ملفات خاصة

 
 
 

عمرو سلامة: المخرجون السعوديون قادرون على صنع موجة سينمائية جديدة

تحدث لـ «الشرق الأوسط» عن كواليس فيلمه المصري «بَرّا المنهج»

جدة: انتصار دردير

مهرجان البحر الأحمر السينمائي

الدورة الأولى

   
 
 
 
 
 
 

يستعيد المخرج المصري عمرو سلامة عالم الطفولة عبر فيلمه الجديد «بَرّا المنهج» الذي يشارك به ضمن فعاليات الدورة الأولى من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي» السعودي. ويتناول الفيلم قصة طفل يتيم عمره 13 سنة، يكتسب احترام زملائه عندما يدخل بجرأة أحد البيوت المهجورة أمام مدرسته وهو ما يخشاه أقرانه، ليكتشف وجود عجوز يعيش مختبئاً بداخله، فتنشأ بينهما صداقة تقودهما إلى رحلة لاكتشاف الذات.

الفيلم بطولة ماجد الكدواني، وروبي، وأحمد أمين، وأحمد خالد صالح، والطفل عمر شريف.

وأكد سلامة في حواره مع «الشرق الأوسط» أنّه يطرح من خلال الفيلم قصة إنسانية يتمنى أن تكون ممتعة للجمهور... «قصة الفيلم مستوحاة من أحداث واقعية عشتها، وكنت أتمنى أن أقولها».

ويفسر سلامة أسباب اهتمامه بمرحلة الطفولة قائلاً: «أعتقد أنّ هذا يعود إلى أسباب نفسية في المقام الأول؛ فأنا أراها تنطوي على كثير من البراءة، ومن السهل التواصل معها، كما أنني أحب ثيمة النضوج وأحب حكيها، وهي تليق بهذا السن الذي يتشكل فيه الإنسان ويتحول من طفل إلى رجل. هذه وسيلة لحكي قصص معينة قد لا تليق بأعمار أخرى».

واختار سلامة الفنان ماجد الكدواني لبطولة الفيلم أمام الطفل عمر شريف. وعن ذلك يقول: «ماجد كان في ذهني منذ أن استقرت الفكرة في رأسي قبل 10 سنوات، وبعدما كتبت السيناريو وجدته هو الوحيد الذي تنطبق عليه مواصفات الشخصية؛ بينما واجهنا صعوبة نسبية في اختيار الطفل، واضطررت لإجراء اختبارات أداء لعدد كبير من الأطفال حتى اخترت الطفل عمر شريف».

ورغم كتابته الفيلم؛ فإن عمرو سلامة ينفي انحيازه إلى «سينما المؤلف»، مؤكداً: «لست بالضرورة مع (سينما المؤلف)، الأمر يخضع للصدفة؛ فقد تكون لديّ أفكار عديدة أرغب في كتابتها وإخراجها، لكن هذا لا يمنع من أن أخرج أعمالاً لكتاب آخرين، إنني بطبيعتي منفتح، وقدمت عدداً من الأعمال من تأليف كتاب آخرين، مثل مسلسل (طايع)، و(بيمبو) الذي سيعرض قريباً على منصة (شاهد)».

وعبّر المخرج الشاب عن سعادته بمشاركته في «مهرجان البحر الأحمر السينمائي»، قائلا: «وجود مهرجان سينمائي في السعودية أراه خطوة مهمة لصناعة السينما العربية بشكل عام، خصوصاً في ظل وجود جمهور يحرص على مشاهدة الأفلام، مما سيؤدى إلى حراك كبير في المشهد الثقافي والسينمائي العربي، فالسعودية لديها جمهور كبير جداً من عشاق السينما، وأتوقع ظهور جيل جديد من صناع الأفلام الشباب بالسعودية، وهم قادرون على صنع موجة جديدة في السينما العربية ستؤكد وجودها خلال السنوات المقبلة».

ودخل سلامة في شراكة إنتاجية مؤخراً مع المنتج والسيناريست محمد حفظي، لكنّه ينفي أن تحتكر الشركة إنتاج أعماله، ويقول: «ليس بالضرورة أن أتعاون مع الشركة فقط، وليس بالضرورة أن تنتج كل أعمالي. نعم تجربة الإنتاج صعبة، ولست متأكداً من إمكانية تحقيقها بالشكل الأمثل، لكنّي أتعلم منها كثيراً، وهي تجعلني أنظر للإخراج من وجهة نظر مختلفة، وتظل في كل الأحوال تجربة مفيدة حتى وإن بدت صعبة في البداية».

