ملفات خاصة

 
 
 

"البحر أمامكم" لإيلي داغر:

ما يفعله الواقع الفاسد بالنفس البريئة!

عصام زكريا*

مهرجان البحر الأحمر السينمائي

الدورة الأولى

   
 
 
 
 
 
 

تعددت الأسباب والهم واحد في معظم الأفلام العربية المعروضة في مهرجان البحر الأحمر السينمائي في دورته الأولى من 6 إلى 15 ديسمبر.

تعددت الأساليب والموضوعات تتشابه، ولكن ما يميز فيلماً عن آخر هو القدرة على التعبير ووجهة النظر في العالم والفن.

من الأفلام التي تتمتع بقدر كبير من الفنية واللغة السينمائية الراقية الفيلم اللبناني "البحر أمامكم" للمخرج والمؤلف إيلي داغر، وهو فيلم، حسب ظني، لم ينل ما يستحقه من حفاوة وتقدير.

بين الفضفضة والشعر

إيلي داغر فنان سينمائي يتعامل مع السينما كما يتعامل الفنان التشكيلي مع لوحة أو الشاعر مع قصيدة: تركيز على الصورة وجمالياتها من تكوين وألوان وخطوط ومزاج وجو نفسي لكل لقطة، أكثر مما يركز على حكي حكاية بالحوار والمواقف الدرامية الحاسمة.

يظهر هذا الفارق بقوة إذا قارنا بين "البحر أمامكم" والفيلم اللبناني الآخر "كوستا برافا" للمخرجة مونيا عقل وبطولة نادين لبكي وصالح بكري، الذي فاز بالعديد من الجوائز في مهرجان "الجونة" الماضي، ويمثل لبنان رسمياً في مسابقة الأوسكار، وهو تقدير راجع، في ظني، إلى القضية التي يناقشها الفيلم أكثر مما يرجع إلى تميزه فنياً.

يناقش كل من "البحر أمامكم" و"كوستا برافا" موضوعاً واحداً تقريباً: أكوام القمامة والتلوث البيئي والفساد والسياسي التي ضربت لبنان، ولكن بينما يحكي "كوستا جرافا" قصته بطريقة ميلودرامية تقليدية: حكاية وشخصيات درامية نمطية، خيرة أو شريرة، وعبارات حوار كبيرة تشبه تقارير الأخبار وفضفضة المواطنين، وصراع واضح للغاية، فإن "البحر أمامكم" يروي موضوعه بلا قصة ولا حوار ولا صراع تقريباً!

يروي "كوستا برافا" الواقع الذي نراه في نشرات الأخبار، فيما يروي "البحر أمامكم" ما يحدثه هذا الواقع في نفوس الأفراد من اكتئاب واغتراب وشعور بعدم الانتماء.

وبينما يختار "كوستا برافا" شخصيات تعرف هويتها وهدفها: ناشط سابق يأخذ أسرته المكونة من زوجته وأبناءه وأمه للعيش في منطقة خضراء معزولة بعيداً عن المدينة الفاسدة، إلا أن المدينة تلاحقه ويأتي ممثلوها من سياسيين ورجال أعمال للاستيلاء على آخر بقعة خضراء ويغرقونها بالقمامة!

ما يفعله الفساد!

على الناحية الأخرى فإن جيني، بطلة "البحر أمامكم" ( تؤدي دورها منال عيسى)، فتاة صغيرة عائدة من محاولة فاشلة للهجرة إلى الغرب، ليس لديها قضية سياسية، ولا مواقف نضالية، وهي لا تجيد التعبير عن نفسها باللغة، بل تتهرب دوماً من الحديث حتى مع أبويها، ليس لديها خصوم سوى نفسها وصراعاتها الداخلية التي تمزقها. يتتبع الفيلم أحوالها النفسية ومشاعرها ومحاولاتها اليائسة للاندماج.

ربما يؤدي الفساد إلى نهب المليارات وتدمير اقتصاد البلد، ولكن الأسوأ حتى من ذلك أنه يدمر نفوس الشباب الأبرياء، الذين يفقدون طموحاتهم وأحلامهم بغدٍ أفضل.

لا يحمل "البحر أمامكم" جملاً مباشرة من هذا النوع، وهو ليس مشغولاً بايصال هذه الفكرة، أو غيرها، للمتلقي، على طبق من فضة، لكنه مشغول بتصوير واحدة من هؤلاء الشباب، والتعبير عما يختلج في قلبها وعقلها تعبيراً فنياً، ومحاولة وضع المشاهد داخل قلبها وعقلها.

على مدار أكثر من ساعتين ونصف الساعة يتأمل "البحر أمامكم" أحوال بطلته ورحلتها من اليأس والاستسلام إلى التمرد والخروج من السجن الداخلي الذي وضعت نفسها فيه، بتأن وصبر، من خلال لغة سينمائية "جمالية"، تحاول الوصول إلى الباطن، إلى الأثر الذي يحدثه الواقع الصعب على النفس، وهي لغة ربما تكون صعبة أحياناً، خاصة مع قلة الأحداث والحوار، لكن لا يمكن إنكار جمالياتها وتأثيرها الإجمالي.

يبدأ الفيلم بعودة جني من الخارج فجأة إلى بيت أبيها وأمها. يحاول الأبوان معرفة ما حدث، وسبب هذه العودة، لكن جني لا تقول شيئا. يحاول الأبوان التخفيف عنها ويدعوان بعض الأقارب للترحيب بعودة الابنة. وجني لا تعترض ولكنها غير متحمسة لأي شئ، تفضل الوحدة على مخالطة البشر.

بعد فترة تلتقي بالصدفة بحبيب قديم، وتنتقل للإقامة معه، ويبدو أنها وجدت أخيراً سلامها الداخلي وسعادتها، لكن هذا لا يستمر سوى لفترة قصيرة، فالحب الذي يحرر الانسان يتحول أيضاً إلى نوع من العبودية. وحياة اللهو والغياب عن الواقع التي تغرق فيها جني ربما تكون أكثر بؤساً من الواقع نفسه. وهي لا تدرك ذلك إلا عندما تصل إلى قاع مشاعرها السلبية، حينئذ تنتفض مرة أخرى وتستيقظ لتقاوم بكل ما أوتيت من قوة نفسية وبدنية، حتى تعود إلى الحياة.

الواقع النفسي للواقع

في فيلمه الأول القصير "موج 98" مزج إيلي داغر بين اللقطات الوثائقية لبيروت والرسوم المتحركة ليعبر عن حالة شاب وحيد تنتابه أحلام كابوسية عن المدينة، وقد فاز الفيلم بسعفة مهرجان "كان" كأفضل فيلم قصير في 2015، ما فتح الباب أمامه ليصنع فيلمه الروائي الأول "البحر أمامكم"، ويمكن ملاحظة التشابهات بين الفيلمين وأولها رغبة داغر في التعبير عن اللامرئي سواء في المدينة أو الذين يقطنونها.في "موج" حاول ذلك عن طريق استخدام "الأنيمشن" ورسم صور شعرية خيالية للمدينة التي انتشر فوق جسدها عمران عشوائي قبيح، لكن في "البحر أمامكم" انتقل إلى خطوة أخرى، وهي رسم صور واقعية محملة بالجماليات مع شريط صوت وموسيقى تصويرية مميزة، تعبر عن هذه الأشياء غير المرئية بالعين المجردة داخل النفس والمدينة.

بالرغم من الأحداث الهائلة التي مرت بها بيروت في العامين الأخيرين، والتي تغري بالتأكيد بالحديث عنها، إلا أن داغر في "البحر أمامكم" يفضل الحديث عن واقع آخر، هو الواقع النفسي لهذا الواقع!

*ناقد فني مصري

 

####

 

"شرف".. فيلم يرصد الحياة وراء القضبان بمهرجان البحر الأحمر السينمائي

جدة -الشرق

ينافس فيلم "شرف" المشارك في أولى دورات مهرجان البحر الأحمر السينمائي، والمُقامة في مدينة جدة السعودية حتى 15 ديسمبر الجاري، ضمن مسابقة الأفلام الروائية الطويلة، على جائزة اليُسر الذهبي، بجانب جوائز الإخراج والتأليف والتمثيل

ويضم فيلم "شرف" ممثلين من 7 جنسيات عربية مختلفة، هي مصر، وليبيا، وتونس، والجزائر، وفلسطين، ولبنان، وسوريا، ومن بينهم أحمد المنيراوي، وفادي أبي سمرا، وخالد هويسة، ورضا بوقديدة، وتوفيق البحري.

