ملفات خاصة

 
 
 

مهرجان البحر الأحمر..

القضية الفلسطينية حاضرة بقوة رغم محاولات الطمس

كتب: علا الشافعي

مهرجان البحر الأحمر السينمائي

الدورة الأولى

   
 
 
 
 
 
 

دائمًا ما كانت قضية فلسطين حاضرة بقوة في السينما العربية من خلال معالجات مختلفة للقضية رصدتها السينما وأرخت لها ولمعاناة الفلسطنيين واغتصاب الأرض، والمقاومة الفلسطينية التي تبدلت صورها واختلفت، أحيانًا يكون الحضور قويًا وملفتًا للنظر وفي أحيان أخرى يكون خافتًا، ولكن في الدورة الأولى من مهرجان البحر الأحمر السينمائي الذي ينعقد في الفترة من (6 ديسمبر وحتى الـ15 من الشهر نفسه)، تبدو فلسطين حاضرة من خلال تنويعات مختلفة ورؤى متباينة لعدد من المخرجين.

بعض هذه الرؤى جاءت مخيبة للآمال وتضرب في صلب القضية الفلسطينية، حيث تحمل معالجاتها الدرامية الكثير من الميوعة الفنية وتخضع لتوازنات وهوى التمويل الغربي، وكأنّ هناك «باترون» لرسائل فيلمين، من الأفلام المعروضة (صالون هدى، وأميرة) يتضمن ضرورة التعايش في مجتمع واحد نساء يعانينّ من الذكورية وهو ما يكون مبررًا لما يرتكبن من أفعال سواء كانت الخيانة أو الهرب، وهو ما تمّ التعاطي معه من خلال الفيلمين، والأخرى كانت واضحة وضوح الشمس وتؤرخ للقضية وما شهدته أرض فلسطين من احتلال وانتهاكات مختلفة (فيلم فرح للمخرجة الشابة الواعدة دارين سلام التي تقدم تجربتها الروائية الأولى).

عرض المخرج الفلسطيني هاني أبو أسعد فيلمه الجديد «صالون هدى» المأخوذة قصته من واقعة حقيقية عن امرأة فلسطينية صاحبة صالون تجميل يقع في بيت لحم، كانت تستخدمه لتخدير النساء والفتيات وتصويرهن في أوضاع مخلة، لتقوم باستغلالهنّ بعد ذلك للعمل لصالح مخابرات العدو الصهيوني. واحدة من هؤلاء الفتيات لم تتحمل الوضع وانتحرت تاركة رسالة كشفت فيها الحقيقة وروت ما تعرضت له.

من تلك الواقعة الحقيقية نسج أبو أسعد الصياغة الدرامية لفيلمه حيث تبدأ الأحداث مع ريم الشابة المتزوجة حديثًا (ميساء عبدالهادي)، وتحمل رضيعتها على كتفها وتذهب إلى هدى (منال عوض) التي تجمعها بها سابق معرفة، لتغيير في «لوك» شعرها وتبدأ هدي في سؤالها عن حياتها الزوجية، وهل تغير زوجها أم لا وتؤكد لها ريم أنها غير سعيدة لأنها محل شك من زوجها طوال الوقت.

تختار«هدى» نوعية واحدة من النساء وهن الباحثات عن الأمان والاحتواء، هي تختار من ذقن وجع الخذلان انطلاقا من تجربتها الشخصية مع زوجها.

وتضع هدى المخدر لـ«ريم» في فنجان القهوة، وبالفعل تصورها وتبدأ في ابتزازها، تخرج ريم من الصالون غير قادرة على استيعاب ما حدث معها، ومن تلك اللحظة تعاني «ريم» من صراعات مختلفة صراعها النفسي وما تعرضت له من اغتصاب تحت المخدر، وصرعها مع زوجها الذي يشك فيها باستمرار، وخوفها من أن تكشفها المقاومة وقتها ستوصم بالخيانة، رغم أنَّها فعليا لم ترتكب أي شيء حيث ألقت المقاومة القبض على هدى في اليوم التالي من ذهاب ريم إليها، لتسير الأحداث بعد ذلك في خطين متوازيين: ريم وصراعها متعدد الجوانب وبحث المقاومة عنها، والتحقيق مع هدى من جانب رجل المقاومة حسن (علي سليمان)، وهي المشاهد التى تم تصويرها بشكل مسرحي وفي مكان مغلق وبإضاء خافتة لتعكس حالة الاختناق أو الرغبة في الخلاص التي يعيشها كل من هدى الخائنة ورجل المقاومة الذي سبق وخان صديق عمره وأبلغ عنه.

تلك المشاهد كان من الممكن أن تنفذ بشكل أكثر جمالية وثراءً بصريًا ولكن للأسف جاء تنفيذها شديد السذاجة، وبحوار مباشر أقرب إلى لغة الخطابة، ويحمل إدانة للمقاومة، وللخائنة أيضًا حيث تقوم «هدى» المتهمة بخيانة شعبها بتشريح رجل المقاومة لدرجة أنَّها تقول له «لو ماكنا احنا مجتمع ظالم ما كان حصل فينا هيك)، وكأن الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين كان لهذا السبب! وهل أصبحت الخيانة أمرًا يحتمل وجهات النظر؟».

