كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 

«سيدة اللمسة الساحرة»..

لم يقيدها كادر العدسة ولا بريق النجومية!

طارق الشناوي

عن رحيل سيدة الأداء الرفيع

نادية لطفي

   
 
 
 
 
 
 

فى السنوات الأخيرة، حظيت نادية لطفى بأكثر من تكريم وأكثر من جائزة، المستشار عدلى منصور رئيس الجمهورية المؤقت فى عيد الفن يمنحها درعًا، مهرجان القاهرة بعدها يهدى دورته إليها، أكاديمية الفنون تسلمها درجة الدكتوراة الفخرية، تنال جائزة الدولة التقديرية، ومهرجان الإسكندرية يهدى دورته قبل الأخيرة إليها، والسطة الفلسطينية ممثلة فى محمود عباس تمنحها شهادة تقدير.. إنها الأيقونة المصرية، تشعرنا دائما بالإحساس بالفخر والثقة عندما تتصدر صورتها واسمها المشهد، فهذا يعنى أن «الإبداع والرقى والوطنية» هى العنوان. تملأ الدنيا طاقة إيجابية، فيض من الحضور والألق، هكذا تجدها داخل مستشفى المعادى العسكرى، بعد أن صار هذا المكان هو مقرها الدائم لاحتياجها إلى رعاية خاصة، بينما الحقيقة التى من السهل أن تلحظها هى أن نادية لطفى تمنح كل من يقترب منها رعاية خاصة، وقبل ذلك تملأه بالدفء والسعادة، لا تتعمد أبدًا ذلك، إنها تمارس فقط الحياة لنشعر بعدها بجدوى الحياة، أحالت المستشفى العسكرى إلى ثكنة إنسانية، من أقعدهم المرض بعد حرب 73 صاروا أصدقاءها المقربين.

نادية بالنسبة لى ليست مجرد فنانة كبيرة، إنها الإنسان أولًا الذى يحمل إليك شيئًا خاصًا وحميمًا، ولهذا تعددت لقاءاتى بها قبل وبعد وأثناء تأليفى كتابًا عنها.

هى من هؤلاء القلائل الذين أطلق عليهم توصيف شخصيات مدارية، إنها تلك الشخصية التى تحمل جاذبية خاصة كإنسان بعيد عن الكاميرا، وهؤلاء ليسوا بالضرورة ممن يمارسون الفن، ولكنْ لديهم فيض أعمق وهو الإنسان الذى يسكنهم وكأنه مغناطيس جاذب لكل الأطياف، ومن يدخل إلى دائرة هؤلاء، يظل من الدراويش والحواريين، ولا شعوريًا يجد نفسه وقد حلّق دون أن يدرى فى هذا الفلك، وتلك هى الفنانة (المدارية) نادية لطفى، بعد كل لقاء ستكتشف أن إحساسك بالحياة والبشر قد أضيف له شىء مختلف، وتقييمك لكثير من الأمور التى كنت تعتقد أنها بدهية لم يعد أبدًا كذلك، نادية تحفزك بعد كل لقاء على إعادة التأمل لكى تفهم أكثر، وتجد إجابات أصدق لأسئلة كنت تعتقد أنها لا تحتمل أبدًا إجابة أخرى، تحفزك وتشحذك لكى تُمسك بيديك الحقيقة.

بالنسبة لى لم تكن نادية مجرد فنانة عظيمة، الشاشة قطعًا تشهد بذلك، ولا يحتاج الأمر إلى شهادتى، شىء ما خاص جدًا وحميم جدًا يجعلها قريبة منى وكأنها جزء من بنائى النفسى، فلقد كانت ضمن عدد من الموهوبين الذين تبنّى وبشّر بموهبتهم الشاعر والصحفى الكبير كامل الشناوى، وذلك منذ بزوغ ومضة الإبداع عام 1958، كان عمى يقطن فى 24 شارع (النباتات) بحى (جاردن سيتى)، والذى صار يحمل بعد رحيله عام 65 اسم (كامل الشناوى)، بينما نادية تقطن فى رقم 5 من نفس الشارع، المسافة سيرًا على الأقدام لا تتجاوز ربما 7 دقائق، ولكن لا أتصور أن أيًّا منهما كان يحتاج لكى يصل للآخر أن يقطع تلك المسافة، التواصل بينهما دائما لا يحتاج لعبور الشارع.

