كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 

نجمة العصر الذهبي للسينما المصرية:

نادية لطفي... «المقاوِمة» الفرعونية فقدت بحّتها

عصام زكريا

عن رحيل سيدة الأداء الرفيع

نادية لطفي

   
 
 
 
 
 
 

القاهرةعن ثمانين وثلاثة أعوام، رحلت أمس نجمة السينما المصرية نادية لطفي (1937- 2020)، بعد سنوات طويلة من مقاومة المرض والشيخوخة، ظلت خلالها ــــ خاصة حين كانت تتحسن صحتها ومزاجها ــــ محتفظةً بشباب القلب والعقل، متفائلة وجريئة ومحبة للناس وللحياة، قادرة على إثارة البهجة والولع بضحكتها المنطلقة ذات البحة المميزة.

كانت نادية لطفي باختصار واحدة من أجمل وأبرع نجمات العصر الذهبي للسينما المصرية خلال الخمسينيات والستينيات والسبعينيات. بالإضافة إلى ذلك، كانت واحدة من أرقى هؤلاء النجمات بثقافتها ومواقفها الوطنية وأخلاقها.

عقب هزيمة الـ 1967، شاركت نادية لطفي مع مثقفين وفنانين آخرين في حملة جمع التبرعات للمجهود الحربي، وزيارة الجنود على الجبهة. وخلال حرب أكتوبر، كانت من أوائل المتطوعين في المستشفيات لزيارة الجرحى، وقد ظهر ذلك في وثائقي «جيوش الشمس» لشادي عبد السلام.

وخلال الاجتياح الاسرائيلي لبيروت في 1982، كانت نادية لطفي في لبنان، حيث صوّرت الكثير من الشرائط عن المقاومة، للأسف لم تخرج إلى النور حتى الآن، لكنها لا تزال في بيتها.

أنتجت نادية لطفي عدداً من الأفلام الوثائقية من بينها «دير سانت كاترين» للمخرجة نبيهة لطفي، في وقت لم تكن فيه هذه الأفلام سوى مغامرة انتاجية خاسرة. وهناك أيضاً العديد من القصص عن مواقفها الانسانية مع زملائها، حيث لم تبخل بالمال أو الجهد من أجل انتاج أعمال فنية جادة. ومن أشهر هذه القصص موقفها مع شادي عبد السلام في فيلم «المومياء» (1969)، وتطوعها بالظهور في مشاهد محدودة حتى يحمل الفيلم اسم نجمة جماهيرية، لتجاوز العقبات الانتاجية التي وضعها المسؤلون عن الانتاج.

شائعة غريبة لاحقت نادية لطفي طوال عمرها تقول بأنّها من أصل أوروبي وأن أمها بولندية وأن اسمها الحقيقي هو بولا. والحقيقة أن نادية لطفي صعيدية أباً عن جد، أبوها هو محمد مصطفى شفيق، وأمها فاطمة من محافظة الشرقية شمالاً. ربما تكون قد ورثت عنها بعض الملامح الأجنبية من جد قديم، حين كانت الشرقية موطناً للمماليك المتقاعدين منذ قرون. والخلاصة أن جينات نادية لطفي الوراثية مصرية خالصة، ليست فيها دماء بولندية أو أوروبية بالرغم من أنها قد لا تبدو كذلك!

بقدر ما خدمت ملامح نادية لطفي الجميلة نجوميتها ومسيرتها الفنية، بقدر ما حددت وحدّت طبيعة هذه الملامح من مسيرتها، وشكّلت صورتها وأدوارها والتصورات الشائعة عنها لدى الجمهور.

أول ما يلفت الأنظار إلى نادية لطفي هو بنيانها العظمي القوي والعريض والجسم المستقيم المعتدل التضاريس، على عكس البنيان الضئيل، الهزيل العظام، المنحني إلى الأمام بعض الشيء الذي نجده لدى فاتن حمامة وسعاد حسني ومنى زكي مثلاً.

ينتمي وجه نادية لطفي المنحوت إلى البنيان العظمي نفسه: جبهة عريضة ناصعة، إلى جانب وجنتين بارزتين وفك قوي، وملامح هذا الوجه من عينين وأنف وشفاه كبيرة ومرسومة بوضوح مثل تمثال فرعوني أو لوحة من عصر النهضة.

