت نادية لطفي أن تكون مختلفة شكلا وأداء، بحسب ما قالت الناقدة القنية ماجدة خير الله، لافتة إلى أنه على الرغم من أن زمانها كان مثاليًا في تواجد فنانات كبار، إلا أنها غرست لنفسها مكانا وسطهن.

وأضافت "خير الله" لـ"الوطن"، أن من اكتشفها كان المخرج والمنتج السينمائي رمسيس نجيب، وهو المعروف عنه رعاية  أبطاله، وإنتاج فيلم أو 2 لهم، وهو ما فعله مع "لطفي"، فساهم ذلك في توهجها

وأشارت إلى أن أحد أسباب نجومية الفنانة الراحلة، هو عملها مع كبار المخرجين، مثل يوسف شاهين وهنري بركات وحسن الإمام، الذين ساهموا في تلوينها في أكثر من شكل وأداء.

وأوضحت أنها لم تكن منكبة على الظهور في الإعلام وكان توفر تركيزها لأعمالها، مع كونها كانت ذات قيمة أخرى بدرايتها بما يحدث في الوطن العربي، فيما كان إحساساها نابع من داخلها، ولديها ثقافتها الخاصة، وبداخلها شخص واعي ودارس.

وتابعت "خير الله"، أن نادية خرجت من الباب الكبير حينما اختتمت أعمالها السينمائية بدور "الأب الشرعي"، وقررت الانسحاب وهي في عز رونقها وإبداعها، حيث كان في استطاعتها أن تكمل ميراثها وتلعب أدوار الأم التي تحتاجها السينما بشدة، أو تكون نجمة دراما، لكنها آثرت النجومية المطلقة وأن يتذكرها الجمهور بشكلها المميز وأدوارها الخالدة.

 

####

 

جيوش الشمس.. فيلم حاورت فيه نادية لطفي جنود أكتوبر وساهمت في ظهوره

مجدي الطيب: الراحلة لا تقل وطنية عن الأبطال المحاربين

كتب: كريم عثمان

لم تكن ممثلة فحسب، بل تطرقت لمناطق أخرى جعلت منها فنانة ذات طابع خاص، ونكهة مختلفة، فبعد اهتمامها بقضايا بلدها، وما يحدث داخل الوطن العربي، بجانب أفلامها المميزة، حفرت الفنانة نادية لطفي اسمها بحروف من نور في ذاكرة الجماهير.

بالأمس، كان المشهد الأخير لنادية لطفي، بعد أن خيم الموت عليها عن عمر ناهز الـ83 عاما، بعد أن أثرت الفن بأفلام متنوعة، بين الرومانسي والسياسي، ومنها ما لم يعرض على شاشات التليفزيون قط.       

نجحت نادية لطفي في أن تصنع شخصية متفردة لنفسها تختلف عن باقي فنانات جيلها، وفقًا لما قاله الناقد السينمائي مجدي الطيب، لافتًا إلى أنها تفردت بالحديث عن أحوال وطنها، من خلال أفلامها السياسية.

وأضاف الطيب لـ"الوطن"، أن الفنانة الراحلة لم تهتم بتصدر أغلفة المجلات، بقدر اهتمامها باختيار طريق مختلف من خلال اهتمامها بالقضايا العربية والمحلية، مع الحرص على عدم المتاجرة بذلك، حيث كانت لا تقل وطنية عن الأبطال المحاربين.

وأشار الناقد السينمائي إلى أن "لطفي" شاركت بدور فعال في حرب الاستنزاف، كما ساهمت كممرضة في القصر العيني، لتضميد جراح المصابين من الجيش، فيما برز دورها عام 1982 وقت اجتياح إسرائيل للبنان والحصار عليها، حينما ذهبت لمساندتهم في المقاومة، كما تعبر صورتها الشهيرة بجوار الرئيس الفلسطيني السابق ياسر عرفات، وهي مفعمة بالحيوية والحماس، عن مدى اهتمامها بأحوال وطنها العربي.

