كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 

حنان أبو الضياء تكتب:

نادية لطفى...

وإنسانيتها التى تفوق البشر

عن رحيل سيدة الأداء الرفيع

نادية لطفي

   
 
 
 
 
 
 

فى عالم الإبداع ستظل نادية لطفى التى رحلت عن عالمنا صباح الثلاثاء الماضى،  لها مكانتها الخاصة، التى لا يستطيع أحد الاقتراب منها؛ لأنها « سيدة الاحساس»، الانسانة التى ترى دوما أن افضل ما يجب التمسك به جيدا فى حياتنا هو بعضنا البعض. النجمة الجميلة ذات الطلة المختلفة والابتسامة المشرقة،والقلب الحنون « نادية لطفى » التى كانت دوما زهرة فواحة فى واحتها، إنها من أجمل النساء اللواتى ظهرن على الشاشة؛ ذات سطوع ذهبي تصبح به رمزاً للجمال والأناقة...أدهشتنا بخفة دمها فى أعمالها الكوميدية،وأبكتنا مع كل مشهد دراما أدته،إنها الملهمة،مصدر للوحى والابداع والجمال ورقى الاسلوب.ذات العينين الواسعتين والمثيرة للاهتمام، والتى تتجلى بشخصيتها الحقيقية فى غالبية الأدوار التى كانت تجسدها. الرائعة التى لم تتصنّع الأناقة، ولم تدع الجمال، بل كانت تجمع بين كل هذه المواصفات فى حياتها الطبيعية بعيداً عن الشاشة؛ النموذج الامثل لجمال المرأة الحقيقى، الذى لا يعتمد على الشكل فقط،ولكن روحها تستحوذ عليك إلى أبعد الحدود.

بيتها 19 شارع البستان – الدور التاسع.هذا المكان الذى يحوى الكثير من الذكريات فيه دخل ابنها أحمد المدرسة لأول مرة، وشهدت ربوعه تفاصيل معظم أعمالها الفنية. أما غرفتها بمستشفى المعادى العسكرى فمليئة بالذكريات الجميلة ومنها تكريمها عن أحد أعمالها الوطنية والتى ربما لم يحن بعد الإفصاح عنها. لذلك لم يكن تكريم الرئيس الفلسطينى محمود عباس أبو مازن، لنادية لطفي، وتقليدها وسام القدس، بمستشفى المعادى العسكري، إلا تقديرًا لمشوارها الوطنى والفنى الطويل؛ ويشهد لها الشاعر الفلسطينى الشهير (عزالدين المناصرة) بأنها كانت امرأة شجاعة عندما زارتهم خلال حصار بيروت عام 1982. وبقيت معهم طيلة الحصار حيث خرجت معهم فى (سفينة شمس المتوسط اليونانية )إلى ميناء طرطوس السورى، والجميل ان التكريم صادف احتفالها بعيد ميلادها. لذلك سيظل العام 1982 محفورا فى تاريخها الوطنى، فرغم انها كانت فى رحلة إلى العاصمة اللبنانية بيروت، خلال الحرب اللبنانية الأولى، الا أنها انضمت إلى المقاومة الفلسطينية، ووثقت بكاميرتها وأعطتها لمحطات تلفزيون عالمية وللأفلام التسجيلية التى أنتجتها بنفسها، ويقال إن نادية لطفى هى من رصدت مجزرة صابرا وشاتيلا التى نفذتها إسرائيل فى مخيمات اللاجئين الفلسطينيين فى لبنان.

بولا محمد مصطفى شفيق الاسم الحقيقي، والذى ربما تكشف الأيام عما يحويه من اعمال رائعة،المولودة لأب مصرى أخذت منه وطنيتها وإنسانيتها وأم بولندية منحتها هذا الجمال المختلف والوجه الصبوح الندى؛ والمكتشفة من المخرج رمسيس نجيب وهو من قدمها للسينما وهو من اختار لها الاسم الفنى (نادية لطفي) اقتباسا من بطلة نادية فى «لا أنام» للكاتب إحسان عبد القدوس، والذى قدمت من تأليفه أعمالا عدة.

نادية لطفى المتفردة التى ترى أن الألم فى حد ذاته يعلم الإنسان أشياء كثيرة عندما يمر بحالة صعبة، وعلينا أن نتعامل بحب مع الأشياء العصيبة من أجل التغلب على الصعاب، لذلك عندما كانت تحجز فى المستشفى تخلق حالة حب مع الجماد والمكان للتغلب على الألم.

نادية لطفى إنسانيتها تفوق البشر فإذا كان البعض يعلم كم كانت تحب كلبها وتعتبره صديقا،فقد لا يعلمون أنها كانت من المنضمين إلى «جمعية حماية الحمير» التى تأسست فى 1930 وكان رئيسها الفنان الراحل زكى طليمات، ومعها انضم فنانون وصحافيون وكتاب مشاهير، كطه حسين وعباس محمود العقاد وتوفيق الحكيم، والسيد بدير وأحمد رجب وغيرهم.

 علاقتها بالفنانين لها مذاق مختلف، وخاصة أنها لم تعانِ من شائعات تطالها و خاصة مع العندليب، رغم العلاقة القوية التى كانت تجمعهما، ولعل المشهد فى (الخطايا) مع عبد الحليم حافظ حيث كان يضربها بالحقيبة وترد له الضربة، يشبه علاقتهما بالضبط،فلقد كانا يمزحان سويا طيلة الوقت.

مشوار نادية لطفى ملئ بالعديد من الأعمال الرائعة ومنها «السمان والخريف» المحول الى عمل سينمائى فى العام 1967، حيث أدت باقتدار شخصية ريرى باعتبارها ضحية اجتماعية، تماما كما سبق أن قدم نجيب محفوظ نور فى صورة الضحية فى «اللص والكلاب»؛ ولكم كانت مبهرة فى تجسيد التصاعد الدرامى لشخصية ريرى عندما آتتها الفرصة للبدء من جديد حياة شريفة بعيداً عن ماضيها الملوث، فتمسكت بالفرصة ولفظت الماضى. إنها فى هذا العمل حولت ما رسمه كاتب السيناريو والحوار أحمد عباس صالح، الى واقع يتحرك على الشاشة لنموذج الضحية للمجتمع الذى ظلمها كما توضح هى ذلك من خلال سردها لحكايتها فى الليلة الأولى لها مع عيسى الدباغ، وعندما يغدر بها عيسى بنرجسيته الطبقية والعاطفية رغم أنها لم تكن تريد سوى حياة عادية. لهذا لم يحل فارق السن دون قبولها بالزواج من رجل يصونها ويوفر لها حياة كريمة، وهى إذ تتحول إلى زوجة ثم إلى أم لطفلتها الوحيدة لتستقيم؛ لتؤكد أن بائعة الهوى من أجل الخبز والمأوى ولكنها فى حمى الزوج استردت إنسانيتها الضائعة وكرامتها المهدرة‏..‏ حتى لو كان الزوج شيخا لتزهد فى الاثم ‏.‏الى جانب أنها وعت الدرس عندما غدر بها عيسى ولم تنس فلما عاد ذليلا صفعته بالكلمة النافذة ونهرته بالاشارة الواعية‏؛ وكأن نادية لطفى انتصرت للمرأة فى قصة‏(‏ السمان والخريف‏)‏.