وعُرض بعض أعمال المخرج عبر منصات رقمية مثل «ما وراء الطبيعة» الذي عرض على «نتفليكس»، كما أنّه من المقرر عرض مسلسله «بيمبو» قريباً على «شاهد»، وهو لا يخشى على السينما من المنصات، مشيراً إلى أنّ «وجود (البلات فورم) لن يقضي على صناعة السينما، وقد تردد هذا الأمر عند ظهور التلفزيون وبعده الأطباق الفضائية، ووسائل العرض الإلكترونية، لكن سيظل سحر السينما موجوداً ولن ينتهي، والمنصات تتيح حكي قصص بأشكال مختلفة، هناك قصص أشعر أنها تصلح للمنصات، وأخرى تصلح للسينما، وثالثة للتلفزيون، مما يوجد خيارات عديدة في الحكي، وهو ما يفيد صناعة السينما بشكل عام».

 

####

 

هند صبري: إيناس الدغيدي أدخلتني «هوليوود الشرق» و«صمت القصور» بوابتي الفنية

أشادت بطاقة السعوديين الإبداعية في «البحر الأحمر السينمائي الدولي»

جدة: أسماء الغابري

نظّم مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي الذي تستضيفه «جدة التاريخية»، جلسة حوارية مع الممثلة هند صبري، في إطار فعالياته، تحدثت خلالها عن تجربتها في تحكيم الأفلام، كونها أحد أعضاء لجنة تحكيم الأفلام الروائية الطويلة في المهرجان، التي سيترأسها المخرج الإيطالي العالمي الكبير جوسيبي تورناتوري، كما تحدثت عن مسيرتها المهنية، وأبرز أعمالها السينمائية، بداية من فيلم «قصور».

واعتلت هند صبري الممثلة التونسية المقيمة في مصر خشبة مسرح (سينما البلد1)، وسط تصفيق حار من جمهورها في السعودية الذي بادلته مشاعر الحب والامتنان وقالت إنّ الحب الذي شعرت به في السعودية لم تره في أي مكان في العالم، وإنّها بالفعل نسيت كل التعب الذي قدِمت به بسبب كثرة التصوير والتنقل والسفر الذي سبق حضورها.

وبدأت هند صبري جلستها الحوارية مع براء عالم، بالإشادة برقي ذائقة المجتمع في السعودية ورقي الحاضرين للمهرجان، والطاقة الإبداعية الخلاقة التي وجدتها عند الشباب، والقوة والعزيمة التي تتمتع بها النساء السعوديات.

وتحدثت عن تجربتها في أول أفلامها «صمت القصور»، الذي لا يزال بعد ربع قرن على عرضه، يتصدر المراتب الأولى في استفتاءات أفلام المرأة، وقد حصل على المرتبة الأولى في استفتاء أفضل 100 فيلم للمرأة في تاريخ السينما العربية لمهرجان أسوان الدولي لسينما المرأة 2021. كما احتل المرتبة الخامسة لأفضل فيلم عربي حسب استفتاء مهرجان دبي السينمائي 2013. وحاز جائزة الكاميرا الذهبية في مهرجان كان 1994.

وقالت عنه هند صبري إنّ من المحطات المهمة لجميع التوانسة، وقد حقق الفيلم صدى عالمياً كبيراً، أما على الصعيد الشخصي فكان بوابة دخولها عالم النجومية في سن مبكرة، وهو ما جعلها تتحمل مسؤولية كبيرة للحفاظ على المكانة التي حظيت بها.

ولفتت صبري إلى أنّ الاختيار الأول في «صمت القصور» كان للمثلة دُرة زروق، ولكن بسبب رفض أسرتها وقع عليها لتلعب دور المراهقة عالية، مشيرة إلى أنّ الفيلم كان معقداً على بنت عمرها 14 سنة، ولكنها استمتعت بالتجربة، وقامت بالعمل الثاني «موسم الرجال» بعد خمس سنوات، واستمرت في التمثيل وإنتاج الأفلام لمدة عشر سنوات متواصلة لم تتوقف إلا في جائحة «كوفيد - 19». التي أجبرت العالم كله على السكون.