وأوضح أنها كانت سببا في إلهام المخرج شادي عبدالسلام، بوضع سيناريو وإخراج فيلم وثائقي، لم يعرض إلى الآن، عن حرب أكتوبر يدعى "جيوش الشمس"، وثق من خلاله لحظات الهجوم على خط بارليف، ومشاهد الفخر العبور العظيم.

وأردف أن في مقدمة الفيلم الوثائقي وجه صناع العمل شكر بخط كبير للفنانة نادية لطفي، كما ظهرت خلال أحداثه وهي تحاور أحد أبطال حرب الانتصار، وقبل وفاتها كانت الفنانة الراحلة مستاءة من عدم ظهور ذلك الفيلم في المناسبات القومية.

وتابع "الطيب"، أن هناك وثائق مسجلة ومستندات في مكتبة الفنانة الراحلة، يجب أن نستغلها، وهو ما يعد أعظم تخليد لذكراها بدلًا من عرض أفلام قديمة لها، مشيرًا إلى أن المركز القومي للسينما ووزارة الثقافة لهما دورًا في البحث عن تلك الوثائق، والإعتناء بها وتحديثها.

 

####

 

عاجل.. وصول جثمان نادية لطفي لمسجد مستشفى المعادي العسكري

عدد كبير من الفنانين حرصوا على المشاركة في تشييع الجثمان

كتب: أبانوب رجائي

وصل جثمان الفنانة نادية لطفي، إلى مسجد مستشفى المعادي العسكري، قبل قليل، تمهيدًا لصلاة الجنازة عليها، عقب صلاة الظهر.

وحرص عدد من الفنانين، على الحضور، والمُشاركة في تشييع الجثمان، منهم الفنان أشرف زكي، نقيب الممثلين، وميرفت أمين، وبوسي، ومحسن علم الدين، وغادة نافع، وفيفي عبده وعبد العزيز مخيون، والإعلامية بوسي شلبي، فضلًا عن خالد عبد الجليل، مستشار وزير الثقافة للسينما ورئيس الرقابة على المصنفات الفنية.

تعد الفنانة نادية لطفي واحدة من أشهر الممثلات في تاريخ مصر، ولدت في 3 يناير عام 1937، واسمها الحقيقي بولا محمد لطفي، في الوايلي بالقاهرة، وتعتبر من أكثر الفنانات اللاتي يشتهرن بمواقفهنّ السياسية المختلفة، وأهمها دورها في حرب 6 أكتوبر، وفضحها لجرائم الاحتلال الإسرائيلي خلال حصار بيروت.

 

####

 

12:37 م | الأربعاء 05 فبراير 2020

سمير صبري ومجدي أحمد علي يُشاركان في تشييع جثمان نادية لطفي

كتب: أبانوب رجائي

وصل الفنان سمير صبري، والمخرج مجدي أحمد علي، إلى مسجد مستشفى المعادي العسكري، للمُشاركة في تشييع جثمان الفنانة نادية لطفي، والتي رحلت عن عالمنا صباح أمس الثلاثاء، عن عمر ناهز 83 عامًا.

ويُشارك في تشييع الجثمان، الأب بطرس دانيا، والفنان محمد أبو داوود، وكذلك الفنانة دنيا سمير، وليلى علوي، وغادة نافع، وفيفي عبده وعبد العزيز مخيون.

تعد الفنانة نادية لطفي واحدة من أشهر الممثلات في تاريخ مصر، ولدت في 3 يناير عام 1937، واسمها الحقيقي بولا محمد لطفي، في الوايلي بالقاهرة، وتعتبر من أكثر الفنانات اللاتي يشتهرنّ بمواقفهنّ السياسية المختلفة، وأهمها دورها في حرب 6 أكتوبر، وفضحها لجرائم الاحتلال الإسرائيلي خلال حصار بيروت.

 

####

 

غادة نافع تنفي دفن نادية لطفي بجوار ماجدة: الجثمان سيدفن بمقابر العائلة

مقابر أسرة الراحلة بجوار مدافن عائلة الصباحي

كتب: أبانوب رجائي

نفت غادة نافع ابنة الفنانة الراحلة ماجدة، ما تردد بشأن دفن نادية لطفي، في مقابر والدتها الفنانة الراحلة ماجدة الصباحي، مؤكّدة أنَّ هذا الكلام عارٍ تمامًا عن الصحة.

