ملفات خاصة

 
 
 

خاص

السينما السعودية في البحر الأحمر.. حكايا رعب ولكن

أحمد شوقي

مهرجان البحر الأحمر السينمائي

الدورة الأولى

   
 
 
 
 
 
 

لا توجد صناعة سينمائية حول العالم تشهد حاليًا طفرة كهذه التي تشهدها السينما السعودية؛ فبعد عقود من تحريم السينما جاء عصر جديد مرصّع بالآمال، يتزامن مع صعود جيل شاب، تعلم جيدًا وانفتح على العالم وتأهب لاقتناص الفرصة كي يعبر عن نفسه ويحكي حكاياته، وهي الفرصة التي جاءت في صورة حراك سينمائي ودعم مؤسسي ومهرجان انطلق كبيرًا تحت عنوان مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي.

خلال الدورة الأولى من المهرجان، شاهدنا الأفلام السعودية المشاركة بترقب كبير ورغبة في الاكتشاف، لاسيما وهي الموجة الأولى من الأفلام التي صُنعت قبل انطلاق المهرجان، والذي سيؤثر بدوره بالطبع على الصناعة وآليات استقبالها، بعدما صار من الممكن أن يُقام العرض الأول للفيلم السعودي وسط حضور دولي، بما في ذلك من مزايا وانتشار، وما فيه أيضًا من تحدٍ يتمثل في وضع الأفلام في مقارنة مباشرة مع الأعمال الكبيرة التي يعرضها المهرجان، وما أكثرها!

من بين الأفلام السعودية المشاركة لفت نظرنا ثلاثة أفلام تنتمي بشكل أو بآخر إلى سينما النوع، وعلى الأخص عوالم الرعب التشويقي التي تبدو – وفقًا لهذا العدد من الأعمال – مغرية لصناع السينما الشباب في المملكة. أفلام تباينت في شكلها وحجمها الإنتاجي، لكنها اتفقت في محاولتها المزج بين الجاذبية الجماهيرية وطرح بعض الأفكار التي تراود صانع الفيلم. فهل الأمر مجرد مصادفة؟ أم أن التزامن يكشف عن ذائقة ما، أو هموم متقاربة تطفو في الوجدان الجمعي لصانع الأفلام السعودي؟

"تمزّق".. الوحش في الداخل والخارج

الرابح الأكبر من تجربة المشاركة في مهرجان البحر الأحمر من السينما المحلية كان بالتأكيد فيلم "تمزّق" للمخرج حمزة جمجوم، فهو الفيلم المحلي الذي اختاره المهرجان لتمثيل المملكة في المسابقة الرسمية، وهو العمل الذي صوّت له الجمهور لينال جائزة أحسن فيلم سعودي، في دلالة على الجاذبية الجماهيرية التي يحملها الفيلم كبير الطموح.

وصف كبير الطموح هنا ليس مبالغة، فالفيلم بالفعل يمثل حجمًا إنتاجيًا ليس من السهل تحقيقه وفق الحسابات التقليدية، سواء في الاستعانة بالنجم بيلي زاين للعب دور البطولة المشاركة، أو في تصوير أغلب مشاهد العمل في العاصمة البريطانية، أو في طول وتعقيد مشاهد الحركة التي تدور داخل مبنى "رويال" السكنى في لندن، والذي يديره رجل مختل (زاين)، مهووس بالتسلل إلى المنازل ومراقبة السكان وعلى رأسهم الزوجة السعودية الشابة ملك التي انتقلت إلى لندن مع زوجها سعيًا للعلاج من أجل الإنجاب.

يبدأ الفيلم الذي استضاف المهرجان عرضًا أوليًا له (بمعنى أن ما شاهدناه ليست النسخة الأخيرة للعمل بعد) بشكل استعراضي يحمل قدرًا من المبالغة من قبل المخرج الذي يبدو لوهلة وكأن إغراء وفرة المواد المصورة قد أغواه بالإفراط في التنقل بين اللقطات بطريقة إعلانية. قبل أن تمر الدقائق ليزول هذا الشعور تدريجيًا، ويبدأ الانخراط في أحداث الفيلم وإيقاعها اللاهث.

يبرز هنا بقوة عنصر الأداء التمثيلي المتميز من بيلي زاين وسمية رضا، اللذان يقدمان أداءً تكمن قوته في كونه جسديًا وباطنيًافي آن، فمن جهة الفيلم يمتلك إيقاعًا لاهثًا ويحوي الكثير من مشاهد الحركة والتشويق التي تطلب انخراطًا بدنيًا كاملًا، ومن جهة أخرى تمتلك كل شخصية من الاثنين تعقدها الداخلي، فهما على مستو بطلة وشرير، وعلى مستو آخر صراع بين الأنا والهي ID & Ego داخل نفس الشخص ذاته، وهي قراءة مرنة يمكن تفسير الفيلم من خلالها أو الاكتفاء في متابعة أحداثه الشيقة.

قراءة أخرى تستحق التفكير تتعلق بقيمة وتأثير الزوج (فايز بن جريس)، فهو الحاضر الغائب، العاشق الذي يترك حبيبته عندما تحتاجه لأسباب واهية، والذي يؤمن أن تأثيره في حياتها أكبر بكثير من حقيقة هامشية وجوده، في تعبير درامي عن الذكورة الهشة، التيمة الحاضرة بقوة في عدد من أفلام المهرجان، وفي إنتاجات السينما العربية الحديثة بشكل عام.