هذه الملامح تتسم أيضاً بأنها «عالمية» يمكن أن تنتمي إلى أي عرق أو جنسية، ولون بشرتها الأبيض الأوروبي، وشعرها، عندما كانت تصبغه بالأصفر، كانت تبدو مثل شقراء من أوروبا الشرقية. وعندما تتركه على لونه الكستنائي المموج، تبدو إسكندنافية، تذكرك مثلاً بجولي كريستي في «الدكتور زيفاغو».

لكن وسط ذلك كله، تصعد عينا نادية لطفي العسليتان المكحلتان، المزينتان بحاجبين عريضين مقوسين، كما لو كانت ملكة فرعونية قادمة من وراء القرون. لكن حين تقترب الكاميرا من هاتين العينين، فإنها تنقلان ضعفاً وخجلاً عربيين، وبهذه العيون الجريئة الخجلة، استطاعت نادية لطفي أن تعبر عن انكسار وانتصار المرأة المصرية، ربما أكثر من أي عيون أخرى في السينما.

منذ سنوات، احتلت عينا نادية لطفي ملصق «مهرجان القاهرة السينمائي» عام 2014، وكان من أبرز وأنجح بوسترات المهرجان، حيث تجلى في هذه العينين العصر الذهبي للسينما المصرية كلها، بسحره وجاذبيته وغموضه الروحاني، في تكرار لما فعله المخرج شادي عبد السلام في رائعته «المومياء» عندما حول عيني نادية لطفي إلى أيقونة ورمز للغواية والشجن والخجل.

لم تستغل عينا ولا طاقات نادية لطفي كما تستحق، وكل تاريخها الفني يضم سبعين فيلماً فقط على مدار حوالي ربع قرن من 1959 حتى 1986. ولم يكن هناك عدد كاف أو جيد من الأفلام التي تستوعب امكانياتها التعبيرية، والتي يمكن أن نراها كأفضل ما يكون مع مخرجين أمثال يوسف شاهين، وكمال الشيخ وشادي عبد السلام... والثلاثة تجمع بينهم ثقافة ومزاج «أرستقراطي» إذا جاز التعبير.

مع شاهين، أشرقت نادية لطفي مثل شمس شتوية ذهبية في «الناصر صلاح الدين» من خلال دور «لويزا» الأوروبية الطيبة التي تقع في غرام محارب عربي. ومع كمال الشيخ، تألقت تحت اضاءة الأبيض والأسود التعبيرية المستلهمة من أسلوب الـ«فيلم نوار» الذي تعتمد على التباين بين النور والظل، خاصة في فيلم «الخائنة». هنا بدا جمالها كما لو كان مخلوقاً لمثل هذه الإضاءة التعبيرية. ويتأكد ذلك من خلال أفلام أخرى تحمل الأسلوب نفسه مثل «المستحيل» لحسين كمال. مع شادي عبد السلام الذي ظهرت معه في «المومياء» لدقائق معدودة تتوسط الفيلم، أخفت نادية لطفي جسدها ورأسها تحت عباءة سوداء وقرمزية، لا يبدو منها سوى عينيها ومقدمة وجهها: عيناها الغاويتان الهاربتان تترددان مثل صدى بصري لصورة قلادة عيني حورس الذهبية التي يسرقها شيوخ القبيلة من إحدى المومياوات بعد فصل رقبتها. «زينة»، الفتاة الصعيدية التي يمتهنها قواد وتاجر آثار وضيع، هي أيضاً كنز دنسته أيادي الرجال الأخساء مثلما دنست عيني حورس الذهبية. من اللافت أن نادية لطفي لم تظهر مع شاهين والشيخ سوى في فيلمين لكل منهما، إلى جانب الفيلم الوحيد لشادي عبد السلام. في المقابل، وصل عدد الأفلام التي شاركت فيها مع حسام الدين مصطفى إلى سبعة، ومع أحمد ضياء الدين إلى ستة، وأربعة مع كل من محمود ذو الفقار وحلمي حليم، وثلاثة مع كل من حسن الإمام وحسين كمال، ثم شاركت في فيلم أو اثنين مع عدد آخر من المخرجين.