أما فى النظارة السوداء فقدمت نادية لطفى شخصية المرأة التى تفضّل ان تكون جميلة اكثر من ان تكون ذكية لأنها تعلم ان الرجل يرى بعينيه اكثر مما يفكر بعقله،لم تكن تعرف ما هو الحب، وانه اسمى من الجسد..انه الروح.. انه الحنان، انه الفكرة، انه المعنى، انه الانسانية.. لم تكن تعرف أو تفهم شيئا من هذا، ولكنها عندما تحولت الى امرأة أخرى تماما، امرأة كانت تعيش فى محراب الجمال الكامل وهى تحس بتفاصيل هذا الجمال وتستخدمه أسوأ استغلال بأن تجعله بضاعة معروضة،ولكن عندما أحبت تستعيض عن هذا النقص بإشعال عواطفها بالحنان الذى تسبغه على رجلها، وبالذكاء الرقيق الذى تعامله به، وبالليونة الناعمة التى تقنعه بها انه سيدها؛ومعلمها الذى ينير لها الطريق، إنها أمرأة منحها الحب ميلادًا جديدًا،وخاصة أن ماجى فى الرواية أوقعها الحب فى طريق رجل كان دائما من أنصار التقاليد القديمة التى تحرم على المرأة ان تشارك الرجل طعامه حتى لو كانت زوجته، لا لأنها تقاليد تحط من قيمة المرأة، بل لأنها تصون المرأة من ان تبدو أمام رجلها فى شكل منفر.. شكل حيوان يأكل ويلتقط الطعام بشفتيه ويمضغه بأسنانه، فى حين أن الشفتين لم تخلقا إلا للقبل والأسنان لم تخلق إللا للابتسام.ماجى فى هذا العمل أصبحت بمثابة الجوهرة الاكثر قيمة من تكون امرأة تنزه نفسها مما يعاب؛ لتصبح كالمرأة الصالحة التى تتحول الى امنع الحصون التى تحمى حتى الرجل ذاته وتنقذه من الخطيئة. حسام الدين مصطفى هو بلا شك مخرج التحولات فى حياة نادية الفنية، الذى وضعها فى المقدمة بعد نجاحها المدوى لفيلمهما «النظارة السوداء» (1963)،أما فيلم «حبى الوحيد» فكانت نموذجا فى كواليسه للشخصية الرائعة عندما لم تهتم بوضع اسمها على الأفيش قبل عمر الشريف الى جانب أنها قامت ببطولة فيلم أنتجه كمال الشناوى «ايام بلا حب» لأن كمال الشناوى خسر أموالاً كثيرة عندما أصرّ على إنتاج فيلم «طريق الدموع» الذى عرض فى الموسم (1961)، وتمنت أن ينجح هذا الفيلم ويحقّق مكاسب مالية كبيرة؛ وهذا ما حدث.

 وقدمت شخصية بديعة مصابنى الراقصة الأشهر فى تاريخنا المعاصر، والأكثر إثارة للجدل، قامت نادية لطفى بدور بديعة باقتدار من أحداث خطيرة مرت بها منذ حادثة اغتصابها، وانتقالها إلى مصر، وكيفية دخولها مجال الفن، حيث مارست الرقص الاستعراضى فى السينما والمسرح، من ثم افتتحت كازينو بديعة، وقصة حبها وزواجها من الممثل الكوميدى نجيب الريحاني، من بعد تعرضها للخيانة من ابن أختها، الذى يتلقى أموالاً لقاء إفشال وإفلاس كازينو بديعة. وأخيراً تترك مجال الفن، وتعود إلى بلدها الأم لبنان لتموت. فيلم «المستحيل» لحسين كمال (1965)، من الأفلام المهمة التى عالجت مشكلة اجتماعية نفسية حيث لعبت دور زوجة الجار التى أخذت مكان أختها بزواجها هذا، والذى كان خارجاً عن إرادتها. وتعيش أيضاً حالة نفسية عصيبة. فتلتقى مع جارها كمال الشناوى فى علاقة،وكل منهما يعيش هذا السأم، إنها علاقة عاطفية غير طبيعية، فالمأساة التى يعيشانها هى التى جمعتهما. فكل منهما لم يختر حياته، تلقاها جاهزة ولم يساهم فى خلقها. يحاولان أن يتغلبا على كل هذا إلا أنهما يصدمان بالمستحيل، بالواقع المفروض على كل منهما. وفى «الخائنة» لكمال الشيخ مع محمود مرسى وهو أهم أفلام الدراما النفسية المعتمدة على الشك وأكثرها اكتمالا، لا سيما وهو مبنى دراميا على عمليتى شك مركبتين؛ شك أدته بنعومية وخوف إلهام (نادية لطفي) فى خيانة زوجها أحمد (محمود مرسي) لها، وهو الشك الذى يوصلها للوقوع فى الخطأ، لينقلب الشك داخلها إلى شعور بالذنب، بينما يتصاعد الشك فى نفس أحمد ليدفع الدراما تدريجيا إلى النهاية المأسوية التى يقتل فيها رجل حكيم يحترمه الجميع زوجته فى ثورة جنون. وتبدع فى مشاهد فيلم «قصر الشوق» لحسن الإمام، بالتحول من راقصة الى زوجة لشخص ضعيف الشخصية. وفى «على ورق سيلوفان» الفيلم المصرى إنتاج عام 1975، وقصة يوسف إدريس، وإخراج حسين كمال. تعانى قسمت من زواجها الرتيب، فتلقى بنفسها وسط المجتمع، إلى أن تتغيَّر حياتها تمامًا حينما تتعرَّف على هشام الشاب المتفتح ولكنها لا تقع فى الخطيئة وتعرف الحد الفاصل الذى يمنعك عن الخيانة، وفى الواقع إن نادية لطفى لها علاقة قوية مع الكاتب والاديب يوسف ادريس، حيث تعرفت عليه فى الستينيات وجمعهما حب قراءة الادب، و«الطاولة» معا، وقدمت له عام 1968 فيلم «3 قصص» القصة الثانية «5 ساعات» التى كتبها يوسف ادريس وأعد لها السيناريو والحوار بكر الشرقاوي، وشاركها بطولته محمود المليجى وأخرجه حسن رضا.وبعد هذا الفيلم بستة اعوام، قدمت له قصة جديدة عبر فيلم «قاع المدينة» التى اعدها احمد عباس صالح واخرجها حسام الدين مصطفى.

