كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

المكرمون في العين السينمائي: “البعض لا يكترث للكوميديا في المهرجانات”

نجوم فيلم سنموت في العشرين يتحدثون عن غرائب العقائد وظروف تصويره

طارق البحار:

مهرجان العين السينمائي

الدورة الثانية

   
 
 
 
 
 
 

سلط المخرج السوداني أمجد أبو العلاء الضوء، من خلال فيلمه الروائي الطويل الأول في مسيرته ستموت في العشرين على الأجواء الفلكلورية والصوفية وبعض العادات الغريبة التي البعض يمارسها ونقد العادات والتقاليد والأفكار الضحلة والمسلم بها التي توارثها المجتمع السوداني، وكشف كذب ومكر ودجل بعض كبار السن الذين يدعون قدسيتهم وفقهم بالدين الإسلامي وكشف العوالم الخفية بالصوفية في فيلم عرض في انطلاقة مهرجان العين السينمائي الذي قدم نجوم الفيلم في لقاء خاص مع الصحافة بمشاركة ابطال الفيلم، إسلام مبارك والتي لعبت دور الأم (سكينة) ومصطفى عبدالكريم بحضور المدير الفني للمهرجان هاني الشيباني.

واكدت الفنانة السودانية إسلام مبارك بأن الفيلم يعتبر نقلة حقيقية للسينما السودانية، مشيرة إلى الجهد الكبير الذي بذل في تصوير الفيلم بمعدات وأدوات هائلة ومتطورة كان أيضا كلمة السر في نجاحه مع الظروف الصعبة التي كانت تلاحق الفيلم من ارهاب وتهديد وبالطبع صعوبات التصوير في السودان، بالمقابل، ألمحت مبارك إلى أن ستموت في العشرين ناقش بشكل واضح قضية الصوفية وعكس العديد من السلبيات والخفايا التي تصاحبها، مبينة أن تناول الصوفية لم يكن لإثارة الجدل أو الاستعداء، بل لعكس الوجه الحقيقي لما يحدث هناك، كما أضافت أنها سعيدة جداً بالتواجد في الفيلم الذي وصفته بـ(المختلف). وقالت مبارك إنها كانت تدرك أن الفيلم سينجح ولكنها تفاجأت أن نجاحه كان كاسحاً حيث الى يومنا هذا يحصد العديد من الحوائط والتقدير ولم يعرض بعد في الخرطوم، وأثنت على ابداع المخرج امجد ابو العلا والذي أكدت أنه مخرج مبدع وصاحب رؤية ثاقبة.

وكشفت إسلام أن الصدفة كان لها دور أساسي في اختيارها للدور حيث ذهبت إلى المسرح فوجدت مجموعة من الأشخاص يقومون باختبار أداء المرشحين للعب أدوار بالفيلم الامر الذي أثار إعجابها لحداثة هذه التجربة في السودان فقالت شعرت أن مشاركتي سوف تضيف الكثير لمسيرتي الفنية من خلال مخرج سوداني له تجارب خارجية.

من جانبه قال طبيب العيون الفنان مصطفى عبدالكريم الذي جسده شخصية “مزمل” ان ذلك لم يكن سهل لأن الشخصية تصارع الحياة في داخلها، وأوضح مصطفى أن اختياره للشخصية كان عن طريق الصدفة التي كانت تلعب محور تغيير في حياته حيث أخبره أحد أصدقائه أن هناك اختبار للأداء لفيلم لمخرج عالمي آتى إلى السودان الأمر الذي شجعه على خوض التجربة مما دفعه إلى إبراز كل ما عنده ليتم اختياره، وبعد التدريب تعلم كيفية التدقيق في قراءة النصوص واكتشاف ما في داخلها من أشياء يمكن من خلالها أن يجيد الدور المطلوب مبيناً أن ما يميز تجربته أن فريق العمل كان من خارج السودان الأمر الذي يشكل إضافة إلى خبرته كممثل في مشواره حيث إنها التجربة أولى مع بعض المحاولات “اسكتشات” بسيطة.