تألّقت مع مخرجين أمثال يوسف شاهين، وكمال الشيخ وشادي عبد السلام

حسام الدين مصطفى رأى في جسدها الجميل وشخصيتها القوية إشكالية المرأة العربية كلها. من «النظارة السوداء» (إحسان عبد القدوس) إلى «قاع المدينة» و«على ورق سوليفان» (يوسف إدريس) مروراً بـ« السمان والخريف» (نجيب محفوظ)، لعبت نادية لطفي أطيافاً من تصورات الأدباء والمثقفين للمرأة الجديدة. وحين تضيف إلى هذه القائمة «لا تطفئ الشمس» (إحسان عبد القدوس) الذي أخرجه صلاح أبو سيف و«قصر الشوق» (محفوظ) الذي أخرجه حسن الإمام، و«أبي فوق الشجرة» (عبد القدوس) الذي أخرجه حسين كمال، وأعمالاً أخرى مأخوذة عن كتّاب من الصف الثاني مثل «المستحيل» لمصطفى محمود و«عدو المرأة» لمحمد التابعي و«غراميات مجنون» لأمينة السعيد... يمكن القول إجمالاً إنّ نادية لطفي هي أكثر ممثلة مصرية ظهرت في أفلام مأخوذة عن أعمال أدبية، أو كتبها أدباء مباشرة للسينما. أمر لا يرجع فقط إلى ثقافتها وميولها الشخصية، بل أيضاً إلى صورة نادية لطفي في عيون هؤلاء المخرجين والكتاب والجمهور عامة.

بالرغم من أن نادية لطفي لعبت أدواراً جريئة جداً بمقاييس السينما العربية، بخاصة في أفلام مثل «قصر الشوق»، و«قاع المدينة» و«أبي فوق الشجرة»، والثلاثة جسدت فيها شخصية العاهرة الأليفة لدى صناع السينما المصرية، إلا أنها ظلت في منأى عن هجمات المتطرفين وشتائم المراهقين التي نالت من معظم «نجمات الإثارة والإغراء». ولعل السبب هو شخصيتها القوية المثقفة التي كانت تنأى بها عن الابتذال والسطحية التي يتسم بها الوسط الفني والعاملون فيه عموماً.

 

####

 

وداعاً نادية لطفي

الأخبار

منذ قليل، أعلنت نقابة المهن التمثيلية وفاة النجمة المصرية نادية لطفي عن عمر 83 عاماً بعد صراع طويل مع المرض. يأتي ذلك بعدما كانت صحّة لطفي قد تدهورت في الفترة الأخيرة ووجودها في غرفة العناية.
رحلت بولا محمد مصطفى شفيق بعد أيّام من وداع صديقتها ماجدة الصباحي. إسمان طبعا مرحلة أساسية من تاريخ الشاشة والفن العربيين في الزمن الجميل
.

ولدت صاحبة الجمال الساحر في حي عابدين في القاهرة، وحصلت على دبلوم المدرسة الألمانية في مصر عام 1955، قبل أن يكتشفها المخرج رمسيس نجيب ويقدّمها للسينما، ويختار لها الاسم الفني نادية لطفي الذي اقتبسه من شخصية فاتن حمامة «نادية» في فيلم «لا أنام» للكاتب إحسان عبد القدوس. شكلت ثنائية جميلة مع مواطنتها سعاد حسني وشاركتا معاً في مجموعة من الأفلام، كما اشتهرت بمواقفها الداعمة للشعبين الفلسطيني واللبناني.

شكّلت ثنائيات لافتة في السينما المصرية لاسيّما مع عبد الحليم حافظ الذي غنّى لها «جانا الهوا» في فيلم «أبي فوق الشجرة» (1969 ــ إخراج حسين كمال).

من بين أفلامها نذكر: «النظارة السوداء» (1963 ــ إخراج حسام الدين مصطفى)، «قاضي الغرام» (1962 ــ إخراج حسن الصيفي)، «الناصر صلاح الدين» (1963 ــ إخراج يوسف شاهين)، «ثورة البنات» (1964 ــ إخراج كمال عطية)، «الخطايا» (1962 ــ إخراج حسن الإمام)....