الفيلم المأخوذ عن رواية الأديب والروائي المصري صنع الله إبراهيم التي تحمل نفس الاسم، من سيناريو وإخراج سمير نصر.

ويرصد الفيلم، ذا الإنتاج التونسي الألماني المشترك، صعوبة الحياة وراء القضبان، من خلال قصة "شرف" الشاب الذي يدخل السجن بعد جريمة دفاع عن النفس، ليكتشف خلال هذه الرحلة طبيعة شخصيته، والمجتمع بأكمله من خلال عالم السجن الذي يستنسخ النظام الطبقي الموجود خارجه، فهناك العنبر "الشعبي" الذي يضم المساجين الفقراء، والعنبر "الميرى" الذي ينعم فيه المساجين الأغنياء بالعديد من المميزات.

لا مكان ولا زمان 

المخرج سمير نصر، قال إن فيلم "شرف" لا يمثل دولة بعينها، بل يعبّر عن الوطن العربي كله، قائلاً لـ"الشرق"، إنه "لم نكن نريد جعل الفيلم قاصراً على مصر، لذلك فضلنا أن يكون مكان السجن غير واضح بأي دولة، وكذلك الزمن أيضاً". 

وأوضح أنه جرى اختيار فريق تمثيلي من كل الدول العربية، مضيفاً: "كنت أتمنى تواجد صنع الله إبراهيم (مؤلف الرواية الأصلية) معنا، لكنه راسلني قبل ساعات، وأخبرني بأنه يشعر أننا حققنا شيئاً من الوحدة العربية من خلال هذا الفيلم". 

 وكشف  مخرج الفيلم عن كواليس تعاونه مع الكاتب صنع الله إبراهيم في كتابة سيناريو الفيلم، التي استغرقت سنوات عدة، قائلاً: "حاولنا الربط بين معرفة صنع الله بالتفاصيل وخبرته الواسعة بالحياة داخل السجن، وبين رؤيتي عن كيفية تكثيف هذه الرواية الملحمية في شكل سينمائي قوي ومحكم".

واستعرض حجم الصعوبات التي واجهها منذ عام 2007 تقريباً، بشأن تنفيذ فيلم "شرف"، إذ عرضه على عدد كبير من المنتجين المصريين، لكن لم يتحمس له أحد، بحجة أن الفكرة قاتمة ولن تنال إعجاب الجمهور

لكنه أكد أنه لم يُصب بأي يأس طوال الـ14 عاماً الماضية خلال رحلة البحث عن مُنتج لـ"شرف"، وقال: "كان لدي إصرار شديد على أن تكون أولى أعمالي عن قضية عربية رغم إقامتي في ألمانيا منذ فترة طويلة". 

"نضال سينمائي

الممثل اللبناني فادي أبو سمرا، أعرب عن سعادته البالغة لمشاركته في مهرجان البحر الأحمر السينمائي، معتبراً أن ذلك المحفل السينمائي يفتح الباب أمام المواهب وأصحاب الطاقات السعودية، التي لديها شغف كبير بالسينما وصناعة الفن بشكل عام

وروى الممثل اللبناني تجربته مع الفيلم، التي جاءت بالتزامن مع أحداث "17 أكتوبر"، قائلاً إنه كان بين المتظاهرين في ساحة الشهداء بلبنان وينادي بالتغيير ضد الظلم والفساد، وحل ضيفاً على إحدى القنوات التلفزيونية للحديث عن مشاركته في الثورة، ليشاهده آنذاك مخرج فيلم "شرف". 

وقال أبو سمرا، إن "سمير نصر شاهدني آنذاك، وأعجب بحديثي، وعرض عليّ المشاركة في الفيلم، وأخبرني بأن العمل للكاتب صنع الله إبراهيم، فتحمست للمشروع كونه الكاتب المفضل لدي. وفور إطلاعي على السيناريو، شعرت بأن الحالة هي ذاتها ما بين السجن وساحة الشهداء، فأخبرت أصدقائي بدعابة بأنني سأستكمل النضال داخل سجن شرف". 

ونفى أبو سمرا ما يُشاع عن وجود صعوبات بين الممثلين داخل الكواليس كونهم من جنسيات مختلفة، مؤكداً لـ"الشرق"، أن "هذا الكلام عارٍ تماماً عن الصحة، إذ خلقنا وحدة من كل الجنسيات في هذا الفيلم". 

تحدي اختلاف اللهجات

من جانبه، أوضح الممثل الفلسطيني أحمد المنيراوي، لـ"الشرق"، أن فيلم "شرف" يُعدّ التجربة السينمائية الأولى له، قائلاً: "كوني فلسطينياً، لم تكن لدي هذه الفرصة، أو أن يكون لي الحق في الحرية والتنقل والاطلاع على العالم العربي والشعوب طوال السنوات الماضية".

وحرص الممثل الفلسطيني على توجيه الشكر إلى فريق العمل كافة، على رأسهم المخرج سمير نصر، موضحاً أنه "رغم جميع اختلافاتنا وثقافاتنا، كنا كعائلة أثناء تصوير الفيلم، وسأظل ممتناً للمخرج سمير نصر طوال العمر على هذه الفرصة". 

أما الممثل التونسي خالد هويسة، فكشف لـ"الشرق" أبرز ما واجهه من تحديات داخل الفيلم، لعل أبرزها هو التحدث باللهجة المصرية بلا عناء، وهو ما تغلب عليه بالتدريبات المكثفة. وقال: "اقترحت على المخرج أن أتحدث بالمصرية بعيداً عن لغتي الأم، لاسيما وأنه مخرج مصري، فرحب بالفكرة، وظل معي فترة التدريب والتحضير، حتى مرحلة الإتقان". 

وأعرب الممثل التونسي عن آماله بأن "أكون قدمت الشخصية على المستوى المطلوب من النطق ومخارج الحروف، وأن أكون نجحت في توصيل المعنى"، متابعاً أن "الفيلم يمثل لي تجربة مختلفة ومحترفة، خاصة وأنها مقتصرة على مكان واحد وهو السجن الذي يوجد به جنسيات عدة، وكل شخص داخل الحبس يحمل كل شيء ونقيضه، الخير والشر، الألم والفرح".

وترى المنتجة سيلفانا سانتاماريا أن فيلم "شرف" هو "عمل سينمائي مهم ورائع للسينما العربية"، معربة عن فخرها كونها قدّمت مواهب عربية جديدة إلى العالم من خلال هذا المشروع السينمائي

وقالت إن "هذه المواهب أثبتت نفسها جنباً إلى جنب فريق عمل من المحترفين بالمنطقة العربية، سواء كانوا خلف الكاميرا أو أمامها".

أما المنتج أدولف العسال، والمشارك في إنتاج فيلم "شرف"، فأعرب عن سعادته البالغة كونه جزءاً من هذا العمل، معتبراً أن "سمير نصر تمكن من إخراج فيلم مبهر ورائع". 

وكان فيلم "شرف" قد حصل على منحة من منظمة MFG Film Fund Baden-Württemberg الألمانية لدعم الإنتاج السينمائي والتلفزيوني، و"سند أبو ظبي لتمويل الأفلام" Sanad film fund، و  Francophonie Film Fund. 

كما تواجد مشروع الفيلم في مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي عام 2019 كجزء من the Gap Financing Market of the Venice Production Bridge.