تكريم

وعقد المهرجان بعد ذلك جلسة حوار مع المكرمين في دورته الثانية والذين تم تكريمهم في الافتتاح، حيث حضر كلا من الفنانين احمد بدير، وطارق العلي، وخليل الرميثي بوجود رئيس المهرجان عامر سالمين المري ومدير المهرجان هاني الشيباني والضيوف والصحافة وعدد من الفنانين أمثال خالد الرويعي وأمين الصايغ وغيرهم.

وشكر المكرمون على مبادرة المهرجان في اختيار فن الكوميديا هذا العام في اختياراته حيث اكد المري بأن المهرجان منذ انطلاقة له خط في الاهتمام بالفن والفنانين المتميزين الخليجيين والعرب في المقام الأول بعيدا عن البهرجة، فهو تكريم للفن، وشكر الفنان خليل الرميثي في سؤال للبلاد عن أهمية تكريم الفنان الراحل علي الغرير كأول تكريم له في الخليج واعتبر ان ذلك بمثابة شكر خاص له ولمشواره وسط اهله، وقال : “كان من الصعب علي الحضور إلى المهرجان لاستلام جائزة رفيق دربي، وأقرب شخص لي سواء من الناحية الشخصية أو الفنية، فكان شعوراً مؤثراً ومحزناً لي عندما تحدثت معي إدارة المهرجان حول هذا الأمر، لاسيما أنه لم يمر على وفاته سوى أيام، لكني شعرت أن تكريمه سيكون بمثابة لمسة وفاء له، وعلى عمل فني قدمه خلال مسيرته التي امتدت نحو 30 عاماً، ورسم من خلالها السعادة والبهجة على وجوه المشاهدين”.

وقال الفنان الكويتي بأن بعض المهرجان للاسف لا تهتم للفنان الخليحي مطلقا وسط إبهار كبير بالفنانين الأجانب او ان بعضها تأخذ الموضوع كإعلان للمهرجان بانهم استضافوا الاسماء المهمة من هوليوود! وقال الفنان المصري الكبير احمد بدير بانه سعيد جدا بتواجده في هذا المهرجان الصغير في عمره والكبير في تفاصيله، وثمن حرص المهرجان على تكريمه كفنان كوميدي لان للاسف نجوم الكوميديا بعيدين عن هذه التكريمات ولا يختارونهم في الأحداث السينمائية ولا التكريم.

وتم عرض عدد من الافلام في اليوم الأول من المهرجان حيث شاهد الجمهور عدد كبير من الافلام الخليجية القصيرة المشاركة في المسابقات مثل من البحرين قاسم حداد هزيع الباب والمنطقة الرمادية، الى جانب من الافلام الطويلة مثل شارع حيفا وفيلم ان شئت كما في السماء وغيرها من الافلام.

 

البلاد البحرينية في

24.01.2020

 
 
 
 
 

​فريد رمضان: الدراما التلفزيونية لا تستطيع نقل الرسائل مثل السينما

السينما الخليجية بين الواقع والطموح في “العين السينمائي”

طارق البحار:

قال رئيس مهرجان العين السينمائي عامر سالمين المري في ندوة خاصة عن مشكلات السينما بالمنطقة بعنوان “السينما الخليجية بين الواقع والطموح” إن هناك ضرورة تحقيق معادلة الجمع بين تنفيذ أفلام فنية وتجارية في الوقت ذاته، تحقق النجاح الجماهيري؛ لأن ذلك الأمر سيؤثر على صناعة السينما في الخليج والإمارات بالتحديد وحضورها في المهرجانات المختلفة، إلى جانب مطالبات بوجود مؤسسات ومعاهد أكاديمية سينمائية تدعم جيل المستقبل من الفنانين المحترفين في صناعة السينما، فلم تعد هذه الأفلام الفنية موجهة للنخبة فقط، إنما تم تنفيذها بطابع مختلف تحقق المشاركات في المهرجانات وحصد جوائز، وفي الوقت نفسه تحقق النجاح الجماهيري لدى عشاقها في كل مكان.