تزوّجت في حياتها ثلاث مرات، الأولى كانت عند بلوغها العشرين من ابن الجيران الضابط البحري عادل البشاري ووالد ابنها الوحيد أحمد الذي تخرج من كلية التجارة ويعمل في مجال المصارف، والثانية من المهندس إبراهيم صادق شفيق، وكان هذا في أوائل السبعينيات ويعتبر أطول زيجاتها، والثالثة من محمد صبري.

 

الأخبار اللبنانية في

05.02.2020

 
 
 
 
 

الموت «يطفئ شمس» نادية لطفي

رحلت عن عمر ناهز 83 سنة بعد صراع مع المرض

القاهرة: منى أبو النصر

غيّب الموت، أمس، الفنانة المصرية نادية لطفي عن عمر يناهز 83 سنة، بعد صراع مع المرض، ونعت نقابة المهن التمثيلية والدكتورة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة المصرية، الفنانة نادية لطفي، وقالت في بيان صحافي أمس، إن «الراحلة تربعت على عرش السينما العربية باعتبارها علامة بارزة صنعت جزءاً من تاريخ هذا الفن، وكانت كلمة السر لنجاح نخبة من أعظم الأعمال الخالدة»، مشيرة إلى أنّ «مسيرتها الطويلة تميزت بالنضال والوطنية والبطولة إلى جانب الإبداع الفني».

اسم نادية لطفي ارتبط في الذاكرة العربية بالوجه الحالم، والجمال الخاص، والحضور الطاغي، فهي «لويزا» الطيبة في «الناصر صلاح الدين»، و«شهيرة» الحبيبة القوية في «لا تطفئ الشمس»، و«أحلام» البنت الرزينة في «السبع بنات»، و«مادي» المُتخبطة في الحياة في «النظارة السوداء»، لتحقق عبر مشوارها الفني الطويل علامات درامية مميزة، من خلال 75 عملاً تركت بها أثراً لم يخفت عبر السنين.

وُلدت نادية لطفي، في 3 يناير (كانون الثاني) عام 1937 في حي عابدين بالقاهرة، لأب وأم مصريين، اسمها الحقيقي بولا محمد مصطفى، ووراء اسمها الحقيقي قصة، وهي أن والدتها عانت كثيراً خلال ولادتها، وفي المستشفى التقت ممرضة تُدعى بولا، لازمتها طيلة فترة ولادتها الصعبة، فقررت والدتها «فاطمة» أن تُطلق على ابنتها اسم بولا محبة بتلك الممرضة. إلّا أنّ اسم «بولا» لم يُرافقها إلى عالم السينما، فقرر مُكتشفها المخرج المصري رمسيس نجيب أن يُطلق عيلها اسم نادية لطفي، وهو اسم الشخصية التي لعبت الراحلة فاتن حمامة دورها في فيلم «لا أنام»، وحسبما جاء في سيرتها، فقد كانت نادية لطفي مُرتبطة بشكل كبير بالراحلة فاتن حمامة وكانت من أشد معجبيها، وكانت حريصة قبل دخولها الوسط الفني على حضور جميع أفلام فاتن حمامة في السينما.

حصلت نادية لطفي على دبلوم المدرسة الألمانية في مصر عام 1955، ودخلت عالم السينما عبر سلسلة من الأفلام الشهيرة، كان أولها فيلم «سلطان» مع الراحل فريد شوقي، ثم توالت الأعمال على مدار أكثر من 30 عاماً من بينها فيلم «أبداً لن أعود»، و«رحلة داخل امرأة»، و«قصر الشوق»، و«وسقطت في بحر العسل»، و«الإخوة الأعداء»، و«المومياء»، و«أبي فوق الشجرة»، و«للرجال فقط» و«الباحثة عن الحب»، و«كانت أيام»، و«بين القصرين» و«السمان والخريف»، وغيرها، بالإضافة إلى عمل مسرحي واحد وهو «بمبة كشر»، وعمل تلفزيوني واحد وهو «ناس ولاد ناس» الذي توقفت بعده عن التمثيل مكتفية بنشاطاتها العامة والاجتماعية.