ورأت هند صبري أنّ فترة جائحة «كورونا»، أجبرت جميع سكان الكرة الأرضية على الجلوس مع النفس، ومعرفة ما هي الأولويات، وأنّها في هذه الفترة استمتعت بقضاء وقت مع عائلتها الصغيرة وصنع الكيك والسوشي لبناتها عاليا وليلى، إلا أنّ الفترة طالت جداً، وبدأت هند تشتاق إلى العودة للعمل ومواقع التصوير.

وقالت هند صبري: «في هذه الفترة جرت أحداث عميقة، تستحق أن تظهر سينمائياً ولكن ليس الآن، علينا أن ننتظر ما لا يقل عن سنتين لنعرف بصورة أوضح كيف غيرتنا (كورونا)، وما هي الآثار التي تركتها فينا، والأعمال الأجمل والأعمق تأتي دائماً بعد الأزمة بفترة ولا تأتي مباشرة، كي لا تكون ساذجة).

واعتبرت هند صبري فيلمها الأول «صمت القصور» أول تعريف عنها في تونس، فيما كان فيلم «مذكرات مراهقة»، بطاقة تعريفها في مصر، مرجعة السبب للمخرجة إيناس الدغيدي التي تقابلت معها في بهو فندق، وبعدها تغيرت حياتها واتجهت لـ«هوليوود الشرق» مصر.

وتحدثت هند صبري عن الهجوم والتنقيص الذي تعرضت له على المستوى الشخصي بعد فيلم «مذكرات مراهقة»، قائلة: «أنا كنت أمثل في مجتمع يكسر كل التابوهات، وجئت إلى مصر بثقافة فنية مختلفة، ولكن الهجوم الذي تعرضت له كان بمثابة تجربة تعلمت منها وأكسبتني ثقافة وقوة».

وبعد «مذكرات مراهقة» شاركت هند صبري في عدة أفلام منها، «مواطن ومخبز وحرامي»، و«وسط البلد»، و«ملك وكتابة»، و«عمارة يعقوبيان»، و«الجزيرة»، الذي شبهته بفيلم «the godfather» كونه يحكي عن شخصيات أسطورية موجودة في الواقع، وفيه ملحمة فنية قوية. كما تطرقت لـ«جنينة الأسماك» ووصفته بأنّه فيلم ذو شفرة خاصة لم تفهمها حتى الآن، وفي كل مرة تقابل فيها المخرج يسري نصر الله، تطلب منه أن يشرح لها قصة الفيلم إلا أنّها لا تفهم شيئاً أيضاً، وينتهي النقاش معه بقولها «خلاص مش مهم أفهَم، المهم إنك فاهم».

 

الشرق الأوسط في

14.12.2021

 
 
 
 
 

ختام مهرجان البحر الأحمر السينمائي... "برايتن الرابع" أفضل فيلم

"تمزق" أفضل فيلم سعودي... واليسر الذهبي للسينما التفاعلية من نصيب "نهاية الليل"

نجلاء أبو النجا صحافية

بعد أيام متواصلة من الفعاليات والعروض، أسدل مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي الستار على دورته الأولى بمدينة جدة بالسعودية.

وبدأت مراسم ختام المهرجان الذي أُقيم برعاية "ڤوكس سينما"، ومجموعة "أم بي سي"، و"الخطوط الجوية السعودية"، بافتتاح السجادة الحمراء بحضور عدد كبير من النجوم وصناع السينما السعودية والمصرية واللبنانية والعربية الأخرى، بالإضافة إلى نخبة من النجوم مثل يسرا وليلى علوي وظافر عابدين وهند صبري. وأعلن المهرجان عن أسماء الفائزين بجوائز اليُسر، وذلك في حفل توزيع الجوائز الذي أقيم مساء اليوم الاثنين 13 ديسمبر (كانون الأول) في جدة، قبيل عرض فيلم الختام وهو "برة المنهج" للمخرج عمرو سلامة وبطولة روبي وماجد الكدواني.

جوائز المهرجان

وضمت مسابقات المهرجان 16 فيلماً طويلاً، و18 فيلماً قصيراً، و21 مشروعاً من الواقع الافتراضي والتقني، جمعت أهم إبداعات السينما العربية والعالمية، إذ قدمت قصصاً جديدة وأساليب سينمائية مبتكرة، وجرأة في طرح المواضيع ومناقشة قضايا مجتمعاتها. وتأتي جوائز اليُسر تكريماً لهذه الإبداعات، واحتفاء بالجيل الجديد من الأصوات السينمائية، إضافة إلى ذوي الخبرات السابقة.