 

الشرق السعودية في

11.12.2021

 
 
 
 
 

علا الشافعي تكتب:

مهرجان البحر الأحمر السينمائي والحاجة إلى جمهور

تتواصل فعاليات الدورة الأولى لمهرجان البحر الأحمر السينمائي حتى الـ16 من ديسمبر الجارين الكثير من عروض الأفلام المميزة، من أهم الإنتاجات العالمية والعربية، بعضها أفلام ستمثل بلادها في مسابقة الأوسكار، منها الفيلم العراقي «أوروبا»، إخراج حيدر رشيد، والفيلم الإيراني «بطل» للمخرج صاحب الصيت والسمعة العالميين أصغر فرهادي، وحتى فيلم الافتتاح البديع «سيرانو» الذي سينافس على العديد من جوائز الأوسكار، إضافة إلى أفلام أخرى لدول مختلفة، تعرض بحرية واسعة، وبعضها أفلام لن نشاهدها بسبب ما تناقشه من قضايا  سياسية مثل فيلم «شرف» إخراج سمير نصر، وهو ما يعكس حجم الجهد والدأب المبذول من قبل إدارة المهرجان، ومدير المهرجان الفني إدوارد وينتروب الذي لم يظهر في افتتاح المهرجان أو الأيام التالية من الفعاليات، وبالتأكّيد سيعلن عن الأسباب الحقيقية لغيابه بعد انتهاء الدورة الأولى.

لكن السؤال الذي يطرح نفسه وبقوة «ماذا عن الجمهور الحقيقي من السعوديين، هل بالفعل يدركون حجم هذا الإنجاز وتواجد العديد من النجوم والعاملين في الصناعة  على أرضهم في هذا التوقيت، وعروض الإبداعات العالمية المختلفة أثناء فترة انعقاد المهرجان، هل سينجح المهرجان في تحقيق تلك المعادلة يوما ما؟».

في حقيقة الأمر ما يحدث هو أمر مهم على الأقل صارت هناك خطوة أولى، بالنسبة للشباب المبدعين العاملين في السينما السعودية، الراغبين في الانفتاح والتعلم، وهذا ما سيتاح لهم من خلال الورش المختلفة وسوق فيلم البحر الأحمر السينمائي، ودعم المشاريع السينمائية وعمل مبدعين شباب سعوديين ممن قدموا تجاربهم مع مبدعين

عرب ينتمون لدول مختلفة، أما بالنسبة للجمهور العادي الذي يشكل قاعدة جماهيرية للمهرجان وضمانة لاستمراره فهذا الأمر يحتاج إلى الكثير من الجهد والعمل من جانب إدارة المهرجان، بمعنى ضرورة التفكير في برامج موازية للسينما المفضلة للشباب السعودي تقدم على هامش المهرجان، لضمان عامل جذب يجعلهم يرتادون المهرجان ويتعرفون إليه أكثر وأكثر، أيضا شكّل تغطية المهرجان وإلقاء الضوء على الكثير من أنشطته المهمة والترويج لتلك التفاصيل يحتاج لمجهود أكبر، لأن الكثيرين لا يعرفون.

ماذا يحدث في قلب جدة التاريخية، تصادف وسألت العديدين هل تتابعون مهرجان البحر الأحمر فكان الرد يأتي: «نعرف أن هناك مهرجان البحر الأحمر، ولكن لا ندرك ماذا يحدث فيه»، أيضًا «هل تعرفون أن ليلى علوى والعديد من النجوم المصريين والهنود والأجانب؟»، هنا يكون الردّ أيضًا «ما نعرف، ولكن كان عندنا الفورميلا، ومعرض جدة للسيارات في الحارثي».

تلك الإجابات من العديد من الشباب تعكس أمرًا مهما يتعلق بكيفية التروّيج لمهرجان البحر الأحمر سينمائيًا، وأيضًا ضرورة أن يكون توقيت عقد المهرجان لا يتزامن مع غيره من الأحداث الأخرى الجاذبة واللافتة التي تشهدها جدة، نعم هناك الكثير من اللافتات الدعائية للمهرجان في محيط جدة التاريخية والبلد، ولكن ذلك الأمر ليس كافيا، وحتى لا يكون المهرجان نخبويًا وبينه وبعيدا عن الشارع، وعام بعد عام من المفترض أن يحدث تراكم ليجذب المهرجان جمهورا متنوعا، ومختلفا، خصوصا أن هناك شباب من الجيل الجديد متشوقين لتلك الحالة، وأيضا الكثير من العائلات التي تواجدت وبكثرة في عرض فيلم «sing 2».

ما يؤكّد كلامي أيضًا هو ازدحام الفعاليات التراثية المتوازية التي تقام في شوارع جدة التراثية بالعائلات، الذين يخرجون للاستماع للموسيقي، وتذوق الأكلات التراثية ومتابعة الرساميين، ومن يشاهد هذا الشارع صباحًا سيجد ضيوف المهرجان يتحركون جيئة وذهابا، ولكن ليلًا يتحول الشارع لعامل جذب للعديد من الفئات العمرية، التي يجب أن يكون المهرجان من ضمن أولوياتها في المرحلة المقبلة.

 

الوطن المصرية في

11.12.2021

 
 
 
 
 

«زوجة حفّار القبور»..

بداية جديدة للسينما في الصومال بعد 30 سنة من الغياب

أحمد فاروق

احتفى مهرجان البحر الأحمر السينمائي، بتجربة "زوجة حفار القبور" إخراج خضر عيدروس أحمد، والذي يعد أول فيلم ترشحه الصومال للمنافسة في الأوسكار، وذلك بعرضه في قسم "اختيارات عالمية" بالدورة الافتتاحية التي تختتم فعالياتها 15 ديسمبر الجاري.

ويعد "زوجة حفّار القبور" أول فيلم صومالي يعرض على شاشة السينما في الصومال، منذ اندلاع الحرب الأهلية نهاية الثمانينات، والذي استعان فيه المخرج بممثلين غير محترفين تم تدريبهم، لعدم وجود ممثلين في الصومال.

وتدور أحداث الفيلم حول "جوليد" الذي يصاب بالصدمة عندما يتم إبلاغه بأن زوجته "نصرة"، ستموت إذ لم تخضع لعملية جراحية بتكلفة باهظة تصل إلى خمسة آلاف دولار، ولأن عمل حفار القبور لا يعود على صاحبه إلا بالقليل من الدخل، فيما يضطر "جوليد" في محاولة يائسة، إلى العودة لقرية والدته التي كان قد هرب منها ليتسول المساعدة.

وكشف مخرج الفيلم خضر عيدروس أحمد، أن القصة مستوحاة من قصة عائلية، حادثة كبيرة حدثت قبل 10 سنوات تقريبا، تحمس لكتابتها، ولكن تنفيذ العمل استغرق وقتًا طويلًا، لأنه ليس مخرجًا محترفًا وقرر أن يتعلم الإخراج بنفسه، بالقراءة أولًا، ثم بالتدريب في صناعة الأفلام القصيرة، قبل أن يشعر أنه قادرًا على صناعة فيلمًا طويلًا.

وأعرب "عيدروس"، عن سعادته باختيار الدولة الصومالية للفيلم ليكون مرشحًا رسميًا عنها في سباق الأوسكار المقبل، رغم أنها لم تموله ماليًا.

وأشار إلى أن هذا أول فيلم تهتم الحكومة بدعمه، ومؤكدًا أنه سيفتح الباب لأفلام أخرى تدعمها الدولة في المستقبل، مشددًا على أنه شخصيًا يخطط لإخراج أفلام سينمائية في الصومال ودول أخرى أفريقية، ليخبر القصص الأفريقية كما يراها، وليس كما يريدها الغرب.

وقال "عيدروس"، إن الصومال لديها المسرح الوطني في مقديشيو، سبق وعرضت فيه أفلامًا في الماضي حتى نهاية الثمانينات، ولكن منذ بدأت الحرب الأهلية، هذا هو أول فيلم صومالي يتم عرضه على الشاشة، أي منذ أكثر من 30 سنة.

كما أنه أول فيلم صومالي يلقى نجاحًا على الصعيد الدولي في عدد من مهرجانات العالم، لكن الأهم كان الاستقبال الإيجابي من الجمهور الصومالي الذي شاهد الفيلم من الأجيال الجديدة المنفتحة، معتبرًا الفيلم ليس فقط بداية جديدة للسينما في الصومال، وإنما ثورة بكل ما تحمله الكلمة من معنى.

ونفى أن يكون الفيلم واجه اعتراضات أو رفض من الجماعات المتطرفة، مؤكدًا أنه كان خائفا في البداية من رد الفعل على مشهد الاستحمام، ولكنه لم يتعرض لأي انتقادات.