- وأكد المنتج السيناريست البحريني فريد رمضان بأن السينما الخليجية صعبة الفهم، فكل مرة أدخل فيها إلى قاعة السينما كي أرى ما أتمنى، لكني أخرج أكثر إحباطا، مؤكدا أن السينما تمثل خطابا ثقافيا مهما، وأن من يتملك السينما يمتلك الصورة وقوة تأثيرها على الآخر، مشيرا إلى أن السينما تعد قوة عظيمة وخطيرة، ففي مصر وتونس تمت مواجهة تحديات فوضى الخريف العربي عن طريق السينما، فالدولة تكون أقوى دائما بالسينما والفن، وأن المشكلة الكبيرة لا يحتملها السينمائي الموجود؛ لأنه اصطدم بالواقع اليائس؛ بسبب أن هناك مسؤولين لا يعطون السينما حقها للأسف.

موضوع السينما الخليجية موضوع خطير جدا بالنسبة لي؛ لأن الدور الأساس ينبع من دور الدولة في تأسيس معاهد سينمائية ونشر الخطاب السينمائي بين المجتمع، فإذا أنت تريد أن تنقل ما عندك من ثقافة وتاريخ للعالم، يجب أولا أن تقدمها عن طريق السينما، ويجب أن تنحاز إلى السينما دائما بسحرها وقوتها وتآثيرها، ويجب على السينما أن تعكس ثقافتها خصوصا مع الطفرة الحالية بالخليج.

مشكلتنا في الدراما التلفزيونية، بأنها فقط للخليج وليست موجهة إلى لبنان أو العراق، فهي أبدا لا تحل مكان السينما أبدا، بالرغم من فكر البعض، ولا أعتبر التلفزيون هو وسيلة مخاطبة عكس السينما.

- وقال رئيس مهرجان عُمان السينمائي قاسم السليمي بأن تختلف السينما الخليجية عن السينما العربية في أنها ليست جماهيرية، إلى جانب أن الجمهور الخليجي أنفسهم لم يعتد دخول السينما في السابق، لكن حاليا بدأ الحراك السينمائي في المنطقة يخطو خطوة تلو الأخرى، لكن لا يزال الجمهور يحتاج وقتا؛ لكي يعتاد على سينما الخليج، ومن أهم المبادرات في سلطنة عمان هو استقطاب المنتجين للتصوير فيها؛ نظرًا للمناطق المثيرة للتصوير عندنا، وأضاف قاسم بأن هموم السينما الخليجية مشتركة، ويجب أن نتعاون في حلها؛ لان الهدف واحد. وأكد أن المهرجانات السينمائية تقدم مسابقات مختلقة لتأهيل صناع السينما الشباب وتحفيزهم على صناعة أفلام قصيرة وطويلة، ولكن يجب على الجهات المعنية بالفن مساعدتهم بشكل أكبر من خلال إنشاء مراكز ومعاهد سينمائية متخصصة، تسهم في تطويرهم في مجالات مختلفة.

- وفي مداخاته، قال الناقد السينمائي عماد النويري إنه ألَّف العديد من الكتب التي تتناول القضية، منذ مهرجان البحرين السينمائي منذ 20 عاما، وقال إن أبرز صعوبات السينما بالخليج هي ثلاث: “الصناعة والفن والتجارة”، ووجد أنه بالنسبة للصناعة في دول الخليج ضعيفة بسبب عدم وجود أماكن تصلح للتصوير واستديوهات غير مجهزة، أما الفن الذي يتمحور في الفكر والمحتوى، فهو يتعرض للتحجيم بسبب الرقابة، ويأتي العنصر الأخير وهو التجارة، وهي مرتبطة في عالم السينما بالتوزيع، وهو الإشكالية الأهم والمشكلة الرئيسة في السينما الخليجية، خصوصا أن الفيلم الخليجي يعاني توزيعه محليا وخارجيا وسط احتلال السوشال ميديا اليوم التي ساعدت صناع السينما على تنفيذ أفلام تعبر عن أفكارهم وإبداعاتهم بحرية بعيدا عن مقص الرقابة.