وتوزعت جوائز اليسر ضمن ثلاث مسابقات، هي مسابقة البحر الأحمر للأفلام الطويلة التي ترأس لجنة تحكيمها المخرج الإيطالي جيوسبي تورناتوري إلى جانب كل من هند صبري وشيرين دعيبس ودانيلا ميشيل وعبد العزيز الشلاحي، ومسابقة البحر الأحمر للفيلم القصير برئاسة مروان حامد وعضوية عهد كامل وخضر عيدروس، وأخيراً مسابقة البحر الأحمر للسينما التفاعلية التي ترأست لجنة تحكيمها لوري أندرسون إلى جانب كل من فيكتوريا مابلبيك وسارة مهنا العبدلي.

وبهذه المناسبة، نوه رئيس لجنة تحكيم مسابقة الفيلم الطويل جيوسبي تورناتوري بمدى تنوع المواهب والمواضيع المطروحة. وأضاف "لقد كانت تجربة استثنائية، إذ شاهدنا أعمالاً مؤثرة وقوية وجريئة، مما يؤكد الزخم الذي تشهده السينما في العالم العربي وأفريقيا وآسيا، لذا كانت مهمتنا صعبة للغاية".

الأعمال الفائزة

وبالنسبة إلى الأعمال الفائزة فقد تحققت أكثر من مفاجأة وجاءت الجوائز مخالفة لبعض التوقعات، إذ فاز بأفضل فيلم سعودي: "تمزُّق"، إخراج: حمزة جمجوم - المملكة العربية السعودية.

وبجائزة الجمهور: "أنت تشبهني"، إخراج: دينا عامر - مصر، فرنسا، الولايات المتحدة.

واقتنص جائزة البحر الأحمر للسينما التفاعلية، اليسر الفضي: "تناسخ"، إخراج: سن-شين وانغ - تايوان.

وفاز بجائزة البحر الأحمر للسينما التفاعلية، اليسر الذهبي: "نهاية الليل"، إخراج: ديفيد أدلر - الدنمارك، فرنسا.

بينما فاز بمسابقة البحر الأحمر للفيلم القصير، اليسر الذهبي: "تالافيزيون"، إخراج: مراد أبو عيشة - الأردن، ألمانيا. وحصل على شهادة تقدير فيلم "فرحة"، إخراج: دارين سلّام - الأردن.

وفاز بأفضل مساهمة سينمائية: أمين جعفري لتصوير: "على الطريق" - إيران.

وفاز بأفضل سيناريو: مانو خليل عن فيلم "جيران" - سوريا، سويسرا.

ونال جائزة أفضل ممثل: آدم علي عن دوره في "أوروبا" - العراق، إيطاليا، الكويت.

أما جائزة أفضل ممثلة فنالتها أرويندا كرانا عن دورها في "يوني" - إندونيسيا، سنغافورة، فرنسا، أستراليا.

وحصد جائزة أفضل مخرج: حيدر رشيد عن فيلم "أوروبا".

وذهبت جائزة لجنة التحكيم إلى فيلم "على الطريق"، إخراج بناه بناهي - إيران.

أما أفضل فيلم فكان "برايتن الرابع"، إخراج: ليفان كوجواشفيلي - جورجيا، روسيا، بلغاريا، الولايات المتحدة، موناكو.

وبدأت فعاليات المهرجان في 6 ديسمبر الحالي، وتستمر العروض للجمهور حتى 15 الحالي على الرغم من إعلان جوائز المهرجان، لكن العروض ستكون للجمهور فقط .

وضم برنامج المهرجان 138 فيلماً طويلاً وقصيراً من 67 بلداً، منها 25 فيلماً في عرض عالمي أول، و48 فيلماً في أول عرض عربي، و17 فيلماً فى عرضها الأول في منطقة الخليج.