قد نمتلك ملاحظة هنا أو هناك حول تفاصيل السيناريو التي تتعثر أحيانًا في الإقناع بتصرفات مدير المبنى وردود أفعال ملاك، أو الموسيقى التي تستخدم أكثر مما ينبغي رغم جودتها، أو حول الدقائق الأولى من الفيلم التي تحتاج بالتأكيد إلى نظرة إضافية على توليفها، إلا أننا بالتأكيد أمام عمل كبير وممتع، شاهق الطموح بما يليق بموهوب شاب تمكن من قيادة دفة هذا المشروع المعقد إلى برّ النجاح.

"جنون".. قيمة الشكل والمضمون

لا يمكن حصر عدد الأفلام التي حاول صناعها حكي حكايتهم باستخدام الكاميرات المتاحة في الموقع الطبيعي، على طريقة الفيلم الأشهر "The Blair Witch Project"، والذي أسهم في تأسيس مصطلح يصف النوع هو أفلام اللقطات المعثور عليها أوfound-footage، أي أن الفيلم يمنح مشاهده شعورًا بأن هذه المواد قد صوّرت بالصدفة وتم العثور عليها بعدما رحل أصحابها في ظروف غامضة، مرعبة في أغلب الأحوال.

صناع السينما العرب حاولوا تطبيق الطريقة في أكثر من مرة، انتهت في أغلب الحالات إلى نتائج أقل من المأمول، نذكر منها على سبيل المثال "وردة"، الفيلم الأضعف في مسيرة مخرجه هادي الباجوري ومؤلفه محمد حفظي. من هنا تأتي قيمة فيلم "جنون" للمخرجين الشابين معن ب. وياسر ب.، والمعروض ضمن قسم السينما السعودية الجديدة في البحر الأحمر. من كونه فيلمًا حقيقيًا، متقن الصنع، خاطف للأنفاس، تجيد فيه السينما العربية لأول مرة توظيف النوع المذكور، وتحكي من خلالها قصة لا تكتفي بالإثارة، بل تحمل وجهة نظر تستحق التأمل.

خالد (يلعب دوره المخرج معن ب. بنفسه) شاب مهووس بأن يصير أحد المؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي، فلوجر vlogger حسب المصطلح الذي يشير لمن يصيغون يومياتهم بطريق الفيديو. يصطحب زوجته المسالمة وصديق عمره الغامض في رحلة إلى الولايات المتحدة، ليجتمع مع فلوجر أمريكي شهير في عالم الخوارقيات، ويخرجوا جميعًا في رحلة إلى أحد المنازل الجبلية النائية باحثين عن تسجيل حالة تجسد خارق للطبيعة عبر الكاميرات.

الحبكة التي صاغها الكاتبان مروان مقبل وبيدرو باولو أراوخو تجعل وجود الكاميرات عضويًا، فلسنا في حاجة لتبرير الحضور الدائم للعدسات لترصد رحلة الأبطال، لأننا نعلم أن وجودها متعمد من قبل الشخصيات نفسها، وبالتحديد من قبل خالد الذي تجسد تصرفاته الوجه المشوّه لإنسان العصر المستسلم كليًا لهوس الشهرة الإلكترونية، والمستعد للإقدام على أي شيء وكل شيء من أجل حلم الوصول لملايين المتابعين.

خالد هنا يمثل الوجه الآخر للذكورة الهشة مع الزوج في "تمزّق"، فهو متواجد جسديًا على الشاشة طيلة الوقت، لا يرحل مثل الرجل الآخر، لكنه مجددًا حضور لا يزيد الأمور إلا سوءًا، بالمزاج الطفولي والقرارات الخاطئة والتسبب في كارثة تلو الأخرى دون التوقف لوهلة من أجل التفكير ومراجعة الذات. بما يجعلنا نفكر بعمق في صورة الرجل عمومًا في هذه الموجة الجديدة من السينما السعودية. الصورة التي قد تعبر عن تمرد يأتي بشكل غير واع على السلطة الأبوية التي سيطرت على مقاليد المجتمع لعقود بيد من حديد ودون قدرة على الجدال والنقد.

مع بلوغ الفصل الأخير من الفيلم، وانكشاف اللغز وراء ما يتعرض له الأبطال من أمور مرعبة، يصل الفيلم نقطة يتكامل فيها الشكل مع المضمون، ويصير الأسلوب الذي اختاره المخرجان لفيلمهما متماهيًا مع الاستنتاج النهائي الذي تنتهي الحكاية عنده، وهي علامة نضج كبيرة في ظل القاعدة الذهبية التي تقول أن الأعمال الفنية الجيدة فقط هي ما يكون الشكل والمضمون فيها شيئًا واحدًا، لا أمرين منفصلين يمكن عزلهما وتقييم كلًا منهما على حدة.

"كيان" ... اتقان الصنع وعادية الطموح

فيلم آخر ثالث ينتمي لأفلام النوع، الرعب مجددًا، تم عرضه في قسم السينما السعودية الجديدة هو فيلم "كيان" للمخرج حكيم جمعة، وهو الفيلم الذي تصوير أحداثه بالكامل في القاهرة، التي يذهب إليها زوجان شابان بصحبة رضيعهما، فتضطرهما الظروف لقضاء الليلة في فندق غامض بمكان ناء، ليواجها أشباح الماضي طيلة الليلة المخيفة.