وكان لها دورها المميز مع المخرج يوسف شاهين فى فيلم «الناصر صلاح الدين» حيث أدت دور لويزا الفتاة الصليبية ذات الشخصية المتفردة الرافضة للحروب الصليبية.

ولعبت البطولة امام محمود ياسين ونيللي، ثم «على ورق سوليفان» مع المخرج حسين كمال الذى يعد علامة مميزة فى افلام نادية لطفى، وبرعت فى مشهد النهاية بأداء مميز لمعنى الحب الحقيقى؛ وما يحدث لنا عندما نكتشفه، وفى«المومياء» لشادى عبد السلام؛ يكفى حركتها المدروسة فى المكان بالعيون الفرعونية لتكون أحد أسباب عالمية الفيلم.

والتقت مع العندليب «عبدالحليم حافظ» فى عملين الأول «الخطايا» ثم فى «أبى فوق الشجرة» ومن المعروف ان علاقتها بحليم كانت صداقة قوية جداً.

أهم أعمالها:

«على ورق سوليفان - الناصر صلاح الدين - سلطان - حب إلى الأبد - عمالقة البحار - حبي الوحيد - السبع بنات - عودي يا أمي - مع الذكريات - قاضي الغرام - أيام بلا حب - حياة عازب - صراع الجبابرة - مذكرات تلميذة - من غير ميعاد - الخطايا - أبي فوق الشجرة - السمان والخريف..النظارة السوداء..جواز في خطر - سنوات الحب - حب لا أنساه - دعني والدموع - ثورة البنات - حب ومرح ودموع - للرجال فقط - مدرس خصوصي - بين القصرين - المستحيل - الباحثة عن الحب - مطلوب امرأة - الحياة حلوة - عدو المرأة - 3 قصص - الخائنة - السمان والخريف - غراميات مجنون - الليالي الطويلة - عندما نحب - جريمة في الحي الهادئ - أيام الحب - كيف تسرق مليونير - نشال رغم أنفه - سكرتير ماما - الأخوة الأعداء - بديعة مصابني - لا تطفئ الشمس».

 

الوفد المصرية في

05.02.2020

 
 
 
 
 

وفاة الفنانة الكبيرة نادية لطفى بعد صراع مع المرض

خالد إبراهيم

رحلت عن عالمنا الفنانة الكبيرة نادية لطفى، عن عمر ناهز الـ 83 عاما، بعد صراع طويل مع المرض، حيث كانت الحالة الصحية للفنانة نادية لطفى قد تدهورت فى الفترة الأخيرة، بعد أن بدأت تتحسن إذ استعادت وعيها بشكل طفيف، وتتحدث مع من حولها، مع استمرار وجودها داخل العناية المركزة تحت إشراف فريق من الأطباء، إلا أنها سرعان ما دخلت فى غيبوبة مرة أخرى، وتتواجد الفنانة الكبيرة نادية لطفى داخل العناية المركزة بمستشفى المعادى.

وظهرت نادية لطفى فى فيديو قبل أيام، نعت فيه صديقتها الراحلة ماجدة الصباحى التى وافتها المنية الأيام الماضية، وأعربت نادية لطفى عن حزنها الشديد، بعد تلقيها خبر وفاة ماجدة الصباحى إحدى أهم فنانات زمن الفن الجميل، وتعرضها لصدمة كبيرة من الخبر المؤلم، وأشادت نادية لطفى بزميلتها الراحلة ماجدة الصباحى التى كانت تتمتع بروح جميلة، إضافة إلى السلوك المحترم، وعلاقاتها الشخصية مع كل زملائها المنتمين للوسط الفنى.

واحتفلت نادية لطفى يوم 3 يناير بعيد ميلادها والذى يصادق أيضاً يوم ميلاد الفنانة الهام شاهين التى حرصت على زيارة نادية لطفى فى المستشفى واحتفلت معها بهذه المناسبة ونشرت "فيديو" من كواليس زيارتها فى المستشفى عبر حسابها على انستجرام. موجهة لها رسالة: "بحبك.. كل سنة وأحلى إنسانة وأعظم فنانة فى برج الجدى.. الجميلة الرقيقة القلب نادية لطفى حبيبة قلبى طيبة و بخير وصحة يارب".

 

####

 

تعرف على آخر كلمات نادية لطفى قبل وفاتها اليوم

محمد زكريا

رحلت عن عالمنا صباح اليوم الثلاثاء، الفنانة الكبيرة نادية لطفى عن عمر يناهز 83 عاماً بعد صراع مع المرض، حيث مكثت أيامها الأخيرة فى غرفة العناية المركزة بمستشفى المعادى العسكرى، بعدما تدهورت حالتها الصحية ووضعها على جهاز التنفس الصناعى وبعدها دخلت فى غيبوبة وأصبحت فى حالة خطيرة قبل أسبوعين حتى لفظت أنفاسها الأخيرة صباح اليوم.

وحرصت نادية لطفى الشهر الماضى على نعى صديقتها وزميلتها الراحلة الفنانة ماجدة الصباحى، رغم حالتها الصحية التى لم تكن مستقرة فى هذا التوقيت، ولكنها خرجت برسالة صوته هى الأخيرة لها وقالت فيها: "أنا بقيت كويسة لكن واقع خبر السيدة ألفنانة كان له واقع مؤلم بالنسبة لى جداً لأن هيا أستاذة وفى الوقت نفسه هيا ليها صفتين الفنانة اللى ليها بصمات وتاريخ فنى سيظل مرتبط بأحداث الوطن وانتمائها للعروبة وللنماذج اللى قدمته، تسامحنى غادة لأنى مش قادرة أكون فى العزاء.