وإلى جانب مسابقة البحر الأحمر للأفلام الطويلة والقصيرة، وعروض السجادة الحمراء، والعروض الخاصة، استضاف المهرجان مجموعة من البرامج مثل، "اختيارات عالمية" و"سينما السعودية الجديدة" و"كنوز البحر الأحمر" و"روائع عربية" و"روائع العالم" و"جيل جديد"، بالإضافة إلى عروض "السينما التفاعلية" و"حلقات البحر الأحمر". وضمت المسابقة الرسمية بشقيها للفيلم الطويل والقصير أهم الإبداعات السينمائية من آسيا وأفريقيا والعالم العربي، إذ عرض المهرجان 18 فيلماً ضمن مسابقة الأفلام القصيرة، و15 فيلماً في مسابقة الفيلم الطويل، تنافست على جوائز "اليُسر" التي تقدمها لجنة التحكيم.

 

الـ The Independent  في

14.12.2021

 
 
 
 
 

«دارين» تُلقن «أبو أسعد» درساً لن ينساه !

بقلم: مجدي الطيب

* في «صالون هدى» الشعب الفلسطيني خائن ومتواطيء .. ورجال المقاومة يعيثون في الأراضي الفلسطينية فساداً

* .. وفي «فرحة» إلمام دقيق بالقضية الفلسطينية ووعي حقيقي بلا خطابة أو زعيق

جمعت مسابقة البحر الأحمر للأفلام الروائية الطويلة، التي شاركت في الدورة الافتتاحية لمهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، بين فيلمي «صالون هدى» (فلسطين / 88 دقيقة)؛ تأليف وإخراج هاني أبو أسعد، و«فرحة» (الأردن / 92 دقيقة)، إخراج دارين سلام، اللذان يتناولان القضية الفلسطينية، والصراع العربي – الإسرائيلي؛ عبر وجهتي نظر شديدتي التناقض، وموقفين غاية في التباين، وكأننا بصدد صراع بين طرفين لا نعرفهما !

في فيلم «صالون هدى»، اختار المخرج الفلسطيني هاني أبو أسعد، أن تدور الأحداث في مدينة بيت لحم، الواقعة في الضفة الغربية، والتابعة للسلطة الفلسطينية، ليطرح قصته، التي قيل إنها مستوحاة من أحداث حقيقية، وتتناول مأساة «ريم» (ميساء عبد الهادي)، الزوجة الشابة، والأم للطفلة «لينا»، التي تُفاجأ بأن صديقتها «هدى» (منال عوض)، صاحبة محل تصفيف الشعر، استغلت غفلتها، وصورتها في وضع مُخل؛ بغرض ابتزازها، وتجنيدها للعمل معها لحساب استخبارات العدو، لكنها ترفض، قبل أن تستيقظ على كابوس، عقب علمها بالقبض على «هدى»، بواسطة رجال المقاومة، والاحتمالات الأكيدة بأن تضعف، وتنهار، وتعترف بعضوات الشبكة، اعتماداً على صور ابتزازهن !

قضية غاية في التهافت السينمائي، والابتذال الفكري، والعهر السياسي، رغم المحاولات المستميتة التي سعى «أبو أسعد» لاسباغ أهمية، وجدية، عليها، بالقول إنه يتحدث عن الخيانة، الولاء، الكبت، القهر، والحرية، فضلاً عن الذكورة الفلسطينية الهشة، مُقارنة بقوة المرأة، في حال استقلالها الاقتصادي؛ فالزوج «يوسف» (سامر بشارات) ضعيف الشخصية، «ابن أمه»، يرتاب في سلوك زوجته «لمياء»، ويظنها تخونه مع رجل آخر، و«هدى» لديها قناعة بأنها لم تُجرم في حق نفسها، وأولادها، وزوجها، وفي وقاحة منقطعة النظير، تقول إن «المجتمع الذي يمارس الظلم على حاله، صار سهل يحتلوه»، وكأن المخرج يُبرر الاحتلال، بل يلتمس له العذر لو بطش، ونكل، واغتصب، مادام الشعب الفلسطيني خانع، والظلم يطال الجميع !

صورة أخرى غاية في الانحطاط، والبشاعة، قدمها «أبو أسعد»، في فيلمه، لرجال المقاومة، الذين يعيثون في الأراضي الفلسطينية، التابعة للسلطة، فساداً، ويعتقلوا الفلسطينيين، كما يستحلوا نساءهم؛ بحجة أنهن خونة، وينبغي عقابهن بالقتل، وبينما

«المُحتل» غير مؤثم، ولا مُذنب، يصور المخرح،وهو نفسه كاتب الفيلم، ما يجري من انتهاكات في حق الشعب الفلسطيني، بأنه «صراع أجهزة» بين الفلسطينين أنفسهم، مُجسدة في قائد المقاومة «حسن» (علي سليمان) و«موسى»، رجل المخابرات القوي، وبينهما تحول الشعب الفلسطيني إلى ضحايا !