ورغم ابتعادها عن الفن، فإنّها لم تنسحب من الظهور في الحياة العامة، وفضلت الظهور على سجيتها سواء في الحديث، أو حتى في هيئتها بعد أن تقدم بها العمر فلم تلجأ لعمليات التجميل، وكانت لا ترفض التصوير وإجراء الحوارات معها حتى وهي في آخر فترات حياتها بالمستشفى، وكانت الفنانة الراحلة حريصة على خلق علاقة وديّة مع جمهورها حتى وهي في أوج نجوميتها، حتى إنّها في لقاء مع الإعلامي الراحل وجدي قنديل عام 1964 عبر برنامج «لقاء المشاهير»، قالت إنها تتلقى في اليوم الواحد عشرات الرسائل من دول العالم العربي، وإنّها تحرص قدر ما تستطيع على الإجابة عنها بنفسها بخط يدها، وفي سنوات حياتها الأخيرة حيث كانت تُقيم أغلب الوقت في غرفة بمستشفى كانت تستقبل الزائرين وتلتقط معهم الصور، وكان يشع من طلتها وهيئتها حُب وإقبال كبيرين على الحياة، حتى إنّ غرفتها كانت تغمرها الورود التي كانت لا تنقطع من زيارات محبيها.

تقول الناقدة الفنية صفاء الليثي لـ«الشرق الأوسط»: إنّ «رحيل نادية لطفي هو فقْد جديد لجيل من أجمل الأجيال التي عرفتها السينما المصرية، وهو الجيل الذهبي، فقد لحقت بماجدة الصباحي ومن قبلهما سعاد حسني وفاتن حمامة وشادية». وأضافت: «كان الثنائي الفني الذي جمع بين نادية لطفي وسعاد حسني من أجمل ثنائيات السينما، أذكر مثلا فيلم (للرجال فقط)، ولا أنسى أن نادية لطفي كانت من أشد الناعين لسعاد حسني في وفاتها، وهذا كان من ملامح نادية لطفي الإنسانية، فقد كانت شديدة التعاطف مع كل زملائها، كانت إنسانة كبيرة كما كانت فنانة كبيرة، وبسيطة، ولها انحيازات وطنية كما كانت تعلن دوماً عن دعمها للقضية الفلسطينية». وتضيف الناقدة الفنية أنّه «على الرغم من جمالها الفاتن فقد استطاعت نادية لطفي أن تظهر في أدوار مختلفة ما بين الفتاة الرقيقة والمشاغبة كما في (النظارة السوداء)، وكذلك ظهرت في مشهد صامت محوري في فيلم (المومياء)، إنتاج عام 1969 للراحل شادي عبد السلام، ورغم نجوميتها الكبيرة في هذا الوقت فإنّها وافقت على هذا الظهور الصامت، نظراً لأنّها كانت فنانة مثقفة جداً وتعي أهمية مشروع شادي عبد السلام جيداً».

وتتذكر الليثي اختيار الناقد السينمائي المصري الراحل سمير فريد، تكريم نادية لطفي في مهرجان القاهرة السينمائي في دورته الـ36 عام 2014، ولم تتمكن وقتها نادية من الحضور وظهرت في مقطع فيديو مؤثر ألقت فيه كلمة مسجلة عبّرت فيها عن سعادتها البالغة بهذا التكريم عن مشوارها الفني، وقد ظهر مُلصق هذه الدورة من مهرجان القاهرة السينمائي وهو يحمل عيون الفنانة الراحلة نادية لطفي.

كما ظهرت نادية لطفي في مقطع فيديو أخير بعد رحيل الفنانة ماجدة الصباحي، في 16 يناير الماضي، نعتها فيه مُعربة عن صدمتها وحزنها الشديد لرحيل ماجدة، مُشيدة بروحها الجميلة وعلاقتها الطيبة بزملائها.

وعُرف عن الفنانة نادية لطفي مساهمتها في أعمال وطنية خلال حرب الاستنزاف وحرب السادس من أكتوبر (تشرين الأول) عام 1973، حيث كان لها إسهام تطوعي في تقديم الرعاية للجرحى من الجنود المصريين آنذاك، وكذلك زيارتها الشهيرة إلى لبنان أيام حصار الجيش الإسرائيلي في 1982 لبيروت، التي ساندت بها المقاومة، وتحدثت في أكثر من لقاء عن جرائم الجيش الإسرائيلي.