يشار أن نادية لطفى ولدت عام 1937 أدت أول أدوارها التمثيلية فى العاشرة من عمرها وكانت على مسرح المدرسة لتواجه الجمهور لأول مرة ، حصلت على دبلوم المدرسة الألمانية عام 1955، اكتشفها المخرج رمسيس نجيب لتقدم فيلم "سلطان" مع النجم فريد شوقى عام 1958، تألقت خلال حقبة الستينيات والسبعينيات من القرن الماضى وقدمت عدد كبير من الأعمال، عرفت بنشاطها الوطنى والإنسانى منذ شبابها فكان لها دور مهم فى رعاية الجرحى والمصابين والأسرى فى الحروب المصرية والعربية بداية من العدوان الثلاثى عام 1956 وما تلاه من حروب وخصوصا حرب أكتوبر 73، آخر أعمالها مسلسل "ناس ولاد ناس" عام 1993 لتتوقف بعده عن التمثيل مكتفية بنشاطها الإنساني.

 

####

 

نادية لطفى قدمت مسلسلا وحيدا أنهت به مشوارها الفنى

محمد زكريا

قدمت الفنانة الكبيرة الراحلة نادية لطفى 76 فيلماً خلال مشوارها الفنى التى استمر 35 عاماً، حيث بدأت حياتها الفنية حين اكتشفها المنتج رمسيس نجيب ورأى فيها بطلة فيلمه الجديد "سلطان" مع النجم "فريد شوقى عام 1958، وانطلقت بعدها كنجمة سينمائية مهمة حتى عام 1988 والذى قدمت فيه آخر أفلامها وهو "الأب الشرعى" مع محمود ياسين وشكرى سرحان وإخراج ناجى أنجلو.

لم تهتم نادية لطفى طوال مشوارها الفنى بالدراما التليفزيونية واكتفت بمشاركاتها السينمائية مع كبار النجوم والمخرجين، إلا أنها قدمت مسلسلا واحدا فقط فى حياتها الفنية وهو "ناس وناس" عام 1993 مع كرم مطاوع وعبد المنعم مدبولى ومحمد عوض ومحمد رضا وابراهيم خان وإخراج عادل صادق، حيث وافقت على المشاركة فيه بعد 5 سنوات من آخر عمل ظهرت فيه وهو فيلم "الأب الشرعى"، وأصبح هذا المسلسل هو الوحيد والعمل الأخير فى مشوارها حيث ابتعدت بعده عن الساحة الفنية على مدار 27 سنة حتى رحيلها عن عالمنا اليوم الثلاثاء.

وشهدت الأسابيع القليلة الماضية عودة نادية لطفى إلى المستشفى لمتابعة حالتها الصحية، إلا أنها بعد أيام قليلة تدهورت حالتها ونقلت إلى غرفة العناية المركزة ووضعها على جهاز التنفس الصناعى، ثم تدهورت الحالة بشكل أكبر الأسبوع الماضى ودخلت فى غيبوبة وسط مطالبات من أصدقائها الفنانين ونقابة الممثلين الجمهور بالدعاء لها حتى لفظت أنفساها الأخيرة صباح اليوم.

يشار أن نادية لطفى ولدت عام 1937 أدت أول أدوارها التمثيلية فى العاشرة من عمرها وكانت على مسرح المدرسة لتواجه الجمهور لأول مرة ، حصلت على دبلوم المدرسة الألمانية عام 1955، اكتشفها المخرج رمسيس نجيب لتقدم فيلم "سلطان" مع النجم فريد شوقى عام 1958، تألقت خلال حقبة الستينيات والسبعينيات من القرن الماضى وقدمت عدد كبير من الأعمال، عرفت بنشاطها الوطنى والإنسانى منذ شبابها فكان لها دور مهم فى رعاية الجرحى والمصابين والأسرى فى الحروب المصرية والعربية بداية من العدوان الثلاثى عام 1956 وما تلاه من حروب وخصوصا حرب أكتوبر 73، آخر أعمالها مسلسل "ناس ولاد ناس" عام 1993 لتتوقف بعده عن التمثيل مكتفية بنشاطها الإنسانى.

 

####

 

مسرحية «بمبة كشر» الوحيدة فى حياة الراحلة نادية لطفى

مصطفى القصبى

مسرحية "بمبة كشر" العمل المسرحى الوحيد التى قدمته الفنانة الراحلة نادية لطفى وأخرجها حسين كمال وشارك فى بطولتها الراحل عبدالمنعم مدبولى، حيث تناولت قصة الفنانة الاستعراضية التى حملت نفس الاسم وعاشت فى الفترة من 1860 وحتى 1930، وكانت صاحبة أول مهرجان فنى فى مصر، وقد فرشت شارع الموسكى بأفخر أنواع السجاد على نفقتها الخاصة، احتفالاً بعودة سعد زغلول من المنفى.

ورحلت عن عالمنا الفنانة الكبيرة نادية لطفى منذ قليل عن عمر ناهز الـ83 عاما، بعد صراع طويل مع المرض، حيث كانت الحالة الصحية للفنانة نادية لطفى قد تدهورت فى الفترة الأخيرة، بعد أن بدأت تتحسن إذ استعادت وعيها بشكل طفيف، وتتحدث مع من حولها، ولكنها توفيت اليوم.

يشار أن نادية لطفى ولدت عام 1937 أدت أول أدوارها التمثيلية فى العاشرة من عمرها وكانت على مسرح المدرسة لتواجه الجمهور لأول مرة ، حصلت على دبلوم المدرسة الألمانية عام 1955، اكتشفها المخرج رمسيس نجيب لتقدم فيلم "سلطان" مع النجم فريد شوقى عام 1958، تألقت خلال حقبة الستينيات والسبعينيات من القرن الماضى وقدمت عدد كبير من الأعمال، عرفت بنشاطها الوطنى والإنسانى منذ شبابها فكان لها دور مهم فى رعاية الجرحى والمصابين والأسرى فى الحروب المصرية والعربية بداية من العدوان الثلاثى عام 1956 وما تلاه من حروب وخصوصا حرب أكتوبر 73، آخر أعمالها مسلسل "ناس ولاد ناس" عام 1993 لتتوقف بعده عن التمثيل مكتفية بنشاطها الإنسانى.

 

####

 

غدا جنازة نادية لطفى بمسجد القوات المسلحة بالمعادى والعزاء الخميس بالشيخ زايد

مصطفى القصبى

أعلن الفنان أشرف زكى نقيب المهن التمثيلية عن موعد صلاة الجنازة على الفنانة الراحلة نادية لطفى غدا الأربعاء بمسجد مستشفى القوات المسلحة بكورنيش المعادى عقب صلاة الظهر، والعزاء الخميس المقبل بمسجد الشرطة بالشيخ زايد عقب صلاة المغرب.