الدرس البليغ

في المقابل تدور أحداث فيلم «فرحة»، إخراج الأردنية من أصل فلسطيني دارين سلام، التي كتبته مع ديما عزار، في فلسطين عام 1948؛ أي عام اغتصاب المُحنل للأراضي الفلسطينية، وتهجير أهلها، أو قتلهم بدم بارد؛ حيث الفتاة «فرحة» (12 سنة)، الطموحة، المتطلعة للذهاب إلى المدينة لتُكمل دراستها، مع صديقتها المُقربة «فريدة»، لكن النكبة، والطعنىة الغادرة، أجهضت حلمها، وشردت عشيرتها، ما اضطر والدها لاخفائها في مخزن قديم، وفي 92 دقيقة، هي مدة الفيلم، نجحت «دارين»، في تلقين الجميع درساً سينمائياً بليغاً في الدفاع عن الحقوق التاريخية للفلسطينيين، وفي قرابة 52 دقيقة، هي مدة وجود الفتاة حبيسة في المخزن، وببراعة فائقة في استخدام حركة الكاميرا، واختيار الزوايا، وكلها من خلال ثقب في الباب الخشبي المُغلق، أو كوة في الجدار، أبهرتنا بلغة سينمائية رائعة، وفهم دقيق لزمن اللقطة، والرسالة منها، ولم تُشعرنا، مُطلقاً، بالاختناق نتيجة ضيق المكان، وبسلاسة منقطعة النظير خلقت إيقاعاً لاهثاً ورصيناً، قوامه التلصص، عبر الباب الذي يعزلها عن العدو، وكيف صارت الطفلة امرأة بفعل الاكتشافات التي لم تخطر لها على بال، كما كشفت عن إلمام حقيقي بالقضية الفلسطينية، ورغبة صادقة في حشد التعاطف معها، من دون خطابة أو مباشرة أو زعيق، وبموضوعية تستحق الثناء، ناهيك عن براعتها في إدارة الممثلين، وعلى رأسهم الشابة كرم طاهر، التي جسدت شخصية «فرحة» .

المثير أن فيلم «فرحة» اعتمد، أيضاً، على قصة حقيقية للصبية الفلسطينية «رضية»، التي هُجرت، قسراً، إلى سوريا، بعد ما اغتصب «الكيان» أرض وطنها. لكن الفارق كبير بين «فرحة» و«صالون هدى»؛ بسبب وحيد هو الوعي؛ فقد كان بمقدور المخرجة دارين سلام أن تصنع «فيلماً نسوياً خالصاً»، لكنها أدركت أنها بصدد قضية وطنية، جادة، وحيوية، أهم بكثير من أن تتفرغ للدفاع عن قضايا بنات جنسها . واللافت هنا أنها ليست المرة الأولى، التي تتصدى فيها دارين سلام، للبحث في قضية الصراع العربي – الإسرائيلي؛ ففي عام 2016 أنجزت فيلماً قصيراً بعنوان «الببغاء»، طرح فكرة رائعة عن عائلة فلسطينية هُجرت من بيتها لتسكنه عائلة يهودية، لكن «الببغاء»، الذي تركته العائلة الفلسطينية راح ينغص على العائلة الدخيلة حالها، ويُكدر صفوها، وكأنه ذاكرة العائلة الفلسطينية، والقضية برمتها . وهو ما يوحي بأن دارين سلام صاحبة مشروع وطني حقيقي، وليس فقط مخرجة تملك لغة ثرية، وفكراً محترماً، بينما لا نستطيع، في المقابل، تجاهل أن «أبو أسعد» شريك في إنتاج فيلم «أميرة»، الذي أخرجه محمد دياب، ويتناول أحداثه قصة أسير فلسطيني يرغب في الإنجاب، وعندما ينجح في تهريب نطفته، يكتشف الطبيب أنه عقيم، وأن ابنته "أميرة"، التي تبلغ من العمر سبعة عشر عاماً، وأنجبها بنفس الطريقة (تهريب النطفة)، هي ابنة ضابط إسرائيلي،وكأنه يُشكك في نسب مئات الأطفال الفلسطينيين الذي ولدوا بعد تهريب الحيوانات المنوية !