وأوضحت "غادة"، في تصريح خاص لـ"الوطن"، أنَّ جثمان نادية لطفي سيُدفن في مقابر العائلة، الموجودة في منطقة السادس من أكتوبر، وهي بجوار مقابر أسرتها.

وانتهت صلاة الجنازة، على الفنانة نادية لطفي، قبل قليل، من مسجد مستشفى المعادي العسكري، بحضور عدد من زملاءها الفنانين، منهم ميرفت أمين ودلال عبد العزيز، وبوسي وغادة نافع.

يُشار إلى أنَّه مع مع بداية عام 2020، فقدت السينما المصرية والعربية، نجمتان من الزمن الجميل، بعد سنوات طويلة من العطاء الفني، وثروة سينمائية سجّلت بحروف من ذهب في عالم الفن.

ورحلت الفنانة الكبيرة نادية لطفي، أمس الثلاثاء، عن عمر يناهز الـ83 عامًا، بعد تدهور حالتها الصحية خلال الأيام الماضية، وفي يوم 16 يناير الماضي، سبقتها وتوفيت الفنانة ماجدة الصباحي، عن عمر يناهز 89 عامًا.

 

####

 

في وداع نادية لطفي.. إصابة ميرفت أمين بانهيار وفيفي عبده تقرأ القرآن

كتب: أبانوب رجائي

ودّع عدد من نجوم الفن، الفنانة نادية لطفي، التي رحلت عن عالمنا، صباح الثلاثاء، عن عمر ناهز 83 عامًا، بعد صراع مع المرض، إذ خرج الجُثمان من مسجد مستشفى المعادي العسكري، عقب صلاة ظهر أمس الأربعاء.

وحرص عدد من الفنانين على المُشاركة في تشييع الجثمان، منهم الفنان أشرف زكي، نقيب الممثلين، وميرفت أمين، وليلى علوي، ودنيا سمير غانم، وبوسي، ومحسن علم الدين، وغادة نافع، وفيفي عبده وعبد العزيز مخيون، والإعلامية بوسي شلبي، فضلًا عن خالد عبد الجليل، مستشار وزير الثقافة للسينما ورئيس الرقابة على المصنفات الفنية، والفنان سمير صبري، والمخرج مجدي أحمد علي، الأب بطرس دانيال، والفنان محمد أبو داوود، والإعلامي وائل الإبراشي.

وأصيبت ميرفت أمين بحالة انهيار شديدة، فور وصولها مسجد المستشفى التي كانت تُعالج فيه نادية لطفي، لاسيما وأنها كانت تحرص على زيارتها من آنٍ لآخر، بشأن الاطمئنان على حالتها الصحية، كما حرصت الفنانة فيفي عبده على قراءة ما تيسر من القرآن الكريم، خلال وجودها في ساحة المسجد.

ومن جانبها، نفت غادة نافع، لـ"الوطن" ما تردد بشأن دفع نادية لطفي، في مقابر والدتها الفنانة الراحلة ماجدة الصباحي، مؤكدة أن هذا الكلام عارٍ تمامًا عن الصحة، موضحة أن جثمان "لطفي" سوف يُدفن في مقابر العائلة، الموجودة في منطقة السادس من أكتوبر، وهي بجوار مقابر أسرتها أيضًا.

ومن المُقرر أن يستقبل أحمد عادل البشاري، نجل الفنانة نادية لطفي، العزاء في الفقيدة، مساء اليوم الخميس، في مسجد الشرطة، بمدينة السادس من أكتوبر.

وكانت وفاة "ماجدة"، في منتصف يناير الماضي، قد أثّر على الحالة النفسية السيئة للفنانة نادية لطفي، وعبرّت عن حزنها الشديد في تصريحات وقتها لـ"الوطن"، بقولها: "اتصدمت بخبر وفاة ماجدة الذي كان له أثر مؤلم عليّ"، وتابعت: "بالنسبة لي ماجدة أكنّ لها معزة خاصة، فهي تتميز بقيمة في تسجيل أحداث الوطن، وفيها أصالة البيت المصري، وأهم ما يميزها أنها تتمسك بأصول البيت المصري واحترامها لتصرفاتها وحياتها كمثل أعلى للفنانة".