- وعلق الفنان طارق العلي قائلا نحن كفنانين ننتقد كل الأوضاع، لكن أتمنى أن يتركنا السياسيون ويعطونا حرية الفكر، وأطالب بابتعاد الحكومة والتيارات الدينية عن الفن، فللأسف بعض المسؤولين عندنا عندما ندعوهم لمشاهدة مسرحياتنا يرسلون أولادهم فقط، أما هم، فلا يحضرون، فالنظرة إلى الفن لدينا أنه كلام لا معنى له، الموضوع اليوم هو أشبه بالإعلان الجيد عن المنتج، ونحن للأسف تفتقد ذلك في منطقتنا، فلا توجد عندنا هذه السياسة بالرغم من توافر كل المقومات، لكن فكرة صناعة النجم مثلا، ووضع أشخاص ليس لهم أي باع فني أو سينمائي يبعدنا عن التقدم”.

وأوضح العلي أن السينما الخليجية في حراك دائم ونتاجاتها أصبحت تحقق حضورها الفني الذي نفتخر به، لكنه شدد في الوقت نفسه في حاجة الشباب إلى الدعم والتسويق الجيد للأعمال السينمائية الخليجية. وأكد: “لدينا الطاقات والمؤهلات والإمكانات التي تساعد السينما الخليجية؛ لكي تكون منافسا قويا للأعمال العربية وكذلك الأجنبية الأخرى، ولكن ما ينقصنا هو التسويق الجيد والبحث عن رعاة لدعم المنتجين ماليا وتخلف بعض الذين يجلسون في كراسي اتخاذ القرارات السينمائية”. 

- وأوضح عميد المعهد العالي للسينما في القاهرة حسن التوني أن صناعة الافلام نفسها تحتاج فنانين مؤهلين يتمتعون بالحرفية، فإذا أراد صانع العمل الوصول بفيلمه إلى مهرجان، يجب عليه التركيز على المحلية والأعمال الإنسانية؛ لأنها الأقرب جماهيريا، وطلب إلى كل مهتم أن يتعلم الأساسيات أولا ومن ثم التحدث عن صناعة سينما التي اليوم أصبحت سهلة الإنتاج مع كل التقنيات الموجودة عند الشباب، فالصورة هي القوة التي لا نستطيع تقديمها بقوة.

 

البلاد البحرينية في

25.01.2020

 
 
 
 
 

طالبوا بمؤسّسات أكاديمية لتعليم صناعة فيلم جيد

سينمائيون بـ «مهرجان العين»: هـل تختفي دور العرض في السنوات المقبلة

المصدر: إيناس محيسن - أبوظبي

التقنيات الحديثة سلاح ذو حدين يهدد استمرار صناعة السينما بشكلها التقليدي.

- الوصول إلى المهرجانات العالمية يتطلب أن يتسم الفيلم بالمحلية.

طالب سينمائيون ومتخصصون في السينما الخليجية بإنشاء مؤسسات أكاديمية في الخليج لإعداد جيل من صنّاع السينما الذين يجمعون بين الفكر والفن وحرفة صناعة فيلم جيد، ومركز سينمائي خليجي لدعم محاولات تأسيس صناعة أفلام في المنطقة، محذرين من التطور الكبير الذي شهدته التقنيات الحديثة التي أصبحت سلاحاً ذا حدين في صناعة الأفلام يهدد استمرار صناعة السينما بشكلها التقليدي، كما شددوا على أهمية تحقيق معادلة الجمع بين الجانبين الفني والتجاري في الأفلام التي يتم تقديمها.

ولفت مدير مهرجان العين السينمائي، عامر المري، إلى أن تحقيق التوازن بين الجانبين الفني والتجاري في الأفلام التي يتم تقديمها يمثل توجهاً يسعى المهرجان إلى ترسيخه لدى صناع الأفلام، مشدداً خلال الجلسة الحوارية التي تم تنظيمها أمس ضمن فعاليات مهرجان العين السينمائي تحت عنوان «السينما الخليجية: الواقع والطموح» على تأثير الأفلام في تشكيل الوعي الوطني والمجتمعي، والتعبير عن قضايا المجتمع والدولة، ضارباً مثلاً بالفيلم المصري «الممر» الذي عرض أخيراً، حول بطولات الجيش المصري في حرب أكتوبر 1973، واستطاع أن يوحد المصريين ويبث في نفوسهم روح الفخر والانتماء.