نادية أيقنت منذ اللحظة الأولى وهى تطرق الباب أن الثقافة هى التى تمنح الفنان كل هذا الفيض من الحضور، إنها البنية التحتية التى تضمن أن يدرك من يتعاطى معها أن هناك ما هو أبعد وأرحب وأبقى مما يتحمس إليه من الأعمال الفنية، وأن عليه أولًا أن يفهم الحياة قبل أن يشرع فى ممارسة الفن، لم تكن مجرد فنانة فائقة الجمال، فى العمق يسكن ما هو أكثر جمالًا، وهكذا تجد أسماءً من أهم الكُتّاب داخل الدائرة القريبة من نادية، رغم تباين أفكارهم ومشاربهم، ومع كامل الشناوى ستلمح إحسان عبدالقدوس ومصطفى أمين ويوسف إدريس وسعد الدين وهبة وجليل البندارى ومحمود السعدنى.. وغيرهم. نادية بطبعها وفى تلك المرحلة من العمر كانت تُنصت أكثر مما تتكلم. تتجاوز دائما دائرة النجمة المشغولة بمعاركها الخاصة.. وبمكانتها على الخريطة، لم تكن ممن يعتبرون أنفسهم فى سباق مع الآخرين ويجب أن يصل بسرعة للمركز الأول متقدمًا كل الصفوف، ولا يكتفى بهذا القدر بل يضع العراقيل لمن يجده يحاول الاقتراب، هى تعلم جيدا أن القمة تتسع بل تنتظر كل من يستحق، وأن البصمة الخاصة تظل بصمة خاصة، فلا أحد يصلح أن يكون بديلًا لأحد، طالما كان لديك ما تمنحه، ستظل فى بؤرة الدائرة.

نادية حاضرة بقوة فى كل تفاصيل الحياة، على كل المستويات ومختلف الأصعدة ستجدها دون أن تتعمد ذلك، «الإنسان المصرى والعربى وهمومه» هى الزاوية التى تُطل منها لتقفز بعيدا عن الدائرة التقليدية التى يُكبَّل عادة فيها المبدع ليصبح منتهى طموحه وجُل اهتمامه أن يمنح البريق فقط لاسمه، قفزت، بل قُل تمردت، أو الأصح أن تقول نادية أرادت أن تمنح الإنسان بداخلها المقومات اللازمة لكى يعيش كما يريد، لا كما يريدونه أن يعيش، وهكذا صارت نادية دائما هى بولا محمد شفيق، بعيدا عن أى مكياج، إنه الاسم الحقيقى الذى يناديه بها الأصدقاء المقربون، نادية لطفى هى فقط التى نراها على الشاشة الفضية، ونقرأ اسمها على (الأفيشات) و(التترات)، تلك حكاية أخرى، لا تدخل أبدًا فى صراع مع بولا محمد شفيق.