من جانبه أوضح بطل الفيلم عمر عبدي، أنه كان هناك اتفاقًا بين صناع الفيلم، من اللحظة الأولى، على احترام تقاليد الشعب الصومالي، بعدم تقديم مشاهد جنسية وإباحية، والتركيز على الحب الحقيقي والطاهر بين بطلي القصة "نصرة" و"جوليد".

 

####

 

مهرجان البحر الأحمر يحتفى بعودة السينما فى الصومال والسعودية بعد غياب 30 سنة

جدة ــ أحمد فاروق:

«زوجة حفار القبور» أول فيلم يعرض على الشاشة فى مقديشيو منذ اندلاع الحرب الأهلية.. و«ضد السينما» يوثق سنوات المواجهة بين المتطرفين وصناع الأفلام فى المملكة بعد حادثة جهيمان

شهدت الدورة الافتتاحية لمهرجان البحر الأحمر السينمائى الدولى، حالة من الاحتفاء بعودة السينما لدولتين بعد غياب أكثر من 30 سنة. بطبيعة الحال كانت السعودية المنظمة للمهرجان الدولة الأولى التى اختفت فيها السينما منذ مطلع ثمانينيات القرن الماضى، وحتى عام 2018، أما الدولة الثانية فهى «الصومال» التى يعرض المهرجان لها فى قسم «اختيارات عالمية»، وفيلم «زوجة حفار القبور» الذى يعد أول فيلم صومالى يعرض على شاشة السينما فى مقديشيو منذ اندلاع الحرب الأهلية نهاية الثمانينيات، وأول فيلم بشكل عام يمثل الصومال رسميا فى منافسات الأوسكار.

البداية مع تجربة «زوجة حفار القبور» التى نالت استحسان كثير من ضيوف «البحر الأحمر» على الراغم من تأكيد مخرجه فى الندوة التى أعقبت عرضه، بأنه تعلم الإخراج بنفسه، كما استعان بممثلين غير محترفين تم تدريبهم، لعدم وجود ممثلين فى الصومال.

تدور أحداث الفيلم حول «جوليد» الذى يصاب بالصدمة عندما يتم إبلاغه بأن زوجته «نصرة»، ستموت إذا لم تخضع لعملية جراحية بتكلفة باهظة تصل إلى خمسة آلاف دولار، ولأن عمل حفار القبور لا يعود على صاحبه إلا بالقليل من الدخل، يضطر «جوليد» فى محاولة يائسة، إلى العودة لقرية والدته التى كان قد هرب منها ليتسول المساعدة.

وقال مخرج الفيلم خضر عيدروس أحمد، فى تصريحات لـ«الشروق»، إن القصة مستوحاة من قصة عائلية، وحادثة كبيرة وقعت قبل ١٠ سنوات، تحمس لكتابتها، ولكن تنفيذ العمل استغرق وقتا طويلا، لأنه ليس مخرجا محترفا وقرر أن يتعلم الإخراج بنفسه، بالقراءة أولا، ثم بالتدريب فى صناعة الأفلام القصيرة، قبل أن يشعر أنه قادر على صناعة فيلم طويل.

وأعرب «عيدروس»، عن سعادته باختيار الدولة الصومالية للفيلم ليكون مرشحا رسميا عنها فى سباق الأوسكار المقبل، على الرغم من أنها لم تموله ماليا، مشيرا إلى أنه أول فيلم تهتم الحكومة بدعمه، ومؤكدا أنه سيفتح الباب لأفلام أخرى تدعمها الدولة فى المستقبل، مشددا على أنه شخصيا يخطط لإخراج أفلام سينمائية فى الصومال ودول أخرى افريقية، ليخبر القصص الإفريقية كما يراها وليس كما يريدها الغرب.

وقال «عيدروس» إن الصومال لديها المسرح الوطنى فى مقديشيو، سبق أن عرضت فيه أفلام فى الماضى حتى نهاية الثمانينيات، ولكن منذ بدأت الحرب الأهلية، يعد هذا هو أول فيلم صومالى يتم عرضه على الشاشة، أى منذ أكثر من 30 سنة، كما أنه أول فيلم صومالى يلقى نجاحا على الصعيد الدولى فى عدد من مهرجانات العالم، لكن الأهم كان الاستقبال الإيجابى من الجمهور الصومالى، الذى شاهد الفيلم من الأجيال الجديدة المنفتحة، معتبرا الفيلم ليس فقط بداية جديدة للسينما فى الصومال، وإنما ثورة بكل ما تحمله الكلمة من معنى.

ونفى «عيدروس» أن يكون الفيلم واجه اعتراضات أو رفض من الجماعات المتطرفة، مؤكدا أنه كان خائفا فى البداية من رد الفعل على مشهد الاستحمام، ولكنه لم يتعرض لأى انتقادات.

فى حين، أوضح بطل الفيلم عمر عبدى، أنه كان هناك اتفاق بين صناع الفيلم، من اللحظة الأولى، على احترام تقاليد الشعب الصومالى، بعدم تقديم مشاهد جنسية واباحية، والتركيز على الحب الحقيقى والطاهر بين بطلى القصة «نصرة» و«جوليد».

فى السياق ذاته، يسخر مهرجان البحر الأحمر، فعالياته للاحتفاء بعودة السينما السعودية إلى الحياة، بعد غياب أكثر من 30 سنة، ويسلط الضوء على الطفرة التى تشهدها الصناعة فى الوقت الحالى، من افتتاح صالات العرض، وإنتاج أفلام المحلية، بالإضافة إلى تدريب كوادر سعودية لتكون قادرة على حمل الراية فى السنوات القادمة، ولم يكن اطلاق الدورة الافتتاحية لمهرجان البحر الأحمر السينمائى، إلا تتويجا لهذه الجهود التى تستهدف تحقيق نهضة سريعة، تساعد هذه الصناعة الناشئة فى المملكة، على اللحاق بالسينما فى المنطقة العربية.

حرصت إدارة المهرجان، على إتاحة مساحة لصناع الأفلام فى السعودية على عرض أعمالهم، فى أقسام المهرجان المختلفة، حيث يعرض لنقاد المنطقة والعالم، نحو 27 فيلما طويلا وقصيرا، تعكس المجتمع السعودى، ويمكن من خلالها اكتشاف الجيل الجديد من المواهب السينمائية السعودية.

كما شهدت الفعاليات أيضا على الإعلان عن الخطط والمشاريع المقبلة لهذه الصناعة، ومنها المؤتمر الصحفى لمركز الملك عبدالعزيز الثقافى العالمى (إثراء)، والذى كشف عن مساهمته فى تطوير محتوى أكثر من 104 أعمال فنية، ولكنه ركز على مشروعات كبيرة يتم العمل على إنتاجها حاليا فى المملكة، مثل: «بحر الرمال» إنتاج محمد حفظى، وفيلم «طريق الوادى»، إخراج السعودى خالد فهد، ومن المقرر إطلاقهما عام 2023، بالإضافة إلى الفيلم الوثائقى «ضد السينما» إخراج على سعيد، الذى يحكى قصة السينما السعودية، وعرضت منه لقطات خلال المؤتمر، تكشف عن حالة الرفض والمقاومة التى تعرضت لها السينما فى السعودية منذ ثمانينات القرن الماضى تقريبا، وكيف أن المواطن السعودى كان يذهب لدولة البحرين لكى يشاهد فيلما، قبل أن تعود السينما قبل سنوات، وتفتح كثير من صالات العرض، بالتوازى مع انتعاشة فى الإنتاج والتدريب.

وقال على سعيد مخرج «ضد السينما»، إنه من الجيل الذى عاش الـ٢٠ سنة الأخيرة التى عانت فيها صناعة السينما بالسعودية، وقرر أن يصنع هذا الفيلم، بعد قراءة عدد من الكتب التى تؤرخ للسينما، ولم يجد شيئا عن السينما فى بلاده، فقرر أن يوثق هذه المرحلة فى فيلما سينمائيا، بدءا من اختفاء السينما بعد حادث جهيمان فى نوفمبر 1979، وحتى عادت مرة أخرى فى 2018 بافتتاح صالات العرض وزيادة الإنتاج وانتعاش الصناعة.