 

####

 

راقصة وارستقراطية ورجل.. 10 وجوه لا تنسى لـ نادية لطفي في السينما

كتب: هبة أمين

جسدت الفنانة نادية لطفي، التي وارى جثمانها الثرى، اليوم، بعد رحيلها عن دنيانا أمس الثلاثاء، عدة شخصيات متنوعة على شاشة السينما، أصبحت علامات مسجلة في تاريخها الفني المتميز.

الطالبة "سهير" في الخطايا

طالبة جامعية تقع في غرام زميلها "حسين"، يرفض والده زواجهما لأنه "لقيط"، وذلك ضمن أحداث فيلم "الخطايا" عام 1962 إخراج حسن الإمام، ويعد من علامات السينما.

"لويزا".. محاربة صليبية 

المحاربة الصليبية الطيبة، من أشهر الأدوار التي ارتبط بها الجمهور في فيلم "الناصر صلاح الدين" عام 1963 من إخراج يوسف شاهين.

"مادي".. الفتاة الارستقراطية في "النظارة السوداء"

في فيلم "النظارة السوداء" عام 1963 إخراج حسام الدين مصطفى، لعبت دور "مادي"، الفتاة الاستقراطية التي تعيش بلا هدف، وترتدي دائمًا نظارتها السوداء، لتقابل رجلًا مختلفًا وتتحول حياتها للأفضل.

"مصطفى".. هيئة تنكرية في "للرجال فقط"

عام 1964، قدمت فيلم "للرجال فقط" إخراج محمود ذو الفقار، وظهرت فيه بشكل كوميدي مع الفنانة سعاد حسني، متنكرتان في هيئة رجالية للعمل في الصحراء للتنقيب عن البترول، والتأكيد على أن المرأة يمكنها العمل في أي مجال، وجسدّت شخصية "مصطفى".

"إلهام" تغطي غياب زوجها بالخيانة

في فيلم "الخائنة" عام 1965 إخراج كمال الشيخ، جسدّت شخصية "إلهام" التي تعاني من غياب زوجها، ويكتشف خيانتها له، ويحاول معرفة الشخص الذي تخونه زوجته معه.

"زوبة" العالمة في "قصر الشوق"

في فيلم "قصر الشوق" عام 1966 إخراج حسن الإمام، من ثلاثية نجيب محفوظ، فاجأت نادية جمهورها بتقديم شخصية "زوبة" العالمة، ومن مشاهدها المميزة، جلوسها أمام "طبلية" لـ"فرك الملوخية"، وهي ترقص وتغني أمام الفنان عبدالمنعم إبراهيم "بس قولوا لأمي.. طب وأنا مالي".

"نادية" تغوي كاتب عدو للمرأة 

في فيلم "عدو المرأة" عام 1966 إخراج محمود ذو الفقار، قررت "نادية" الإيقاع بكاتب يكره النساء في غرامها.

"ريري" العاهرة في "السمان والخريف"

في فيلم "السمان والخريف" إخراج حسام الدين مصطفى عام 1967، لعبت دور "ريري" امرأة عاهرة، تلتقي عيسى الدباغ، الذي يبحث بداخلها عن شبح القوة والسلطة.

"فردوس".. غرام راقصة في إجازة صيفية

قدمّت دور الراقصة "فردوس" التي يقع في غرامها الشاب عادل خلال قضاء إجازته الصيفية بالإسكندرية، في فيلم "أبي فوق الشجرة" عام 1969 إخراج حسين كمال، أمام العندليب الأسمر الذي غنّا لها "جانا الهوى جانا".