جهد كبير يرسمه المخرج الشاب في رسم الجو العام لفيلمه، مع جهد مماثل من بطلي الفيلم سمر ششة وأيمن مطهر، واهتمام كبير بالتفاصيل الشكلية للفيلم المتأثر كثيرًا بأفلام الرعب الأمريكية، سواء في طريقة التمهيد لما ستحمله الليلة من مخاوف، أو في كيفية سرد هذه المخاوف والتعبير عنها دراميًا وبصريًا، أو حتى في الذروة التي يحاول المخرج (الذي كتب السيناريو بنفسه) أن يفسر فيها كل ما حدث ضمن إطار نفسي.

المخرج يثبت بالفعل قدرته على صياغة فيلم جماهيري متماسك، لكنه في المقابل لا يتمتع بقدر النجاح الذي حققه الفيلمان سابقا الذكر في هذا المقال. فلا الظروف الإنتاجية أتاحت له مطاردة طموح شاهق كما في "تمزّق"، ولا تمكنت القصة من امتلاك وجهة نظر يمكن التفكير فيها كما في "جنون". مجرد فيلم رعب جيد الصنع، غير مثير للسخرية كأغلب المحاولات العربية السابقة، وهذا يبقى نجاحًا نسبيًا يجعلنا نتوقع نجاح الفيلم عندما يتم عرضه على المنصة الإلكترونية التي قامت بتمويله وفق لوحات البداية.

الأحداث تدور في القاهرة، لكنها من الممكن أن تدور في الرياض أو لوس أنجلوس أو ملبورن، بما يعكس غياب الخصوصية الثقافية، حتى على مستوى شكل الأحداث التي يمر بها البطلان، والتي تمتلك هي الأخرى مرجعيات غربية واضحة.

وبالرغم من انطلاق أزمة البطلة من نقطة مقاربة لبطلة "تمزّق"، إلا أن المساحات الدرامية تتباين ليقتصر حضور الأزمة هنا على دوره في تفسير الأحداث لاستكمال البناء الدرامي، دون التعمق أكثر داخل نفوس الشخصيات.
والطريف أن الفيلم الأقل تعمقًا في نفوس شخصياته هو الفيلم الذي يمتلك الرجل فيه حضورًا مهيمنًا يساوي المرأة إن لم يفوقها، وكأن الحضور الذكوري قرين الاهتمام بالأحداث بينما الحضور الأنثوي منشغل أكثر بجوهرها، تمامًا كما في الأفلام السعودية المعروضة في المهرجان، والتي يمكن تلخيصها في أن الرجال يصنعون أفلام نوع مثيرة، بينما تحاول النساء التعامل مع السينما باعتباره فنًا أكثر عمقًا
!

 

موقع "في الفن" في

16.12.2021

 
 
 
 
 

منذر رياحنة في «البحر الأحمر السينمائي»:

هناك جيل من المخرجين السعوديين والممثلين قادم بقوة

جدة ـ «سينماتوغراف»: إنتصار دردير

في الفيلم الأردني «الحارة» للمخرج باسل الغندور الذي شارك في المسابقة الرسمية لمهرجان البحر الأحمر السينمائي، يجسد الفنان منذر رياحنة شخصية بلطجي يتصدي لبعض المشكلات في الحارة، لكن رياحنة يقول أن شخصية عباس التى جسدها تتسم بالجدعنة وليس بالبلطجة، وحسبما يؤكد: هذه الشخصية تنطوي على مفارقات عدة، فقد قام بمساعدة إمرأة تستنجد به لإنقاذ إبنتها من علاقة لاتقبلها الأم، فهل هذا تصرف بلطجي؟ كما أنه مات في النهاية ظلماً، فقد كان يمتلك القوة في الحارة ولم يستخدمها إلا لإنصاف البعض، وعباس شخصية حقيقية وقد التقيته وجلست معه، والفيلم مأخوذ عن أحداث واقعية، وتحمست له لأنه مع مخرج واعي «باسل الغندور» تركت نفسي له في التصوير، وهذا هو الفيلم الوحيد الذي أسعدتنى كل تفاصيله من السيناريو للاخراج للإنتاج، لفريق التمثيل، حتى أننى كنت أذهب لموقع التصوير في الأيام التى لم يكن لدي فيها تصوير لأعيش أجواء الحارة، وأشاد رياحنة بفريق الممثلين قائلاً:  كانوا رائعين، وبرغم أن هذه هى المرة الأولي التى ألتقي والممثلة الفلسطينية ميساء عبد الهادي إلا أننى إكتشفت أننا نتعامل مع الشخصية بطريقة متقاربة من حيث مفاتيح كل منا كممثل للدخول إلي تجسيدها، كما أن الفيلم عبر عن ملامح الحارة بكل ما فيها من حب وكراهية ووفاء وخيانة.

وحول تأخر ظهور اسمه في مقدمة الفيلم ليكون رابع اسم قال رياحنة: منذ بدايتي لم أوقع عقداً لعمل لأجل اسمي في التتر، وإنما لشخصية أحببتها وعمل صدقته، أعرف أن هناك من يتركون أدواراً مهمة لاجل طريقة كتابة أسمائهم لكننى لا أهتم بذلك حتى لو كتب اسمي في تيتر النهاية، ويشرفني أن أكون رابع إسم في الفيلم.

وحول رؤيته لأهمية المهرجانات السينمائية، يعلق رياحنة: في السنوات الأخيرة ظهر عدد من المهرجانات في الوطن العربي بشكل عام، وهذا أمر مهم للسينما العربية، وبالنسبة لمهرجان البحر الأحمر فهناك جيل من المخرجين السعوديين والممثلين قادم بقوة، وقد كنت عضواً في لجنة تحكيم مهرجان «الدمام»، وشاهدت أفلاماً تستحق كلها الجوائز مما أوقعني في حيرة، فالجوائز أقل من أن تستوعب هذه الأفلام المتميزة، وأتمنى أن يكون في كل بلد عربي مهرجان حتى نصدر فناً فقط للعالم بأسره.