وأوضح «سعيد» فى تصريحات لـ«الشروق»، إن الفيلم يتناول القصة المثيرة للسينما السعودية التى عاشها المجتمع لسنوات طويلة، ويؤرخ لحالة التضاد مع السينما، لتعرف الأجيال الجديدة، أن هناك شرائح فى المجتمع كانت لا تريد السينما فى السعودية، وكيف كان هناك فى المقابل إصرار ومقاومة من صناع الأفلام ومحبيها، حتى انتصرت إرادة الحياة وافتتحت مرة أخرى صالات العرض فى 2018.

 

####

 

خالد محمود يكتب:

«دفاتر مايا».. السينما تستدعى ماضى لبنان ليطارد الحاضر

يبقى الفيلم اللبنانى "دفاتر مايا - Memory Box"، الذى يعرض على شاشة مهرجان البحر الأحمر السينمائى، تجربة متميزة سينمائيا، فيها أعاد المخرجان جوانا حاجى توما وخليل جريج، صدمة الماضى لتطارد الحاضر، وجعلتنا نتفاعل بشكل مباشر مع تاريخهم وصدماتهم وهواجسهم خلال الحرب الأهلية بلبنان وبالتحديد فى الفترة من 1982 وحتى 1988.

يستكشف المخرجان ونحن معهما أهمية الذاكرة الشخصية والتاريخية فى دراما تقفز بين مونتريال وبيروت، حيث تمتد مأساة الحرب الأهلية اللبنانية إلى ما بعد الثمانينيات إلى الجيل الثالث من عائلة أعيد توطينها فى كندا، تلك العائلة التى نجحت فى توصيل رسالتها بفضل أداء بطلاتها الرائعات وتتابع الصورة بجدولها الزمنى المتواصل الذى يقفز من بيروت وقت الحرب تحت القصف والهدوء الراسخ لمونتريال الحديثة وتأثير تلك الصورة بوجهيها على فكر ومشاعر ونمط حياة ووجود.

الفيلم عبارة عن اندماج كثيف للغاية للعناصر التى تشكل إحساسنا بالوقت والذكريات، بما فى ذلك مجمعات من مئات الصور القديمة ولقطات محببة ودفاتر وأغانى وموسيقى ومقاطع صوتية ومقالات صحفية يصل صوتها من الماضى بشكل غير متوقع خلال عاصفة ثلجية فى منزل مايا الكندى (ريم تركى) وابنتها المراهقة أليكس (بالوما فوتييه)، 14 عاما، حيث تعيش مايا فى مونتريال مع ابنتها المراهقة أليكس بعد أن تركهما والدها لتأسيس عائلة جديدة في فرنسا، عشية عيد الميلاد، تتلقى مايا صندوقا يحتوى على المجلات والأشرطة والصور التى عهدت بها إلى صديقتها المقربة ليزا عندما غادرت لبنان إلى باريس، وبينما ماتت ليزا اعيد «صندوق الذاكرة» إلى المرسل، وهنا ترفض مايا فتح صندوق، ونجد الفتاة أليكس لديها شغف لفتح الأوراق لكن جدتها تيتا (كليمنس صباغ) تقنعها بإخفاء الصندوق من مايا قائلة لها: «إن الماضى يدفع والدتك إلى الجنون».

وبالفعل، عندما تعلم مايا عن الصندوق، تغضب وتنهار لأنه سيكشف الكثير من الأسرار، وتتسلل أليكس إلى الطابق السفلى لقراءة دفاتر أمها المراهقة، تظهر الصور السنوات الرهيبة فى بيروت وتكشف عن مراهقة مضطربة قضتها وقت الحرب ليسرد الفيلم بدقة حياتها اليومية خلال الحرب الأهلية، كانت أليكس لا تعرف شيئًا عن أي شيء من هذا - لا عن الحرب في لبنان، ولا عن تاريخ عائلتها، ولا عما كانت عليه والدتها عندما كانت صغيرة.

من الواضح أن مايا كانت طفلة عادية إلى حد كبير - قيمت الأفلام التي شاهدتها، ورقصت على بلوندي مع أصدقائها في النوادي الليلية على ضفاف النهر، ووقعت في حب صبي يدعى رجا (حسن عقيل). ولكن عندما تكون تلك الذكريات عالقة في مدينة في حالة حرب، فمن الواضح أن التوتر يكون خارج المخططات. هناك لقطة مذهلة لراجا ومايا على دراجته النارية، وهو يتسابق في متنزه في المدينة بينما يندفع الرصاص في الهواء من حولهما وتضيء سماء الليل خلفهما بالانفجارات. من الواضح أن حبهم جعلهم منيعين من الرصاص، أو هكذا يعتقدون، كل شخص لديه الكثير ليقوم به.

جوانا حاجى وخليل جريج "الذين كتبوا السيناريو مع جايل ماسيه"، لسنوات كانا يتساءلان عن دور الذاكرة فى تكوين الصور وكتابة التاريخ المعاصر، وأظهر الزوجان دائما اهتماما بالعلاقات العاطفية المرتبطة بصدمة الحرب، لكنهما قررا هذه المرة وضع تلك العلاقات النفسية على المحك حيث تشكل المجلات والأشرطة الخاصة بجوانا من عام 1982 إلى عام 1988 وصور رجلها فى زمن الحرب، الأرشيف الذى بُنيت حوله قصة مايا وأليكس.

إن قصتهما عبارة عن سرد تكون فيه تجربة أليكس لجماليات وسائل التواصل الاجتماعى فى محادثة مع الوجود المادى لصور شباب والدتها، ليولد فيلما فريدا ومؤثرا يعطى شكلا مختلفا لحياة وطبيعة تنتقل من جيل إلى جيل.

ففكرة الفيلم المرتكزة على مراسلات وجدت بعد 30 عاماً، بين جوانا حاجي توما وصديقتها على مدار 6 سنوات خلقت الرغبة عند صناعة بتقديم العمل؛ بهدف نقل لابنتهم عليا وأبناء جيلها مرحلة الثمانينات في لبنان، وأصداء هذا الماضي كان غريب بالنسبة لهم في هذا الوقت الذي يمرون فيه وأزمة لا سابقة لها".

شريط الذكريات متعدد المواقف والرؤى لهذا الفيلم جاء بشكل مدهش، سواء كوثيقة تاريخية أو كاكتشاف لحقائق مدفونة.

وكذلك الطرق المختلفة التي يتم بها إحياء الصور وسجلات القصاصات من خلال التأثيرات المرئية تؤسس القصة في وقتها ولكن في نفس الوقت تجلب الدراما والمتعة إلى واقع ملموس، يوضح أين ومتى تحدث المغامرات المختلفة بعمل جيد يجسد مزيج الأمل والحماس والازدراء.

هناك عدة لقطات تموج بنا بين البهجة والشجن، هناك لقطة مذهلة لراجا ومايا على دراجته النارية، وهو يتسابق في متنزه في المدينة بينما يندفع الرصاص في الهواء من حولهما وتضيء سماء الليل خلفهما بالانفجارات، من الواضح أن حبهما جعلهم منيعين من الرصاص، أو هكذا يعتقدون.

هناك بعض الأشياء مؤكدة: التأثير الذي يحدثه "صندوق الذاكرة" فوري ، والانطباع الذي يتركه سوف يستمر.

من حيث التمثيل ، فإن كلتا الممثلتين اللتين تلعبان دور مايا في مراحل حياتهما المختلفة أفضل حالً، تقدم بالوما فوتييه أداءً جيدًا وأصليًا للغاية مثل الابنة أليكس التي تعيد النظر في ذكريات والدتها.

تقدم ريم تركي أداءً جيدًا ومنال عيسى أيضًا أداءً جيدًا مع ما لديها مثل مايا الأصغر وكليمانس صباغ أيضًا والدة مايا وجدة أليكس.

"دفاتر مايا "عبارة عن دراما ممتعة عن ابنة تحاول التعرف على ماضي والدتها التي نشأت في مدينة مزقتها الحرب مع بعض الحقائق المكتشفة التي تحمل لكمة عاطفية.