اعتركت الحياة فى دُنيا الله الواسعة، فلم يقيدها (كادر) العدسة ولا بريق الشاشة ولا تصفيق الجماهير، عندما وقفت مرة واحدة ويتيمة على المسرح لتؤدى دور (بمبة كشر)، أيقنت أنها يجب أن تظل مرة واحدة ويتيمة، وتتعجب رغم النجاح الطاغى الذى حققه العرض المسرحى، إلا أن نادية لطفى قاومت إلحاح صديقها المنتج سمير خفاجة، رفضت أن يتم تصويرها تليفزيونيا، وعندما سألتها: لماذا؟، أجابتنى: ما عنديش رأى قاطع ولا سبب مباشر، ولكنى فقط وقتها قلت إن تاريخى الذى أود أن يعيش للزمن القادم هو السينما، وليس المسرح، فلماذا أقحم نفسى بينهما؟. منحها الله حضورًا وألقًا، إلا أنها لم تكتفِ بهذا القدر، اشتغلت أكثر على الفنانة بداخلها، فهى تعلم كما يقولون أن الآلهة تمنح الموهوبين مطلع القصيدة، وعليهم أن يكملوا الباقى، فقدمت لنا أروع القصائد السينمائية فى فن أداء الممثل، منهجها على الشاشة ليس فقط عنوانًا مضيئًا للتمثيل، بل صار هو فى الكثير من الأحيان يساوى فن التمثيل.. العديد من الشخصيات الدرامية صارت وكأنها (الكتالوج) الذى ينفذه بدقة كل من جاء بعدها على الشاشة ليؤدى شخصيات مشابهة دراميا، فكانت هى المرجعية والمرشد. احتلت فى نهاية الخمسينيات مكانة استثنائية على الخريطة بعد جيل ذهبى من علاماته فاتن وماجدة وشادية وسميرة وهند، نادية ومعها رفيقة المشوار سعاد حسنى أثبتتا أن عنقود الذهب لا يتوقف عند حدود جيل، النجومية ليست قرارًا شخصيًا، بل هى منحة من السماء، على الإنسان الحفاظ عليها، لا تُكتب كلمة النهاية بالتوقف عن العمل، ولكن فقط يحدث ذلك عندما تذبل الومضة الداخلية، وهكذا غابت عقودًا عن الشاشة لكنّ الومضة بداخلها لم تفقد الإشعاع، فهى دائما فى حالة ألق. تتحمس للفكرة والهدف قبل الدور، مثلًا فى عز نجوميتها نهاية الستينيات ومطلع السبعينيات قرأت بحدسها أن أهم فيلم مصرى وعربى - وهذا هو ما أكدته كل الدراسات والاستفتاءات اللاحقة - سيصبح هو (المومياء) لصديقها الرائع شادى عبدالسلام.. طبعًا هى لم تتحمس فقط لإدراكها أنه الأهم أو سيحتل هذه المكانة، فهى لا تقرأ الطالع، ولكنها فقط اقتنعت تمامًا بموهبة شادى، وسعة أفقه، ورحابة خياله، وعمق مخزونه الفكرى، وصدقه الشخصى والفنى وتفرده.. الفيلم كان مُعرّضًا للتوقف لأسباب متعلقة بالتسويق، فلا يوجد اسم نجم (سوبر ستار) يتصدر الأفيش، تحمست نادية للتجربة وكانت- فى هذا الزمن نهاية الستينيات ومطلع السبعينيات- هى الاسم الأكثر جاذبية، وأدت نادية دورًا صامتًا فى مساحة زمنية لا تتعدى بضع دقائق، ليصبح واحدًا من أهم أدوارها، بل أهم فيلم عربى قدمته كل الشاشات، وذلك طبقًا لاستفتاء أجراه مهرجان (دبى) قبل نحو 7 سنوات. لها العديد من الذرى، فهل تنسى (لويزة) فى (الناصر صلاح الدين) ليوسف شاهين، و(فردوس) فى (أبى فوق الشجرة) لحسين كمال، و(العالمة زوبا) فى رائعة حسن الإمام (قصر الشوق). هل تتخيل (الأطلال) بدون صوت أم كلثوم أو (السمان والخريف) بدون نادية لطفى (ريرى)؟!. إنها (نادية ولطفى) فى نفس الوقت، كما كان يُطلق عليها الشاعر والكاتب الكبير كامل الشناوى، فهى تتمتع برقة الأنثى (نادية) وصلابة الرجال (لطفى)، وقبل وبعد كل ذلك الفيض الإنسانى الذى يسع العالم كله. أتيح لى أن ألتقى قبل أكثر من 30 عامًا فى العديد من البرامج والندوات والمهرجانات بنادية لطفى، ولم تكن كلها بهدف العمل الصحفى، بل كان آخر ما يعنينى هو أن أوثق الحديث أو الندوة فى حوار أو مقال أو تقرير، ولكن هى دائما الحاضرة.. أشرع فى إقامة ندوة لمواجهة الإرهاب أجد اسم نادية يتصدر المشهد.. أريد أن أعرف كيف يختار فى عالمنا العربى الفنان موقفه السياسى وهل ليس أمامه من اختيارات سوى أن يتبنى الموقف الرسمى للدولة، فلا أجد أمامى سوى نادية لطفى التى تقدم الإجابة، فهى لا تعرف سوى أن تنحاز لضميرها فتختار دائما الوطن، لتعلن ولاءها الدائم للحرية. أتذكر عندما تقرر تكريم سعاد حسنى فى مهرجان القاهرة قبل رحيل سعاد بعامين فقط، طلبت سعاد من صديقتها نادية أن تتسلم بالنيابة عنها وسام المهرجان، فهى الأقرب لها، بل قالت لى نادية إنها بين الحين والآخر كانت تقيم فى بيتها.

نادية لا تتحدث إلا عن الحقائق التى لامستها وليس مجرد حكايات مثيرة، فهى على عكس الكثيرين، قالت إنها لم تتعرض لمضايقات وتضييقات أمنية من أجهزة المخابرات فى مرحلة الستينيات، وعندما سألت نادية: هل حاولت الأجهزة فى الدولة استقطابها؟ أجابت: أبدا لم يحدث أن طُلب منى شىء، وأضافت: أنا أتحدث فقط عن نفسى، ومن حق الآخرين أن يقدموا رواية أخرى.

نادية لطفى فى كل مواقفها وأحاديثها هى الصدق يتحرك على قدمين، سواء أمام أو خلف الكاميرا، ولهذا كانت وستظل هى واحد من الاستثناءات القليلة جدا فى تاريخنا الفنى.. ومهما قلنا، نكتشف أن هناك لايزال الكثير الذى لم نقله.. وداعًا للفنانة الكبيرة التى لن تبرح أبدًا قلبى وعقلى ووجدانى.

tarekelshinnawi@yahoo.com

 

####

 

تشييع جثمان نادية لطفي وسط حضور واسع من الفنانين والفنانات

كتب: وكالات

شيع المئات، بعد ظهر الأربعاء، جثمان الفنانة الكبيرة نادية لطفي، التي وافتها المنية الثلاثاء عن عمر 83 عاما، بعد صراع مع المرض.

وأدى المشيعون صلاة الجنازة على جثمان الراحلة بمسجد مستشفى المعادي، قبل دفن الجثمان بمقابر الأسرة في مدينة السادس من أكتوبر.

وشهدت الجنازة حضورا واسعا من الفنانين والفنانات والإعلاميين، إلى جانب جمهور ومحبي الفنانة الراحلة الذي حرص على المشاركة في تشييع الجثمان.