"زينة" في "المومياء"

مع المخرج شادي عبدالسلام عام 1975، قدمّت شخصية "زينة" خلال أحداث فيلم "المومياء" الذي يرصد أحداثًا حقيقية عام 1871، لقبيلة اشتهرت بالتنقيب عن الآثار الفرعونية ثم بيعها، وتميزت في هذا الدور بأنها قليلة الكلام، ولكن حضورها كان طاغيًا.

 

####

 

نادية لطفي.. الموهبة تنتصر على الملامح الأرستقراطية

5 مخرجين نجحوا في تقديم الراحلة بشكل مختلف.. على رأسهم يوسف شاهين

كتب: حاتم سعيد حسن

كانت نادية لطفي تمتلك موهبة مميزة وسط أبناء جيلها من الفنانات الكبار، ولكن طوال مسيرتها الفنية لم تعتمد على ملامحها الجميلة أو أنوثتها بل ظلت خلال مشوارها الفني تبحث عن تجسيد الأدوار المختلفة التي تترك انطباعَا لدى الجمهور لتثبت موهبتها الحقيقية، لتجد العديد من المخرجين والمؤلفين يتحمسون بالفعل للتمرد على ملامحها وأنوثتها وترشيحها لأدوار مختلفة ومميزة؛ أصبحت بالفعل علامة فارقة في تاريخها.

نجاح "سلطان" يؤهلها لـ ثاني أفلامها مع يوسف شاهين 

بعد نجاحها عام 1958 في أول افلامها السينمائية "سلطان"؛ قررت نادية لطفي خوض أول تجاربها السينمائية المختلفة عام 1959 أمام المخرج العالمي يوسف شاهين لتقدم فيلم "حب إلى الأبد" أمام أحمد رمزي، وجسّدت خلال أحداث الفيلم شخصية "أمال"، لتتعاون مرة أخرى مع يوسف شاهين بعد 4 سنوات عام 1963 وتقدم واحدًا من أهم دوارها وهي شخصية "لويزا" في فيلم "الناصر صلاح الدين".

وخلال تلك الفترة، اهتمت نادية أيضَا بتقديم الشخصيات المختلفة بعيدَا عما كان يقدم وقتها، ففي عام 1963 قدمت رائعة الأديب إحسان عبدالقدوس "النظارة السوداء" مع المخرج حسام الدين مصطفى، وجسّدت خلال أحداث الفيلم شخصية "مادي" الفتاة المستهترة التي تعيش بلا هدف في الحياة، وفي 1967 قدمت مرة أخرى مع المخرج حسام الدين مصطفى رواية نجيب محفوظ "السمان والخريف" في فيلم سينمائي يحمل الاسم نفسه، كما جسّدت من خلال أحداث الفيلم شخصية فتاة ليل تدعى "ريري"، وذلك حتى عام 1974 الذي تعاونت فيه مع "حسام" ليقدما رائعة ديستوفيسكي "الأخوة كرامازوف" في فيلم "الأخوة الأعداء" الذي ضم عددًا كبيرًا من النجوم وجسّدت من خلاله شخصية "لولا".

وعلى مستوى آخر، تعاونت الفنانة نادية لطفي مع المخرج الكبير حسين كمال، ورغم أنَّها لم تقدم معه سوى فيلمين فقط ولكنهما كانا من العلامات المضيئة في تاريخ السينما المصرية، ففي عام 1965 كان التعاون الأول بينهما بفيلم "المستحيل" الذي كتبه الأديب الكبير مصطفى محمود وقدمت من خلاله شخصية مختلفة تدعى "ناني" وهي شابة رقيقة ومغلوبة على أمرها، وفي عام 1969 تعاونا للمرة الأخيرة بالفيلم الشهير "أبي فوق الشجرة" أمام العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ وجسّدت من خلاله شخصية مختلفة تماما وهي "الراقصة فردوس".