فيلم «صالون هدى» مخيب للآمال حقًا ويجعلنا نتساءل عما جرى للمخرج صاحب «الجنة الآن»، و«عمر» الذي سبق وحصل على جوائز عالمية مهمة سواء الجولدن جولوب، أو من مهرجان كان السينمائي الدولي، فهل أصبح التواجد عالميًا أهم إليه من قضيته التي كانت هي مفتاح دخوله إلى العالم.

«صالون هدى» من تأليف وإخراج هاني أبو أسعد، وإنتاج أميرة دياب ومحمد حفظي وبطولة على سليمان، ومنال عوض وميساء عبد الهادي.

للحديث بقية عن فيلم «فرحة» الذي تروي مخرجته عن فلسطين التي نعرفها.

 

الوطن المصرية في

09.12.2021

 
 
 
 
 

"صالون هدى" يفجر قضايا الولاء والخيانة في مهرجان البحر الأحمر

مخرج الفيلم: الأحداث حقيقية وتشبه قنبلة موقوتة تخلق حالة من التوتر

نجلاء أبو النجا صحافية

وسط حضور فني ونقدي كبير، افتتح فيلم "صالون هدى"، للمخرج الفلسطيني هاني أبو أسعد، أول أيام فعاليات مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي في دورته الأولى. وعُرض الفيلم مرتين في يوم واحد، حيث خُصّص عرض للنقاد والإعلام، بالإضافة إلى عرض آخر رسمي أقيمت له مراسم السجادة الحمراء بحضور مخرج الفيلم وأبطاله، بالإضافة إلى نخبة من النجوم المصريين والعرب، منهم يسرا ولبلبة وليلى علوي وإلهام شاهين وهند صبري وصبا مبارك، وإيناس الدغيدي.

"صالون هدى"

وسبّب فيلم "صالون هدى" حالة كبيرة من الجدل في أول أيام المهرجان، إذ يدور حول مفاهيم وطنية عدة، ونقلت تفاصيله أحداثاً حقيقية، ويتعرض لفكرة الاختيار ما بين الولاء والخيانة.

ولعب بطولة العمل نجوم كبار، منهم علي سليمان، ومنال عوض، وميساء عبدالهادي، بينما أخرجه وأنتجه هاني أبو أسعد، وشارك بالإنتاج أميرة دياب ومحمد حفظي.

الأحداث الرئيسة

وتبدأ الأحداث الرئيسة في محل لتصفيف الشعر في بيت لحم، تمتلكه سيدة تدعى هدى، تعاني أزمات شخصية، مثل هجران أولادها لها، وزوجها، وشعورها بالوحشة، فتتحالف هدى ضد وطنها، وتقوم بتصوير النساء المترددات على الصالون بعد تخديرهن بأوضاع مخلة، ثم تقوم بابتزازهنّ للعمل ضد وطنهنّ. وتتصاعد الأمور عندما تتردد أم شابة تدعى ريم على المحل بصورة دورية لتغيير قصة شعرها، وتقوم هدى بتصويرها في مواضع مخلة، ثم تحاول ابتزازها لتقوم بما هو ضد مبادئها، فيتعين على ريم أن تختار بين شرفها وخيانة بلدها. وتتصاعد الأحداث بخلافاتها مع زوجها يوسف وعائلته التي لا تتفق معها أبداً، وتصدم ريم عندما تصارح زوجها بحجم الكارثة، إذ يتخلى عنها، ويتركها تواجه مصيراً مجهولاً.

قنبلة موقوتة

وقال المخرج هاني أبو أسعد لـ "اندبندنت عربية"، "من منظور فني، يمثل فيلم "صالون هدى"، ذروة التقاء قوتين متناقضتين، وهما الولاء والخيانة، من خلال توليفها في رؤية مشوقة، فشخصية هدى خائنة، وتحاول بيع ولاء الأخريات بطرق شديدة الدونية. والفيلم مأخوذ عن أحداث حقيقية، ونادراً ما أجد قصة مستوحاة من أحداث حقيقية تنطوي على تناقضات، وكان يهمني أن تكون مسلية بصورة طبيعية، وفي الوقت نفسه أحداثها عاصفة ومتصاعدة كقنبلة موقوتة، لتضمن خلق حالة من التوتر الفني والتعاطف والكره والحب والتوقعات، كما يمكنك أيضاً التورط معها عاطفياً، إذ تتعاطف بوضوح مع البطل مثلما حدث مع ريم بطلة العمل التي رفضت بيع ولائها على الرغم من عنف الظروف وحجم الابتزاز المفرط، كما يتمحور سيناريو الفيلم حول الولاء والخيانة، وما إذا يمكن للولاء أن يوجد دون خيانة".

مترو الأنفاق

ووصف أبو أسعد أحداث العمل بأنها أشبه بـ "مترو الأنفاق، لأنه يمثل بالضبط صراع الأحداث بين تحت الأرض وفوقها. ففي مترو الأنفاق تشعر أنك مجبر على اتخاذ طريق واحد، ومن الصعب تغييره، لكن فوق الأرض تكون فرص الاختيار أكبر. وهكذا نعتقد جميعاً، لكن في الحقيقة كل منا يسكنه نفق ما على المستوى الشخصي يشبه مترو الأنفاق نفسه من حيت الإجبار على بعض المسارات في الغالب".