وكان رياحنة قد شارك مؤخراً في الفيلم المصري «ماكو»، وعما يحكم إختياراته يقول: «الورق أي السيناريو في البداية والنهاية، وأنا أعتز بكل أعمالي في مصر، وأشعر أن روحي تعود لي حينما أعود لمصر، فأنا مصري أكثر من المصريين، وهي التى انصفت الوطن العربي كله».

 

موقع "سينماتوغراف" في

17.12.2021

 
 
 
 
 

«الامتحان».. محنة فتاة فى اختبار القبول بالحياة

خالد محمود

حالة شغف كبرى بقضية المرأة الحقيقية من الإحساس بذاتها وتقرير مصيرها بحياتها الخاصة، واستحقاقها ليس فقط للتعليم، لكن أيضًا لاتخاذ قرارات بشأن حياتها.. باتت تهيمن على فكر المخرجين فى أعمالهم الجديدة، خاصة فى المجتمعات الخصبة بالتطرف الدينى والصراعات العسكرية والسياسية، يأتى فيلم المخرج شوكت أمين كوركى «الامتحان» The Exam الذى تدور أحداثه فى كردستان العراق التى مزقتها الحرب، ليكشف جرأة فى طرح موضوع يكتسب زخما فى السينما الشرق أوسطية المعاصرة بفضل ظهور مخرجات أفلام معروفات واهتمام المنتجين الأوروبيين.

معضلات النساء المعروضة هنا توفر أساسًا لدراما تجتاح المشاهد طوال الوقت، فالفيلم الذى عرض بمهرجان البحر الأحمر السينمائى فى دورته الافتتاحية، ليس عملا محليًا، إنه ذو قصة عالمية، تم صنعه بطريقة يمكن لأى مشاهد حول العالم التعرف عليها بسهولة، قصة عن التحرر والأخوة والفساد.

فيلم يدرس الأخلاق فى مجتمع مليء بالفساد ومحنة النساء للحفاظ على كرامتهن، ولكن لرواية تلك القصة بطريقة عالمية وبإحساس مثالى بالتوازن بين الفكاهة والمأساة.

فى أحداث الفيلم إذا لم تنجح روجين (فانيا سالار) فى اجتياز امتحان القبول بالجامعة، سيتعين عليها المرور بزواج مرتب رغما عنها، وإذا دخلت، ستكون حرة.

هذا كلام والدها رب الأسرة، شيلان (أفان جمال)، شقيقة روجين الكبرى، التى تعانى على يد زوج مستبد بائع السمك المتغطرس سردار (حسين حسن)، وترى مصيرها منعكسًا فى مصير أختها، تحاول مساعدتها قدر المستطاع، والبحث عن وسيلة تسمح لشقيقتها أن تلاقى نفس مصيرها، لذا فهى تبذل قصارى جهدها لضمان نجاح روجين، لأن فكرة أنها قد لا تتغلب على الموقف أمر لا يمكن تصوره لكن كل فعل حسن النية يجلب المزيد من المشاكل ويجذبها إلى عمق شبكة من الخداع والأكاذيب.

صور ظل أسود بكاميرا أديب سبحانى تملأ زوايا الفيلم وتدعو للدهشة بدراما مثيرة تخلط الشوارع بين المارة، والرجال الذين يسيئون معاملة البطلتين هم أيضًا يمكن أن يجسدوا علامة مشكلة أكبر، تلك التى تعانى منها جميع النساء اللواتى يجب أن يتزوجن، على الرغم من أنفسهن فى نظام يهيمن عليه حصريًا المنطق الأبوى.

روجين الفتاة الجميلة تم التخلى عنها خطيبها السابق الذى اختفى قبل عامين، وباتت عرضة لقوائم أخرى من الخطاب وهى فى حالة حزن، شرط واحد يفصلها عن مستقبل مأساوى بالزواج، وهو ضرورة نجاحها فى امتحانات القبول بالجامعة.

يبدو أنها حالة بسيطة، لكنها ليست كذلك بالنسبة إلى روجين: محتوى الاختبار صعب للغاية، الأمر الذى لن يوقف يد شيلان التى تتواصل مع منظمة مكلفة بتمرير الإجابات الصحيحة للطلاب عبر سماعة أذن بلوتوث مخفية، مقابل المال من خلال وسيط يقدم الإجابات للطالب، تتصرف سرًا، دون علم زوجها وتبيع مجوهراتها من أجل دفع ثمن الإجابات التى ستضمن لروجين طريقًا للهروب من خضوع الحياة كزوجة وأم.

ابتعد الفيلم عن البورتريه النفسى لبطلتيه، ودخل مجال فيلم الإثارة والتشويق لعملية الامتحان بين الجدية والكوميديا الخفيفة على مؤثرات موسيقية لمحمود برازى.

السيناريو المميز فرض بطزاجته الأسلوب الأمثل لتفاصيل الأحداث، وتحرك الشخصيات داخل دائرتها، واستكشاف لمحنة الشابات الكرديات العالقات بين التقاليد والخيارات الأكثر تقدمية، كما تعمق فى الغموض الأخلاقى لتدابير شيلان وروجين اليائسة على نحو متزايد.