"الخائنة".. تجربة سينمائية وحيدة مع المخرج كمال الشيخ 

ومن الأسماء اللامعة في عالم الإخراج السينمائي كان المخرج الراحل كمال الشيخ والذي تعاونت معه الفنانة نادية لطفي بفيلم واحد هو "الخائنة" عام 1965، والذي جسّدت من خلاله شخصية جديدة بالنسبة لها وهي الزوجة الخائنة وتدعى "إلهام"، فيما تعاونت أيضًا مع المخرج الكبير شادي عبدالسلام في فيلم "المومياء" عام 1969، والذي يعتبر تجربة سينمائية مميزة للغاية، سبقت عصرها بسنوات وظلت في تاريخ السينما العالمية واحدة من أهم الأعمال الفنية.

عصام زكريا: كانت تشعر بمسؤوليتها تجاه المجتمع فنجحت في تقديم فن مختلف

وعن تنوعها في اختيار الأدوار واهتمامها بالمخرجين الذين تعاونت معهم والأفلام المختلفة التي قدمتها خلال مسيرتها، قال الناقد الفني عصام زكريا، إنَّ الفنانة نادية لطفي بحكم شخصيتها وثقافتها كانت في منطقة ثقافية بعيدة عن أبناء جيلها فكانت لا تهتم بنجوميتها أو الشهرة بشكل عام، بل كانت تهتم بالحياة الحقيقية، وكانت تحافظ على العلاقات الحقيقية بحياتها سواء مع عائلتها أو جمهورها وأصدقائها، ودوما ما كانت تشعر بمسؤوليتها تجاه المجتمع، فـ تلك الشخصية التي تمتعت بها أسهمت في تقديمها فنًا مختلفًا، فدوما ما كانت تميل إلى الشخصيات التي تشبهها من المثقفين المتواضعين.

وعن اختيارها لتقديم الأفلام المأخوذة من أشهر الروايات الأدبية لكبار الكتاب، أكّد الناقد الفني، لـ"الوطن"، أنَّ المنتجين والمخرجين دومًا ما كان يقع اختيارهم على نادية لطفي لأنَّهم يدركون أنَّ شخصيتها المثقفة ستهتم بالنص السينمائي، وستقرأه جيدًا بل وستبحث خلف الشخصية التي تؤديها لكي تقدمها بأفضل شكل ممكن.

 

####

 

ناقد فني: نادية لطفي "اتظلمت" في دور "زوبة العالمة" بفيلم "قصر الشوق"

محمود قاسم: كانت نقطة تحول للمخرجين الذين تعاملت معهم

كتب: هبة أمين

قال محمود قاسم، الناقد الفني، إنّ نادية لطفي، كانت نقطة تحول في الحياة الفنية للمخرجين الذين تعاملت معهم، من بينهم حسام الدين مصطفى، الذي قدّم معها فيلم "النظارة السوداء".

وأظهرت "نادية" قدرتها على لعب شخصية "مادي"، وتحولها مع الأحداث من فتاة مستهترة إلى أخرى مشرقة، كما قدّم معها فيلم "السمان والخريف"، وأفضل أفلامها "قاع المدينة"، و"الأخوة الأعداء".

وأشار لـ"الوطن"، إلى أن وجود الفنانة نادية لطفي، في فيلم قصر الشوق، مع المخرج حسن الإمام، في دور"زوبة" العالمة، لم يكن بالمستوى المطلوب، وتعامل المخرج معها باستخفاف، وظهرت كأي راقصة أخرى، و"اتظلمت".

ورحلت الفنانة نادية لطفي، عن عالمنا أمس، عن عمر ناهز الـ83 عامًا، بعد حياة حافلة بالأعمال الفنية المميزة.

وأضاف "قاسم"، أن أداء نادية لطفي، يتوقف على وجودها مع مخرج جيد في المقام الأول، فضلًا عن أداء "نادية" المتميز، يجعل المخرج الذي يعمل أمامها، في أحسن حالاته، مشيرًا إلى تعاونها مع المخرج يوسف شاهين في فيلمي "حب للأبد" و"الناصر صلاح الدين"، وتعاونها مع المخرج عاطف سالم، وصلاح أبوسيف، وكمال الشيخ.