وعن اختيار الممثلين قال أبو أسعد، "عندما كنت أكتب السيناريو، وجدت في ذهني بعض الممثلين بعينهم للأدوار الرئيسة، مثل علي سليمان في دور حسن، ومنال عوض بشخصية هدى، بينما تجسدت شخصية ريم في عقلي، ووجدت أمام عيني صورة ميساء عبدالهادي، لهذا أعتبر هذا العمل تجربة مغايرة تماماً في اختيار الممثلين، ولم يحدث الأمر ذاته في اختيار الممثلين في أعمالي السابقة".

تجارب عالمية

هاني أبو أسعد سيناريست ومخرج فلسطيني، يعد من بين أشهر وأهم المخرجين العرب المعاصرين، وتضم قائمة أعماله أفلاماً عربية حققت نجاحاً دولياً مثل فيلم "الجنة الآن" (2005)، الذي رشح لـجائزة "أوسكار أفضل فيلم أجنبي"، وفاز بالـ"غولدن غلوب"، وفيلم "عمر" (2013)، والذي ترشح للأوسكار أيضاً كأفضل فيلم أجنبي. وفي عام 2017، أخرج أول أفلامه العالمية في هوليود وهو فيلم "The Mountain Between Us"، من بطولة النجمة كيت وينسلت وإدريس إلبا. وافتتح الفيلم مهرجان القاهرة السينمائي الدولي الـ 39.
وعن الجوائز العالمية التي نالها قال أبو أسعد قال، "بالطبع أعتبر الجوائز خطوة مهمة في حياة أي صانع للسينما، لكن تفاعل الجمهور مع أعمال المخرج هو الأكثر أهمية، فما فائدة الجوائز إذا لم يحب عملك الناس ويتفاعلون معه".

فرق التركيز

وبالنسبة إلى التجارب العالمية التي خاضها، وهل يوجد فرق كبير بين العمل في الوطن العربي في صناعة السينما والفن وبين هوليوود وأوروبا، قال أبو أسعد، "أكيد هناك فرق، لكن ليس في حجم المواهب أو الإحساس الفني، ولكن توجد طريقة عمل مختلفة وأكثر انضباطاً، ففي أميركا يكون العمل مركزاً ومنظماً أكثر، وينصب التركيز والإرهاق في صناعة الفيلم، وليس الاهتمام بتفاصيل فرعية". وختم حديثه بالكشف عن نيته تقديم فيلم مصري قريباً، وقال إن اتفاقاً حدث بالفعل أخيراً أثناء وجوده في مهرجان القاهرة السينمائي الأخير، وإن الإعلان عن تفاصيل العمل سيتم قريباً.

كذلك قال المنتج والسيناريست محمد حفظي، المشارك في إنتاج فيلم "صالون هدى"، "فخورون بمشاركتنا في إنتاج فيلم بهذا الحجم، ويضم أبرز الأسماء في صناعة السينما العربية، وبقيادة مخرج بحجم هاني أبو أسعد الذي ذهبت أفلامه إلى أهم المهرجانات الدولية".

مهرجان "تورنتو"

يذكر أن فيلم "صالون هدى" عُرض في مهرجان "تورنتو" الأخير، ونال إشادات نقدية، ووصفته بعض الصحف العالمية بأنه يعيد أفلام الغموض في هوليوود من حقبة الأربعينات إلى الحياة، من حيث تصاعد الأحداث بتشويق كبير، بالإضافة إلى سرعة الإيقاع وبساطة الموضوع وجودة التمثيل. وذكرت بعض الصحف أن "هذا العمل يشبه أفلام هيتشكوك لأنه فيلم مليء بالتقلبات العاطفية بأجمل طريقة ممكنة ولا يهدر ثانية، فيتحول من محادثة بسيطة إلى دراما مرعبة".

 

الـ The Independent  في

09.12.2021

 
 
 
 
 

بعد الهجوم عليه | بيان من أسرة فيلم «أميرة»

أحمد السنوسي

أصدرت أسرة فيلم أميرة، بيانا صحفيا بعد الهجوم على العمل وصناعه بسبب تشكيكه في نسب أطفال "النطف"  المهربة من السجون.

وجاء البيان كالتالي

منذ بداية عرض الفيلم في سبتمبر ٢٠٢١ في مهرجان فينيسيا و الذي تبعه عرضه في العالم العربي في مهرجاني الجونة و قرطاج و شاهده آلاف من الجمهور العربي و الفلسطيني و العالمي، كان الإجماع دائماً أن الفيلم يصور قضية الأسرى بشكل إيجابي و انساني وينتقد الاحتلال بوضوح.

وكان من المفهوم تماماً لأسرة الفيلم حساسية قضية تهريب النطف و قدسية أطفال الحرية و لهذا كان القرار التصريح بأن قصة الفيلم خيالية ولا يمكن أن تحدث، فالفيلم ينتهي بجملة تظهر على الشاشة تقول “منذ ٢٠١٢ ولد أكثر من ١٠٠ طفل بطريقة تهريب النطف، كل الأطفال تم التأكد من نسبهم، طرق التهريب تظل غامضة".

ولم تترك أسرة الفيلم الأمر للتأويل، بل أكدت بهذه الجملة أن الفيلم خيالي وأن طريقة التهريب الحقيقية غير معروفة، بل إن عمر البطلة في الفيلم ١٨ عاماً يتنافى منطقياً مع بداية اللجوء لتهريب النطف في ٢٠١٢.