يسمح تشابك الأقدار الشخصية بآلية الفساد للقصة بالحفاظ على هيكل محكم، ويضمن وتيرة تتطلب يقظة مستمرة، فى حين أن عواقب أفعال البطلات، التى تم اتخاذها عن قصد، تؤدى إلى خاتمة مثيرة.

الأداء كان مدهشا، خاصة من أفان جمال وفانيا سالار، اللتين جسدتا حالة صادقة لمأزق مجتمعهما بتحولات نفسية عميقة، وهما تخوضان معركتهما، حيث يبدو أنه ليس هناك شك فى أنه من دون الغش، ليست هناك فرصة لاجتياز الامتحانات، وهو الأداء الذى ساير طموحات الواقعية الاجتماعية لسرد القصص بمواصفات محبطة على أدائهما، ونجحت أفان جمال فى إبراز نقاط القوة والضعف على الرغم من أن شيلان ليس لديها الكثير من المواقف السياسية، إلا أنها بدت مقاتلة، بينما كان هناك بعض المبالغات فى أداء النماذج الذكورية.

يؤمن المخرج فى فيلمه أن نقد واقع المجتمع يجب أن يكون الواجب الرئيسى لصانعى الأفلام، وأن صانعى الأفلام لا يصنعون أعمالا لمجرد إرضاء مجتمعهم، لأنهم فى الغالب يتجاوزون مدح هياكلهم الخاصة، التى تنتقد ذلك المجتمع، وينظرون بعين نقدية إيجابية للمساهمة فى زيادة وعى المجتمع ونضجه.

 

الشروق المصرية في

18.12.2021

 
 
 
 
 

علا الشافعي تكتب:

«دينيس» السعودية وأثر السينما المصرية.. مشاهد لا تنسى في البحر الأحمر

انتهت فعاليات الدورة الأولى لمهرجان البحر الأحمر السينمائي رسميًا بعد انتهاء حفل توزيع الجوائز، الإثنين 13 من ديسمبر، إلا أنَّ عروض الأفلام الفائزة بجوائز المهرجان استمرت بعد حفل الختام وعلى مدار يومين متتاليين.

شهدت الدورة بعض القصور في بعض النواحي التنظيمية، وهذا عكس عدم وجود تنسيق بين العاملين في أقسام المهرجان المختلفة، وهو أمر يجب الالتفات إليه مستقبلًا عند تنظيم دورة جديدة، كما أنَّه من الضروري أيضًا للقائمين على المهرجان دراسة الجمهور بشكل أكبر والتعرف إلى احتياجاته حتى تكون الدورات المقبلة أكثر نجاحًا وفاعلية، حيث سيؤدي ذلك إلى خلق قاعدة جماهيرية عريضة للمهرجان، وهذا أمر شديد الأهمية.

يجب كذلك أن تختلف شكل التغطية الإعلامية لتليق بحجم الحدث ولتزيد من حجم تأثيره، دون أن تخرج التغطية عن الإطار الذي يرسمه مسؤولو المهرجان الذين بالتأكيد يدركون أن التغيير يجب أن يكون خطوة بخطوة، حتى لا تحدث صدمة كبيرة لبعض من لا يستوعبون بعد ضرورة التغيير.

ورغم تلك التفاصيل التنظيمية والتنفيذية، تظل في ذهني مشاهد لا تنسى من المهرجان ظهرت على مدار أيام فعالياته وأنشطته الموازية، أهمها في ظني حالة الشغف بالانفتاح الذي تشهده جدة، وانعقاد مهرجان سينمائي على أرضها للمرة الأولى في تاريخ المملكة العربية السعودية.

كان يستوقفني أكثر، الجمهور من العائلات الذين يتوافدون كل يوم إلى شوارع جدة التراثية، مصطحبين أطفالهم، ومجموعات من الفتيات الصديقات يأتون لرؤية مختلف الفنون التي كان يشهدها الشارع ليلًا من عزف وغناء ورسم، والعربات المتراصة التي كانت تقف لتبيع المأكولات الشعبية، بالتأكّيد هذا الجيل من الأطفال والمراهقين والشباب سيشكلون نواة مهمة في تغيير شكل المجتمع السعودي.

ومن المشاهد المهمة أيضًا التي يصعب تجاهلها في أثناء التجول في شوارع جدة البلد (التراثية) وبين عروض الأفلام، ستجد أن بعض البيوت القديمة تشهد محاولات حقيقية لإحياء العديد من الفنون التراثية.

وبمجرد أن تدخل لأحد هذه البيوت ستجد مثلًا ورشة من الفتيات اللاتي يعملنّ في حفر الخشب، وتعشيقه وهي مهنة تشبه صناعة الأرابيسك في مصر، والمفارقة أنَّ معلمتهم هي سعودية من أصل بريطاني، تزوجت وتعيش في السعودية منذ نهاية السبعينيات من القرن الماضي تدعي «دينيس» تجلس وسط الفتيات في حب شديد ومعرفة ودارية كاملين بهذا الفن في تلك المنطقة، وطوال حديثها معنا كانت تركز على ضرورة الحفاظ على هذه الحرف من الاندثار، ومن بعدها تحدثنّ الفتيات السعوديات عن شغفهم بهذا الفن ورغبتهم في الحفاظ عليه والطريقة التي يعملنّ بها.

أيضًا المخرجين وصناع السينما السعودية الذين يرغبون في التعلم والتواجد أكثر وأكثر بعضهم قدم تجارب على مستوى جيد، وهناك آخرون يبحثون عن مزيد من الفرص والدعم.