ومن بين المشاركين في تشييع الجنازة الفنانات ميرفت أمين، ودلال عبدالعزيز، وغادة نافع، وفيفي عبده، ودنيا سمير غانم، كما شارك في تشييع الجنازة الفنان عبدالعزيز مخيون، والمخرج مجدى أحمد على، وسمير صبري، ومحمد أبوداوود، والأب بطرس دانيال، ورجاء الجداوي، إضافة إلى الدكتور أشرف زكي، نقيب الممثلين.

وقال أشرف زكي إن الفنانة الراحلة تعد من أبرز نجمات السينما العربية على مدى تاريخها، وأثار رحيلها حزنا عاما بالوسط الفني والجمهور.

وأضاف أن نادية لطفي تحظى بجماهيرية واسعة بفضل موهبتها ومواقفها القوية، وهذا ما انعكس على حجم المشاركة الواسعة في تشييع الجثمان.

وأعربت الإعلامية بوسي شلبي عن حزنها الشديد لوفاة نادية لطفي، التي كانت صديقة مقربة، لافتة إلى أن الفنانة الراحلة كانت من أهم الفنانين في تاريخ مصر والوطن العربي، بما قدمته من أعمال تركت أثرا كبيرا في نفوس جميع المشاهدين حتى الآن، وهو أيضا ما يظهر من حالة الحزن التي اجتاحت وسائل التواصل الاجتماعي فور إعلان نبأ الوفاة.

يذكر أن الفنانة «الراحلة» كانت قد تعرضت لوعكة صحية قبل أكثر من أسبوعين، ودخلت على إثرها في غيبوبة، قبل الإعلان عن وفاتها أمس.

يذكر أن الاسم الحقيقي للفنانة الراحلة هو: بولا محمد لطفي شفيق، واكتشفها المخرج والمنتج رمسيس نجيب، وبدأت مسيرتها الفنية عام 1958 بفيلم «سلطان».

وتألقت نادية خلال فترة الستينيات والسبعينيات وقدمت عددا كبيرا من الأعمال الرومانسية والوطنية والإنسانية، وكان لها دور هام في رعاية الجرحى والمصابين والأسرى في الحروب المصرية والعربية خاصة إبان العدوان الثلاثي على مصر عام 1956.

ويضم أرشيفها الفني 47 فيلما أبرزها «النظارة السوداء، الخطايا، السمان والخريف، المومياء»، وقدمت عرضا مسرحيا واحدا هو بمبة كشر، ومسلسل تليفزيوني يحمل عنوان «ناس ولاد ناس».

 

المصري اليوم في

05.02.2020

 
 
 
 
 

نادية لطفي” .. حب جارف لـ “إدريس ونجيب وإحسان

كتب : أحمد السماحي

بحكم ثقافتها تمردت “نادية لطفي” على الأدوار التى كتبت وأعدت خصيصا للسينما، واتجهت للأدب بقوة خاصة بعد أن ذاقت تأثيره في  السينما ومتعته عندما أقترن  بها، وكان أول عمل فني تقوم ببطولته مأخوذ عن رواية أدبية فيلم ” لا تطفئ الشمس” عام 1961 لإحسان عبدالقدوس،  أي بعد مرور ثلاث سنوات على بدايتها عام 1958، ومن بعدها كان لديها الوعي بتجديد وتطوير صورتها على الشاشة، وتتخلى عن الصورة التى حاول المنتجون والمخرجون وضعها فيها، وتبتعد عن صورة الملاك الطاهر، والشيطان الرجيم المسيطرة على أدوار معظم نجمات السينما السابقات لجليلها، فالمرأة تم حبسها فى هذه الأدوار، لهذا أقبلت ومعها مجموعة من المخرجين المتميزين على روايات كبار الكتاب المصريين الذين ربطت بينهم وبين الراحلة علاقات حب وصداقة واحترام، فضلا عن جلسات نقاش طويلة في كافة المجالات السياسية والثقافية والاجتماعية.

وقدمت 30 فيلما مأخوذا عن أعمال أدبية ، هي: ” لا تطفئ الشمس، النظارة السوداء، أبي فوق الشجرة، وسقطت في بحر العسل” لإحسان عبدالقدوس ، و”حياة عازب” للدكتور أحمد هيكل، و”الناصر صلاح الدين” ليوسف السباعي، و”سنوات الحب، حب لا أنساه، الليالي الطويلة” لأمين يوسف غراب، و”هارب من الحياة، الخائنة” لإبراهيم الورداني، و”المستحيل” لمصطفى محمود، و”عدو المرأة، عندما نحب” لمحمد التابعي ، و”السمان والخريف، قصر الشوق” لنجيب محفوظ، و”غراميات مجنون” لأمينة السعيد، و”إعترافات إمرأة” لسعاد زهير، و”الحاجز” لبهيج إسماعيل، و”قاع المدينة، 5 ساعات، على ورق سيلوفان” ليوسف أدريس، و “الإخوة الأعداء” لديستويفسكي، و”رحلة داخل إمرأة” لصبري موسى، و”وراء الشمس” لحسن محسب، و”الأقدار الدامية” ليوجين أونيل، “الأقمر، منزل العائلة المسمومة” لإسماعيل ولي الدين.