سلاح ذو حدين

من جانبه؛ حذر الناقد والمحلل السينمائي د.عماد نويري من تعاظم دور وسائل التواصل الاجتماعي والتقنيات الحديثة في صناعة الأفلام، وكذلك عرضها، حيث سيصبح الهاتف المحمول وسيلة للعرض بما يهدد استمرار دور العرض السينمائي التقليدية، متوقعاً أن تتراجع أهمية دور العرض كثيراً في السنوات الخمس المقبلة، كما سيتيح الهاتف المحمول فرصة إنتاج أفلام لكل من يرغب في ذلك. كما توقع أيضاً أن يصبح دور الرقابة على الأعمال الفنية من أحافير الماضي خلال السنوات العشر المقبلة. وأوضح أن السينما تعتمد على ثلاثة عناصر، الأول هو الصناعة ويختص بتوافر أماكن التصوير والاستديوهات، والثاني يتمثل في الفن ويقصد به المحتوى الذي يتم تقديمه في العمل، أما العنصر الثالث فيتمثل في التجارة، أي التوزيع والتسويق للفيلم، ولابد أن تكون هناك سياسة عامة تنظم تسويق الأفلام الخليجية داخل المنطقة وخارجها، لافتاً إلى أن الساحة خلال العشرين سنة الأخيرة شهدت تطورات كثيرة وأصبحت هناك طموحات وأفكار كبيرة لدى صناع الأفلام في الخليج، كما تراجعت مشكلات مثل التسويق بعد أن أصبحت تطبيقات كاليوتيوب وسيلة سهلة لعرض الإنتاج الفني، وكذلك مشكلة اللهجة الخليجية التي لم تعد عائقاً رئيساً أمام تسويق الأعمال الخليجية مثل الماضي.

صوّر فيلمك في عُمان

من جهته، دعا رئيس مهرجان مسقط السينمائي، قاسم السليمي، إلى تأسيس مركز سينمائي متخصص في الخليج يعمل على تطوير مهارات الشباب ودعمهم لتقديم أعمال جيدة. كما كشف عن استراتيجية جديدة تتبعها سلطنة عمان خلال الفترة المقبلة تحت عنوان «اصنع فيلمك في عُمان»، وتهدف إلى فتح المجال أمام المنتجين من مختلف انحاء العالم لتصوير أفلامهم في السلطنة، والاستفادة ممّا تتمتع به من تنوع كبير في التضاريس الطبيعية والمواقع التاريخية والسياحية، لافتاً إلى تعاون وزارات السياحة والإعلام والفنون لتنظيم تنفيذ هذه الاستراتيجية، التي ستفتح مجالاً امام الشباب في عمان للعمل في هذا المجال واكتساب خبرات.

وأشار عميد المعهد العالي للسينما في القاهرة، د. محسن التوني، الى أن صناعة السينما تجمع بين الفن والحرفة، وأن دخول الوسيط الرقمي مجال صناعة الأفلام بدلاً من الوسيط التقليدي المتمثل في شريط السينما يمثل سلاحاً ذا حدين، فبينما ذلل عوائق تنفيذ فيلم أمام الشباب، أتاح أيضاً إمكانية تنفيذ فيلم لمن لا يمتلك الوعي بأهمية السينما.

وأكد التوني أن الوصول إلى المهرجانات العالمية يتطلب أن يتسم الفيلم بالمحلية، ويعبر عن موضوعات إنسانية تعكس الواقع المحلي لصانع الفيلم. كما رفض التوقعات باختفاء دور العرض السينمائي في ظل التطور التقني، معتبراً أن شاشة العرض السينمائي تمتلك سحراً خاصاً، وتوفر للمشاهد تجربة إنسانية لا يمكن استبدالها بالمشاهدة المنزلية.

وأعرب عن أمله في أن تكون هناك دراسة سينمائية في الخليج تسهم في تخريج جيل أكاديمي يمتلك الوعي.