ومن المشاهد اللافتة أيضًا التي يصعب نسيانها بل يجب التوقف عندها، وطرح المزيد من التساؤلات حولها ويتعلق هذا المشهد بالحب والشغف الواضح لكل ما هو مصري، الأسئلة التى تطرح دوما عن النجوم المصريين، الحفاوة بالنجوم والنجمات المصريين المتواجدين في المهرجان، ولا أنسى العديد من السيدات السعوديات اللاتي حرصنّ على حضور ندوة تكريم النجمة المصرية ليلى علوي، حيث حرصن على التعبير عن حبهن لها وتقديرهن لمشوارها الفني، إضافة إلى نوعية الأسئلة التي كانت تُطرح عليها ويبدو من خلالها الإلمام بكل تفاصيل مشوارها الفني، وأدوارها المهمة.

هذا الحب والاهتمام تأكّد عند مشاهدتي لفيلم الختام المصري «برا المنهج» للمخرج عمرو سلامة، حيث تصادف أنني كنت أجلس وسط الجمهور السعودي الذي امتلأت به صالة العرض، هناك حالة من التفاعل مع المشاهد وجمل الحوار في الفيلم لافتة للغاية، إضافة إلى التعليقات على نجوم العمل بمجرد ظهورهم على الشاشة ومنهم ماجد الكدواني وروبي -بغض النظر عن مستوى الفيلم فنيًا وفكريًا- يظل مشهد التصفيق والالتفاف حول أبطال العمل راسخًا في الذهن، مئات الهواتف المحمولة تلتقط الصور لأبطال العمل الحاضرين والنجوم المصريين الذين كانوا يشهدون العرض حيث كان البعض ينادونهم بالأسماء، أن تلك الحالة من الحفاوة تستحق التوقف عندها فعلًا، وتجعلنا نتساءل عن الفن المصري وما نقدمه وكيف نستثمر تلك الحالة.

 

الوطن المصرية في

18.12.2021

 
 
 
 
 

الدورة الثالثة من معمل البحر الأحمر تفتح أبوابها لعام 2022

كتب علي الكشوطي

كشف مهرجان البحر الأحمر السينمائي، عن فتح باب التقدم لمعمل البحر الأحمر فى دورته الثالثة، لاستقبال جميع المتقدمين ابتداءً من يناير 2022، حيث يرحب معمل البحر الأحمر بجميع المتقدمين لدعم صناعة الأفلام والإنتاج العربي والسعودي.

ويستهلّ معمل البحر الأحمر هذه الفرصة؛ ليحث جميع صناع الأفلام، والمنتجين العرب والسعوديين،على مسارعة التقديم لإنتاج روائع سينمائية، إذ يسعى معمل البحر الأحمر، من خلال التعاون مع معمل تورينو للأفلام، إلى تمكين المواهب السينمائية، وتأهيلها، لتحقيق النجاح في عالم السينما.

وكان أعلن مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي عن الفائزين بجوائز سوق البحر الأحمر، التي تضمنت أربعة أيام من المحادثات في المجال السينمائي، وورش العمل، وسوق المشاريع النشطة، وجلسات التواصل بدورته الأولى، حيث تم تداول جميع الأفلام في سوق البحر الأحمر، من قبل لجنتي تحكيم مختلفتين لسوق المشاريع، والأعمال قيد الإنجاز، لمنح جوائز سوق البحر الأحمر، كما تم منح أكثر من 700.000 دولار أمريكي للمشاريع المختارة في جوائز سوق البحر الأحمر، بتمويل من صندوق البحر الأحمر، ورعاة المهرجان.

لجنة تحكيم سوق البحر الأحمر، قدمت خمس جوائز نقدية من خلال الصندوق. حيث تم منح جائزة سوق البحر الأحمر بقيمة 30.000 دولار أمريكي، إلى فيلم "كونترا" لـ لطفي ناثان عن فيلم في مرحلة ما بعد الإنتاج.

كما شملت الجوائز الأربع المتبقية المدعومة من قبل صندوق البحر الأحمر: جائزة سوق البحر الأحمر بمنحة بقيمة 25 ألف دولار أمريكي للمخرجة نايشة حسن نياموبايا، عن الفيلم قيد التطوير "أكاشينجا"، وجائزة سوق البحر الأحمر بمنحة 100 ألف دولار أمريكي تم تقديمها لمهدي برصاوي، عن فيلم "عائشة". 

وإضافة إلى ذلك، تم منح جائزتين من معمل البحر الأحمر بمنح بقيمة 100.000 دولار أمريكي للفائزين "فتاة الزرقاء" لزيد أبو حمدان، و"مصورة المدينة" لداليا بخيت، كما تم تقديم جائزة إضافية من سوق البحر الأحمر، جائزة تكريم خاص بمنحة 15 ألف دولار أمريكي، إلى "عيد ميلاد" لـ لارا زيدان.

 

اليوم السابع المصرية في

19.12.2021

 
 
 
 
 

«برا المنهج».. مشاهد مكررة في فكرة ضلت الطريق

«سينماتوغراف» ـ أندرو محسن

للوهلة الأولى يذكرنا فيلم “برا المنهج” للمخرج عمرو سلامه، بعمله السابق “لا مؤاخذة” عام (2014)، في كونه يعتمد على بطل طفل، وتبدأ مشاهده من المدرسة أيضًا، لكن لاحقًا سنجد اختلافًا كبيرًا بينهما.