 

####

 

إحسان عبدالقدوس يعترض على “نادية لطفي” ويطلبها فى القضاء

اسم نادية لطفي جاء من غحدى بطلات رواية لإحسان عبد القدوس

كتب : أحمد السماحي

بعد دوران كاميرا المخرج “نيازي مصطفى” لبدء تصوير فيلم “سلطان” أول أفلام “نادية لطفي”، كان هو والعاملين معه يخطئون فى نطق إسم “بولا” إسمها الأصلي، فالبعض كان يقول “بول”، والآخر يقول “باول”، وثالث يضيف من عنده حروف ويقول “بولاند” باعتبارها “خوجاية”، وكان الأب بحكم ثقافته الشديدة اختار لها إسم “بولا” إشارة إلى القديس “بولس”، وأيضا “بولا”  وكما ذكرت لي صديقتي الراحلة  معناه ببساطة: (حاجة صغنونة ورقيقة ورشيقة، يعني “نونو” أو “ليتل” بالإنجليزية).

وكان يصاحب منادتها فى الاستديو الضحك والسخرية، فاجتمع “نيازي مصطفي” و”رمسيس نجيب” ومعهم “بولا محمد شفيق”، وطلبوا تغير اسمها، فأعترضت فى البداية، لكن “رمسيس” قال لها: إن إسمك على الأفيش سيوحي للناس إنك أجنبية، ولست مصرية”، ونظرا لإعتزاز “بولا” بمصريتها الشديدة، وافقت على التغيير، وأقترحوا وقتها أسماء عديدة، منها ” سميحة حسين” نظرا لرواج إسم ” سميحة” فى هذا الوقت بعد نجاح فيلم ” الوسادة الخالية” لعبدالحليم حافظ، ولبنى عبدالعزيز، ويومها قالت ” بولا” لرمسيس : ليه إصرارك على اسم “سميحة”، فقال لها: نستغل حب الناس له، فقال “السيد بدير” ضاحكا: سميييييحة وسلاح”، تماما كما كانت تنطقهما “لبني”، وفى هذا الوقت كان للأديب الكبير “إحسان عبدالقدوس” رواية جديدة نشرت فى حلقات فى إحدى المجلات الأسبوعية، وكل مصر تتحدث عنها، خاصة أن النجمة فاتن حمامه قامت ببطولتها وحققت نجاحا كبيرا، وكانت “بولا” تقرأها بإنتظام، وأعجبت بأدء ” فاتن” التى كانت تعتبرها معشوقتها، فاقترحت تغيير إسمها إلى “نادية لطفي” بطلة رواية “لا أنام” لإحسان عبدالقدوس.

وبالفعل وقرب انتهاء تصوير الفيلم كان كل العاملين فى الفيلم ينادونها بإسم “نادية”، وبدأت الصحف تنشر أخبار عن الوجه الجديد “نادية لطفي” فأنتبه الكاتب الكبير “إحسان عبدالقدوس”، أن بطلته فى روايته الجديدة التى كتبها وسهر الليالي في خلق شخصيتها وحواراتها موجودة في الواقع، وكتب مقال يومها عن هذه المفارقة فى مجلة “روز اليوسف” ، لكن “ولاد الحلال” صححوا له حقيقة الأمر وقالوا له: أن البنت الجديدة بطلة فيلم “سلطان” ليس اسمها “نادية لطفي” ولكن إسمها الحقيقي “بولا شفيق”، وهنا انتفض “إحسان عبدالقدوس” ورفع قضية، لمنع استخدام إسم بطلته ” نادية لطفي” دون الرجوع إليه، ولا إستئاذنه، لكن المنتج “رمسيس نجيب” ذهب إليه وأقنعه أن هذا سيزيد حجم المبيعات لروايته الجديدة، وسيلفت نظر زملائه المنتجين لأعماله الآخرى لإنتاجها سينمائيا، وأقتنع “إحسان” وتنازل عن دعواه القضائية.

جدير بالذكر أن صديقتي الراحلة “نادية لطفي” قالت لي عن هذه الواقعة وهى تضحك : كان إحسان ذكيا جدا وعرف يستغل الموقف لصالحه، ولصالح روايته الجديدة ولم يكن جادا فى حكاية القضية تلك.