 

####

 

5 مخرجين تمردوا على ملامح نادية لطفي الأرستقراطية وأدوارها الرومانسية

كتب: حاتم سعيد حسن

كانت نادية لطفى تمتلك موهبة مميزة وسط أبناء جيلها من الفنانات الكبار، ولكن طوال مسيرتها الفنية لم تعتمد نادية لطفى على ملامحها الجميلة، أو أنوثتها، ولكنها منذ بدأت مشوارها الفنى كانت تبحث عن تجسيد الأدوار المختلفة، التى تترك انطباعاً لدى الجمهور، لتثبت موهبتها الحقيقية، لتجد الكثير من المخرجين والمؤلفين يتحمسون بالفعل للتمرد على ملامحها وأنوثتها وترشيحها لأدوار مختلفة ومميزة أصبحت علامات فارقة فى تاريخ نادية لطفى الفنى.

فبعد نجاحها عام 1958 فى أول أفلامها السينمائية «سلطان»، قرّرت نادية لطفى أن تخوض أولى تجاربها السينمائية المختلفة عام 1959 أمام المخرج العالمى يوسف شاهين، لتقدم فيلم «حب إلى الأبد» أمام أحمد رمزى، وجسّدت خلال أحداث الفيلم شخصية «آمال»، لتتعاون مرة أخرى مع يوسف شاهين بعد 4 سنوات عام 1963، وتقدم واحداً من أهم أدوارها، وهو شخصية «لويزا» فى فيلم «الناصر صلاح الدين».

وخلال تلك الفترة، اهتمت نادية لطفى أيضاً بتقديم الشخصيات المختلفة، بعيداً عما كان يقدم بتلك الفترة، ففى عام 1963 تقدم رائعة الأديب إحسان عبدالقدوس «النظارة السوداء» مع المخرج حسام الدين مصطفى، وجسّدت خلال أحداث الفيلم شخصية «مادى» الفتاة المستهترة التى تعيش بلا هدف فى الحياة، وفى 1967 تقدم مرة أخرى مع المخرج حسام الدين مصطفى رواية نجيب محفوظ فى الفيلم السينمائى «السمان والخريف»، وجسّدت من خلال أحداث الفيلم شخصية فتاة ليل تُدعى «ريرى». وفى عام 1974 تتعاون مع «حسام» ويقدمان رائعة ديستوفيسكى «الإخوة كرامازوف» فى فيلم «الإخوة الأعداء»، الذى ضم عدداً كبيراً من النجوم، وجسّدت من خلاله شخصية «لولا».

وعلى مستوى آخر، تعاونت الفنانة نادية لطفى مع المخرج الكبير حسين كمال، ورغم أنها لم تقدم معه سوى فيلمين فقط، لكنهما كانا من العلامات المضيئة فى تاريخ السينما المصرية، ففى عام 1965 كان التعاون الأول بينهما فى فيلم «المستحيل» الذى كتبه الأديب الكبير مصطفى محمود، وقدّمت من خلاله شخصية مختلفة تُدعى «نانى»، وهى شابة رقيقة ومغلوبة على أمرها، وفى عام 1969 تعاونا للمرة الأخيرة فى الفيلم الشهير «أبى فوق الشجرة» أمام العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ، وجسّدت من خلاله شخصية مختلفة تماماً، وهى «الراقصة فردوس».

ومن الأسماء اللامعة فى عالم الإخراج السينمائى كان المخرج الراحل كمال الشيخ، الذى تعاونت معه الفنانة نادية لطفى فى فيلم واحد هو «الخائنة» فى عام 1965، الذى جسّدت من خلاله شخصية جديدة بالنسبة لها وهى الزوجة الخائنة وتُدعى «إلهام»، فيما تعاونت أيضاً مع المخرج الكبير شادى عبدالسلام فى فيلم «المومياء» عام 1969، والذى يعتبر تجربة سينمائية مميّزة للغاية سبقت عصرها بسنوات، وظلت فى تاريخ السينما العالمية واحداً من أهم الأعمال الفنية. وعن تنوّعها فى اختيار الأدوار واهتمامها بالمخرجين الذين تعاونت معهم والأفلام المختلفة التى قدّمتها خلال مسيرتها، قال الناقد الفنى عصام زكريا لـ«الوطن» إن الفنانة نادية لطفى، بحكم شخصيتها وثقافتها، كانت فى منطقة ثقافية بعيدة عن أبناء جيلها، فكانت لا تهتم بنجوميتها أو الشهرة بشكل عام، بل كانت تهتم بالحياة الحقيقية، وكانت تحافظ على العلاقات الحقيقية فى حياتها، سواء مع عائلتها أو جمهورها وأصدقائها، ودوماً كانت تشعر بمسئوليتها تجاه المجتمع، وتلك الشخصية التى تمتعت بها أسهمت فى تقديمها فناً مختلفاً، فدوما كانت تميل إلى الشخصيات التى تشبهها من المثقفين المتواضعين.