يبدأ الفيلم بتعليق صوتي من ماجد الكدواني، الذي سنتعرف على الشخصية التي يلعبها لاحقاً، بينما نشاهد طفلًا في منطقة ريفية، يمشي في طريقه إلى المدرسة. في الوقت الذي يروي فيه الصوت صورة مثالية عن طفل مجتهد وملتزم يُدعى نور (عمر الشريف)، نشاهد النقيض تمامًا على الشاشة، فنور ليس متلزمًا ولا مثاليًا. بحال. هذه البداية تعرفنا بأن ما سنشاهده لا ينتمي لعالم القصص المثالية عن الأطفال. ترسم  لنا الصورة العامة للفيلم، أن ما نعرفه من الكتب، أو حتى من خلال انطباعاتنا عن بعض الأشخاص، ليس بالضرورة هو الحقيقة.

تتابع الأحداث الطفل نور اليتيم والفقير، الذي يحيا في منطقة ريفية، في فترة غير محددة بدقة لكننا نستنتج أنها في نهاية السبعينيات أو بداية الثمانينيات. يتعرف الطفل على أحمد (ماجد الكدواني) الذي يعيش وحيدًا في بيت مهجور مقابل المدرسة، ويدعي أنه شبح ليبعد الأطفال عنه، لكن نور يكشف سره لتنشأ بينهما علاقة أب بابنه، تغير مسار حياتهما.

مثلما قدم لنا عمرو سلامة من قبل أحمد داش ومعاذ نبيل في “لا مؤاخذة” وأجاد توظيف موهبتهما في الفيلم، يقدم لنا هذه المرة موهوبًا آخر هو الطفل عمر الشريف، الذي نجح عمرو في تقديمه بأفضل صورة واستغلال موهبته بما يضيف للفيلم. لن يستغرق المشاهد وقتًا طويلًا حتى يقع في حب “نور” ويشعر أنه متفهم لهذا النموذج الذي يجمع بين خفة الظل والذكاء والمشاغبة والخجل أيضًا، ويرغب في مساعدته للخروج من أزمته، لكن ما هي أزمته؟

في بداية الفيلم سنجد أن أزمة نور هي تعرضه للتنمر، لكنه سريعًا ما يتغلب على هذه الأزمة عندما يبني علاقته المزعومة بالعفريت الذي يسكن في الفيلا المجاورة للمدرسة، لتبدأ مشكلته الثانية وهي محاولته المتكررة للاعتراف بإعجابه لإحدى الفتيات في المدرسة المجاورة، لكن هذه المشكلات جميعها كانت تدور في إطار واحد رئيسي، يشترك فيه نور وأحمد معًا، وهو الخوف.

الخوف هو المحرك الرئيسي لشخصية أحمد كما نتعرف عليها خلال الأحداث، هو ما يدفعه لإخفاء شخصيته والاختباء داخل هذا البيت. والخوف أيضًا هو ما دفع نور للاحتماء بعلاقته بالعفريت، ليصبح مصدر قوة له أمام زملائه المتنمرين به، وأمام المدرسين أيضًا.

بقدر ما يؤسس الفيلم هذه الفكرة بشكل واضح في نصفه الأول، فإننا نجد هذا التأسيس يهتز لاحقًا، باستمرار الدوران حول نفس التفصيلة دون جديد في ما يخص الطفل، أو بتقديم حلول أو معلومات سهلة في ما يخص أحمد.

قرب نهاية الفصل الثاني من الفيلم نجد أن الأحداث تتجمد نسبيًا، بين تكرار المشاهد التي يحاول فيها المدرسون والطلبة على حد سواء التقرب من نور. فعلى طرافة هذه المشاهد، وذكاء الحس الكوميدي فيها، فإنها عند نقطة معينة لا تقدم جديدًا في الأحداث بل يبدو أنها موجودة فقط لإضافة المزيد من الضحكات، وحتى عندما يأتي التحول الأكبر في شخصية الطفل، فإننا نتوقف مرة أخرى أمام عدة مشاهد له وهو يحاول تغيير الصورة التي زرعها عن علاقته بالعفريت.

بينما نجد أن كل ما يتعلق بالتطورات التي تحدث لشخصية أحمد، لا تظهر إلا بطرق سهلة، كأن يذهب نور لبدروم الفيلا فجأة دون تمهيد أو مقدمات منطقية ليزيح الستار عن الكثير من تفاصيل شخصيته. بينما تبقى بعض الأسئلة المهمة التي طرحت عن أحمد داخل الفيلم نفسه بلا إجابات، مثل: كيف يحصل وهو مقيم داخل الفيلا طوال الوقت على قوت يومه؟ بجانب أسئلة أخرى تخص ماضيه والسبب الحقيقي وراء قرار اختفائه، إذ أن المعلومات التي قُدمت في هذا السياق لم تكن كافية.

هكذا نجد أن الفصل الأخير للفيلم جاء أقل من الفصلين الأولين، وبدا أطول من اللازم رغم أن مدته زمنيًا لم تكن بهذا الطول، ثم جاءت النهاية ليبدو معها وكأن مؤلفا الفيلم لم يجدا حلًا أفضل للشخصية سوى الحل الذي قدموه، رغم أنه يبدو بعيدًا كل البعد عن الحالة العامة التي أسسها الفيلم منذ بدايته.