الفيلم يتناول معاناة و بطولات الأسرى و أسرهم  و يظهر  معدن الشخصية الفلسطينية التي دوماً ما تجد طريقة للمقاومة و الاستمرار، و يحاول أن يغوص بعمق في أهمية أطفال الحرية بالنسبة للفلسطينين.

اختيار الحبكة الدرامية الخاصة بتغيير النطف جاء ليطرح سؤال وجودي فلسفي حول جوهر معتقد الانسان و هل سيختار نفس اختياراته لو ولد كشخص آخر. و الفيلم مرة أخرى ينحاز لفلسطين،فالبطلة أميرة تختار أن تكون فلسطينية و تختار أن تنحاز للقضية العادلة. و الفيلم يشجب و يدين ممارسات الاحتلال المشار إليها بشكل صريح  في الجريمة التي يتناولها الفيلم.

الحديث فقط عن هذه الحبكة الخيالية خارج سياق الفيلم الذي ينحاز للسردية الوطنية الفلسطينية، هو اقتطاع منقوص و يرسم صورة عكسية غير معبرة عن الفيلم.

الفيلم من بطولة كوكبة من الفنانين الفلسطينين والأردنيين المشهود لهم بالوطنية و لهم تاريخ طويل في الدفاع عن القضية الفلسطينية و نقلها للعالم و دافعهم الوحيد للاشتراك في الفيلم هو إيمانهم بأهمية رسالة الفيلم الذي هو في النهاية رؤية و مسؤولية مخرجه

أسرة الفيلم تتفهم الغضب الذي اعترى الكثيرين على مايظنونه إساءة للأسرى و ذويهم، و هو غضب وطني  نتفهمه و لكن كنا نتمنى أن تتم مشاهدة الفيلم قبل الحكم عليه نقلاً او اجتزائاً.

و أخيراً فإن الهدف السامي الذي صنع من أجله الفيلم لا يمكن أن يتأتى على حساب مشاعر الأسرى و ذويهم و الذين تأذوا بسبب الصورة الضبابية التي نسجت حول الفيلم

نحن نعتبر أن الأسرى الفلسطينيين ومشاعرهم هم الأولوية لنا وقضيتنا الرئيسية، لذلك سيتم وقف أي عروض للفيلم، ونطالب بتأسيس لجنة مختصة من قبل الأسرى وعائلاتهم لمشاهدته ومناقشته. نحن مؤمنين بنقاء ما قدمناه في فيلم أميرة، دون أي إساءة للأسرى والقضية الفلسطينية.

 

####

 

الأردن تسحب فيلم «أميرة» من ترشيحات الأوسكار

هشام خالد السيوفي

قررت الهيئة الملكية الأردنية للأفلام، الجهة الرسمية في البلاد المخولة لتقديم الأفلام للترشح في جوائز الأوسكار، سحب فيلم "أميرة" من سباق جوائز الأوسكار 2022.

نقدر قيمة الفيلم الفنية ونؤمن أنه لا يمسّ بأي شكل من الأشكال بالقضية الفلسطينية ولا بقضية الأسرى؛ بل على العكس، فإنه يسلط الضوء على محنتهم ومقاومتهم وكذلك توقهم لحياة كريمة على الرغم من الاحتلال.

وكان هذا أيضا رأي أعضاء لجنة الاختيار المستقلة، التي تم تشكيلها من قبل الهيئة الملكية للأفلام، والتي اختارت فيلم "أميرة" من بين أفلام أخرى ليمثل المملكة.

عُرض فيلم "أميرة" بنجاح في العديد من المهرجانات السينمائية الدولية، مهرجان البندقية (إيطاليا) والجونة (مصر) وقرطاج (تونس)، وكذلك في مهرجان كرامة لأفلام حقوق الإنسان في عمّان. وقد فاز بجائزتين دوليتين في البندقية.

لكن في ظل الجدل الكبير الذي أثاره الفيلم وتفسيره من طرف البعض بأنه يمسّ بالقضية الفلسطينية واحتراما لمشاعر الأسرى وعائلاتهم، قررت الهيئة الملكية للأفلام العدول عن تقديم "أميرة" لتمثيل الأردن في جوائز الأوسكار.

أصدرت أسرة فيلم أميرة، بيانا صحفيا بعد الهجوم على العمل وصناعه بسبب تشكيكه في نسب أطفال "النطف"  المهربة من السجون.

وجاء البيان كالتالي

منذ بداية عرض الفيلم في سبتمبر ٢٠٢١ في مهرجان فينيسيا و الذي تبعه عرضه في العالم العربي في مهرجاني الجونة و قرطاج و شاهده آلاف من الجمهور العربي و الفلسطيني و العالمي، كان الإجماع دائماً أن الفيلم يصور قضية الأسرى بشكل إيجابي و انساني وينتقد الاحتلال بوضوح.

وكان من المفهوم تماماً لأسرة الفيلم حساسية قضية تهريب النطف و قدسية أطفال الحرية و لهذا كان القرار التصريح بأن قصة الفيلم خيالية ولا يمكن أن تحدث، فالفيلم ينتهي بجملة تظهر على الشاشة تقول “منذ ٢٠١٢ ولد أكثر من ١٠٠ طفل بطريقة تهريب النطف، كل الأطفال تم التأكد من نسبهم، طرق التهريب تظل غامضة".