«قوة السينما»

أكّد المنتج والسيناريست البحريني فريد رمضان أهمية السينما كوسيلة لخطاب العالم، مؤكداً ان من يمتلك إنتاجاً سينمائياً يمتلك قوة الصورة وتأثيرها على الآخر، ويمتلك القدرة على تقديم تجربته وثقافته وتاريخه وتراثه للعالم، لافتاً إلى أن الربيع العربي الذي شهدته المنطقة أثبت أن الدول التي تمتلك تاريخاً سينمائياً، تمتلك أيضاً القدرة على مواجهة التحديات والتماسك في مواجهة الأحداث، كما في مصر وتونس، فالسينما خطاب ثقافي مهم وله دور خطير، ولذلك على دول الخليج دعمه ورعايته.

 

الإمارات اليوم في

25.01.2020

 
 
 
 
 

على هامش «العين السينمائي».. «روشتة» علاج لأوجاع السينما الخليجية

تامر عبد الحميد (أبوظبي)

«أوجاع السينما الخليجية».. قضية ناقشها سينمائيون خليجيون في اليوم الثالث من الدورة الثانية في مهرجان «العين السينمائي»، في جلسة حوارية بعنوان «السينما الخليجية بين الواقع والطموح»، حيث تحدثوا حول الوسيط الرقمي الذي سيطر على صناعة السينما، التي رفعت شعار «وداعاً» لمفهومها التقليدي، في ظل عدم وجود الوعي المجتمعي السينمائي والدعم الحكومي للسينما في أغلب الدول الخليجية، إلى جانب مطالبات بوجود مؤسسات ومعاهد أكاديمية سينمائية تدعم جيل المستقبل من الفنانين المحترفين في صناعة السينما.

فنية أم تجارية

تحدث عامر سالمين المري، مدير عام المهرجان، عن نقطة محورية في الجلسة، وهي ضرورة تحقيق معادلة الجمع بين تنفيذ أفلام فنية وتجارية في الوقت ذاته، تحقق النجاح الجماهيري، لأن ذلك الأمر سيؤثر على صناعة السينما في الخليج والإمارات بالتحديد وحضورها في المهرجانات المختلفة، لاسيما أن هذا التوجه أصبح متعارفاً عليه في مشاركات الأفلام بالمهرجانات بل وحصولها على جوائز عالمية مهمة منها الأوسكار، فلم تعد هذه الأفلام الفنية موجهة للنخبة فقط، إنما تم تنفيذها بطابع مختلف تحقق المشاركات في المهرجانات وحصد جوائز، وفي الوقت نفسه تحقق النجاح الجماهيري لدى عشاق «الفن السابع».

«واقع وطموح»

فيما تحدث الناقد السينمائي عماد النويري عن بعض النقاط التي تمثل إشكالية في صناعة السينما بشكل عام، حيث قال: «منذ حوالي 25 عاماً، ألفت كتابين عن واقع السينما الخليجي، ورصد التجارب السينمائية سواء الطويلة أو القصيرة التي نُفذت في دول مجلس التعاون الخليجي»، متذكراً أنه في مهرجان البحرين السينمائي منذ 20 عاماً، ناقش أبرز إشكالات السينما التي تتمثل في ثلاثة عناصر هي «الصناعة والفن والتجارة»، ووجد أنه بالنسبة للصناعة في دول الخليج ضعيفة بسبب عدم وجود أماكن تصلح للتصوير واستديوهات غير مجهزة، أما الفن الذي يتمحور في الفكر والمحتوى، فهو يتعرض للتحجيم بسبب الرقابة، ويأتي العنصر الأخير وهو التجارة، وهي مرتبطة في عالم السينما بالتوزيع، وهو الإشكالية الأهم والمشكلة الرئيسة في السينما الخليجية، خصوصاً أن الفيلم الخليجي يعاني توزيعه محلياً وخارجياً.
وتابع: «في 2013 نظم مع المجلس الوطني للثقافة ندوة خليجية بعنوان «الواقع والطموح»، وطرح سؤال هل تغير وضع صناعة السينما؟!، فجاءت النتيجة بأنها تغيرت كثيراً خصوصاً بعد ظهور مسابقات تدعم السينما، مثل مسابقة «أفلام من الإمارات» التي كانت النواة الحقيقية لظهور أفلام إماراتية، ومن بعدها بدأ تأسيس مهرجاني «دبي السينمائي» و«أبوظبي السينمائي»، وغيرها من المهرجانات الخليجية الأخرى التي كانت بوابة لظهور الفيلم الخليجي
.