رافق مسيرة نادية لطفي كثير من الروايات، أشهرها أن والدتها بولندية، وقد شجع على رواج هذه الرواية ملامحها الأقرب للملامح الأوروبية وإتقانها للغات الأجنبية، وتزوجت نادية لطفي ثلاث مرات، وأنجبت من زوجها الأول ابنها الوحيد أحمد.

وقد حصلت الراحلة نادية لطفي على الدكتوراه الفخرية من أكاديمية الفنون المصرية عام 2017 باعتبارها رمزاً وعلامة مضيئة في تاريخ الفن المصري والعربي، وقد ظهرت نادية لطفي في هذا الوقت ترتدي قبعة الدكتوراه وهي على كرسي متحرك في مستشفى المعادي العسكري، وهو الحدث الذي حرص عدد من الفنانين من أجيال مختلفة على مشاركتها إياه والاحتفال بها.

وكانت الراحلة تقيم في غرفتها بالمستشفى في الفترة الأخيرة بشكل كامل قبل تدهور صحتها، حيث دخلت قبل رحيلها في حالة غيبوبة نُقلت على أثرها إلى العناية المركزة، وأُعلن وقتها أنها تعيش «لحظات حرجة».

 

####

 

رحيل نادية لطفي... «لويزا» السينما المصرية

تركت علامات مميزة خلال مشوارها الفني الطويل

القاهرة: منى أبو النصر

غيّب الموت، أمس، الفنانة المصرية نادية لطفي، التي ارتبط اسمها في الذاكرة العربية بـالوجه الحالم، والجمال الخاص، والحضور الطاغي؛ فهي «لويزا» الطيبة في «الناصر صلاح الدين»، و«شهيرة» الحبيبة القوية في «لا تطفئ الشمس»، و«أحلام» البنت الرزينة في «السبع بنات»، و«مادي» المُتخبطة في الحياة في «النظارة السوداء».

وحققت لطفي عبر مشوارها الفني الطويل علامات درامية مميزة، من خلال 75 عملاً تركت بها أثراً لم يخفت عبر السنين.

وُلدت نادية لطفي (بولا محمد مصطفى) في 3 يناير (كانون الثاني) عام 1937 في حي عابدين بالقاهرة، لأب وأم مصريين، واكتشفها المخرج المصري رمسيس نجيب وأطلق عليها اسم نادية لطفي، التي عُرفت به في أفلام «أبداً لن أعود»، و«رحلة داخل امرأة»، و«قصر الشوق»، و«وسقطت في بحر العسل»، و«الإخوة الأعداء»، و«المومياء»، و«أبي فوق الشجرة»، و«للرجال فقط» و«الباحثة عن الحب»، و«كانت أيام»، و«بين القصرين» و«السمان والخريف»، وغيرها من الأعمال المميزة.

 

الشرق الأوسط في

05.02.2020

 
 
 
 
 

محبّو نادية لطفي وزملاؤها في وداعها الأخير

القاهرة ــ مروة عبد الفضيل

انتهت قبل قليل مراسم جنازة الفنانة المصرية نادية لطفي من "مسجد مستشفى المعادي العسكري"، ومن المقرر أن يقام العزاء مساء غد الخميس في "مسجد الشرطة"، في "مدينة الشيخ زايد". 

حضر الجنازة التي قادها نجلها المهندس أحمد البشاري، الفنانون أشرف زكي وليلى علوي وإلهام شاهين وفيفي عبده وسمير صبري وعبد العزيز مخيون ودلال عبد العزيز وميرفت أمين، وعدد كبير من محبي الفنانة الراحلة التي تركت بصمتها في السينما المصرية.

وكانت لطفي قد توفيت يوم أمس الثلاثاء، عن عمر 83 عاماً.

الجدير بالذكر أن الفنانة نادية لطفي ابتعدت عن ساحة الفن منذ أكثر من 25 عاماً، وكان آخر عمل لها مسلسل "ولاد ناس" الذي عُرض عام 1993، وهو من بطولتها بجوار الفنانين الراحلين كرم مطاوع وعبد المنعم مدبولي، ومن إخراج عادل صادق.