ولم تترك أسرة الفيلم الأمر للتأويل، بل أكدت بهذه الجملة أن الفيلم خيالي وأن طريقة التهريب الحقيقية غير معروفة، بل إن عمر البطلة في الفيلم ١٨ عاماً يتنافى منطقياً مع بداية اللجوء لتهريب النطف في ٢٠١٢.

الفيلم يتناول معاناة و بطولات الأسرى و أسرهم  و يظهر  معدن الشخصية الفلسطينية التي دوماً ما تجد طريقة للمقاومة و الاستمرار، و يحاول أن يغوص بعمق في أهمية أطفال الحرية بالنسبة للفلسطينين.

اختيار الحبكة الدرامية الخاصة بتغيير النطف جاء ليطرح سؤال وجودي فلسفي حول جوهر معتقد الانسان و هل سيختار نفس اختياراته لو ولد كشخص آخر. و الفيلم مرة أخرى ينحاز لفلسطين،فالبطلة أميرة تختار أن تكون فلسطينية و تختار أن تنحاز للقضية العادلة. و الفيلم يشجب و يدين ممارسات الاحتلال المشار إليها بشكل صريح  في الجريمة التي يتناولها الفيلم.

الحديث فقط عن هذه الحبكة الخيالية خارج سياق الفيلم الذي ينحاز للسردية الوطنية الفلسطينية، هو اقتطاع منقوص و يرسم صورة عكسية غير معبرة عن الفيلم.

الفيلم من بطولة كوكبة من الفنانين الفلسطينين والأردنيين المشهود لهم بالوطنية و لهم تاريخ طويل في الدفاع عن القضية الفلسطينية و نقلها للعالم و دافعهم الوحيد للاشتراك في الفيلم هو إيمانهم بأهمية رسالة الفيلم الذي هو في النهاية رؤية و مسؤولية مخرجه

أسرة الفيلم تتفهم الغضب الذي اعترى الكثيرين على مايظنونه إساءة للأسرى و ذويهم، و هو غضب وطني  نتفهمه و لكن كنا نتمنى أن تتم مشاهدة الفيلم قبل الحكم عليه نقلاً او اجتزائاً.

و أخيراً فإن الهدف السامي الذي صنع من أجله الفيلم لا يمكن أن يتأتى على حساب مشاعر الأسرى و ذويهم و الذين تأذوا بسبب الصورة الضبابية التي نسجت حول الفيلم

نحن نعتبر أن الأسرى الفلسطينيين ومشاعرهم هم الأولوية لنا وقضيتنا الرئيسية، لذلك سيتم وقف أي عروض للفيلم، ونطالب بتأسيس لجنة مختصة من قبل الأسرى وعائلاتهم لمشاهدته ومناقشته. نحن مؤمنين بنقاء ما قدمناه في فيلم أميرة، دون أي إساءة للأسرى والقضية الفلسطينية.

 

####

 

مهرجان البحر الأحمر يمنع فيلم «أميرة» من العرض بعد هاشتاج فلسطيني

بوابة أخبار اليوم ـ كتب- مراد منصور

قرر مهرجان البحر الأحمر السينمائي بجدة في دورته الأولى، إيقاف عرض الفيلم الأردني "أميرة" للمخرج المصري محمد دياب، من العرض، وذلك بحسب ما أكد مدير البرامج العربية وكلاسيكيات الأفلام في مهرجان البحر الأحمر السينمائي، أنطوان خليفة، وذلك رغم عرض الفيلم أمس ضمن فعاليات المهرجان وإصدار تذاكر اليوم بعرضه في الـ6:15 بتوقيت الرياض، وهو ما تم إلغائه لاحقا

ورفض نجوم العمل وصناعه التصريح برأيهم عن أسباب المنع وموقفهم من هذا القرار، وعلى رأسهم صبا مبارك وعلي زهران.

وجاء التصريح الوحيد من الفنان الأردني منذر رياحنة الذي صرح أن إيقاف عرض الفيلم أمر خاطئ ومن المفترض أن يفسحوا المجال للناس بأن تشاهد وتقرر رأيها، وأضاف: "أنا قريب من فريق العمل وأعلم جيداً حبهم لوطنهم ووطنيتهم".  

كان فيلم "أميرة" قد أثار الكثير من الجدل بين مدافع ومهاجم عنه وعن القضية التي يتناولها، والتي تتناول فكرة نقل النطف من الأسرى الفلسطنيين لزوجاتهم، حيث يقوم جندي إسرائيلي بإستبدال نطفة سجين بنطفة منه لتحمل زوجة الأسير من الجندي بدلا من زوجها، حيث أنطلقت مطالبات منذ فترة بمنع عرض الفيلم عبر نشطاء على السوشيال ميديا من فلسطين والأردن.

وطالبت أغلبها بمنع عرض الفيلم الذي سيمثل الأردن في مسابقة "الأوسكار" المقبلة، قبل أن ينطلق هاشتاج مؤخرا بعنوان "إسحبوا فيلم أميرة" الذي هاجم مهران البحر الأحمر لعرضه الفيلم والاحتفاء بصناعه.