يستمد الفيلم عنوانه، من قصص التاريخ التي حكاها أحمد لنور، إذ كان يبدأ حكاياته بأن هذا هو الموجود في المنهج، وسأحكي لك الآن ما هو “برا المنهج”. جاءت حلول عمرو سلامة البصرية للقصص التاريخية، كأحد أفضل المشاهد في الفيلم. الطريقة الكارتونية في التنفيذ مع الاستعانة بالشخصيات الموجودة داخل الفيلم لتجسيد المشاهد التاريخية، كانت جيدة أولًا على المستوى الإنتاجي، إذ لم تخرج هذه المشاهد بشكل فقير، وكانت طبيعتها الكارتونية مخرجًا جيدًا لعدم التورط في مشاهد جرافيك أو ديكورات أضخم من اللازم، كما أنها كانت مليئة بالألوان بشكل جعلها فعلًا وكأنها مرسومة داخل خيال الطفل.

على الجانب الآخر كانت هذه القصص -على جودتها بصريًا- بمثابة استطراد طويل، تحديدًا مع القصة الثالثة، إذ نشعر أننا نستمع بالفعل إلى قصة طويلة خارج السياق العام للفيلم لتوصيل فكرة صغيرة جدًا للبطل.

وربما ينطبق هذا على الكثير من تفاصيل السيناريو بوجه عام، إذ أن الفكرة التي بُني عليها الفيلم، كانت جيدة بالفعل، لكنها ضلت الطريق بعض الشيء في عدة مشاهد، رغم المجهود الكبير في تصميم الإنتاج وفي اختيار الأطفال وخاصة الطفل عمر الشريف.

 

####

 

الدورة الثالثة من «معمل البحر الأحمر» تفتح أبوابها يناير 2022

جدة ـ «سينماتوغراف»

على ضوء النجاح الذي حققه مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي في دورته الافتتاحية، يفتح معمل البحر الأحمر أبوابه للدورة الثالثة؛ لاستقبال جميع المتقدمين ابتداءً من يناير 2022، حيث يستقبل جميع المتقدمين لدعم صناعة الأفلام والإنتاج العربي والسعودي.

ويستهلّ معمل البحر الأحمر هذه الفرصة؛ ليحثّ جميع صناع الأفلام، والمنتجين العرب والسعوديين، على مسارعة التقديم لإنتاج روائع سينمائية، إذ يسعى المعمل من خلال التعاون مع معمل تورينو للأفلام، إلى تمكين المواهب السينمائية، وتأهيلها، لتحقيق النجاح في عالم السينما.

وكان مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي قد أعلن خلال دورته الافتتاحية عن الفائزين بجوائز سوق البحر الأحمر، التي تضمنت أربعة أيام من المحادثات في المجال السينمائي، وورش العمل، وسوق المشاريع النشطة، وجلسات التواصل، حيث تم تداول جميع الأفلام في سوق البحر الأحمر، من قبل لجنتي تحكيم مختلفتين لسوق المشاريع، والأعمال قيد الإنجاز، لمنح جوائز سوق البحر الأحمر، كما تم منح أكثر من 700.000 دولار أمريكي للمشاريع المختارة في جوائز سوق البحر الأحمر، بتمويل من صندوق البحر الأحمر، ورعاة المهرجان.

 

موقع "سينماتوغراف" في

19.12.2021

 
 
 
 
 

بعد موسم الرياض ومهرجان البحر الأحمر..

نجوم الوسط الفني يؤدون مناسك العمرة

كتب: أنس علام

استغل عدد كبير من نجوم الفن، تواجدهم في المملكة العربية السعودية وأدوا منساك العمرة، بعد مشاركتهم في أعمال فنية ضمن «موسم الرياض»، أو حضورهم مهرجان البحر الأحمر في دورته الأولى.

أدت الفنانة التونسية هند صبري مناسك العمرة، بعد مشاركتها في فعاليات مهرجان البحر الأحمر السينمائي بالمملكة العربية السعودية، ونشرت «صبري»، صورة لها من أمام «الكعبة» وهي ترتدي عباءة وطرحة باللون الأسود، عبر حسابها الرسمي بموقع الصور والفيديو «إنستجرام».

وبعد تكريم الفنانة الكبيرة ليلى علوي، في افتتاح مهرجان البحر الأحمر في دورته الأولى، أدت مناسك العمرة وتداول رواد مواقع التواصل صورة لها من أمام الكعبة، وتفاعل عدد كبير من جمهورها ومحبيها مع الصورة بالإعجاب والتعليقات الإيجابية.

ونشرت الفنانة الكبير إلهام شاهين، صورة لها وهي تؤدي مناسك العمرة، بعد تلبيتها دعوة من حضور مهرجان البحر الأحمر، عبر حسابها الرسمي بموقع الصور والفيديو «إنستجرام»، وعلقت عليها قائلة :«أجمل عمرة في حياتي.. الجو رائع والحرم هادئ جدًا.. أحمدك وأشكر فضلك يا رب... وهبتها لأمي كالعادة.. كل سنه كنت بعملها في عيد الأم.. ولظروف الكورونا اختلفت المواعيد.. الله يرحمك يا أمي ويجعل مثواك الجنة.. ربنا يتقبل».

وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي، صورة للفنانة بسنت شوقي زوجة الفنان محمد فراج، وهي تؤدي منساك العمرة، وظهرت في الصورة وهي ترتدي عباءة وطرحة باللون الأسود.

كما أدى الفنان أحمد زاهر منساك العمرة، بعد مشاركته في «موسم الرياض» بمسرحية «عائلة لاسعة جدا»، وهى مسرحية اجتماعية كوميدية، من إخراج تامر كرم، ونشر «زاهر» صور له من أمام «الكعبة»، وعلق على الصورة قائلًا :«الحمد لله الذي تتم بنعمته الصالحات الحمد لله كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك ربنا يتقبل».

 

المصري اليوم في

19.12.2021

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004