يشار أن نادية لطفى ولدت عام 1937 أدت أول أدوارها التمثيلية فى العاشرة من عمرها وكانت على مسرح المدرسة لتواجه الجمهور لأول مرة ، حصلت على دبلوم المدرسة الألمانية عام 1955، اكتشفها المخرج رمسيس نجيب لتقدم فيلم "سلطان" مع النجم فريد شوقى عام 1958، تألقت خلال حقبة الستينيات والسبعينيات من القرن الماضى وقدمت عددا كبيرا من الأعمال، عرفت بنشاطها الوطنى والإنسانى منذ شبابها فكان لها دور مهم فى رعاية الجرحى والمصابين والأسرى فى الحروب المصرية والعربية بداية من العدوان الثلاثى عام 1956 وما تلاه من حروب وخصوصا حرب أكتوبر 73، آخر أعمالها مسلسل "ناس ولاد ناس" عام 1993 لتتوقف بعده عن التمثيل مكتفية بنشاطها الإنسانى.

 

####

 

مهرجان أسوان الدولى لأفلام المرأة ينعى الفنانة الكبيرة نادية لطفى

كتب باسم فؤاد

ينعى مهرجان أسوان الدولى لأفلام المرأة الفنانة الكبيرة نادية لطفى، التى غيبها الموت اليوم الثلاثاء 4 فبراير عن عمر ناهز 83 عاما بعد أزمة صحية ألمت بها فى أيامها الأخيرة.

وأكدت إدارة المهرجان أن الفنانة الكبيرة الراحلة نادية لطفى صنعت تاريخاً كبيراً سيظل عالقاً فى ذاكرة جمهور السينما فى مصر والوطن العربي،  وستظل باقية بيننا بأعمالها الخالدة.

وأشارت إدارة المهرجان إلى أن جائزة أحسن ممثل بالمهرجان التى انطلقت فى دورته الأولى عام 2017 تحمل اسم الفنانة نادية لطفى وكانت الفنانة الوحيدة الموجودة على قيد الحياة التى تحمل إحدى جوائز المهرجان اسمها.

وبرزت نادية كواحدة من أشهر الممثلات فى الستينات والسبعينات، بعد أن دخلت الوسط الفنى على يد المخرجين رمسيس نجيب ونيازى مصطفى.

والفنانة نادية لطفى ولدت عام 1937، أدت أول أدوارها التمثيلية فى العاشرة من عمرها وكانت على مسرح المدرسة لتواجه الجمهور لأول مرة، حصلت على دبلوم المدرسة الألمانية عام 1955، اكتشفها المخرج رمسيس نجيب وقدمها فى فيلم "سلطان" أمام النجم فريد شوقى عام 1958.

وتألقت نادية خلال فترة الستينيات والسبعينيات وقدمت عدد كبير من الأعمال الرومانسية والوطنية والإنسانية وكان لها دور هام فى رعاية الجرحى والمصابين والأسرى فى الحروب المصرية والعربية وخاصة وقت العدوان الثلاثى على مصر عام 1956 وكان آخر أعمالها الفنية "ناس ولاد ناس" عام 1993.

 

####

 

نادية لطفى فى آخر حوار:

لا أخشى الموت وتعلمت الصبر ولست ممن يخافون الزمن

زينب عبداللاه

·        اعتزلت التمثيل منذ عام 1993 ولم تنعزل عن الفن والحياة.. وقاومت المرض والقبح كما قاومت العدو أثناء الحرب

·        أحمد زكى يشبهنى وخلصت المنهج بدرى وابتعدت لأصون كرامتى وفنى

·        اخترقت الحصار الصهيونى وعالجت الجنود الجرحى ومسحت أرضية المستشفيات ووصفت الفن بأنه قوات مسلحة إنسانية 

رحلت ولكنها لم ترحل.. استسلمت لقضاء الله وأسلمت روحها إلى بارئها لكنها ظلت حتى أخر أنفاسها محبة للحياة مقاومة للألم، متصالحة مع الزمن وعلاماته، تفتخر بسنوات عمرها كلما تقدمت فى السن، لأنها قضت أغلب هذه السنوات وهى تفعل ماتحب وماتريد وما تقتنع به، تعطى للفن وللحياة وللوطن وللبشر نموذجا فى المقاومة والإبداع، المقاومة من أجل الوطن، والمقاومة من أجل الفن، والمقاومة من أجل الحياة، والمصالحة مع النفس والوضوح فى المواقف.. هكذا عاشت الجميلة نادية لطفى التى رحلت عن عالمنا بجسدها لتبقى بفنها ونضالها وروحها نموذجا لحب الفن والوطن والحياة.

ابتعدت الراحلة الجميلة عن الفن والتمثيل منذ قدمت أخر اعمالها الفنية وهو مسلسل "ناس ولاد ناس عام 1993 "..اعتزلت الفن ورغم ذلك لم تنعزل عن الجمهور ولم تعتزل الحياة، ظلت طوال هذه السنوات متلاحمة متواصلة مع جمهورها وزملائها وقضايا وطنها، ظلت لسنوات تقاوم المرض، كما قاومت من قبل ذلك عدو الوطن وكان لها دور بارز وواضح فى القضايا الوطنية والقومية وفى مقاومة العدو الصهيونى.

عاشت طوال حياتها بروح المناضلة المتمردة على كل أسباب الضعف، قاومت الفن الهابط، وقاومت المرض الذى جعلها تقضى أغلب الفترة الأخيرة من حياتها فى المستشفى ولكنه مهما اشتد عليها لم يضعف من قوتها وإرادتها وحرصها على التواصل مع الناس.

لخصت نادية لطفى المتصالحة مع الزمن نظرتها للمرض فى كلمات كتبتها منذ عامين وهى ترقد فى المستشفى مستقبلة العام الجديد وعبرت فيها عن جزء من شخصيتها المقاومة والمحبة للحياة وقدمت نموذجا للرضا والصبر والقوة والعزيمة حيث قالت: «أكتب هذه الكلمات والسنة الجديدة فى طريقها إلى الدنيا أستعد لها بسنوات عمرى المتبقية، أقول لها ادخلى وخذى من حياتى ما شئت، فقد اعتدت أن أحتفل مطلع كل عام بالسنة الجديدة وأيضا بميلادى الموافق 3 يناير، أكتب من غرفتى بالمستشفى، حيث أخضع للعلاج، لكننى مع قسوة الألم أمارس حياتى كما أريد وأحب وأبغى، ألتقى الناس ولا أهرب منهم لتقدمى فى العمر فلست ممن يخافون من الزمن ولا من أفعاله، أعترف أننى لست فى الشكل والصورة التى اعتاد الجمهور رؤيتها، لكن تقدم العمر أضاف لى خبرات وتجارب كثيرة أولها عمق التعامل والحكمة والرؤية المستقبلية، والآن أنا امرأة جميلة الفكر أمتلك حرية الروح والإرادة والاختيار».