ولفت النويري إلى الوسيط الرقمي الذي سيطر على صناعة السينما، وحل مشكلة التوزيع عن طريق المنصات الرقمية مثل «يوتيوب» والـ«سوشيال ميديا» والتقنيات الهاتفية الحديثة التي ساعدت صناع السينما على تنفيذ أفلام تعبر عن أفكارهم وإبداعاتهم بحرية بعيداً عن مقص الرقابة، والتي سهلت على أي مخرج أن يعرض فيلمه في أي وسيلة تواصل، مشدداً على ضرورة الجمع بين التجارة والفن، خصوصاً أن المشروع السينمائي تجارياً في الأساس، وتطور بعد ذلك إلى فني، لأن السينما لها أهداف ثقافية وترفيهية.

تأهيل صناع السينما

فيما طالب قاسم السليمي، رئيس مهرجان مسقط السينمائي، بضرورة وجود دعم سينمائي، وقال: «تم تأسيس مهرجان مسقط السينمائي عام 2001 الذي انطلق من خلاله الشباب في تنفيذ أفلامهم القصيرة، إلى أن ظهر أول فيلم طويل بعنوان «البوم» عام 2006، ونحاول من المهرجانات السينمائية تقديم مسابقات مختلقة لتأهيل صناع السينما الشباب وتحفيزهم على صناعة أفلام قصيرة وطويلة، ولكن يجب على الجهات المعنية بالفن مساعدتهم بشكل أكبر من خلال إنشاء مراكز ومعاهد سينمائية متخصصة، تسهم في تطويرهم في مجالات مختلفة».

وكشف السليمي عن أن الفترة المقبلة، سوف تشهد تنفيذ استراتيجية بعنوان «اصنع فيلمك في عُمان»، لفتح مجال الإنتاجات والتصوير، واستقطاب النجوم العالميين لتصوير أعمالهم، ما يسهم في اكتساب صناع الأفلام من الشباب الخبرات وتبادل الثقافات.

معاهد سينمائية

ووافق السليمي في الرأي، محسن التوني، عميد المعهد العالي للسينما في القاهرة، مؤكداً أهمية وجود مؤسسات ومعاهد أكاديمية سينمائية لدعم جيل المستقبل، خصوصاً في منطقة الخليج، وأضاف: «رغم أن الوسيط الرقمي والتقنيات الحديثة سهلت عملية الصناعة، إلا أن الصناعة نفسها تحتاج إلى فنانين مؤهلين يتمتعون بالحرفية، فإذا أراد صانع العمل الوصول بفيلمه إلى مهرجان، يجب عليه التركيز على المحلية والأعمال الإنسانية لأنها الأقرب جماهيرياً»، موجهاً نصيحة بضرورة التعلم والدراسة واكتساب المهارات والخبرات أولاً، ومن ثم التحدث عن صناعة سينما.

وأوضح التوني أن دُور العرض السينمائي لها سحر خاص لا يضاهيها أي تطبيق أو هاتف ذكي، وأنها ستظل موجودة إلى الأبد.

قوة الفن السابع

تحدث المنتج والسيناريست البحريني فريد رمضان، عن واقع السينما الخليجية، موضحاً أنه كلما دخل لمشاهدة فيلم خليجي جديد تراوده الطموحات، لكنه يخرج محملاً بالإحباطات، مؤكداً أن السينما تمثل خطاباً ثقافياً مهماً، وأن من يتملك السينما يمتلك الصورة وقوة تأثيرها على الآخر، مشيراً إلى أن السينما تعد قوة عظيمة وخطيرة، ففي مصر وتونس تمت مواجهة تحديات فوضى الخريف العربي عن طريق السينما.

 

شبكة أبوظبي الإخبارية في

25.01.2020

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004