 

####

 

جان خوري” أدخلها السينما، ورمسيس قدم لها “سلطان

كانت تتمنى أن تكون أم وتربي أولادها

كتب : أحمد السماحي

رب صدفة خير من ألف ميعاد”، هذا المثل ينطبق على حياة “بولا محمد شفيق”  التى لم تحلم يوما بالسينما ولا النجومية، كانت كل أحلامها أن تصبح ربة منزل وأم، لهذا تزوجت في سن مبكرة، وأنجبت ابنها الوحيد “أحمد” في سن مبكرة أيضا، لكن كيف دخلت” بولا” عالم النجومية والأضواء، لهذا قصة طريفة لابد أن تروى، ففى بداية عام 1958 كانت “بولا” أو “بومبي” كما يحب أن يناديها والداها من بين المدعوين إلى حفلة في منزل صديق العائلة المنتج جان خوري “والد المنتج جابي وشقيقته المخرجة ماريان خوري”.

وكان من بين المدعوين المنتج الشهير “رمسيس نجيب” مكتشف المواهب الذي قدم للساحة الفنية العديد من النجوم، يومها كان “رمسيس” يبحث عن بنت جديدة تتمتع بمواصفات معينة لتلعب دور “صحافية” تقترب من “سلطان” المجرم الذي يقع فى غرامها فتسلمه للعدالة، وبحث بين النجمات الموجودات فلم يجد من يصدقها الجمهور، فكلهن قدمن من قبل عشرات الأدوار، والجمهور يعرفهن جميعا.

كان “رمسيس” يبحث عن وجه جديد يصدقه الجمهور، ويصدقه ” سلطان”، وعندما لمحها صاح على طريقة أرشميدس: “وجدتها وجدتها” مما لفت نظر الحضور جميعا، واقترب من “جان” وطلب منه أن يعرفه بضيفته الكريمة، وبالفعل عرفه “ببولا” فطلب منها أن تعمل في السينما، فضحكت ضحكتها الشهيرة بصوت عالي  وقالت: أنا أشتغل في السينما!، فقال لها: نعم وجه جميل جدا وتحتاجه السينما، وغير موجود، وتغلب عليها طبيعة برج “الجدي” الذي تنتمي له، ووافقت على الفور.

وكان فيلمفاتنة السينما التي سلبت روح المنتج رمسيس نجيب

سلطان” أول أفلامها، قصة جليل البنداري، كتب له السيناريو مخرجه “نيازي مصطفى” بالتعاون مع “عبد الحي أديب”، بينما كتب “السيد بدير” الحوار، وقدم عام 1958 وشاركها البطولة كوكبة من النجوم هم “فريد شوقي، رشدي أباظة، برلنتي عبد الحميد، توفيق الدقن”، وحققت نجاحا كبيرا نظرا لبراءتها وجمالها الأسطوري فى هذا الوقت، وتوالت بعد هذا الدور أدوارها العديدة فى السينما المصرية.

 

####

 

وداعا “نادية لطفي” .. صاحبة الروح التواقة للحرية

كتب : محمد حبوشة

عن عمر ناهز الـ 83 عاما، رحلت عن عالمنا – قبل ساعة – الفنانة الكبيرة “نادية لطفى”، بعد أن عانت في صراع طويل مع المرض، حيث تدهورت الحالة الصحية للفنانة الكبيرة في الفترة الأخيرة ، بعد أن كانت تتحسنت قليلا قبل أيام استعادت وعيها وعيها بشكل طفيف، وتحدثت مع من حولها أثناء وجودها داخل العناية المركزة تحت إشراف فريق من الأطباء، إلا أنها سرعان ما دخلت فى غيبوبة مرة أخرى، وفراقت الحياة.

وعلى أثر رحيل الفنانة “ماجدة الصباحي أعربت وقتها “نادية لطفى” عن حزنها الشديد، بعد تلقيها خبر وفاة إحدى أهم فنانات زمن الفن الجميل التي زاملتها رحلة الفن والحياة، ومن ثم تعرضت لصدمة كبيرة من الخبر المؤلم على أثر رحيل “ماجدة”، وأشادت نادية لطفى بزميلتها الراحلة ماجدة الصباحى التى كانت تتمتع بروح جميلة، إضافة إلى السلوك المحترم، وعلاقاتها الشخصية مع كل زملائها المنتمين للوسط الفنى.

كانت تتمتع بروح دعابة كبيرة

جدير بالذكر أن الفنانة الراحلة كان لها مواقف سياسية مشهودة، إلى جانب مواقفها الإنسانية بحكم أنها ولدت في أحد أحياء القاهرة العريقة، حي (عابدين) بـ(القاهرة) في الثالث من يناير عام 1937، وقد وقفت على مسرح المدرسة في العاشرة من عمرها لتواجه الجمهور لأول مرة، وحصلت على دبلوم المدرسة الألمانية عام 1955.

ومارست العديد من الهوايات كان أولها الرسم، ثم انتقلت منه إلى التصوير الفوتوغرافي والكتابة، إلى أن عادت إلى موهبتها الحقيقية في التمثيل حين اكتشفها المخرج (رمسيس نجيب)، ورأى فيها بطلة فيلمه الجديد (سلطان) مع النجم (فريد شوقي)عام 1958، وتزوجت الراحلة الكبيرة من جارها الضابط البحري، ويعد من أهم أعمالها الفنية الأبرز: أفلام: (الناصر صلاح الدين، السبع بنات، الخطايا، أبي فوق الشجرة، والمومياء).