أسرة الفيلم قالت في بيان نشرته أنهم قصدوا ببعض العبارات التي وردت على لسان أبطاله أن يثبتوا بأنه خيالي، و"إن عمر البطلة في الفيلم 18 عاماً يتنافى منطقياً مع بداية اللجوء لتهريب النطف في 2012".

الجدير بالذكر أنه سبق وأعلن مخرج العمل محمد دياب وقف عرض الفيلم و طالب بتأسيس لجنة مختصة من قبل الأسرى وعائلاتهم لمشاهدته ومناقشته.

 

####

 

ليلى علوي من جدة: «المغتصبون» أصعب أدواري.. وهذا سر قبلة يوسف شاهين

بوابة أخبار اليوم ـ كتب: مراد منصور

في ندوة تكريمها بالدورة الأولى لمهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي بمدينة جدة، صرحت النجمة ليلى علوي بأنها سعيدة بتكريمها في أولى دورات أول مهرجان سعودي سينمائي، مؤكدة أن الجمهور السعودي له مكانة خاصة لديها؛ لأن جزء من نجاحها في الثمانينات والتسعينيات كانت عبر نقل أفلامها إلى تقنية الفيديو التي كانت منتشرة في الخليج العربي خاصة السعودية.

وتحدثت ليلى عن عدة تجارب في مسيرتها السينمائية، حيث قالت إن دورها في فيلم "المغتصبون" هو الأصعب في مسيرتها، وأصابها بمضاعفات نفسية عديدة عقب تصويره بسبب اندماجها مع الشخصية التي جسدتها، لكنها كانت سعيدة بنجاح وتأثير الفيلم الذي غير في قوانين محاكمة المتهمون بالاعتداء الجنسي لتصل إلى درجة الإعدام، كما فتح الباب لمناقشة قضايا نسائية أخرى مثل التحرش.

وعن تجربتها مع المخرج شريف عرفة والسيناريست ماهر عواد، قالت إنها من أفضل مسيرتها الفنية حيث قدموا أفلام "الأقزام قادمون" و"سمع هس" و"يا مهلبية يا"، وأن الأعمال الثلاثة كانت مشروع طويل الأمد لمناقشة قضايا الفقراء والمهمشين لكن بشكل موسيقي ترفيهي حتى لا تخرج الأعمال بشكل كئيب، وصححت ليلى خطأ متداول بأنها منتجة فيلم "سمع هس" حيث أكدت أن منتجين العمل هم ممدوح عبد العليم وشريف عرفة وماهر عواد، وذلك لتحمسهم للعمل الذي رفض كثير من المنتجين تمويله خوفا من عدم تقبل الجمهور فكرة فيلم موسيقي، لكنها أكدت أنها منتجة فيلم "سمع هس" وأن فكرة تقديم العمل جاءت بعد زيارتها الأولى لمهرجان "كان" حيث شاهدت تطور السينما والمنافسة الكبيرة لتنتهي بأن تقرر إعادة مصر للمشاركة في المحافل الدولية خاصة "كان" الذي كان حلم حياتها.. مضيفة أن الحلم تحقق حينما سافرت مع المخرج العالمي يوسف شاهين إلى "كان" حينما كانت ضمن أبطال فيلمه "المصير" والذي حصل عنه على تكريم خاص من المهرجان ليقبلها وقتها ويقول لها "وشك حلو عليا".

ليلى صرحت أيضا أن المخرج رأفت الميهي هو أحد أفضل من تعاملت معه من المخرجين، حيث قدمت معه أفلام "قليل من الحب كثير من العنف، ست الستات، تفاحة" لكن يبقى التجربة الأولى في "قليل من الحب" هي الأقرب إلى قلبها حيث حصلت عنه على جائزة أفضل ممثلة بمهرجان القاهرة السينمائي عام 1994.

وعن فيلم "يا دنيا يا غرامي" قالت ليلى أن نجاح الفيلم يعود الفضل فيه إلى الميهي أيضا الذي تحمس للمخرج والمؤلف مجدي أحمد علي وأنتج له الفيلم الذي كان من المنتظر تقديم جزء ثاني منه لكن "كورونا" منعت تنفيذ الفكرة التي تحولت لاحقا من فيلم إلى مسلسل لكن مصيره لازال معلق.

في نهاية كلمتها قالت ليلى أنها راضية عن مسيرتها تماما، مؤكدة أنها لازالت تحلم بتقديم فيلم غنائي جديد من إنتاجها، كما قالت أنها تحلم بتجسيد العديد من الشخصيات النسائية مثل "روز اليوسف، هدى شعراوي" وتقديم كليوباترا بمعالجة سينمائية جديدة.

 

####

 

نيللي كريم وزوجها: سعداء بلقاء الأمير سلطان بن سليمان ووعدنا بزيارة مصر قريبًا

أحمد السنوسي

عادت النجمة نيللي كريم من مدينة جدة السعودية بعد حضورها افتتاح أولى دورات مهرجان البحر الأحمر بجدة، برفقة زوجها بطل العالم في الإسكواش هشام عاشور.

عبرت نيللي عن سعادتها لتواجدها في لحظة تاريخية مثل هذه وبلقاء الأمير سلطان بن سلمان أول رائد فضاء عربي ومسلم في التاريخ ورئيس هيئة الفضاء السعودية ومستشار الملك سلمان.