تقول أليكس بوضوح أن عائلتها تقضي وقتًا مع الأشباح والموتى - أي جدها وعمها، اللذين قُتلا خلال الحرب، يشير هذا النهج المرتب إلى أن الماضي، إلى جانب كل ما تم فقده من الناحية المجازية والحرفية، يجب قبوله بل واستيعابه حتى يكون هناك أي نوع من الحل العاطفي المرضي، ذلك السرد يأتى مع موسيقى تصويرية مألوفة بشحنها من ثمانينيات القرن الماضي. هناك أيضًا تباين لطيف بين الأشكال التناظرية لتسجيل الذكريات (صور، دفاتر ملاحظات، رسائل) والطريقة التي توثق بها المراهقة أليكس حياتها (عبر الهاتف الذكي).

 

####

 

خالد محمود يكتب:

هانى أبو أسعد يضع الجميع فى مأزق «صالون هدى».. ولاء أم خيانة؟

يأتى فيلم الإثارة السياسى «صالون هدى» للمخرج هانى أبو أسعد والذى ينافس على جوائز مهرجان البحر الأحمر السينمائى، ضمن قائمة مدهشة من الأعمال العربية، ليشكل تجربة مغايرة لدراما الشارع السياسى الفلسطينى، الملىء بالمتناقضات والتشويش الفكرى ما بين خيانات ظاهرها ولاء، ووطنية تتخفى وراء أغراض أخرى للمحتل، وطرف ثالث يعيش واقعه كما هو، وهو ضحية لكل الأطراف.

السينما بأجوائها الفنية حاضرة فى الفيلم، سواء من حيث الأداء التمثيلى أو السيناريو الجذاب بحبكته المثيرة، وكادرات تضعك فى أجواء بوليسية خاصة، لكن من حيث الأفكار المطروحة هناك تناقضات وتذبذب كبير بها، كونها تدين المجتمع بأكمله، وتضعه فى مأزق نماذج أفراده التى طرحها المخرج، سواء المقاومة، أو الأجهزة الاستخباراتية للمحتل، أو حتى الشعب نفسه كقنبلة موقوته، وهو ما يمثل ذروة التقاء قوتين متناقضتين، وهما الولاء والخيانة.

يشهد الفيلم المستوحى من أحداث حقيقية حوارا بين مجموعة من النساء فى صالون لتصفيف الشعر بمدينة بيت لحم تمتلكه سيدة تدعى هدى «منال عوض»، وتعرضهن لمواقف خطيرة، ومحاولة الجميع البقاء على قيد الحياة بأى ثمن حتى لو كانت الخيانة بنقل المعلومات أو التنازل عن الحرية.

فى مشهد تالٍ نرى ريم «ميساء عبدالهادى»، أُمًّا شابة، متزوجة من رجل غيور تذهب إلى صالون هدى فى بيت لحم لتغيير قَصة شعرها إلى قصة جديدة قد تغير حالتها المزاجية؛ تسأل هدى ريم، التى رزقت بطفل حديثا، متى تخطط لاستئناف عملها كمصففة شعر، تعترف ريم المتضاربة بأنها تود أن تفتح صالونها الخاص ذات يوم عندما تكبر طفلتها لينا ــ رغم أن زوجها يوسف (جلال مصاروة) كان يفضل البقاء فى المنزل، وفى اللحظة نفسها تنقلب الأمور العادية رأسا على عقب حين يتم تصويرها فى مواضع مخلة بعد أن خدرتها هدى من أجل ابتزازها حيث تحاول تجنيدها للتجسس لصالح المخابرات السرية التابعة لقوات الاحتلال وخيانة شعبها وإلا ستعرض صورها مثلما فعلت مع فتيات أخريات.

وفى مشهد الصدمة تشعر ريم بالذهول والارتباك والخوف، حيث يتعين على ريم أن تختار بين النيل من شرفها أو خيانة بلدها، ويتأزم الموقف، ماذا تفعل؟ وقد تغيرت حالتها النفسية، ولم ترد أن تخبر زوجها لأنها تؤمن أنه لا جدوى من مساعدته، فقط تحتضن طفلها طوال الوقت بحالة من التوتر، وربما يمكنك التورط معها عاطفيا.
تزداد سرعة إيقاع صالون هدى، ليصبح أكثر إثارة تتمحور حول المصير المترابط للمرأتين، عناصر المقاومة تختطف هدى المضطربة من منزلها وأخذوها إلى مخبأ مظلم تحت الأرض لاستجوابها من قبل حسن، وتبدو محادثتهما كتبادل ساخن للأفكار باندفاعات غضب عشوائية حول واقع المرأة فى فلسطين فى قصة تجسس مثيرة تتأرجح بسلاسة نسبيا بين المعتقدات الاجتماعية والسياسية الواسعة والتجربة الشخصية التى تشكلت عليها
.

ربما يكون الجزء الأكثر إرضاء من الاستجواب هو التأثير النهائى الذى يتركه حسن وهدى على بعضهما البعض، على الطرف الآخر تجد ريم نفسها فى مطاردة قط وفأر مع رجال حسن؛ تدرك أنها لا تستطيع الوثوق بأى شخص، والعزلة تجعلها أكثر انسحابا ويأسا.

سيناريو الفيلم الذى كتبه أبو أسعد، يتمحور حول «الولاء والخيانة»، وما إذا كان يمكن للولاء أن يتواجد دون خيانة، بل ويمكن أن نقول إنه صراع ما بين ما هو تحت الأرض وما فوقها، وإن كل منا يسكنه نفق ما على المستوى النفسى، وهو دون شك ينبض بأسئلة مهمة؛ هل نحن نعيش لأنفسنا أم للأمة؟!.. هل إذا ما واجهنا حصارا كبيرا سنكون مع الولاء أم الخيانة؟ وخاصة داخل عوالم النساء الفلسطينيات اللاتى يعانين ليس فقط من أصداء الاحتلال، ولكن من سطوة المعاملة الذكورية داخل منازلهن ومجتمعاتهم؛ أعتقد أنه وقع فى براثن الاثنين.

يحاول أبو أسعد من خلال اختيار الممثلات المقارنة بين قصصهن والخيارات التى يتعين عليهن القيام بها، ويتم منعهن من القيام بذلك، بسبب القيود الاجتماعية والسياسية على حد سواء، لكن الفيلم لا ينبض بالحياة إلا عندما نتابع قصة ريم بكل تشويقها وإثارتها، ثم يتغير بعد ذلك بفعل متواليات طويلة من الاستجواب مع هدى، والمليئة بالحوار الأيديولوجى.

منال عوض التى تجسد شخصية هدى ظهرت فى قالب جديد ومغاير فى دراما لها دلالات ومعان، خاصة فى مشاهد التحقيق معها أمام «حسن» مسئول المقاومة الذى جسده على سليمان، وقد شهدت تلك المشاهد إدانات واعترافات واضحة للطرفين، هى تعترف بتجنيد الفتيات وهو خان صديقه فى الصغر واعترف عليه بدلا منه، نعم بدت شخصية هدى مركبة وفيها من التناقضات الكثير، فهى تتأرجح ما بين قوة وضعف، وما بين هدوء واستفزاز، وكذلك شخصية رجل المقاومة، بينما تجسد ميساء عبدالهادى دور «ريم» بحالة استثنائية خاصة فى تحول حياتها الروتينية إلى كابوس.

مع صالون هدى، عاد المخرج هانى أبو أسعد إلى الدراما المعقدة التى تتناول قضايا الهوية فى فلسطين الحالية إلى جانب نظرة على وضع المرأة فى فلسطين، لكنه أراد أن يصور أيضا الصراع السياسى الفلسطينى الإسرائيلى ذا الوجهين حيث يتساءل كيف أن رموز رجال المقاومة يرتكبون أفعالا قاسية كحرق بشر وتعذيب بلا رحمة وهم يدافعون عن حرية فلسطين، وكيف أن المخابرات الإسرائيلية لديهم نوايا حسنة، لكنهم يبتزون النساء، إنهما قصتان تشكلان الحبكة بأكملها، والتى ربما المباشرة والنغمة التعليمية فى بعض المواقف الحوارية كانت على غير ما عهدنا من مخرج «الجنة الآن»، و«عمر».