وعن اختيارها تقديم الأفلام المأخوذة من أشهر الروايات الأدبية لكبار الكتاب، أكد «زكريا» أن المنتجين والمخرجين دوماً كان يقع اختيارهم على نادية لطفى، لأنهم يعلمون أنها شخصية مثقفة وستهتم بالنص السينمائى، وتقرأه جيداً، وتبحث خلف الشخصية التى تؤديها، لكى تقدمها بأفضل شكل ممكن.

 

####

 

"بولا والعندليب": صداقة قوية وفيلمان سينمائيان فقط

كتب: حاتم سعيد حسن

تميزت الفنانة نادية لطفى خلال مشوارها الفنى بتعاونها مع كبار المخرجين ونجوم الصف الأول، وكان من أبرزهم عبدالحليم حافظ، الذى قدّمت معه فيلمين سينمائيين، خلال مسيرتها الفنية، هما «الخطايا»، و«أبى فوق الشجرة»، اللذين حققا نجاحاً كبيراً، مما جعلهما من كلاسيكيات السينما العربية.

ورغم قلة أعمالهما السينمائية معاً؛ فإنه كانت تجمعهما علاقة صداقة قوية، ووصفت «نادية» فى أحد الحوارات الصحفية، وفقاً لـ«أرشيف الصحافة المصرية»، علاقتهما بـ«الطريفة والممتعة إلى درجة الجنون»، وتحدثت عن آخر مشهد جمعها به فى فيلم «أبى فوق الشجرة»، الذى تطلب أن يضربها «العندليب» بالقلم على وجهها، وهنا أصيبت بحالة إغماء، ففزع «حليم» وظل يحتضنها.

ووصفت الفنانة نادية لطفى علاقتها بالفنان عبدالحليم حافظ بأنَّه كان صديقاً وأخاً عزيزاً، فكانت لا تُخفى عنه شيئاً، حتى أدق تفاصيل حياتها الشخصية، موضحة «رُبّ أخ لم تلده أمى». وعن الشائعات التى طالت «العندليب»، متهمة إياه بتعدّد علاقاته النسائية، أكّدت «نادية» حينها، أنَّ كل ما يُقال فى هذا الشأن شائعات سخيفة؛ مشدّدة على أنَّه كان فناناً ملتزماً ويخاف ربه.

وكان أول تعاون سينمائى بين الفنانة نادية لطفى والعندليب الأسمر عبدالحليم حافظ، عام 1962 فى فيلم «الخطايا» للمخرج الكبير حسن الإمام، وجسّدت خلال أحداث الفيلم شخصية «سهير»، ويأتى تعاونهما الثانى بعد مرور سبع سنوات فى أخر أفلام عبدالحليم حافظ «أبى فوق الشجرة»، للمخرج الكبير حسين كمال، ومن تأليف الروائى إحسان عبدالقدوس، وشارك بكتابة السيناريو والحوار كل من سعد الدين وهبة، ويوسف فرنسيس، وجسّدت نادية لطفى شخصية «الراقصة فردوس» خلال أحداث الفيلم، والذى يعد واحداً من أهم الأدوار التى قدّمتها الفنانة الراحلة خلال مسيرتها الفنية، وقد حقّق الفيلم نجاحاً كبيراً، فقد امتد عرضه بدور السينما لفترة تجاوزت الـ53 أسبوعاً.

 

الوطن المصرية في

05.02.2020

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004