وعبرت نيللي عن إعجابها بالأمير وسعة علمه وكونه محبوب الشباب السعودي وقدوته.

أما عاشور قال إن الأمير أكد له أنه يزور مصر قريبًا وأنه لمس في حديثه معه مدى حب سموه للشعب المصري والاحترام لمكانة مصر وقدرها، وانبهر بتواضع الأمير وثقافته الكبيرة.

تبدأ نيللي قريبًا تصوير مسلسلها الرمضاني الجديد أحوال شخصية الذي يكتبه إبراهيم عيسى ويخرجه ماندو العدل.

وأوشكت النجمة نيللي كريم على الانتهاء من تصوير مشاهدها الأخيرة في مسلسلها الجديد «الجسر»، والذي يشاركها في بطولته الفنان عمرو سعد ومن المقرر عرضه قريبًا من تأليف إبراهيم عيسى وإخراج ماندو العدل.

وتظهر نيللى في دور زعيمة مستعمرة تستولي على المنطقة التي تعيش فيها، وتدخل في صراعات بعدها مع عمرو سعد، لتتوالى الأحداث في إطار من الكوميديا والدراما، حول ما وصل إليه البشر بعد انتهاء الحياة على كوكب الأرض، ومن المقرر عرضه على إحدى المنصات الإلكترونية خلال الفترة المقبلة.

وتستعد النجمة نيللي كريم لخوض موسم دراما رمضان المقبل لعام 2022 بتصوير مسلسلها الجديد الذي يحمل عنوان مبدئي «أحوال شخصية»، وسوف يتم تغييره بعد الاستقرار على أبطاله، وينتمي المسلسل لنوعية الدراما الإجتماعية ومعاناة المرأة، والمسلسل تأليف إبراهيم عيسى، وإخراج ماندو العدل.

وبدأ صناع العمل فى التحضيرات الأولية والمبدئية مع رسم الشخصيات الرئيسية للمسلسل استعداداً لانطلاق تصويره خلال الفترة المقبلة.

ويلتقى المخرج ماندو العدل مع نيللي كريم للمرة الثانية في الدراما، بعدما قدما سويًا مسلسل «لأعلى سعر» الذى لاقي نجاحًا كبيرًا وعرض عام 2017، وشارك في بطولته زينة، أحمد فهمى، نبيل الحلفاوي، سارة سلامة، وأخرون، تأليف مدحت العدل.

وتنتظر الانتهاء من تصوير دورها في الفيلم الملحمي الوطني السرب.

 

بوابة أخبار اليوم المصرية في

09.12.2021

 
 
 
 
 

ستة أفلام مغربية تشارك في مهرجان البحر الأحمر بالسعودية

·        المغرب يحضر بقوة في مهرجان البحر الأحمر بستة أفلام بين روائية طويلة وقصيرة ووثائقي عن الكاتب بوول بولز.

جدة (السعودية) – تحضر السينما المغربية بكثافة في مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي في دورته الأولى التي افتتحت في السادس من ديسمبر الجاري في مدينة جدة السعودية بعدد من الأفلام الطويلة والقصيرة لعدد من المخرجين المغاربة.

ومن الأفلام المشاركة “علّي صوتك” للمخرج المغربي نبيل عيوش، وتمّ عرضه في المسابقة الرسمية في مهرجان كان السينمائي، واختير لتمثيل المغرب في جوائز أوسكار أفضل فيلم أجنبي للعام 2021.

ويتناول الفيلم قصة مغني راب سابق يعيّن معلما في مركز لتنمية المواهب بأحد الأحياء الشعبية في الدار البيضاء، حيث يلتقي بمجموعة من المراهقين يعيشون ظروفا اقتصادية صعبة مع تشتّت أفكارهم غير الناضجة، لكنهم بمساعدة المعلم الجديد يحاولون التعبير عن أنفسهم بموسيقى الهيب هوب وتحدّي مشكلاتهم الاجتماعية بشكل مختلف.

والفيلم من بطولة أنس بسبوسي ومجموعة من المواهب الشابة تتراوح أعمارهم بين 12 و18عاما. وبجانب الإخراج كتب سيناريو الفيلم نبيل عيوش بالتعاون مع زوجته المخرجة والممثلة مريم توزاني.

حضور مغربي هام في المهرجان

ويبدأ الفيلم بمشهد دخول معلم الموسيقى إلى حي سيدي مؤمن بسيارته الصغيرة التي يتّخذها منزلا متنقلا وهو يدخن سيجارة بمنتهى التململ بحثا عن موقع “مركز النجوم”. وفي الختام يتكرّر المشهد لكن المغادرة تكون على وقع موسيقى صاخبة في الخلفية تعكس الفارق الذي صنعه هذا الرجل في المكان خلال مدة قصيرة.

وما بين دخول الحي والخروج منه رحلة تعتمد بشكل رئيسي على الحوار الدائر معظم الوقت بين المعلم وتلاميذه والأفكار المتبادلة، حيث يحاول حثهم على التعبير عن أنفسهم بكتابة كلمات الأغاني وتقديمها بكامل طاقتهم الصوتية والجسدية بدلا من الخوض في مشكلات مع آخرين يمارسون عليهم سلطات رقابية اجتماعية أو دينية.