 

####

 

مخرج مشارك بفيلم أميرة:

نتأسف لو تعدينا على حساسية معينة.. والكلمة الأخيرة للأسرى

هديل هلال

قال المخرج والمنتج الفلسطيني هاني أبو أسعد، إن المخرج محمد دياب أرسل له سيناريو فيلم «أميرة» لإبداء النصيحة الدرامية، مؤكدًا أن الهدف الأساسي من السيناريو تمثل في فضح جرائم الاحتلال من خلال دراما سينمائية.

وأكد خلال مداخلة لبرنامج «حديث القاهرة»، الذي يقدمه الإعلاميان خيري رمضان وكريمة عوض عبر فضائية «القاهرة والناس»، أن الفيلم أدى دوره الخاص بفضح جرائم الاحتلال، منوهًا إلى أنهم لم ينتبهوا لحساسية الموضوع لدى الأسرى الفلسطينيين.

وأضاف أنه يحترم الأسرى الفلسطينيين بصورة كبيرة لأنهم مناضلو الحرية وموجودون في السجون من أجل حرية الشعب الفلسطيني، متابعًا: «ما حدث خلاف أخوي، نحن موجودون في نفس الخندق وكلنا نسعى لنفس الحرية».

وأشار إلى أن الفيلم أثار التعاطف مع الأسير الفلسطيني لكنه في الأساس يعتمد على الدراما الخيالية، معقبًا: «لو علمت أنه سيكون حساسا للأسرى الفلسطينيين - وهم شيء مقدس بالنسبة لي - لم يكن ليحدث هذا الخلاف الأخوي».

ولفت إلى فتح باب الحوار البناء مع مسؤولي ملف الأسرى، والكلمة الأخيرة ستكون لهم بالنسبة لمحتوى الفيلم، قائلًا إن المسؤول الأساسي عن الفيلم هما المنتج محمد حفظي والمخرج محمد دياب.

وأعرب عن سعادته بالعمل مع محمد دياب وخاصة أنه مخرج مصري كبير يهتم بالقضية الفلسطينية، مختتمًا: «عدم الانتباه لحساسية الموضوع ليس معناه أن (دياب) خائن، الأسير المثال لكل إنسان يضحي بحياته من أجل الحرية ومتأسفون لو تعدينا على حساسيات معينة.. الغضب لا يجب أن يوجه لصناع الفيلم وإنما للقضية الفلسطينية».

ويحكي فيلم أميرة قصة فتاة فلسطينية، ولدت عن طريق تهريب نطفة، ثم اكتشفت أنها تعود لضابط إسرائيلي وليست للسجين الفلسطيني الذي يفترض أن يكون والدها.

والفيلم إنتاج مشترك أردني - مصري - فلسطيني، من تأليف وإخراج محمد دياب وبطولة الفنانة الأردنية صبا مبارك والممثلة الأردنية تارا عبود التي لعبت دور أميرة.

 

####

 

"ضد السينما".. فيلم يوثق سنوات المواجهة بين المتطرفين وصناع الأفلام في السعودية

جدة - أحمد فاروق:

بعد سنوات طويلة من الغياب الكامل للسينما في المملكة العربية السعودية، تشهد في الوقت الحالي طفرة كبيرة على مستوى كل مفردات الصناعة، سواء في افتتاح قاعات العرض، وإنتاج الأفلام المحلية، بالإضافة إلى تدريب كوادر سعودية لتكون قادرة على حمل الراية في السنوات القادمة، ولم يكن اطلاق الدورة الافتتاحية لمهرجان البحر الأحمر السينمائي، إلا تتويجا لهذه الجهود التي تستهدف تحقيق نهضة سريعة، تساعد هذه الصناعة الناشئة في المملكة، على اللحاق بالسينما في المنطقة العربية.

وحرصت إدارة المهرجان هذا العام أن تتيح المساحة لصناع الأفلام في السعودية على عرض أعمالهم، في أقسام المهرجان المختلفة، لتعريف العالم على التطور الذي تشهده في وقت قياسي، كما شهدت الفعاليات أيضا على الإعلان عن الخطط والمشاريع المقبلة لهذه الصناعة، ومنها المؤتمر الصحفي لمركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء)، والذي كشف عن مساهمته في تطوير محتوى أكثر من 104 عملا فنيا، ولكنه ركز على ثلاثة مشروعات كبيرة يتم العمل على إنتاجها حاليا في المملكة، هي "بحر الرمال" إنتاج محمد حفظي، وفيلم "طريق الوادي"، إخراج السعودي خالد فهد، ومن المقرر اطلاقهما عام 2023، بالإضافة إلى الفيلم الوثائقي "ضد السينما" إخراج علي سعيد، الذي يحكي قصة السينما السعودية، وعرضت منه لقطات خلال المؤتمر، تكشف عن حالة الرفض والمقاومة التي تعرضت لها السينما في السعودية منذ ثمانينات القرن الماضي تقريبا، وكيف أن المواطن السعودي كان يذهب لدولة البحرين لكي يشاهد فيلما، قبل أن تعود السينما قبل سنوات، وتفتح كثير من صالات العرض، بالتوازي مع انتعاشة في الإنتاج والتدريب.

وقال مخرج "ضد السينما"، إنه من الجيل الذي عاش الـ٢٠ سنة الأخيرة التي عانت فيها صناعة السينما بالسعودية، وقرر أن يصنع هذا الفيلم، بعد قراءة عدد من الكتب التي تؤرخ للسينما، ولم يجد شيئا عن السينما في بلاده، فقرر أن يوثق هذه المرحلة في فيلما سينمائيا، بدءا من اختفاء السينما بعد حادث جهيمان في نوفمبر 1979، وحتى عادت مرة أخرى في 2018 بافتتاح صالات العرض وزيادة الأنتاج وانتعاش الصناعة.

وأوضح "سعيد" في تصريحات لـ"الشروق"، إن الفيلم يتناول القصة المثيرة للسينما السعودية التي عاشها المجتمع لسنوات طويلة، ويؤرخ لحالة التضاد مع السينما، لتعرف الأجيال الجديدة، أن هناك شرائح في المجتمع كانت لا تريد السينما في السعودية، وكيف كان هناك في المقابل إصرار ومقاومة من صناع الأفلام ومحبيها، حتى انتصرت إرادة الحياة وافتتحت مرة أخرى صالات العرض في 2018.

 

الشروق المصرية في

11.12.2021

 
 
 
 
 

عرض فيلم “جيران” للمخرج مانو خليل في مهرجان البحر الأحمر السينمائي

طارق البحار

ضمن عروض الدورة الأولى من مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، تم تقديم فيلم “جيران” للمخرج الكردي السوري مانو خليل في سيناريو أشرف وكتبه بنفسه؛ لينقل رسالة جميلة مهمة في ضمن العديد من القضايا التي طرحها تحت إطار واحد، وهو “الكرامة الإنسانية”، وهو من تمثيل مجموعة من النجوم أمثال: جهاد عبده وجلال الطويل والبرازيلية تونا دويك، ومازن الناطور، وأحمد زيرك، حكاية جميلة بكتابة سينمائية رائعة وإنسانية، وقدم جوانب من ألم ومعاناه شعب وسط جيران من مختلف الأطياف.

المخرج الكردي السوري مانو خليل جلس معنا وتحدث حول عرض فيلمه في مهرجان البحر الأحمر السينمائي بجدة في دورته الأولى وأسرار فيلمه الجديد، وكان التالي معه:

·        حدثنا أولا عن عرض فيلمك الجديد في البحر الأحمر السينمائي؟

لا أستطيع التعبير عن سعادتي لتواجدي وسط إخواني في المملكة العربية السعودية وعرض فيلمي الجديد، وأعتبر هذا المهرجان خطوة مهمة للسعودية والمنطقة كلها لما تقدمه من إمكانات وفرص لصناع الإفلام لتقديم ما في جعبتهم من أعمال سينمائية، وأتمنى للجميع التوفيق في هذا المشروع الكبير.

·        حدثنا عن فيلمك الجديد “جيران”؟

هو توليفة عن الحياة التي كنت أعيشها والذكريات التي مررت بها منذ أيام الطفولة وما عشته من ألم ومعاناة وظروف قاسية وديكاتورية وحزبية واجتماعية، والذي أدى إلى عزل وفقر وتهجير مجموعة كبيرة من أفراد شعبي، وقمت بتقديم كل ذلك في إطار ساخر.