وهكذا عاشت وماتت جميلة الجميلات متمردة على كل أسباب الضعف،قوية أمام كل الآلام، مقاومة لكل أنواع القبح، وعاشقة للفن والحياة والجمال.

تحمل نادية لطفى صفات القديسة لويزا الطاهرة فى فيلمها الرائع الناصر صلاح الدين التى لا يعرف قلبها سوى الحب والسلام، فتداوى الجرحى وتخفف الآلام، ورقة وبراءة «سهير» فى فيلم الخطايا، وبنفس القدرة على الإبداع والإبهار تتحول لتصبح «زنوبة» فتاة الليل اللعوب التى تستطيع الاستحواذ على قلب وعقل «سى السيد وابنه ياسين فى رائعة نجيب محفوظ «قصر الشوق»، تشعر وكأنها تستطيع تطويع ملامحها ومشاعرها، فتتحول بين كل دور ونقيضه، فمن ينظر إلى وجه «لويزا» لا يصدق أنه نفس وجه «زنوبة» فى قصر الشوق، ومن يرى «مادى» فى النظارة السوداء، و«ريرى» فى السمان والخريف» يتعجب حين يرى ملامح «زينة» فى فيلم المومياء.

ولدت الراحلة المناضلة نادية لطفى فى حى عابدين واسمها الحقيقى بولا محمد مصطفى شفيق، وحصلت على دبلوم المدرسة الألمانية عام 1955، وكان والدها محاسب محبا للفن والسينما، واكتشفها المخرج رمسيس نجيب، واختار لها اسم "نادية لطفى"، اقتباسا من شخصية فاتن حمامة نادية فى فيلم لا أنام للكاتب إحسان عبدالقدوس، وقدمت أول أعمالها فى السينما عام 1958 من خلال فيلم "سلطان"وبعدها توالت رحلة تألقها الفنى والسينمائى.

لم تكن نادية لطفى مجرد فنانة ذات رصيد ضخم من الإبداع والوهج الفنى جعلها القاسم المشترك وكلمة السر فى نجاح عدد من أعظم أفلام السينما المصرية، حيث تستحوذ على عدد كبير من بين أعظم 100 فيلم فى السينما ومنها «المومياء، الناصر صلاح الدين، الخطايا، أبى فوق الشجرة، المستحيل، السمان والخريف.. وغيرها»، ولكنها حالة إنسانية ونموذج حياة ونضال ووطنية وبطولة يتجاوز بكثير كونها فنانة مبدعة، وهو ما جعلها تتربع على عرش القلوب رغم ابتعادها عن التمثيل منذ قدمت أخر أعمالها الفنية عام 1993 «مسلسل ناس ولاد ناس» بالتليفزيون، وفيلم الأب الشرعى فى السينما عام 1988. 

وللفنانة الجميلة رصيد ضخم من المواقف الوطنية لا يقل عن إبداعها الفنى، حيث كانت على قناعة تامة بالدور الوطنى والقومى للفنان لذلك حملت طوال حياتها رسالة وطنية وقومية كما حملت رسالتها الفنية واكتسبت الكثير من صفات الجنود المحاربين، الذين لا يعرفون الاستسلام، حيث وقفت كثيرا إلى جوار الجنود على الجبهة فى حرب الاستنزاف وخلال حرب أكتوبر وكانت تنظم زيارات خلال حرب الاستنزاف للجبهة جمعت فيها الفنانين والأدباء ومنهم فطين عبدالوهاب وفؤاد المهندس وجورج سيدهم، ونجيب محفوظ ويوسف السباعى ويوسف إدريس، وتعلمت كيف تروض الألم حين جمعت شهادات الأبطال المصابين فى حرب أكتوبر خلال فيلم «جيوش الشمس» مع المخرج شادى عبدالسلام، كما كانت نادية لطفى ضمن فريق المتطوعات فى أعمال التمريض بمستشفى المعادى العسكرى خلال حرب أكتوبر 73، حتى أنها شاركت فى أعمال التنظيف، ومسح أرضية المستشفى التى كانت تمرض الجرحى بها.

واعتادت جميلة الجميلات أن تهزم الخوف عندما اخترقت الحصار الإسرائيلى لبيروت عام 1982، وقالت وقتها: «مستعدة «أدخل فى حيطان ونار مش بس حصار».

وقال عنها الشاعر الفلسطينى عز الدين المناصرة: كانت نادية لطفى امرأة شجاعة عندما زارتنا خلال حصار بيروت عام 1982، وبقيت طيلة الحصار حتى خرجت معنا فى سفينة شمس المتوسط اليونانية إلى ميناء طرطوس السورى، هى المواقف التى منحتها المزيد من القوة والقدرة على المقاومة والنظر إلى الفن، على أنه نوع من الجهاد والكفاح فى مواجهة التردى والقبح.

كما عرفت الفنانة الكبيرة نادية لطفى بمواقفها الداعمة لكل زملائها الفنانين ومنهم الفنان زكى فطين عبدالوهاب الذى أصيب بمرض السرطان وصرح فى أكثر من مناسبة بدور الفنانة نادية لطفى فى مساندته رغم محنتها مع المرض قائلا: " نادية لطفى من غيرها مكنتش أقدر أعمل أى حاجة، حسيت بجد أنى مفقدتش أمى، وكان لديها ثقة بأنى سأشفى من هذا المرض، وكانت تتحدث معى عن كيفية مقاومتها للمرض لديها وكان لديها إلحاح كبير فى متابعة سير الإجراءات بشكل سليم ومتابعة التحاليل ومواعيد الأطباء والجلسات، مش قادر أوفى كل اللى عملته معايا ولا عارف أرد لها الجميل إزاى"

وفى آخر حوار أجريناه مع البطلة المناضلة ورغم حالتها الصحية السيئة كانت لاتزال تحمل نفس القوة والروح المقاومة والمناضلة وتحمل فيضا من التفاؤل والقوة ومدادا من الأمل وحب الحياة.