رحيل نادية لطفي: المشهد الأخير

القاهرة ــ العربي الجديد

عن 83 عاماً رحلت النجمة المصرية المعتزلة نادية لطفي، تاركة خلفها مسيرة حافلة بالأدوار السينمائية الناجحة التي قدمتها أمام نجوم كبار، وبإدارة أبرز المخرجين المصريين. كذلك تميّزت بالمواقف السياسية الشجاعة، أبرزها زيارتها إلى بيروت في أثناء الحصار الإسرائيلي للعاصمة اللبنانية عام 1982، إضافة لوقوفها إلى جانب أسر المعتقلين السياسيين في مصر، حتى أطلق عليها الشاعر زين العابدين فؤاد لقب "أم المعتقلين".

 

العربي الجديد اللندنية في

04.02.2020

 
 
 
 
 

طارق الشناوي عن نادية لطفي: "حسن الإمام استقبلها بمزيكا حسب الله"

كتبت- منال الجيوشي:

رحلت عن عالمنا أمس الثلاثاء، النجمة الكبيرة نادية لطفي، بعد صراع مع المرض، عن عمر يناهز 83 عاما.

النجمة الراحلة قال عنها الناقد طارق الشناوي، في تصريح خاص لمصراوي، إن لها مواقف وطنية كبيرة سواء في مصر أو على مستوى العالم العربي.

وتابع: "نادية لطفي كرمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن، بوسام منحه لها وهي ترقد بمستشفى المعادي العسكري".

وأوضح أنها كانت متواجدة في المستشفيات وتطوعت لتمريض الجرحى عام 1967، وكذلك فعلت في حرب أكتوبر 1973.

واستكمل: "في آخر سنوات عمرها، كانت نزيلة بمستشفى المعادي، وكانت تذهب للمرضى تدعمهم وتؤازرهم وترفع من روحهم المعنوية، فالمريضة تحولت طبيبة لأرواح المرضى".

وأشار الناقد الكبير لأن الفنانة الراحلة حولت المستشفى إلى منصة للحياة، حتى أنها أقامت عيد ميلاد للفنان جورج سيدهم منذ حوالي عام ونصف العام، وأصرت على أن تحتفل به في المستشفى.

وأضاف: "كانت تطلب مني عمل ندوات داخل المستشفى، وكانت تتمنى عمل لقاءات فنية مع الكثير من الفنانين داخل المستشفى".

وأوضح أن علاقة طيبة كانت تجمعها بكل المخرجين الذين تعاملت معهم، لعل أبرزهم حسين كمال وشادي عبدالسلام وحسن الإمام.

واختتم حديثه قائلا: "بعد ما خلصت نادية مشاهدها في فيلم قصر الشوق، واللي قدمت فيه شخصية زوبة العالمة، حب إنه يودعها، فجاب لها مزيكة حسب الله والموقف ده هي ماكنتش بتنساه".

 

####

 

الفنانون يشيعون جثمان نادية لطفي من مسجد مستشفى المعادي

كتبت- منال الجيوشي:

شيع العشرات، منذ قليل، جنازة الفنانة الراحلة نادية لطفي من مسجد مستشفى المعادي العسكري عقب أداء صلاة الجنازة عليها.

وتوجهت أسرة الفنانة الراحلة إلى مقابر الأسرة لدفنها مع عدد من الحضور من بينهم نقيب المهن التمثيلية الفنان أشرف زكي، والفنانة دلال عبدالعزيز، والفنانة فيفي عبده، والإعلامي وائل الإبراشي.

كما حضرت الفنانة ميرفت أمين، وغادة نافع، وبوسي، والإعلامية بوسي شلبي، وخالد عبدالجليل، رئيس الرقابة على المصنفات الفنية.

يذكر أن نادية لطفي، رحلت عن عالمنا أمس الثلاثاء بعد صراع مع المرض عن عمر ناهز 83 عامًا.

النجمة الراحلة من مواليد 3 يناير 1937، وتعتبر من أهم النجمات في تاريخ السينما المصرية، إذ قدمت عددا من الأعمال الهامة أبرزها "أبي فوق الشجرة"، "الناصر صلاح الدين"، "النظارة السوداء"، وغيرها.

 

موقع "مصراوي" في

05.02.2020

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004