 

جريدة القاهرة في

14.12.2021

 
 
 
 
 

«سولا» الجزائرى صرخة امرأة!

طارق الشناوي

جرأة فى الرصد والتعبير أتابعها فى العديد من الأفلام المشاركة فى مهرجان (البحر الأحمر)، خاصة تلك التى تحمل الجنسية العربية، الواضح أن سياسة المهرجان تقضى بزيادة مساحة التمثيل العربى، حتى لو لم تكن هناك مسابقة مستقلة مثل مهرجان (القاهرة)، إلا أنه يسعى ليصبح هو العنوان، المهرجان لا يتبع الاتحاد الدولى للمنتجين مثل (القاهرة)، ولهذا يحق له أن يضم إلى المسابقة الرسمية، الأفلام التى سبق أن شاركت فى مهرجانات أخرى.

فى عدد كبير مما شاهدناه خروج عن السائد والمتعارف عليه، ويجب أن نضيف أن بعضها لا تكتفى فقط السعودية بعرضه، لكنها تشارك أيضا فى إنتاجه، وهى خطوة مهمة تترجم بوضوح شعار (أمواج التغيير)، الذى صار هو (اللوجو) الرسمى، وأهم من الشعار أن الجمهور يقبل بشغف على عروض الأفلام، وشباك التذاكر له مردود واضح، تلمح ذلك فى السوق الشعبية الموازية، فى مدينة (جدة) القديمة، حيث عدد كبير من دور العرض تقدم الأفلام. الإقبال الحميم جزء من الحالة، والأهم هو السعادة التى تسكن القلوب قبل الوجوه، حتى البسطاء الذين لا يدركون على وجه الدقة ما الذى يعنيه (المهرجان) إلا أنهم يبتهجون بالتجربة.

فيلم (سولا) لإسعاد صالح أول تجربة فى مجال الفيلم الروائى الطويل للمخرج الجزائرى، ينطبق عليه توصيف (سينما الطريق)، فى ليلة واحدة برصد أطياف المجتمع، من خلال امرأة مطلقة ترعى ابنتها الرضيعة، تجد نفسها فى الشارع، ترفض أن تبيع شرفها، وتنتقل من مكان إلى آخر، بحثا عن مأوى، ومن خلال السيارات التى تستجير بها مرغمة، نتعرف على أنماط المجتمع الذى تتعدد مشاربه وأفكاره، وننتقل أمام صديقين وجدا فى (سولا) فرصة لتفريغ فحولتهما تباعا، وعليها الإذعان وإلا مصيرها الضرب لو حاولت الفرار، فى السيارة يستمعان لأغنية بموسيقى صاخبة، فى نفس اللحظة، انطلق صوت أذان الفجر، فأغلقا المذياع، بمجرد الانتهاء من الأذان أكملا بضمير مستريح جريمة الاغتصاب.

السينما تقدم المشاهد الجريئة، ليست لأنها كذلك، السينمائى ينتقى بعينه الموقف الدال على التعبير عن زيف التدين الشكلى، عاشت الجزائر منذ مطلع الثمانينيات وحتى التسعينيات ما أطلقوا عليه (العشرية السوداء)، كان المتطرفون يذبحون كل من يختلف معهم ويسعون لتطبيق ما وصفوه بالدين الإسلامى، ابتعدت التنظيمات الإرهابية عن صدارة المشهد، إلا أن أفكارهم لاتزال تتنفس.

لا تجد (سولا)، فى نهاية الأمر، سوى أن تضع ابنتها فى صندوق خشبى وتدفع بها إلى البحر، مرددة أن العالم قاسٍ، ولهذا ستتركها، ومن خلقها سيرعاها.

لم أرتح لتلك النهاية برغم استحواذها على التصفيق والدموع، المقصود توجيه صرخة تؤكد أن المستقبل مظلم وضبابى، إلا أن اللجوء إلى إلقاء الطفلة فى البحر هو فعل إجرامى لا يمكن تبريره واقعيا أو دراميا، حتى لو كان الحل الوحيد للهروب من قسوة العالم.

الفيلم تلمح فيه استخدام إضاءة تعبر ليس فقط عن تغير الزمن الواقعى، لكن النفسى الذى تعيشه (سولا)، وبأداء الممثلة واسمها أيضا (سولا بحرى)، وطبقا للأوراق المتاحة، القصة تحمل جزءا من حياتها، لعبت البطولة وشاركت فى الكتابة والإنتاج.