تحدث نادية لطفى خلال الحوار عن قدرتها على تطويع ملامحها وأدائها فى أدوارها المختلفة بين القديسة والفتاة اللعوب أوالمستهترة، قائلة: «الممثل المتمكن يستطيع تطويع أدواته، وبذلك يمكنه تقديم شخصيات مختلفة، وهذا ما فعلته فى أفلامى المختلفة، الناصر صلاح الدين، النظارة السوداء، الخطايا، السادة الرجال، المومياء، السمان والخريف، وغيرها، وأرى أن أقرب فنان لنفس منهجى وأدائى التمثيلى هو الراحل أحمد زكى».

وفسرت قلة أعمالها التليفزيونية والمسرحية والتى اقتصرت على مسلسل واحد بعنوان «ناس ولاد ناس» عام 1993، ومسرحية بمبة كشر فى بداية السبعينات، قائلة: أنا مش بنت التليفزيون، وقدمت هذه التجربة كنوع من التنوع وهذا ينطبق أيضا على تجربتى الوحيدة فى المسرح، فأنا أعشق السينما، واستفدت علما وخبرة من تجاربى فى المسرح والتليفزيون أضافت لى فى السينما».

تحدثنا معها وفى ذهننا سؤال حائر فكيف لعاشقة السينما أن تبتعد عنها طوال هذه المدة رغم قدرتها على العطاء، فجاءت إجابتها ضاحكة وقالت: «أنا من الممثلين اللى خلصت المنهج بسرعة، وماكنش عندى استعداد لإعادة سنوات ونماذج سابقة قدمتها، وكان لى خط فى نهضة صناعة السينما والدراما، وقدمت تجارب جديدة فى الصناعة والدراما ومنها فيلم المستحيل للدكتور مصطفى محمود، وفيلم المومياء، الحاجز، والناصر صلاح الدين».

وأوضحت: «عندما بدأ الخط البيانى للسينما فى التدنى وحدث تراجع فى الدراما، قررت أصون كرامتى وفنى، فكان يجب أن أتوقف، لأن احترامى لفنى يفوق حبى وعشقى للعمل فى السينما».

وأضافت: «كان هناك نوع من التوهان، والعقد اللولى انفرط، ولم يعد هناك شكل للسينما فقررت الابتعاد»، وهكذا هى دائما كما تقول عن نفسها: «لا أحب أنصاف الحلول».

لم يكن ابتعاد نادية لطفى عن التمثيل بسبب الخوف من آثار الزمن أو تقدم العمر كغيرها من الفنانات، ولذلك لم تغب عن جمهورها ومحبيها، ولم تختبئ خلف سنوات العمر التى زادتها جمالا وثقة وقوة، وعن ذلك تقول: «عمرى ما وضعت الجمال فى تقييمى لنفسى، أنا اشتغلت على العقل، وأمارس حياتى كما أريد، لأن الهروب من المرض والشيخوخة يضعف الإنسان والآن أنا امرأة جميلة الفكر، أمتلك حرية الروح والإرادة والاختيار».

وخلال هذا الحوار لخصت نادية لطفى نظرتها للسينما والفن قائلة: «الفن لا يقل تأثيرا وفعالية عن الجيش، فكما يوجد قوات مسلحة حربية، يعتبر الفن قوات مسلحة إنسانية واجتماعية، ولكنه مر بفترة انتكاسة». 

ولم تخلو نظرتها من التفاؤل حيث قالت: «اليومين دول بدأ الخط البيانى للدراما يعلى شوية فى الحوار والشكل والمضمون، وخفتت نبرة التحريض على العنف، وأرجو أن يستمر ويكتمل هذا الاتجاه».

لخصت كل معانى الوطنية والحب والرضا فقالت: «الحياة هى انعكاس حقيقى لحب الوطن وتقديس ترابه، وإن قُدّر لى أن أعيش الحياة مرة أخرى سأحياها كما حييتها، فأنا عشتها وقبلتها واستمتعت بها ومارستها، ومازلت أمارسها كما أحب وكما أريد، فالحياة لحظة مشعة صادقة، والحب أكسجين الحياة وبدونه نختنق، والصبر أكثر الأشياء التى تعلمتها من الدنيا».

جمعت الجميلة الراحلة بين قوة المحارب ورقة الصوفى المتعبد فى محراب الفن فقالت: «الفن الراقى يصل إلى الصوفية، فالفن هو الشمول والحياة، التاريخ والجغرافيا والعطاء والتجارب، ونهر الفن تصب فيه كل العناصر الإنسانية».

استطاعت نادية لطفى لسنوات طويلة أن تروض الألم، ورغم انها كانت فى الفترة الاخيرة من حياتها تقضى فى المستشفى فترات أكثر من الأوقات التى تقضيها فى بيتها وسبق أن تعرض قلبها للتوقف إلا انها تحدثت بقوة عن الألم والمرض قائلة: الألم فى حد ذاته يكسب الإنسان أشياء كثيرة أهمها الصبر، والوجع يضيف للإنسان سموا وروحانية".

ورغم اعتزالها الفن والتمثيل لم تعتزل الناس والحياة وظلت حتى أخر لحظات حياتها تؤكد أنها لا تعانى من الوحدة لأن وقتها مشغول دائما بالأحباب والقراءة، وتستطيع كما قالت عن نفسها أن تشعر بالألفة والحب حتى مع الجماد.

تدهورت الحالة الصحية للجميلة المناضلة وتم نقلها للرعاية المركزة أكثر من مرة بعد حزنها الشديد على وفاة رفيقة عمرها الفنانة ماجدة الصباحى ونعتها قائلة أنها حزينة بشكل كبير على فراق شقيقتها فى العمل، وقبلها نال منها الحزن بسبب وفاة زوجة ابنها الوحيد.

ورغم آلامها المستمرة وتدهور حالتها الصحية لم تعرف الجميلة المناضلة الخوف حتى من الموت وقالت عنه: «الآن أسجل انطباعاتى عن الأيام، وقلبى لا يعرف الخوف، فلم أضبط نفسى متلبسة بالخوف أبدا، حتى الخوف من المرض أو الموت، وأدرك تمامًا أن الموت حق علينا، فلماذا أرهق نفسى بالموت وأنا حية أرزق وأضحك وأحب».

رحلت الجميلة ولكنها لم ترحل، حيث تبقى روحها المناضلة المقاومة المبدعة نموذجا ملهما فى حب الفن والوطن والحياة ..رحم الله الجميلة المناضلة نادية لطفى.