 يتناول “جيران” الظلم الذي مر الشعب تحت حكم البعث بإشارات تعبيرية، وممارسات هذا النظام ضد المنطقة الكردية من خلال إحضار قبائل بدوية وإسكانها في الجزيرة تحت مسمى الحزام العربي، ومنعنا منذ الصغر بالتحدث من اللغة الأم وهي الكردية بصورة همجية، وحرمان الأكراد من حقوقهم الثقافية والسياسية والاجتماعية على مدى خمسين سنة.

كتبت عن أحد معسكرات لجوء السوريين في كردستان العراق عندما كان الجميع يعيش في مجتمع متنوع دينيا وطائفيا وعرقيا، وكانوا يعيشون معا كأهل وأصدقاء وجيران، وحكاية الطفل الصغير الكردي “شيرو” والذي يدرس في مدرسة عربية، وهناك يقضي أيامه الأحداث القمعية والظالمه في تحولات جذرية بروح غريبة، وتدميره في زمن الثمانينات، وكل ذلك مستوحى من حياتي الشخصية، وجاءت فكرة الفيلم منذ أكثر من 25 سنة، وكان كالحلم الذي تحقق بعد سنوات طويلة بتمويل دولي بمشاركة قنوات تلفزيونية أوروبية، وشركتنا “فرام فيلم” للإنتاج السينمائي، التي ساهمت في تمويل المشروع وتنفيذه”، وهو فيلم سوري 100 ٪، ويناقش قضايا لم تستطع السينما السورية الاقتراب منها؛ بسبب حصر إنتاجها بالمؤسسة العامة للسينما.

·        كيف كانت ظروف التصوير والتجهيزات؟

جهزت منطقة في كردستان تشبه كثيرا سوريا في فترة الثمانينات، بعد العديد من الصعوبات التي واجهتني في التصوير، فقد كنت أريد أن أصور في قرية حدودية بين سورية وتركيا، لكننا استطعنا بناء منطقة كاملة تشبه جميع ما كنت أشاهده منذ صغري ووجدنا قرية آشورية في كردستان العراق، والتي كانت بيوتها الطينية تساعدنا كثيرا في عملنا، وأضافت طابعا طبيعيا لقرى الجزيرة السورية بالفعل، وقمنا ببناء ملاحق للبيوت فيها، وتعديلها لتشبه قرى وبيوت منطقة القامشلي، وإعداد جميع التفاصيل من سيارات وديكور وغيرها مع مجاميع كبيرة من الممثلين والكومبارس، وقمنا بتصميم أكثر 3000 أزياء من سنوات الثمانينات من أوروبا وإكسسوارات وقطع الديكور الخاصة، وكان من المهم مشاركة عدد من الأسماء الفنية في هذا الفيلم الكبير أمثال الفنان الكبير “جهاد عبدو” والفنان “جلال الطويل” والفنان “مازن الناطور” والفنانة “نسيمة الضاهر” وبعض الفنانين الأكراد مثل “زيرك” و”إسماعيل زاغروس” و”إيفان أندرسون”، مع أن المشكلة الكبيرة كانت البحث عن طفل يمثل دور الطفل الكردي شيرو، ما أدى إلى “كاستينغ” لـ 300 طفل في المخيمات والمدن الأوروبية وداخل سوريا إلى أن استقر الرأي على الطفل “سرحد خليل” الذي أظهر لي كل ما أتمناه.

 

####

 

بين الأمواج في مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي اليوم

مسافات/ البلاد

يبدأ الفيلم المغربي بين الأمواج للمخرج الهادي أولاد مهند أولى عروضه في مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، اليوم الخميس الساعة ٩:٤٥ مساءً في ڤوكس سينما مول البحر الأحمر ٥، ويُعاد غدًا الجمعة الساعة ٥:٤٥ مساءً في ڤوكس سينما البلد ٣، وينافس في المسابقة الرسمية.

كما تم إطلاق البوستر الرسمي للفيلم، وفيه ظهرت رجلاً ينام على سرير داخل قفص، معزولًا في الصحراء، وفي الخلفية أمواج البحر، وكان مشروع الفيلم قد حصد العديد من الجوائز من منصة الجونة السينمائية منها الجائزة الكبرى وأفضل فيلم في مرحلة ما بعد الإنتاج.

وشهد فيلم بين الأمواج عرضه العالمي الأول قبل أيام ضمن فعاليات مهرجان تالين بلاك نايتس في إستونيا ونافس في مسابقة أفضل عمل أول، وهو أحد المهرجانات التي تحمل تصنيف A مع 14 مهرجاناً دولياً حول العالم، من بينها كان وبرلين وفينيسيا وغيرها، ويعرض المهرجان سنوياً أكثر من 250 فيلم طويل و300 فيلم قصير وتحريك ضمن برامجه المختلفة.

تدور أحداث الفيلم خلال فترة منتصف التسعينيات، في قرية صغيرة شمال المغرب، حيث يصاب فؤاد، الموظف الوحيد في مكتب البريد، بمرض عصبي يقلب مجرى حياته وحياة أسرته رأساً على عقب. وعندما يصبح فؤاد على وشك الموت، يلتف أفراد الأسرة حول بعضهم البعض. بمرور الزمن تظهر الجراح أكثر فأكثر، لكن الرغبة في الحياة تبقى أقوى.

فيلم بين الأمواج من تأليف وإخراج الهادي أولاد مهند، ويشارك في بطولته سمير القسمي، لبنى أزابال، السيد العلمي وجلال قريوا، وإنتاج شركة Kasbah Films (كريم الدباغ)، وتتولىMAD Solutions مهام التوزيع في العالم العربي.

الهادي أولاد مهند مخرج مغربي دفعه اهتمامه المبكر بالسينما لحضور دورة عن صناعة الأفلام الوثائقية في Ateliers Varan في باريس. تخرج من المدرسة الدولية للسينما والتلفزيون بباريس وتخصص في الإخراج السينمائي. ثم انتقل للعمل كمساعد مخرج في العديد من الإنتاجات المغربية والفرنسية. كما عمل كمساعد مونتير في بعض الأفلام القصيرة. تم اختيار فيلمه القصير مقهى الصيادين (2007) للمشاركة في بعض المهرجانات الكبرى، ومنهم مهرجان لوكارنو السينمائي.

 

####

 

ندوة حوارية مع أكشاي كومار في البحر الأحمر السينمائي الدولي

مسافات/ البلاد

رحب اليوم مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي الذي يقام برعاية ڤوكس سينما ومجموعة إم بي سي والخطوط الجوية السعودية بالممثل والمنتج ونجم الحركة والإثارة أكشاي كومار، حيث قام مدير البرنامج الدولي في المهرجان كليم أفتاب باستضافة الندوة في مقر المهرجان في جدة البلد المدرجة إرثاً عالمياً وفق منظمة اليونيسكو، والتي تقع على الشاطئ الشرقي للبحر الأحمر.

ناقش كومار خلال الجلسة مسيرته المهنية اللامعة وتطور بوليوود، وكذلك الآمال التي لديه في التعاون بين بوليوود وصناعة الأفلام الناشئة في المملكة العربية السعودية في المستقبل. وقال أكشاي كومار: "سوف أنصح كل زملائي بالقدوم  للمملكة العربية السعودية وتصوير أعمالهم فيها".

يذكر أن كومار قام بتقديم أكثر من مئة فيلم منذ أن فاتته رحلة القطار المتجه إلى بانغالور وقرر الذهاب إلى استوديو أفلام بدلاً من ذلك.

وكان أول نجاح له في عام 1992 في فيلم الرعب والإثارة ”خيلادي“، الذي كان السبب وراء شهرته ونجوميته حتى أطلق عليه لقب"جاكي شان الهند". منذ ذلك الحين، تنوعت أدوار كومار بين الأفلام العاطفية والكوميدية والدرامية، وحاز على جائزة المهرجان الوطني السينمائي كأفضل ممثل لعام 2016. كما تم تكريمه بإعطائه وسام ”بادما شري“، رابع أعلى جائزة مدنية في الهند للمساهمة في الفنون السينمائية.

 

البلاد البحرينية في

11.12.2021

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004