ورغم أن الفيلم يدور داخل مركز للمواهب وتعليم الفنون، فإنه لم يوظف الأغاني والرقصات بشكل مبالغ فيه، ليقتصر دورها على التعبير عن مواهب التلاميذ وتقلب أمزجتهم في البداية ثم استخدامها لاحقا في التعامل مع الضغوط المحيطة بهم ومواجهة العنف ضدهم بالفن.

وتصل الأحداث إلى ذروتها عندما يعتزم المعلم تنظيم حفل لتلاميذه على مسرح المركز، لكن بعض سكان الحي الذي سبق وخرجت منه معظم العناصر المتطرفة التي نفّذت هجوم الدار البيضاء الدامي عام 2003 يداهمون المكان وينهون الحفل، فيجد المعلم نفسه مضطرا للمغادرة حتى لا يُغلق المركز تماما.

كما يشارك المخرج كريم الدباغ بفيلمه الجديد “بين الأمواج”، والمخرج عدنان بركة بفيلمه “شظايا السماء”، والمخرج هشام عيوش بفيلمه “عبد لينو”.

وفي مسابقة الأفلام القصيرة، تشارك المخرجة المغربية ريم مجدي بفيلمها “لعبة” ويروي قصة فتاة في 11 من عمرها، تواجه تجربة مؤلمة، وهي تلعب كرة القدم في الشارع، فيتحوّل ملعبها إلى ميدان للكشف عن خبايا الحياة وصراعها مع الذات والآخر.

ويشارك المخرجان كريم الدباغ وجاي بلغر بفيلم وثائقي مدته سبعون دقيقة يستعيد حياة الكاتب الأميركي بوول بولز، الذي عاش في مدينة طنجة عقودا طويلة من عمره، وفيها كتب أشهر أعماله الروائية والمسرحية وعشق الموسيقى الشعبية المغربية وقام بتوثيقها لصالح مكتبة الكونغرس الأميركي.

والفيلم يحمل عنوان “رؤوسهم خضراء وأيديهم زرقاء”، ويسرد فيه مخرجاه حياة بولز التي عاشها في طنجة وصادق فيها الكاتب المغربي الراحل محمد شكري، والكاتب الفرنسي الشهير جون جونيه.

ويضمّ الفيلم الكثير من المقطوعات الموسيقية التي تتناقل من جيل إلى جيل، وهو بمثابة سجل تاريخي وغذاء للروح يُعرض للمرة الأولى في مهرجان البحر الأحمر قبل عرضه في عدد من دول العالم.

المهرجان ينظم برنامجا مخصّصا للمخرجين والمنتجين والكتاب السعوديين والخليجيين بعنوان “أيام المواهب” بهدف دعم وصقل الجيل الجديد من الشباب السينمائيين

ويشمل برنامج الدورة التأسيسية للمهرجان مئة وثمانية وثلاثين فيلما من سبع وستين دولة، ويتنافس في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة ستة عشر فيلما فيما تتنافس في مسابقة الأفلام القصيرة ثمانية عشر فيلما.

وكان من المقرّر إقامة المهرجان في مارس 2020، لكن تفشي جائحة كورونا في العالم حال دون ذلك، وبعد تحديد نوفمبر 2021 موعدا للدورة التأسيسية تأجلت إلى ديسمبر الجاري.

وعلى مدى عشرة أيام تُقام فعاليات المهرجان في جدة التاريخية المعروفة باسم “البلد” والمدرجة ضمن قائمة مواقع التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو).

وكرّم المهرجان الذي يرفع شعار “أمواج التغيير” الممثلة الفرنسية كاترين دونوف والمخرجة والمنتجة السعودية هيفاء المنصور والممثلة المصرية ليلى علوي إضافة إلى الفرنسي جاك لانغ رئيس معهد العالم العربي في باريس.

ورغم حداثته اجتذب المهرجان عددا كبيرا من الفنانين كما انفرد بباقة من الأفلام العربية والأجنبية المنتجة حديثا منها “صالون هدى” للمخرج الفلسطيني هاني أبوأسعد و”غُدوة” للتونسي ظافر العابدين و”الابنة الضائعة” للأميركية ماغي جيلنهال.

ويُخصّص برنامج للأفلام المنتجة بتقنية الواقع الافتراضي تحت عنوان “السينما التفاعلية” يضمّ نحو عشرين فيلما تُعرض في حي جميل الذي يعدّ أحدث مجمع إبداعي في جدة.

وبالتوازي مع عروض الأفلام ينظم المهرجان “سوق البحر الأحمر” في الفترة من الثامن إلى الحادي عشر من ديسمبر والذي يهدف إلى تحفيز الإنتاج المشترك ودعم التوزيع الدولي للأفلام.

كما ينظم المهرجان يومي الثاني عشر والثالث عشر من ديسمبر برنامجا مخصّصا للمخرجين والمنتجين والكتاب السعوديين والخليجيين بعنوان “أيام المواهب” بهدف دعم وصقل الجيل الجديد من الشباب السينمائيين.

وجاء انطلاق أول مهرجان سينمائي دولي في السعودية بعد نحو ثلاث سنوات من إعادة المملكة فتح دور السينما وتشكيل العديد من المؤسسات للنهوض بقطاع الترفيه، منها هيئة الأفلام السعودية التي تأسّست في فبراير من العام الماضي.

 

العرب اللندنية في

09.12.2021

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004