 

####

 

تعرف على آخر أمنية لـ نادية لطفى قبل وفاتها ولم تتحقق

حسن القناوى

علاقة الراحلة نادية لطفى بزملائها فى الوسط الفنى شديدة الخصوصية، فكل من تعامل معها واقترب منها عرف أنها إنسانة ودودة فى تعاملها مع الجميع، وعلاوة على ذلك تربطها علاقة صداقة تمثل مشوار العمر مع جيلها الذهبى من نجوم الفن، وقد أشارت الفنانة شهيرة عن مكالمة تليفونية مع الراحلة قبل وفاتها بـ13 يوما من خلال حسابها على "فيسبوك"، قالت خلالها: "كنت اتفقت معاكى من 13 يوم تقريبا إنى هزورك، قولتيلى يللا تعالى قلتلك أنا هكلم دلال عبد العزيز وهنيجى سوا وقالتلى بشوق عايزة أسمع صوت محمود وحشنى قلتلها نايم مرة تانية حبيبتى".

وأضافت: "وكنت بعزيها فى وفاة زوجة ابنها وإزاى كانت بتحبها، وإن ابنها احمد ماكانش بيسيبها طول فترة مرضها، وللأسف أصرت هى تروح المدافن والمشوار بالنسبة لها صعب ومن يومها تدهورت الحالة ودخلت العناية المركزة ولكنى لم أتخيل أنها النهاية".

وتابعت: "درس لا نؤجل زيارة الحبايب وخاصة المرضى منهم مهما كانت الحالة مستقرة، طرفة عين وانتباهتها يغير الله من حال إلى حال".

واختتمت: "الله يرحمك يا حبيبتى برحمته الواسعة التى وسعت كل شىء ويرزقك الجنة ونعيمها يا رب وداعا جميلة جميلات السينما المصرية". 

يذكر أن الفنانة نادية لطفى قد رحلت عن عالمنا عن عمر ناهز الـ83 عاما، بعد صراع طويل مع المرض، حيث كانت الحالة الصحية للفنانة نادية لطفى قد تدهورت فى الفترة الأخيرة، بعد أن بدأت تتحسن إذ استعادت وعيها بشكل طفيف، ولكنها توفيت صباح اليوم فى أحد مستشفيات القاهرة.

 

####

 

نجل الفنانة نادية لطفى يشيع جثمان والدته إلي مثواه اللخير بمقابر العائلة ب 6 أكتوبر

عماد صفوت

قرر المهندس أحمد البشارى نجل الفنانة الراحلة نادية لطفى، دفن جثمان والدته بمقابر العائلة بمدينة ٦ اكتوبر،  والتى وافتها المنية امس بعد صراع طويل مع المرض ، حيث يدفن الجثمان جوار مدفن الفنانة الراحلة ماجدة .

واقيمت صلاة الجنازة علي الراحلة بمسجد مستشفى المعادى، بحضور عدد كبير من نجوم الفن، منهم اشرف زكى، ميرفت امين، دلال عبد العزيز، فيفى عبدة، بوسى شلبى، منير مكرم، مجكة أحمد علي.

وكانت نادية لطفى قد توفيت امس عن عمر يناهز الـ 83 عاما، بعد تاريخ حافل بالأعمال الفنية المهمة، التى تعد علامة بارزة فى تاريخ السينما المصرية والعربية.

ولدت الراحلة المناضلة نادية لطفى فى حى عابدين واسمها الحقيقى بولا محمد مصطفى شفيق، وحصلت على دبلوم المدرسة الألمانية عام 1955، وكان والدها محاسب محبا للفن والسينما، واكتشفها المخرج رمسيس نجيب، واختار لها اسم "نادية لطفى"، اقتباسا من شخصية فاتن حمامة نادية فى فيلم لا أنام للكاتب إحسان عبدالقدوس، وقدمت أول أعمالها فى السينما عام 1958 من خلال فيلم "سلطان"وبعدها توالت رحلة تألقها الفنى والسينمائى.

 

####

 

جنازة نادية لطفي ميرفت أمين وفيفي عبده ودلال عبد العزيز يودعون الراحلة بمسجد مستشفى المعادي

كتب عماد صفوت

وصل إلي جنازة الراحلة نادية لطفي بمسجد مستشفي المعادي، عدد من نجوم الفن لتشيع جثمان الراحلة، ومنهم ميرفت امين، دلال عبد العزيز، بوسى شلبى، غادة نافع، والدكتور خالد عبد الجليل، وفيفى عيده ، وعبد العزيز مخيون، والمجدى احمد على وسمير صبرى ومحمد ابو داوود والأب بطرس دانيال، إضافة إلي الدكتور اشرف زكي والذي كان من أوائل الحضور.

يشيع جثمان الراحلة نادية لطفي إلى مثواه الأخير بمقابر الأسرة، وتتلقى أسرتها العزاء مساء بعد غد الخميس فى مسجد الشرطة بمدينة الشيخ زايد بالسادس من أكتوبر.

وكانت النجمة الكبيرة نادية لطفى قد عانت منذ عدة أسابيع من تدهور حالتها الصحية ودخلت على إثرها مستشفى المعادى، حتى ساءت حالتها أكثر ودخلت العناية المركزة، وتم وضعها على جهاز تنفس صناعى، لتستمر على هذا الوضع مايقرب من أسبوعين قبل أن تفارق الحياة.

يشار إلى أن نادية لطفى ولدت عام 1937 أدت أول أدوارها التمثيلية في العاشرة من عمرها وكانت على مسرح المدرسة لتواجه الجمهور لأول مرة ، حصلت على دبلوم المدرسة الألمانية عام 1955، اكتشفها المخرج رمسيس نجيب لتقدم فيلم "سلطان" مع النجم فريد شوقي عام 1958، تألقت خلال حقبة الستينيات والسبعينيات من القرن الماضى وقدمت عدد كبير من الأعمال، عرفت بنشاطها الوطنى والإنساني منذ شبابها فكان لها دور مهم في رعاية الجرحى والمصابين والأسرى في الحروب المصرية والعربية بداية من العدوان الثلاثي عام 1956 وما تلاه من حروب وخصوصا حرب أكتوبر 73، آخر أعمالها مسلسل "ناس ولاد ناس" عام 1993  لتتوقف بعده عن التمثيل مكتفية بنشاطها الإنسانى.

 

عين المشاهير المصرية في

05.02.2020

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004