جسدت أروع معاني الرومانسية

وفي مناسبة رحليها عن عالمنا نذكر بعض الوقائع التي كانت غاية في النبل والإنسانية في حياتها، كما يحكيها لنا الفنان الكبير الراحل “حمدي غيث على لسانه قائلا: مبنى عتيق يكسوه الوقار ويحيطه الهدوء من كل جانب ..الدور الرابع، شقه 22، عمارة حسن أبو باشا وزيرالداخلية الأسبق بحى العجوزه ..هنا وقفت السندريللا الجميله “سعاد حسنى” باكية تطرق باب أعز صديقاتها، شاكيه مرة من قصة حب جديدة لم تكتمل، ومرات من غدر الأيام، وهنا وقف العندليب عبد الحليم حافظ طارقا نفس الباب في منتصف الليل، ليلقى بكل أسراره فى خزائن عميقه ومحكمه الغلق، أو جاء ذات مرة ليلقى بهمومه المثقلة فى كنف تلك الجميله الشقراء شاكيا من قسوة مرض الكبد اللعين الذي ينهش أحشائه بلا رحمة.

هكذا يصف لنا الراحل الكبير “حمدي غيث” بيت سيدة تشبه تماثيل الرخام الإغريقية في بهاء طلتها، تفوح منها رائحة أرقى العطور الفرنسيه بأريجها الفواح، سيدة شقراء تتمتع بشفافية الروح إلى الحد الذي تستحى منه كل شقراوات العالم، رغم اختلاط دخان سيجارها مع خصلات شعرها الذهبى في مشاهد مصحوبة بدموعها حفرت إخدودا من ذكريات مؤلمة على وجنتيها، ولم يكن ذلك نحيبا على حالها بقدر ما كان رثاء لبنات جيلها، هذا المنزل كان لـ “بولا محمد مصطفى شفيق” الشهيرة بـ “نادية لطفى” تلك النجمه التى عاشت سنوات طويلة من العز والمجد الفني الذي حلم الجميع يوما بمحاولة الاقتراب من طيفه الندي، وعندما احتاجت إلى قربهم منها تبخروا في غمضة عين.

غازية في الثلاثية

قليل من المخلصين فقط هم من ظلوا إلى جوارها حاليا بعد أفول النجومية، وبعدما توارت عنها الأضواء، وعزفت عنها عدسات المصورين التي كثيرا ما غاصت في زويا التألق والشهرة التي كانت تطل من خلف الستائر والأساس “الاستيل”، والذي ينتمي في أغلبه إلى العصر الفيكتوري بألقه وبريقه المصاحب لاسطوانات الموسيقى الكلاسيكية، مع بعض من إبداع الشرق العربي بصوت (أم كلثوم وعبد الوهاب وفايزة وحليم وغيرهم ) من نجوم الزمن الجميل.

الحديث عن نادية لطفى التي ترقد التي رحلت الآن عن عالمنا بعدما كانت “الملكه”، كما كان يحلو للمقربين منها أن يطلق عليها، يبدو حديثا ذو شجون، رغم مايعتريه من المتناقضات التي تنبع من شخصيتها الثائرة والمتمردة، إنها تشبه أمواج البحر عندما يعلن عن غضبه في تحد للعواصف فتتكسر على أسنته أفعال السياسة اللعينة، ومهما كانت ضراوتها سرعان ما تسلم للموج الهادر فتتحول دفة أشرعة سفائنها نحو بوابات الحرية بإباء وشمم.

ورغم أن”الملكه” حملت منذ نعومة أظافرها كل مقومات النجومية المستمدة من جمال آخاذ إلا أنها لم تكتف بذلك، بل كانت حريصة على بناء شخصية مستقله لنفسها، غير معتمدة على فتنتها وملامحها الهادئة فحسب، ودوما كانت تروق لغير المالوف وتسير فى الاتجاه المعاكس، وهذه من شيم المبدعين من أصحاب المواهب الاستثنائية، أولئك الذين يتبنون فكرة مايسمى بـ “”playing out of box أو اللعب خارج الصندوق.

رحمة الله عليها، فقد كانت هى الرقيقه الرومانسيه فى “من غير ميعاد”عام 1961 و”السبع بنات”عام 1962، ثم تأتى لتتقمص شخصية الساقطة فى فيلم “السمان والخريف” ثم تتجرأ وتقرر ارتداء ثوب جديد بدورغير مالوف، وهو “الخرساء” الجميلة فى رائعة المخرج “شادى عبد السلام” في فيلم “المومياء”، لذا فإن كل من عايش “النجمة صاحبة البريق” فى شبابها شاهد فصولا كثيرة من ذلك التناقض، ولم يكن سهلا على أحد التنبأ لوجهتها ذات الشخصيات المتعددة والوجوه والحالات الانفعالية التي تستند لموهبة مكللة بتاج التفوق.