ليس مهما أن تعيش الحالة لتعبر عنها بصدق، أغلب من يعيشون الواقع لا يستطيعون تجسيده أمام الكاميرا، بينما وبدرجة كفاءة عالية أجادت سولا بحرى الدور، وصارت واحدة من أكثر المرشحات لنيل جائزة أفضل ممثلة.

tarekelshinnawi@yahoo.com

 

المصري اليوم في

14.12.2021

 
 
 
 
 

العرض العالمي الأول لفيلم قربان في مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي

مسافات/ البلاد

شهد الفيلم التونسي قربان للمخرج نجيب بلقاضي عرضه العالمي الأول ضمن فعاليات الدورة الأولى من مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي (6 - 15 ديسمبر/ كانون الأول)، حيث ينافس في مسابقة البحر الأحمر، وأقيم العرض الأول يوم الخميس في فوكس سينما مول البحر الأحمر ٤ وذلك بحضور صنّاع الفيلم نجيب بلقاضي، النجمة سهير بن عمارة والمنتج عماد مرزوق، كما أقيم عرضه الثاني يوم السبت في فوكس سينما مول البحر الأحمر 5.

وسبق لمشروع فيلم قربان الحصول على دعم صندوق البحر الأحمر العام الماضي، كما فاز بجائزة MAD Solutions للخدمات التسويقية في مهرجان مالمو للسينما العربية، وجائزة تصحيح الألوان من موزاييك TV في سوق مهرجان مالمو للسينما العربية، وجائزة الخدمات الصوتية من شركة ليث برودكشنز في سوق مهرجان مالمو للسينما العربية، وحصل أيضاً على منحة الصندوق العربي للثقافة والفنون (آفاق).

وتدور أحداث الفيلم أثناء فترة الحجر الصحي، حيث تعمل سارة عن بعد من منزلها في مجال الإغاثة والعمل الإنساني، حیث تساعد الأشخاص الذين تدهورت حالتهم جراء فیروس كورونا. یجد زوجها قیس - والذي یعاني من اضطرابات نفسیة - نفسه دون دوائه الذي لم یعد متوفراً في الأسواق. ثم تبدأ مرحلة السقوط نحو الهاوية بينما تسترجع فیها الطبيعة حقوقها، ويصبح الهواء أكثر نقاءً وقابلية للاستنشاق.

قربان من تأليف وإخراج نجيب بلقاضي، وتشاركه بطولة الفيلم سهير بن عمارة، وإنتاج عماد مرزوق ونجيب بلقاضي، وتتولىMAD Solutions   مهام توزيع الفيلم في العالم العربي.

نجيب بلقاضي ممثل ومخرج تونسي، ولد في تونس عام ١٩٧٢. بعد دراسته التجارة والتسويق بمعهد الدراسات التجارية العليا بقرطاج، بدأ خطواته الأولى كمخرج في برنامج شمس عليك مع قناة الأفق+ عام 1999. وفي 2002 أسّس شركة بروباغاندا للإنتاج بالتعاون مع صدیقه عماد مرزوق الذي أصبح فیما بعد منتج أفلامه. وفي 2005 أخرج فيلمه القصير الأول تصاور الذي اختير للمشاركة في أكثر من 30 مهرجان في 11 دولة.

وفي عام 2006، أخرج الفيلم الوثائقي في أش أس كحلوشة الذي شارك في أكثر من 50 مهرجان دولي من بينهم مهرجان كان السينمائي الدولي حيث عرضه العالمي الأول، وفاز الفيلم بـ7 جوائز، من بينها أفضل فيلم وثائقي في مهرجان دبي السينمائي الدولي. في 2013، حصل فيلمه الروائي الطويل الأول باستاردو على عرضه العالمي الأول في مهرجان تورونتو السينمائي الدولي، وأختير للمنافسة في مهرجان سينيميد، وشارك في أكثر من 30 مهرجان دولي، حصد خلالها 11 جائزة دولية. وفي 2018، انطلق فيلمه الروائي الطويل الثاني في عينيا الذي أختير للمشاركة في مهرجان تورونتو السينمائي الدولي وأكثر من عشرين مهرجان دولي آخر.

 

البلاد البحرينية في

15.12.2021

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004