في مسيرتها عبر شريط السينما، يبدو العام 1958 مهما فى تاريخ ، حيث شهد مولد نجومية “بولا محمد شفيق” أو “نادية لطفى” بعد أن تركت مدينة الإسكندرية – مسقط رأسها – وجاءت إلى أضواء القاهرة – علما بأنها تنحدر من أصول سوهاجية في أقصى صعيد مصر- وهو نفس العام الذى ظهرت فيه السندريللا “سعاد حسنى” بملامحها الشرقية الخالصة، لكن “بولا” كانت تحمل ملامح أوروبيه جميله ممزوجة بسحر الشرق، حيث كان والدها محاسب بسيط من أبناء محافظة سوهاج، وأمها “مجرية” تحمل جينات غربية.

صداقة كبيرة ربطتها بسعاد حسني

يبقى الأجمل فى حياة نادية لطفي أنها في أوج نجوميتها لم تضع نفسها بمعزل عن هموم وطنها، فقد استخرجت من جيناتها الوراثيه مكنونات مصرية خالصة، فتاريخها النضالى يعود إلى ما بعد العدوان الثلاثى على مصر، حيث قامت بدور الممرضة وتناست أنها نجمة كبيرة، بل إنها فى عام 1973 وبعد ملحمة النصر العظيم نقلت مقر إقامتها إلى “مستشفى القصر العينى” لمساعدة المصابين أثناء الحرب والمساهمة فى المجهود الحربى، وكانت أيضا صاحبه أعلى صيحة فى وجه الجلاد الصهيوني “شارون” إبان مجازر “صبرا وشاتيلا” لتخرج إلى وسائل إعلام العالم أجمع من قلب المخيمات في بيروت لتفضح الممارسات الاسرائيلية واصفة إياهم بالسفاحين والجلادين مغتصبي الأرض والعرض في انتهاك صارخ لكل مباديء القانون الدولي.

ولعل قصة “نادية” مع السفاح شارون تؤكد روحها التواقة للحرية، فيحسب لها أنها كانت ضمن المحاصرين فى بيروت عام 1982، وكان شارون يستعيد قبلها بفترة لمجزرة جديدة ضد الفلسطينيين، ولكن هذه المرة كانت ثأرا شخصيا جراء فقده لإحدى خصيتيه، بعدما أطلق عليه أحد رجال المقاومة النار فأصابه فى مقتل لكنه نجا بأعجوبه وعاد لينتقم لرجولته التى فقدها إلى الأبد، ووسط المشاهد الدمويه وقفت نادية لطفى فى شجاعة تصور وترصد لتفضح جرائم السفاح ورجاله، وتذيع على العالم مافعله شارون بالشعب الأعزل.

ورغم مامضى كانت حياتها الخاصة ملكا لكل زميلاتها، فقد كانت تلك الثائرة شديدة البذخ لا تؤمن بالادخار، ولهذا باعت “فيللا” كانت تمتلكها بالمنصورية وقطعة أرض لنجل الفنان الكبير أحمد مظهر غير عابئة بالأيام الصعبه في شيخوختها، لكن بقي في رصيد عطائها بعضا من الفنانات اللاتي يقفن الآن بجوارها في اللحظات الصعبة.

نادية لطفى صاحبة قصة غريبة ومثيرة لا يعرفها أحد إذ إنها كانت إحدى سكان نفس العمارة التى كان يقطن بها وزير الداخلية الأسبق “حسن أبو باشا”، ذلك الوزير الذى جاء إلى الداخلية فى ظروف أكثر وأشد صعوبة خلفا للواء نبوي إسماعيل بعد حادث المنصة، بعد اغتيال الرئيس الراحل محمد أنور السادات، وفى هذه الفترة كان الشغل الشاغل للدوله هو القضاء على الإرهاب، ومن ثم كانت عمليات تأمين مواكب الوزراء والمسئولين شديدة الكثافة والتعقيد، خاصة وزير الداخلية، وتصادف فى يوم من الأيام موعد نزول نادية لطفى من العمارة مع لحظة نزول الوزير، وقام أفراد الأمن بمنع نادية لطفى من ركوب “الأسانسير” إلا أنفتها السكندرية غلبت نجوميتها التي لم تثنها عن عزف سيمفونية من التوبيخ للحرس، رافضة قيود الأمن في هذا الموقف، وتدخل بعض الوسطاء للصلح بين نادية والوزير فى ذلك الوقت وبالفعل نجحت المحاولات، والمثير للدهشة أن نادية أكدت للمقربين منها أنها لم تكن تعلم أصلا أن وزير الداخلية يسكن فى نفس عمارتها.

سلام على روحك العذبة أيتها “الملكة” المتوجة على عروش قلوبنا، باعثة أجمل معاني الرومانسية في نفوسنا .. ووداعا تصحبة دموع الحزن والألم ..إلى جنة الخلد بإن الله.

 

شهريار النجوم المصرية في

05.02.2020

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004